الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 771 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
25 / 09 / 2017, 01 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مقدمة: نشأ المذهب المالكيُّ وترعرع بالحجازِ على يد إمام المذهب مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، وانتشر بالآفاق على يد تلامذته وغيرهم ممن انتسب للمذهب وعمِل وَفْق أصوله وقواعده. ومن الذين انتسبوا للمذهب ونشروه في الآفاق الإمام سحنون التنوخي (240 هـ) - صاحب المدونة الكبرى - رحمه الله، فقد تفقَّه على يد أئمة أعلام يشهد لهم التاريخ بالعلم والتقوى والزهد؛ كالإمام ابن أبي خارجة، وبهلول، وعلي بن زياد، وابن أبي حسان، وابن غانم، وابن أشرس، وابن أبي كريمة، وأخيه حبيب، وغيرهم، ثم نشر المذهب في العراق والأندلس وإفريقية، ليكون بذلك قد قدَّم خدمة جليلة للمذهب المالكي. فمن هو إذًا الإمام سحنون؟ وما هي تجليات جهوده في خدمة المذهب المالكي؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها، وهي التي سنجيب عليها بحول الله في هذه الوريقات البسيطة بحول الله عز وجل. أ- تعريف بالإمام سحنون رحمه الله: جاء في تعريف جامعٍ به عند الإمام الزركلي في أعلامه؛ حيث لخَّص ما ورد عند غيره من العلماء في ترجمة الإمام سحنون قال: "عبدالسلام بن سعيد بن حبيب التنوخي، الملقب بسحنون، قاضٍ فقيه، انتهت إليه رياسة العلم في المغرب، كان زاهدًا لا يهاب سلطانًا في حقٍّ يقوله، أصله شامي من حمص، ومولده في القيروان، ولي القضاء بها سنة 234 هـ، واستمر إلى أن مات، أخباره كثيرة جدًّا، وكان رفيع القدر عفيفًا، أَبِيَّ النفس، روى "المدونة - ط" في فروع المالكية، عن عبدالرحمن بن قاسم، عن الإمام مالك، ولأبي العَرَب محمد بن أحمد بن تميم كتاب "مناقب سحنون وسيرته وأدبه"[1]. ب- جهود الإمام سحنون في خدمة المذهب المالكي: لقد قدَّم الإمام سحنون التنوخي (ت240هـ) رحمه الله تعالى خدمةً جليلة للمذهب المالكي؛ حيث نجد إنه خدَمه من جهات متعددة ومتنوعة؛ منها خدمته للمذهب عن طريق التدوين، ومنها خدمته عن طريق التدريس، ومنها ما كان بواسطة القضاء، ويمكن توضيح ما قام به الإمام سحنون رحمه الله من خدمةٍ للمذهب المالكي كالآتي: أولًا: الإمام سحنون وخدمته للمذهب المالكي من خلال الإفتاء: تفقَّه الإمام سحنون رحمه الله وتتلمَذ على كثير من العلماء والأئمة الجهابذة؛ منهم ابن وَهْب، وابن القاسم، وأشهب، وسُفيان بن عُيَيْنَة، ووَكيع، والوليد بن مُسلم، وعبدالرحمن بن مهدي، حتى بلغ درجة عالية من العلم بالفقه وغيره، أهَّلته للإفتاء، ليصبح بذلك مفتي زمانه، وعليه المعوَّل في الفتوى، وما من مسألة سُئل عنها إلا وكان يجيب عنها، "قال سليمان بن عمران: إذا سألت أسدًا عن مسألة أجابني من بحر عميق، ومعنى جوابه: لا تَزِد، وإذا سألت سحنون أجابني من بحر عميق ومعنى جوابه: زِدْ في سؤالك"[2]. ثانيًا: الإمام سحنون وخدمته للمذهب من خلال التأليف: تعتبر المدونة الكبرى للإمام سحنون من أحسنِ ما قدَّم للمذهب المالكي وخدمه به؛ ذلك أنها أصلٌ من الأصول المعتمدة في المذهب وعليها المعول ابتداءً، وهي في الأصل كتَبها الإمام أسد بن الفرات، وعرضها على ابن القاسم، وهذبها بعض الشيء، ثم أخذها الإمام سحنون وعرضها على ابن القاسم أيضًا، وزاد فيها ونقص ما لا يصلح أن يكون منها ولا يتوافق مع أصول المذهب المالكي، في ذلك يقول الإمام الحجوي الثعالبي رحمه الله في "الفكر السامي": "قال ابن القاسم وأشهب وابن أبي الغمر: لم يقدم علينا من إفريقية مَن هو أفقه مِن سحنون"، ثم قال: أخذ "مدونة" أسد، وذهب بها إلى ابن القاسم، وصحَّحها عليه، فرجع عن أشياء فيها، ثم قدم بها القيروان، ونشرها في تلك الأصقاع إلى الأندلس، وبها تم انتشار مذهب مالك، فنسخت مدونة أسدٍ التي امتنع صاحبها من تغييرها، فتركها الناس، وفضَّ سحنون حِلَق المخالفين لمذهبه من العراقيين، ولم يكن يقبل إلا فتوى المالكيين، وبه صارت إفريقية ملكًا لمالك"[3]. وأورد الذهبي في تاريخه كلامًا هامًّا عن المدونة، فقال: "وأما المدونة، فأصلها أسئلة سألَها أَسَد بن الفرات لابن القاسم، فلما رَحَل بها سحنون عرضها على ابن القاسم، وأصلح فيها كثيرًا، ثُمَّ رتَّبها سحنون وبَوَّبَها، واحتجَّ لكثير من مسائلها بالآثار"[4]. وبذلك أصبحتِ المدونةُ هي الأصلَ المعتمد في إفريقية، وبها نُشر علمُ الإمام مالك في ذاك الوقت، قال الشيرازي: "وصنَّف المدونة وعليها يعتمد أهل القيروان، وحصل له مِن الأصحاب ما لم يحصل لأحد من أصحاب مالك، وعنه انتشر علم مالك في المغرب"[5]. ثالثًا: الإمام سحنون وخدمته للمذهب من خلال التدريس: خدم الإمام سحنون رحمه الله المذهبَ المالكي بالتدريس إضافةً إلى التأليف، فقد درَس على يدَيْه ثلَّةٌ من التلاميذ، أوصلهم بعض أهل التراجم - كالذهبي - إلى تسعمائة واحد، قال: "وقيل: إن الرواة عن سحنون بلغوا تسعمائة إنسان"[6]، ومنهم ما ذكره الإمام الذهبي؛حيث قال: "وروى عَنْهُ منهم: يحيى بن عَمْرو، وعيسى بن مسكين، وحمديس، وابن المغيث"[7]. وهؤلاء التلاميذ الذين درَسوا وتتلمذوا على يد الإمام سحنون، نشَروا مذهبه في مختلف بقاع الأرض وكانوا أئمة فيها، روى الإمام الذهبي "عن ابن عجلان الأندلسي قال: ما بُورك لأحدٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم فِي أصحابه ما بُورِكَ لسحنون في أصحابه، فإنهم كانوا في كل بلد أئمة"[8]. وفي "الديباج المُذهب" قال ابن فرحون (799 هـ): "قال سحنون: سمع مني أهل أجدابية سنة إحدى وتسعين، وفيها مات ابن القاسم، قال: وخرجت إلى ابن القاسم وأنا ابن خمس وعشرين، وقدمت إلى إفريقية ابن ثلاثين سنة، وأول مَن قرأ عليَّ عبدالملك بن زونان"[9]. ومِن الذين أخذوا عنه ونشروا علمه "جبرون بن عيسى بن خالد بن يزيد الإفريقي البلوى"[10]، ومن التلاميذ الذين أنجبهم سحنون رحمه الله، وكانوا تراثًا لا مثيل له في خدمة المذهب ابنه محمد، وأيضًا تلميذه محمد بن عبدوس؛ فالأول: "أخرجه والده متخلقًا بالكثير من هَدْيه وخصاله، وجلس يدرس أقوال أبيه، وعُنِي بالتأليف فوضع أكثر من مائتَي جُزْءٍ في فنون العلم، ولا سيما شرح المجمل من "مدونة أبيه"، ومِن كتبه "آداب المعلمين"، الذي بين أيدينا، وهو أول من فتح هذا الباب، وتوفي سنة 256 هـ"[11]. والثاني "محمد بن عبدوس، تلميذ سحنون، وأحد البارزين مِن صحبه، كان بارعًا في الفقه المالكي، قوي الاستنباط، هو رابع المحمَّدين الذين اجتمعوا في عصر واحد من أئمة مذهب مالك، والثلاثة هم: محمد بن سحنون، وهو قيرواني مثله، ومحمد بن عبدالحكم، ومحمد بن المواز، وكلاهما مصري، وعن محمد بن عبدون أخذ جماعةٌ لا يُحصَون من أبناء إفريقية والأندلس، وألَّف كُتُبًا كثيرة؛ منها كتاب التفاسير فَسَّرَ فيه أصول الفقه وشرح مسائل، والمدونة وغيرها، وتوفي سنة 260 هـ". فهؤلاء وغيرهم هم الذين ادَّخرهم الإمام سحنون وتركهم لخدمة المذهب من بعده. رابعًا: الإمام سحنون وخدمته للمذهب من خلال القضاء: لَمَّا تولَّى الإمام سحنون القضاءَ عمِل على ترسيخِ المذهب المالكي داخل إفريقية، وذلك بوضع أُسُس للأسرة والأسواق والمعاملات وغيرها، وَفْق المذهب المالكي، وقام أيضًا بالقضاء على باقي الفِرَق التي تضيق الخناق على مذهب مالك، واهتم بالتدريس ونشر الفقه المالكي بنفسه، لم يشغله القضاء عن ذلك، قال الدكتور حسين التونسي الصمادحي: "وصارت حلقة تدريسه أكبر حلقةٍ عُرفت لأستاذ، قيل: إنه كان يجلس فيها أربعمائة طالب علم، ولِمَا ناله سحنون من الشهرة والصيت البعيدِ أولاه الأمير الأغلبي قضاءَ إفريقية سنة 234 هـ، فأظهر مقدرة منقطعة النظير في تنظيم مهمة القضاء، بل إنه وضع الكثيرَ مِن أصول المؤسسات الشرعية في إفريقية؛ مثل دستور أحكام السوق، وهي وظيفة الحِسبة، ونظام قضاة الآفاق، وكشف الشهود، وسنن التعليم الابتدائي، وتعيين أئمة المساجد، إلى غير ذلك من الأوضاع التي جرى بها العمل مئات السنين، وما زال بعضها سُنَّة متَّبعة إلى يوم الناس هذا، وفي مدة قضائه اجتهد سحنون في تعطيل الدروس التي كان يُلقيها أصحاب الأهواء والنِّحل الخارجة عن السُّنة في الجامع الكبير، مسجد عقبة بالقيروان؛ مثل: الصُّفْرِيَّةِ، وَالمُرْجِئَةِ، وَالمُشَبِّهَةِ، وَالمُعْتَزِلَةِ، وغيرهم، حتى ألزمهم إخلاء الجامع من حِلَقهم، ولم تَعُدْ إليه بعد"[12]. وعليه؛ فيكون الإمام سحون قد رسَّخ المذهب المالكي ونشَره وخدَمه خدْمة جليلة من خلال التدريس والإفتاء والقضاء والتدوين. خلاصة: وهكذا فقد نشأ الإمام سحنون نشأةً علمية استطاع من خلالها بلوغَ درجة المجتهدين، حتى فاق علماء زمانه، وذلك جعله يعملُ مِن أجل خدمة المذهب المالكي، ونظرًا لعلمه الغزير، فقد استطاع الذبَّ عن المذهب، وخدمته خدمة جليلة من خلال التدريس والتأليف والقضاء، وبذلك نشر المذهب المالكي في إفريقية (تونس) وفي كثير من البلدان الإسلامية. المصادر والمراجع: • ترتيب المدارك؛ للقاضي عياض 544 هـ، نشر مطبعة فضالة - المحمدية، المغرب الطبعة: الأولى. • الفكر السامي؛ للإمام الحجوي الثعالبي (1376هـ)، نشر دار الكتب العلمية - بيروت -لبنان الطبعة: الأولى - 1416هـ- 1995م. • الأعلام؛ للزركلي، نشر دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر - أيار / مايو 2002 م. • تاريخ الإسلام؛ للإمام الذهبي (748هـ)؛ تحقيق: الدكتور بشار عوَّاد معروف، نشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى، 2003 م. • طبقات الفقهاء؛ للإمام الشيرازي أبي إسحاق، تحقيق: الدكتور بشار عوَّاد معروف، نشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى، 2003 م. • الوافي بالوفيات؛ صلاح الدين الصفدي (ت 764هـ) تحقيق: أحمد الأرنؤوط وتركي مصطفى، نشر: دار إحياء التراث - بيروت، عام النشر:1420هـ - 2000م • الديباج المُذهَب في معرفة أعيان علماء المذهب؛ للإمام إبراهيم بن علي بن محمد، ابن فرحون، برهان الدين اليعمري، (المتوفى: 799 هـ)، تحقيق وتعليق: الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، نشر: دار التراث للطبع والنشر، القاهرة. • طبقات علماء إفريقية؛ للإمام أبي العرب التميمي المغربي الإفريقي، نشر: دار الكتاب اللبناني، بيروت - لبنان. • الثقات؛ للإمام ابن حبان محمد، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ). • الإمام المازري؛ حسن حسني (اسم مركب) بن صالح بن عبدالوهاب بن يوسف الصُّمادحي التجيبي التونسي (المتوفى: 1388هـ)، نشر: دار الكتب الشرقية - تونس. [1] الأعلام؛ للزركلي، ج4 ص 5. [2] ترتيب المدارك؛ للقاضي عياض، ج 4 ص 50. [3] الفكر السامي؛ للثعالبي ج 2 ص 118. [4] تاريخ الإسلام، ج 5 ص 867. [5] طبقات الفقهاء؛ للإمام الشيرازي ص 158. [6] تاريخ الإسلام؛ للذهبي ج 5 ص 867. [7] تاريخ الإسلام؛ للذهبي ج 17 ص 121. [8] تاريخ الإسلام؛ ج 8 ص 867، انظر كذلك: الوافي بالوفَيَات ج 17 ص 259. [9] الديباج المذهب ج 2 ص 31، ينظر أيضًا هنا: كتاب طبقات علماء إفريقية؛ للإمام أبي العرب التميمي، ص102. [10] الثقات؛ لابن حبان ج8 ص 299. [11] "الإمام المازري" ص27. [12] الإمام المازري؛ للدكتور حسن الصمادحي التونسي، ص 26 - 27. [i,] hgYlhl spk,k vpli hggi td o]lm hgl`if hglhg;d | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 09 / 2017, 42 : 05 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018