نوير الشلوي تحكي لـ ( الجزيرة ) قصة دخول 150 امرأة للإسلام على يديها

[طويلب علم مبتدئ]

التلقائية في الحوار والمعاملة الحسنة مفتاح القبول لدى أبناء الجاليات غير المسلمة للإسلام

* الرياض - خاص ب (الجزيرة):

للمرضة نوير بنت محمد الشلوي الموظفة بالإدارة العامة للتمريض بوزارة الصحة قصة طويلة للعمل في مجال دعوة الممرضات الغير المسلمات للإسلام، وقد منّ الله عليها بأن أسلم على يديها أكثر من 150 ممرضة من فلبينيات وأمريكيات وبريطانيات وكنديات ومن جنسيات إفريقية وآسيوية، ولكن كيف بدأت (نوير) عملها في مجال دعوة الجاليات؟ وما أبرز القصص التي توقفت أمامها ومن يساعدها في هذا العمل؟ في هذا الحوار مع (نوير) الذي خصت به (الجزيرة) تحكي القصة كاملة.ونوير بنت محمد الشلوي حاصلة على بكالوريوس علوم التمريض من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وماجستير إدارة التمريض بجامعة الملك سعود بالرياض، وتعمل بالإدارة العامة للتمريض بوزارة الصحة وفيما يلي نص الحوار معها:

* علمنا عن نشاطك في العمل الدعوي بين الجاليات غير المسلمة وإسلام قرابة ال 150 ممرضة بفضل الله ثم بجهودكم.. نريد أن نعرف كيف كانت البداية؟ وهل هناك قصة كانت بمثابة الإشارة لتكثيف الجهد في هذا المضمار الدعوي؟

- كانت البداية منذ أن التحقت بكلية العلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وبدأ الاحتكاك بالجاليات غير المسلمة بحكم طبيعة العمل في المستشفيات. ومنذ أن كنت طالبة عرف عني الانضباط في وقتي والانتظام في عملي والحرص على العناية بمرضاي عناية شاملة جسدية ونفسية واجتماعية ودينية وأتذكر وأنا في سنة الامتياز أنني كنت أحمل معي مسجلا صغيرا وأشرطة قرآن اضعها بجانب المريض الذي أرعاه خصوصاً الفاقدين للوعي في العناية المركزة.

وأثناء العمل يكون هناك ساعة استراحة للغداء وللصلاة وفي هذه الأثناء تجتمع الزميلات السعوديات للغداء معاً في مطعم المستشفى الذي نادراً ما أذهب إليه وأفضل الأكل في استراحة القسم الذي أتدرب به وأؤدي الصلاة أيضاً بداخل القسم باستئذان من رئيسات الأقسام اللاتي هن غالباً من جنسيات غربية وآسيوية وغير مسلمة، لم يكن استئذان بمعنى الكلمة فأرض الله واسعة والمصليات متوفرة ولله الحمد والمنة بجميع بمستشفياتنا بقدر ما هو سلوك متعمد لهدف مستقبلي وهو الدعوة، كنت أجد احتراماً شخصياً من الجميع لرغبتي في الصلاة لدرجة إعطائي مفتاح المكتب الخاص برئيسة القسم عندما يروني أصلي في أي مكان.

كنت أفضل الجلوس في استراحة القسم والحديث مع عدة جنسيات وآسيوية وجنوب إفريقيا لأفيد واستفيد في الدين بإسلام إحداهن وفي الدنيا اكتسب الخبرة في مجال عملي والتعرف على ثقافات أخرى، وأنا مستمتعة جداً بذلك حيث كان الأمر بمثابة سفر لكل بلد وأبحر في ثقافاتها وأنا في مكاني.

وبالرغم من وجود اختلاف جذري في الدين والثقافات كان هناك تقبل لي واحترام ولله الحمد أكثر ممن تجامل على حساب دينها لكسب رضائهم. ثم يبدأ الحديث عن الدين ويكون الحوار بكل تلقائية وانسيابية دون خطب أو مواعظ أو فرض الذي يأخذ وقتاً يختلف من شخص لآخر وفي نفس الوقت أقوم بتزويدهم ببعض الكتب الدينية والمراجع حسب اللغة التي يتحدثون بها وعندما أجد الاستجابة والرغبة في الإسلام بعد اليقين الكلي يتولى أقرب مكتب دعوي إنهاء إجراءات إسلامهن وتعليمهن وأول من أسلم على يدي ممرض وممرضة فلبينية يعملان بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.

* وهل هناك مواصفات خاصة لمن تعمل في مجال دعوة الجاليات؟

- باختصار شديد أنا إنسانة بسيطة جداً، تربيت في بيئة دينية، أخاف الله وملتزمة، وسطية، ولست خطيبة، ولا واعظة، ويوجد من هو أفضل مني وأعلم وأعمق مني في علوم الشريعة الإسلامية ولكني وفقت: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(88) سورة هود، ولله الحمد والمنة في هداية بعض غير المسلمين المخالطين لي في العمل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت.

* هل أجواء العمل ساعدتكم في دعوة غير المسلمات للإسلام؟ وهل تجدين التشجيع من الآخرين؟

- الحقيقة عندما بدأت العمل من بعد تخرجي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة إلى يومنا هذا لم أطلب مساعدة بل كنت أقوم بدوري الدعوي تلقائياً وأجد الدعم والمساعدة من اللجان الدينية المتوفرة بمعظم المستشفيات ومكاتب الدعوة والإرشاد المتوفرة بجميع مناطق مملكتنا ******ة، حيث يتم تزويدي بكتب تعريفية عن الإسلام بعدة لغات لمساندتي في الدعوة، وكلنا يؤدي واجبه، وقد وجدت دعماً وتشجيعاً من ينبوعين لا ينضبان أبداً وهما والداي الأميان اللذان ربياني على الدين منذ نعومة أظافري ويدعوان لي بالتوفيق والسداد كلما أحكي لهما قصة إسلام غير المسلمين.

ولا أنسى تشجيع إخواني وأخواتي لا سيما أختي الصغرى (سارة) خريجة كلية الشريعة الإسلامية هي مدرسة علوم شرعية بالإضافة إلى أخواتي في الله الداعيات بمكاتب الدعوة والإرشاد وبجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وبجامعة الملك سعود بالرياض، وبمدينة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني من عدة جنسيات.

كما أتوجه بالشكر الجزيل والعرفان للإخوة الأستاذ راشد الطخيم، مدير عام (مؤسسة ستاتيدما للإنتاج الإعلامي) والأستاذ عبدالله الزهراني المدير التنفيذي لمؤسسة المغامسي الطبية الداعمين فعلياً لجناح (ثقافات الشعوب العالمية: معرض الممرضة الداعية إلى الإسلام) الذي أقيم ضمن فعاليات تكريم منسوبات وزارة الصحة واليوم العالمي للتمريض في 9-11-4-1427هـ بمركز الملك فهد الثقافي مؤخراً.

* الصورة الذهنية عند غير المسلمين عن الإسلام تكون عاملاً سلبياً لمنع هؤلاء من التعرف على الإسلام فكيف كان مدخلكم لتوضيح هذه الصورة؟

- للدعوة أساليب عديدة كما يعلمها المتخصصون في مجال العلوم الشرعية والدينية ولكن أنجحها على الإطلاق هي القدوة والمعاملة الحسنة - لا سيما في مجال العمل بالمستشفى مع ثقافات متعددة - والتي تجعل لدى الطرف الآخر القبول ما تدعوه إليه وإن لم يجد القبول على الأقل تجد الاحترام لك ولثقافتك ولدينك الذي تنتمي إليه وتعكس بسلوكك أخلاق ومبادئ هذا الدين: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران.

وأحب أن أشيد هنا بالشعار الذي ترفعه وزارة الصحة (المعاملة الحسنة لا تحتاج إلى إمكانيات) فالمعالمة الحسنة لغير المسلمين والإخلاص واتقان العمل: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). واحترام وقت العمل وأوقات الآخرين وثقافاتهم وإن اختلفت: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(13) سورة الحجرات.

ومعاملتهم بما يرضي الله وبالحسنى مع حفظ حقوقهم التي حفظها لهم الدين الإسلامي كمعاهدين ومسالمين هذه ما هي إلا سلوكيات تعكس شخص وبيئة وثقافة ودين الشخص، وقد يهتدي أحدهم بسبب معاملة حسنة بالمعروف وبدون خطب أو مواعظ. حبذا لو نكون سفراءً لمهنتنا ولديننا نعكس أخلاقيات ديننا الإسلامي الحنيف في سلوكنا وتعاملنا مع الآخرين وحبذا لو جمعنا بين لائحة أخلاقيات مهنة التمريض وبين ما حثنا به ديننا الإسلامي وسنة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة من أخلاق وسلوك حسن ولنا في رسول الله أسوة حسنة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق والذي وصفه عز وجل بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4)سورة القلم.

* لا أحد ينكر جهود مكاتب الدعوة والإرشاد في تعريف غير المسلمين بالإسلام، فهل لكم علاقة بهذه المكاتب.؟ وهل تجدون التعاون منهم أم لم تتصلي بها؟

- نعم الدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومكاتب الدعوة الإرشاد المنتشرة بجميع أنحاء البلاد في تعريف غير المسلمين بالإسلام جهود جبارة ومخلصة جزاهم الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون. وعلاقتي بها وثيقة وأنا عضوة متعاونة للتنسيق بين غير المسلمين ومكاتب الدعوة والإرشاد لإنهاء إجراءات إسلامهم ومتابعة تعريفهم بتعاليم الدين الإسلامي وهم متعاونون معي للغاية عند طلب أي كتب أو مطويات وبأي لغة.

* أثار بعض أعضاء مكاتب دعوة الجاليات قضية العنصر النسائي، وأهميته في مجال دعوة غير المسلمين فكيف ترين أهمية دور المرأة في هذا المجال؟

- للمرأة دور كبير في مجال الدعوة منذ أن أشرق نور الإسلام ولنا في السيدة عائشة رضي الله عنها قدوة حسنة كما قال عليه الصلاة والسلام (خذوا عن تلكم الحميراء) والمرأة هي مربية الأجيال ومدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق وكما هو معروف للجميع أنها نصف المجتمع وتربي النصف الآخر فهي المجتمع كله.

من ناحية أخرى وفي ظل العولمة والانفتاح وإتاحة الفرص للمرأة للعمل في مجالات متعددة لم تعد مقتصرة على التدريس فقط لا سيما بعد انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية وتوسعت مجالات العمل امام المرأة، من هذا المنطلق أدعو معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حفظه الله ورعاه لفتح الأبواب للمرأة ليكون لها أدوار متعددة في مجال الدعوة وتفعيل دور خريجات الشريعة الإسلامية واختيار المناسبة منهن ضمن معايير محددة للعمل الميداني في دعوة غير المسلمات في المستشفيات وإعدادهن الإعداد المناسب ليكن داعيات وسطيات وتزويدهن بفن أساليب الدعوة وعدم حصر دورها في مجال ضيق وهو التدريس فقط.

* اللغة هل تقف حاجزا أمام دعوة غير المسلمين للإسلام؟

- عالمياً، تعتبر اللغة الإنجليزية اللغة العالمية للجميع في أي مستشفى أو مركز صحي وعلى جميع العاملين إجادتها للعمل في بيئة متعددة الجنسيات كالمملكة. محلياً وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مكاتب الدعوة والإرشاد المتوفرة بجميع مناطق المملكة جزاهم الله خير يبذلون جهوداً مشكورة بتوفير العديد من المنشورات والكتيبات والقرآن الكريم باللغة الإنجليزية وبالعديد من اللغات الأخرى (كالفلبينية والهندية والإندونيسية... إلخ) أما على المستوى الشخصي ولله الحمد أجيد اللغة الإنجليزية وسخرت هذه النعمة في مجال الدعوة.

* ما أبرز القضايا التي تثيرها غير المسلمات عن الإسلام، وما هي أصعب هذه القضايا وكيف تناقشيها؟

- أبرز القضايا هي سوء المعاملة واللغة الجافة والتسلط وإعطاء الأوامر بدون السماح بإبداء الرأي وعدم وجود حوار، وعدم احترام الوقت، والتعالي والكبر، وعندما تثير بعض غير المسلمات هذا الأمر اناقشها برد بسيط جداً وهو أن هذه القضايا جميعاً سلوكيات فردية ليس لها أي علاقة بمبادئ الإسلام السمحة ولا تعكس الصورة الحقيقية عن الإسلام مهما كثر عدد هؤلاء الأفراد، وعلى من يريد معرفة أي معلومات عن الإسلام أخذها من مصدرين لا ثالث لهما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حيث ضمن الإسلام حق الجميع المسلم وغير المسلم، الإنسان بصفة عامة وحتى الحيوان لأنه دين كامل وشامل وصالح لكل زمان ومكان.

* هل تتابعين من دخلوا إلى الإسلام داخل محيط عملك أم ترشيدهم إلى مكاتب دعوة الجاليات؟

- غالباً لا أتحمل هذه المسؤولية نظراً لانشغالي وأترك الأمر لأصحاب الاختصاص المؤهلين في مكاتب الدعوة والإرشاد وهم يقومون بدور كبير في تعليم وتعريف غير المسلمين بتعاليم الدين الإسلامي وتحفيظ القرآن الكريم من خلال ما أرى وأسمع ويثلج الصدر. فأنا مجرد همزة وصل لكن هذا لا يمنع إذا كان هناك عمل محدد يربطني بإحدى حديثات الإسلام ونعمل معاً في مكان محدد فإنني أحرص على الصلاة جماعة معها والرد على استفساراتها البسيطة والأمور الدينية العامة كالتوحيد وأركان الإسلام في حدود إمكانياتي المحدودة وشرحها وتبسيطها لهم بدون فتوى. إذا تطلب الأمر الفتوى (وهذا نادر لأنههم حديثات الإسلام) أرشدها إلى الاتصال بشيوخنا الأفاضل وعلى رأسهم معالي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية حفظه الله.

* بلا شك أن هناك مواقف صعبة واجهتكم في مجال دعوة غير المسلمات للإسلام ما أبرز هذه المواقف ؟

- مجال الدعوة ليس محفوفاً بالورود ولكن أحتسب ذلك عند الله فما أواجهه مهما عظم لن يكون بأعظم مما واجهه منهم أفضل مني بداية بقدوتنا وسيدنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وتابعيهم إلى يوم الدين.

هذا وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقيكم شر طوارق الليل والنهار وأن يرزقكم ستراً فوق الأرض وستراً يوم العرض والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وقدوتنا نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أسال الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يوفقنا لدعوة الى الله والصبر والاخلاص انه ولي ذالك والقادر عليه

---

k,dv hgag,d jp;d gJ ( hg[.dvm ) rwm ]o,g 150 hlvHm ggYsghl ugn d]dih

[شريف حمدان]