أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات العامة > الملتقى العام

الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 4 كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: تراث الشيخ السيد متولى -تلاوات الفديو المرئية1600 تلاوه من انحاء العالم (آخر رد :حسن ادم)       :: طھط±ط§ط« ط§ظ„ط´ظٹط® ط§ظ„ط³ظٹط¯ ظ…طھظˆظ„ظ‰ -طھظ„ط§ظˆط§طھ ط§ظ„ظپط¯ظٹظˆ ط§ظ„ظ…ط±ط¦ظٹط©1600 طھظ„ط§ظˆظ‡ ظ…ظ† ط§ظ†ط*ط§ط، ط§ظ„ط¹ط§ظ„ظ… (آخر رد :حسن ادم)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله البعيجان الخميس 23 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري الخميس 23 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: نداء الفجر يرفعه بلال أبو الضبعات من الأقصى - الخميس 23 شوال 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن عبدالمجيد السريحي الخميس 23 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن أحمد خوجة الخميس 23 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم 22 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 22 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع شريف حمدان مشاركات 8 المشاهدات 2020  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 13 / 08 / 2011, 58 : 08 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى العام





إمام المسجد ودوره التربوي في رمضان


تكتظُّ المساجِدُ في بلادِ المسلمين وغيرِها -ولله الحمدُ والمِنَّة- بجموعٍ
غفيرة من المصلِّين في رمضان، وغالبُهم ممن لم يتعوَّدْ أداء صلاة الجماعة،
وهذا مِن خصائص الشهر الفضيل، الذي خصَّه الله بخصائصَ كثيرة عن غيره، حيث
تُصفَّد مردةُ الشياطين[1]، وتُكبَّل من الطيْش والعَبَث بعباد الله،
ورُوَّاد بيوته -سبحانه-، وتشعُّ المساجد بالنور، ونزول البَرَكات والرحمات
على أهل القِيام والصيام؛ ولهذا يستوجب مِن الواعظ وإمام المسجد الذي يَقِف
في محرابه أن يضاعِفَ من التوجيهِ والتعليم والتربية، وإظْهارِ محاسنِ
الإسلام وتعاليمه السَّمْحة، ووَفْقَ منهج سليم؛ لتخرجَ هذه الجموع من مدرسة
رمضان وقد استقامتْ على هُدَى الله، وصراطه المستقيم، وهو ما سنتكلَّمُ عليه
في تلك السُّطور -وبالله التوفيق-:
بلا شكٍّ أنَّ إمام المسجد هو داعية إلى الله، ومرشِد لعباد الله إلى ما فيه
صلاحُهم في المعاش والمعاد، ودالٌّ لهم على الخير، وهو يُدير مؤسَّسة تربوية
إصلاحية، وإنَّ المطلوب منه هو أكثرُ مِن إمامة الناس في الفرائضِ والصلوات
الخمس، ألاَ وهو التوجيه والتربية، وأن يكونَ قدوةً حسنةً في نظرِهم، وأنْ
يتفقد مَن يصلُّون خلفَه ويتابع شؤونهم، وخاصة في مواسمِ الخيرات كرمضان
وأيام العيدين ونحوها؛ لأنَّها أيامُ هِمَّة ونشاط، وإقبال على الله بأنواع
الطاعات، والتي يتجلَّى الله لعبادِه في أوقات السَّحَر والخلوات، فتنشرح
الصدور، وتطمئنُّ النفوس، فيجد العبد من الهِمَّة والمحبَّة لله ورسوله،
والإقبال على الخير، والكفِّ عن الشرِّ ما لا يجده في غيرِه مِنَ المواسم.
ولهذا ينبغي على إمامِ المسجد مراعاةُ ما يلي:
أولاً: أن يكونَ قُدوةً حَسَنةً في سلوكه وتصرُّفاته، فالناس ينظرون إلى
الإسلام مِن خلاله؛ إذ هو نافذةٌ تطلُّ على معاني الدِّين، فلا يَنبغي له أن
يكون آحاد الناس أفضل منه قيامًا وورعًا، واستقامةً وتهجُّدًا، وصيامًا،
وقراءةً للقرآن.
ثانيًا: أن يجعل له بَرنامجًا للوعظ والتوجيه، ويجعل مِن أولويات دعوته
الاهتمام بالجُدُد من المصلِّين، فهؤلاء قد لا يعودون مرَّةً ثانية؛
لينتشلَهم من أوحال الرَّذيلة، وآفات المعصية وعواقبها، ويَنبغي أن يُطبِّقَ
المنهج الدعوي الصحيح في رمضان، خاصَّة لتؤتيَ دعوته ثمارها، ويكون سببًا في
هداية الناس، ويتمثَّل المنهج الدعوي فيما يلي:
1- التركيز على مسائلِ العقيدة الصحيحة، ومعاني الإسلام الواضحِة؛ لأنَّ تلك
المعاني إذا وضحتْ ورسخَتْ في الذِّهن سهُل على المدعوين العملُ ببقية فروع
الإسلام والاقتِناع بها، وينبغي له أن يستعينَ بالقصص القرآني، وضَرْب المثل
في تصويرِه للمعاني المطلوب إيصالُها، وأنْ تكون المادة الدعوية المطروحة
واضحةَ المعاني، سهلةَ الفَهْم، خاليةً من أيِّ تعقيد أو غموض، وأن تُربَط
بمعاني العقيدة السليمة، كالإيمان بالله واليوم الآخِر.
2- أن يكونَ أسلوبُ الواعظ أسلوبًا وعظيًّا يُخاطِب به الفِطْرة والعاطِفة،
ويكون مِحورُه العامُّ التذكيرَ بالله واليوم الآخِر، والمسارعة إلى الخيْر
والتوْبة الصادقة، مع بيان جُملةٍ من أحكام الشريعة الغرَّاء، والغَرَضُ من
ذلك هو التعليمُ والتربية؛ لأنَّ ذلك الأنسبُ لمَن يحضر في رمضان من الجمهور،
ولا بأسَ من أن يقرن وعظه بمسائلَ عِلمية لا على وجهِ الاستطراد، بل على
وجْهِ الإشارة والاختِصار.
3- الترغيب والترهيب، و"نقصد بالترغيب: كلَّ ما يشوق المدعوَّ إلى الاستجابةِ
وقَبول الحق، والثبات عليه، ونقصد بالترهيب: كلَّ ما يُخيف، ويُحذِّر
المدعوَّ من عدمِ الاستجابة أو رَفْض الحقِّ أو عدم الثبات عليه بعدَ
قَبوله"[2]، وأنْفَع أساليب الترغيب والترهيب في رمضان هو بيانُ فضْل
التائبين، وما لهم عندَ الله من المنزِلة الرفيعة، وبيان أنَّ الله يُحبُّهم
ويعفو عن ذُنوبهم مهما كانتْ كثيرةً وكبيرة، ثم الترهيب مِن الإصرار على
الذُّنوب، وخَطَر ذلك على المسلِم وأنه ربَّما يؤدِّي إلى سوء الخاتمة،
والحَذَر مِن الجَرَاءةِ على مخالفة الشَّرْع، وأنَّ العقل يقتضي أخْذ
العُدَّة قبل حلول الآجال، والعُدَّة هي تقوى الله والعمل الصالح، وبيان أنَّ
"لذَّة المعصية وهي قصيرةٌ تعقُبها مرارةُ الندم، والعذاب مُدَّة طويلة،
والعاقل مَن صَبَر نفسَه عن لذَّة حرامٍ لا تدوم؛ ليظفرَ بلذة حلالٍ تدوم،
ولينجو مِن عذابٍ دائمٍ مقيم"[3].
ثالثًا: أن يهتمَّ إمامُ المسجد بأداء صلاة التراويح والقيام على أكْمل وجهٍ،
ومن ذلك:
1- أن يتلوَ كتاب الله بصوْتٍ حَسَن، أو يُحسِّنه ما استطاع، ومِن الملاحظ
أنَّ الناس يحبُّون صاحب الصوت الحسن المؤثِّر، وقد كان رسولُ الله -صلى الله
عليه وسلم- يحبُّ أن يسمعَ القرآن مِن حَسَن الصوت[4]، ثم عليه مراجعةُ الحزب
الذي سيقرؤه، ويتذكَّر مواطِنَ الخلل لتفادِيها إنْ كان ضابطًا للقرآن،
وإلاَّ فعليه أن يقرأه قبل أن يقِف إمامًا بالناس مرَّات؛ لئلاَّ ينحرجَ
ويشوش الجمع.
وممَّا يَنبغي التنبيه عليه أيضًا مراعاةُ أحكام التجويد، وأقله ألاَّ يغفل
عن أساسياته؛ مثل: أحكام النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة، إلى غيرِ
ذلك ممَّا هو مدوَّن في مظانِّه مع عدم التكلُّف، بل تخرُج من لسانه مَرِنة
سَلِسة يتذوَّق السامعُ حلاوتَها ومخرجَها، ثم مراعاة أحكام الوقْف
والابتداء؛ لأنَّ بعض الأئمة يخلُّ فيَقِف في بعضِ آيات القرآن على بعضِ
الكلمات، فيُغيِّر المعنى، ويخلُّ بالمقصود.
2- أن تكونَ له منهجية، وقراءة معيَّنة في صلاته، "فبعض الأئمَّة لا تعرِف
بالضبط متى سينتهي مِن التراويح، فتارةً يقرأ في الصلاة نِصْف وجه، وفي يوم
آخَر يقرأ وجهًا كاملاً في كلِّ ركعة، وهذا يُسبِّب تشتُّتًا لِمَن خَلْفَه،
فلَهُم حقُّ معرفة مقدار وزمن صلاتك.
فاثبُتْ على منهجيَّة مقنَّنة، وقِراءة معيَّنة، والسُّرَعة في الصلاةِ
والقراءة غيرُ مطلوبة، ولا التطويل الذي يؤدِّي إلى التنفيرِ على مَن
يُصلُّون خلْفَه"[5]، بل يكون رحيمًا في صلاته، وخيرُ الأمور أواسِطُها.
والخلاصة: أن يَتَّبِع الإمامُ هَديَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلاته
وقِيامه، وتهجُّده، ومِن أنفع ما أُلِّف في هذا المجال، وينتفع منه الواعظ
كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد"؛ لابن القيم، فراجعه.
أخلاق الإمام مع الناس:
لا شكَّ أنَّ الأخلاقَ الحَسَنة، والسِّيرة الطيِّبة لإمام المسجد كتابٌ
مفتوح، ينظر الناس من خلالِه إلى معاني الإسلام، ولها الأَثَرُ البالِغ في
الاستقامة، حتى ولو لم يَسْمعوا من إمامِهم وعظًا أو إرشادًا، وقد ثبَت في
السِّيرة أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- رآه أعرابي، فاسترْعَى انتباهَه
بشاشتُه وعلاماتُ الصِّدق في وجهه، فقال له: "أأنتَ الذي تقول عنه قريش:
إنَّه كذَّاب؟! والله ما هذا الوجه وجه كذَّاب"! وأسلَم إذ دعاهُ النبي -صلى
الله عليه وسلم-، وكذا قال الحَبْرُ عبدُ الله بن سلام لمَّا خرَج مع اليهود،
ونظر إلى وجهه النيِّر، فقال: "لما رأيتُ وجهَه علمتُ أنَّ وجهَه ليس بوجه
كذَّاب"؛ الترمذيُّ في صفة القيامة والرقائق والورَع، رقم (2485).
وفي رمضان تتجلَّى الأخلاقُ؛ كالتواضُع والكَرَم، والجُود والرَّحْمة،
والبِشْر، وطلاقة الوجه، والإحسان، فتبلُغ ذروتَها وقِمَّتها، وصفاءَها مِن
خلال ما يَجِده الواعظُ مِن إيمان عميق، واتِّصال وثيق بالله -سبحانه-؛ ولذا
يَنبغي على إمامِ المسجد ما يلي:
1- الجُود والكَرَم: ومِن خلال السعيِ في تقديم موائدِ الإفطار، وإعانةِ
الفقراء، والإسهام في إيصال المساعداتِ إليهم، والسَّعْي في الدَّلالة على
المستحقِّين منهم، وعدمِ الاستئثار بشيء مِن ذلك، وقد كان رسولُ الله -صلى
الله عليه وسلم- جوادًا كريمًا، يُعطي الشاةَ والبعير، وما كان في بيته صاع
مِن شعير، وما سُئِل -عليه الصلاة والسلام- شيئًا فقال: لا، يقول عنه حَبْرُ
الأمة، وترجمانُ القرآن عبدُ الله بن عبَّاس -رضي الله عنهما-: "كان النبيُّ
-صلى الله عليه وسلم- أجودَ بالخيرِ مِن الرِّيح المرسَلة"[6].
2- الحِلْم: وهو سيِّد الأخلاق، فلا يَنبغي لإمام المسجد أن يكونَ نرجسيًّا
يُستفزُّ لأتْفه الأسباب، فلا يَقبل نقْدَ الناقدين، وكلَّما فتَح عليه
المأموم أو نبَّهه إلى خطأٍ ما في تلاوته أو صلاته ثارَ في وجهه، وغضِب
لنفسه[7]، بل يكون واسعَ الصدر، حكيمًا في ردِّه وجوابه، ينظر إليهم نظرةَ
إشفاقٍ ورحمة، وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حليمًا لا تَزيدُه
شِدَّةُ الجهلِ عليه إلا حِلمًا، والإمامُ المحروم من صِفة الحِلم، والرحمة
وسَعة الصَّدْر لا ينجح في عمله، ولا يَقبل الناسُ قولَه، ولو كان ما يقوله
حقًّا، وهذه طبيعةُ الناس.
3- التواضع: مِن صِفات الإمام الناجِحِ التواضعُ وخفْض الجَناح، والابتعاد عن
رُوح الكبرياء والتكبُّر، فينبغي له أن يعودَ المرْضَى، ويُجيب الدعوة، ويتبع
الجنازة، ويَقبل عُذرَ مَن اعتذر، ويقابل السيئةَ بالحَسَنةِ والعفو والصفْح،
يجالس أهلَ بيئته ومحلَّته مِن فقير وجليل ووضيع، وبعض الأئمَّة -هداهم الله-
في مسجده دِكتاتوري، يُريد من الجميع أن يُنفِّذ ما يريد، ويُطبِّق ما يأمر
به، ويُسارع إلى تلبيةِ حاجاته، وكأنَّه متسلِّطٌ على رقابهم، "وقد كان رسولُ
الله -صلى الله عليه وسلم- لا يُعرَف من بيْن صحابته من تواضِعه، حتى كان
القادِمُ يقول: أيُّكم محمَّد؟ أيُّكم محمد؟ وكان إذا استقبلَه الرجلُ
فصافَحَه لا ينزع يدَه مِن يده حتى يكونَ الرجل ينزع يدَه، ولا يصرف وجهَه
مِن وجهِه، حتى يكونَ الرجل هو يصرِف"[8].
4- الرحمة: وهي مِن أبرزِ صِفات الإمام الناجِح، وخاصَّةً مع رُوَّاد المسجد
الجُدُد، فينظر إليهم كمن يَقِف على حافِّة وادٍ سحيق، فيَحميهم من السقوط
والانحدار؛ لذا فهو يَبذُلُ جهدَه لانتشالهم، فيحبُّ لهم ما يحبُّ لنفسه مِن
الهُدى، ولا يكفُّ عن نُصحهم وإرشادهم، وعمومًا لا بدَّ له من أن ينبضَ قلبُه
بالرَّحْمة على مصلِّي المسجد، فلا يجرح، ولا يُشهِّر على المِنبر كلَّ مَن
خالفه، ولا يكسِر الخواطر، ويَكشف الأسرار، وإن أَبدى له بعضُهم نصيحة نَظَر
إنْ كانت لها وجهُ نظرٍ شَكَرَه على حِرْصه، وإنْ كانت نصيحة عادية فليقل له
خيرًا، وقد كان رسولُنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- رحيمًا في توجيهه،
وصلاتِه وإمامتِه، وقد دخَل يومًا يُريد أن يُطوِّل، فسَمِع بكاءَ صبيٍّ فقرأ
بـ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، فلمَّا انفتل من صلاته، قال: ((إنِّي
سمعتُ بكاء صبي فأشفقتُ على أُمِّه))، وكان يُوصي الأئمَّةَ، ويقول: ((إذا
أَمَّ أحدُكم الناسَ فلْيُخفِّف؛ فإنَّ وراءَه الضعيفَ والسقيمَ، والشيخَ
الكبير، وذا الحاجة))[9].
إمام المسجد والقرآن:
ما أجدرَ بالمسلم أن يُكثرَ من تلاوة القرآن، فضلاً عن الإمام، فبِه تتنزل
الرحمات، وتحلُّ البَرَكات، وتُدفَع به النِّقَمُ والأزمات، وهو مِن أعظم ما
يَحُثُّ على فِعْل الخير، وقد كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ ما
يكون في رمضان حين يَلْقاه جبريل فيعرِض عليه القرآن، وكان لأئمَّةِ الدِّين
اجتهاداتٌ ومجاهدات في ختْم كتاب الله وتلاوته[10]، فلا يَلِيق بإمامِ المسجد
أن يمرَّ عليه رمضانُ وهو يرَى رُوَّاد مسجده لهم دَوِيٌّ مثل دويِّ النحل
وهو بعيدٌ عن كتاب الله، وهذا يُعدُّ نقصًا فيه، ومما ينبغي عليه ما يلي:
1- حثُّ المصلين على التمسُّك بكتابِ الله، تلاوةً وحِفْظًا، وعملاً
وتطبيقًا، مِن خلال بيان هَديِ السلف مع القرآن في رمضان، ومِن خلال تذكيرِ
المصلِّين وإرشادهم عقبَ الصلوات بدُروس خفيفة.
2- دَعْم حِلَق القرآن من خلالِ الجلوس مع المصلِّين لتلاوته، وبيان تفسيرِه
لهم، ودَفْع ما أَشْكَل عليهم، وبيان الغامِض مِن ألْفاظه لهم، وشَرْح معانيه
وتوضيحها، وتعليمهم أحكامَه من تجويد وإتقان لألْفاظِه وحروفه.
3- بيان عظمةِ كتاب الله، وأنَّه سببٌ لعزِّ الأمة، وأساس لسعادتها،
فالواجِبُ عليهم الاهتمامُ به، والعيْش في ظِلالِه، ونشْر فضائله وتعاليمه؛
ليسعدَ المجتمع، ويَنتشرَ فيه الخير، وتحلَّ فيه البَرَكة.
فيما يتعلَّق بالمسجد:
فهناك أمورٌ شكلية يجبُ أن تُؤخَذ بعين الاعتبار؛ لِمَا لها من أهمية، ومنها:
السمَّاعة الداخلية والخارجية: الحِرْص على ضبط وزن السماعات على صوْته في
التلاوة، فلا يكون زائدًا ولا مكتومًا، فالمأموم له حقُّ الارتياح في سماعِ
التلاوة.
وإنْ كان المسجد قريبًا مِن البيوت، فالأولى أن يستشيرَ جماعة المسجد في
الاستغناءِ عن السماعة الخارجية، وإنْ كان المسجدُ على مسافة بعيدة فيُمكنه
فتْحُ السماعة؛ لأنَّها تنشط الكسلان، وتُوقِظ الوسنانَ، وتبعث على الرُّوح
والنشاط، خاصة لمَن يُصلِّي في البيوت من النِّساءِ، حتى المعذورات منهنَّ.
المكيفات على أنواعها: والناس يتباينون ويختلفون، فمِنهم مَن يُحبُّ الجوَّ
البارد، والآخر تسكن نفسُه إلى الجو الدافئ، فعلَى الإمام أن يَعرِف
الموازين، ويستشير مؤذِّنَ المسجد، أو واحدًا من رُوَّاده، ولا يُكثر مِن
الاستشارة في الموضوع؛ لئلاَّ تُؤدِّي إلى الخِلاف والفَوْضى.
مصليات النساء: أنْ تُراعى ويُهتمَّ بها في الصوتيات، والمكيفات، وكذلك توفير
دَوْرات المياه -أكرمكم الله- وماء الشُّرْب والمناديل، وممَّا يحتاجه
المصلِّي من مصاحفَ، وتكون بعددٍ كافٍ، وكذلك مراعاة السجَّاد ونظافته،
فأخواتُنا وأُمَّهاتنا لهنَّ مكانٌ، ولهنَّ احترام[11].
وصلَّى الله على محمَّد إمام المتَّقين، وسيِّد الأوَّلين والآخِرين، وعلى
آله وصحْبه أجمعين.
ـــــــــ
[1] ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/114) اختلاف العلماء في المراد من
تصفيد الشياطين، ونقل عن الحليمي أنَّ المراد منهم المردة، وسُئل الشيخ ابن
عثيمين -رحمه الله- أيضًا فأجاب: إن في بعض روايات الحديث أنه تُصفَّد فيه
مردة الشياطين، أو تغل؛ انظر "مجموع الفتاوى" رقم (20).
[2] أصول الدعوة، للدكتور/ العلاَّمة عبد الكريم زيدان (ص: 421).
[3] المصدر السابق.
[4] ثبَت في صحيح البخاري: أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- طلَب أن يسمع
القراءة من عبد الله بن مسعود، وسَمِعه من أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما
-.
[5] ختْم القرآن في صلاة التراويح ليس واجبًا؛ حيث يُصرُّ عليه بعضُ الأئمة
في مساجدهم، وقراءة آيات قليلة بتدبُّر وخشوع خيرٌ من أن تختم القرآن وتهذُّ
آياته هذًّا، أما نقر الصلاة نقر الغُراب كما يفعله بعضُهم تيسيرًا على الناس
-زعموا- فقد جاء النهي عنه واضحًا في أحاديثَ عِدَّة، والله المستعان.
[6] كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في
رمضان حين يَلْقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن،
فلَرَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة؛ رواه
البخاري عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- رقم (6).
[7] بعض الأئمَّة يخطئ في التلاوة؛ لكونه يَنسى أو لم يُحضِّر جيدًا، فلا
يُريد من أحد أن يَفتح عليه؛ لأنَّه متكبِّر! لا يحب النصيحة؛ لئلاَّ يُقال
عنه: إنَّه غير حافظ أو نحوه، أو يَبحث له مخرجًا عند الفقهاء في أنه لا يجوز
الفَتْح في الصلاة.
[8] من مقال قيِّم نُشِر في دار الخليج تحت عنوان (أنت المعلِّم يا رسول
الله)، بقلم أحمد حلمي سيف النصر، بتاريخ (5-3-2010م) الجمعة، والحديث أورده
الألباني -رحمه الله- في ضعيف الجامع برقم (2490) عن أنس بن مالك –رضي الله
عنه-.
[9] ((إذا أَمَّ أحدُكم الناس فليخفف؛ فإنَّ فيهم الصغيرَ والكبير، والضعيفَ
والمريض، فإذا صلَّى وحْدَه فليصلِّ كيف شاء))؛ رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة
–رضي الله عنه- رقم (467).
[10] عن مجاهد: أنَّه كان يختم القرآن في رمضان في كلِّ ليلة؛ "التبيان"
للنووي (ص/74)، وقال: "إسنادُه صحيح"، لكنه قال بعد إيراد جملة من اجتهادات
السلف في ختْم القرآن، فقال: "والاختيار أنَّ ذلك يختلف باختلاف الأشخاص،
فمَن كان يظهر له بدقيقِ الفِكر، لطائف ومعارف، فليقتصرْ على قدر يحصل له
كمال فَهْم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولاً بنشْر العلم، أو غيره من مهمَّات
الدِّين، ومصالِح المسلمين العامَّة، فليقتصرْ على قدرٍ لا يحصل بسببه إخلالٌ
بما هو مرصَد له، وإنْ لم يكن مِن هؤلاء المذكورين فليستكثرْ ما أمْكَنه من
غير خروج إلى حدِّ الملل والهذْرَمة"؛ انتهى "التبيان" (ص: 76).

Ylhl hgls[] ,],vi hgjvf,d td vlqhk










عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 13 / 08 / 2011, 09 : 02 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
محمد منير
اللقب:
مشرف ملتقى الصوتيات والمرئيات الأسلامية
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد منير


البيانات
التسجيل: 16 / 09 / 2010
العضوية: 38770
العمر: 44
المشاركات: 13,856 [+]
بمعدل : 2.78 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1552
نقاط التقييم: 23
محمد منير is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 38770
عدد المشاركات : 13,856
بمعدل : 2.78 يوميا
عدد المواضيع : 6965
عدد الردود : 6891
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد منير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور محمد منير   رد مع اقتباس
قديم 14 / 08 / 2011, 28 : 03 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 14 / 08 / 2011, 34 : 03 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
محمد الملواني
اللقب:
عضو ملتقى برونزي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 13 / 08 / 2010
العضوية: 37421
المشاركات: 246 [+]
بمعدل : 0.05 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 192
نقاط التقييم: 12
محمد الملواني is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد الملواني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور محمد الملواني   رد مع اقتباس
قديم 16 / 09 / 2011, 21 : 06 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد منير نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إن لفي قلبي سروراً بمرورك أخي الكريم،
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ،
وأن يجمعنا في الفردوس ،
آمين.









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 16 / 09 / 2011, 22 : 06 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نصر نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إن لفي قلبي سروراً بمرورك أخي الكريم،
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ،
وأن يجمعنا في الفردوس ،
آمين.









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 16 / 09 / 2011, 22 : 06 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الملواني نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إن لفي قلبي سروراً بمرورك أخي الكريم،
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ،
وأن يجمعنا في الفردوس ،
آمين.









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 23 / 06 / 2012, 17 : 11 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
عمر عبدالجواد
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عمر عبدالجواد


البيانات
التسجيل: 14 / 04 / 2012
العضوية: 50716
المشاركات: 32,804 [+]
بمعدل : 7.45 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 3427
نقاط التقييم: 12
عمر عبدالجواد is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 50716
عدد المشاركات : 32,804
بمعدل : 7.45 يوميا
عدد المواضيع : 64
عدد الردود : 32740
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عمر عبدالجواد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور عمر عبدالجواد   رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2012, 20 : 07 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام
السلام عليكم ورحمه الله
حبيبي عمر
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى العام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018