الحمد لله الذي اكرم السلفيين بالمنهج الحق والصلاة والسلام على من هو بالإتباع أحق نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وهم أهل الحق أما بعد ,
تعلم أرشدك الله بأن الإسلام الصحيح هو السنة , والسنة هي الإسلام الصحيح , والسنة الصحيحة اليوم هي السلفية والسلفية هي السنة الصحيحة وقد كثرت هذه الأيام وتعددت الملل والنحل التي تنتسب إلى الإسلام بل إلى السنة بل إلى السلفية وليست منها , وهذا ما أخبرنا عنه نبينا صلوات ربي وسلامه عليه بقوله : (( وستفترق هذه الإمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )). [أنظر أحاديث رقم 203-204-1492 في سلسلة الأحاديث الصحيحة]
ولهذا يجب على كل طالب علم سلفي أن يدعو الناس إلى السلفية لأنها هي الإسلام الصحيح كما ثبت ذلك عند أهل السنة بتبيين المُبيّن عليه الصلاة والسلام في وصف الفرقة الناجية: فقال: (( من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي )).
لذلك قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله : " ما لم يكن يومئذ دين فلا يكون اليوم دينا " .
وقال الائمة رحمهم الله : " إذا صح الحديث فهو مذهبي " وقد تتابع على هذا القول كابر عن كابر من السلف والخلف الصالحين .
وكل من عرف هذا الحق وتمكن من قلبه يحب أن يدعو الناس إلى ما عرفه من هذا الحق , وهذا هو الظن بالأفاضل أهل هذا المنبر وغيره من المنابر السلفية ظاهرا وباطنا إن شاء الله .
لذا يجب على هذا الداعي السلفي التزود بالعلم الصحيح المنقول والمأثور عن سلفنا الصالح ثم التزود بهدي تلك الجبال السلفية وهم بشر ساروا على الأرض فنفعوا الناس وصبروا على أذاهم في آن واحد فلله درهم .
فهنا ثلاثة أمور : علـــم وهـــــدي ثم صـــــبر .
ومن أضاع واحدة من هذه الثلاث خلال دعوته الناس جهالا كانوا أو مخالفين , فقد أضر بنفسه وبالناس وأضر بأهل الحق ودعوتهم الحقة والله المستعان .
واعلم بأن الدعاية المغرضة والمنفرة عن أهل الحق , وأنهم أهل غيبة ولا يتورعون عن أكل لحوم الدعاة وما إلى ذلك من أكاذيب , هي منتشرة بين العوام فضلا عن أتباع المخالفين , فيأتيك المبطل المغرض وسط جمع من عامة الناس فيسألك عن جماعة من أهل الأهواء المشهورين بين العامة وهم مجروحون عند أهل الحق , فتأخذك الحميّة للحق بأن تبين حالهم بشكل مجمل فتقول هذا سروري وذاك بنائي وذاك تبليغي وذاك ضال مضل الخ ... وهو قول حق وصدق ولكنه هو المراد لذلك المبطل المغرض ليظهرك أمام العامة بأنك الطعّان الفاحش البذيء والله المستعان فاحذرها فإنها مكيدة شيطانية لا يسلم منها إلا من وفقه الله .
والإشكال ليس في البيان ولكن في المكان , فهناك عوام لا يعقلون ما تقول ولا يملكون ما عندك من علم يقيني متقرر عمّن ذكرتهم بالحق وللحق فهنا يجب أن يتذكر السلفي ما ذُكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " ما أنتَ بمُحَدِّث قوما حديثا لا تَبلُغُه عقُولهم إِلا كان لبعضهم فِتْنة " .(مقدمة صحيح مسلم حديث رقم14)
فيجب على صاحب العلم السلفي الداعية أن يتحلى بأمور في مثل هذه المواقف ويتخلص من غيرها ولو كانت بعضها مباحه مثل:
الرفق بالمدعوين .
والشفقة عليهم , بل ويستحضر أن الدافع لدعوتهم هو شفقته عليهم من وبال هذا الطريق .
الاجتهاد وإجهاد النفس في تبليغهم الحق بالأسلوب الأمثل بحسب أفهامهم .
التمهيد لما يريد إيصاله لهم والبعد عمّا يغلب على ظنه أن فيه نفرة لهم عن الحق .
قطع الطمع عن إقناع المدعوين من خلال مجلس أو مجلسين وذلك حتى لا يَتَقحَّم العجلة فالعجلة من الشيطان غالباً .
عدم التعجل في الوصول للغاية من النقاش سواء كان الحوار عن جماعات أو رجال أو مسائل في العقيدة .
البدء ببيان الأصول وقواعد الشريعة في المسألة المطروحة للنقاش والتي تكون من المسلّمات للداعية السلفي وفي نفس الوقت من المجهولات للمدعو وهذا كثير .
استحضار الأدلة والآثار وكلام أهل العلم في المسألة المطروحة للنقاش صغيرة كانت أو كبيرة .
ترك دعوة المخالف بالكلام المجرد الخالي عن قال الله جل و عز وقال الرسول صلى الله عليه وسلم , فالدعوة بالوحي ابلغ وادعى للقَبول وليست كالدعوة بكلام البشر المجرد عن العلم النافع وهذا مهم وفيه تقصير كبير من بعضنا والله المستعان .
إذا رأيت الوقت قد حان لبيان حال فرقة ضالة أو رجل منحرف فأسند يا رعاك الله فالإسناد من الدين , وأعرض كلام أهل العلم فيهم , ولا تتكلم فيهم برأيك أو بالتشهي .
احرص على أن لا تتكلم برأيك المحض فمخالفك لا يراك أسعد منه بالحق , والفيصل الأدلة وكلام أهل العلم وهنا يتبين له الفارق فيوفقه الله ويقبل منك
احذر من المنقول الضعيف والمعقول السخيف فدعوتنا حق ولا يستدل عليها إلا بالحق الخالص .
احذر من الإنتصار لنفسك , وإن كان لك حق الإنتصار فإن صبرت لإجل ما تدعو إليه وتركت ما لك لوجه الله فالعاقبة والله عظيمة لك وللدعوة .
قيل السلفي كالمطر حيث وقع نفع, فحاول أن تنفع المدعو بما تستطيع ولا تبخل عليه بالنصيحة في سائر أمره وإن لم يقبل منك بعض الحق.
إذا لم تستطع شيء فدعه **** وجاوزه إلى ما تستطيع.
ومن المعيب على السلفي أن يدعو الناس لما لا يعمل به في خاصة نفسه, فالسلفية كما نعرف هي الإسلام الصافي, والسلفي هو المقتدي بالسلف الصالح المنزهين عن تعمد الوقوع في كبائر الذنوب فضلا عن البدع فضلا عن الشرك أعاذنا الله وإياكم.
فيوجد من هو معروف بالسلفية , ولا يفتر لسانه من قول هذا سلفي وهذا خلفي , ومع ذلك تجده مقارف للكبائر من الذنوب والله المستعان.
فليست السلفية منهج دعوة فقط بل السلفية منهج عمل ودعوة وهي إقامة الدين على نفسك ثم على من حولك بما تستطيع كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (( فإِذا نهيتكم عن شيءٍ فاجتَنِبوه، وإذا أمرْتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم )) [صحيح البخاري 6858] , فُعلم من هذا الحديث أن الأوامر قد قرنت بالاستطاعة وأما النواهي فالواجب إجتنابها مطلقا فمن يقع في الكبائر من كذب في النقل أو عقوق للوالدين أو سباب المسلمين أو غيبتهم الغيبة المحرمة أو بالنميمة بين الناس فلا يكون سلفياً بحال والله المستعان .
قال العلامة المعلمي في التنكيل (1/34):
أما الكذب في رواية ما يتعلق بالدين ولو غير الحديث فلا خفاء في سقوط صاحبه................
وهكذا الإخبار عن الرجل بما يقتضي جرحه . وهكذا الكذب في الجرح والتعديل كقوله (( هو ثقة )) (( هو ضعيف )) فالكذب في هذه الأبواب في معنى الكذب في الحديث النبوي أو قريب منه وتترتب عليه مضار شديدة ومفاسد عظيمة فلا يتوهم محل للتسامح فيه.أهـ مختصراً
فالبعض هداهم الله لا يتورعون عن النقل الكاذب , بل ويتقدمون أهل العلم في الجرح وينسبون لهم ما ليس منهم , وإن هذا النوع من المنتسبين للسلفية والسلفية منهم براء هم أضر على السلفية من المخالفين لها والمنفرين عنها.
فهم إما كاذبون في نقلهم أو مخطئون وخطأهم منسوب للدعوة وهم في هذا آثمون وأما الثالثة وهي ما نخشاه أن يكون بعضهم من المندسين لتنفير الناس عن الحق الصراح في هذه الدعوة المباركة ولله المشتكى وهو المستعان وعليه التكلان.
فالواجب على السلفي حقاً أن يكشف عوار هذا الصنف ولا يقرهم على هذه الحال بل يجب مناصحتهم والإنكار عليهم وهو أوجب من الإنكار على المخالفين الأصليين للمنهج , فإن استقاموا وتابوا من هذه الكبائر فإخواننا في المنهج وإن عموا وصمّوا فلا يحل لسلفي حقيقةً وليس إدعاء أن يسكت عنهم فضلاً عن أن يخالطهم فيغتر غيره بهم .
فهذه بعض الكلمات التي أحسب أن فيها نفعا للدعوة وأهلها فمن وجد خللاً فليسدّه أو خلطاً فلينبه عليه أو استدراكاً فعلى الرحب والسعة فإن وفقت فلله الحمد والمنة وهو الموفق سبحانه وإن غير ذلك فالله المستعان وهو مني ومن الشيطان.
والله اعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
glh`h k]u, hgkhs Ygn hgsgtdm ?
أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا 
الإهداءات
« آخـــر الــمــواضــيــع »
| 
| 
29 / 12 / 2008, 58 : 02 AM 
ابو الوليد البتار 
