أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات العامة > الملتقى العام

الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله البعيجان 25 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 25 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن د. عمر كمال السبت 25 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن إبراهيم المدني السبت 25 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالمحسن القاسم 24 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالرحمن السديس 24 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 24 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ فيصل غزاوي 24 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة للشيخ أحمد الحذيفي 24 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة للشيخ فيصل غزاوي 24 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 1 المشاهدات 1543  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 16 / 04 / 2016, 47 : 01 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.08 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى العام

سطوة الاستسخار . . . عزام بن عبدالله الغطيمل
يروي الأديب طه حسين كيف كان يتكلف التجديد والخروج على الأزهر والأزهريين، والتنكر له ولهم، وكيف كان يجد من اللذة حين يحس أن الناس يرون فيه المروق وحب البدعة - على حد تعبيره هو عن نفسه - . ذات مرة جلس طه - فيما يروي - مع صديقه العازم على الرحيل إلى البلاد الأوروبية، يحدثه صديقه عن أحلامه، وما ينوي فعله هناك . يحدثه عما يعتلج في صدره من أنه لن يستطيع الصمود أمام الحضارة الأوروبية، وعن عدم تأكده من قدرته على ممانعة الانفلات الغربي . وبجرأة صبي يخلع رداء الحياء، ويطارحه هذه الخوالج النفسية، وبثقة زعيم منتصر يكشف له عن قلبه !
تثور كوامن الفطرة في نفس طه .. ذلك الرجل الذي كان لا يفتأ يتعمد لبس ربطة العنق لا لشيء إلا ليخالف العمائم الأزهرية . فيأخد في نصيحة صاحبه، ويعظه بأرض فطرية : ( أنت تعلم أنك ستأثم في أوروبا، ثم تقدم مع ذلك على السفر إليها، وتشتد في هذا السفر، فأنت إذن تريد الإثم، وتصر على المعصية ) يروي طه : ( لم تكد كلمة "المعصية" هذه تبلغ أذنيه حتى اندفع في ضحك عريض عالٍ متصل أخرجه عن طوره ) ضحكة ذات سبب واضح، فطه الذي يشجع على الحضارة والرقي، ويحث على التطور – المعكوس طبعاً - ويستحث العزائم على إيقاع حوافر الشرق على حوافر الغرب، ها هو ذا ينكص في نظر صاحبه، ويرجع إلى تقليدية الأزهر ويستعيد مضامين العمامة الأزهرية بحذافيرها .. يقول : معصية ! يبدو هذا خطاباً عتيقاً مبتذلاً لا شك فيه . هذا ما تحمله الضحكة من مدلولات، وطه يدرك هذا جيداً !
ولذلك لم تمر بسلام هذه السخرية على نفس طه، يقفز الشيطان هنا ليردم بتلك الضحكة نبضات الفطرة في أعماقه، ( استحييت حتى انتهيت إلى الخزي ) يحكي طه، ( وأحسست كأن رأسي ذاب في عمامتي، وأخذت أتضاءل في جبتي وقفطاني حتى خيل إلي أنهما يستقران على هذا الكرسي لا يملؤهما شيء ... عرف صاحبي أني ما زلت أزهري النفس والقلب ... كذلك كنت أفكر مستخزياً "متضائلاً" من الخزي بينما كان صاحبي يغرق في الضحك ... ثم يمضي في الضحك وأمضي أنا في الخجل والاستخزاء ... )
أنت معي أخي القارئ ؟ نعم، كل هذا من أجل هذه الضحكة الساخرة !
لا شك أنك أخذت تستحضر الآن نماذج مشابهة لهذا "التضاؤل الطهائي" الذي تورثه روح الاستسخار، ليرتسم في نفسك بعد ذلك كيف تؤثر الضحكات الساخرة على النفوس البشرية، وكيف قد يصل أسلوب التسخيف والتهكم إلى مرحلة زعزعة القناعات وتبديلها بما له من سطوة .
للأسلوب التهكمي قوة في التأثير في النفوس، وكما هو واضح، فليست هذه القوة عائدة إلى البرهان والحجة، وإنما ترجع إلى التأثير العاطفي، وهز القَناعات عن طريق هز النفس البشرية نفسها . عندما تهتز النفس تتساقط آراؤها . ولذلك قد يلجأ بعض الناس إلى أسلوب التهكم إذا أعيته الحجة . أن تقول : هذا كلام فارغ، هذا كلام سخيف، لا يقوله من به مسكة عقل، هذا كلام تشف حروفه عن عقول القرون الوسطى .. أن تقول هذا .. أسهل أحياناً في إقناع الناس من البرهان والحجاج ! ولذلك قد تلاحظ بعض الناس يعزف عن تصنيف الكتب، ويقنع بالمحاضرة والإلقاء، ويكون ذلك - في بعض الأحايين - لما لطريقة أدائه وإلقائه من سطوة، وتأثير على الذات المتلقية، فإذا انتقل الكلام إلى الصعيد الورقي استحال باهتاً لا رونق فيه، أين تلك الغضارة والنضارة، وأين تلك القوة التي كانت تشيعه ؟ تبخرت مع الأسلوب وطرق الأداء التهكمية، تلك التي لا تقبل تدوينها الأوراق ! فالتأثير إذن لم يكن حجاجياً برهانياً، وإنما كان بالعبث بأوتار العاطفة والشعور، وقد لاحظت أن مادة تحرك كثير من الناس هو الشعور لا البرهان، فمثلاً .. قد تجد أن لباقة صاحب الباطل وحسن تعامله قد تجعل فريقاً من الناس يتبعه على باطله؛ لما للشعور من سطوة، ومن ثم كانت صناعة الشعر قائمة على الشعور، وربما استخف الشاعر الغاوين فاتبعوه على غوايته؛ لما للشعور من أثر، ويشير ابن تيمية إلى نحو هذا في تفسير قوله تعالى : ﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾ ، بل قد يكون للشعر ( تأثير في النفس بترديدها على أحوال مختلفة، وإيجابه انقباضاً وانبساطاً مع معرفة بطلانه ) كما يقول الغزالي، ولذلك كان من البيان سحرٌ .
والإشكال هنا أن بعض من لا يميز بين ما هو حجة، وما هو خطاب شعوري، قد يلتبس عليه الأمر، فلا يتراءى له إذا وجد من يسخر، ويتضاحك من قول صاحبه وحجته مثلاً، ضارباً وتر الشعور إلا كون هذا المتضاحك هو ذو الكفة الأرجح، ويسجل الشافعي رحمه الله هذا بملاحظة دقيقة إذ يقول : ( كنت أرى إذا تناظر اثنان في مسألة، وكان أحدهما يناظر ويضحك، ظنت العامة أنه هو المصيب، فقضوا له على صاحبه ) نعم، وكأنه مضمر في أنفسهم : لولا أنه على الحق لما فرغ للضحك والاستسخار ! ومعلوم أن للسخرية دوافع ليست منحصرة في هذا المعنى، بل قد تكون في بعض المواضع أدل على وهاء الحجة، وضعف البرهان؛ إذ يستعين المحتج بالعوامل التهكمية المساندة؛ علها تسد ثغرة من ثغرات حجته .
ولما للسخرية من سطوة يحكي شوقي ضيف أن الفلاسفة تتخذها أداة لزعزعة العقائد، وكثيراً ما تلبس السخرية لبوساً عدمياً بائساً، ولذلك نجدها تتولد أحياناً من اليقين بأن لا يقين، كما يعبر بعضهم، وقد رأيت أن للسخرية نشوةً في الذات الساخرة، إنها تشعر الساخر بأنه البطل الذي يطل على الأخطاء من علٍ، يرى الساخر كمال نفسه من ثقوب عبارته المنتقِصة، ولذلك قد يملأ التيه والنشوة قلبَ الساخر حتى لا تكاد تجد فيه نسائم الحق منفذاً؛ مصداق قول الحق تبارك وتعالى : ﴿ فاتخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون ﴾ نشوة السخرية .. كنت رأيت مرة تصميماً مظلماً في تويتر صممه أحد البائسين على طريقتهم في الشغف بالسواد وكل ما يمت إلى مادة ( ك ح ل ) بصلة، ووضع فيه عبارة متهافتة للملحد ريتشارد دوكينز مع صورته، عبارة تسخر من الأديان، لا شك أن القطيع التويتري الملحد سيتداولها، لكن وقفت قليلاً أمام العبارة؛ لأحللها – وبالمناسبة .. طريقة التفكيك هذه من أنفع الطرق في النظر - فبان أن لا شيء تحتها سوى السخرية، ثم ماذا ؟ أي شيء بعد السخرية ؟ أعطني برهاناً، أعطني حجة نضعها على طاولة المناظرة، لكن لا شيء في التصميم سوى هذا ! والقوم يفرحون بمثل هذه النقول، وتفسير هذا واضح، نشوة السخرية .. قضاء العامة الذي أشار إليه الشافعي، أن الحيوان الضاحك هو صاحب الغلبة ! - التعبير هنا بالحيوان الضاحك فيه إشارة إلى تعريف المناطقة للإنسان - .
قرأت مرة أن سطوة التهكم الشعبي أدت إلى العصف ببعض الجيوش، ولذلك كان الفقهاء يؤكدون أن على الإمام أن يمنع المخذل والمرجف من الخروج في الجيش؛ لما له من أثر في توهية المعنويات، وخفض أسقف الآمال، مما يعود على الجيش بالضرر، ومما يؤكد ما أثبتته الشريعة من عقوبة السخرية من المقدس - إلى جانب كونها لا تصدر إلا من نفس خربة تالفة قد خفت فيها نور الإيمان - هو ما يخشى منها من ضرر على الجماعة المؤمنة، ولذلك كان بعض من تعدى في غزوة تبوك يتعلق بنسعة ناقة رسول الله ﷺ ، وإن الحجارة لتنكب رجليه، وهو يقول : إنما كنا نخوض ونلعب، وكان النبي ﷺ يقول له : ﴿ أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ﴾ ؟ لا يزيد على ذلك !
وأتباع النبيين واجهوا على مر التاريخ من يؤذيهم بالسخرية والتهكم، والقرآن مليء بهذه الأخبار، وطرق التعامل معها . وجدت مرة أحد الأدباء الغربيين مندهشاً من مدى قدرة النبي ﷺ على تحمل السخريات التي وجهت له، ويعد ذلك شيئاً غير معتاد، وهذا حق، فإن من يتصور الحالة العربية قبل مقدم النبي ﷺ ، وكيف كانت متجهة اتجاهاً واحداً نحو الشرك، ومن ينظر في السائد العام فيها، يجد أن دعوة محمد ﷺ كانت شيئاً غريباً على روح ذلك العصر، وإن لم تكن بدعاً من دعوة المرسلين ﴿ قل ما كنت بدعاً من الرسل ﴾ . تصور معي .. قوم يعظمون آلهتهم، ويتألهون لها، ثم يأتيهم رجل ويقول : ذروا كل هذه الآلهة واتجهوا إلى إله واحد ! ﴿ أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ﴾ قد يخفى علينا نحن الآن وجه العجب من التوحيد مع أنه مقتضى الفطرة؛ لما من الله به علينا من نور الرسالة، والتخلص من كدورات الشرك الظاهرة، لكن القوم لما انتكست فطرهم، صاروا يرون الرجوع إلى الفطرة نشازاً، فكانوا يزدرون رسالة النبي ﷺ ، ويصمونه بأوصاف الكهانة والسحر والجنون إلى غير ذلك من النقائص . ألا ترى الثقافة الغربية الآن كيف تسخر من نداءات الإيمان، وتعجب من دعاة اليقين، مع موافقتها لأصول الفطرة ؟! هي هي تلك الحالة العربية، لكن اختلفت المعبودات، والتعجب واحد !
إذا اتضح وجه تعجب العربي من دعوة النبي ﷺ ، تجلى لنا وجه تعجب الكاتب المذكور، وهو : كيف صمد النبي ﷺ في مواجهة هذه التهكمات، والسخريات ! وإذا عرفنا أنه ﷺ - بما بين جنبي هو - نبيٌّ يحمل رسالة السماء زال العجب !
وفي كتاب الله نجد معالجات لظاهرة السخرية من المؤمنين، وإشكالية معاندة الحق على وجه العموم، فمن ذلك ما يمكن أن نسميه بـ ( التسلية بالمحدودية ) ، فالداعية إلى الله إذا وجهت له سهام النقد الساخرة، قد يخشى عليه من التنازل عن بعض دينه، والافتتان عن بعض مسلماته، والواقع أن مثل هذه التصرف إنما يصح - إذا تأملنا - لو كان ما يحمله من رسالة هو مِلك له، فإن له حينئذ أن يتصرف فيه بالزيادة والنقص كأي بضاعة أخرى، ومن هنا ينبه القرآن على محدودية مهمة الداعية إلى الله ﴿ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ﴾ .. لنقف قليلاً مع هذا الحرف : ﴿ ضائق به صدرك ﴾ يضيق صدر الداعية بالسخرية مما معه من الحق، يضيق صدره بأن يوصف بالتخلف وخلق الاولين، وهو في آخر الأمر بشر، يسوؤه ما يسوء البشر من السخرية والاستهزاء، يضيق صدره بأن ينتقص الحق، فأي شيء كان التوجيه القرآني ؟ ﴿ إنما أنت نذير ﴾ هكذا، بكل إيجاز وبلاغة ! إنما أنت نذير؛ سخريتهم ترجع عليهم، ولن يضر الحق ذلك، والموعد الله، وأما أنت فعليك بالصبر، وتحمل أشواك الطريق !
ومن طرائق القرآن في التعامل مع ظاهرة التهكم ( تثبيت دعائم الإيمان ) فإن الإيمان يقوي النفس، ويوثق صلتها بالله القوي .. العزيز .. الجبار، وإذا علم العبد أنه يأوي إلى ركن شديد سكنت نفسه واطمأن قلبه، وفي هذا يقول الله تبارك وتعالى : ﴿ ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون • فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين • واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾ فأرشد إلى التعبد والتنسك، وفي ذلك - علِمَ الله - بهجة الروح، وحلاوة الإيمان، ومجلاة الأحزان !
ومن طرائق القرآن في ذلك .. ( الإخبار بوهاء مستندات السخرية ) وهذا في كتاب الله كثير؛ فإن المؤمن إذا عرف وهاء الباعث إلى السخرية، استيقن من صحة الحق الذي يحمله، وقويت نفسه : ﴿ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ .
ومن أساليب القرآن في تقوية المؤمنين أمام موجات التكذيب والتهكم ( التذكير بالشهود الإلهي ) ، فالمؤمن إذا استيقن من أن الله يرى ويسمع ما يقال على وجه هذه البسيطة، يسمع أقوال المكذبين والمرجفين، ويعلم ما يصِمون به الحق، وما يؤذون به أولياء الله وما ينتقصونهم به ويسخرون، اطمأنت نفسه؛ إذ يكل أمره إلى الله، ألا ترى أن الطفل إذا آذاه أحد ووليه قائم، ويعلم قدرته على حمايته وصيانته سكن واطمأن ؟! يقول الله تعالى ﴿ ولا يحزنك قولهم . إن العزة لله جميعاً هو السميع العليم ﴾ ، ﴿ فلا يحزنك قولهم . إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ﴾ وقوله في الآية الآنفة الذكر : ﴿ إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ﴾ .
ومن أطرف الأشياء في باب السخرية والتهكم، أنها كثيراً ما تكون راجعة إلى أمر ذوقي؛ فإن ما يستثقله بعض الناس من المصطلحات أو المبادئ الشرعية مثلاً، ويسخر منه .. لو حوقق فيه، وروجع مستنده في السخرية لوجدته راجعاً إلى ذوق مبدل، ومستعار أحياناً .. بل قد يكون مناقضاً للفطرة، حتى بلغ الحال ببعض الأمم السابقة إلى السخرية بالشرف والعفة ! واللذان مما يتفق على حسنه الأمم، تصدق هذا ؟! سدوم .. بأي شيء كانوا ينتقصون من آل لوط عليه السلام ؟ كانوا يقولون عنهم : ﴿ إنهم أناس يتطهرون ﴾ !
فالفطرة تطمر حد الاختناق، وميزان الذوق قُلَّب، أليس يوصم المؤمن اليوم بالدوغمائية والوثوقية، ويمتدح شكاك، استهوته الشياطين في الأرض حيران ؟ تماماً كما كان قوم نوح يصفون اتباع نوح عليه السلام بالسذاجة، يقولون : ﴿ ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ﴾ يريدون : ليس من اتبعك من أرباب البحث والتحقيق، وإنما شأنهم القنوع بالبوادر ! ها هي التهمة تكرر نفسها اليوم، مع أننا نعلم أن مرتبة الإثبات أشرف من مرتبة النفي، ونعلم أن من صفت نفسه من أوضار الهوى وشوائبه سارع إلى قبول الحق، ولم يتعنت !
أليس ينتقص المدافع عن حمى الفضيلة بأنه رجعي، تعلوه غبرة الصحراء العربية ؟ أليست سدوم ترمي بالطهر، وتظن ذاك إساءة ؟! ها هي السدومية تعود اليوم جذعة ! فالعاقل يفرق بين الأذواق المتبدلة وقضايا العقل الصريحة، يفرق بين العقل المطبوع والعقل الموضوع .
أيها السادة ! أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، لا تخجلوا من شيء مما تحملون، رسالتكم هي الأشرف في هذا الوجود، لا تتنازلوا عن شيء منها إرضاء لذائقة مبدلة قُلَّب، الذائقة الساخرة اليوم سيُسخر منها غداً، وأنت وحدكم معكم الحقيقة المطلقة .
- كأني الآن أسمع أحدهم يتضاحك ساخراً : حقيقة مطلقة !
نعم، المؤمنون هم أشرف الناس، وأفضلهم، وهم أرباب الحق المطلق بما معهم من نور الوحي في عالم يتدحرج في مغارات الظلام، نعم، المؤمنون هم أصحاب الحقيقة المطلقة ..!

s',m hghsjsohv > > > u.hl fk uf]hggi hgy'dlg










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2016, 24 : 12 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابراهيم عبدالله
اللقب:
المراقب العام للملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابراهيم عبدالله


البيانات
التسجيل: 28 / 01 / 2008
العضوية: 92
المشاركات: 26,598 [+]
بمعدل : 4.48 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2863
نقاط التقييم: 104
ابراهيم عبدالله will become famous soon enoughابراهيم عبدالله will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابراهيم عبدالله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام
جزاك الله خيرا وبارك فيك









عرض البوم صور ابراهيم عبدالله   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستسخار, الغطيمل, بن, سطوة, عبدالله, عزاء

جديد الملتقى العام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018