29 / 03 / 2008, 57 : 11 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 5.06 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى اُسرتنـــــــــا إنّ الكذب عادةً غرضٌ ظاهري لدوافع وقوى نفسية تجيش في نفس الفرد؛ سواء كان طفلاً أو بالغاً.. والكذب من الوجهة الفلسفيّة والتحليليّة لا يُعد كذباً إلا إذا توافرت النيّة والقصد في الموضوع؛ فالذين يذكرون أموراً علميّة ويتوهّمون أنها صحيحة وهي في الحقيقة خلاف ذلك، لا يمكن أن نعدهم كاذبين، والذي ينقل خبراً على أنه صحيح متوهّماً الصدق فيما يقول، ويكون الخبر كاذباً؛ فهذا ينطبق عليه القول المتعارف عليه (ناقل الكفر ليس بكافر) وعلى غراره (ناقل الكذب ليس بكاذب)، من أجل ذلك قامت في الأوساط الفكرية والجتماعية والفلسفيّة دراسات حول استقصاء الأخبار. والطفل منذ ولادته يملك استعداداً للتأثر بكل ما يتّصل به من مؤثرات عن طريق التلقين والتقليد، فإبعاده عن المؤثرات السيئة، وتقريبه من المؤثرات الحسنة الصالحة؛ هو الباب الصحيح لإدخاله في عالم خالٍ من الكذب؛ لأنه بمنزلة الأساس لعملية التربية بصورة كلية، فإذا أحسن المربّي بناء هذا الأساس؛ نشأ البناء متيناً راسخاً، وما يكتسبه الطّفل في المرحلة الأولى من عمره يصعب تغييره مستقبلاً.. فعلى الوالدين أن يتنبّها لهذا الأمر. وكل طفل يُعد حالة خاصة، وكل موقف يُعد حالة خاصة، فلا بد من مراعاة فروق الأطفال والتعامل معهم بشكل مناسب في كل موقف مختلف. فنحن الذين نؤثر في أطفالنا، وكلما كنّا واعين أكثر بطبيعة الطفل وحاجته، استطعنا أن نجعل سلوكياتهم الاجتماعيّة مقبولة لدى الناس بقدر أكبر.. وقد دعا الرسول -صلى الله عليه وسلّم- إلى الصّدق في معاملة الأطفال؛ فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: ((دعتني أمي يوماً -ورسول الله صلى الله عليه وسلّم قاعدٌ في بيتنا- فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: وما أردتِ أن تعطيه؟ قالت: تمراً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليكِ كذبة)). فإذا نشأ الطفل في بيئة يحترم أهلها الحق والصدق، ويفون للناس بما وعدوا، وإذا عجزوا عن الوفاء شرحوا السبب، في بيئة لا يتخلّص فيها الآباء بانتحال المعاذير، وفي أسرة تلتزم بالصدق؛ فمن الطبيعي أن يتعلّم الطفل الصّدق من هذه البيئة الرائعة المحيطة به، ولمّا كان الوالدان ألصق الناس بالطفل وجب عليهما التزام الصدق في كل تعامل مع أطفالهما.. فالطّفل الذي يأمره والده أن يجيب في الهاتف بأنه غير موجود، والأم التي تأمر ابنتها أن تجيب عنها أنها غير موجودة لتتخلّص من زيارة أو ما شابه؛ فهذا الطفل يصعب أن يتعلم الصدق ويلتزم بالحقيقة. وفي زاوية الأخلاق والآداب نعلّم الولد الأخلاق الفاضلة، كالصّدق والجود والسخاء والحياء والجرأة؛ فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- بتعهّد الأطفال والناشئة، فعلينا تعليم الولد في نطاق الشرع بنحوٍ موجز أصولَ الشريعة وضرورتها وجدواها في إرساء معالم الحقوق والنظام والحريات والمساواة والعدل والإنصاف كما دلّت على ذلك الوصايا العشر في أواخر سورة الأنعام: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ *وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 151-153]. وإن المبادئ في النظرية الإسلامية التربوية مستمدّة من شريعة الإسلام الخالدة، ومن ثم فهي متميّزة عن المبادئ الأخرى المستمدّة من نظريات تربويّة وضعية، والمبادئ الإسلامية ثابتة لا تتغيّر، وتعترف بأهميّة المعرفة الحسيّة التي تعين المرء على التعامل مع الواقع كما أنها تمنح صاحبها اطمئناناً قلبياً يدعم الجانب الإيماني. وقد أكّد القرآن الكريم هذه الحقيقة في سؤال إبراهيم ربه أن يريه كيف يحيي الموتى. فعندما تكون هذه المبادئ ثابتة فهذا يسهّل على المربّين بناء هذه النظريّة، فهي نقطة البداية عند عملية البناء.. كما يجب أن نعلم أن سمة فلسفة التربية الإسلامية متميّزة وتجعلها تقف فريدة بين سائر أنواع التربية التقليديّة منها والحديثة، فالإسلام يعدّ التربية مقدّسة لتحقيق هدف أساسي في الحياة وهو "عبادة الله سبحانه وتعالى بأوسع معانيها". وإن من أكثر الدراسات المعروفة حول مشكلات السلوك عند الأطفال الأسوياء (غير المرضى الخاضعين للعلاج)، هي الدراسة التي قام بها (Macfarlane and Allen and Honzik 1954) والتي فحصوا فيها مشكلات النمو التي يعانيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 21 شهراً و 14 سنة، وما سنأخذه هنا هو موضوع حديثنا اليوم هو: الكذب؛ إذ كانت نسبته على وَفق التفصيل التالي: المشكلة الجنس سن الثالثة سن الخامسة سن العاشرة سن الرابعة عشرة الكذب ولد 14 49 15 6 أنثى 12 42 12 0
Hk,hu ;`f hgH'thg ,'vr hgjygf ugdih
|
| |