28 / 03 / 2010, 14 : 04 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 09 / 02 / 2010 | العضوية: | 30745 | المشاركات: | 362 [+] | بمعدل : | 0.07 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 219 | نقاط التقييم: | 23 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح يا بني عليك الاخلاص النية لوجه لله تعالى وجدتُ نفسي ذاتَ ليلةٍ في حِجْر جَدِّي، وكانتْ أنامُله تنطلق على حبَّات المِسْبحة ليلَ نهارَ وهو يعبث، وفي ناصيته سورة تلمع فيها آياتُ السحر، كلَّما وجد وقتًا أو بِضع ثوانٍ، خرَّ ساجدًا وراكعًا لله الذي فطَر السموات والأرض. توقَّفتُ بُرهةً وقلتُ: أهي حقيقةٌ أم منام؟ وكيف تكون حقيقةً، وقد ارتحل جَدِّي منذ أعوام؟! وإن كان منامًا، فمِن أين هذا العَرَق الذي يتضوَّع منه المِسْك؟! وأحسستُ بشعور ليس بغريب عندي، فنظرتُ إلى جليسي لأعرفَ: هل هو جَدِّي؟ وهل أنا بجانبه حقًّا؟ ولمستُه لأتأكَّد أنه هو، وليس غيرَه، فلم يكن أحدٌ غيره، وهو يلتَفِت إليَّ مبتسمًا، وكأنه ينتظرني، فامتلأَتْ عيناي بالدُّموع، ثم انسكَبَتْ كسيلٍ جارف، فلم يسمع منِّي إلا نشيج البُكاء، فقال: أي هذا، ماذا بك؟ فلم أصبر، حتى استفسرتُ منه بقلْب غليظ، أين ذهبتَ يا جَدِّي؟ لِمَ غبتَ عنَّا طوالَ تلك السنوات؟ لِمَ هجرتَنا وحيدًا، فرثيناك، وما أجبتَنا بشيء؟ فتبسَّم، ثم ضرَب يديه على مَنْكِبي، وقال: يا حفيدي ******، كنتُ في أزهار الجِنان، صباحَ مساءَ، أزور الرحمن، ألم تتذكَّر ساعةَ كنتُ أنصحُك أن تُصلِّيَ في الجماعة، وتتلوَ في بكور كلِّ يوم، وتستغفر ربَّك في أطراف النَّهار، وتبذل جهدَك فيما أمَرَك، وتنهى نفسك عمَّا نَهاك، وأنهاك أن تنظرَ إلى الحُرمات؛ لتفوزَ في حياتك هذه، وتنجحَ في آخرتك بعد؟!ولكنني لاحظتك منحرفا عن كل خير,أو وسيلةٍ تؤدَّي بك إليه,لأنَّك لم تَعُدْ بعدي إلى ما وعدتني,فإيَّاك أن تكذب. هل نويتَ - ولو مرَّةً - أن تنوبَ عنِّي في ذلك الخير الذي أوجبتُه عليك؟ علَّمتُك كتابَ الله العزيز، فهل علَّمتَه غيرك، و((خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))؟ أعرف إجابتك بـ(لا)، و(لا)، لا بأس، مضى ما مضى، والآن عاهِدْني على ألاَّ تَغفُل عن ذاك الخير، وعلى أن تُباشِرَه، وتلمَّ به إلمامًا جيِّدًا. قلت: أجَلْ. فقال: هذا الذي أتوقَّعه، فإنَّ الذِّكرى تنفع المؤمنين، علينا ألاَّ نصفحَ عن الموعظة الحَسَنة، خصوصًا حينما يظنُّ الأغبياء أنَّ العِظَة لا تنفع الآخَرَ شيئًا، فليس يهمُّني مَن يأتيها ويلزمها، وهذه نزوةٌ شيطانيَّة، فعليك أن تقيَ نفسك منها. فقلت له: أمَا تسأل عنِّى: ماذا فعلت بعدَك، وإن لم أفعلْ ما وعدتُك به، وماذا أفعل في هذه الأيَّام؟ قال: بلى. قلت: إنَّني بنيتُ هنالك مدرسةً شخصية باسمِك الكريم، ثم عيَّنتُ على إشرافها أحدَ صالحي المحافظة، ويتخرَّج منها سنويًّا عددٌ كبيرٌ مِن الطلاَّب، وهم لكِتاب الله قارئون؛ بل من المهَرَة والعلماء به. قلت: هل تدري كم أصبح عددُ المجامع والمنظَّمات التي تهتمُّ بطباعة القرآن في أحسنِ صورة، ولها فعاليَّات في تطوير كتاب الله العزيز، وأرجو أن تراها؟ إنَّني أريد أن أُنشِئ إحدى هذه المؤسَّسات التي يُشرق فيها هذا الضياء، وقلبي حريص عليه. يا بني، هذا خيرٌ، ونيَّة الخير خيرٌ، وعليها ثواب من عند الله - تعالى – وخصوصًا في هذه الأيام، التي هي مليئة بالمخاطر والمصاعب، وكلُّ مسلم يواجهها يوميًّا، حتى وهو - أحيانًا - لا يَجِدُ ملجأً يسكن إليه. فالمسؤوليَّة الأولويَّة لكلِّ أحد: أولاً:أن يُخلص نيتَه لله تعالى. وثانيًا: أن يشارك في كلِّ خير دون إثارة فِتنة، ولا يكون جزأً منها، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ويتقي الاقتراب منها. وثالثًا: أن يدعوَ الله صباحَ مساءَ بما فيه خيرٌ؛ ليوفِّقَه إليه، ويستعيذ به ممَّا فيه شرٌّ؛ ليُنجِّيَه منه. ورابعًا: أن يتابع الجهد. وخامسًا: ألاَّ يستعجلَ الإجابة من ربِّه، بل يدعو وهو موقن بالإجابة، ويصبر. وسادسًا: ألاَّ يتقدَّم في مهمٍّ من شؤون الناس، أو ما يتعلق بالمسلمين دون أن ينظرَ إلى مآله، ولا يحكم نهائيًّا دون تثبُّت، ودون تفكُّر في النتائج. وسابعًا:الرُّجوع إلى الله، وهو خيرٌ من أن يعيش المرء ألْفَ سَنَة في رَغَد ورخاء على غيرِ طاعة الله سبحانه، ومتابعةِ رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم. فإنَّ الله يُنفِّس كلَّ كُرْبة، ويُعطي كلَّ مَكْرمة، ويجزل الخير بخير منه، ويستر الذُّنوب على الخَلْق بذلك، فكِّرْ - ولو للحظة - لو أبقاك الله ألْفَ سنة، هل ستموت بعدَها أو لا؟ نعم، كلُّ مَن يحيا سيموت، ولكلِّ نفْسٍ أجَل مُسمًّى. هل تتمكَّن من أن تُغيِّر يومك أو ليلتك، وقد قُدِّر لك كل شيء؟ كلاَّ، ثم كلاَّ. إذًا؛ لو رجعتَ إلى الله في دُنياك، فلن تخسرَ أبدًا في آخرتك؛ لأنَّك وفيتَ عهدك، وهو طاعة الله، فأوْفاك الله عهدَه، وهو غُفْرانه ورضوانه. واسمعني جيِّدًا: سأطرح عليك سؤالاً يسيرًا: اليوم أنَّى تذهبْ، فسوف تجدُ مسجدًا، وحافظًا للقرآن، وحافظًا للحديث، ومتكلِّمًا، ومبلِّغًا صالحًا، حتى اتفقتِ الأمَّة كافة على أنَّ الإسلام قد وصل إلى أقصى الشَّمال والجنوب، وبلغ المشارق والمغارِب، وخصوصًا بعد تطوُّر الحضارات المدنيَّة والثقافيَّة، فالمسلمون قد انتشروا في أنحاء الأرض، حتى عرف أهل الأرض الإسلام، وعلموا أنَّ البقاءَ للإسلام، وأنَّ الفناء لغيره، فعلى الرغم مِن كل ذلك، لماذا تنزل الكوارثُ على المسلمين؟ ولماذا يتآمر عليهم العالَم؟ ولماذا تُلْصَق بهم التُّهم - وتُتَّهم الشريعة البيضاء أيضًا - رغمَ وجود عدد لا يُحصى مِن المبرِّرات في حقه؟ لماذا...، ولماذا....؟! وأطرقت رأسي، فقال: أنا أُجيبك - وقد أجبتُك سابقًا -: نحن عندنا الإسلام ولكن للأسف نَقَّص الرياءُ إيمانَنا ونياتِنا، وأظلم قلوبَنا، وسفَّه عقولنا، بل جعل لنا في كلَّ خير هفوةً خائبة، فصِرْنا جهلةً عُميًا، سفلة صُمًّا، فئة بُكمًا، نسمع مَن يعظ، ولكن لا نفهم، أو نفهم مَن يحسن، ولكن لا نعجب، أو نعجب ممَّن يصلح ولكن لا نَقْبل؛ لأنَّنا نستكبر، أو نقبل ونتواضع وننكسر، ولكن لا نعمل؛ لأنَّ قلوبنا وأفئدتنا مُصابةٌ بالرياء دون الإخلاص لله تعالى، الذي به يوفقنا فنعمل ونتوب إليه. وهذا هو الذي خَذَلنا؛ لذا فإنَّ الإسلام قد انتشر، ولربَّما ازدهر، ولكن ليس بالشَّكل والمستوى الذي يُقدِّره الشارع، ويكرمه عليه؛ لأنَّ المطلوب هو العبادة، وإن كانت قليلة، ولكن لا بُدَّ أن تكون خالصةً لله دونَ غيره، وهذا الرياء - الشِّرْك الخفي الصغير - قد غطَّى عقولَنا، وأعمى أبصارَنا، وصغَّر جهودَنا. يا بنيَّ، حاسِبْ نفسك كلَّ يوم قبلَ أن تُحاسب في ساحة المحشر أمام كلِّ الخَلْق، ولا يكون لك ناصرٌ إلا الله العلي القدير. وهو اليوم الذي يفرُّ كلُّ واحد مِن أخيه، وأمِّه وأبيه، وصاحبته وبنيه، وجوه يومئذٍ مسفِرة، ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذٍ عليها غَبَرة، تَرْهَقُها قَتَرة - اللهمَّ لا تجعلْنا منهم، وقِنا عذاب النار. فلا تكن يا بنيَّ، مِن أقماع القوم، الذين يسمعون ولا يَعُون. فسمعتُ صوت أمِّي وهي تناديني: صباح الخير، صباح الخير، انهضْ حبيبي، انهض بني. تأوَّه فؤادي أنَّه كان حُلمًا، ويا ليتَه كان حقيقة. تذكرتُ نصيحةَ جَدِّي، فشددتُ ساقي للعمل بها، فأنارتْ قلبي، وفتحتْ عقلي، وأخلصتْ نيَّتي لله تعالى، وأخرجتْ ما كان يدور في خَلَدي دون ذلك؛ لئلاَّ أكون مخالفًا للعهود والوعود، وأنا أخاف كلَّ ليلة لربَّما يظهر جدِّي ثانيةً ويلومني، إنَّه يراقبني أنَّى أذهب، فيخبره تعالى؛ ليحفظني من العقبات الواردة في الطريق. منقول
dhfkd ugd; hoghw hgkdm g,[i hggi
|
| |