أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

"المحكمة العليا" تعلن رسميًا :غداً الجمعة هو غرة شهر ذي الحجة والوقوف بعرفة يوم السبت، و عيد الأضحى يوم الأحد 2024/6/16. |

Google
 

الإهداءات



ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: أذان الفجر للمؤذن سعود بخاري الخميس 29 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن أحمد خوجة الخميس 29 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله البعيجان 29 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ صالح بن حميد 29 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة - الشيخ د. خالد بن سليمان المهنا. 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب في المسجد النبوي الشريف بـ المدينة المنورة - تلاوة الشيخ د.عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء من المسجد الحرام بمكة المكرمة - الشيخ د. ياسر بن راشد الدوسري 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب في المسجد الحرام بـ مكة المكرمة - تلاوة الشيخ د.عبدالله الجهني. 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: هل على أهل جدة طواف وداع؟|| الشيخ/ علي الشبل (آخر رد :شريف حمدان)       :: ما الحكمة من رمي الجمار؟ || الشيخ/ علي الشبل (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع أبو عادل مشاركات 6 المشاهدات 2549  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 10 / 08 / 2010, 10 : 02 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى السيرة النبويه





إمام في الحلم


ضرب به المثل في الحلم والورع كما ضرب المثل في الذكاء بالقاضي إياس فكانوا يقولون: "في حلم أحنف وذكاء إياس" إنه الصحابي الجليل الأحنف بن قيس، ولقد دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك".


نسبه
هو الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين الأمير الكبير العالم النبيل أبو بحر التميمي اسمه ضحاك وقيل صخر وشهر بالأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل، قال سليمان بن أبي شيخ كان أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلا بيضة واحدة واسمه صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه باهلية فكانت ترقصه وتقول:
والله لولا حنف برجله، وقلة أخافها من نسله، ما كان في فتيانكم من مثله.


فضله ومناقبه

كان سيد تميم، أسلم في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفد على عمر.
حدث عن عمر وعلي وأبي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان بن عفان وعدة، وعنه عمرو بن جاوان والحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق ابن حبيب وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير وخليد العصري وآخرون وهو قليل الرواية.

قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا قليل الحديث وكان صديقا لمصعب ابن الزبير فوفد عليه إلى الكوفة فمات عنده بالكوفة.
قال أبو أحمد الحاكم هو الذي فتح مدينة مرو الروذ وكان الحسن وابن سيرين في جيشه ذاك.
وروي عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم فقلت إنه يدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك" رواه أحمد في مسنده
وروي عن الأحنف أيضا أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال قد فتح الله عليكم تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الأحنف الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب ثم دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت لا يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فاحمد الله يا أحنف"
قال خليفة توجه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف فلقي أهل هراة فهزمهم فافتتح ابن عامر أبرشهر صلحا ويقال عنوة وبعث الأحنف في أربعة آلاف فتجمعوا له مع طوقان شاة فاقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله المشركين قال ابن سيرين كان الأحنف يحمل ويقول "إن على كل رئيس حقا أن يخضب القناة أو تندقا"
وقيل سار الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربع مائة ألف ثم أتى خوارزم فلم يطقها فرجع.
وعن ابن إسحاق أن ابن عامر خرج من خراسان معتمرا قد أحرم منها وخلف على خراسان الأحنف وجمع أهل خراسان جمعا كبيرا وتجمعوا بمرو فالتقاهم الأحنف فهزمهم وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله.
قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقال خالد بن صفوان كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه وقيل للأحنف إنك كبير والصوم يضعفك قال اني أعده لسفر طويل
وقيل كانت عامة صلاة الأحنف بالليل وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول حس ويقول ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا.
وروي أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل.
وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.
قال الحسن ذكروا عن معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت فقال يا أبا بحر مالك لا تتكلم قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت.
وعن الأحنف عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر.


حلم الأحنف

قيل عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وفيه قال الشاعر:

إذا الأبصار أبصرت ابن قيس*****ظللن مهابة منه خشوعا.

قال سليمان التيمي قال الأحنف ثلاث في ما أذكرهن إلا لمعتبر ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما، وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير.
وقال: ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه، وقال لست بحليم ولكني أتحالم.
وقيل إن رجلا خاصم الأحنف وقال لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا فقال لكنك إن قلت عشرا لم تسمع واحدة.
وقيل إن رجلا قال للأحنف بم سدت وأراد أن يعيبه قال الأحنف بتركي ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وروي عن ذي الرمة قال شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم، فتكلم فيه وقال احتكموا قالوا نحتكم ديتين قال: ذاك لكم فلما سكتوا قال أنا أعطيكم ما سألتم. فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة وإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى بدية واحدة وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة وأنتم اليوم تطالبون وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم قالوا ردها إلى دية.

من كلمات الأحنف

عن الأحنف ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة شريف من دنيء وبر من فاجر وحليم من أحمق.
وقال من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون
وسئل ما المروءة قال كتمان السر والبعد عن الشر والكامل من عدت سقطاته.
وعنه قال رأس الأدب آلة المنطق لا خير في قول بلا فعل ولا في منظر بلا مخبر ولا في مال بلا جود ولا في صديق بلا وفاء ولا في فقه بلا ورع ولا في صدقة إلا بنية ولا في حياة إلا بصحة وأمن والعتاب مفتاح التقالى والعتاب خير من الحقد.
ورأى الأحنف في يد رجل درهما فقال لمن هذا قال لي قال ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل أنت للمال إذا أمسكته، وإذا أنفقته فالمال لك.
وقيل: كان الأحنف إذا أتاه رجل وسع له فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له وعنه قال جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه.
وقيل إنه كلم مصعبا في محبوسين قال أصلح الله الأمير إن كانوا حبسوا في باطل فالعدل يسعهم وإن كانوا حبسوا في الحق فالعفو يسعهم.
وعنه قال: لا ينبغي للأمير الغضب لأن الغضب في القدرة مفتاح السيف والندامة.
وعنه قال: لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة.


مواقف من حياته

قيل كان زياد معظما للأحنف فلما ولي بعده ابنه عبيد الله تغير أمر الأحنف وقدم عليه من هو دونه ثم وفد على معاوية في الأشراف. فقال لعبيد الله: أدخلهم على قدر مراتبهم فأخر الأحنف. فلما رآه معاوية أكرمه لمكان سيادته وقال إلي يا أبا بحر وأجلسه معه وأعرض عنهم فأخذوا في شكر عبيد الله بن زياد وسكت الأحنف. فقال له لم لا تتكلم قال إن تكلمت خالفتهم. قال: اشهدوا أني قد عزلت عبيد الله فلما خرجوا كان فيهم من يروم الإمارة ثم أتوا معاوية بعد ثلاث وذكر كل واحد شخصا وتنازعوا. فقال معاوية: ما تقول يا أبا بحر قال إن وليت أحدا من أهل بيتك لم تجد مثل عبيد الله فقال قد أعدته قال فخلا معاوية بعبيد الله، وقال كيف ضيعت مثل هذا الرجل الذي عزلك وأعادك وهو ساكت فلما رجع عبيد الله جعل الأحنف صاحب سره.
عن أيوب عن محمد قال نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي. قال تكلم قال إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح فقال صدقت فقام الحتات وكان يناوئه فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم قال اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
قال الشعبي وفد أبو موسى الأشعري وفدا من البصرة إلى عمر منهم الأحنف بن قيس فتكلم كل رجل في خاصة نفسه. وكان الأحنف في آخر القوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وأصحابه وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار والجنان، وفي مثل عين البعير وكالحوار في السلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ وإن أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة زعقة نشاشة لا يجف ترابها ولا ينبت مرعاها وطرفها في بحرأجاج وطرف في فلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة فارفع خسيستنا وانعش وكيستنا، وزد في عيالنا عيالا وفي رجالنا رجالا، وصغر درهمنا وكبر قفيزنا ومر لنا بنهر نستعذب منه فقال عمر عجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد قال فما زلت أسمعها بعد.

وفاته

مات الأحنف سنة 67هـ وقيل: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق رحمه الله.
عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال حضرت جنازة الأحنف بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت.
قال أبو عمرو بن العلاء توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته لوقت حمامه قيل لها الأحنف بن قيس قالت والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته ثم قالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل من ابتلانا بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك أيها الناس إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا ومت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاضل السلم رفيع العماد واري الزناد منير الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من الناد.
قال قرة بن خالد حدثنا أبو الضحاك انه أبصر مصعبا يمشي في جنازة الأحنف بغير رداء.

المصدر.


hgHpkt fk rds >










عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 08 / 2010, 11 : 02 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إمام في الحلم


ضرب به المثل في الحلم والورع كما ضرب المثل في الذكاء بالقاضي إياس فكانوا يقولون: "في حلم أحنف وذكاء إياس" إنه الصحابي الجليل الأحنف بن قيس، ولقد دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك".


نسبه
هو الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين الأمير الكبير العالم النبيل أبو بحر التميمي اسمه ضحاك وقيل صخر وشهر بالأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل، قال سليمان بن أبي شيخ كان أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلا بيضة واحدة واسمه صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه باهلية فكانت ترقصه وتقول:
والله لولا حنف برجله، وقلة أخافها من نسله، ما كان في فتيانكم من مثله.


فضله ومناقبه

كان سيد تميم، أسلم في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفد على عمر.
حدث عن عمر وعلي وأبي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان بن عفان وعدة، وعنه عمرو بن جاوان والحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق ابن حبيب وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير وخليد العصري وآخرون وهو قليل الرواية.

قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا قليل الحديث وكان صديقا لمصعب ابن الزبير فوفد عليه إلى الكوفة فمات عنده بالكوفة.
قال أبو أحمد الحاكم هو الذي فتح مدينة مرو الروذ وكان الحسن وابن سيرين في جيشه ذاك.
وروي عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم فقلت إنه يدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك" رواه أحمد في مسنده
وروي عن الأحنف أيضا أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال قد فتح الله عليكم تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الأحنف الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب ثم دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت لا يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فاحمد الله يا أحنف"
قال خليفة توجه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف فلقي أهل هراة فهزمهم فافتتح ابن عامر أبرشهر صلحا ويقال عنوة وبعث الأحنف في أربعة آلاف فتجمعوا له مع طوقان شاة فاقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله المشركين قال ابن سيرين كان الأحنف يحمل ويقول "إن على كل رئيس حقا أن يخضب القناة أو تندقا"
وقيل سار الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربع مائة ألف ثم أتى خوارزم فلم يطقها فرجع.
وعن ابن إسحاق أن ابن عامر خرج من خراسان معتمرا قد أحرم منها وخلف على خراسان الأحنف وجمع أهل خراسان جمعا كبيرا وتجمعوا بمرو فالتقاهم الأحنف فهزمهم وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله.
قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقال خالد بن صفوان كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه وقيل للأحنف إنك كبير والصوم يضعفك قال اني أعده لسفر طويل
وقيل كانت عامة صلاة الأحنف بالليل وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول حس ويقول ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا.
وروي أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل.
وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.
قال الحسن ذكروا عن معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت فقال يا أبا بحر مالك لا تتكلم قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت.
وعن الأحنف عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر.


حلم الأحنف

قيل عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وفيه قال الشاعر:

إذا الأبصار أبصرت ابن قيس*****ظللن مهابة منه خشوعا.

قال سليمان التيمي قال الأحنف ثلاث في ما أذكرهن إلا لمعتبر ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما، وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير.
وقال: ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه، وقال لست بحليم ولكني أتحالم.
وقيل إن رجلا خاصم الأحنف وقال لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا فقال لكنك إن قلت عشرا لم تسمع واحدة.
وقيل إن رجلا قال للأحنف بم سدت وأراد أن يعيبه قال الأحنف بتركي ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وروي عن ذي الرمة قال شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم، فتكلم فيه وقال احتكموا قالوا نحتكم ديتين قال: ذاك لكم فلما سكتوا قال أنا أعطيكم ما سألتم. فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة وإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى بدية واحدة وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة وأنتم اليوم تطالبون وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم قالوا ردها إلى دية.

من كلمات الأحنف

عن الأحنف ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة شريف من دنيء وبر من فاجر وحليم من أحمق.
وقال من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون
وسئل ما المروءة قال كتمان السر والبعد عن الشر والكامل من عدت سقطاته.
وعنه قال رأس الأدب آلة المنطق لا خير في قول بلا فعل ولا في منظر بلا مخبر ولا في مال بلا جود ولا في صديق بلا وفاء ولا في فقه بلا ورع ولا في صدقة إلا بنية ولا في حياة إلا بصحة وأمن والعتاب مفتاح التقالى والعتاب خير من الحقد.
ورأى الأحنف في يد رجل درهما فقال لمن هذا قال لي قال ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل أنت للمال إذا أمسكته، وإذا أنفقته فالمال لك.
وقيل: كان الأحنف إذا أتاه رجل وسع له فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له وعنه قال جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه.
وقيل إنه كلم مصعبا في محبوسين قال أصلح الله الأمير إن كانوا حبسوا في باطل فالعدل يسعهم وإن كانوا حبسوا في الحق فالعفو يسعهم.
وعنه قال: لا ينبغي للأمير الغضب لأن الغضب في القدرة مفتاح السيف والندامة.
وعنه قال: لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة.


مواقف من حياته

قيل كان زياد معظما للأحنف فلما ولي بعده ابنه عبيد الله تغير أمر الأحنف وقدم عليه من هو دونه ثم وفد على معاوية في الأشراف. فقال لعبيد الله: أدخلهم على قدر مراتبهم فأخر الأحنف. فلما رآه معاوية أكرمه لمكان سيادته وقال إلي يا أبا بحر وأجلسه معه وأعرض عنهم فأخذوا في شكر عبيد الله بن زياد وسكت الأحنف. فقال له لم لا تتكلم قال إن تكلمت خالفتهم. قال: اشهدوا أني قد عزلت عبيد الله فلما خرجوا كان فيهم من يروم الإمارة ثم أتوا معاوية بعد ثلاث وذكر كل واحد شخصا وتنازعوا. فقال معاوية: ما تقول يا أبا بحر قال إن وليت أحدا من أهل بيتك لم تجد مثل عبيد الله فقال قد أعدته قال فخلا معاوية بعبيد الله، وقال كيف ضيعت مثل هذا الرجل الذي عزلك وأعادك وهو ساكت فلما رجع عبيد الله جعل الأحنف صاحب سره.
عن أيوب عن محمد قال نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي. قال تكلم قال إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح فقال صدقت فقام الحتات وكان يناوئه فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم قال اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
قال الشعبي وفد أبو موسى الأشعري وفدا من البصرة إلى عمر منهم الأحنف بن قيس فتكلم كل رجل في خاصة نفسه. وكان الأحنف في آخر القوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وأصحابه وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار والجنان، وفي مثل عين البعير وكالحوار في السلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ وإن أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة زعقة نشاشة لا يجف ترابها ولا ينبت مرعاها وطرفها في بحرأجاج وطرف في فلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة فارفع خسيستنا وانعش وكيستنا، وزد في عيالنا عيالا وفي رجالنا رجالا، وصغر درهمنا وكبر قفيزنا ومر لنا بنهر نستعذب منه فقال عمر عجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد قال فما زلت أسمعها بعد.

وفاته

مات الأحنف سنة 67هـ وقيل: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق رحمه الله.
عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال حضرت جنازة الأحنف بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت.
قال أبو عمرو بن العلاء توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته لوقت حمامه قيل لها الأحنف بن قيس قالت والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته ثم قالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل من ابتلانا بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك أيها الناس إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا ومت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاضل السلم رفيع العماد واري الزناد منير الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من الناد.
قال قرة بن خالد حدثنا أبو الضحاك انه أبصر مصعبا يمشي في جنازة الأحنف بغير رداء.

المصدر.










عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 08 / 2010, 12 : 02 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي ، أبو بحر البصري ، والأحنف لقب، واسمه الضحاك و قيل: صخر ابن أخي صعصعة، ولقب بالأحنف لحنف كان برجله، وعده أصحاب السير من الطبقة الثانية من كبار التابعين، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث.

وهو من أهل البصرة وقدم إلى المدينة في عهد عمر، ورحل إلى مرو وهراة ونيسابور فاتحًا ومات بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير.


إسلامه ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له:


أسلم الأحنف بن قيس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، إلا أن النبي دعا له يقول الأحنف بن قيس: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه إذ جاء رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال: ألا أبشرك؟ فقلت: بلى قال: هل تذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد؟ فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنه ليدعوكم إلى خير، وما حسن إلا حسنًا، فبلغت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للأحنف". فقال الأحنف: هذا من أرجى عملي عندي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث.

الصحابة الذين تعلم على أيديهم:

قدم الأحنف المدينة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، مما أتاح له مقابلة عدد كبير من كبار الصحابة رضي الله عنهم ليتعلم منهم ويأخذ عنهم، مما كان له من كبير الأثر في حياته، فتعلم من سيدنا عمر بن الخطاب، وتعلم من علي بن أبي طالب، وجلس مع أبي ذر الغفاري، وأخذ عن عثمان بن عفان، وتعلم من ابن مسعود، وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أثر الصحابة فيه:
كان للصحابة أثرًا قويًا في نفوس التابعين، وممن تأثر بالصحابة رضي الله عنهم، وتربى على أيديهم الأحنف بن قيس خاصةً من سيدنا عمر بن الخطاب ومن مواقفه التي تدل على أن سيدنا عمر كانت له توجيهات قوية، وتأثيرًا كبيرًا في نفس الأحنف ما يرويه عن موقفه معه فيقول: قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاحتبسني عنده حولاً، فقال: يا أحنف، إني قد بلوتك وخبرتك فرأيت علانيتك حسنة، وأنا أرجو أن تكون سريرتك على مثل علانيتك، وإنا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم.
وعن الأحنف بن قيس قال: خرجنا مع أبي موسى وفودًا إلى عمر، وكانت لعمر ثلاث خبزات يأدمهن يومًا بلبن ويومًا بسمن ويومًا بلحم عريض ويومًا بزيت، فجعل القوم يأكلون ويعذرون فقال عمر: إني لأرى تعذركم وإني لأعلمكم بالعيش، ولو شئت لجعلت كراكر وأسنمة وصلاء وصنابًا وصلائق، ولكن أستبقي حسناتي إن ذكر قومًا فقال: "أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ".
ويقول له سيدنا عمر بن الخطاب للأحنف مربيًا: يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه.
وممن كان له أثرًا كبيرًا في نفس الأحنف عمه صعصعة الذي تعلم منه الحلم والأناة تلك الخصلة التي يحبهما الله عز وجل، يقول الأحنف بن قيس لأصحابه يومًا: أتعجبون من حلمي وخُلقي؟ إنما هذا شيء استفدته من عمي صعصعة بن معاوية، شكوت إليه وجعًا في بطني فأسكتني مرتين ثم قال لي: بابن أخي لا تشك الذي نزل بك إلى أحد؛ فإن الناس رجلان: إما صديق فيسوءه، وإما عدو فيسره، ولكن اشك الذي نزل بك إلى الذي ابتلاك، ولا تشك قط إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الذي نزل بك، بابن أخي إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلاً ولا جبلاً فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها.
وممن رباه أيضًا على الحلم قيس بن عاصم المنقري، وقد سئل الأحنف بن قيس يومًا: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري لقد اختلفنا إليه فى الحلم كما يختلف إلى الفقهاء، فبينا نحن عنده يوما وهو قاعد بفنائه محتب بكسائه، أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف فقالوا: هذا ابنك قتله ابن أخيك قال: فوالله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له فى المسجد فقال: أطلق عن ابن عمك، ووار أخاك، واحمل إلى أمه مائة من الإبل فإنها غريبة.
أثره في الآخرين:
كان للأحنف بن قيس أثرًا في نفوس الآخرين فكان يجلس مع مصعب بن الزبير على سريره فجاء يومًا ومصعب ماد رجليه فلم يقبضهما، وقعد الأحنف فزحم بعض الزحم فرأى ذلك فيه فقال: عجبًا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين.
وكتب الأحنف بن قيس إلى صديق له ينصحه: أما بعد فإذا قدم عليك أخ لك موافق فليكن منك مكان سمعك وبصرك، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف ألا تسمع إلى قول الله عز وجل لنوح في شأن ابنه:"إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ" يقول: ليس من أهل ملتك، فانظر إلى هذا وأشباهه فاجعلهم كنوزك وذخائرك وأصحابك في سفرك وحضرك، فإنك إن تقربهم تقربوا منك، وإن تباعدهم يستغنوا بالله عز وجل والسلام.

مواقفه مع سيدنا عمر:

أوفد أبو موسى الأشعري وفدًا من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب فيهم الأحنف بن قيس، ولم يكن عمر رأى الأحنف قبل ذلك، فلما دخلوا عليه تكلم كل رجلاً فيهم في خاصة نفسه وكان الأحنف آخر القوم، فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أمير المؤمنين إن أهل الشام نزلوا منازل أهل قيصر، وإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه، وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار العذبة والجنان الحسنة، وفي مثل عين البعير وأتتهم ثمارهم قبل أن يحصدوا، وإن أهل البصرة نزلوا في سنحة نشاشة لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها، طرفها في بحر أجاج وطرفها بالفلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مدى النعامة، فارفع خسيستنا ولا تفشي وقيصتنا وزد في رجالنا رجالاً وفي عيالنا عيالاً، وأصغر درهمنا وأكبر فقيرنا، ومر بنهر يكرى لنا نستعذب منه فقال عمر للقوم: أعجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد قال الأحنف: فما زالت بعد أسمعها من الناس هذا والله السيد.
وعن الفضل بن عميرة قال: أن الأحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب في وفد من العراق، وكان ذلك في يوم صائف شديد الحر وهو متحجز بعباءة يهنأ يهنأ. - يقال: هنأت البعير أهنؤه إذا طليته بالهناء وهو القطران -. ببعير من إبل الصدقة فقال: يا أحنف ضع ثيابك، وهلم وأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين فقال رجل: يغفر الله لك يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة فيكفيك هذا؟ فقال عمر: يا ابن فلانة، وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف بن قيس هذا؟ إنه من ولي أمر المسلمين فهو عبد للمسلمين، يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة.
وروي أن عمر ذكر بني تميم فذمهم، فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم، قال: إنك ذكرت بني تميم بالذم، وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح، فقال: صدقت فقفا بقول حسن فقام رجل كان يناوئ الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم فقال: اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف.

مواقفه مع سيدنا معاوية:

قال يزيد بن معاوية أرسل أبي إلى الأحنف بن قيس فلما وصل إليه قال له: يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟ قال: يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة وبهم نصول على كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فارضهم؛ يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلاً فيملوا حياتك ويودوا وفاتك ويكرهوا قربك، فقال له معاوية: لله أنت يا أحنف لقد دخلت علي وأنا مملوء غضبا وغيظا على يزيد. فلما خرج الأحنف من عنده رضي عن يزيد، وبعث إليه بمائتي ألف درهم ومائتي ثوب، فأرسل يزيد إلى الأحنف بمائة ألف درهم ومائة ثوب فقاسمه إياها على الشطر.
ومن مواقفه مع معاوية أنه وفد عليه فقال له: أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفين والمخذل عن عائشة أم المؤمنين! قال: لا تؤنبنا بما مضى منا، ولا ترد الأمور على أدبارها، فإن القلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا، والسيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا، فلما خرج قالت أخت معاوية: من هذا الذي يتهدد؟ قال: هذا الذي إن غضب؛ غضب لغضبه مائة ألف من تميم، لا يدرون فيم غضب.

من أهم ملامح شخصيته:

عبادته:
لقد كانت عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع المصباح قريبًا منه فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حس، ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا.
وقد قيل للأحنف بن قيس: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه.

خوفه ومحاسبته لنفسه:

كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونًا بعيدًا لا نبلغ أعمالهم، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم مكذبون بكتاب الله وبرسل الله مكذبون بالبعث بعد الموت، فقد وجدت من خيرنا منزلة قومًا خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا.
وكان يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
وصعد الأحنف بن قيس فوق بيته يومًا فأشرف على جاره فقال: سوءة سوءة، دخلت على جاري بغير إذن لا صعدت فوق هذا البيت أبدًا.

شجاعته:

عرف عن الأحنف بن قيس أنه كان من الشجعان، فيرُوى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعثه على جيش قِبَل خراسان فبيتهم العدو ليلاً ففرقوا جيوشهم أربعة جيوش، وأقبلوا معهم الطبول ففزع الناس وكان أول من ركب الأحنف فأخذ سيفه فتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول:
إن على كل رئيس حقًا *** أن يخضب القناة أو تندقا
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحابه الصوت انهزموا ثم حمل على الكردوس الآخر ففعل مثل ذلك، ثم حمل على الآخر ففعل، ثم حمل على الآخر ففعل مثل ذلك، وهو وحده ثم جاء الناس وقد انهزم العدو فاتبعهم الناس يقتلون ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها: مرو الروذ.
حلمه:
اشتهر الأحنف بحلمه، ولقد عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وقيل إن رجلاً خاصم الأحنف وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشرًا فقال: لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدة.
تواضعه:
ومما عرف عنه تواضعه ومن ذلك أنه استعمل على خراسان، فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة قال: فلم يوقظ أحدًا من غلمانه ولا جنده، وانطلق يطلب الماء قال: فأتى على شوك وشجر حتى سالت قدماه دمًا فوجد الثلج قال: فكسره واغتسل، قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين قال: فلبسهما فلما أصبح أخبر أصحابه فقالوا: والله ما علمنا بك.
رجاحة عقله:
يقول هشام بن عقبة: شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم فتكلم فيه وقال: احتكموا قالوا: نحتكم ديتين قال: ذاك لكم فلما سكتوا قال: أنا أعطيكم ما سألتم، فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بدية واحدة، وإن العرب تعاطي بينها دية واحدة، وأنتم اليوم تطالبون، وأخشى أن تكونوا غدًا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم قالوا: ردها إلى دية.

من كلماته:

قال الأحنف بن قيس: الكامل من عدت هفواته، ولا تعد إلا من قلة.
وقال: ليس فضل الحلم أن تُظلم فتحلم حتى إذا قدرت انتقمت، ولكنه إذا ظُلِمت فحلمت ثم قدرت فعفوت.
وسُئل الأحنف بن قيس عن الحلم فقال: أن تصبر على ما تكره قليلاً.
وقال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي مالا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وعن الأحنف بن قيس قال: في خلال ثلاث ما أذكرها إلا أن يعتبر رجل بخلق صالح، ما أتيت باب سلطان قط إلا أن دعا، ولا دخلت بين اثنين قط إلا أن يأمراني، ولا خلفت أحدًا بعده بسوء قط.
ويقول: ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم الآتي طعامًا لم يدع إليه، والمتآمر على رب البيت في بيته، وطالب الفضل من أعدائه، وراجي الخير من اللئام، والمقبل بحديثه على من لا يسمعه، والجالس في المجلس الذي لا يستأهله، والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه، والمتقدم بالدالة على السلطان.

وفاته:

كان موته بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين ومشى مصعب في جنازته وقال مصعب يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرأي.
ولقد مات الأحنف بن قيس في دار ابن أبي عصيفير بالكوفة، فجاءت امرأة على بغل في رحالة وحولها جماعة نساء فقالت: أيها الأمير إن ابن عمي مات بأرض غربة فأذن لي أندبه فقيل: شأنك فقالت: لله درك من مجن في جنن، ومدرج في كفن، أسأل الله الذي ابتلانا بفقدك وفجعنا بيومك، أن يوسع لك في لحدك، وأن يكون لك في يوم حشرك، ثم أقبلت على الناس فقالت: أيها الناس إن أولياء الله في بلاده شهود على عباده وإنا لقائلون حقًا ومثنون صدقًا ثم قالت: أما والدي كنت من أمره إلى مدة، ومن المضمار إلى غاية من الموت إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك. لقد عشت حميدًا مودودًا، ومت شهيدًا فقيدًا، ولقد كنت في المحافل شريفًا، وعلى الأرامل عطوفًا، ومن الناس قريبًا، وفيهم غريبًا، وإن كنت لمسودًا، وإلى الخلفاء موفدًا، وإن كانوا لفقدك لمستمعين ولرأيك لمتبعين.

المصادر:

رواة التهذيبيين - أسد الغابة - صفة المنافق - إصلاح المال -مجمع الزوائد - الزهد لابن المبارك - صحيح البخاري - البداية والنهاية -كنز العمال - التواضع والخمول - إحياء علوم الدين - الحلم - طبقات المحدثين بأصبهان - تاريخ الإسلام - الطبقات الكبرى - تفسير ابن كثير - مكارم الأخلاق - سير أعلام النبلاء - الطبقات الكبرى - الصمت - الإصابة في تمييز الصحابة - الإشراف في منازل الأشراف - المستدرك..

المصدر.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 08 / 2010, 14 : 02 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
الأحنف بن قيس.

اسمه ونسبه ولقبه:
هو الأحنف بن قيس، بن معاوية بن حصين، بن حفص بن عبادة، بن النزال بن مرة، بن عبيد بن الحارث، بن عمرو بن كعب، بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو بحر التميمي السعدي.
أمه: حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهلية.
واسمه: الضحاك على المشهور.
ولقبه الأحنف وهو مشهور به، وقد ذكر الذهبي أنه اشتهر بالأحنف؛ لحنف رجليه، وهو العوج والميل.

بعض فضائله:
أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يجتمع به، وكان يضرب بحلمه المثل. قال العجلي: الأحنف بصري ثقة، كان سيد قومه، وكان أعور أحنف، دميماً، قصيراً، كوسجاً، له بيضة واحدة، حبسه عمر سنة يختبره، فقال: هذا والله السيد. وفي الزهد لأحمد عن الحسن عن الأحنف قال: لست بحليم ولكني أتحلم. وعن الخليل بن أحمد قال: قال رجل للأحنف بن قيس بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي مالا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك. وقد ذكر الأحنف ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: " كان ثقة مأموناً، قليل الحديث، وكان ممن اعتزل وقعة الجمل، ثم شهد صفين ". وقد روى عن عمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبي ذر وغيرهم. وروى عنه أبو العلاء بن الشخير, والحسن البصري وطلق بن حبيب وغيرهم. وله قصص يطول ذكرها مع عمر ثم عثمان ثم مع على ثم مع معاوية ثم مع من بعده.

بعض أقواله:
قال ابن المبارك: قيل للأحنف بم سودوك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه. وقال الأحنف: عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر. وقال أيضاً: ثلاث في ما أذكرهن إلا لمعتبر ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني " بينهما "، وما أذكر أحداً بعد أن يقوم من عندي إلا بخير. وقيل إن رجلاً خاصم الأحنف، وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً، فقال: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة. وقال: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون. وعنه سئل ما المروءة قال: كتمان السر، والبعد من الشر. وقال: " رأس الأدب آلة المنطق لا خير في قول بلا فعل ولا في منظر بلا مخبر، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقه بلا ورع، ولا في صدقة إلا بنية، ولا في حياة إلا بصحة وأمن ".

وفاته:
وعن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال: حضرت جنازة الأحنف بالكوفة، فكنت فيمن نزل قبره، فلما سويته رأيته، قد فسح له مد بصري، فأخبرت بذلك أصحابي، فلم يروا ما رأيت. وقال أبو عمرو بن العلاء: توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر. قال الفسوي: مات الأحنف سنة سبع وستين. وقال غيره: توفي سنة إحدى وسبعين. وقال جماعة: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق - رحمه الله -.

فائدة :
الكلام حول ترجمة الأحنف يطول، ولكن لمن أراد الإستزادة، فعليه بتاريخ ابن عساكر، وتاريخ الإسلام للذهبي، قال الذهبي في ختام ترجمته للأحنف في " سير أعلام النبلاء" : قد استقصى الحافظ بن عساكر ترجمة الأحنف في كراريس، وطولتها أنا في تاريخ الإسلام.

مصادر الترجمة:
الإصابة (1/44). والسير (4/86). وأسد الغابة (1/55). والبداية والنهاية (8/326). وشذرات الذهب(1/78).









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 08 / 2010, 15 : 02 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
نسبه وقبيلته

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي، أبو بحر البصري، والأحنف لقب، واسمه الضحاك و قيل: صخر ابن أخي صعصعة، ولقب بالأحنف لحنف كان برجله، وعده أصحاب السير من الطبقة الثانية من كبار التابعين، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث.
وهو من أهل البصرة وقدم إلى المدينة في عهد عمر بن الخطاب، ورحل إلى مرو وهراة ونيسابور فاتحًا ومات بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير.

إسلامه ودعاء رسول الله له

أسلم الأحنف بن قيس في حياة رسول اللهولم يره، إلا أن الرسول دعا له، يقول الأحنف بن قيس: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفانإذ جاء رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال: ألا أبشرك؟ فقلت: بلى قال: هل تذكر إذ بعثني رسول اللهإلى قومك بني سعد؟ فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنه ليدعوكم إلى خير، وما حسن إلا حسنًا، فبلغت ذلك إلى رسول اللهفقال رسول الله: "اللهم اغفر للأحنف". فقال الأحنف: هذا من أرجى عملي عندي.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث.

الصحابة الذين تعلم على أيديهم

قدم الأحنف المدينة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، مما أتاح له مقابلة عدد كبير من كبار الصحابةليتعلم منهم ويأخذ عنهم، مما كان له من كبير الأثر في حياته، فتعلم من سيدنا عمر بن الخطاب، وتعلم من علي بن أبي طالب، وجلس مع أبي ذر الغفاري، وأخذ عن عثمان بن عفان، وتعلم من عبد الله بن مسعود، وغيرهم من أصحاب النبي.

أثر الصحابة فيه

عمر بن الخطاب

كان للصحابة أثرًا قويًا في نفوس التابعين، وممن تأثر بالصحابة، وتربى على أيديهم الأحنف بن قيس خاصةً من سيدنا عمر بن الخطاب ومن مواقفه التي تدل على أن سيدنا عمر كانت له توجيهات قوية، وتأثيرًا كبيرًا في نفس الأحنف ما يرويه عن موقفه معه فيقول: قدمت على عمر بن الخطابفاحتبسني عنده حولاً، فقال: يا أحنف، إني قد بلوتك وخبرتك فرأيت علانيتك حسنة، وأنا أرجو أن تكون سريرتك على مثل علانيتك، وإنا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم.

وعن الأحنف بن قيس قال: خرجنا مع أبي موسى وفودًا إلى عمر، وكانت لعمر ثلاث خبزات يأدمهن يومًا بلبن ويومًا بسمن ويومًا بلحم عريض ويومًا بزيت، فجعل القوم يأكلون ويعذرون فقال عمر: إني لأرى تعذركم وإني لأعلمكم بالعيش، ولو شئت لجعلت كراكر وأسنمة وصلاء وصنابًا وصلائق، ولكن أستبقي حسناتي إن ذكر قومًا فقال: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ}.

ويقول سيدنا عمر بن الخطاب للأحنف مربيًا: يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه.

صعصعة بن معاوية

وممن كان له أثرًا كبيرًا في نفس الأحنف عمه صعصعة الذي تعلم منه الحلم والأناة تلك الخصلة التي يحبهما الله، يقول الأحنف بن قيس لأصحابه يومًا: أتعجبون من حلمي وخُلقي؟ إنما هذا شيء استفدته من عمي صعصعة بن معاوية، شكوت إليه وجعًا في بطني فأسكتني مرتين ثم قال لي: بابن أخي لا تشك الذي نزل بك إلى أحد؛ فإن الناس رجلان: إما صديق فيسوءه، وإما عدو فيسره، ولكن اشك الذي نزل بك إلى الذي ابتلاك، ولا تشك قط إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الذي نزل بك، بابن أخي إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلاً ولا جبلاً فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها.

قيس بن عاصم المنقري

وممن رباه أيضًا على الحلم قيس بن عاصم المنقري، وقد سئل الأحنف بن قيس يومًا: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري لقد اختلفنا إليه فى الحلم كما يختلف إلى الفقهاء، فبينا نحن عنده يوما وهو قاعد بفنائه محتب بكسائه، أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف فقالوا: هذا ابنك قتله ابن أخيك قال: فوالله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له في المسجد فقال: أطلق عن ابن عمك، ووار أخاك، واحمل إلى أمه مائة من الإبل فإنها غريبة.
أثره في الآخرين

كان للأحنف بن قيس أثرًا في نفوس الآخرين فكان يجلس مع مصعب بن الزبير على سريره فجاء يومًا ومصعب ماد رجليه فلم يقبضهما، وقعد الأحنف فزحم بعض الزحم فرأى ذلك فيه فقال: عجبًا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين.

وكتب الأحنف بن قيس إلى صديق له ينصحه: أما بعد فإذا قدم عليك أخ لك موافق فليكن منك مكان سمعك وبصرك، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف، ألا تسمع إلى قول اللهلنوح في شأن ابنه:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} يقول: ليس من أهل ملتك، فانظر إلى هذا وأشباهه فاجعلهم كنوزك وذخائرك وأصحابك في سفرك وحضرك، فإنك إن تقربهم تقربوا منك، وإن تباعدهم يستغنوا باللهوالسلام.

مواقفه مع عمر بن الخطاب

أوفد أبو موسى الأشعري وفدًا من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب فيهم الأحنف بن قيس، ولم يكن عمر رأى الأحنف قبل ذلك، فلما دخلوا عليه تكلم كل رجلاً فيهم في خاصة نفسه وكان الأحنف آخر القوم، فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبيثم قال: يا أمير المؤمنين إن أهل الشام نزلوا منازل أهل قيصر، وإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه، وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار العذبة والجنان الحسنة، وفي مثل عين البعير وأتتهم ثمارهم قبل أن يحصدوا، وإن أهل البصرة نزلوا في سنحة نشاشة لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها، طرفها في بحر أجاج وطرفها بالفلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مدى النعامة، فارفع خسيستنا ولا تفشي وقيصتنا وزد في رجالنا رجالاً وفي عيالنا عيالاً، وأصغر درهمنا وأكبر فقيرنا، ومر بنهر يكرى لنا نستعذب منه فقال عمر للقوم: أعجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد قال الأحنف: فما زالت بعد أسمعها من الناس هذا والله السيد.

وعن الفضل بن عميرة قال: أن الأحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب في وفد من العراق، وكان ذلك في يوم صائف شديد الحر وهو متحجز بعباءة يهنأ يهنأ. - يقال: هنأت البعير أهنؤه إذا طليته بالهناء وهو القطران -. ببعير من إبل الصدقة فقال: يا أحنف ضع ثيابك، وهلم وأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين فقال رجل: يغفر الله لك يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة فيكفيك هذا؟ فقال عمر: يا ابن فلانة، وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف بن قيس هذا؟ إنه من ولي أمر المسلمين فهو عبد للمسلمين، يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة.

وروي أن عمر ذكر بني تميم فذمهم، فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم، قال: إنك ذكرت بني تميم بالذم، وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح، فقال: صدقت فقفا بقول حسن فقام رجل كان يناوئ الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم فقال: اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف.

مواقفه مع معاوية بن أبي سفيان

قال يزيد بن معاوية أرسل أبي إلى الأحنف بن قيس فلما وصل إليه قال له: يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟ قال: يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة وبهم نصول على كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فارضهم؛ يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلاً فيملوا حياتك ويودوا وفاتك ويكرهوا قربك، فقال له معاوية بن أبي سفيان: لله أنت يا أحنف لقد دخلت علي وأنا مملوء غضبا وغيظا على يزيد. فلما خرج الأحنف من عنده رضي عن يزيد، وبعث إليه بمائتي ألف درهم ومائتي ثوب، فأرسل يزيد إلى الأحنف بمائة ألف درهم ومائة ثوب فقاسمه إياها على الشطر.

ومن مواقفه مع معاوية أنه وفد عليه فقال له: أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفين والمخذل عن عائشة أم المؤمنين! قال: لا تؤنبنا بما مضى منا، ولا ترد الأمور على أدبارها، فإن القلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا، والسيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا، فلما خرج قالت أخت معاوية: من هذا الذي يتهدد؟ قال: هذا الذي إن غضب؛ غضب لغضبه مائة ألف من تميم، لا يدرون فيم غضب.

من أهم ملامح شخصيته

عبادته

لقد كانت عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع المصباح قريبًا منه فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حس، ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا.

وقد قيل للأحنف بن قيس: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه.

خوفه ومحاسبته لنفسه

كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونًا بعيدًا لا نبلغ أعمالهم، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم مكذبون بكتاب الله وبرسل الله مكذبون بالبعث بعد الموت، فقد وجدت من خيرنا منزلة قومًا خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا.

وكان يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.

وصعد الأحنف بن قيس فوق بيته يومًا فأشرف على جاره فقال: سوءة سوءة، دخلت على جاري بغير إذن لا صعدت فوق هذا البيت أبدًا.

شجاعته

عرف عن الأحنف بن قيس أنه كان من الشجعان، فيرُوى أن عمر بن الخطاببعثه على جيش قِبَل خراسان فبيتهم العدو ليلاً ففرقوا جيوشهم أربعة جيوش، وأقبلوا معهم الطبول ففزع الناس وكان أول من ركب الأحنف فأخذ سيفه فتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول:

إن على كل رئيس حقًا *** أن يخضب القناة أو تندقا

ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحابه الصوت انهزموا ثم حمل على الكردوس الآخر ففعل مثل ذلك، ثم حمل على الآخر ففعل، ثم حمل على الآخر ففعل مثل ذلك، وهو وحده ثم جاء الناس وقد انهزم العدو فاتبعهم الناس يقتلون ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها: مرو الروذ.

حلمه

اشتهر الأحنف بحلمه، ولقد عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وقيل إن رجلاً خاصم الأحنف وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشرًا فقال: لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدة.
تواضعه

ومما عرف عنه تواضعه ومن ذلك أنه استعمل على خراسان، فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة قال: فلم يوقظ أحدًا من غلمانه ولا جنده، وانطلق يطلب الماء قال: فأتى على شوك وشجر حتى سالت قدماه دمًا فوجد الثلج قال: فكسره واغتسل، قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين قال: فلبسهما فلما أصبح أخبر أصحابه فقالوا: والله ما علمنا بك.

رجاحة عقله

يقول هشام بن عقبة: شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم فتكلم فيه وقال: احتكموا قالوا: نحتكم ديتين قال: ذاك لكم فلما سكتوا قال: أنا أعطيكم ما سألتم، فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة، وإن النبيقضى بدية واحدة، وإن العرب تعاطي بينها دية واحدة، وأنتم اليوم تطالبون، وأخشى أن تكونوا غدًا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم قالوا: ردها إلى دية.

من كلماته

قال الأحنف بن قيس: الكامل من عدت هفواته، ولا تعد إلا من قلة.

وقال: ليس فضل الحلم أن تُظلم فتحلم حتى إذا قدرت انتقمت، ولكنه إذا ظُلِمت فحلمت ثم قدرت فعفوت.

وسُئل الأحنف بن قيس عن الحلم فقال: أن تصبر على ما تكره قليلاً.

وقال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي مالا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.

وعن الأحنف بن قيس قال: في خلال ثلاث ما أذكرها إلا أن يعتبر رجل بخلق صالح، ما أتيت باب سلطان قط إلا أن دعا، ولا دخلت بين اثنين قط إلا أن يأمراني، ولا خلفت أحدًا بعده بسوء قط.

ويقول: ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الآتي طعامًا لم يدع إليه، والمتآمر على رب البيت في بيته، وطالب الفضل من أعدائه، وراجي الخير من اللئام، والمقبل بحديثه على من لا يسمعه، والجالس في المجلس الذي لا يستأهله، والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه، والمتقدم بالدالة على السلطان.

وفاته

كان موته بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين ومشى مصعب في جنازته وقال مصعب يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرأي.

ولقد مات الأحنف بن قيس في دار ابن أبي عصيفير بالكوفة، فجاءت امرأة على بغل في رحالة وحولها جماعة نساء فقالت: أيها الأمير إن ابن عمي مات بأرض غربة فأذن لي أندبه فقيل: شأنك فقالت: لله درك من مجن في جنن، ومدرج في كفن، أسأل الله الذي ابتلانا بفقدك وفجعنا بيومك، أن يوسع لك في لحدك، وأن يكون لك في يوم حشرك، ثم أقبلت على الناس فقالت: أيها الناس إن أولياء الله في بلاده شهود على عباده وإنا لقائلون حقًا ومثنون صدقًا ثم قالت: أما والدي كنت من أمره إلى مدة، ومن المضمار إلى غاية من الموت إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك. لقد عشت حميدًا مودودًا، ومت شهيدًا فقيدًا، ولقد كنت في المحافل شريفًا، وعلى الأرامل عطوفًا، ومن الناس قريبًا، وفيهم غريبًا، وإن كنت لمسودًا، وإلى الخلفاء موفدًا، وإن كانوا لفقدك لمستمعين ولرأيك لمتبعين.

المصادر

رواة التهذيبيين - أسد الغابة - صفة المنافق - إصلاح المال - مجمع الزوائد - الزهد لابن المبارك - صحيح البخاري - البداية والنهاية -كنز العمال - التواضع والخمول - إحياء علوم الدين - الحلم - طبقات المحدثين بأصبهان - تاريخ الإسلام - الطبقات الكبرى - تفسير ابن كثير - مكارم الأخلاق - سير أعلام النبلاء - الطبقات الكبرى - الصمت - الإصابة في تمييز الصحابة - الإشراف في منازل الأشراف - المستدرك.
المصدر.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 08 / 2010, 25 : 02 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
الاحنف بن قيس ودوره في فتح خراسان



الاستاذ عصــام كاطـع داود

اسمه ونسبه

الاحنف بفتح الالف والنون بينهما الحاء المهملة الساكنة وفي اخرها الفاء (1) وأسمه الضحاك بن قيس بن معاوية بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن سعد بن زيد مناه بن تيم وأمه من بني قراض من باهله (2) ولدته وهو أحنف فقالت وهي ترقصه
والله لولا حنف في رجله مـاكان في الحي iiمثله


وكان ابو الاحنف يكنى ابا مالك قتله بنو مازن في الجاهليه اما جده معاويه بن الحصين فقد قتله عنتره بن شداد العبس (3) اماعمه فيقال له المتشمس بن معاويه يفضل على الاحنف في حلمه وعم الاحنف الاصغر هو صمعه بن معاويه كان سيد بني تميم في خلافة معاويه بن ابي سفيان (4) وكان للاحنف ولد اسمه بحر وبه يكنى وقد مات ولم يكن لديه غيره فانقطع عقبه (5) .

صفاته ومزاياه :
عرف الاحنف بن قيس بصفاة ومزايا يمكننا ان نجملها بمايلي :
أولا : الحلم :
كان الاحنف بن قيس حليما " يضرب المثل به (6) وقد اعجب الناس بحلمه فقد كان يقول ( ( . . . اني لاجد ماتجدون ولكني صبور ) )ويقول ايضاً ( ( . . . وجدت الحلم أنصر لي من الرجال . . . ) (7) ويضيف قائلا " ( ( . . . ماتعلمت الحلم الا من قيس بن عاصم المنقري لان ابن اخ له قتل أحد اولاده فأتى بالقاتل مكتوفا " يقاد اليه فقال لهم أذعرتم الفتى ثم اقبل على الفتى فقال بئس ما فعلت نقصت عدوك واوهنت عضدك وأسمنت عدوك وأسات بقومك أخلوا سبيله وأحملوا الى ام المقتول ديته فانها غريبه ) ثم انصرف القاتل وكان يقول ( ( من لم يصبر على كلمه سمع كلمات ) ) ويضيف ابن خلكان ان الاحنف بن قيس سئل عن الحلم فقال هو الذل مع الصبر (8) .
ثانيا : العقل :
كان الاحنف بن قيس عاقلا " راجح العقل قال مره ( ( . . . ما نازعني احد فوقي الاعرفت قدره ولا كان دوني الا رفعت قدري عنه ولا كان مثلي الا تفضلت عليه . . . ) ) ومن ما يذكر عن رجاحة عقله أنه دخل ذات مره على معاويه بن ابي سفيان فأشار الى الوساده وقال له اجلس فجلس الاحنف بن قيس على الارض فقال له معاويه وما منعك يااحنف من الجلوس على الوساده فقال يأمير المؤمنين ان فيما اوصى به قيس بن عاصم المنقري ولده انه قال ( ( . . . لاتغش السلطان حتى يملك ولا تقطعه حتى ينساك ولا تجلس له على فراش ولا وساده واجعل بينك وبينه فجلس رجل او رجلين فانه عسى ان ياتي من هو اولى بذلك المجلس منك فتقام له فيكون قيامك زياده له ونقصان عليك وجيء بهذا المجلس يأمير المؤمنين لعله ان يأتي من هو اولى بذلك المجلس مني . . . ) فقال له معاويه بن ابي سفيان ( ( . . . لقد أوتيتم تميم الحكمه مع دقه حواشي الكلام ) ) (9) .
ويشير أبن سعد : ذكروا عند معاويه بن اني سفيان شيئا " فتكلموا والاحنف بن قيس ساكت فقال معاويه تكلم ياابا بحر فقال ( ( أخاف الله ان كذت وأخافكم ان صدقت . . . ) (10) .
ويضيف ابن خلكان : ان الاحنف بن قيس كان يقول فيه ثلاث خصال ما اقولهن الا ليعتبر معتبر ما دخلت بين اثنين قط حتى يدخلاني بينهما ولا اتيت باب احد من هولاء مالم ادع الي يعني الملوك ولا حللت حبوني الى ما يقوم الناس اليه (11) .
ثالثا : العلم :
كان الاحنف بن قيس عالما " ثقه في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب ( عليه السلام ) وابي ذر الغفاري وغيرهم ويعد الاحنف بن قيس من الفقهاء البارزين في ايام معاويه بن ابي سفيان (12) .
رابعا : الحكمة والبلاغة .
كان الاحنف بن قيس حكيما " يقول بالحكمه والموعظة الحسنه فقد سأل مرة عن المروءه قال ( ( . . . ادب بارع ولسان قاطع . . . ) وقال ايضا " ( ( التقي والاحتمال ) ) وسئل عنها فقال ( ( . . . العفة في الدين والصبر على النوائب وبر الوالدين والحلم عن الغضب والعفو عند المقدرة ومن حكمه أيضا " راس الادب أله المنطق لا خير في قول الا بفعل ولا في منظر الا بمنحر ولا بمنحر ولا في مال الا بجود ولا في صديق الا بوفاء ولا في فقه الا بورع ولا في صدقه الا بنيه وقال أحيا معروفك بأمانه ذكره وقال أيضا " رب ملوم لاذنب له ) )(13) .
وقد عرف عن الاحنف بن قيس في مجال البلاغه والخطابه فقد استطاع بن قيس ببلاغته ان يقضي على كثير من الفتن والخلافات القبليه التي حدثت في مدينه البصره فكان يتدارك نشوبها بما وهبه الله سبحان وتعالى من بلاغه وحكمه فقد خطب عندما قامت فتنه بين تميم والازد وربيعه فأستطاع ان يقضي عليها في مهدها ومن ومما ما قاله في هذا المجل ( ( . . . بعد حمد الله والثناء عليه يامعشر الازد وربيعه أنتم أخواننا في الدين وشركاؤنا في الصهر وأشقاؤنا في النسب وجيراننا في الدار ويدنا على العدو والله لازد البصره أحب الينا من تميم الكوفة ولازد الكوفه أحب الينا من تميم الشام فأن استشرف شنان حد صدوركم ففي احلامنا وأموالنا سعه لنا ولكم وقال أيضا " ولاتزال العرب عربا مالبست العمائم ـ أي حافظت على زيها . . . ) (14) .
ومن حكمته وبلاغته فقد شهد الاحنف بن قيس قوم يتكلمون في دم فقال احكموا فقال نحكم بديتين فقال ذلك لكم فلما سكنوا قال اعطيكم ما سالتم غير اني قائل لكم شيئا " ان الله عز وجل قضى بديه واحده وان النبي صلى الله عليه وسلم قضى بديه واحدة وانتم اليوم طالبون وأخشى ان تكونوا غدا " مطلوبين فلا يرضى الناس منكم الا بمثل ما سنتم لانفسكم فردها الى ديه واحده فحمد الله واثنى عليه وركب (15) .
ويذكر ابن خلكان : ان الاحنف بن قيس كان يقول ما خان شريف ولا كذب عاقل لولا اغتاب مؤمن وقال ما ادخرت الأباء للابناء ولا أبقت الموتى للاحياء افضل من أصطناع معروف عند ذوي الاحساب والاداب وقال كثر الضحك تذهب الهيبه وكثر المزاح تذهب المروءه ومن لزم شيئا عرف به (17) .
ويضيف ايضا " : ان الاحنف بن قيس كان يقول جنبوا مجلسنا ذكرالنساء والطعام فأتى أبغض الرجل يكون وصافا " بطنه وان من المروءة ان يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه (18) .

مكانته الاجتماعية :
حظي الاحنف بن قيس بمكانه اجتماعيه كبيره عند ابناء قومه عندما أسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا " من بني ليث الى بني سعد أهل الاحنف بن قيس فعرض عليهم الاسلام وعندئد قال لاحنف بن قيس في ذلك ( ( . . . أنه يدعوا الى خير ويأمر بخير . . . ) ) وقال ايضا " ( ( انه ليدعوكم الى الاسلام والى مكارم الاخلاق وينهاكم عن ملائمها . . . ) ) وعلى أثر ذلك أسلموا واسلم الاحنف بن قيس فعلم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( ( الله أغفر للاحنف ) ) وعندما علم الاحنف بن قيس بذلك القول قال ( ( . . . فما شيء عند ارجى عندي من ذلك . . . ) ولم يفد على الرسول صلى الله عليه وسلم (19) .
تمسك الاحنف بن قيس بأسلامه حينما ارتد قومه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جاء هو وعمه المتشمس بن معاويه الى مسيلمه الكذاب ليسمعنا منه فلما خرجا قال الاحنف بن قيس بن قيس لعمه كيف تراه فقال أراه كذابا " ان تمسك الاحنف بن قيس بدينه وأسلامه في ايام الرده كان له الاثر الكبير على قومه وعلى ثبات كثير من تميم على الاسلام (20) .
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( 13 ـ 23 هـ / 634 ـ 643 م ) وفد الاحنف بن قيس مع جلة التابعين واكابرهم على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد عرف الاحنف بالعقل والدهاء والعلم والحلم وكان سيد قومه وعند ذلك قال أحد الرجال المهاجرين ( ( . . . يا أمير المؤمنين أن هذا يقصد الاحنف بن قيس الذي كف عنا بني مره حين بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا . . . ) ) (21) .
ويضيف أبن سعد : عندما قدم وفدا " على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة ثانية وكان الاحنف بن قيس فيهم وعندما راى منه عقلا " ودينا " وحسن سمعته فتركه عنده سنه كامله ثم أحضره وقال أتدري لم أحتبسك عندي حولا " كاملا " قال لايأمير المؤمنين قال ان الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا كل منافق علم فخشيت ان تكون منهم ثم كتب معه كتابا " الى امير البصره ابو موسى الاشعري يذكر فيه ان الاحنف بن قيس سيد اهل البصره ما زال يعلو من يومئذ (22) .
وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ( 23 ـ 35 هـ / 643 ـ 655 م ) بقيت مكانه الاحنف بن قيس الاجتماعيه بارزة فقد كان أبن قيس في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي اله عنه يطوف بالبيت الحرام فأخذ رجل من بني ليث بيده فقال له الا أبشرك قلت بلى قال له أتذكر عندما بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومك فجعلت أعرض عليهم الاسلام وأدعوهم اليه وعند ذلك قلت أنت يا احنف أنك لتدعوا الى خير وتأمر به وانك لتدعوا الى الخير وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الموقف من ذلك قال عندها اللهم أغفر للاحنف وعندما علم الاحنف بن قيس بدعوه الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك فقال فما شي من عمل أفضل عندي من دعوه النبي صلى الله عليه وسلم لي (23) .
اما في عهد الخليفة علي بن ابي طالب رضى الله عنه ( 35 ـ 40 هـ / 655 ـ 660 م ) فقد كانت له مواقف متباينه من الاحداث التي وقعت خلال تلك لفترة فقد اعتزال الحرب التي وقعت بين الخليفة وعائشة في الجمل فلم يشهدها في حين شهد وقعة صفين (24) ويذكر ابن سعد ان الاحنف بن قيس قد وفد على معاويه بن ابي سفيان اكثر من مره مع وفداً من اهل البصره (25) .
وكان الاحنف بن قيس صديقا " لمصعب بن الزبير فقد وفد عليه عندما كان واليا " على الكوفة وبقى هناك الى ان توفي عنده بالكوفة سنه 67 هـ / 687 م فيروى ان مصعب بن الزبير مشى في جنازته بغير رداء (26) .

دوره في فتح خراسان
ذكرى البلاذري ان فتح خراسان قد بدء في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه والذي بلغت القوات العربية الاسلامية في عهده حدود خراسان وكرمان وذلك في سنة 22 هـ / 642 م بعد ان بدا العرب المسلمون توغلهم في بلاد فارس على اثر موافقته لاهل البصرة والكوفة على النفاذ الى فارس لمتابعة الملك الساساني لمنعه من اثاره وتاليب سكان فارس ضد العرب المسلمين (27) .
فقد ارسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه العلاء بن الخضرمي الى الاحواز لفتحها ولكن القوات الفارسية تمكنت من محاصرة جيش المسلمين فاصبح موقف المسلمين في حرج فأرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتبه بن غزوان يأمره بأرسال جيش كبيرا الى الاحواز لفك الحصار عن جيش العلاء بن الحضرمي فأرسل عتبة بن غزوان جيشاً كبيراً من اثني عشر الف مقاتل فيهم عاصم بن عمرو التميمي وعرفجة بن هرثمة البارفي والاحنف بن قيس تحت قياده أبي سبره بن ابي رهم فأنقذ هذا الجيش قوات العلا بن الحضرمي وعاد بعد ذلك الى البصرة (28) .
وعندما تولى ابو موسى الاشعري امارة البصرة اوفد الاحنف بن قيس مع اعيان البصرة الى الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعلى اثر ذلك كتب الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى ابو موسى الاشعري ، اما بعد فادن الاحنف بن قيس وشاوره واسمع منه (29) وساهم الاحنف بن قيس مع ابو موسى الاشعري في فتح تستر في اقليم الاحواز فقد ارسله ابو سبره بن ابي رهم الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع انس بن مالك وأرسل معا الهرمزان فسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوفد ( ( لعل المسلمين يوذون اهل الذمة فلهذا يتقضون بكم . . ) وكان يشير بذلك الى انتقاض الهرمزان بعد صلحه مع المسلمين فقال : الاحنف بن قيس يأمير المؤمنين ( ( . . . انك نهيتنا من الانسياح في البلاد وان ملك فارس ولا يزالون يقاتلون مادام ملكهم فيهم ولم يجتمع ملكان متفقان حتى يخرج احدهما صاحبه وقد رأيت أننا لم نأخذ شيئا " بعد الا بانبعاثهم وغدرهم وان ملكهم هو الذي يبعثهم ولا يزال هذا بهم حتى تأذن لنا بالانسياح فنسيح في بلادهم وتزيل ملكهم فهناك ينفطع رجاء أهل فارس فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه صدقني والله . . . ) وعلى اثر ذلك أذن لهم بالانسياج في بلاد فارس (30) .
أضف الى ذلك فأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاحنف بن قيس معرفة جيدة فرأى منه عقلا " ودينا " كما برز مجاهد في ميادين القتال لذلك دفع له لواء خراسان حينما أذن في الانسياح في بلاد فارس سنة 17 هـ / 638 م وجدير بالذكر ان الاحنف بن قيس شارك في فتح نهاوند قبل ان يتوجه لفتح خراسان مع اهل البصرة الذين جاءوا مددا " وعليهم ابو موسى الاشعري وعندما عاد ابو موسى الاشعري من نهاوند وفتح قم وجه الاحنف بن قيس الى قاشان ففتحها عنوة ثم لحق بأبي موسى الاشعري وبعد ان اكمل الاحنف بن قيس متطلبات قواته سار لفتح خراسان في سنة 18 هـ /639 م .
كان من نتائج انتصار العرب المسلمون في معركة نهاوند هروب يزدجرد الى الري ثم الى اصبهان ثم الى كرمان ثم الى خراسان ومن ثم جاء الى مدينة مرو فنزلها فكتب الى هرمزان وأثار اهل فارس والجبال فنكثوا العهد وعندما قضى المسلمون على مقاومة الفرس في تلك المناطق توجهوا الى خراسان وقبل ان يصلها فتح في طريقه هراه عنوه وعين عليها أمير وسار نحو مرو الشاهجان كتب يزدجرد وهو في مرو الروذ الى خاقان الترك وملك الصفد والصين يطلب المساعدة والعون والنجدة (32) .
فخرج الاحنف بن قيس من مرو الشاهجان بعد ان وصلت اليه الامدادات من اهل الكوفة الى مروالروذ وعندما علم يزدجر بمسير المسلمين اليه تركها واتجه الى بلخ وتحصن بها فساراليه الاحنف بن قيس بقواته وجرت معركة بينهما انهزم فيها يزدجر وعلى اثر ذلك سارع اهل خراسان الى الصلح ومنهم أهالي نيسابور وطخارستان اما الاحنف ابن قيس فقد عاد الى مرو الروذ فنزلها واستخلف على طخارستان ربعي بن عامر التميمي وكتب الاحنف بن قيس الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمه بخبر فتح خراسان (33) .
وجدير بالذكر ان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه خشي ان تأخذ المسلمين نشوة النصر والظفر فينفذوا شرقا " ويعبر الاحنف بن قيس الى بلاد ما وراء خراسان من ارض الشرق فكتب اليه يقول ( . . . اما بعد فلا تجتاز النهر واقتصر على مادونه وقد عرفتم بأي شي دخلتم على خراسان فداوموا على الذي دخلتم به يدم لكم النصر واياكم ن تعبروا فتنتقصوا . . . )(34) .
ان تحذير الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الاحنف بن قيس له ما يبره فقد اتسعت البلاد المفتوحة في الشرق فشملت ارض فارس كلها وقد طالت خطوط مواصلات المسلمين في انحاء الشام والعراق وفارس فقد دلت الاحداث فيما بعد ان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بعيد النظر فيما ذهب اليه فقد سارع خاقان الترك في جنده ويزدجرد معه فعبروا النهر الى بلخ واجبروا جند المسلمين ان يتراجعوا بها الى مروالروذ ومن بلخ تقدمت قوات خاقان وحلفائه باتجاه الاحنف بن قيس في مرو الروذ وكان الاحنف بن قيس قد خرج بقواته ليلا " من المدينة وعسكر خارجها وفي الصباح جمع جنده ووقف فيهم خطيبا " فقال لهـم ( ( . . . انكم قليل وان عدوكم كثر فلا يهولكم فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله والله مع الصابرين ارتحلوا من مكانكم هذا ماسندوا الى هذا الجبل فاجعلوا النهر بينكم وبين عدوكـم وقاتلوهـم من وجه واحـد وكانت قوات الاحنف تقدر بعشريـن الفا . . . ) ) (35) وقد اقبل الترك نحوالمسلمين وصاروا يناوشونهم ليلا " وينسحبون عنهم ليلا " فخرج الاحنف بن قيس ليله لاصحابه حتى صار قريبا " من معسكر خاقان الترك فلما تنفس الصبح خرج فارس من الترك بطوقه وضرب بطبله فحمل عليه الاحنف فاختلفا طعنتين فطعنه الاحنف بن قيس وقتله .
اضف الى ذلك فقد خرج فارس تركي اخر فطعنه الاحنف بن قيس طعنه اوردته حتفه وخرج فارس ثالث فقتله الاحنف بن قيس ايضا " ثم انصرف الاحنف بن قيس الى عسكره واعد رجاله للقتال ولكن الترك فضلوا العوده الى بلادهم لان بقائهم قد طال دون جدوى ولانهم تكبدوا خسائر كبيرة في الارواح ولاسيما وأنهم أطمانوا الى ان المسلمين سوف لن يعبروا النهر تنفيذا " لامر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (36) .
ومن جانب اخر عندما شاهد الفرس قوة المسلمين دب اليأس في نفوسهم فأقبلوا على الاحنف بن قيس فصالحوه وعاهدوه دفعوا اليه بخزائن كسرى وامواله وبناء " على ذلك كتب الاحنف بن قيس الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بخبر الفتح وبعث اليه بالاخماس فجمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس وخطب فيهم وامر بكتاب الفتح فقري عليهم وقال في خطبته ( . . . الا ان الله قد اهلكهم . . . وفرق شملهم وليسوا يملكون من بلادهم شبراً يضر بمسلم الا وان الله قد اورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وابنائهم لينظر كيف تعلمون والله بالغ امره ومنجز وعده ومنبع اخر ذلك اوله فقوموا في امره على رجل يعرف لكم بعهده ويؤتكم وعده ولاتستبدلوا ولاتغيروا فيتبدل الله غيركم . . . ) (37) فكان فتح الاحنف بن قيس لخراسان ساهم في نشر الاسلام في تلك الربوع وبعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه نقض اهل فارس العهد فلما تمكن عبد الله بن ابي عامر من استرجاع بعض المدن من بلاد فارس في ايام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه جعلته مقتنعاً بضرورة فتح اقليم خراسان مرة ثانية وذلك لاهمية موقعه السوقي والتعبوية بالنسبة للعمليات العسكرية في المشرق (38) .
وبناء على ذلك توجه عبد الله بن عامر لفتح اقليم خراسان وقد تمكن عبور الصحراء الكبرى من جهة المناطق الشمالية من اقليم كرمان قد استطاع من فتح منطقته الطبسين صلحاً بعد قضائه على التمرد الذي اعلنه اهلها ضد الحكم العربي وعلى اثر ذلك وجه عبد الله بن عامر الاحنف بن قيس على رأس القوات العربية الى قوهستان المتأخمة للحدود الجنوبية الغربية لاقليم خراسان فقاتلهم حتى الجأهم الى حصنهم وتمكن من فتح قوهستان * عنوة ثم قدم على ابن عامر وطلبوا الصلح فصالحهم على ستمائة الف درهم (39) وبعد ان اكمل عبد الله بن عامر تنظيم قواته العسكرية في قوهستان اتجه الى نياسبور * * التي تعد من اهم معاقل مدن خراسان وذلك لاتخاذها قاعدة عسكرية ينطلق فيها الى جميع مدن خراسان ومن اجل سهولة عملية دخوله الى المدينة وجه في الوقت نفسه عدد من السرايا هاجمت عدد من الرساتق والقرى (40) .
وقد جعل ابن عامر الاحنف بن قيس يتجه الى طخارستان فأتى الاحنف بن قيس الى المكان الذي عرف فيما بعد بقصر الاحنف وهو حصن من مرو الروذ وله رستاق عظيم يدعى بشق الجرذ عرف فيما بعد برستاق الاحنف فحاصر اهله مما اضطرهم الى طلب الصلح على ثلثمائة الف درهم فقال الاحنف بن قيس ( ( . . . اصالحكم على ان يدخل رجل منا القصر فيأذن فيه ويقيم فيكم حتى انصرف فرضوا . . . ) ) (41) .
وبعد ذلك توجه الاحنف بن قيس الى مدينة مرو الروذ القريبة من مرو الشاهجان فتمكن من محاصرتها وفتحها صلحاً ومن مرو الروذ وجه الاحنف بن قيس سرية تمكنت من فتح بلخ (42) .
كان من نتائج الانتصارات التي حققها الاحنف بن قيس في طخارستان تجمع اهل طخارستان لحربة مع اهل الجوزجان والطالقان والفاريان وقد بلغ عددهم ثلاثين الف وانظم اليهم أهل الصفانيان * * * مما جعل الاحنف بن قيس يستشار أصحابه بين رأي نرجع الى مرو ورائ اخر تعود الى ابرشهر ورائ ثالث قائل نلقاهم (43) .
وفي نهاية المطاف استقر الامر على ضرورة محاربهم ومقاتلهم مع ضرورة اختيار ميدانا ضيقاً للقتال ليمكنه التغلب على عامل الكثرة العددية للعدو فختار المنطقة المحصورة بين نهر المرغاب والجبل فيضمن بذلك تحقيق الانتصار لقواته مهما بلغت اعداد القوات المعادية لانه سوف لايلقي من العدو كثرت اعداده الا بعدد أصحابه (44) فالتفت القوات العربية بالقوات الفارسية في معركة ضارية بين الطرفين كان من نتائجها الحاق الهزيمة بالقوات الفارسية من جهة بينما اتجهت معظم القوات الفارسية من جهة بينما اتجهت معظم القوات الفارسية المنهزمة الى رسكن الواقعة على بعد اثني عشر فرسخاً من قصر الاحنف من جهة ثانية (45) .
وجدير بالذكر ان جزءاً من القوات الفارسية قد هربوا من المعركة باتجاه مدينة الجوزجان فوجه اليهم الاحنف بن قيس الاقرع بن حايس التميمي على راس قوة من الخيالة وقد التقى الطرفان في معركة ضارية بين الجانبين استشهد على اثرها عدد كبير من المسلمين مما دفعهم الى تكرار الهجوم ثانياً فتمكنوا من الحاق الهزيمة بهم بعد قتل عدداً كبيراً منهم وفتحت الجورجان عنوة (46) .
وبعد ذلك استمرت القوات العربية الاسلامية بقيادة الاحنف بن قيس في عملياتها العسكرية في المناطق الشمالية من خراسان فتمكنت من فتح الطالقان والفارياب وبعد ذلك عاد الاحنف بن قيس بقواته الى مرو الروذ التي اتخذها قاعدة لانطلاق قواته نحو المناطق المجاورة (47) .
والظاهر ان العرب كانوا يسعون في مخططاتهم العسكرية الى الوصول الى نهر جيحون لذلك استهدفوا بعد ذلك في عملياتهم العسكرية فتح بلخ التي تقع على نهر جيحون والذي يقال له ايضا نهر بلخ لذلك امر عبد الله بن عامر الاحنف بن قيس التوجه الى بلخ فصالح اهلها على اربعمائة الف بعدها استعمل الاحنف بن قيس ابن عمه اسيد بن المتشمس عليها لياخذ منهم ماصالحوه عليه (48) بينما توجه هو الى خوارزم وحين بلغها الاحنف بن قيس لم يتمكن من فتحها (49) .
فأمر الاحنف بن قيس قواته بالعودة الى بلخ وكان اسيد بن المشمس قد قبض صلحها (50) .
اضف الى ذلك فان عبد الله بن عامر أمر الاحنف بن قيس التوجه الى سرخس * * * * وعندما وصلها صالح اهلها على مال قدره خمسين الف وبذلك تمكنت القوات العربية من فتح معظم اراضي خراسان (51) .

الخاتمة
اوضح البحث ان الاحنف بن قيس من الشخصيات العربية التي لعبت دوراً مهما في احداث تاريخنا العربي الاسلامي والذي عرف عنه مقاتلاً باسلاً وقائداً عسكريا فذا حيث تمكن من فتح مدن في اقليم فارس وخراسان ولاشك في ان الجهد العسكري وفكره كان واضحاً في فتح مناطق واسعة من خراسان .
يبين البحث الدور الفعال للاحنف بن قيس في قيادة الجيش مما يتمتع به من مميزات وصفاه قيادية اضافة الى نبوغه العسكري الذي اضاف الى المورث العسكري الكبير من الابداعات وتطوير الفن الحربي وخاصة اسلوبه في اداره المعارك نظراً لما يتميز به من بعد نظر وأصاله الراي والابداع وخاصة في المواقف الصعبة والحرجة التي مرت فيها القوات العربية الاسلامية اثناء الفتوحات .
ابرز البحث العلاقة والمكانة الاجتماعية التي يتمتع بها الاحنف بن قيس عند الخلفاء والامراء حيث ساهمت تلك العلاقة والمكانة في تكليفه في قيادة السريا في علميات الفتح في فارس وخراسان .
ساهم هذا البحث في دراسة فترة مضيئة من تاريخ خراسان لعمق الانجازات الرائعة التي تحققت على يد القائد الاحنف بن قيس وخاصة الانجازات العسكرية الكبيرة في منطقة فيها من الصعوبات والعراقيل وما يعوق تقدم الجيوش الا ان قيادته الفذة تمكنت من تذلل كل الصعوبات وجعلت تقدم العرب في هذه البلاد لتحقيق رسالهم الانسانية في انقاذ الشعوب من الاظطهاد والعبودية والظلم .
اظهر البحث ان الجهود التي بذلها الاحنف بن قيس مكملاً الى الانجازات التي بذلها القادة الكبار في عمليات الفتح في المشرق مثل عبد الله بن عامر وقتيبة بن مسلم وغيرهم .
واخيراً يبين البحث اعتناق السكان المحليين للدين الاسلامي بصورة تدريجية واقتباس النظم العربية وشيوع اللغة العربية في تلك المناطق المفتوحة .

الهوامش
1 ـ ابن الاثير ، اللباب في تهذيب الانساب ، ج 1 ص 32 .
2 ـ ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج 7 ص 93 . ينظر ابن حزم ، جمهرة انساب العرب ص 217 ابن الاثير ، اسد الغابة ج 1 ص 78 . ابن حجر ، الاصابة في تميز الصحابة ج 1 ص 154 ابن خلكان ، وفيات الاعيان ج 2 ص 499 .
3 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 7 ص 93 . ينظر ابن الاثير ، اسد الغابة ج 1 ص 73 .
4 ـ الخالدي ، ابطال من التاريخ العربي الاسلامي ص 275 .
5 ـ الخالدي ، المصدرنفسه ص 275 .
6 ـ ابن سعد ،المصدر السابق ج 7 ص 93 .
7 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ج 6 ص 348
8 ـ الخالدي ، المصدر السابق ص 281 .
9 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ج 2 ص 501 .
10 ـ ابن خلكان ، المصدر نفسه ج 2 ص 499 . ينظر الخالدي ، المصدر السابق ص 282
11 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 7 ص 95 .
12 ـ ابن خلكان, المصدرالسابق ج 2ص 501 13 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 7 ص 39 . ينظر ابن خلكان ، المصدر السابق ج 2 ص 499
14 ـ البستني ، مشاهير علماء الامصار ص 88 .
15 ـ الخالدي ، المصدرالسابق ص 283 ـ 284 .
16 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ، ج 2 ص 501 .
17 ـ ابن خلكان ، ابن سعد لامصدر نفسه ج 2 ص 501 .
18 ـ ابن خلكان ، المصدرنفسه ج 2 ص 501 .
19 ـ ابن حجر ، المصدر السابق ج 1 ص 155 . ينظر ابن خلكان ، المصدر السابق ج 2 ص 499
20 ـ الخالدي ، المصدرالسابق ص 276 .
21 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ج 2 ص 499 .
22 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 2 ص 94 . ابن الاثير ، المصدر السابق ج 1 ص 78 .
23 ـ ابن سعد ، المصدرنفسه ج 2 ص 78 . ابن حجر المصدر السابق ج 1 ص 155 .
24 ـ ابن الاثير ، اسد الغابة ، ج 1 ، ص 87 . ابن خلكان ، المصدر السابق ، ج 2 ، ص 499 .
25 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ، ج 7 ص 95 .
26 ـ ابن سعد ، المصدر نفسه ج 7 ص 97 . ابن الاثير ، اسد الغابة ، ج 1 ، ص 87 .
27 ـ البلاذري ، فتوح ، ص 394 . الجاحظ ، العثمانية ، ص 94 . الطبري ، تاريخ ج 4 ص 280
28 ـ قدامة ، الخراج ، ص 389 .
29 ـ الطبري ، المصدر السابق ج 4 ، ص 168 . المشهداني ، عبد الله بن عامر ، ص 74
30 ـ احمد عادل كمال ، فتوح الشرق ، ص 332 .
31 ـ قدامه ، المصدر السابق ص 370 ـ 374 .
32 ـ الطبري ، المصدر السابق 4 ص 168 .
33 ـ اليعقوبي ، تاريخ ص 279 ، 328 ، 332 .
34 ـ البلاذري ، المصدر السابق ، ص 501 . الحديثي المصدر السابق ، ص 332 .
35 ـ ياقوت ، البلدان ح 4 ، ص 108 الحديثي ، المصدر السابق ، ص 327 / 328 .
36 ـ الطبري ، المصدرالسابق ، ح 4 ، ص 167 . دحلان ، الفتوحات الاسلامية ، ج 1 ص 133
37 ـ الخالدي ، المصدر السابق ، 280 .
38 ـ الخالدي المصدر نفسه ص 279 .
39 ـ الخالدي ، المصدر نفسه ، ص 279 ـ 280
* قواهستان بظم اوله ثم سكون اخره وهو تعريف كواهستان الحموي / ج 4 ص 103 .
40 ـ ابن قتيبة ، المعارف ص 194 . البلاذري ، ص 394
* * نيسابور وهو مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة ومعدن الفضلاء الحموي / ج 4 ص 422
41 ـ البلاذري ، المصدر السابق ص 394 . الطبري ، المصدر السابق ج 4 ص 301 . ابن الفقيه مختصر كتاب البلدان 318 . ابن حزم جوامع السيرة ص 348 . ابن الاثير ، الكامل ج 3 ص 123 القلقشندي ج 1 ص 91 السوداني ، جبهة البصرة ص 83 ـ 84 .
42 ـ السوداني ، المصدر السابق ص 84 .
43 ـ البلاذري ، المصدر السابق ص 397 . الطبري المصدر السابق ، ج 4 ص 310
* * * الصفانيان تقع على يسار نهر جيحون قرب باخ بينها وبين بلخ ست مراحل الحموي / ج 3 ص 840
44 ـ الطبري المصدر نفسه ، ج 4 ص 130 .
45 ـ الطبري المصدر نفسه ح 4 ص 311 .
46 ـ البلاذري المصدر السابق 397 الطبري المصدر السابق ح 4 ص 312 .
* * * * الجوزجان كورة واسعة من كور بلخ بخراسان الحموي / ج 2 ص 149 .
47 ـ خليفة ، تاريخ ، ص 165 ، البلاذري المصدر نفسه ، ص 398 .
48 ـ الطبري ، المصدر السابق ج 4 ص 312 .
49 ـ خليفة ، المصدر السابق ص 165 . الطبري ، المصدر نفسه ج 4 ص 312 . الصوفي دور , ص 75 .
50 ـ خليفة ، المصدر السابق ص 165 . البلاذري المصدر السابق ص 398 .
51 ـ السمعاني ، الانساب ج 2 ص 303 .
* * * * * بلخ تقع مدينة بلخ وسط خراسان . اليعقوبي ، البلدان ص 287 .
52 ـ المقدسي ، البدء والتاريخ ج 5 ص 198 . الذهبي ، تاريخ الاسلام ح 2 ص 84 . السيوطي تاريخ الخلفاء ص 155 . الداغر ، سرخس ص 23 ـ 24 .

قائمة المصادر والمراجع الحديثة :

اولا : المصادر الاولية
1 ـ ابن الايثر ، ابو الحسن علي بن الكرم محمد بن عبدالكريم ( ت 630 هـ / 1232 م )
2 ـ الكامل في التاريخ ، الطبعة الاولى ، دار صادر ، بيروت 1965 .
3 ـ اللباب في تهذيب الانساب ، القاهرة ، 1386 .
4 ـ اسد الغابة في معرفة الصحابة ، تحقيق قيري سعيد ، المكينة التوقيعته
5 ـ البلاذري , ابو الحسن احمد بن يحيى بن جابر البغدادي ( ت 279? / 892 م )فتوح البلدان ، مراجعة وتعليق رضوان محمد رضوان ، دار الكتاب العلمية بيروت 1978 .
6 ـ الجاحظ ، ابو عثمان عمروبن بحر بن محبوب ( ت 255 ? / 868 م ) العثمانية ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار الكتاب العربي ، القاهرة 1955 .
7 ـ ابن حزم ، ابو محمد علي بن احمد بن سعيد الاندلسي ( ت 456 ? / 1063 م ) جمهرة انساب العرب ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار المعارف مصر ، 1962 .
8 ـ جوامع السيرة وخمس رسائل اخرى ، تحقيق احسان عباس وناصر الدين الاسدي ، دار المعارف مصر ( د . ت )
9 ـ الحموي ، شهاب الدين ابو عبدالله ياقوت بن عبدالله ( ت 626 ? / 1228 م ) معجم البلدان ، دار صادر ، دار بيروت ، 1955 ـ 1957 .
10 ـ ابن حجر العسقلاني ، ابو الفضل احمد بن علي ( ت 852 ? / 1448 م )
11 ـ الاصابه في تميز الصحابة ، القاهرة ، 1939 .
12 ـ ابن خلكان ، ابو العباس شمس الدين احمد ( ت 681 ? / 1281 م )
13 ـ وفيات الاعيان ، تحقيق محمد محي الدين ، القاهرة ، 1948 )
14 ـ خليفة بن خياط ، ابو عمر ( ت 240 ? / 854 م )
15 ـ تاريخ خليفة بن خياط ، تحقيق سهيل زكار ، دمشق ، 1965
16 ـ الذهبي ، شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان ( ت 748 هـ / 1347 م ) تاريخ الاسلام وطبقات المشاهير الاعلام ، نشر مكتبة القدس عن نسخة دار الكتب المصرية ، القاهرة 1364 هـ .
17 ـ ابن سعد ، محمد بن سعد بن منيع البصري ( ت 220 هـ / 835 م )
18 ـ الطبقات الكبرى , دار صادر من بيروت 1957 ـ 1958 .
19 ـ السمعاني ، الامام ابي سعد عبد الكريم بن محمد التميمي المروزي ( ت 562 هـ / 1165 م ) الانساب ، باعتناء مرغليوث . بريل ـ ليدن ، 1912 م
20 ـ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر ( ت 911 هـ / 1505 م )
21 ـ تاريخ الخلفاء ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، بيروت ، 1952
22 ـ الطبري ابو جعفر محمد بن جرير ( ت 310 هـ / 922 م )
23 ـ تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ، دار المعارف مصر ، 1960
24 ـ ابن الفقيه ، ابو بكر احمد بن احمد بن محمد الهمداني ، ( ت 365 هـ / 975 م ) .
25 ـ مختصر كتاب البلدان ، ليدن ، 1885 .
26 ـ ابن قتيبة ، ابو محمد عبدالله المسلم الدنيوري ( ت 276 هـ / 8890 م )
27 ـ المعارف ، تحقيق ثروة عكاشا ، دار المعارف في القاهرة ، 1969 .
28 ـ القلشنتندي ، ابو العباس احمد بن عبد الله( ت 821 هـ / 1418 م ) .
29 ـ ماثر الانافة في معالم الخلافة ، تحقيق عبد الستار احمد فرح الطبعة الثانية ، عالم الكتب في بيروت ، 1964 .
30 ـ المقدسي ، مظهر بن طاهر ( ت 350 هـ / 961 م )
31 ـ البدء والتاريخ ، باعتناء ، كلمان حوار ، باريس 1919
32 ـ اليعقوبي ، احمد بن يعقوب بن ابي جعفر بن واضح ( ت 284 هـ / 897 م ) البلدان ، النجف ، 1957
33 ـ تاريخ الكتب دار صادر ، بيروت ، 1960

ثانيا : المراجع الحديثة :
34 ـ الحديثي ، قحطان عبد الستار .
35 ـ ارباع خراسان ، البصرة ، مطبعة دار الحكمة 1990 .
36 ـ الخالدي ، زهير صادق رضى .
37 ـ ابطال من التاريخ العربي الاسلامي مراجعة الدكتور محمد حسين الزبيدي ، بغداد دار الحرية ، 1982 .
38 ـ الداغر ، نزار .
39 ـ سرخس ، دراسة في احوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، ماجستير غير منشورة ، كلية الاداب جامعة البصرة 2001 م .
40 ـ دحلان ، احمد الفتوحات الاسلامية بعد مضئ الفتواحات النبيوية ، القاهرة ، مطبعة حديثي ، 1968 .
41 ـ السوداني ، رباب جبار جبهة البصرة ، دراسة في احوالها العسكرية والادارية والاجتماعية والمالية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الاداب ، جامعة البصرة 1989 .
42 ـ الصوفي ، حميد مرعي دور الدهاقين في الادارة المالية في خراسان ، رسالة ماجستير غير منشورة كلية الاداب ، جامعة الموصل ، 1989 .
43 ـ كمال ، احمد عادل فتوح الشرق بعد القادسية ، دار الفكر ، د . ت
44 ـ المشهداني ، محمد جاسم عبدالله بن عامر ، دار الشؤون الثقافية ، الطبعة الاولى، بغداد ، 1988 .










التعديل الأخير تم بواسطة أبو عادل ; 10 / 08 / 2010 الساعة 31 : 02 PM
عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 04 / 2011, 59 : 07 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
جزاك الله خيراً









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى السيرة النبويه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018