الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 0 | المشاهدات | 725 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
20 / 06 / 2017, 53 : 07 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح المعاني الجميلة للعيد الآية: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15]. الحديث: عن أنس قال: قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ((ما هذان اليَومان؟))، قالوا: كنا نلعَب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر))؛ أبو داود: 1134. الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه، وبعد؛ فمَن منَّا مَن لا يعرف العيد؟ ما مِن أُمَّة مِن الأمم، كافرها ومسلمها، إلا ولها عيد تفرَح فيه، وترتسم فيه البسمةُ على أفواهها، والبهجة في نفوسها، فتتناسى أحقادها، وتتمتَّع بذلك اليوم المعبِّر لها إمَّا عن شُكرٍ أو فخر بانتصار ماديٍّ؛ قال تعالى: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنَا مَنسَكًا هُم نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67]، إلا أنَّ أمَّتنا لها عيد يختلف في غايته ومَغزاه، وفي مظاهره ومعناه عن سائر الأعياد؛ فهو يومٌ يمثِّل الانتصار على النفس الأمَّارة بالسوء، ولولا ذاك لما كان العيد بعد رمضان المبارك؛ لما فيه من ظهور النصر على الشهوات والملذات، والتعبُّدِ الحق لرب الأرض والسموات؛ ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 4، 5]، وإذا انتصرنا على أنفسنا في شهر رمضان المبارك وفي غيره من الأيام، كان النصر حليفَنا على الأعداء؛ لأنَّ هزائمنا المتتالية في جميع مجالات الحياة هي نتائج عما اقترفته أيدينا؛ وتصديق ذلك قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]. يوم العيد عندنا معشر المسلمين: يوم البهجة والسرور، والطِّيب والبَخور. يوم العيد: يوم الصفاء والنقاء، والقُرب مِن الأهل والأصدقاء. يوم العيد: يوم التهنئة بنِعمة الصيام، ونِعمة القيام، وشُكر الكريم المنان. العيد ليس عيد العابثين، العيد ليس عيد المُرتكِبين للمُحرَّمات وتجاوز الحدود وترك الطاعات. العيد ليس عيد القاطعين لأرحامهم، والمتعالين في تصرفاتهم. العيد ليس لهؤلاء، وإن كان الفرح شعارَهم، والجديد لباسهم! العيد هو فرحة الطائع بطاعته، والمصلي بصلاته، والصائم بصيامه، والقائم بقيامه، والمتصدق بصدقته. العيد هو عيد البارِّ بوالدَيه، الواصل لرحمه، الباحث عن رضا ربه. العيد هو عيد مَن صام رمضان، يرجو الرضوان، والعِتق مِن النِّيران. وليلة العيد، كبِّروا فيها ربكم؛ شكرًا له على توفيقه وفضله بإتمام رمضان؛ قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]. وبعد صلاة العيد ردِّدوا هذه العبارات - بألسِنَةٍ طاهِرة نقية، وقلوب صافية بهية -: تقبَّل الله مِنا ومنكم، كل عامٍ وأنتم إلى الله أقرَب. العيد الحقيقي: هو العودة إلى الله تعالى وإلى سنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، العيد لمن أقام في بيته منهج القرآن، ولمن أنار بيته بالأذكار الحِسان، العيد يعني أن تَصِل مَن قطعَك، العيد أن تُعطي مَن منعَك، العيد أن تعفو عمن ظلمكَ، العيد أن تُخرج البغضاء من قلبك، العيد أن تدخل الطمأنينة في قلوب المسلمين، العيد أن تترك الخلافات وتعمل على توحيد الكلمة. يقول صاحب كتاب "هكذا علمتني الحياة": "والله لو كبَّرَت قلوبُ المسلمين كما كبَّرت ألسنتهم، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائمًا كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزَموا جحافل الأعداء، ولو تصافحَت قلوبهم كما تتصافح أيديهم، لقضوا على عوامل الفُرقة، ولو تبسَّمت أرواحهم كما تبسَّمت شفاههم، لكانوا مع أهل السماء، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب، لكانوا أجمل أمة على الأرض"، فهذه دعوة لكل المتخاصمين في صباح العيد إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم؛ روى ابن السُّنِّي والطبرانيُّ عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيَعجز أحدُكم أن يكون كأبي ضَمضَمٍ؟))، قالوا: مَن أبو ضمضم يا رسول الله؟ قال: ((كان إذا أصبح قال: اللهمَّ إني قد وهبتُ نفسي وعِرضي لك، فلا يشتم من شتَمَه، ولا يَظلِم مَن ظلَمه، ولا يَضرب مَن ضربَه)). نحن في هذا اليوم جدير بنا أن نمدَّ أيدينا بالمصافحة، وألسنتَنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان والأحقاد والشَّحناء والبغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصَلَ أرحامُنا، وتتقارَب قلوبُنا؛ هذا هو جوهر العيد في الإسلام. مميِّزات العيد في الأمة الإسلامية: تتميَّزُ الأعيادُ الإسلاميةُ عن أعيادِ الأممِ الأخرى وعن الأعيادِ البدعيةِ بمزايا عدة؛ منها: • أنَّها ربانيةٌ، أمرَ اللهُ سبحانه بها، وبلَّغَها الرسولُ صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وإقرارًا لأمَّته. • أنها تجيءُ بعدَ موسمينِ عظيمين وبعدَ أداءِ ركنين من أركانِ الإسلام. • أن إطعامَ الفقراءِ وإغناءهم في هذَين اليومين واجبٌ أو فضيلةٌ تتضاعفُ بشرفِ الزمان. • ليسَ في أعيادِنا استباحةٌ للمحرَّمات؛ فلنا أن نفرحَ ونلهو بكل حلالٍ لا حرجَ فيه على الدِّينِ أو المروءة. • أنهما يَجيئانِ في جميعِ فصولِ السنةِ كمزيةٍ للتقويمِ الهجري، خلافًا لأعيادٍ محبوسةٍ على فصولٍ لا تَبرحها. • أنها فرصةٌ لاجتماعِ الأمةِ على مستوياتٍ مُختلفةٍ في الصلواتِ واللقاءاتِ العائليةِ والإقليميةِ، أو على الصعيدِ الطاهرِ في الموسمِ الميمون. • أنها خُصَّت بأسماءٍ شرعيةٍ مثل: "الفطر" و"الأضحى" و"يوم الجوائز" و"يوم الحج الأكبر". • أن العيدَ عبادةٌ وتعبيرٌ عن السعادةِ بتمامِ الطاعةِ وسؤالِ القبولِ منَ الرب الكريم. • أعيادُنا شُرعت لذكرِ الله وشكرِه وتكبيرِه وحمدِه؛ فهي أنسٌ بالله وفرحٌ بدينه، مع ما فيها من جوانبَ دنيوية. • الفضائلُ الكثيرةُ ليومِ الجمعة؛ ويكفي أن اللهَ سبحانه أضل عنه أهلَ الكتابِ، وهدانا له، وجعلَهم لنا تبعًا. أعيادنا والعالمية: معَ ما تتميَّز به أعيادنا من تلك المزايا وغيرها، إلا أننا نلاحظُ أن عيدَ الأمةِ المحمديةِ ليسَ لهُ من الحضورِ العالمي ما لأعيادِ النصارى التي يتَسامعُ بها الناسُ شرقًا وغربًا، وتتعطَّلُ لأجلها المصالحُ والأعمالُ، ويحتفلُ بها أهلُها بعزةٍ وغيرُهم بذلَّةٍ وضَعَةٍ! ومن تلك الأعياد أيضًا جَعْلُ الجمعةِ سابعَ أيامِ الأسبوعِ، وهو أوَّلُها بنصِّ الحديثِ الصحيحِ عن نبينا عليه الصلاة والسلام، وقد يهونُ علينا خطبُ الإهمالِ من قِبَلِ الأممِ الأخرى، بيدَ أننا نقفُ كثيرًا عندَ انصرافِ عددٍ من البلدانِ والمجتمعاتِ الإسلاميةِ عن أعيادِنا التي تُمثلُ خصيصةً سياديةً للبلدِ وأهله. ومن مفرداتِ هذا الانصرافِ الذهولُ عن فضائلِ يومِ الجمعةِ وصرفِ خيريتهِ تجاهَ السهرِ قبلَه، وداخلَ الفُرشِ الوثيرةِ خلاله، وكذلك ضمورُ الفرحِ الشرعي بالأعيادِ خلافًا لما يحدثُ أيامَ ميلادِ المسيحِ عليه السلام، ورأسِ السنةِ الميلاديةِ في كثيرٍ من بلدانِ المسلمين المأمورينَ باجتنابِ شهودِ الزور، ومِن المُؤسِفِ أن يُعظِّمَ اليهودُ يومَ سبتِهم متجاهلينَ المصالح الدولية، ولا نفعلُ شيئًا معقولاً من ذلكَ تجاهَ أعظمِ أيامِ الأسبوعِ حتى ولو كانت مصالحُ الآخرين تحتَ سيطرتِنا ليستمرَّ العالم في غفلتهِ عن أعيادِنا. كيف تَسعد وتُسعد من حولك في العيد في ظلِّ طاعة الله؟ • حاول الاستيقاظ مبكرًا والاستعداد بالاغتسال، والترتيب، وتناول بعض التمرات، والتوجُّه لمصلى العيد، وإظهار السعادة، والجهر بالتكبير. • ألقِ السلام على مَن تُقابل مِن إخوانك وإن لم تكن تَعرفهم، وتبسَّم لهم؛ فتبسمك في وجه أخيك صدقة. • اجعل معك بعضَ المال مِن فئات نقدية مُختلفة، واجعل بعضها مع أبنائك، وأَسعِد قلوبَ الفُقراء، وعوِّد الأطفال على الاقتداء بك، وإن كنتَ ترى أنهم لا يستحقُّون الصدقة، فلا تردَّهم في هذا اليوم، وأعطِ مَن تظنُّ عدم حاجته مِن المال ذي الفئة القليلة، ومَن تظن فيه الفاقة أعطه مِن المال ذي الفئات الأكثر. • بعد عودتك من الصلاة اجعل الوالدين أولَ من تهنئهم بالعيد، فطيب لهم الكلام، وأَسمعهم من دعواتك الصادقات ما يُسعد قلوبهم، وبادر بتهنئة الأهل والأصدقاء. • الخادمات ومَن في حالهنَّ: كثير مِن بيوت المسلمين به خادمة أو أكثر، فما أجملَ أن تجعل لهنَّ ربةُ البيت هديةً رمزية في يوم ترى فيه السعادة تَعلو الوجوه، ويحنُّ قلبُها إلى وطنها، فما أكثر ما ي*** العيد من ذكريات! • زيارات الأهل وصِلَة الأرحام: لنجعل منها هذا العام شيئًا جديدًا، فلنصحَب في زياراتنا بعض المطويات، أو نُنظِّم بعض المسابقات الخفيفة مخلوطة بالدعابات اللطيفة، التي تجمع بين التذكير بالله وتنشيط الأذهان، وتُضفي على الجو من السعادة ما يبعث على الراحة المنشودة. • التصدي للمُنغِّصات: قد يأتيك مَن يُحاول أن ينغِّص عليك في العيد ويَحرمك سعادتك في هذا اليوم، ويَبدو أن البعض قرَّر أن يتخصَّص في هذا الجانب، لكن عليك أن تستعد لمثل هذه الزيارات المفاجئة، وأن تتصدى لها بكل هدوء، وتُدرِّب نفسك على مقابلة هذا الأسلوب بما يليق بك وبخلقك الكريم. • لعلك تعلم من الأصدقاء - أو حتى العمال - مَن هو بعيد عن وطنه وأهله، فأدخل الفرحة على قلبه بدعوته في هذا اليوم وإشراكه معك في أجواء المرح والترويح عنه بكل ما يتيسر لك. • اجعل لأهلك مفاجأةً سارَّةً، ولو بشيء يسير، لكن احرص على عُنصرِ المُفاجأة؛ فإنَّ لها على النفس مفعولاً ساحرًا. • نظِّم - بالاشتراك مع أبنائك - جدولاً لجميع أيام العيد، وحدِّد معهم الأماكن التي يُفضِّلون زيارتها، وليكن هذا التنظيم قبيل يوم العيد. • لا تجعل الفرحة تُنسيك ذكر الله وتذكير الناس، فاحرص على الأذكار وتلاوة ورد مِن القرآن، وقراءة كتب الخير النافعة. • احرص على ألا تكون مسرفًا في العيد؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27]، والأموال التي ينفقها بعض المسلمين في المتنزَّهات وأماكن اللهو في العيد صارت مخيفة، وتجنَّب الشح أيضًا؛ فلا تَقتُر على نفسك وأهلك في يوم فرحهم، وخيرُ الأمور الوسط. • تذكَّر وذكِّر مَن حولك بأعياد المسلمين، وأنها عيد الفطر وعيد الأضحى فقط، وأن ما سوى ذلك لا يعدُّ الاحتفال به إلا تشبهًا بالكفار، وقد جعلوا غالب أيام السنة أعيادًا! • أَكثِر من الدعاء لإخوانك المنكوبين في العيد، وتذكَّرْ حالهم، واحمد الله على ما منَّ به عليك، وادع الله أن يفرِّج كروبهم، وأن يُغيِّر حالهم. سُنن ينبغي إحياؤها يوم العيد: مِن الأمور التي ينبغي التذكير بها: أحكامُ صلاة العيد، وما يَفعله المسلم في يوم العيد من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فمن ذلك: أولاً: ينبغي للمسلم أن يحرص يومَ العيد على الاغتسال والطيب؛ فقدِ استحبه طائفةٌ من أهل العلم، وثَبَتَ عن ابن عمر أنه كان يغتسل قبل أن يغدو إلى الصلاة؛ [موطأ مالك (1/ 189)]، واستحبَّ بعض أهل العلم إزالة شَعرِ الإبْطَين، وتقليم الأظفار، وما يَتْبَع ذلك؛ لأنَّ ذلك مِن تمام الزينة، ولبس أحسن ما يجدُ من الثياب؛ فقد ثبَت عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين؛ [سُنن البيهقي (3 / 281)]. قال ابن القيم رحمه الله: "وكان صلى الله عليه وسلم يلبسُ للعيدين أجملَ ثيابه، فكانت له حُلَّةٌ يَلبسها للعيدين والجمعة"؛ [زاد المعاد (1/ 441)]. ثانيًا: يُستحبُّ قبل خروجه إلى الصلاة في عيد الفِطر أن يأكل تمراتٍ وِترًا، والوِترُ: إما أن يكون ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغدو يوم الفِطر حتى يأكُلَ تَمراتٍ، ويأكلهنَّ وِترًا" [البخاري: 953]. ثالثًا: يستحب له أن يذهبَ من طريقٍ ويرجع من آخَر؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيدٍ خالَف الطريق؛ [صحيح البخاري: 986]؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. رابعًا: السنَّة أن تكون الصلاة في مصلَّى العيد، وليس المسجد، وهذا هو المعروف مِن فعله صلى الله عليه وسلم ومواظبتِه، كما رجَّحه جمعٌ من أهل العلم. خامسًا: لم يَثبُت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى قبل العيد أو بعده نافلةً في المُصلى؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرَج يوم الفِطر، فصلى ركعتين، لم يصلِّ قبلها ولا بعدها"؛ [البخاري: 989]، لكن إذا كانت الصلاة في المسجد؛ فإنه يُصلي تحية المسجد ركعتين؛ فعن أبي قتادة السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يركعَ ركعتين))؛ [البخاري: 444]. سادسًا: إذا رجع إلى بيته، يُشرع له أن يصليَ ركعتين؛ فعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُصلِّي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين"؛ [ابن ماجه: 1293]. سابعًا: يُستحَبُّ التكبير من غروب شمس ليلة العيد، وأوجَبَه بعضُ أهل العلم؛ لقوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، ويُكبِّر مِن حين خروجه من بيته حتى يأتيَ الإمام إلى المُصلى، وهذا التكبير مشروعٌ باتفاق الأئمة الأربعة، وجاء عن ابن عمر أنه كان يخرج للعيدَين من المسجد، فيُكبِّر حتى يأتي المُصلى، ويُكبِّر حتى يأتي الإمام؛ [الدارقطني: 4]، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"، ويُستحبُّ التكبير في المساجد والمنازل والطرُق؛ [مصنَّف ابن أبي شيبة (2 / 167)]. ثامنًا: تأكُّد صلاة العيد على الرجال والنساء، ورجَّح جمعٌ من أهل العلم الوجوب، واستدلُّوا بحديث أم عطية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمَر بها العواتق - أي: البالغات - والحُيَّض، وأمَر الحُيَّض أن يَعتزلنَ المُصلى، ويَشهدنَ الخير ودعوة المسلمين؛ [البخاري: 980]. تاسعًا: التهنئة بالعيد؛ فقد نُقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون في العيد: "تقبل الله مِنا ومنكم"؛ كما ورد ذلك عن العلماء. من أحكام عيد الفطر: حكم صلاة العيدَين: صلاةُ العيدَين: الفطر والأضحى، كل منهما فرض كفاية، وقال بعض أهل العلم: إنهما فرض عين كالجُمعة؛ فلا يَنبغي للمؤمن تركُها. صفة صلاة العيد: صفة صلاة العيد أن يَحضر الإمام ويؤمَّ الناس بركعتَين، قال عمر رضي الله عنه: "صلاة الفطر ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان، تمام غير قصْر على لسان نبيكم، وقد خابَ مَن افترى"؛ [رواه النسائي (1420)]. زكاة الفطر والحِكمة في إخراجها: إنها زكاة للأبدان، وإنها طهرة للصائم، وطُعمة للمساكين؛ فعن ابن عباس قال: "فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرةً للصائم منَ اللغو - وهو: ما لا خير فيه مِن الكلام - والرفثِ - وهو: ما فحش مِن الكلام - وطعمةً للمساكين، مَن أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومَن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات"؛ [رواه أبو داود (1609)، وابن ماجه (1827)]، وإسناده حسن - إن شاء الله. وزكاة الفِطر تَجِب بغُرُوب شمس آخر يوم من رمضان، وتخرج من غالب طعام أهل البلد، وإخراج القيمة مُختلَف فيه، فمَن أسلم أو وُلد قبل غروب الشمس، ودام وجوده إلى الغروب، وجبَت عليه زكاة الفطر، وإن وجد ذلك بعد الغروب أو مات قبل الغروب، لم تَجب؛ لأنه لم يوجد سبب الوجوب وهو غروب شمس آخر يوم من رمضان، والأفضل إخراجها قبل صلاة العيد؛ فعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة؛ [رواه البخاري (1503)]، ويَحرُم تأخيرُها مِن غير عذر عن صلاة العيد. وتجب على كل مسلم؛ ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا؛ فعن ابن عمر قال: "فرَض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا مِن تمر، أو صاعًا مِن شَعير، على العبدِ والحُرِّ، والذكَر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة"؛ [رواه البخاري (1503)، ومسلم (984)]، فلا تَجب على الكافر. ومصرفها مصرف الزكاة، والأَولى أن تقصر على الفقراء والمساكين. وأخيرًا: عيدكم سعيد مبارك، وتقبَّل الله منا ومنكم. hgluhkd hg[ldgm ggud] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للعيد, المعاني, الجميلة |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018