![]() | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 29 | المشاهدات | 20443 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 11 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه :«„ تَحْوِيلُ الْقِبْلَةِ إِلَى الْكَعْبَةِ “» فـ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: „ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ قَبْلَ بَدْرٍ بِــ شَهْرَيْنِ “ ؛ وَ عَنْه - أيضاً - أنَّه قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: „ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ، ثُمَّ حُوِّلَ بَعْدَ ذَلِكَ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَبْلَ بَدْرٍ بِـ شَهْرَيْنِ “ ؛ وجاءت روايته بألفاظ آخرى إذ قَالَ : „ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ عَلَى رَأْسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ بِـ شَهْرَيْنِ “ .. .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 12 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه فـ لا ريب في أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس بعد قدومه المدينة بضعة عشر شهرا ، وقد جاء عن ابن عباس- رضي الله عنهما ـ „ أن الله هو الذي أمره بذلك .. ثم .. أمره بأن يستقبل البيت العتيق .. فـ كان هذا أول ما نُسخَ من القرآن “ .. قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله-: „ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بـ مكةَ إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه .. فلما قدم المدينة وجه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر شهرا .. ثم .. صرفه الله إلى الكعبة بعد .. ولهذا يقول تعالى: ﴿ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ ـ قال أبو عبيد القاسم بن سلام، في كتاب الناسخ والمنسوخ: „ عن ابن عباس ، قال: „ أول ما نُسخ من القرآن فيما ذُكر لنا - والله أعلم - شأن القبلة: قال تعالى: ﴿ ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ﴾ فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فـ صلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق ، ثم صرفه إلى بيته العتيق ونسخها ، فـ قال: ﴿ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام .. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره﴾ “.. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال: „ كان أول ما نُسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن رسول صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة - وكان أهلها اليهود - أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ، فـ فرحت اليهود فـ استقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قِبلة إبراهيمَ ، فـ كان يدعو وينظر إلى السماء ، فـ أنزل الله: ﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها﴾ ـ إلى قوله: ﴿فولوا وجوهكم شطره﴾ ـ فـ ارتاب من ذلك اليهود ، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ، فـ أنزل الله: ﴿قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم﴾ “ .. وقد دل قوله تعالى : ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾ [البقرة: 143} على ما ذكره ابن عباس وذهب إليه الجمهور من أن استقبال بيت المقدس كان بأمر منه - تعالى- . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 13 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه قال الحسن: 1 . ) كان ذلك منه عن رأي واجتهاد(!) ، وقاله عكرمة وأبو العالية. و 2 . ) الثاني: أنه كان مخيرا بينه وبين الكعبة ، فاختار القدس طمعا في إيمان اليهود واستمالتهم . قاله الطبري . وقال الزجاج: امتحانا للمشركين ، لأنهم ألفوا الكعبة. 3 . ) الثالث: وهو الذي عليه الجمهور ـ ابن عباس وغيره ـ وجب عليه استقباله بأمر الله - تعالى - ووحيه لا محالة ، ثم نَسخ الله ذلك وأمره الله أن يستقبل بـ صلاته الكعبة ، واستدلوا بقوله تعالى : ﴿وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ﴾ .. الآية. .. وعلى تقدير أن استقبال بيت المقدس لم يكن بأمر من الله وإنما كان باجتهادٍ منه صلى الله عليه وسلم ، فإن القائلين بـ جواز الاجتهاد في حقه : "[( هذه المسألة : تحتاج مراجعة مني .)] ". صلى الله عليه وسلم منهم من يقول إنه معصوم من الخطإ في الاجتهاد ، ومنهم من يقول إنه قد يقع منه الخطإ ، ولكنه لا يقَر عليه ، قال الزركشي في البحر: " إذا جوزنا له الاجتهاد .. فـ المختار أنه لا يتطرق الخطأ إلى اجتهاده ، لأنه لو جاز لوجب علينا اتباعه فيه ، وهو ينافي كونه خطئا ، والمسألةُ قد نص عليها الشافعي في الأم ".. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 14 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه قَالَ: وَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَخَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ ، فَانْحَرَفَ الْقَوْمُ حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ. جاء فِيَ رِوَايَةِ الْقَطَّانِ: فَتَحَرَّفَ الْقَوْمُ " [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ رَجَاءٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ إِسْرَائِيلَ]. ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 15 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه - علينا أن نعلم - وفق الله تعالى الجميع إلى ما فيه الخير- أن الله سبحانه لا يأمر العباد إلا بما فيه مصلحة لهم ومنفعة عاجلة كانت أو أجلة ، ولا ينهاهم إلا عما فيه مضرة عليهم وشر لهم ، ومنهاجه وأحكامه وتشريعاته -عزَّ وجلَّ- جميعها لحكمةٍ يعلمها - سبحانه وتعالى - هو ارتضاها للعباده .. وما على المؤمن إلا السمع والطاعة والاستجابة ، والانقياد لأوامر الله والابتعاد عن نهيه ، والإلتزام بأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم والبعد عن ما نهى عنه ، وإعمال الفكر في الكتاب الكريم والسنة المطهرة .. وهذا هو الذي عَملَ به صحابة نبينا -رضي الله تعالى عنهم -، فقد ثبت في الصحيحين عن أنس:»” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس» ، فـ نزلت: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾ [البقرة:144] ، فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر ، وقد صلوا ركعة ، فنادى :„ ألا إن القبلة قد حُولت “؛، فـ مالوا كما هم نحو القبلة .«“ وعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ :„ بَيْنَمَا النَّاسُ بِـــ قُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ ، فَـ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ ، فَاسْتَقْبَلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةَ “؛ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ يُوسُفَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ.] .. والملاحظ هنا أنه : لم يتخلف واحد منهم ، ولم يَسأل عن الحكمة مِن ذلك ، وهذا من قوة إيمانهم ، وصفاء قلوبهم من أي شك أو ريبة أو تردد -رَضي الله عنهم- ، بعكس ضعاف الإيمان ، ومَن تأثر بـ دعاية اليهود. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 16 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه قال القرطبي: „ يعني فيما أمر به من استقبال الكعبة ممن ينقلب على عقبيه ، يعني ممن يرتد عن دينه ؛ لأن القبلة لما حولت ارتد من المسلمين قوم ، ونافق قوم ؛ ولهذا قال:﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً ﴾، أي: تحويلها . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة. اهـ. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 17 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه عن البراء بن عازب- ـ رضي الله عنه ـ قال: „ .. أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال أخواله - من الأنصار وأنه - صلى الله عليه وسلم - صلى قِبَل بيت المقدس ستة عشر : "۱٦" شهراً أو سبعة عشر : "۱٧" شهراً ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبل البيت[(العتيق)] ، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم ، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون ، فقال: أشهد بالله ، لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبل مكة ، فـ داروا كما هم قِبل البيت ، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب ، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك “ ؛ (انظر: الحاكم) وقد أخبر الله تعالى بما سيقوله اليهود عند تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، من إثارة الشكوك والإنكار والتساؤلات قبل وقوعه . وفي أمر تحويل القبلة قال الله تعالى :﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ . فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ ( البقرة آية:149-152) . لقد كان تحويل القبلة حدثا عظيما ، فيه من الدروس والعبر الكثير ، والتي ينبغي الوقوف معها للاستفادة ، ومنها : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 18 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه : "۱" : إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد أخبر الله تبارك وتعالى بما سيقوله اليهود عند تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، قَبل وقوع الأمر بالتحويل ، ولهذا دلالته فهو يدل على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو أمرٌ غيبي ، فـ أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بـ آيات قرآنية قبل وقوعه ثم وقع ، فـ دل ذلك على أنه صلى الله عليه وسلم : رسول .. و : نبي يخبره الوحي بما سيقع ، إذ من الأدلة على صدق رسالة الرسول ، أن يخبر بـ أمور غيبية ثم تقع بعد ذلك كما أخبر . وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا .. قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (البقرة:142) . لقد كان لـ حادثة تحويل القبلة أبعاداً كثيرة .. منها : "۱" : السياسي ، ومنها : "٢" : العسكري ، ومنها: "٣ " : الديني ، ومنها: "٤" : التاريخي . فـ بُعْدها السياسي أنها جعلت الجزيرة العربية محور الأحداث ، و بعدها التاريخي : أنها ربطت هذا العالم بـ الإرث العربي لـ إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، و بعدها العسكري : أنها مهدت لـ ـفتح مكة ، و بُعْدها الديني : أنّها ربطت القلوب بالحنيفية ، وميزت الأمة الإسلامية عن غيرها .. ومن ثم كان تحويل القبلة نعمة من نعم الله علينا ، كما قال الله تعالى: ﴿وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (البقرة: من الآية150) .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 19 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه "٢ " : التسليم المطلق والانقياد الكامل لله تعالى ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم : فـ المسلمُ عبدٌ لله تعالى ، يُسلم بـ أحكامه وينقاد لـ أوامره بكل حب ورضا ، ويستجيب لذلك بـ حماس ، ويسارع للامتثال بكل ما أوتي من قوة وجهد ، إذ أن أصل الإسلام : التسليم ، وخلاصة الإيمان : الانقياد ، وأساس المحبة : الطاعة ، لذا كان عنوان صدق المسلم وقوة إيمانه هو فعل ما أمر الله والاستجابة لـ حكمه ، والامتثال لـ أمره في جميع الأحوال ، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة معرفة الحكمة واقتناعه بها ، لـ أنه يعلم علم اليقين ، أنه ما أمره الله تعالى بـ أمر ولا نهاه عن شيء ، إلا كان في مصلحته ومنفعته سواء علمَ ذلك أو لم يعلمه . التطبيق العملي لـ أوامر الوحي [(القرآن العظيم والسنة المطهرة)]: والصحابة الكرام رضي الله عنهم في أمر تحويل القبلة ، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوجه في صلاتهم ناحية المسجد الأقصى فـ توجهوا وانقادوا ، ولبثوا على ذلك مدة سنة وبضعة شهور ، فــ لما أُمِروا بالتوجه ناحية المسجد الحرام سارعوا وامتثلوا ، قمة الإيمان والتطبيق الفوري : بل إن بعضهم لما علم بتحويل القبلة وهم في صلاتهم ، تحولوا وتوجهوا إلى القبلة الجديدة ، ضاربين المثل في الانقياد والتسليم المطلق لـ أوامر الله تعالى ، وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم . فـ كان تحويل القبلة اختبارا وتربية للصحابة على السمع والطاعة ، والتسليم لله ورسوله ، كما قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ (البقرة: من الآية143) . وقد ثبتوا ونجحوا رضي الله عنهم ، فـ سارعوا للاستجابة والتسليم لـ أمر الله ورسوله ، فـ عن ابن عمر رضي الله عنه قال: „ بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء ، إذ جاء رجل فقال : قد أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فـ استقبلوها ، فـ توجهوا إلى الكعبة “؛ (انظر: الترمذي) . فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :„ لما وجِّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله ، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ .. فـ أنزل الله تعالى:﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ (البقرة: من الآية143) (يعني صلاتكم ) “ .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 20 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه "۳" : استنباطهم من سبب نزول هذه الآية ، وهي قوله تعالى : ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ {البقرة:144} ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يوجه نحو الكعبة ، فأنزل الله عليه الآية ، ووجهه نحو الكعبة . وهذا ذكره ابن كثير نقلًا عن الإمام أبي حاتم في تفسيره. ومن الدلالات والدروس الواضحة والهامة من حادثة تحويل القبلة مخالفة اليهود والنصارى، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يتوجه في صلاته إلى الكعبة ، وكان حريصا على أن يكون متميزاً عن أهل الديانات السابقة ، الذين حرفوا وبدلوا وغيروا كـ اليهود والنصارى ، ولهذا كان ينهى عن تقليدهم والتشبه بهم ، بل يأمر بمخالفتهم ، ويحذر من الوقوع فيما وقعوا فيه من الزلل والانحراف ، ومن ثم كان من مقتضى هذا الحرص أن يخالفهم في قبلتهم ، ويتوجه في صلاته بشكل دائم إلى قبلة أبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهو أول بيت وضع للناس ، وهذا كان ما يتمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فـ التميز في العبادة وعدم مشاركة مَن لا يؤمن بآله واحد بـ أي شعيرة من الشعائر ، أو مظهر من المظاهر ، كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على تربية الصحابة .. والمسلمين من بعدهم عليه ، فـ كثيرا ما كان يقول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ومواقف متعددة :«„ خالفوا اليهود والنصارى “» (انظر: ابن حبان) . قال ابن تيمية :„ قد بالغ صلى الله عليه وسلم في أمر أمته بـ مخالفتهم في كثير من المباحات وصفات الطاعات ، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى موافقتهم في غير ذلك من أمورهم ، ولتكون المخالفة في ذلك حاجزاً ومانعاً عن سائر أمورهم ، فـ إنه كلما كثرت المخالفة بينك وبين أصحاب الجحيم كان أبعد عن أعمال أهل الجحيم “؛ ثم قال : “ فـ المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة ، والمشاركة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافاً وإن بعد المكان والزمان ، وهذا أمر محسوس “؛ .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018