الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 737 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
04 / 05 / 2013, 52 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح - تعريف توحيد الألوهية: عرف العلماء توحيد الألوهية بتعريفات متقاربة من ذلك: - هو إفراد الله بالعبادة. - هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله تعالى كائناً من كان. - توحيد الألوهية يسمى بعدة أسماء منها: 1- توحيد الألوهية هو إخلاص العبادة لله وهذا يستلزم المحبة لله وحده . 2- توحيد العبادة باعتبار إضافته إلى الموحِّد وهو العبد ولتضمنه إخلاص العبادة لله وحده. 3- توحيد الإرادة لتضمنه الإخلاص وتوحيد الإرادة والمراد فهو مبني على إرادة وجه الله بالأعمال. 4- توحيد القصد لأنه مبنيٌّ على إخلاص القصد المستلزم لإخلاص العبادة لله وحده. 5- التوحيد الطلبي لتضمنه الطلب والدعاء من العبد لله. 6- التوحيد الفعلي لتضمنه لأفعال القلوب والجوارح. 7- توحيد العمل لأنه مبني على إخلاص العمل لله وحده. - أهميته: توحيد الألوهية أهم أنواع التوحيد، فمن أجل تحقيقه أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، وسلت سيوف الجهاد، وفرق بين المؤمنين والكافرين. وتتجلى أهمية توحيد العبادة في كون العبادة لله هي الغاية المحبوبة له، والمرضية له، التي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات 56]. وبها أرسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) [الأعراف 59]. إلى أن قال رحمه الله " وبذلك وصف ملائكته وأنبياءه فقال تعالى ( وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ ، يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ) [الأنبياء 19 - 20]. وذم المستكبرين عنها بقوله ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) [غافر60]. ونعت صفوة خلقه بالعبودية له فقال تعالى (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) [الإنسان 6] وقال سبحانه ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ) [الفرقان 63] ". ومما يدل على أهميته أن قبول الأعمال متوقف عليه، وأنه يتضمن جميع أنواع التوحيد فكلها تدخل فيه؛ فمن اعتقده فهو معتقد لغيره من الربوبية والأسماء والصفات، ومن اكتفى بغيره دونه لم يدخل في دين الإسلام. - أدلة توحيد الألوهية: لقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة، وتنوعت دلالتها في وجوب إفراد الله بالعبادة؛ّ َفتارة تأتي نصوص الكتاب آمرةً بتوحيد الله أمراً مباشراً، وتارة تأتي مبينةً الغاية من خلق الجن والإنس، وتارة تأتي موضحةً الهدف من إسال الرسل وإنزال الكتب، وتارة تأتي محذرةً من مخالفته، وتارة تأتي لبيان ثواب من عمل به في الدنيا والآخرة، وتارة لبيان عقوبة من تركه، وتخلى عنه، أو ناوأه، وحارب أهله. فمن تلك الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب إفراد الله بالعبادة قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة 21]، وقوله سبحانه( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ) [هود 123]، وقوله سبحانه ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ) [قريش 3]، وقوله سبحانه( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [النساء 36]، وقوله سبحانه ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [الأنعام 151]، وقوله سبحانه ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) [الإسراء 23]، وقوله سبحانه ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات 56]، وقوله سبحانه ( وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً ) [الإسراء 39]، وقوله سبحانه ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) [الفاتحة 5]، وقوله سبحانه ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) [الأنبياء 25] وقوله سبحانه ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) [النحل 36]. ومن السنة ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن معاذ رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي " يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً قلت أفلا أبشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا ". - أركان توحيد الألوهية: توحيد الألوهية يقوم على أركان ثلاثة هي: 1- توحيد الإخلاص: ويسمى توحيد المراد، فلا يكون للعبد مرادٌ غير مراد واحد وهو الله سبحانه وتعالى فلا يزاحمه مرادٌ آخر. 2- توحيد الصدق: ويسمى توحيد إرادة العبد، وذلك بأن يبذل جهده وطاقته في عبادة ربه. 3- توحيد الطريق: وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم رحمه الله " فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني سبيل الحق والإيمان فقوله ( فلواحدٍ ) أي لله، وهذا هو توحيد المراد وقوله ( كن واحداً ) في عزمك، وصدقك، وإرادتك، وهذا هو توحيد الإرادة. وقوله ( في واحد ) هو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو طريق الحق والإيمان، فهذا هو توحيد الطريق". والأدلة على هذه الأركان الثلاثة كثيرة، فمن أدلة الإخلاص قوله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [البينة 5] ودليل الصدق قوله تعالى ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً) [محمد 21]، وقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [التوبة 119]، ودليل المتابعة قوله تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) [آل عمران 31]. فمن اجتمعت له هذه الثلاثة نال كل كمال وسعادة وفلاح، ولا ينقص كمال العبد إلا بنقص واحد من هذه الأشياء. - تعريف العبادة: العبادة لغةً هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام. وفي الاصطلاح عرفت العبادة بعدة تعريفات، منها ما يلي: 1- عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأنها " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ". 2- وعرفها ابن القيم بأنها " كمال المحبة مع كمال الذل ". ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين: 1- الفعل الذي هو التَّعَبُّد. 2- المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة. مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به. فعلى الإطلاق الثاني تُعَرَّف العبادة بتعريف شيخ الإسلام، وعلى الإطلاق الأول تُعَرَّف بالتعريف الثاني. ومن التعريفات لها أيضاً " الأعمال الصالحة الإرادية التي تُؤَدَّى لله تعالى ويفرد بها ". وهذا يشمل الإطلاقين أيضاً. - الفرق بين العبادة وتوحيد العبادة : الفرق بينهما ظاهر؛ فالعبادة هي ذات القربة أو فعلها. أما توحيدها فصرفها لله وحده لا شريك له. - متى تقبل العبادة ؟ لا تقبل العبادة إلا إذا توفر فيها شرطان: 1- الإخلاص لله. 2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. وفي ذلك تحقيق الشهادتين، شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله؛ ففي الأولى أن لا نعبد إلا إياه، وفي الثانية أن محمداً هو رسوله المبلغ عنه؛ فعلينا أن نصدق خبره، ونطيع أمره ". فمن أراد عبادة الله فلابد له من توفر الشرطين ولسان حاله يقول ( إياك أريد بما تريد ). قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) [الملك 2]. قال أخلصه وأصوبه. قالوا يا أبا علي ما أخلصه وما أصوبه؟ قال إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة. فإذا فُقِد الشرطان أو أحدُهما بطلت العبادة. - أهمية الإخلاص والمتابعة : مما يدل على أهمية الإخلاص والمتابعة اللذين هما شرطا قبول العبادة مايلي: 1- أن الله أمر بإخلاص العبادة له قال تعالى ( وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [الأعراف 29]. 2- أن الله تعالى اختص نفسه بالتشريع، فهو حقه وحده، ومن تَعَبَّد الله بغير ما شرع فقد شارك الله عز وجل في تشريعه، قال تعالى ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) [الشورى 13]. وقال ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) [الأنعام 153]. 3- أن الله أنكر على من يشرع من عند نفسه قال تعالى ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) [الشورى 21]. 4- أن الله أكمل لنا الدين، ورضيه لنا قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ) [المائدة 3]. فالابتداع في الدين إنما هو في الحقيقة استدراك على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم واتهام للدين بالنقص. 5- أنه لو جاز للناس أن يتعبدوا بما شاءوا، لأصبح لكل إنسان طريقتُه الخاصة بالعبادة، ولأصبحت حياةُ الناس جحيماً لا يطاق؛ إذ يسود التناحر والتنافر؛ لاختلاف الأذواق، مما يؤدي إلى الشقاق والافتراق؛ والاتباعُ وترك الابتداع أعظمُ سببٍ للائتلاف والاجتماع. 6- لو جاز للناس أن يعبدوا الله بما شاءوا كيفما شاءوا لترتَّب على ذلك عدم حاجة الناس إلى الرسل، ولا يقول بهذا عاقل. - أركان العبادة: للعبادة ثلاثة أركان، هي: 1- الحب 2- الخوف 3- الرجاء. وجعلها بعض أهل العلم أربعة هي الحب، والتعظيم، والخوف، والرجاء. ولا تعارض بين الأمرين؛ فإن الرجاء ينشأ من الحب، فلا يرجو الإنسان إلا من يحب، وكذلك الخوف ينشأ من التعظيم، فلا يخاف الإنسان إلا من عظيم. وقد أثنى الله على أهل الخوف والرجاء من النبيين والمرسلين فقال سبحانه ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) [الأنبياء 90]. ومدح القائمين بذلك من سائر عباده، فقال سبحانه ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ) [الزمر 9]، وقال سبحانه ( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) [الإسراء 57]، وقال سبحانه ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) [السجدة 16]. كما أمر عز وجل باستحضار ذلك وقصْدِه فقال سبحانه ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ) [الأعراف 56]. هذه هي عبادة الأنبياء والمرسلين، وعباد الله المؤمنين، فمن ذا الذي هو أحسن منهم؟ وأكمل من هديهم؟ وهل تقبل دعواه؟!! لا، فالخوف والرجاء متلازمان؛ فكلاهما يؤدي الى الفوز بالجنة، والنجاة من النار، فلو سألت من لا يزني من المؤمنين مثلاً مع قدرته على الزنا لم لا تزني؟ لبادر بقوله إني أخاف الله، وأرجو ثوابه. ولو سألت المصلي لِمَ تصلي؟ لقال خوفاً من الله وطمعاً في ثوابه، وهكذا... فغير الله قد يُحَبُّ ولكن لا يُخاف منه، وقد يُخاف منه ولكن لا يُحب. أما الله عز وجل فيجتمع الأمران في حقه؛ فيُخاف ويحب، فلابد للمؤمن إذاً من الجمع بين الحب، والخوف، والرجاء، والتعظيم. أما العبادة بالحب وحده فلا تكفي، وليست صحيحة؛ لأنها لا تتضمن تعظيماً لله، ولا خشيةً منه؛ إذ إن صاحبها يجعل الله سبحانه بمنزلة الوالد والصديق، فلا يتورع من اقتراف المحرمات، بل يستهين بها بحجة أن ****** لا يعذب حبيبه، كما قالت اليهود والنصارى ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) [المائدة 18]، وكما يقول غلاة الصوفية نحن نعبد الله لا خوفاً من عقابه ولا طمعاً في ثوابه، إنما نعبد الله حباً له كما عبر بذلك كثير من العلماء. فلابد للعابد أن يكون الله أحبَّ إليه من كل شيء، وأن يكون الله أعظمَ عنده من كل شيء؛ فالرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمناً، والخوف يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً، وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله؛ فإنك إذا خفته فررت إليه، فالخائف من الله هارب إليه قال تعالى ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) [الذاريات 50]. وهناك مقولة مشهورة عند السلف، وهي قولهم، من عَبَدَ الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجىء، ومن عبده بالخوف، والرجاء، والحب، فهو مؤمن موحد. - أيهما يُغلّب الرجاء أو الخوف ؟ اختُلف في ذلك على أقوال منها: 1- قيل ينبغي أن يغلِّب الإنسان جانب الخوف؛ ليحمله ذلك على فعل الطاعة وترك المعصية. 2- وقيل يغلِّب جانب الرجاء؛ ليكون متفائلاً والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل. 3- وقيل في فعل الطاعة يغلب الرجاء؛ لينبعث إلى العمل؛ فالذي منَّ عليه بالطاعة سَيَمُنُّ عليه بالقبول، ولهذا قال بعض السلف إذا وفقك الله للدعاء فانتظر الإجابة؛ لأنه يقول سبحانه( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [غافر 60]. وفي فعل المعصية يغلب جانب الخوف؛ لأجل أن يمنعه ذلك من فعل المعصية قال تعالى ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الأنعام 15]. وهذا قريب ولكن ليس بالقرب الكامل، إذ قد يُعْتَرض عليه بقوله تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) [المؤمنون 60]. 4- وقيل يغلب جانب الخوف في الصحة، وجانب الرجاء في المرض. 5- وقيل هما كجناحي الطائر، فالمؤمن يسير إلى الله بجناحين هما الرجاء والخوف، فإذا استويا تم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت. 6- وقيل يختلف من شخص إلى شخص، ومن حال إلى حال والله أعلم. - الخوف الواجب والخوف المستحب: - الخوف الواجب هو ما يحمل على فعل الواجبات وترك المحرمات. - والخوف المستحب هو ما يحمل على فعل المستحبات، وترك المكروهات. - أنواع العبادة: العبادة لها أنواع كثيرة، فبعضها قولي؛ كشهادة أن لا إله إلا الله، وبعضها فعلي؛ كالجهاد في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق، وبعضها قلبي؛ كالحياء، والمحبة، والخوف، والرجاء، وغيرها، وبعضُها مشترك كالصلاة مثلاً فإنها تجمع ذلك كله. ومن أنواع العبادة ـ زيادة على ما سبق ـ الزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للمنافقين والكفار، والإحسان إلى الحيوان، والأيتام، والمساكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين، والدعاء، والذكر، وكذلك الذبح، والنذر، والاستعاذة، والاستغاثة، والاستعانة، والتوكل، والتوبة، والاستغفار. وهذه العبادات لا يجوز صرفها إلا لله، ومن صرفها لغيره فقد أشرك. - عبودية الخلق لله: تنقسم عبودية الخلق لله إلى ثلاثة أقسام: 1- عبودية عامة: ويشترك فيها كافة الخلق؛ برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم قال تعالى ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ) [مريم 93]. فهذه عبودية الربوبية فالخق كلهم عبيد لله مربوبون له. 2- عبودية خاصة: وهي عبودية الألوهية، وهي عبودية عباد الله الصالحين وهم كل من تعبد لله بشرعه، وأخلص في عبادته. قال تعالى ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً ) [الفرقان 63]. ولهذا أضافهم إلى اسمه إشارة إلى أنهم وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، وهذه إضافة التشريف. 3- عبودية خاصة الخاصة: وهي أيضاً عبودية الألوهية، وهي للأنبياء والمرسلين الذين لا يباريهم ولا يدانيهم أحد في عبادتهم لله، قال تعالى ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا ) [ص 45]، وقال سبحانه عن نوح ( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) [الإسراء 3]، وقال سبحانه عن داود عليه السلام ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) [ص 17]، وقال سبحانه عن محمد عليه الصلاة والسلام ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ) [الإسراء 1]، وقال سبحانه ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ) [الجن 19]. - فضائل توحيد الألوهية: توحيد الله وإفراده بالعبادة أجَلُّ النِّعم وأفضلها على الإطلاق، وفضائله وثمراته لا تعد ولا تحد، ففضائل التوحيد، كثيرة تنتظم خيري الدنيا والآخرة، ومن تلك الفضائل مايلي: 1- أنه أعظم نعمة أنعمها الله على عباده، حيث هداهم إليه، كما جاء في سورة النحل حيث قدم الله عز وجل نعمة التوحيد على كل نعمة، فقال سبحانه ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ ) [النحل 2]. 2- أنه الغاية من خلق الجن والإنس قال سبحانه ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات 56]. 3- أنه الغاية من إنزال الكتب ومنها القرآن، قال تعالى فيه ( آلر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ، أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ) [هود 1 - 2]. 4- أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما كما في قصة يونس عليه السلام. 5- أنه يمنع من الخلود في النار، إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل. 6- أنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية كما في حديث عتبان في الصحيحين؛ قال عليه الصلاة والسلام " فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ". 7- حصول الاهتداء الكامل، والأمن التام لأهله في الدنيا والآخرة ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) [الأنعام 82]. 8- أنه السبب الأعظم لنيل رضا الله وثوابه. 9- أن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه. 10- أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت. 11- أنه يسهل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، ويسليه عن المصيبات؛ فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات؛ لما يرجوه من ثواب ربه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي؛ لما يخشى من سخطه وأليم عقابه. 12- أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان، وزيّنه في قلبه، وكره إليه الكفر، والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين. 13- أنه يخفف على العبد المكاره، ويهون عليه الآلام؛ فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح، ونفس مطمئنة، وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة. 14- أنه يحرر العبد من رق المخلوقين، ومن التعلق بهم، وخوفهم، ورجائهم، والعمل لأجلهم. وهذا هو العز الحقيقي، والشرف العالي، فيكون بذلك متألهاً متعبداً لله، فلا يرجو سواه، ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه. 15- ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب، وتحقق تحققاً كاملاً بالإخلاص التام فإنه يُصَيِّر القليل من العمل كثيراً، وتضاعف أجور صاحبه بغير حصر ولا حساب. 16- أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر، والعز والشرف، وحصول الهداية، والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال، والتسديد في الأقوال والأفعال. 17- أن الله يدافع عن الموحدين شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة الطيبة، والطمأنينة إليه وبذكره. وشواهد ذلك من الكتاب والسنة كثيرة، فمن حقق التوحيد حصلت له هذه الفضائل كلها وأكثر منها، والعكس بالعكس. - أسباب نمو التوحيد في القلب: التوحيد شجرة تنمو في قلب المؤمن، فيبسقُ فرعها، ويزداد نموها، ويزدان جمالها كلما سقيت بالطاعة المقربة إلى الله عز وجل فتزداد بذلك محبة العبد لربه، ويزداد خوفه منه، ورجاؤه له، ويقوى توكله عليه، وبهذا يكتمل التوحيد ويتحقق؛ فليس تحقيقه بالتمني، ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق. وإنما يتحقق بما وقر في القلب من عقائد الإيمان، وحقائق الإحسان، وصدّقته الأخلاق الجميلة، والأعمال الصالحة الجليلة. - ومن الأسباب التي تنمي التوحيد في القلب ما يلي: 1- فعل الطاعات رغبة بما عند الله. 2- ترك المعاصي خوفاً من عقاب الله. 3- التفكر في ملكوت السموات والأرض. 4- معرفة أسماء الله وصفاته ومقتضياتها وآثارها، وما تدل عليه من الجلال والكمال. 5- التزود من العلم النافع والعمل به. 6- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به. 7- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض. 8- دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب. 9- إيثار ما يحبه الله عند تزاحم المحاب. 10- التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه، وإنعامه على عباده. 11- إنكسار القلب بين يدي الله، وافتقاره إليه. 12- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخير، وتلاوة القرآن في هذا الوقت، وخَتْمُ ذلك بالاستغفار، والتوبة. 13- مجالسة أهل الخير والصلاح، والإخلاص، والمحبين لله عز وجل والاستفادة من كلامهم وسمتهم. 14- الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل. 15- ترك فضول الكلام، والطعام، والخلطة، والنظر. 16- أن يحب العبد لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه، وأن يجاهد نفسه على ذلك. 17- سلامة القلب من الغل للمؤمنين، وسلامته من الحقد، والحسد، والكبر، والغرور، والعجب. 18- الرضا بتدبير الله عز وجل. 19- الشكر عند النعم، والصبر عند النقم. 20- الرجوع إلى الله عند ارتكاب الذنوب. 21- كثرة الأعمال الصالحة من بر، وحسن خلق، وصلة أرحام، إلى غير ذلك. 22- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة. 23- الجهاد في سبيل الله. 24- إطابة المطعم. 25- الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. - طرق الدعوة إلى توحيد الألوهية في القرآن الكريم: تنوعت طرق الدعوة إلى توحيد الألوهية وأساليبها في القرآن الكريم، فمن ذلك ما يلي: 1- أمره سبحانه بعبادته، قال تعالى ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [النساء 36]. 2- النهي عن عبادة مَنْ سواه كما في قوله تعالى ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) [البقرة 22]. 3- إخباره سبحانه وتعالى أنه خلق الخلق لعبادته كما في قوله سبحانه( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات 56]. 4- إخباره أنه أرسل الرسل بالدعوة إلى عبادته، والنهي عن عبادة من سواه كما في قوله ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) [النحل 36]. 5- الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية؛ فإذا كان الله تعالى هو الخالق الرازق الذي أنعم عليك بالنعم الظاهرة والباطنة ولم يشاركه في ذلك مشارك فعليك أن لا تتأله لغيره، ولا تتعبد لسواه، ويلزمك أن تخصه بالتوحيد كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة 21]. 6- الاستدلال على وجوب عبادته بكونه النافع، الضار، المعطي، المانع؛ فمن اتصف بهذه الصفات فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه. 7- الاستدلال على وجوب عبادته بانفراده بصفات الكمال، وانتفاء ذلك عن آلهة المشركين، كما في قوله تعالى ( فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ) [مريم 65]. وقوله سبحانه ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) [الأعراف 180]. وقوله سبحانه عن خليله عليه السلام أنه قال لأبيه ( إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً ) [مريم 42]. 8- الاستدلال على وجوب عبادته بدقة صنعه سبحانه وتعالى فكلما تدبر العاقل ذلك، وتغلغل فكره فيه، وازداد تأمله في ذلك ـعلم أنه هو المستحق للعبادة. 9- الاستدلال على وجوب عبادته بتعدد نعمه، فإذا علم أن ما بالعباد من نعمة فمن الله وحده وأن أحداً من المخلوقين لا ينفع أحداً إلا بإذن الله، وأن الله هو النافع الضار علم أن الله هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له. 10- تعجيزه لآلهة المشركين كقوله تعالى ( أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ) [الأعراف 191 - 192]، وقوله سبحانه ( قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) [الإسراء 56]، وقوله سبحانه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) [الحج: 73]. 11- تسفيه المشركين الذين يعبدون غير الله، كما في قوله تعالى ( أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ ، أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) [الأنبياء 66 - 67]، وقوله سبحانه ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ) [البقرة 130]. 12- بيان عاقبة المشركين الذين يعبدون غير الله، وبيان مآلهم مع من عبدوهم، حيث تتبرأ منهم تلك المعبوداتُ في أحرج المواقف كما قال تعالى ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ، إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ ) [البقرة 165 - 167]، وقوله سبحانه ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) [فاطر 14]. 13- بيان مصير الموحدين وعاقبتهم في الدنيا والآخرة كما قال سبحانه عن إمامهم إبراهيم عليه السلام ( وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ ) [البقرة 130]، وقوله سبحانه ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) [الأنعام 82]. 14- رده على المشركين باتخاذ الوسائط بينهم وبين الله بأن الشفاعة ملك له سبحانه لا تطلب من سواه، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، وبعد رضاه عن المشفوع له، قال سبحانه ( أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ ، قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )[الزمر 43 - 44] وقال سبحانه ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) [البقرة 255]. 15- بيان أن هؤلاء المعبودين من دون الله لا يحصل منهم نفع لمن عبدهم من جميع الوجوه كما قال تعالى ( قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ، وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) [سبأ 22 - 23]. 16- ذكر البراهين والأمثلة الدالة على بطلان الشرك، وسوء عاقبته، مما يجعل النفوس السليمة تنفر منه، قال تعالى ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) [الحج 31]. - علاقة توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية: أنواع التوحيد متلازمة، وبعضها مرتبط ببعض، وفيما يلي تتبين لنا جوانب من علاقة توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية : 1- توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية؛ بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الألوهية؛ فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره، وقد دعاه هذا الخالق إلى عبادته وجب عليه أن يعبده وحده لا شريك له؛ فإذا كان هو الخالق الرازق النافع الضار وحده لزم إفراده بالعبادة. 2- توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية بمعنى أن توحيد الربوبية يدخل ضمناً في توحيد الألوهية، فمن عَبَدَ الله وحده لا شريك له فلابد أن يكون معتقداً أنه ربه وخالقه ورازقه؛ إذ لا يعبد إلا من بيده النفع والضر، وله الخلق والأمر. 3- الربوبية عمل قلبي لا يتعدى القلب، ولذا سمي توحيد المعرفة والإثبات، أو التوحيد العلمي. أما الألوهية فهو عمل قلبي وبدني، فلا يكفي فيه عمل القلب، بل يتعداه إلى السلوك والعمل قصداً لله وحده لا شريك له. 4- أن توحيد الربوبية لا يكفي وحده؛ ذلك لأن توحيد الربوبية مركوز في الفطر، فلو كان كافياً لما احتاج الناس إلى بعثة الرسل، وإنزال الكتب، فلا يكفي أن يقر الإنسان بما يستحق الرب تعالى من الصفات، وأنه الرب الخالق وحده. ولا يكون موحداً إلا إذا شهد أن لا إله إلا الله، فيقر بأن الله هو المألوه المعبود وحده، ويعبده بمقتضى هذه المعرفة. 5- توحيد الألوهية هو الذي جاءت به الرسل، وهو الذي حصل به النزاع بين الرسل عليهم السلام وبين أممهم، كما قال قوم هود لنبيهم هود عليه السلام عندما قال لهم ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) [الأعراف 59] ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) [الأعراف 70]. وكما قال كفار قريش لما أُمِروا بإفراد الله بالعبادة ( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) [ص 5]. أما توحيد الربوبية فإنهم لم ينكروه، بل إن إبليس لم ينكره ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي ) [الحجر 39]. 6- أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا فترقا اجتمعا، ومعنى ذلك أنهما إذا ذكرا جميعاً فلكل لفظ ما يراد به، كما في قوله تعالى ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ ) [الناس 1 - 3]. فيكون معنى الرب هو المالك المتصرف، وهذا توحيد الربوبية، ويكون معنى الإله المعبود بحق المستحق للعبادة دون سواه وهذا توحيد الألوهية. وتارة يذكر أحدهما مفرداً عن الآخر فيجتمعان في المعنى؛ كما في قول الملكين للميت في القبر " من ربك؟ ومعناه من إلهك؟ " وكما في قوله تعالى ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) [الحج 40]، وقوله سبحانه ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً ) [الأنعام 164]، وقوله سبحانه عن الخليل عليه السلام ( رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) [البقرة 258] وكما في قوله تعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ) [النمل 62]. - ما يتعارض مع توحيد الألوهية: 1- الشرك وهوالذي يذهب به بالكلية. 2- البدع وهي التي تذهب بكماله الواجب. 3- المعاصي وهي التي تقدح فيه وتنقص ثوابه. juvdt j,pd] hgHg,idm | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 05 / 2013, 02 : 08 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح اخي ****** | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018