قبل أن تعتمد مشاركتك

[طويلب علم مبتدئ]

أخي الكريم أكتب هذه المشاركة مذكراً نفسي أولاً ثم أخواني الأعضاء في هذا الملتقى الطيب والمفيد وأقول قبل أن تعتمد مشاركتك التي ترغب الإفادة بها تذكر مايلي :
1 ـ نية الأجر في هذه المشاركة ، والحذر من البخل بالعلم :
قال ابن المبـارك : مَـنْ بخـل بالعـلم, ابتـلي بثـلاث : إما أن يـموت فيـذهب بعلمـه أو ينسـاه, أو يتبـع سلطاناً " . الجـامـع لأخـلاق الـراوي وآداب السامـع رقم : (727) .
وقال ابن القيم كما في مفتاح دار السعادة (1/172) : " فإن من خزن علمـه ولم ينـشره ولم يعلّمـه, ابتـلاه الله بنسيـانه وذهـابه منه جــزاء من جنس عمله, وهذا أمر يشهد به الحس والوجود ".
2 ـ الحذر من سوء الظن ، فالواجب على الجميع ، وطلاب العلم خاصة إحسان الظن بإخوانهم ، فإحسان الظن بمن ظاهره العدالة واجب ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) ( الحجرات 12 ) .فالظن الذي يحصل فيه العدوان على الغير لا شك أنه إثم ، وكذلك الظن الذي لا مستند له .
3 ـ هذا الملتقى يطالعه الآلاف من الناس الذين يرغبون في الفائدة ويبحثون عنها ، وربما تكون مشاركتك موقع بحث لأحد هؤلاء المشاهدين ، فعليك باختيار المفيد ، واحرص على التوثيق وصحة الدليل والاستشهاد على ما تقول في مشاركتك حتى تكون ذا وقع وفائدة وقبول لدى الجميع .
4 ـ تذكر أن الانسان يقاس عقله وما لديه من علم وحسن اختيار بما يقول أو يكتب ، فاحرص على المعنى الجيد ، والاختيار المفيد ، فمن كتب أو ألف فكأنما وضع عقله على طبق يعرضه على الناس .
فلا تكتب في فن لا تعرفه ولا تجيد أساسه فإن هذا من التعالم .
جاء في كتاب " التعالم وأثره على الفكر والكتاب " تأليف الدكتور الشيخ : بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ :
قال الشاعر في بعض المتعالمين :
وقال الطانزون له فقيه *** فصعد حاجبيه به وتاها
واطرق للمسائل أي باني *** وما يدري لعمرك ما طحاها
5 ـ المدارسة و المذاكرة في العلم ، جاء في مقدمة شرح مسلم للنووي ـ رحمه الله ـ : " مذاكرة حاذق في الفن ساعة ، أنفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أياماً " .
وكذا البعد عن التحقير والتسفيه ، والصبر على من لا علم له يريدالتعلم و العلم والفائدة .
6 ـ التماس العذر للغير عند الوقوع في الخطأ ، والنصح في تصحيح ذلك الخطأ ، أو المناقشة في تصحيحه بالتي هي أحسن .والغرض هو النقد الهادف والوصول إلى الفائدة :
قال عمر أبو ريشة :
شهد الله ما انتقدتك إلا *** طمعاً أن تكون فوق انتقادي
فبعض الناس كواو المعية وواو العطف ، وبعضهم كالممنوع من الصرف .وابتغِ بين ذلك سبيلا .
فلا تغضبوا من النقد ، ولا تكونوا فرجة للناس ، فإنما الناس أنتم أيها العلماء وطلبة العلم .
7ـ حاول أن تبدع وأن تأتي بالجديد والمفيد ، فنحن بحاجة إلى من يزيد في عقولنا ، لا لما ينقصها ، فإن وجدت فائدة في كتاب فقيدها واكتبها هنا لكي ينتفع منها أخوانك ، وإن سبق لك أن بحثت مسألة ما فانشر بحثك لها هنافلربما كان لأحد أخوانك تعليق مفيد عليها يضفي على مسألتك نوعاً من الإلمام ، أواستدراك لها قد غاب عنك ، أو تصحيح لخطأ لم تتنبه له ، أو غير ذلك ، وكل ذلك خيربإذن الله . مع الاستفادة من تجاربك في الكتابة وتجارب إخوانك ، وهذا لا تحصله في الكتاب ، قال الشاعر :
جزى الله التجارب كل خير *** أفادتنا علوماً نافعات
علوماً لم نجدها في كتاب *** وحتى لم نفدها من رواة ( ثقاة) .
8 ـ الارتقاء بهذا الملتقى والمحافظة على مستواه العلمي مطلوب من جميع الأعضاء ، ولاسيماـ والحمد لله ـ أصبح له مكانة طيبة وعالية لدى الكثير من طلاب العلم . وكثيراً ما نسمعبين طلاب العلم في مسألة دارت بينهم هذه المسألة طرحت في ملتقى أهل الحديث وقيل فيها كذاوكذا ، وهذه الفائدة قرأتها في ملتقى أهل الحديث ، أو نقلتها من ملتقى أهل الحديث ، إلى غيرذلك ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .
9 ـ لا تنس التناصح إن لزم الأمر على الخاص ، حتى لا تعرّض أخوانك إلى الوقوع في الحرج ، وربما هجر بعضهم المجلس وزين له الشيطان ذلك حرماناً له من الخير ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . والنصيحة في الخفاء لها وقعها في النفوس كما هو معلوم بخلاف العلن .
10 ـ الحذر عند الكتابة من التفضيل بين العلماء فيما لا طائل من بحثه .
جاء في كتاب " بيان فضل علم السلف على الخلف " لإبن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ : سئل أبو حنيفة عن علقمة والأسود : أيهما أفضل ؟ فقال : والله ما نحن بأهل أن نذكرهم فكيف نفضل بينهم .
11 ـ عندما ترغب في الرد على موضوع ما ، إقرأ الموضوع جيداً وافهمه ، لأنه من الملحوظ أن بعض الإخوة يرد على موضوع لم يفهمه فيكون رده في واد والموضوع المردود عليه في واد آخر .
سارت مشرقة وسرت مغربا *** شتان بين مشرق ومغربِ
وفي هذا صرف للقارئ عن لب الموضوع ، وضياع لوقته ، وقطع لتسلسل أفكار الموضوع والفائدة منه .فتبينوا .
12 ـ حتى نرقى بمستوى ملتقنا هذا ، أرجو الحذر عند الكتاب من الوقوع في الأخطاء الأملائية والنحوية قدر الإمكان ، وأنصح عند كتابة رد أو موضوع وقبل عرضه أو اعتماده أن يكتب على ( الورد) وأن يقرأ عدة مرات قبل الاستعجال في عرضه واستخراجه واعتماده ، ثم ينسخ ويوضع في مكان ( إضافة رد ) أو ( إضافة موضوع جديد ) حتى يسلم الكاتب من الوقوع في هذه الأخطاء التي ربما ما انتبه لها حال الكتابة ، وذلك بانشغال ذهنه وتفكيره بالموضوع أو الفكرة التي يكتب عنها أكثر من التدقيق والتصحيح للكتابة وهذا يحدث كثيراً ، فمشقة الكتابة أيسر وأسهل من التصحيح والتنقيح .
لذا لابد من المراجعة في حال الانتهاء والعمل على التصحيح والتنقيح لما كتب .
13 ـ التأكد من صحة كتابة الآية القرآنية عند الاستشهاد ، وهذا أمر لزم . وهناك برنامج ( المصحف الرقمي ) مفيد جداً في كتابة المقالات والبحوث .
14 ـ لا تنس الدعاء عند قراءة فائدة أو مشاركة جيدة لمن أفادك إياها :
إذا أفادك إنسان بفائدة *** من العلوم فلازم شكره أبدا
وقل فلانٌ جزاهُ اللهُ صالحة *** افادَنيها والقِ الكبر والحسدا
15 ـ عدم الغضب أو انتفاخ الأوداج أو احمرار الوجه عند حذف أو إغلاق أي موضوع أو مشاركة ، فإحسان الظن بالإخوة المشرفين مطلوب وكلهم والحمد لله على درجة عالية من العلم والأدب والحرص على الفائدة ونفع الجميع .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، والحمد لله رب العالمين .
16 ـ تذكر عندما تكتب قول الشاعر :
ومامن كاتب الا سيفنى ... ويبقى الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه
وإذا كتبت شيئاً يتعلق بدين الله فتذكر أنك سوف يقال لك يوم القيامة ما حجتك على ما كتبت .
17 ـ تذكر أن ما تكتبه من خير سيبقى لك صدقة فلا تبخل على نفس وَجُدْ بالخير عندك :
الخط يبقى زمانا بعد كاتبه ... و كاتب الخط تحت الأرض مدفونا
18 ـ اليوم َشيء وغدا ًمثله....مِنْ نُخَبْ العلْم التي تُلْتَقَـطْ
يَحْصُلُ المرءُ بها حِكْمَة .... وإنمَّا السَّيْلُ اجتمـاع ُالنُّقطْ
كم من الأخوة ـ وفقه الله ـ لو جمع ما كتبه في هذا الملتقى من حين سجل إلى وقته لكان ما كتبه كتاباً يفخر به . فالحمد لله على نعمه .



فالعاقل اللبيب لا يتكلم في شيء إلا إذا تثبت من صحته . قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " كفى بالمرء كذباً أن يحث بكل ما سمع " . رواه مسلم (5) في مقدمة صحيحه . 19 ـ عليك أخي الكريم بالتثبت في النقل ، والتروي في إبداء الرأي .

20 ـ تخمير ما كتبته إلى وقت ومدة ، ثم الرجوع إليه والنظر فيه مرة بعد مرة لتهذيبه وإصلاحه ، فسوف تجد فيما كتبت أشياء تستعجبها وأشياء تستنكرها ، ولذا قيل : " خمير الرأي خير من فطيره " .

وعلامات الترقيم توضع في أثناء الكلام ، أو في آخره كالفاضلة ، والنقطة ، وعلامة الإستفهام ، وعلامة التعجب ، والفاصلة المنقوطة ، وعلامات التنصيص ، والشرط ... وغير ذلك . 21 ـ ما أجمل أن تراعي في مشاركتك علامات الترقيم فإنها تساعد على توضيح المراد وتبيين المعنى وتزيل كثيراً من الإشكال في الكلام ، وتنسق الكلام وتزيل تداخل بعضه في بعض ، وتعطي جمالاً للكلام المكتوب .

---

rfg Hk jujl] lahv;j;

[محمد منير]