أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ عبدالمحسن القاسم الأربعاء 29 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني الأربعاء 29 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن د. سامي ديولي الأربعاء 29 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن إبراهيم المدني الأربعاء 29 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان وصلاة العشاء من المسجد الأقصى المبارك - الثلاثاء 28 شوال 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان وصلاة المغرب من المسجد الأقصى المبارك - الثلاثاء 28 شوال 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ يوسف أبو سنينة من الأقصى - الثلاثاء 28 شوال 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء من المسجد النبوي الشريف بـ المدينة المنورة تلاوة الشيخ د. عبدالباري الثبيتي الثلاثاء 28 شوال 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ علي الحذيفي الثلاثاء 28 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء من المسجد الحرام بمكة المكرمة - الشيخ د. بندر بن عبدالعزيز بليلة الثلاثاء 28 شوال 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو الوليد البتار مشاركات 3 المشاهدات 1126  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 08 / 05 / 2009, 40 : 04 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
تذكير العباد بمنازل المبدأ والمعاد
علي بن عبد الرحمن الحذيفي

ملخص الخطبة
1- الغاية من الخلق. 2- الإنسان في بطن أمه. 3- تسخير النعم للإنسان. 4- أهمية التوحيد وخطورة الشرك. 5- الحياة البرزخية. 6- الجنة والنار. 7- التذكير بالصراط المنصوب على متن جهنم.

الخطبة الأولى
أمّا بعد، فاتقوا الله حقَّ التقوى؛ فتقوَى الله حِصنٌ حصين من كلِّ الشرور والمهلِكات، وسببٌ لبلوغ أعلى درجات الجنّات، وسعادةٌ وفلاحٌ في الحياة وبعد الممات.
أيّها النّاس، إنّكم مدبَّرون من الخالقِ الرحيم، خَلَقكم الله لأمرٍ عظيم، وهو عبادته وحدَه لا شريك له، كما قال - تعالى -: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فبالعبادةِ يثيبُ الله ويعاقب، ويُسعِد ويُشقِي، ويعطِي ويمنَع، فمن حقَّق عبادةَ ربِّه فاز بالخيراتِ، ومَن ضيَّع عبادةَ ربِّه خاب وخسِر، وأحاطت به الخطيئات في الدَّرَكات.
يا بنَ آدم، تفكَّر في مبدَأ أمرك ونهايته، وتفكَّرْ فيما بين المبدَأ والنهايةِ مِن أحوالِك وأطوارِك؛ لتعلَمَ أنَّ ربَّك لم يخلقك عبثًا بلا حِكمة، قال الله - تعالى -: {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36]، بمعنى: لا يُؤمر ولا يُنهى.
لقد كانت روحك ـ أيها الإنسان ـ في عالَم الغَيب، لا تدرِي عنها شيئا إلاَّ ما أخبرنا الله به في الوحي عن الأرواحِ، ثم شاءَ الله - عز وجل - أن تعمُرَ هذه الروح الجسدَ وأنت في بطنِ أمّك، كما في حديث عبد الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال: حدَّثنا رسول الله: ((إنِّ أحدَكم يُجمَع خلقه في بطن أمِّه أربعين يومًا نُطفة، ثم يكون علقةً مثلَ ذلك، ثم يكون مضغةً مثلَ ذلك، ثم يُنفخ فيه الروح، ويؤمَر المَلكُ بأربع: بكتابة رزقه وأجله وعمله وشقيّ أو سعيد)) رواه البخاري ومسلم. فيمكث في رحِمِ أمّه الزمنَ الذي قدّره الله - تعالى -كما قال - عز وجل -: {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 20-23]، وكما قال - تعالى -: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 12-16].
وتفكَّر ـ يا بنَ آدم ـ في نِعَم الله عليك وأنت في رحِم أمّك، لا حولَ لك ولا قوّة، كيف ساق الله إليك الطعام والشرابَ والهواءَ، وحفِظك من العاهاتِ والآفاتِ، حتى يسَّر خروجَك إلى هذه الدّنيا الواسِعة؛ لتعبُد الله وقتَ التكليف.
وبَطنُ أمّك هو أوّلُ منزِل تعيش فيه وأنت لا تملك لنفسِك شيئًا، والمنزِل الثاني هذه الأرضُ الواسِعَة التي خلَقَها الله وهيَّأها لك بما فيها وبما فَوقَها من السماوات والأفلاكِ وغَيرِها من المخلوقاتِ، قال الله - تعالى -: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية: 13]، وقال - تعالى -: {اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 32-34]، وقال - تعالى -: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون: 21]، والآيات في هذا كثيرة، الآياتُ في تسخيرِ الله - تعالى - للمخلوقاتِ لأجل ابن آدم كثيرة.
أيّها الإنسان، إنَّ اللهَ تكفَّل لكَ في هذهِ الدنيا بالحياةِ الطيِّبةِ والهدَى وصَلاحِ أمورِك والسّعادة والبركةِ في كلّ شيء والنعيم المقيم في الآخرةِ إذا عملتَ بكتاب الله وسنّة محمّد، إذا حقَّقتَ التوحيد لربّ العالمين، فعبدتَ الله ولم تُشرك به شيئًا، ولم تعبُد معه ملكًا أو نبيًّا أو وليًّا أو أيَّ مخلوقٍ، قال الله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وقال - عز وجل -: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه: 123، 124]، وقال - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب: 70، 71]، وقال - عز وجل -: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96]، وقال- تبارك وتعالى -: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72].
ومن لم يتّبع كتابَ الله وسنّةَ رسوله ولم يؤمّن بمحمّد سيِّد البشر فله الشقاءُ في الدنيا والعذابُ في الآخرة، قال - عز وجل -: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا} [الأحزاب: 65، 66].
ولا بدَّ أن ينقلبَ المُكلَّفون من الثّقَلين إلى المنزلِ الثالث وهو القبر دار البرزخ؛ ليلقَوا جزاءَ أعمالهم في هذه الدنيا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرّ.
والقبر الذي هو المنزل الثالثُ أوّلُ منازلِ الآخرة، عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((أكثِروا من ذكر هاذِم اللذات؛ فإنه لم يأتِ على القبر يوم إلاَّ قال: أنا بيت الغُربة، أنا بيتُ الوَحدة، أنا بيتُ الدّود والهوام)) رواه الترمذي.
والقبر روضةٌ من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، عن أنسٍ - رضي الله عنه - أنّ رسول الله قال: ((إنَّ العبدَ إذا وضِع في قبره وتولَّى عنه أصحابه ـ وإنّه ليسمعُ قرعَ نعالهم إذا انصرَفوا ـ أتاه ملكان، فيُقعدانه، فيقولان له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل محمد؟ فأمّا المؤمن فيقول: أشهد أنّه عبدُ الله ورسولُه، فيقال له: انظر إلى مقعدِك من النار، قد أبدَلَك الله به مقعدًا من الجنّة، فيراهما جميعًا، وأمّا الكافر ـ أو: المنافق ـ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناسُ فيه، فيقال: لا دريت ولا تليتَ، ثم يُضرَبُ بمِطرقةٍ من حديد ضربةً بين أذنيه، فيصيح صيحةً يسمعُها من يليه إلا الثّقلين)) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لأبي داود: ((ما كنت تعبد؟ فإن هداه الله قال: كنتُ أعبدُ الله، وما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبدُ الله ورسولُه، وإنّ الكافر ـ أو: المنافق ـ إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره، فيقول له: ما كنتَ تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليتَ، فيقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنتُ أقول ما يقول الناس، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلقُ غير الثقلين)).
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((إنّ العبد المؤمنَ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرةِ أتاه ملائكةٌ كأنّ على وجوههم الشمس، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يقال له: أيّتها النفسُ الطيبة في الجسد الطيب، اخرجي إلى رَوحٍ وريحان وربٍّ غيرِ غضبان، فتسيل روحه كما تسيلُ القطرةُ من في السقاء، ثم تأخذها الملائكة، ويكون لها ريح طيّب كأطيبِ ريح على وجهِ الأرض، فيصعَدون بها، فتفتَّح لها أبواب السماء، ويشيّعه من كلّ [سماء] مقرَّبوها حتى تنتهي إلى الربّ - عز وجل -، فيقول الله - عز وجل -: أعيدوا روحَ عبدي في جسدِه في الدنيا، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى، فيسأله الملكان، فيثبّته الله تبارك وتعالى، وأما الكافر ـ أو: المنافق ـ فيأتيه ملائكةٌ سودُ الوجوه، ويقولون له: أيتها النفس الخبيثة في الجسد الخبيث، اخرُجي إلى غضبٍ من الله وسخَط، فتفرّق روحه في جسده، فيستخرجها ملكُ الموت كما يستخرج الصوف المبلول من السَّفود، ثم يصير لها كأنتنِ ريح وُجدت على وجه الأرض، ويقال: من هذه الريح الخبيثة؟ فيقال: هذه روح فلان ابن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يُدعَى [بها] في الدنيا، ثم [يؤتى] بها إلى السماءِ الدنيا، فلا تفتَّح لها الأبواب، وتطرَح روحه طرحًا))، فيعذَّب في قبره، ثم يُنقل إلى العذاب الأليم يوم القيامة.
فهذه الأحاديث تدلّ على أنّه يُسأل في قبره عن التوحيد، فإن كان موحِّدًا ثبَّته الله بالقول الثابت في السّؤال، وإن كان مشرِكًا لم يَهتدِ إلى الجواب.
والموحِّد هو من يعبُد الله لا يُشركُ به شيئًا، الموحِّد من يخصّ الله بالدعاء وحدَه، ويفرِده به وبالرجاءِ والاستعانة والاستغاثة والاستعاذة والطواف بالبيتِ الذي أمرَه الله به، لا بالطوافِ بقبرٍ أو وثَن، وسؤال الحاجات وكشف الكربات يجعلُها لله -تبارك وتعالى-، ويعتقِد تفرُّدَ الله بالتصريف والتدبير.
والمشركُ هو من يدعُو غيرَ الله، أو يَستغيث بغيرِه، أو يَستعين بغيرِه، أو يسألُ غيرَ الله الحاجاتِ وكشفَ الكربات ومغفرةَ الذنوب، أو يعتقِد أنّ أحدًا يدبِّر الكونَ مع الله أو يتصرَّف فيه، أو أنّ الله فوَّض إلى أحدٍ من خلقه التدبيرَ أو التصريفَ والخلقَ من بني آدمَ أو من وليّ أو مَلكٍ أو غيرهم؛ فإن الشّركَ وإن شهِد العبدُ الشهادتين وصلّى وصام فإنّه يهدِم ويَبني، ولا ينفعه مع الشركِ بالله - تعالى - عملٌ صالح.
والله - عز وجل - يحفَظ المؤمنَ المسلمَ من عذابِ القبر بالأعمالِ الصالحة، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((إنَّ الميت إذا وضع في قبره، فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسِه، وكان الصيام عن يمينِه، وكانت الزكاةُ عن شماله، وكان فعلُ الخيراتِ مِن الصدقة والصلاة والمعروفِ والإحسان إلى الناسِ عند رجلَيه، فيُؤتَى من قِبَل رأسه فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتي عن يمينه فيقول الصيام: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتَى عن يسارِه فتقول الزكاة: ما قِبَلي مَدخل، ثم يؤتَى من قِبَل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروفِ والإحسان: ما قِبلي مَدخل، ثم يُفتح باب من أبواب الجنة، فيقال: هذا مقعدُك فيها وما أعدَّ الله لك، ثم يُفتح من أبواب النار ويُقال: هذا مقعدُك من النارِ لو عصيتَ الله - تعالى -، فيَزدادُ غِبطَةً وسُرورًا، وإنَّ الكافرَ إذا أُتي من جهة لم يوجد شيء من هذه الأعمال، ويقال له: هذا منزلُك من النار، ثمَ يقال: هذا منزلك من الجنةِ لو أطعتَ الله - عز وجل -)) رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه بإسناد حسن.
قال الله - تعالى -: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27].
وإنّ المنزل الرابعَ والنهايةَ الأبديّة الجنةُ أو النار، ففي الجنةِ النعيمُ المقيم الأبديّ، وفي النارِ العذابُ السرمديّ، قال الله - تعالى -في جناتِ النعيم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف: 70، 71]، وقال - تعالى - في النارِ وعذابها: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ * يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الحج: 20-22].
باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، ونفعنَا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم.
أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، وليِّ المتقين، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له الرّحمن الرّحيم، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنا محمَّدًا عبده ورسوله الأمِين، اللّهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد:
فقد خلَق الله الإنسانَ لحِكَم عظيمةٍ، يكابدُ شدائدَ الدّنيا والآخِرةِ، ويواجِه الأَهوالَ في حياتِه وبعد مماتِه، قال - عز وجل -: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4].
وآخرُ عقَبة كَؤودٍ دونَ الجنة وأعظمُ هولٍ وكَرب وشدّة يواجهها العبدُ الصراط الذي يمرّ عليه الناس، وما أدراك ما الصراط؟! إنه جِسر ينصَب على متن جهنّم، فيعبر عليه المؤمنون إلى جنّات النعيم، ويتساقَط منه الكفار والمنافقون ومَن أوبَقَته أعماله إلى الجحيم. وإذا وُضع الصراطُ على جهنّم فلا يذكر أحدٌ أحدًا حتى يجوزُوا، عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: ذكرتُ النارَ فبكيتُ، فقال رسولُ الله: ((ما يبكيك؟)) قلت: ذكرتُ النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال: ((أمّا في ثلاثةِ مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدًا، عند الميزان حتى يعلَم أيخفّ ميزانه أم يثقل، وعند تطايُر الصحُف حتى يعلَم أينَ يقَع كتابُه في يمينِه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراطِ إذا وضِع بين ظهرانَي جهنم حتى يجوز)) رواه أبو داود، وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((يُضرَب الصراط على متنِ جهنّم، وترسَل الأمانة والرحم، فيقومان جنبَتي الصراط يمينًا وشمالاً، فيمرّ أولّكم كالبرق))، قلتُ: بأبي وأمي، أيّ شيء كالبرق؟ قال: ((ألم تروا إلى البرق كيف يمرّ ويرجع في طرفة عين؟! ثم كمر الريح، ثم كمرّ الطير وشدّ الرجال، تجري بهم أعمالُهم، ونبيُّكم قائم على الصراط يقول: ربِّ سلِّم سلِّم، حتى تعجزَ أعمال العباد، حتى يجيءَ الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا)) رواه البخاري ومسلم.
وعلى جانبَي الصراط كلاليبُ معكُوفة، لا يعلم عِظَمها وقدرها إلا الله، تخطِف الناس بأعمالهم، فتُرديهم في جهنّم، وتوبقهم بأعمالهم. ومعنى وضع الأمانة والرّحِم بجانِبي الصراط لتمنَعَ من ضيَّعهما من الجواز، وتشهَد لمن قام بهما حتى يجوزَ عن الصراط.
عباد الله، أعدّوا لهذه الساعةِ الأعمالَ التي ترضِي ربَّكم، ولا ترتكبوا ما حرَّم الله عليكم؛ فإنما الناس بأعمالهم عندَ الله، فمن بطَّأ به عملُه لم يسرِع به نسبه، فاتقوا الله في أنفسكم. ولا تكونُ الأعمال نافعَةً ولا تكون صالحة مقبولةً منقِذة لصاحبها من هول الصراط ومن التردّي في النار إلا إذا كانت على سنّة ماضيةٍ وفقَ هدي سيّد المرسلين محمّد، وكانت مع إصابة السنّة خالصةً لوجه الله الكريم من الرياءِ والعُجب والسّمعة والأغراضِ الفانية.
عباد الله، {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
فصلّوا وسلّموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، اللّهمّ بارك على محمّدٍ وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارض عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين الأئمّة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارض عنّا بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الكفر والكافرين والمبتدعين يا ربَّ العالمين، اللّهمّ ودمّر أعداءك أعداء الدين، اللّهمّ انصر دينَك وكتابَك وسنةَ نبيّك يا قويّ يا عزيز...


j`;dv hgufh] flkh.g hglf]H ,hgluh]










عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 08 / 05 / 2009, 50 : 09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.70 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2263
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

إنّ العبد المؤمنَ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرةِ أتاه ملائكةٌ كأنّ على وجوههم الشمس، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يقال له: أيّتها النفسُ الطيبة في الجسد الطيب، اخرجي إلى رَوحٍ وريحان وربٍّ غيرِ غضبان، فتسيل روحه كما تسيلُ القطرةُ من في السقاء، ثم تأخذها الملائكة، ويكون لها ريح طيّب كأطيبِ ريح على وجهِ الأرض، فيصعَدون بها، فتفتَّح لها أبواب السماء، ويشيّعه من كلّ [سماء] مقرَّبوها حتى تنتهي إلى الربّ - عز وجل -، فيقول الله - عز وجل -: أعيدوا روحَ عبدي في جسدِه في الدنيا، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى، فيسأله الملكان، فيثبّته الله تبارك وتعالى، جزاك الله خيرا واثابك الفردوس الاعلى









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 09 / 05 / 2009, 04 : 05 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

اللهم امين واياك وجميع الموحدين

بارك الله فيك وفي مرورك العطر









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 12 / 09 / 2009, 34 : 02 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 9
المشاركات: 65,283 [+]
بمعدل : 10.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6736
نقاط التقييم: 164
محمد نصر has a spectacular aura aboutمحمد نصر has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بارك الله فيكم اخي ****** ابو الوليد

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا










التعديل الأخير تم بواسطة محمد نصر ; 12 / 09 / 2009 الساعة 41 : 02 AM
عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018