26 / 10 / 2016, 33 : 10 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
نائب المشرف العام |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
30 / 03 / 2016 |
العضوية: |
54282 |
المشاركات: |
2,489 [+] |
بمعدل : |
0.85 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
347 |
نقاط التقييم: |
12 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الملتقى العام
زكاة الروح
:
رأيت البنت البارحة قد أخذت شيئاً من الفاصولياء وشيئاً من الرز ، وضعتهما في طبق كبير من النحاس ، ووضعت عليهما قليلاً من الباذنجان ، ورمت في الطبق خيارة وحبات من المشمش .... وذهبت به ، فقلت : لمن هذا يابنت ؟ قالت للحارس ، أمرتني جدتي أن أدفعه إليه .
قلت : ارجعي ياقليلة الذوق ، هاتي صينية ، وأربعة صحون صغار ، وملعقة وسكيناً وكأس ماء ، وضعي كل جنس من الطعام في صحن نظيف ، فوضعت ذلك كله في الصينية مع الملعقة والسكين والكأس .
وقلت : الآن اذهبي به إليه .
فذهبت وهي ساخطة تبربر وتقول كلاماً لا يفهم .
فقلت : ويحك هل خسرت شيئاً ؟ إن هذا الترتيب أفضل من الطعام ، لأن الطعام صدقة بالمال ، وهذه صدقة بالعاطفة ، وذلك يملأ البطن ، وهذا يملأ القلب ، وذلك يذل الحارس ويشعره أنه شحاد مُنّ عليه ببقايا الطعام ، وهذا يشعره أنه صديق عزيز أو ضيف كريم .
وتلك يا أيها القراء الصدقة بالمادة ، وهذه الصدقة بالروح ، وهذه أعظم عند الله ، وأكبر عند الفقير ، لأن الفرنك تعطيه السائل وأنت مبتسم له أندى على قلبه من نصف الليرة تدفعها إليه متنكراً متكبراً عليه ، والكلمة الحلوة تباسط فيها الخادم ، أبرد على كبده من العطية الجزيلة مع النظرة القاسية .
فيا أيها المحسنون ، أعطوا من نفوسكم ، كما تعطون من أموالكم ، وأشعروا الفقراء أنكم إخوانهم ، وأنكم مثلهم ، وانزلوا إلى مكانتهم لتدفعوا إليهم الصدقة يداً بيد ، لا تلقوها عليهم من فوق ، فإن صرة الذهب إن وضعت في يد الفقير أغنته ، وإن ألقيت على رأسه من الطبقة السادسة قتلته !
المصدر:
مذكرات عائلة الشيخ علي الطنطاوي..
.;hm hgv,p
|
|
|