![]() | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 40 | المشاهدات | 20919 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 31 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه أولا : نشأة التشريع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لقد بدأ التشريع الإسلامي والمنهاج الآلهي منذ بعثة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من السنة الأولى❶ للبعثة، وينتهي بإنتقاله عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة❶❶ من الهجرة؛ هذا عند أكثر أهل العلم. بيد أن بعض الباحثين يُخالف هذا القول ؛ إذ يرى أن المنهاج الآلهي والتشريع السماوي يبدأ مِن السنة الأولى ❶ للهجرة. وأجزمُ أن هذا العهد يعد أهم عهود التشريع عند الأنبياء والمرسلين وأهل الكتابين لأن الأحكام الشرعية فيه كان مصدرها الوحي بـ شقيه : أ . ) : القرآن المجيد المحفوظ بنص التنزيل دون أدنى تعديل أو تبديل أو تحريف أو إضافة أو نقصان.. و : ب . ) السنة النبوية المحمدية. وينقسم إلى مرحلتين أساسيتين هما: أ- المرحلة المكية[ بتصرف انظر كتاب المدخل لدراسة التشريع الإسلامي للدكتور: محمد نبيل غنايم ص 121/ 122 ".]: وهي مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة ، وهي ثلاثة عشر ❸❶عامًا. وقد اتجه الوحي في هذه المرحلة إلى بيان أساس الإسلام وأصول الدين وعماده والدعوة إليها، والأمر بأمهات الفضائل والنهي عن الرذائل، ولم يتعرض إلى الأحكام العملية الشرعية لأفعال وتصرفات العباد إلا قليلًا وبشكل كلي غالبًا. ب- المرحلة المدنية[ انظر المرجع السابق : ص: 124. ". ]: وهي مدة إقامة النبي عليه الصلاة والسلام بالمدينة (بعد الهجرة)، وهي عشر⓿❶سنوات. وفي هذه المرحلة أخذ الوحي ينزل بالتشريعات المفصلة التي لا بد منها لتنظيم حياة المسلمين، إذ بدأت الدولة الإسلامية تتكون، وبناء الكيان الإسلامي الأول؛ ويحتاج إلى ما يقوم به من نظم وتشريعات ومنهاج وقوانين تحدد العلاقات بين أفرادها، وبينها وبين غيرها من الأمم فقد وضع الإسلام لأول مرة في تاريخ العرب فكرة الدولة، وجعل من الواجب طاعة السلطان، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾[ سورة النساء: الآية 59. ".]. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم.: « „ من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني “ » ؛[الحديث: 9851 - ورواه أحمد في المسند مرارًا، من طرق مختلفة، منها 7330، 7428، 7643. ورواه البخاري كتاب الجهاد 4/ 60 - مسلم كتاب الإمارة 6/ 13 رقم 183. وذكره ابن كثير 2: 497، بقوله: "وفي الحديث المتفق على صحته". وهو كما قال. " ]. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 32 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه .. الملاحظ الثانية : ثانياً : إشكالية ومنذ حين : أن المستشرقين لا يعتبرون الكتب المقدسة من مصادر التاريخ أو الأحداث التي يصح الاعتماد عليها.. بيد أن :" القرآن كان محلاً لدراسة المستشرقين من جوانب متعددة، وقام الاستشراق بدراسة كثير من المسائل حول القرآن تفوق العد والحصر. وهذه الدراسات نفسها هي بحد ذاتها دليل على الاهتمام الخاص لهم بهذا الكتاب، وهو الاهتمام الذي لم يحصل بدافع المعرفة الحقيقية بمقدار ما كان بدافع الهجوم على القرآن. ". ثالثاً : البعض من هؤلاء المستشرقين يركب هواه في بعض الأحيان فيخون العلم في سبيل تحقيق غرض ديني في الغالب، إلا أن الجمهرة منهم تغلب فيهم النزاهة العلمية وبخاصة إذا كان الموضوع الذي يعالجونه غير شديد المساس بالدين.. فقد ترجم الاستشراق القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية المختلفة ترجمات بعيدة كثيراً عن الأصل العربي للقرآن[( أو ما يسمى ترجمة المعاني والتي قد تُفهم حسب القدرة البلاغية العربية وتمكن المترجم في فهم صحيح للغة الضاد)]، فضلاً عن عدد من الحواشي والهوامش التي تتضمن توجيهات غير منصفة ومضللة أحياناً أُخرى. ولم يكتف الاستشراق بهذا، بل قام بالتأليف حول كل ما يتعلق بالقرآن وأصله ومعانيه وتاريخه واللُغة التي جاء بها وعلومه وايضاً أحكامه وتفسيره ورسم الخط الذي تعلق به.. إنّ حملة أكثر المستشرقين ـ إذا لم نقل جميعهم ـ توجهت إزاء قضية الجهاد [(موضوع هذا البحث؛ وهو ترقيمه 170 وفق دراسة السيرة المحمدية النبوية وارجو من العليم الخبير حسن التوفيق وصحيح الرعاية )] في الإسلام، وأمّا ما هو سبب هذا الهجوم؟ وماذا يمكن أن تكون دوافعه؟ هناك احتمالات يمكن ذكرها، وفي هذا المقام يمكن أن نذكر كلاماً مهماً للمستشرق المسيحي المنصف إدوارد سعيد، حيث يقدم لنا سر هذه الهجمة الواسعة ضد الإسلام وفكرة الجهاد في الإسلام كما يلي.: „ وما يكمن خلف جميع هذه الصور والوجوه هو تهديد الجهاد، وفي النتيجة الخوف من أن يسيطر المسلمون (أو العرب) على العالم كله “ . . ويقول لورانس براون Lawrence Brown أيضاً.: „ الخطر الحقيقي يكمن في النظام الإسلامي. القوة التي يتمتع بها الإسلام للتوسع والاستيعاب هي في حيوية الدين الإسلامي. الإسلام هو المانع والجدار الكبير الوحيد في مقابل الاستعمار الأوروبي “ » . . ـــــــــــــــــــ ومن هنا نفهم لماذا يصر الغرب وأمريكا بجعل العرب يتناحرون فيما بينهم وضعف شديد يستحوذ على المسلمين في بقاء الأرض : انظر : أ. ) ما حدث لإيران منذ ايام ب . ) ما حدث ويحدث على أرض الإسراء والمعراج ج. ) حال الأفغان .. وباكستان .. د. ) السودان هـ . ) اليمن .. العراق .. سوريا .. لبنان .. والقائمة طويلة ! التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد فخر الدين الرمادي ; 29 / 06 / 2025 الساعة 06 : 02 PM سبب آخر: خطأ إملائي! | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 33 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه في دراسة الجهاد يجب الالتفات إلى نقطة مهمة وأساسية، وغالباً ما يغفل عنها، وهي التدقيق والتأمل في استعمال لفظتي : „ الجهاد “ .. و : „ القتال “ في القرآن، حيث إنّ الجهاد ليس دوماً بمعنى القتال؛ بل المراد من استعمال لفظة الجهاد في القرآن غالباً ما يكون هو الجهاد الفكري، الثقافي أكثر مما هو الجهاد العسكري، ولفظة القتال وحدها هي التي تعني الحرب والمعركة والتعامل العسكري، . والحال أن الحقبة المكية لم تشهد أية مواجهة عسكرية بين المسلمين وأي تيار آخر، وبالطبع سياق جميع الآياتِ المكية لا يؤيد الاحتمال المذكور في معنى الجهاد، وليس فيه أي دليل على وجود معنى الاشتباك العسكري.. أو استعمال القوة المادية وهذه القضية : الغزوات والسرايا تحتاج تفصيل ودراسة الأسباب الموضوعية والتي أدت للقيام بها وعددها وكم غزوة قام بها النبي الرسول بنفسه ومجموع عدد القتلى من الطرفين أو الشهداء والتوفيق بين فعله في غزواته وبين النص القرآني قطعي الثبوت والدلالة الذي نطق به القرآن الكريم إذ يقول ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين﴾[الأنبياء:107] وصحة الفهم لماتنزل من محكم الكتاب حين يقول :"{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون}[فُصِّلَت:3] وقبلها يصف هذا الكتاب بأنه :" {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم}[فُصِّلَت:2] ". ثم يصفه بأنه :" {بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ثم يقر حقيقة وهي : ﴿ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُون}[فُصِّلَت:4] بل زادوا{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ﴾ زادوا ﴿ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ﴾ زادوا ﴿وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُون}[فُصِّلَت:5]" .. إذ أن بعض المستشرقين وأذنابهم فهموا الأحداث خطأ .. فأقول : 1 . ) أن الشريعة الإسلامية تتميز بـ : التيسير ورفع الحرج، قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال - عز وجل -: ﴿ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، ومن مظاهر ذلك: أ- الدعوة إلى التوحيد أولاً.. وتثبيت العقيدة وتقوية الإيمان.. فلقد بدأ الإسلام بـ أركان الإيمان لإفراد الله عز وجل بالعبودية ونبذ الشرك والوثنية، وبعد بضع سنوات من تثبيت عقيدة التوحيد في نفوس الجماعة المؤمنة فرضت الصلاة ثم الصيام والزكاة والجهاد والحج، وبالتدرج نفسه جرى تحريم المنكرات، فتحريم الخمر - للتمثيل لا الحصر - تم على مراحل، بدأت بالتحذير من مضاره وآثامه، ثم انتهت إلى تحريمه على وجه القطع.. ب- عدم نزول التكاليف بمكة ونزولها بالمدينة المنورة.. أي بعد الهجرة وإقامة الكيان الإسلامي الجديد . 2 . ) اعتمد الرسول النبي محمد على استراتيجية ناجعة : فبعد أن أغلق المجتمع المكي أبواب قلوبهم قبل منافذ أذانهم سعى المصطفى عليه السلام وبعد أن أنذر ﷺ أهل مكة وصبر على أذاهم طويلًا دعا أهل الطائف ثم أعيان قبائل العرب ممن يقدمون على بيت الله الحرام.لطلب النصرة واستجلاب المنعة من أهل القوة فذهب إلى الطائف وردوه رداً غير لائق ولا طيب ثم جاء الفرج على أيدي أهل [(يثرب)]. 3 . ) التدرج في فرض الجهاد..[( ومسألة التدرج في الأحكام الشرعية تحتاج مني إلى إعادة نظر سأرجؤها إلى الملحق من بعد إذنه تعالى وحسن توفيقه وهدايته.. إذ هناك نص من آواخر ما نزل في القرآن :" يقول الله - عز وجل -: ﴿ الْيَوْمَ[( أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )] [(وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ [(رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)] ﴾ [المائدة: 3]. ". )] .. الإكمال .. والإتمام.. والرضى منه سبحانه للعالمين بــ دين الإسلام .. ونظام الإسلام .. وشريعة محمد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم البمتعثين .. رسول رب العالمين للبشر أجمعين .. .4 . ) فهم كثيرٌ من المسلمين شريعة الجهاد على أنها لقتال غير المسلمين أو ما يطلق عليهم مصطلح الكافرين وإن كانوا مسالمين.. وذلك لم يقل به نص الوحي لا في القرآن ولا في السنة.. وكتب د. الشنقيطي مقالاً تحت عنوان "الجهاد على بصيرة" وقال فيه: " لم ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍلدين ﻣﺴﻮﻏﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ، ﻓﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻛﺎﻓﺮﺍ، ﻓﻬﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ . ﻓﺎﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻟﻈﻠﻤﻪ، ﻻ ﻟﻌﻘﻴﺪﺗﻪ ﺃﻭ ﻣﺬﻫﺒﻪ ". وإن علة الجهاد في الإسلام هي الظلم لا الكفر.. 5 . ) وبعد الإذن بالهجرة إلى المدينة دعا ﷺ أهل الكتاب ، ثم أزال بالجهاد الذين كانوا يعيقون إبلاغ الدعوة إلى الناس ، ومن أروع ما ذكره الشاعر والفيلسوف محمد إقبال عن الدين قوله: "إنّ الدين من غير قوة مجرد فلسفة". ثم أرسل الكتب إلى زعماء الروم والفرس والحبشة وغيرهم يدعوهم إلى الدخول في دين الله،. ثم تتبقى مسألة : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 34 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه وإذا كان الصيام ترويضًا للنفس على الانضباط حسب منهج الله عز وجل، وهو كذلك يعين على التحكم في شهوات النفس، ومنع الطعام والشراب والملذَّات عنها، فالأحرى بها وقد انتهت وامتنعت عن الحلال حسب نظام الصيام، أن تنتهي وتمتنع عن أكل الحرام في كل وقت، ومن هنا كان هذا الموقع العجيب لهذه الآية الكريمة بعد آيات الصيام، وهي قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون ﴾ [البقرة: 188]، وهذا ترتيب عجيب؛ لأن ثمرة الصيام هي تقوى الله عز وجل، وعدم أكل الحرام هو ثمرة العبادة والتقوى؛ لأن كل عبادة في الإسلام لها ثمرة، والعبادات في الإسلام تخدم المعاملات، وهدف العبادات في الإسلام هو إيجاد مجتمع نظيف اليد، طاهر النفس، نقي الضمير، يتعامَلُ بشرف وبأمانة وبصدق، فلا يأكل مال الغير بغير حق. فكان ذكر الصيام، ثم النهي عن أكل أموال الناس بالباطل، ثم الأمر بالقتال، وهذا تدرُّج عجيب، وترقٍّ رائع؛ لأن الذي لم يتدرَّب على الصيام وترويض نفسه عن الامتناع عن شهوات الدنيا وملذَّاتها، وقاوم في نفسه غريزة الطمع وحب المال وكراهية الحرام - لا يصلح للجهاد، وهناك موقع مشابه في سورة آل عمران، فقد جاء قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 130]، جاءت هذه الآية في ثنايا الحديث عن غزوة أُحُد؛ لنعلم أن منع الظلم، ورد المظالِم، وشيوع العدل، من أسباب النصر في القتال، ومن أسباب التمكين في الأرض. وجدير بالذكر[(وأعيد وأكرر)] أن القتالَ فُرض بالمدينة ولم يفرض بمكة؛ حيث كان الأمر بالصبر وضبط النفس، وتحمُّل الأذى في هذه المرحلة. إن الجهاد بمفهومه العام الشامل بدأه النبي صلى الله عليه وسلم ساعة أن قال له الوحي: ﴿ قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 2]؛ أي: إنه بدأ الجهاد بمكة، ولكنه : أ . ) جهاد الكلمة، و : ب . ) جهاد الدعوة إلى الله تعالى، ونجد من القرآن المكي قوله تعالى: ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52]. يقول الرازي: (قال بعضهم: المراد بذل الجهد في الأداء والدعاء، وقال بعضهم: المراد القتال، وقال آخرون: كلاهما، والأقرب الأول؛ لأن السورة مكية) [ مفاتيح الغيب ص 74 جزء 12. ". ]، فكان الأمر بالجهاد؛ أي: بتبليغ الدعوة، وهو المعنى العام والمقصود الأول من الجهاد. ومن هنا أقول(): إن الجهاد أمرٌ من الله تعالى للمسلمين جميعًا؛ ليجاهدوا بـ : أ. ) الكلمة، و : ب. ) يبلغوا دين الله عز وجل، ولـ : جـ. ) يرفعوا راية التوحيد، ولـ : د. ) يُحرِّروا الناس من العبودية لغير الله عز وجل، ولـ : هــ . ) رفع الذل والهوان، والضعف بكل أشكاله وألوانه عن المسلمين؛ ڪــ الضعف الاقتصادي والعلمي، والعسكري، ولكي يتحرَّر المسلمون من التبعية لغيرهم. وإنه لكي نَسُودَ العالَم، ونستعيد الكرامة الضائعة، ونُعلِي كلمة التوحيد في أرجاء الأرض؛ لا بد من الأخذ بأسباب الرقي، و: 1. ) أول هذه الأسباب توحيد الله تعالى وتعظيم شأن العقيدة، و: 2 . ) ثاني هذه الأسباب هو الأخذ بأساليب التقدم العلمي، مع الالتزام بالأخلاق الإسلامية الأساسية. والبداية إنما تكون من داخل النفس؛ لهذا كان جهاد النفس أولى مراحل الجهاد. يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى -: الجهاد أربع مراتب: 1- جهاد النفس. 2- جهاد الشيطان. 3- جهاد الكفار. 4- جهاد المنافقين) [ زاد المعاد ص 39 جزء 2 المطبعة المصرية".]. ثم يقول - رحمه الله تعالى -: (فـ جهاد النفس أربع مراتب: أ. ) تعلُّم العلم، و: ب . ) العمل به، و : جـ . ) تعليمه لمَن لا يعلمه (الدعوة)، و : د . ) الصبر على مشاق الدعوة وأذى الخلق. وأما جهاد الشيطان، فـ مرتبتان: أ . ) جهاده على دفع ما يُلقِي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان، و : ب . ) جهاد الشهوات. وأما جهاد الكفار والمنافقين، فـ أربع مراتب: بـ : أ . ) القلب، و : ب . ) اللسان، و : جـ . ) المال، و : د . ) النفس، وجهاد الكفار أخص بـ اليد، وجهاد المنافقين أخص بـ اللسان. وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات، فـ ثلاث مراتب: 1 . ) الأولى باليد إذا قدر، فإن عجز انتقل إلى : 2 . ) اللسان، فإن عجز جاهَد بـ : 3 . ) قلبه، فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد، ومَن مات ولم يغزُ ولم يُحدِّث نفسَه بالغزوِ مات على شعبة من النفاق)[ انظر زاد المعاد ص 39 جزء 2 بتصرف واختصار. ".]. ما أحوجَنا معشر المسلمين إلى الأخذ بهذه المراتب، ونبدأ طريق الإصلاح من داخل النفس، متحرِّكين شيئًا فشيئًا، فنُجاهد الشيطان بدفع الشبهات ومقاومة الشهوات؛ كي نكون أهلاً لمواجهة العدو الخارجي المتربص بنا. إننا لا يمكن أن نجاهد عدوَّنا الخارجي إلا إذا انتصرنا على عدونا الداخلي، فيكون البَدْء جهاد النفس. أما القتال في الإسلام، فهو فرع من أصل، وجزء من كل، وله ظروفه وأحكامه وأحواله، والقتال في الإسلام لم يفرض بمكة، ولم يفرض دفعة واحدة؛ ولكن بتدرج، وسأبين مراحله: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 35 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه وقبل ذلك هناك قول شائع مفاده :" ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ).. فقال الألباني: „ لا يصح من حيث إسناده .. أما من حيث معناه فلا أراه أيضا صحيحا ذلك لأن جهاد النفس وإن كان هو بلا شك أمر هام جدا من أمر الإسلام حتى قال عليه الصلاة والسلام „ المجاهد من جاهد هواه لله تبارك وتعالى “ ، ولكن مما لا يخفى على كل مسلم أن خروج الإنسان للجهاد في سبيل الله عز وجل لا يساويه من حيث قوة الجهاد أن يظل في داره وفي بلده وبين أهله وزوجه مهما كان صالحا وتقيا ومجاهدا لنفسه فلا يساوي هذا الجهاد وهو في عقر داره جهاد من خرج من بلده ليجاهد في سبيل الله عز وجل، وكما يقال في بعض البلاد „ وقد وضع دمه في كفه “ ، لا يستوي هذا الذي عرض نفسه للموت مباشرة في سبيل الله كالذي يجاهد نفسه الجهاد العام الذي ذكره في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولذلك لا أرى معنى ذاك الحديث صحيحا ، ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) “.. ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 36 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 37 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [( 1 . ) ] المرحلة الأولى: . قوله تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِـ أَنَّهُمْ : 1 . ) ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ : 2 . ) أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِــ 3ـ . ) غَيْرِ حَقٍّ 4 . ) إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 39، 40]. ذكر ابن كثير - رحمه الله -: (أنه لما نزلت الآية قال أبو بكر رضي الله عنه: علمت أنه سيكون قتال...)[ تفسير ابن كثير جزء 3 ص 225. ". ]، فكانت الآيات إعدادًا للنفوس وتهيئة لأمر القتال. ويأتي توضيح آخر في موضع من القرآن فيقول :" الَّذِينَ : 5 . ) قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ : 6 . ) أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَ: 7 . ) ظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ " ". 2 : ) المرحلة الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]، قال ابن القيم: (ثُمَّ فرض عليهم قتال مَن قاتَلهم دون مَن لم يقاتلهم، وكان محرَّمًا، ثم مأذونًا به، ثم مأمورًا به لمن بدأهم بالقتال، ثم مأمورًا به لجميع المشركين)[ زاد المعاد ص 58 جزء 2. ". ]. فكانت هذه المرحلة تمثل مرحلة رد العدوان والدفاع عن النفس والدين والأرض. 3 : ) المرحلة الثالثة: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ﴾ [التوبة: 5]. يقول فخرالدين الرازي: (وذلك أمر بقتلهم على الإطلاق، في أي وقت، وأي مكان)[ مفاتيح الغيب ص 573 جزء 7. ".]، فهو أمر بقتال المشركين بدون عدوان، لا لشيء إلا لتطهير الأرض من الكفر وأهله، ولضمان وصول الدعوة إلى الناس وإزالة العوائق من طريقها. إن القتال فيه إزهاق النفس، وبذل المُهَج، وترك الحياة الدنيا بزينتها وزخرفها ومتاعها وعلائقها، فلا يقدر على ذلك أيُّ إنسان، فكان لا بد من تربية النفوس، وشحذ همتها، وترويضها على التعلق بمعالي الأمور لا بسفاسفها، وتحريضها على ترك الحياة الفانية من أجل الحياة الباقية، فكان لا بد من التدرُّج في فرض الجهاد عمومًا، وفي فرض القتال على جهة الخصوص، وهذا ما كان. ويقول د. جمال العمري : „ .. والباحث المدقق في سياسة التشريع الإسلامي للجهاد يجد أن السمة البارزة فيه هي : « „ التدرج “ » ؛ فقد شرَعَ اللهُ في مكةَ : أ . ) جهادَ النفس و : ب . ) الهوى و : جـ . ) الشيطان، ڪـ أساس لكل أنواع الجهاد، ثم شرعَ جهادَ الكفار في مكة ثانيًا بـ الصبر على أذاهم، وتوضيح الحُجة لهم، والاستمرار في دعوتهم إلى دين الحق، ثم لَمَّا صاروا على العناد، شرَعَ اللهُ للمؤمنين الجلاد والجهاد “ ؛[ وانظر: أدب الحرب والسلام في سورة الأنفال، دار المعارف ط1 1989 ص124". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 38 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه :" •.] أول ما نزل في الحرب: أول ما نزل من القرآن في الحرب، قوله تعالى: ﴿ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير ﴾ . الآيات: 39 و 40 و 41 من سورة الحج. قال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن: قال علماؤنا رحمهم الله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيعة العقبة، لم يؤذن له في الحرب، ولم تحلل له الدماء، إنما أمر بالدعاء إلى الله، والصبر على الأذى، والصفح عن الجاهل، فكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من قومه من المهاجرين، حتى فتنوهم عن دينهم، ونفوهم عن بلادهم، فهم بين مفتون في دينه ومعذب، وبين هارب في البلاد مغرب، فمنهم من فر إلى أرض الحبشة، ومنهم من خرج إلى المدينة، ومنهم من صبر على الأذى. فلما عتت قريش على الله، وردوا أمره وكرامته، وكذبوا نبيه، وعذبوا من آمن به وعبده ووحده، وصدق نبيه، واعتصم بدينه، أذن الله لرسوله في القتال والامتناع والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم، فكانت أول آية أنزلت في إذنه له بالحرب، وإحلاله له الدماء.. فالمسألة من بدايتها مسألة وحي ينزل بواسطة أمين السماء جبرائيل على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله فيبلغ عليه السلام هذا الوحي لصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .. .. أي أمرٌ آلهي وتشريع سماوي .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 39 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه وقال العباس بن عبادة بن نضلة أخو بني سالم: يا رسول الله إن شئت -والذي أكرمك- ملنا على أهل منى بأسيافنا، فـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لم أومر بذلك "، و كان هؤلاء النفر اتفقوا على مرضاة الله، وأوفوا بالشرط من أنفسهم بنصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صدروا رابحين راشدين إلى بلادهم، وجعل الله، -عَزَّ وجَلَّ-، لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين ملجأً وأنصارًا ودار هجرة. (١) ________________________________________ (١) دلائل أبي نعيم: ج ١/ ٤١٠. ".. . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 40 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ قَالَ: "هِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018