أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: لأول مرة نلتقى مع فضيلة الشيخ / حمدى محمود الزامل ، وماتيسر له من سورة مريم + النمل والانشقاق - تلاوة نادرة مسجلة بقرية ديسط طلخا (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: 158 الموادعة .. دستور المدينة! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: الشيخ محمود محمد الخشت - قرآن فجر الثلاثاء ٢٠٢٤/١١/٥ (آخر رد :أبو جنى)       :: روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: الشيخ حلمى الجمل - قرآن فجر الأربعاء ٢٠٢٤/١٠/٣٠ (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة الفجر للشيخ محمد برهجي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بدر التركي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد الحذيفي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالرحمن السديس 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 4 المشاهدات 2326  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 01 / 04 / 2016, 41 : 02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.31 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:

الجزء الرابع عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني



721 - " لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب ، فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر
عليه الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :
لا أصل له . و إن جزم الغزالي بعزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقد
قال مخرجه العراقي ( 3 / 70 ) " لم أقف له على أصل " .

(1/47)

722 - " الليل و النهار مطيتان ، فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة ، و إياك و التسويف
بالتوبة ، و إياك و الغرة بحلم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

ضعيف جدا . رواه أبو الطيب محمد بن حميد الحوراني في " جزئه " ( ورقة 70
وجه 1 - من مجموع ظاهرية دمشق رقم 87 ) من طريق عمرو بن بكر عن سفيان الثوري عن
أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل عمرو
هذا ، قال الذهبي : " واه ، قال ابن عدي : له أحاديث مناكير عن الثقات : ابن
جريج و غيره ، و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الطامات " . ثم قال الذهبي في
ترجمته : " أحاديثه شبه موضوعة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بالشطر الأول فقط و قال : " رواه
ابن عدي و ابن عساكر عن ابن عباس " . و تعقبه المناوي بقوله : " قضية كلام
المصنف أن ابن عدي خرجه و أقره ، و الأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة عبد
الله بن محمد بن المغيرة و قال : عامة ما يرويه لا يتابع عليه . و في " الميزان
" قال أبو حاتم : غير قوي ، و قال ابن يونس : منكر الحديث ، ثم ساق له هذا
الخبر " . قلت : و من طريقه رواه تمام ( 250 / 2 ) .

(1/48)

723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278
) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال ابن
عدي : " و إسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، و هو ممن يضع الحديث " . و
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) و قال : " إنه
من أباطيل إسحاق بن نجيح " . و مما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى
في أهل الزاني ، و هذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن *( و أن ليس
للإنسان إلا ما سعى )* . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا و يفعله في بيته فربما
سرى ذلك إلى أهله و العياذ بالله تعالى و لكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا
الحديث ، فهو باطل . و مثله : " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .

(1/49)

724 - " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :

موضوع . رواه ابن النجار بسنده عن القاسم بن إبراهيم الملطي : أنبأنا
المبارك بن عبد الله المختط : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قال
ابن النجار : " فيه من لا يوثق به " . قلت : و هو القاسم الملطي كذاب . كذا في
" ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 134 ) و " تنزيه الشريعة " لابن عراق (
316 / 1 ) . قلت : و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن النجار هذا !! و خفي أمره على المناوي فلم يتعقبه بشيء ! .

(1/50)

725 - " اشتروا الرقيق و شاركوهم في أرزاقهم يعني كسبهم ، و إياكم و الزنج ، فإنهم
قصيرة أعمارهم ، قليلة أرزاقهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 93 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 155 / 1 ) :
حدثنا أحمد بن داود المكي : أخبرنا حفص بن عمر المازني : أخبرنا حجاج بن حرب
الشقري : أخبرنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد واه مظلم لا تعرف عدالة واحد منهم غير علي بن عبد الله
فإنه ثقة ، و أما ابنه سليمان فهو كما قال ابن القطان : " هو مع شرفه في قومه
لا يعرف حاله في الحديث " . و من دونه فلم أجد لهم ترجمة ، غير حفص بن عمر
المازني فقال الحافظ في " اللسان " : " لا يعرف " . و قد روي من غير طريقة ،
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 58 ) من طريقين عن عبد العزيز بن عبد
الواحد : حدثنا عبد الله بن حرب الليثي : حدثنا جعفر بن سليمان بن علي عن أبيه
به . و هذا سند مظلم أيضا فإن من دون سليمان ثلاثتهم لم أجد من ترجمهم ، غير أن
جعفر بن سليمان أورده الحافظ في الرواة عن أبيه سليمان من " التهذيب " . هذا
حال إسناد الحديث ، و أما متنه فإني أرى عليه لوائح الوضع ظاهرة ، فإن قصر
الأعمار و قلة الأرزاق لا علاقة لها بالأمم ، بل بالأفراد ، فمن أخذ منهم
بأسباب طول العمر و كثرة الرزق التي جعلها الله تبارك و تعالى أسبابا طال عمره
و كثرة رزقه ، و العكس بالعكس ، و سواء كانت هذه الأسباب طبيعية أو شرعية ، أما
الطبيعية فهي معروفة ، و أما الشرعية فمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب
أن ينسأ له في أجله ، و يوسع له في رزقه ، فليصل رحمه " . رواه البخاري . و
قوله : " حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يطيلان الأعمار " . رواه أحمد
و غيره و هو مخرج في " الصحيحة " ( 519 ) . و الله تبارك و تعالى سهل لكل أمة
لأخذ بأسباب الحياة من الرزق و طول العمر و غير ذلك و لم يخصها بقوم دون قوم و
لذلك نجد كثيرا من الأمم التي كانت متأخرة في مضمار الرقي أصبحت في مقدمة الأمم
رقيا و ثروة كاليابان ، و غيرها ، فليس من المعقول أن يحكم الشارع الحكيم على
أمة كالزنج بالفقر و يطبعهم بطابع قصر العمر ، مع أنهم بشر مثلنا و هو يقول :
*( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* . و قصر العمر و قلة الرزق ليسا من التقوى في
شيء كما يشير إلى ذلك الحديثان المذكوران ، بل إنهما ليصرحان أن خلافهما و هما
الغني و طول العمر من ثمار التقوى ، فإذن أي أمة أخذت بأسباب طول العمر و سعة
الرزق لاسيما إذا كانت من النوع الشرعي فلا شك أن الله تبارك و تعالى يبارك لها
في عمرها و رزقها ، لا فرق في ذلك بين أمة و أمة ، للآية السابقة : *( يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم )* . و خلاصة القول : إن هذا الحديث موضوع متنا لعدم اتفاقه مع
القواعد الشرعية العادلة التي لا تفرق بين أمة و أمة أو قوم و قوم . و لذلك ما
كنت أود للسيوطي أن يورده في " الجامع الصغير " و إن كان ليس في إسناده من هو
معروف بالكذب أو الوضع ، ما دام أن الحديث يحمل في طياته ما يشهد أنه موضوع ، و
في كلام ابن القيم الآتي ( ص 158 - 160 ) ما يشهد لذلك و الله أعلم .

(1/51)

726 - " إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله : *( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )* في
جبهة إسرائيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 156 ) :
ضعيف . أخرجه الطبري في " التفسير " ( 30 / 90 ) عن قرة بن سليمان قال :
حدثنا حرب بن سريج قال : حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال :
فذكره موقوفا عليه ، و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 67 ) و قال
: " قال أبي : هذا حديث منكر ، و قرة مجهول ضعيف الحديث " . و قال في " الجرح و
التعديل " ( 3 / 2 / 131 ) : " قرة بن سليمان الجهضمي الأزدي جليس حماد بن زيد
، روى عن هشام بن حسان و معاوية بن صالح ، روى عنه أبو الوليد الطيالسي و عمرو
بن علي ، سألت أبي عنه ؟ فقال : ضعيف الحديث " . و حرب بن سريج قال الحافظ : "
صدوق يخطئ " . و الحديث أورده ابن كثير في " تفسيره " ( 9 / 170 - منار )
ساكتا عليه و أتبعه برواية ابن أبي حاتم - يعني في " التفسير " - بسنده عن أبي
صالح : حدثنا معاوية بن صالح أن أبا الأعيس - هو عبد الرحمن بن سلمان - قال :
" ما من شيء قضى الله ، القرآن فما قبله و ما بعده لا و هو في اللوح المحفوظ ،
و اللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل ، لا يؤذن له بالنظر فيه " . قلت : و هذا مع
كونه مقطوعا موقوفا على أبي الأعيس ، ففي السند إليه أبو صالح و هو عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و فيه ضعف من قبل حفظه ، على أن أبا الأعيس نفسه لم يوثقه
غير ابن حبان ، أورده في " ثقات التابعين " و قال : " يروي عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و الظاهر من ترجمة " التهذيب " له أنه من
أتباع التابعين . و الله أعلم . و قد ساق له الدولابي في " الكنى " ( 1 / 118 )
آثار أخرى ، و لم يذكر له حديثا مرفوعا .

(1/52)

727 - " دعوني من السودان ، إنما الأسود لبطنه و فرجه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 157 ) :

موضوع . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) و الخطيب ( 14 / 108
) من طريق عبد الله بن رجاء : أخبرني يحيى بن سليمان المديني عن عطاء بن أبي
رباح عن ابن عباس قال : ذكر السودان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، عبد الله بن رجاء هو الغداني . قال الحافظ :
" يهم قليلا " ، فليس هو علة الحديث و إنما شيخه يحيى هذا ، قال الحافظ : " لين
الحديث " . و به أعل ابن الجوزي الحديث فأورده في " الموضوعات " و قال : ( 2 /
233 ) : " لا يصح ، و يحيى قال البخاري : منكر الحديث " . و هو قد تبع البخاري
في هذا التجريح ، و من المعلوم أن البخاري لا يقول في الراوي " منكر الحديث "
إلا إذا كان متهما عنده . و لهذا فإن تعقب السيوطي في " اللآلي " على ابن
الجوزي بأن يحيى هذا روى له أبو داود و الترمذي و النسائي ، و قال أبو حاتم :
يكتب حديثه و ليس بالقوي ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " - لا يساوي شيئا ،
فإن توثيق ابن حبان في مثل هذا المقام مما لا يعتد به العلماء الأعلام ، لاسيما
مع تضعيف الأئمة الآخرين لهذا الراوي . و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف لا
تقوم به حجة ، و أما المتن فلا أشك في وضعه ، و لنعم ما صنع ابن الجوزي في
إيراده إياه في " الموضوعات " ، و تعقب السيوطي إياه إنما هو جمود منه على
السند دون أن ينعم النظر في المتن و ما يحمله من معنى تتنزه الشريعة عنه ، إذ
كيف يعقل أن تذم هذه الشريعة العادلة أمة السودان بحذافيرها و فيهم الأتقياء
الصالحون العفيفون كما في سائر الأمم ، و ليت شعري ما يكون موقف من كان غير
مسلم من السودان إذا بلغه هذا الذم العام لبني جنسه من شريعة الإسلام ؟! فلا
جرم أن ابن القيم قال كما يأتي بعد حديث : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . و أقره الشيخ ملا علي القاري في " موضوعاته " ( ص 119 ) ، بل إن ابن
القيم رحمه الله قال في صدد التنبيه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا
، قال ( صفحة 48 - 49 ) : " و منها ركاكة ألفاظ الحديث و سماجتها بحيث يمجها
السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث عدة هذا آخرها . و للحديث طريق
آخر عن ابن عباس و هو : " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا
زنوا ، و إن فيهم لخلتين حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .

(1/53)

728 - " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا زنوا ، و إن فيهم لخلتين
حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 152 / 1 ) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي
: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس قال : قيل
: يا رسول الله ما يمنع حبش بن المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم قال :
فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات غير عوسجة و هو المكي مولى ابن
عباس ليس بالمشهور كما في " التقريب " ، و من طريقه أخرجه ابن عدي ( 261 / 1 )
و روى عن البخاري أنه قال : " لم يصح حديثه " . ثم ساقه . قلت : و ذكره السيوطي
شاهدا للحديث الذي بعده فلم يصب ، فإنه حديث موضوع المتن كما سبق بيانه في الذي
قبله . و قد روي من حديث عائشة و هو : " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ،
و إن فيهم لسماحة و نجدة " .

(1/54)

729 - " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ، و إن فيهم لسماحة و نجدة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :
موضوع . رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 114 / 2 ) : حدثنا عقبة بن
خالد : حدثني عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته عنبسة هذا و هو ابن مهران البصري
الحداد ، قال أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال أبو داود : " ليس بشيء " . و
قال ابن حبان ( 2 / 167 ) : " كان يروي عن الزهري ما ليس من حديثه ، و في حديثه
المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي عن أبي سعيد الأشج به . ثم قال ابن
الجوزي ( 2 / 233 ) : " لا يصح ، عنبسة قال النسائي : متروك " . و تعقبه
السيوطي بالحديث الذي قبله و سبق الجواب عنه . و قد وافق ابن الجوزي على وضع
الحديث الإمام ابن القيم فقال في " المنار " ( ص 49 ) : " أحاديث ذم الحبشة و
السودان كلها كذب " . " ثم ذكر أحاديث هذا أحدها ، و ثانيها الحديث الآتي : "
تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .

(1/55)

730 - " تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 159 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 314 ) عن روح بن جبر :
حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . قلت : و روح هذا لم أعرفه . و أما الهيثم فكذاب ، كذبه ابن معين و
البخاري و أبو داود و غيرهم . و أما هشام مولى عثمان فلم أعرفه أيضا . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان و هذا في " الضعفاء " ( 2
/ 281 ) بسنده عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة به و قال ( 2 / 233 ) :
" السدي كذاب ، و تابعه عامر بن صالح الزبيري عن هشام و ليس بشيء ، و قال
النسائي : ليس بثقة " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 272 ) فقال : " قلت
: له طريق آخر " . ثم ساقه من رواية أبي نعيم في " الحلية " ( 3 / 377 ) :
حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك : حدثني عبد العظيم بن
إبراهيم السالمي : حدثنا عبد الملك بن يحيى : حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن
سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا ، و قال : غريب من حديث زياد و الزهري ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و سكت عليه السيوطي في " اللآلي " و أورده في "
الجامع " من هذا الوجه ، و إسناده مظلم ، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم
ترجمة ، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " و قال : " يغرب ، من
ثقات ابن حبان " . قلت : فهو أو شيخه أو من دونه آفة هذا الحديث ، فإن شطره
الثاني منكر جدا ، و قد سبق قول ابن القيم : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و أما الجملة الأولى من الحديث ، فقد وجدت
لها طريقا أخرى ، رواه الضياء في " المختارة " ( 223 / 2 ) من طريق تمام الرازي
: حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ ( بيت لهيا ) : حدثنا محمد بن
عبد الملك : حدثنا سفيان بن عيينة به مقتصرا على قوله " تخيروا لنطفكم " . قلت
: و هذا سند ضعيف ، الضحاك هذا مجهول الحال أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 8 / 230 ) و قال : " روى عن وزيرة بن محمد و أبي زرعة الدمشقي ، روى عنه تمام
بن محمد و عبد الرحمن بن عمر بن نصر ، مات سنة 347 " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و شيخه محمد بن عبد الملك لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون ابن أبي الشوارب
الأموي البصري . و الله أعلم . و لهذه الجملة شواهد لا تخلو أسانيدها من مقال ،
و لعلنا نتفرغ لتتبعها و تحقيق القول فيها إن شاء الله ، و هي على كل حال لا
تبلغ أن تكون موضوعة <1> ، بخلاف الجملة الأخيرة " و إياكم و الزنج ... " فإنها
ظاهرة البطلان كسائر الأحاديث التي تقدمت بمعناها ، و قد ذكر هذه الجملة ابن
معين في " التاريخ و العلل " ( 29 / 1 ) من حديث عائشة موقوفا عليها ، و لعله
أشبه فقال : " مسلمة بن محمد ليس حديثه بشيء يروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت : ...... " فذكره . و نحو هذه الزيادة في الضعف ما يرويه عيسى بن
ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ : " تخيروا لنطفكم ، فإن النساء
يلدن أشباه إخوانهن ، و أشباه أخواتهن " . أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى هذا ( ق
294 / 2 ) و قال : " و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " . و روى عن البخاري
أنه قال فيه : " صاحب مناكير و قال في موضع آخر : " منكر الحديث " و عن النسائي
: " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 116 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي
عن الثقات أشياء كأنها موضوعات " .

-----------------------------------------------------------
[1] بل هي صحيحة بمجموع طرقها ، و قد جمعتها و خرجتها في " الصحيحة " ( 1067 )
. اهـ .

(1/56)

731 - " تزوجوا و لا تطلقوا ، فإن الطلاق يهتز له العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 161 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان " ( 1 / 157 ) و عنه الديلمي ( 2 /
1 / 30 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 191 ) من طريق عمرو بن جميع عن جويبر
عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب مرفوعا . ساقه الخطيب في
ترجمة عمرو هذا بعد أن قال فيه : " كان يروي المناكير عن المشاهير ، و
الموضوعات عن الأثبات " . وروى عن ابن معين أنه قال فيه : " كان كذابا خبيثا "
. و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و قال : " لا يصح
فيه آفات ، الضحاك مجروح ، و جويبر ليس بشيء ، و عمرو قال ابن عدي : كان يتهم
بالوضع " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( رقم 1916 بترقيمي ) ثم ابن عراق في
" تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 301 / 1 ) ، و مع
ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! قلت : و هذا الحديث يلهج به كثير
من الخطباء الذين يكادون يصرحون بتحريم الطلاق الذي أباحه الله تبارك و تعالى ،
و بعضهم يضع القيود العملية لمنع وقوع الطلاق ، و لو كان بمحض اختيار الزوج !
فإلى الله المشتكى .

(1/57)

732 - " أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب ، ثم الأنصار ، ثم من
آمن بي و اتبعني ، ثم اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، و من أشفع له أولا
أفضل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 205 / 2 ) و ابن عدي ( 100 / 2 ) و المخلص في
" الفوائد المنتقاة " ( 6 / 69 / 1 ) عن حفص بن أبي داود عن ليث عن مجاهد عن
ابن عمر مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 27 ) من
طريق الدارقطني بسنده عن حفص و قال الدارقطني : " غريب من حديث ليث عن مجاهد
تفرد به حفص بن أبي داود عنه ، و هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقريء
صاحب عاصم بن أبي النجود " ، و قال ابن عدي : " لا يرويه عن الليث غير حفص ، و
عامر حديثه غير محفوظ " . و من طريق الدارقطني أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" و قال ( 3 / 250 ) : " قال الدارقطني : تفرد به حفص عن ليث . قلت : أما ليث
فغاية في الضعف عندهم . إلا أن المتهم به حفص . قال ابن خراش : متروك يضع
الحديث " . و وافقه السيوطي ( 2 / 450 ) ، ثم ابن عراق ( 392 / 1 - 2 ) .

(1/58)

733 - " أول من أشفع له من أمتي العرب الذين رأوني و آمنوا بي و صدقوني ، ثم أشفع
للعرب الذين لم يروني و أحبوني و أحبوا رؤيتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أنس بن مالك مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء ، و هو ثقة محتج به في
الصحيحين ، فكان الأولى إيراده في ترجمة زهير بن العلاء . قال الذهبي : " روي
عن أبي حاتم الرازي أنه قال : أحاديثه موضوعة منها ..... " فذكر له حديثا يأتي
قريبا بلفظ " كثرة العرب .... " .

(1/59)

734 - " ألا أنبئكم بالفقيه ؟ قالوا : بلى ، قال : من لا يقنط الناس من رحمة الله ، و
لا يؤيسهم من روح الله ، و لا يؤمنهم من مكر الله ، و لا يدع القرآن رغبة عنه
إلى ما سواه ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه ، و لا في علم ليس فيه تفهم ،
و لا قراءة ليس فيها تدبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

منكر . رواه ابن وهب في " المسند " ( 8 / 165 / 1 ) : أخبرني عقبة بن نافع
عن إسحاق بن أسيد عن أبي مالك و أبي إسحاق عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و
أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 44 ) من طريق ابن وهب ، و قال
: " لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه و أكثرهم يوقفونه على علي " .
قلت : و هو الأشبه فإن هذا الإسناد المرفوع فيه علتان : الأولى : إسحق بن أسيد
و هو أبو محمد المروزي نزيل مصر ، قال الحافظ : " فيه ضعف " . و الأخرى : عقبة
بن نافع فإنه مجهول ، أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 317 ) برواية ابن وهب فقط
عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

(1/60)

735 - " كثرة العرب و إيمانهم قرة عين لي ، فمن أقر بعيني أقررت بعينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أوس بن ضمعج عن ابن عباس مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء هذا و كان
حقه أن يورده في ترجمة زهير ، فإنه المتهم بوضع هذا الحديث كما سبق ذكره قريبا
في " أول من أشفع له من أمتي العرب ..... " رقم ( 733 ) . و قد ذكر ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 367 ) أن أباه سئل عن حديثه هذا ؟ فقال : " هذا حديث
موضوع ، و ذكر له أحاديث من روايته . فقال : هذه أحاديث موضوعة ، و هذا شيخ لا
يشتغل به " .

(1/61)

736 - " تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها ، و أفتح أرحاما ، و أثبت مودة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
موضوع . رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو كذاب كما قال جماعة ، و
قال الدارقطني : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد روي الحديث بإسناد خير من
هذا بلفظ قريب منه إلا أنه قال : " و أنتق أرحاما ، و أرضى باليسير " . و
الباقي مثله سواء و هو مخرج في الصحيحة " برقم ( 623 ) .

(1/62)

737 - " من ولد له مولود فليحسن أدبه و اسمه ، فإذا بلغ فليزوجه ، فإن بلغ و لم يزوجه
فأصاب إثما باء بإثمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
ضعيف . رواه ابن بكير الصيرفي في " فضائل من اسمه أحمد و محمد " ( 60 / 2 )
: حدثنا محمد بن عبد الله العسكري : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون
الحربي ( الأصل : و ميمون الحربي و هو خطأ ) : حدثنا مسلم بن إبراهيم : حدثنا
شداد بن سعيد الراسبي عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري و عبد
الله بن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله ثقات معرفون من رجال "
التهذيب " غير الحربي و هو ثقة و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6 / 382 ) . و
الراوي عنه محمد بن عبد الله العسكري لم أعرفه ، و في شيوخ ابن بكير عند الخطيب
( 8 / 13 ) محمد بن عبد الله بن علم الصفار ، و قد ترجمه الخطيب ( 5 / 454 ) و
قال : " لم أسمع أحدا من أصحابنا يقول فيه إلا خيرا " . فلعله هو . و الراسبي
مختلف فيه ، أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 180 ) و قال : " قال البخاري :
ضعفه عبد الصمد ، و لكنه صدوق في حفظه بعض الشيء " . و ذكره الذهبي في "
الضعفاء و المتروكين " و قال : " قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا ، و قال
العقيلي : له أحاديث لا يتابع عليها " . و في " التقريب " : " صدوق يخطيء " .
قلت : فلعله علة الحديث .

(1/63)

738 - " تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :
موضوع . رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو وضاع كما سبق قبل حديث .

(1/64)

739 - " شر الحمير الأسود القصير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 426 ) و أبو محمد المخلدي في "
الفوائد " ( 245 / 2 ) عن بقية : حدثنا مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن ابن
عمر مرفوعا . و قال العقيلي : " مبشر بن عبيد قال أحمد : " أحاديثه أحاديث
موضوعة كذب " و قال مرة : " ليس بشيء ، يضع الحديث " . و قال البخاري : منكر
الحديث " . ثم ساق له حديثين هذا أحدهما . و الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 221 ) من رواية العقيلي هذه و أصاب . و تعقبه السيوطي ( رقم
1728 ) فما أجاد ، لأنه لم يزد على قوله : " إن مبشرا هذا روى له ابن ماجة " .
قلت : فكان ماذا ؟! قال : " و قال البخاري : منكر الحديث " . قلت : و هذا لا
ينافي قول أحمد : " يضع الحديث " لأنه أفاد زيادة علم على ما أفادته عبارة
البخاري على أن هذه العبارة منه تفيد أنه متهم عنده كما سبق بيانه مرارا .

(1/65)

740 - " شر المال في آخر الزمان المماليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :
موضوع . رواه أبو الحسن الحلبي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 11 / 1 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 94 ) عن أبي فروة يزيد بن سنان بن يزيد الرهاوي :
أخبرنا أبي : أخبرنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمر
مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 311 / 2 ) و قال : " لا يرويه بهذا
الإسناد ، إلا يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب ، و قد أتي هذا الحديث من الرهاوي
لا من ابن أيوب ، و في حديث الرهاوي ما لا يوافقه الثقات عليه " . و قال أبو
نعيم : " تفرد به محمد بن أيوب " . قلت : و قد ضعفه أبو حاتم لكن الراوي عنه
يزيد بن سنان أشد ضعفا فقد قال النسائي فيه : " ضعيف متروك الحديث " . و قال
مرة : " ليس بثقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من راية أبي نعيم
وحده ، و تعقبه المناوي بقوله : " أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال :
يزيد متروك ، و تبعه على ذلك المؤلف في مختصره الكبير فأقره و لم يتعقبه بشيء "
. قلت : و قد أصاب السيوطي هناك في " اللآليء " ( 2 / 140 ) ، و أخطأ في إيراده
في " الجامع " ، فقد جزم المحقق ابن القيم في " المنار " ( ص 49 ) بأنه حديث
موضوع ، و سبقه ابن الجوزي ( 2 / 235 ) .

(1/66)

741 - " الصمت أرفع العبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 73 ) معلقا عن عبد الله بن
محمد بن موسى البازيار : حدثنا أشعث بن شداد السجستاني : حدثنا يحيى بن يحيى :
حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا
. أورده في ترجمة عبد الله هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت : و
شيخه أشعث بن شداد لم أجد من ذكره . و يحيى بن يحيى الظاهر أنه أبو زكريا
الحنظلي النيسابوري و هو ثقة من رجال الشيخين ، لكن قال المناوي تعليقا على قول
السيوطي في " الجامع " : رواه الديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي هريرة : " و
فيه يحيى بن يحيى الغساني ، قال الذهبي : جرحه ابن حبان " . فإن كان قوله "
الغساني " جاء في طريق الديلمي فلا كلام ، و إن كان من اجتهاد المناوي فأنا
أرجح أنه خطأ ، و أن الصواب ما ذكرته ، لأن الحافظ ذكر في الرواة عن المغيرة بن
عبد الرحمن " يحيى بن يحيى " فإطلاقه يبعد أن يريد به هذا الغساني المجروح ، و
لا يريد الحنظلي الثقة ، و الله أعلم . و أما المغيرة هذا فهو الحزامي المدني
قال الحافظ : " ثقة له غرائب " . و الحديث في " مسند الفردوس " ( 4 / 260 )
لكني لا أطول مصورته الآن ، لأتحقق من نسبة " الغساني " هل هي فيه أم لا ؟

(1/67)

742 - " عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :
باطل . رواه عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2 / 230 / 1 ) و
تمام في " الفوائد " ( 207 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 10 / 268 / 1 )
من طريق الدارقطني و غيره عن سليمان بن عبد الرحمن : أخبرنا عبد الملك بن مهران
عن عبيد بن نجيح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال
الدارقطني : " تفرد به عبيد بن نجيح عن هشام ، و تفرد به سليمان عن عبد الملك
عنه " . قلت : و عبد الملك بن مهران قال فيه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 248 )
: " صاحب مناكير ، غلب على حديثه الوهم ، لا يقيم شيئا من الحديث " . ثم ساق له
أحاديث ثم قال : " كلها ليس لها أصل ، و لا يعرف منها شيء من وجه يصح " . و ساق
له ابن عدي في " الكامل " ( 316 / 1 ) حديثا و قال : " متنه منكر ، و له غير ما
ذكرت و هو مجهول ليس بالمعروف " . و روى ابن عساكر عن ابن السكن أنه قال فيه :
" منكر الحديث " . و عن ابن أبي حاتم : أنه مجهول ، و ذكر له الذهبي حديثين قال
: " إنهما باطلان " و ما أرى أنا إلا أن هذا الحديث من أباطيله . و قد أورده
السيوطي في " الجامع " فأساء ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء !

(1/68)

743 - " عجبت لطالب الدنيا و الموت يطلبه ، و غافل و ليس بمغفول عنه ، و لضاحك ملء
فيه و لا يدري أأرضى الله أم أسخطه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :
ضعيف جدا . رواه تمام في " الفوائد " ( 94 / 1 ) و ابن عدي ( 79 / 2 ) عن
يحيى بن علي الأسلمي عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود
يرفعه ، و قال : " أحاديث ليست بمستقيمة ، و لا يتابع عليها " . و في " الميزان
" : " متروك " ، و قال ابن حبان : " يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة
كأنها موضوعة " . و قال النسائي : " ليس بالقوي " . و من مناكيره ....... " .
ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و قال الدارقطني : " متروك و أحاديثه تشبه الموضوعة
" . قلت : و حميد هذا هو ابن عطاء الأعرج الكوفي ، و ليس هو بصاحب الزهري ، ذاك
حميد ابن قيس الأعرج كما قال ابن حبان ( 1 / 257 ) . و رواه القضاعي ( 49 / 1 )
عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال : أخبرنا سفيان بن وكيع قال : أخبرنا أبي حميد
به . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن عدي و البيهقي في "
الشعب " . و بيض له المناوي !

(1/69)

744 - " من توضأ و مسح عنقه لم يغل بالأغلال يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 167 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 115 ) : حدثنا محمد بن
أحمد بن محمد : حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا : عثمان بن خرزاذ : حدثنا عمرو
بن محمد بن الحسن المكتب : حدثنا محمد بن عمرو بن عبيد الأنصاري عن أنس بن
سيرين عن ابن عمر أنه كان إذا توضأ مسح عنقه و يقول : فذكره مرفوعا . أورده
في ترجمة عبد الرحمن بن داود هذا و هو أبي محمد الفارسي و قال فيه : " كان من
الفقهاء كثير الحديث " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لم أجده عند غيره
. و شيخه محمد بن أحمد بن محمد هو إما أبو بكر المعدل فهو ثقة أمين كما قال أبو
نعيم في ترجمته ( 2 / 900 ) ، و إما أبو عثمان بن أبي هريرة قال في ترجمته ( 2
/ 296 ) : " أحد العباد و الأخيار ، سمع الكثير صاحب أصول و كتب كثيرة " . و
الأقرب الأول . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت ابن عراق قال في "
تنزيه الشريعة " بعد أن ساق الحديث عن أبي نعيم : " و فيه أبو بكر المفيد شيخ
أبي نعيم ، قال الحافظ العراقي : و هو آفته " . قلت : و هذا متهم كما قال
الذهبي و تبعه الحافظ ابن حجر في " اللسان " . و قد كنت ذكرت عند حديث " مسح
الرقبة أمان من الغل " رقم ( 69 ) أنه محمد بن أحمد بن علي المحرم ، و الآن
رجعت عنه لما وقفت على إسناد الحديث عند أبي نعيم ، و إنما أوقعني في ذلك الخطأ
أنني كنت نقلته بواسطة الحافظ ابن حجر و هو لم يذكر في سند الحديث اسم جد هذا
الشيخ ، فلما وقفت عليه عند أبي نعيم إذا باسم جده ( محمد ) ، فتيقنت أنه ليس
ذلك المحرم ، فهو أحد هؤلاء الثلاثة الذين ذكرتهم هنا ، و قد رأيت أن الحافظ
العراقي جزم بأنه أبو بكر المفيد ، و هو حجة في هذا العلم . فالعمدة عليه في
تعيين الرجل . و الله أعلم . و في السند رجل آخر ضعيف جدا ، و هو محمد بن عمرو
بن عبيد الأنصاري و هو بصري ، و قد حكيت أقوال العلماء في تضعيفه هناك . و قد
تبين لي الآن علة ثالثة و هي عمرو بن محمد بن الحسن ترجمه الخطيب فقال ( 12 /
204 ) : " هو الزمن المعروف بالأعسم ، بصري سكن بغداد " . ثم روى عن الدارقطني
أنه قال فيه : " منكر الحديث " و في رواية أخرى عنه : " كان ضعيفا كثير الوهم "
. و في " اللسان " : " قال الحاكم : ساقط روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في
حديثهم منها شيء " . و ذكر عن ابن حبان و النقاش نحوه . قلت : فتعصيب التهمة به
في هذا الحديث أولى من تعصيبها بشيخ أبي نعيم ، لأنه فوقه في السند ، و أوهى
منه ، و الله أعلم .

(1/70)

745 - " من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، و من خرج معتمرا فمات
كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 / 2 ) عن أبي معاوية : حدثنا
محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " لم يروه عن عطاء إلا جميل ، و لا عنه إلا ابن إسحاق تفرد به
أبو معاوية " . و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (
33 / 1 ) و زاد : " و من خرج غازيا في سبيل الله فمات كتب له أجر الغازي إلى
يوم القيامة " . و هكذا أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 112 ) و قال : "
رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق ، و بقية رواته ثقات " . قلت : يعني أن
ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . فهذه علة ، و فيه علة أخرى ، فقال الهيثمي ( 3 /
208 - 209 ) بعد أن عزاه للطبراني وحده : " و فيه جميل بن أبي ميمونة ، و قد
ذكره ابن أبي حاتم ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكره ابن حبان في (
الثقات ) " . قلت : و تساهل ابن حبان في التوثيق معروف ، فالرجل مجهول الحال ،
و الله أعلم .

(1/71)

746 - " لا هم إلا هم الدين ، و لا وجع إلا وجع العين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 346 ) و الطبراني في " الأوسط
" ( 68 / 1 و 145 / 1 ) و في " الصغير " ( ص 176 ) و عنه القضاعي ( 72 / 2 ) و
ابن عدي ( 188 / 1 ) قالا : حدثنا محمد بن يونس البصري العصفري : حدثنا قرين بن
سهل بن قرين : حدثني أبي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن محمد بن
المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن المنكدر إلا
ابن أبي ذئب ، تفرد به سهل " . قلت : و قال ابن حبان : " يروي عن ابن أبي ذئب و
غيره من الثقات ما ليس من حديثهم " . و لذا قال الذهبي : " غمزه ابن حبان و ابن
عدي ، و كذبه الأزدي " . و ذكر له ابن عدي ثلاثة أحاديث هذا أحدها و قال : "
منكر باطل إسناده و متنه " . و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2
/ 244 ) . و تعقبه السيوطي بما لا ينفع فقال : ( 393 - طبع الهند ) : " قلت :
أخرجه أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في " شعب الإيمان " و قال : " حديث منكر
" . و له طريق آخر ، قال الشيرازي في " الألقاب " : ....... فساق إسناده من
طريق يحيى بن عبد الله خاقان : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
ثم قال السيوطي : " و أخرجه الخطيب في " رواة مالك " و قال : منكر عن مالك ، و
خاقان مجهول ، و قال الذهبي في " الميزان " : " يحيى بن عبد الله خاقان يكنى
أبا سهل عن مالك - ثم ساق الحديث ثم قال : فهذا موضوع " . و لم يتعقبه السيوطي
بشيء إلا أنه قال : " و له شاهد موقوف " . قلت : و فيه ابن لهيعة ، و لو صح فهو
شاهد على الحديث لا له ، لأن الموقوف لا يصح أن يشهد للمرفوع كما لا يخفى ، و
لذلك قال المناوي في " الفيض " : " و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، و نوزع بما
لا طائل فيه " . و الموقوف المشار إليه وجدته في " الفوائد المنتقاة الحسان
العوالي " لابن الديباجي ( 20 / 85 / 1 ) من طريق ابن لهيعة عن خالد بن يزيد
قال : قال عمرو بن العاص ....... فذكره . و الحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 295 ) من طريق الحسين بن معاذ - مستملي عمرو بن علي - : حدثنا
ابن أخي الربيع بن مسلم عن الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ : " لا غم إلا غم الدين ، و لا ..... " . قلت : و الحسن بن معاذ هو ابن
داود بن معاذ . قال الذهبي : " ليس بثقة ، حديثه موضوع " .

(1/72)

747 - " قال الله تعالى : من لم يرض بقضائي و قدري فليلتمس ربا غيري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 169 ) :
ضعيف جدا . عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب " عن
أنس . و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، و كأنه لم يقف على سنده ، و قد
وجدته في الجزء الرابع من " التجريد " لابن عساكر ، رواه ( 4 / 1 - 2 ) من طريق
البيهقي عن الحاكم بسنده عن علي بن يزداد الجرجاني - و كان قد أتي عليه مائة و
خمس و عشرون سنة - قال : سمعت عصام بن الليث الليثي السدوسي - من بني فزارة في
البادية - قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، علي بن يزداد الجرجاني قال الذهبي في ترجمة شيخه عصام بن الليث : " لا
يعرفان " . و ساق له في " اللسان " هذا الحديث من طريق الحاكم ثم قال : " أخرجه
أبو سعد ابن السمعاني في " الأنساب " و قال : " هذا إسناد مظلم لا أصل له " .
و قال الذهبي أيضا في ترجمة علي بن يزداد الجرجاني : " شيخ لابن عدي متهم ، روى
عن الثقات أوابد " . و أقره في " اللسان " . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد روي
بإسناد آخر مثله في الضعف ، و قد مضى برقم ( 494 ) .

(1/73)

748 - " الجمال صواب القول بالحق ، و الكمال حسن العفاف بالصدق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 170 ) :
ضعيف جدا . رواه أبو نعيم في " فضائل الخلفاء الأربعة " ( 2 / 2 / 2 ) و
السلفي في " أحاديث و حكايات " ( 78 / 1 ) و ابن النجار ( 10 / 174 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 81 ) و ابن عساكر ( 8 / 471 / 2 ) عن عمر بن إبراهيم عن أيوب بن
سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و عليه ثياب بياض ، فلما نظر تبسم ، قال العباس : يا رسول الله ما الجمال
؟ قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أيوب بن سيار فإنه ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره ، و قال ابن حبان ( 1 / 159 ) : " يقلب الأسانيد ، و
يرفع المراسيل " . و الراوي عنه عمر بن إبراهيم و هو الكردي الهاشمي مثله في
الضعف ، لكنه قد توبع عليه ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 86 - 87
) عن همام بن مسلم عن أيوب به . لكن هماما هذا مثله في الضعف قال الدارقطني : "
متروك " . قلت : فلا يستشهد به لاسيما و قد قال ابن حبان : " يسرق الحديث " .
فلعله سرقه من الكردي هذا . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الحكيم عن جابر . و تعقبه المناوي في شرحه عليه بقوله : " قضية صنيع المصنف أنه
لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، و هو عجيب ! فقد رواه
أبو نعيم في " الحلية " و الديلمي في " الفردوس " و البيهقي في " الشعب "
فعدوله للحكيم و اقتصاره عليه الموهم غير لائق ، ثم إن فيه أيوب بن سيار (
الأصل يسار و هو خطأ مطبعي ) الزهري قال الذهبي : ضعيف جدا تفرد به عنه عمر بن
إبراهيم و هو ضعيف جدا " . و في قول الذهبي أن عمر تفرد به عن أيوب نظر ،
للمتابعة التي ذكرتها ، و عزوه للحلية فيه وقفة ، فإني لم أجده في " الحلية " .
و الله أعلم .

(1/74)

749 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثة و سبعين مغفرة واحدة منها صلاح أمره كله ،
و اثنتان و سبعون درجات له يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 171 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 140 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 304 ) و
أبو نعيم في " الأخبار " ( 2 / 74 ) عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي قال :
حدثنا زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و قال العقيلي : " لا يعرف إلا به
" . يعني زيادا هذا . و قال ابن حبان : " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن
يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة " . و قال البخاري : " كان شعبة يتكلم فيه
" . و في " الميزان " : " قال الحاكم : روى عن أنس و غيره أحاديث موضوعة ، و
كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه ، قال الدارقطني : متروك ، و قال أبو حاتم و
غيره : لا يحتج به " . و قال النقاش فيه مثل قول الحاكم المتقدم . و من طريق
زياد رواه أبو يعلى و البزار كما في " المجمع " ( 8 / 191 ) . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي ثم قال ( 2 / 171 ) : " موضوع ، و
المتهم بوضعه زياد " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 352 ) بأن له طريقين
آخرين و شاهدا من حديث ثوبان . أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر
بسنده عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان : حدثنا أبو
علي محمد بن سليمان بن حيدرة : حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن ( الأصل : حصني و
هو خطأ ) : حدثنا [ أبو ] المغيرة : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين المكي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره . قلت : و سكت
عليه السيوطي فما أحسن ، فإن ابن ذكوان هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم ابن
حجر في " اللسان " و قالا : " تكلم فيه عبد العزيز الكتاني " . و محمد بن
سليمان بن حيدرة مجهول الحال ، و حيدرة اسم أحد جدوده ، و اسم جده الأدنى الحر
بن سليمان . هكذا ذكره ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 193 / 2 ) و في ترجمته
ساق له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و تمام الحديث عنده . "
و من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد و لم
يولد و لم يكن له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف حسنة " . و بقية رجال
الإسناد ثقات غير أن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه
منها ، و إسماعيل بن معن له ترجمة في ابن عساكر ( 2 / 415 / 2 ) . و جملة القول
: أن سند هذه الطريق مظلم فلا يدفع بمثله حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، لاسيما
و فيها تلك الزيادة التي تؤكد هذا الحكم لما فيها من المبالغة في الأجر لمجرد
النطق بتلك الجملة المباركة ، و هذه المبالغة من أمارات وضع الحديث كما هو مقرر
في محله . و أما الطريق الثاني : فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي
بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج : حدثنا دينار مولى أنس بن مالك : حدثني
أنس بن مالك به . و هكذا رواه الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 175 ) في ترجمة
الزجاج هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و هذا إسناد تالف دينار هذا قال
ابن حبان ( 1 / 290 ) : " يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و قال الحاكم : " روى
عن أنس قريبا من مائة حديث موضوعة " . فإيراد السيوطي لهذا الطريق التالف ، و
سكوته عليه من العجائب ! و قد فاته طريق ثالث ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 350 ) عن أبان عن أنس مرفوعا . لكن أبان هذا و هو ابن أبي عياش
كذاب فلا يفرح به ! و أما الشاهد فهو الحديث الآتي : " من فرج عن مؤمن لهفان
غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر دنياه و آخرته ، و ثنتين
و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .

(1/75)

750 - " من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر
دنياه و آخرته ، و ثنتين و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 172 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 49 - 50 ) من طريق إسماعيل بن
أبان الأزدي ( الأصل الأودي و هو تصحيف ) قال : حدثنا حماد بن عثمان القرشي -
مولى الحسن بن علي - قال : حدثني يزيد بن أبي زياد البصري عن فرقد عن شميط -
مولى ثوبان - عن ثوبان مرفوعا ، و قال : " غريب من حديث فرقد ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو مظلم ، فإن فرقدا هذا و هو ابن يعقوب السبخي
قال البخاري : " في حديثه مناكير " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و يزيد بن
أبي زياد البصري لم أعرفه ، و في طبقته بهذا الاسم و النسب ثلاثة أحدهم شامي ،
و هو ضعيف جدا ، و الآخران كوفيان ، أحدهما من رجال " التهذيب " و هو ضعيف . و
الآخر من رجال " الميزان " و لا تقوم به حجة . فلعله أحدهم و يكون نسبته بصريا
خطأ من أحد الرواة و لعله من الراوي عنه : حماد بن عثمان القرشي ، و لم أجد له
ترجمة . و يراجع له " الجرح و التعديل " . فإني لا أطوله الآن . ثم رجعت إليه
فلم أجد فيه سوى حماد بن عثمان الذي روى عن الحسن البصري و هو مجهول . فكأنه
غير هذا . و هذا الحديث أورده السيوطي شاهدا للحديث الذي قبله فلم يحسن لشدة
ضعفه و نكارة لفظه . و الله أعلم .

(1/76)

751 - " من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح و إلا شفعت له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 353 ) عن عبد الله بن إبراهيم
بن الهيثم الغفاري : حدثنا مالك بن أنس و العمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
، و قال : " غريب من حديث مالك ، تفرد به الغفاري " . قلت : قال الذهبي : "
نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث . و قال الحاكم : " يروي عن جماعة من الضعفاء
أحاديث موضوعة " .

(1/77)

752 - " وجبت محبة الله على من أغضب فحلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 331 / 2 ) : حدثنا ابن أبي صالح . حدثنا أبو مصعب :
حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة مرفوعا . و قال : " و هذا عن
مالك منكر " . قلت : أورده في ترجمة أبي مصعب هذا و سماه مطرفا ، و قال : "
يحدث عن ابن أبي ذئب و مالك و غيرهما بالمناكير " . قلت : مطرف هذا من شيوخ
البخاري في " الصحيح " و هو ثقة كما قال ابن سعد و الدارقطني و غيرهما ، و به
جزم الحافظ في " التقريب " و قال : " لم يصب ابن عدي في تضعيفه " . و قد ساق
الذهبي له أحاديث في " الميزان " من طريق ابن عدي عن ابن أبي صالح هذا و هو
أحمد بن داود و منها هذا الحديث ثم قال : " قلت : و هذه أباطيل حاشا مطرفا من
روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ! فكيف خفي هذا على ابن عدي فقد كذبه
الدارقطني ؟! و لو حولت هذه إلى ترجمته كان أولى " . و كذا قال الحافظ في "
التهذيب " ، و قد فعل الذهبي ما أشار إليه ، فنقل الحديث إلى ترجمة أحمد هذا و
قال : " و هذا موضوع " . و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " و ذكر أن أحمد
هذا قال فيه ابن حبان و ابن طاهر : " كان يضع الحديث " . قلت : و من طريقه أخرج
الحديث أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 5 / 135 ) و القضاعي في " مسند الشهاب "
( 46 / 2 ) و القاضي أبو بكر الشهرزوري في " جزء فيه مجلسان " ( 4 / 2 ) و ابن
عساكر ( 5 / 84 / 2 ) . و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 167 -
168 ) من طريق أبي نعيم ، ثم قال السيوطي : " قال في " الميزان " : هذا موضوع ،
من أكاذيب ابن داود " . قلت : و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 359 / 1
- 2 ) . و مع هذا كله فقد سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ! فتعقبه
المناوي بكلام الذهبي على الحديث و بقول ابن طاهر في راويه : " كان يضع الحديث
" . و كذا قال ابن حبان ( 1 / 134 ) .

(2/251)

753 - " من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 174 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 254 - 255 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 5 / 130 - 131 ) و السلفي في " أحاديث منتخبة " ( 135 / 1 ) عن
أحمد بن محمد النوري قال : أخبرنا سري السقطي عن معروف الكرخي عن ابن السماك عن
الأعمش عن أنس مرفوعا . و في لفظ للخطيب : " ....... كمن حج و اعتمر " .
قلت : و هذا سند ضعيف مسلسل بجماعة من الصوفية لا تعرف أحوالهم في الحديث و هم
النوري و السقطي و الكرخي ، و في ترجمة الأول من " التاريخ " أمور مخالفة للشرع
كنذره أن لا يقعد على الأرض أربعين يوما ! و قد وفى فلم يقعد ! و كطلبه من الله
أن يخرج له سمكة وزن ثلاثة أرطال لا تزيد و لا تنقص ! و إلا رمى بنفسه في
الفرات ! فزعموا أن السمكة أخرجت له على ما أراد ، فقال له الجنيد : لو لم تخرج
كنت ترمي بنفسك ؟ قال : نعم . فهذا يدل على أنه كان جاهلا ، أو أنه كان من غلاة
الصوفية الذين لا يقيمون لنصوص الشريعة وزنا . أعاذنا الله من ذلك بمنه و كرمه
. ثم إن في الحديث علة أخرى و هي الانقطاع بين الأعمش و أنس ، قال في " التهذيب
" : " لم يثبت له منه سماع " . و ابن السماك اسمه محمد بن صبيح و لا بأس به كما
قال الدارقطني . و الحديث أورده السيوطي باللفظين كحديثين مستقلين ! عزى الأول
للحلية ، و الآخر للتاريخ ، و قال المناوي فيه : " و فيه من لم أعرفه " . يعني
الصوفية الثلاثة . ثم قال في اللفظ الأول عطفا على رواية " الحلية " له : " و
كذا الخطيب عن إبراهيم بن شاذان عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج عن دينار مولى
أنس ، و قضية كلام المصنف أن ذا لا يوجد مخرجا لأعلى من أبي نعيم و إلا لما عدل
إليه و اقتصر عليه ، و الأمر بخلافه ، فقد خرجه البخاري في " تاريخه " و لفظه :
" من قضى لأخيه حاجة فكأنما خدم الله عمره " . و كذا الطبراني و الخرائطي عن
أنس يرفعه بسند قال الحافظ العراقي ضعيف . و أورده ابن الجوزي في ( الموضوع ) "
. قلت : طريق دينار هذه ليست لهذا الحديث بهذا اللفظ ، بل هو من طريق الصوفية
المتقدم ، و لفظ حديث دينار : " من قضى لأخيه حاجة من حوائج الدنيا قضى الله له
اثنتين و سبعين حاجة أسهلها المغفرة " فهذا حديث آخر و قد تقدم الكلام عليه في
الحديث ( 750 ) و ليس هو عند أبي نعيم من هذا الوجه بل هو عند الخطيب كما سبق .
ثم إن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث في " الموضوع " و إنما أورد فيه الحديث
المشار إليه آنفا برقم ( 750 ) ، فتأمل كم في كلام المناوي من أخطاء . و العصمة
لله وحده . و للحديث طريق آخر عن أنس ، أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 /
43 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( 77 - 78 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 225 ) و الخرائطي في " المكارم " ( ص 17 ) و الخطيب ( 3 / 114 )
عن بقية عن متوكل بن يحيى القنسريني عن حميد بن العلاء عنه مرفوعا . قلت : و
هذا ساقط ، و بقية و هو ابن الوليد مدلس و قد عنعنه . و المتوكل هذا قال الأزدي
: " حديثه ليس بالقائم " . و حميد بن العلاء قال الأزدي : " لا يصح حديثه " . و
كأنه يعني هذا . و وجدت له شاهدا من حديث عبد الله بن عمر . أخرجه أبو العباس
الأصم في " حديثه " ( رقم 130 من نسختي ) عن أبي مسلم محمد بن مخلد الرعيني :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار عن محمد بن جابر عن خصيف بن عبد الرحمن عنه مرفوعا .
و هذا إسناد هالك ، الرعيني قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " . و قال الدارقطني
: " متروك الحديث " . و سعيد بن عبد الجبار قال الذهبي : " لا يعرف " . و فرق
بينه و بين سميه الذي قبله و هو الزبيدي الحمصي و كان جرير يكذبه . و لا مانع
عندي من أن يكونا واحدا و يؤيده أن الحافظ بعد أن ترجم للزبيدي في " التهذيب "
لم يورد هذا الذي نحن في صدده تمييزا كما هي عادته ، و كذلك لم يورده في "
اللسان " اكتفاء منه بإيراده إياه في " التهذيب " بناء على أنهما واحد . و الله
أعلم . و محمد بن جابر و خصيف بن عبد الرحمن ضعيفان .

(2/252)

754 - " نعم الشيء الهدية أمام الحاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 176 ) :

موضوع . رواه الطبراني ( 1 / 294 / 1 ) : حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي :
أخبرنا الهيثم بن خارجة أخبرنا يحيى بن سعيد العطار عن يحيى بن العلاء عن طلحة
بن عبيد الله عن الحسين بن علي مرفوعا . و رواه الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 31 / 1 ) من طريق يزيد بن سنان البصري - بمصر - حدثنا يحيى
بن سعيد العطار به . قلت : و هذا إسناد تالف يحيى بن سعيد قال ابن حبان : "
يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به " . و يحيى بن العلاء كذاب يضع
الحديث كما تقدم عن الإمام أحمد تحت الحديث ( 321 ) . و ذكره ابن قدامة في "
المنتخب " ( 10 / 195 / 1 ) من طريق عبد الله : حدثني أبي أخبرنا عباد بن
العوام : حدثني شيخ عن الزهري مرفوعا . قال أبي : يقولون إنه سليمان بن أرقم ،
و سليمان لا يساوي حديثه شيئا . ثم رأيت هذا في " كتاب الضعفاء " ( 156 )
للعقيلي قال : حدثنا عبد الله به . قلت : و قد وصله أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 2 / 75 ) عن عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعيد بن أبي وقاص عن الزهري عن
عروة عن عائشة مرفوعا . و هذا سند ساقط أيضا ، عثمان هذا قال ابن معين : " كان
يكذب " . و قال ابن المديني : " ضعيف جدا " . و هذا معنى قول البخاري : " تركوه
" . و قال فيه ابن حبان ( 2 / 98 ) مثل ما سبق في يحيى بن سعيد . و من طريقه
رواه الحاكم في " تاريخه " كما في " اللآليء " ( ص 492 ) للسيوطي و قد تعقب به
و بحديث الحسين الذي قبله حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع ، فلم يصنع شيئا
لأن مدارهما على كذابين كما علمت . و له طريق أخرى عن عروة . رواه الخطيب ( 8 /
166 ) عن عمرو بن خالد الأعشى : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
لكن عمرو هذا كذاب وضاع ، رماه بذلك غير واحد من الأئمة . و قد أورده ابن
الجوزي من طريقه في " الموضوعات " و قال ( 2 / 91 ) : " لا يصح ، عمرو بن خالد
كذبه العلماء ، منهم أحمد و يحيى ، و قال ابن راهويه : كان يضع الحديث " . و قد
روي من حديث أنس ، رواه الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق خداش بن مخلد :
حدثنا يعيش بن هشام : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا ذكره ابن الجوزي و
قال : " قال الدارقطني : هو باطل عن مالك ، و قد روي عن الموقري عن الزهري عن
أنس ، و الموقري ضعيف " . قلت : و خداش بن مخلد لم أجد له ترجمة . و أما
الموقري و هو الوليد بن محمد فهو ساقط كذبه ابن معين و قال النسائي : " متروك
الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط
" .

(2/253)

755 - " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى ، و وضع إحدى رجليه على الأخرى و قال :
لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 177 ) :

منكر جدا . رواه أبو نصر الغازي في جزء من " الأمالي " ( 77 / 1 ) من طرق
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن سعيد
بن الحارث عن عبيد بن حنين قال : بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان
رضي الله عنه فقال : انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد ، فوجدناه
مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى ، فسلمنا و جلسنا ، فرفع قتادة بن
النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله
يا ابن أم أوجعتني ! فقال له : ذلك أردت ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . فقال أبو سعيد : لا جرم والله لا أفعل أبدا . و قال : " قال الإمام
أبو موسى ( يعني المديني الحافظ ) : رواه ابن الأصفر عن إبراهيم بن محمد بن
فليح عن أبيه عن سالم أبي النضر عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن قتادة ، و رواه
محمد بن المبارك الصوري عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه عن سالم
أبي النضر ، عن عبيد بن حنين و بسر بن سعيد كلاهما عن قتادة ، و رواه عن قتادة
أيضا سوى عبيد بن حنين و أبي الحباب و بسر بن سعيد - عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة . و رواه عن إبراهيم بن المنذر محمد بن إسحاق الصغاني و محمد بن المصفى و
محمد بن المبارك الصوري و جعفر بن سليمان النوفلي و أحمد بن رشدين و أحمد بن
داود المكي و ابن الأصفر و غيرهم ، و حدث به من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن
حنبل و أبو بكر بن أبي عاصم و أبو القاسم الطبراني ، و روي عن شداد بن أوس أيضا
مرفوعا . و روي عن عبد الله بن عباس و كعب بن عجرة رضي الله عنهما موقوفا ، و
عن كعب الأحبار أيضا ، و روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى
: *( الرحمن على العرش استوى )* هذا المعنى ، و رواة هذا الحديث من طريق قتادة
و شداد عامتهم من رجال الصحيح ، و ذلك كله بعد قول الله تعالى *( أفمن يخلق كمن
لا يخلق )* إنما يوافق الاسم الاسم ، و لا تشبه الصفة الصفة " . قلت : مع
التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله
تبارك و تعالى بعد أن فرغ من خلق السموات و الأرض استراح ! تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء
لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك . و أنا أعتقد أن أصل هذا
الحديث من الإسرائيليات و قد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب
الأخبار ، فهذا يؤيد ما ذكرته ، و ذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله
بن عباس و كعب بن عجرة ، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن
في كثير من الإسرائيليات ، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم . ثم إن قول أبي نصر " إن رواة طريق قتادة من رجال الصحيح " صحيح ، و كذلك
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 100 ) بعد أن عزاه للطبراني ، و لكن لا يلزم
من ذلك أن يكون سند الحديث بالذات صحيحا لجواز أن يكون فيه من تكلم فيه ، و إن
كان صاحب الصحيح احتج به ، فإنه يجوز أن ذلك لأنه لم يثبت جرحه عنده ، أو أنه
كان ينتقي من حديثه مع اعتقاده أن فيه ضعفا يسيرا لا يسقط به حديثه جملة عنده ،
خلافا لغيره . و إسناد هذا الحديث من هذا القبيل ، فإن محمد بن فليح بن سليمان
و أباه ، و إن أخرج لهما البخاري فإن فيهما ضعفا و خاصة الأب ، فقد ضعفه ابن
معين حتى جعله دون الدراوردي و هذا حسن الحديث ! و قال في رواية : " فليح ليس
بثقة و لا ابنه " ، و كذلك ضعفه ابن المديني و النسائي و الساجي و قال : " هو
من أهل الصدق ، و يهم " . و لذلك لم يسع الحافظ إلا الاعتراف بضعفه فقال في "
التقريب " : " صدوق كثير الخطأ " . و أما ابنه محمد فهو أحسن حالا من أبيه ،
ففي " الميزان " : " قال أبو حاتم : ما به بأس ، و ليس بذاك القوي . و وثقه
بعضهم و هو أوثق من أبيه . و قال ابن معين ليس بثقة " . و قال الحافظ : " صدوق
يهم " . و إن مما يدل على ضعفهما و ضعف حديثهما اضطرابهما في إسناده . فتارة
يقولان : عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين عن قتادة . و تارة : عن سالم أبي
النضر بدل سعيد بن الحارث ، و يقرن مع ابن حنين بسر بن سعيد و تارة يجعل
مكانهما أبا الحباب سعيد بن يسار ، و هذا كله من فوائد أبي نصر رحمه الله في
هذا الجزء من " الأمالي " . حيث حفظ لنا فيه ما ينير السبيل على البحث في حال
هذا الحديث . و أما إسناد حديث شداد فلم أقف عليه لننظر فيه ، و غالب الظن أن
فيه علة تقدح في صحته . و الله أعلم . و مما يوهن من شأن هذا الحديث أنه صح عن
عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد ، واضعا
إحدى رجليه على الأخرى . رواه البخاري ( 1 / 466 بفتح الباري طبع بولاق ) و
ترجم له بـ " باب الاستلقاء في المسجد " ثم روى عن سعيد بن المسيب قال : كان
عمر و عثمان يفعلان ذلك ، فلو كان الاستلقاء المذكور لا ينبغي لأحد من خلقه
سبحانه كما زعم الحديث لما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلفاؤه من
بعده ، كما لا يخفى . و لا يعارض هذا ثبوت النهي عن الاستلقاء في صحيح مسلم ( 6
/ 154 ) و غيره لأنه غير معلل بهذه العلة المذكورة في هذا الحديث المنكر ، و
للعلماء مذهبان في الجمع بين هذا النهي و بين فعله صلى الله عليه وسلم المخالف
للنهي : الأول : ادعاء نسخ النهي . الثاني : حمل النهي حيث يخشى أن تبدو العورة
، و الجواز حيث يؤمن ذلك <1> و في كل من المذهبين إشارة إلى رد هذا الحديث ،
فإنه لا يتمشى معهما البتة ، أما على المذهب الأول فلأن الحديث صريح في أن
الاستلقاء المذكور فيه من خصوصيات الله عز وجل فكيف يجوز ذلك ؟! و أما على
المذهب الثاني فلأنه صريح في أن العلة عنده هو انكشاف العورة أو عدم انكشافها ،
فلو كان يصح عنده أن العلة كون الاستلقاء من خصوصياته سبحانه لم يجز التعليل
بغيرها و هذا ظاهر لا يخفى أيضا . و جملة القول إن هذا الحديث منكر جدا عندي ،
و لقد قف شعري منه حين وقفت عليه ، و لم أجد الآن من تكلم عليه من الأئمة
النقاد غير أن الحافظ الذهبي أورده في ترجمة " فليح " ، كأنه يشير بذلك إلى أنه
مما أنكر عليه كما هي عادته في " ميزانه " . و الله أعلم . ثم وجدت في بعض
الآثار ما يشهد لكون الحديث من الإسرائيليات ، فروى الطحاوي في " شرح المعاني "
( 2 / 361 ) بسند حسن أنه قيل للحسن ( و هو البصري ) : قد كان يكره أن يضع
الرجل إحدى رجليه على الأخرى ؟ فقال : ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود " . ثم رأيت
البيهقي سبقني إلى الكلام على الحديث بنحو ما ظهر لي ، فقال في " الأسماء و
الصفات " ( ص 355 ) بعد أن ساقه من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح :
" فهذا حديث منكر ، و لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، و فليح بن سليمان مع كونه من
شرط البخاري و مسلم ، فلم يخرجا حديثه هذا في " الصحيح " ، و هو عند بعض الحفاظ
غير محتج به " . ثم روى بسنده عن ابن معين قال : لا يحتج بحديثه . و في رواية :
قال : ضعيف . قال : و بلغني عن النسائي أنه قال : ليس بالقوي . قال : " فإذا
كان فليح بن سليمان المدني مختلفا في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت
بروايته مثل هذا الأمر العظيم . و فيه علة أخرى ، و هي أن قتادة بن النعمان مات
في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و صلى عليه عمر ، و عبيد بن حنين مات
سنة خمس و مائة ، و له خمس و سبعون سنة في قول الواقدي و ابن بكير ، فتكون
روايته عن قتادة منقطعة ، و قول الراوي : و انطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد لا
يرجع إلى عبيد بن حنين ، و إنما يرجع إلى من أرسله عنه ، و نحن لا نعرفه ، فلا
تقبل المراسيل في الأحكام ، فكيف في هذا الأمر العظيم ؟! " .

-----------------------------------------------------------
[1] و هذا هو الذي رجحه الحافظ في " الفتح " . اهـ .

(2/254)

756 - " الأمر المفظع ، و الحمل المضلع ، و الشر الذي لا ينقطع إظهار البدع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 1 / 327 / 1 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " رقم
( 36 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 1 / 173 / 1 - 2 ) عن بقية : حدثنا عيسى بن
إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي مرفوعا . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا هو الهاشمي ، قال البخاري و النسائي : " منكر
الحديث " . و قال أبو حاتم و النسائي أيضا : " متروك الحديث " . و موسى بن أبي
حبيب ضعفه أبو حاتم . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 268 -
269 ) من رواية الحاكم و قال : " لا يصح ، قال الحاكم : عيسى واهي الحديث بمرة
" . و أقره السيوطي ( رقم 652 ) من " اللآليء " ، ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 136 / 1 ) ، و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، من
رواية الطبراني هذه ، و اقتصر المناوي في شرحه على قوله : " و الحديث ضعيف " !
.

(2/255)

757 - " من وطيء امرأة و هي حائض ، فقضى بينهما ولد ، فأصابه جذام ، فلا يلومن إلا
نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :
ضعيف . رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 2 رقم 147 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 169 / 1 ) : حدثنا بكر بن سهل : أخبرنا محمد بن أبي السري
العسقلاني : أخبرنا شعيب بن إسحاق عن الحسن بن الصلت عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزهري إلا
الحسن بن الصلت - شيخ من أهل الشام - تفرد به ابن أبي السري " . قلت : و هو
صدوق له أوهام كثيرة كما في " التقريب " . و الحسن بن الصلت لم أجد له ترجمة و
لم يذكره الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " مع أنه على شرطه ! و الحديث أعله
الهيثمي ( 4 / 299 ) ببكر هذا فقال : " ضعفه النسائي و قال الذهبي : قد حمل
الناس عنه و هو مقارب الحديث " .

(2/256)

758 - " من مشى مع ظالم ليعينه و هو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 1 / 32 / 2 ) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم
بن زبريق الحمصي : حدثني أبي : حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن
الزبيدي عن عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل
أحد بني المجمع حدثه به مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا عمرو بن إسحاق لم
أعرفه و لم يورده ابن عساكر في " تاريخه " مع أنه على شرطه . و أبو إسحاق بن
إبراهيم بن زبريق ضعيف جدا ، قال النسائي : " ليس بثقة " . و قال أبو داود : "
ليس بشيء " و كذبه محدث حمص محمد بن عوف الطائي و هو أعرف بأهل بلده ، و أما
أبو حاتم فقال : لا بأس به ! و عياش بن مؤنس و شيخه أبو الحسن نمران بن مخمر لم
أعرفهما .

(2/257)

759 - " أربع من سعادة المرء : أن تكون زوجته موافقة ، و أولاده أبرارا ، و إخوانه
صالحين ، و أن يكون رزقه في بلده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :

ضعيف جدا . رواه النسائي في " حديثه " ( 132 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخه
" ( 15 / 325 / 2 ) من طريقين عن بقية بن الوليد عن أبي يعقوب المدني عن عبد
الله بن الحسين عن أبيه عن جده . و قال ابن عساكر : " غريب جدا " . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، أبو يعقوب المدني لم أعرفه ، فهو من شيوخ بقية المجهولين
الذين كان يدلسهم ، قال ابن معين : " إذا لم يسم بقية شيخه و كناه فاعلم أنه لا
يساوي شيئا " . و قال ابن المبارك : " نعم الرجل بقية لولا أنه يكني الأسماء ،
و يسمي الكنى " ! و عبد الله بن الحسين لم أعرفه ، و لا نعلم للحسين بن علي بن
أبي طالب ابنا اسمه عبد الله و ( الحسين ) كذلك وقع في الطريقين ، و لعله خطأ
من بعض الرواة أو النساخ ، و يؤيده أن الحديث أخرجه أبو بكر الشافعي في "
الفوائد " ( ج 73 / 258 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 166 ) من طريق عمرو بن جميع
عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده مرفوعا . و على هذا فالحديث من مسند الحسن
بن علي بن أبي طالب لا من مسند علي ، فإن عبد الله هذا هو ابن حسن بن حسن بن
علي بن أبي طالب ، و هو ثقة مأمون ، لكن الراوي عنه عمرو بن جميع كذاب : قد
وجدت له طريقا أخرى عن الحسين عن علي رضي الله عنهما ، فقال الدنيوري في "
المجالسة " كما في " المنتقى منها " ( 21 / 2 نسخة حلب ) : حدثنا محمد بن
الحسين حدثني علي بن الحسين بن موسى عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي
بن أبي طالب مرفوعا . و هذا إسناد ساقط من دون موسى ( و هو ابن عبد الله بن حسن
المتقدم ) لم أعرفهم ، لكن الدينوري نفسه متهم و اسمه أحمد بن مروان ، قال
الذهبي : " اتهمه الدارقطني ، و مشاه غيره " . و قال الحافظ في " اللسان " : "
و صرح الدارقطني في " غرائب مالك بأنه يضع الحديث " . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع " من رواية ابن عساكر و الديلمي عن علي ، و ابن أبي الدنيا في "
كتاب الإخوان " عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده . و لم يتعقبه المناوي
بشيء غير أنه قال : " رمز المصنف لضعفه " . و قد عرفت أنه ضعيف جدا من طريق ابن
عساكر ، و باطل من الطريقين الآخرين ، و قوله " عبد الله بن الحكم " أظنه تصحيف
من " عبد الله بن الحسن " كما سبق في رواية أبي بكر الشافعي ، و كذلك هو في "
الجامع الكبير " ( 1 / 90 / 1 ) لكن وقع فيه " ..... ابن أبي الحسن " ! .

(2/258)

760 - " المؤمن كيس فطن حذر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 182 ) :
موضوع . رواه القضاعي ( 2 / 2 / 2 ) عن سليمان بن عمرو النخعي عن أبان عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، النخعي هذا كان يضع الحديث كما قال
أحمد و غيره . و أبان هو ابن أبي عياش متروك متهم ، و لهذا فقد أساء السيوطي
بإيراده إياه في " الجامع الصغير " من رواية القضاعي هذه . و قد تعقبه المناوي
بقوله : " قال العامري : " حسن غريب " ، و ليس فيما زعمه بمصيب . بل فيه أبو
داود النخعي كذاب ، قال في " الميزان " عن يحيى : كان أكذب الناس . ثم سرد له
عدة أخبار هذا منها . قال ابن عدي : أجمعوا على أنه كان وضاعا " .

(2/259)

761 - " المدينة قبة الإسلام ، و دار الإيمان ، و أرض الهجرة ، و مبوأ الحلال و
الحرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 124 / 1 ) عن عيسى بن مينا -
قالون - : حدثنا عبد الله بن نافع عن أبي المثنى القاريء عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال السيوطي في " الحجج المبينة " ( 69 / 2 ) : " سنده
حسن " . و كأنه أخذه من قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 258 ) : " و فيه عيسى
بن مينا قالون ، و حديثه حسن و بقية رجاله ثقات " ، و في هذا نظر من وجهين :
الأول : أن عيسى بن مينا لم يوثقه غير ابن حبان ، و قد قال فيه الذهبي : " أما
في القراءة فثبت ، و أما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة ، سئل عنه أحمد بن
صالح المصري عن حديثه فضحك و قال : تكتبون عن كل أحد ! " . قلت : ففي كلام أحمد
بن صالح هذا إشارة إلى ضعف هذا الرجل إلى درجة أنه لا يكتب حديثه ! الثاني : أن
أبا المثنى القاريء و اسمه سليمان بن يزيد ضعيف كما قال الدارقطني و تبعه
الحافظ في " التقريب " . و قال أبو حاتم : " منكر الحديث ليس بالقوي " . و أما
ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 112 ) فهو عمدة الهيثمي في توثيقه . لكن
توثيق ابن حبان لا قيمة له لاسيما مع مخالفة من هو أعرف منه بالرجال كأبي حاتم
و الدارقطني ، لاسيما و هو أعني ابن حبان قد تناقض ، فإنه قد ذكره في " الضعفاء
" أيضا فقال ( 3 / 151 ) : " يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به و
لا الرواية عنه إلا للاعتبار " .

(2/260)

762 - " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :
ضعيف . رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 55 ) و ابن ماجة ( 2 / 343 )
و الدولابي ( 1 / 185 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 248 ) و ابن بشران في "
الأمالي " ( 169 / 2 ) و ابن عدي ( 150 / 1 ) عن سعيد بن زكريا عن الزبير بن
سعيد الهاشمي عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي :
" و قال البخاري : عبد الحميد بن سالم لا يعرف له سماع من أبي هريرة " . ثم قال
العقيلي : " ليس له أصل عن ثقة " . و قال الذهبي : " ما حدث عنه غير الزبير " .
قلت : و معنى هذا أن عبد الحميد مجهول ، و قد صرح بهذا الحافظ في " التقريب " ،
و قال في " الزبير " هذا : " إنه لين الحديث " . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " من طريق العقيلي و قال ( 3 / 215 ) : " لا يصح ، قال يحيى : "
الزبير ليس بشيء ....... " ثم ذكر كلام العقيلي . قلت : و لم يتعقبه السيوطي في
" اللآليء " إلا بأن له شاهدا . و سيأتي بيان ما فيه ، و أما ابن عراق فقال في
" تنزيه الشريعة " ( 384 / 1 ) : " و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على هامش " تلخيص
الموضوعات " ما نصه : الزبير بن سعيد لم يتهم بكذب فكيف يحكم على حديثه بالوضع
؟! والله أعلم و الحديث من طريقه أخرجه ابن ماجه في " سننه " و البيهقي ، و له
طريق آخر عن أبي هريرة . أخرجه أبو الشيخ في الثواب " . قلت : ساقه السيوطي في
" اللآليء " ( 562 ) شاهدا ، و ذلك تساهل كبير فإن فيه وضاعا . ثم إن لفظه
مغاير في بعض أطرافه و هو : " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق
عوفي من الداء الأكبر ، الفالج و الجذام و البرص " .

(2/261)

763 - " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق عوفي من الداء الأكبر ، الفالج
و الجذام و البرص " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 184 ) :
موضوع . رواه أبو الشيخ في " الثواب " بسنده " عن علي بن عروة عن عبد الملك
عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته علي بن عروة قال
ابن حبان ( 2 / 105 ) : " كان يضع الحديث على قلة روايته " . و كذبه صالح جزرة
و غيره . و من العجائب أن السيوطي ثم ابن عراق أوردا هذا الحديث شاهدا للحديث
الذي قبله مع أنه مما لا يخفى عليهما أن الحديث الشديد الضعف لا يصلح في
الشواهد ! فكأنهما لم يتنبها لحال ابن عروة هذا ، و كذلك المناوي ، فإنه قال :
" إن السيوطي لم يتعقب ابن الجوزي إلا بأن له هذا الشاهد " . ثم ساقه و سكت
عليه . و لذلك رأيت أنه لابد من بيان حاله حتى لا يغتر بهم غافل .

(2/262)

764 - " إذا أعطى أحدكم الريحان فلا يرده ، فإنه خرج من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

ضعيف . رواه الترمذي ( 4 / 18 ) عن حنان عن أبي عثمان النهدي مرفوعا ،
و قال : " هذا حديث غريب حسن ، و لا نعرف لحنان غير هذا الحديث ، و أبو عثمان
النهدي قد أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم و لم يره ، و لم يسمع منه " .
قلت : و حنان في عداد المجهولين ، فالحديث له علتان : الجهالة و الإرسال ، فهو
ضعيف فتحسين الترمذي له مع استغرابه إياه مستغرب ! ، و المناوي إنما نقل عنه
الاستغراب فقط ، و كذلك هو في نسخة بولاق من " الترمذي " ( 2 / 130 ) فلعله
الصواب ، و الله أعلم . ( تنبيه ) : ثم إنني أقول : قد يشكل على بعض القراء
استغرابي المذكور ، و جوابا عليه أقول : وجه ذلك أن جمع الترمذي بين لفظتي "
غريب " و " حسن " إنما يعني في اصطلاحه أنه حسن لذاته بخلاف ما لو قال : " حديث
حسن " فقط ، دون لفظة " غريب " فإنه يعين أنه حسن لغيره ، و بخلاف ما لو قال :
" حديث غريب " فقط ، فإنما يعني أن إسناده ضعيف و لذلك رجحت الاستغراب فقط ،
لأن الإرسال ينافي الحسن لذاته عند المحدثين ، لاسيما إذا كان في الإسناد جهالة
. فاحفظ هذا فإنه هام .

(2/263)

765 - " تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد ، فإنها تنضم بعضها إلى بعض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 21 / 1 ) : حدثنا علي بن سعيد :
حدثنا نصار بن حرب : حدثنا أصرم بن حوشب الهمداني : حدثنا قرة بن خالد عن
الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا . و رواه ابن عدي ( 27 / 2 ) من طريق
آخر عن أصرم به . ثم قال بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و هذه الأحاديث بواطيل
عن قرة بن خالد ، لا يحدث بها عنه غير أصرم هذا " . قلت : قال فيه ابن معين : "
كذاب خبيث " و قال ابن حبان ( 1 / 172 ) : " كان يضع الحديث على الثقات " . و
لهذا أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 235 / 1 ) من رواية ابن عدي عنه
تبعا للسيوطي في " اللآليء " ( 2 / 17 ) مقرا لابن الجوزي على وضعه . و كذلك
جزم بوضعه ابن القيم في كلامه المنقول في مخطوط ( 5485 / 114 / 2 ) . و مع هذا
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " !

(2/264)

766 - " أربع لا يشبعن من أربع : أرض من مطر ، و أنثى من ذكر ، و عين من نظر ، و عالم
من علم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 281 ) و من طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 234 ) عن محمد يعني ابن الفضل عن التيمي عن ابن سيرين عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال : " غريب ، تفرد به محمد بن الفضل ، و هو ابن عطية
" . قلت : و هو كذاب كما قال الفلاس ، و قال أحمد : " حديثه حديث أهل الكذب " .
و قال ابن حبان ( 2 / 274 ) : " كان يروي الموضوعات عن الأثبات " . و له طريق
أخرى ، رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 220 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 26 ) عن محمد
بن الحسن بن زبالة : حدثنا عبد الله بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده عن أبي
هريرة ، و قال العقيلي : " لا أصل له ، عبد الله بن محمد بن عجلان منكر الحديث
، لا يتابع على هذا الحديث " . قلت : و قال ابن حبان : " لا يحل كتب حديثه إلا
على جهة التعجب ، و روى عن أبيه نسخة موضوعة " . قلت : و محمد بن الحسن بن
زبالة كذاب أيضا ، و قول السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 210 ) : " محمد بن الفضل
روى له الترمذي و ابن ماجه ، و ابن زبالة روى له أبو داود " ، فهو مما لا يساوي
شيئا بعد تكذيب الأئمة لهما . و روي الحديث عن عائشة ، أخرجه ابن عدي ( 251 / 1
) و ابن حبان ( 2 / 143 ) و عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 3 /
231 / 1 ) و ابن عساكر ( 3 / 275 / 2 ، 13 / 195 / 1 ) و كذا الطبراني في "
الأوسط " عن عبد السلام بن عبد القدوس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا
. و قال ابن عدي : " لا يرويه عن هشام غير عبد السلام ، و هو بهذا الإسناد منكر
، و عبد السلام عامة ما يرويه غير محفوظ " . و قال ابن حبان : " يروي الأشياء
الموضوعة " . و يبدو أنه قد توبع و لكن من كذاب مثله أو أكذب منه ، فقد أورده
الحافظ محمد بن طاهر المقدسي في " تذكرة الموضوعات " ( ص 11 ) و قال : " فيه
حسين بن علوان و عبد السلام بن عبد القدوس و هما ضعيفان " . و نقل السيوطي عنه
أنه قال في " تذكرة الحفاظ " : " رواه عن هشام بن حسين بن علوان الكوفي ، و كان
يضع الحديث ، و عبد السلام هذا لعله سرقه منه فإنه بحسين أشهر " . قلت : و فيه
ترجمة ابن علوان ساق الذهبي الحديث في جملة أحاديث له ، ثم قال : " و ذكر له
ابن حبان أحاديث من هذا النمط مما يعلم وضعه على هشام " . و لما ساق الذهبي هذا
الحديث عقبه بقوله : " قلت : و كذاب من كذب ! " . قلت : و أما السيوطي فلم يعلم
وضعه لأنه أورده في الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم عن أبي هريرة ، و ابن
عدي و الخطيب في " التاريخ " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بنحو ما سبق منا ، و
أقره ابن الجوزي على ذكره في " الموضوعات " ! و أما السيوطي فتعقب ابن الجوزي
في " اللآليء " ( 1 / 210 - 211 ) بما لا طائل تحته و قد ذكرنا قريبا نموذجا من
تعقبه . و ذكر أن الخرائطي رواه في " اعتلال القلوب " عن محمد بن كعب القرظي من
قوله نحوه . و هذا مع أنه موقوف و في سنده أبا معشر و هو ضعيف فإنه يدل على أن
الحديث لا أصل له مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لعل أولئك
الكذابين سرقوه و رفعوه إليه صلى الله عليه وسلم . و الحديث أورده ابن القيم في
" المنار " فقال ( ص 48 ) : " و مما يعرف كون الحديث موضوعا ركاكة ألفاظ الحديث
و سماجتها بحيث يمجها السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث هذا أولها .

(2/265)

767 - " خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج ، و خلق الورد الأبيض من عرقي ،
و خلق الورد الأصفر من عرق البراق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 4 / 236 / 1 ) عن الحسن بن عبد الواحد القزويني :
أخبرنا هشام بن عمار : أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا
حديث موضوع آفته القزويني هذا قال الذهبي : " روى في خلق الورد الأحمر خبرا
كذبا ، و هو غير معروف " . و قال ابن عساكر عقب الحديث : " قرأت بخط عبد العزيز
الكتاني : قال لي أبو النجيب الأرموي : " هذا حديث موضوع ، وضعه من لا علم له ،
و ركبه على هذا الإسناد الصحيح " . و أقره الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان "
.

(2/266)

768 - " إن أحسن الحسن الخلق الحسن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :
موضوع . رواه أبو بكر الطريثيثي في " مسلسلاته " ( 1 / 2 ) و القضاعي ( 83
/ 1 ) عن أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
أخبرنا الحسن عن الحسن عن الحسن بن أبي الحسن عن الحسن أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره قال أبو العباس : " أما الحسن الأول فهو الحسن بن زياد .
و الحسن الثاني فهو الحسن بن حسان . و الحسن الثالث هو الحسن بن أبي الحسن
البصري . و الحسن الرابع هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " . و من
طريق الطريثيثي رواه ابن الجوزي في " مسلسلاته " ( الحديث 36 ) لكنه قال : "
الحسن الأول هو الحسن بن حسان العبدي ، و الثاني ابن دينار ..... " . و الباقي
مثله و لعله الصواب فقد ساقه من طريق أخرى عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
حدثنا الحسن بن حسان العبدي عن الحسن بن دينار عن الحسن البصري قال : قال الحسن
بن علي بن طالب . فذكره موقوفا عليه ثم قال : " هذا الحديث لا أصل له موقوفا ،
أنبأنا أبو زرعة بن محمد بن طاهر عن أبيه : هذا حديث مصنوع لا أصل له ، و الحسن
بن دينار قد كذبه أحمد و يحيى ، و إنما أراد التسلسل و تكلف من بعده هذه
القاعدة " . قلت : و الغلابي يضع الحديث كما قال الدارقطني ، و ساق له الذهبي
حديثا ثم عقب عليه بقوله : " فهذا كذب من الغلابي " . قلت : و مدار الحديث
مرفوعا ، و موقوفا عليه فهو موضوع على كل حال ، و هو مما سود به السيوطي كتابه
" الجامع الصغير " فقد أورده فيه من رواية المستغفري في " مسلسلاته " و ابن
عساكر عن الحسن بن علي . و لم يتعقبه المناوي إلا بأن فيه الحسن بن دينار أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : " النسائي و غيره متروك " . و هذا تقصير منه
فالغلابي مثل ابن دينار أو شر منه ، لأن ابن دينار و إن كذب فلم ينسب للوضع .

(2/267)

769 - " من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتب له حجة و عمرة ، و إن لم تقض
كتبت له عمرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 188 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر في " التاريخ - ترجمة الحسن بن علي " من طريق
البيهقي بسنده عن عمرو بن خالد الأسدي : أنبأنا أبو حمزة الثمالي عن علي بن
الحسن قال : " خرج الحسن يطوف بالكعبة ، فقام إليه رجل فقال : يا أبا محمد !
اذهب معي في حاجتي إلى فلان ، فترك الطواف و ذهب معه ، فلما ذهب خرج إليه رجل
حاسدا للرجل الذي ذهب معه ، فقال : يا أبا محمد تركت الطواف و ذهبت مع فلان إلى
حاجته ؟ قال : فقال له حسن : كيف لا أذهب معه و رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره : فاكتسبت حجة و عمرة ، و رجعت إلى طوافي . قلت : و هذا سند واه
بمرة ، أبو حمزة الثمالي ضعيف ، و اسمه ثابت ابن أبي صفية . و عمرو بن خالد
الأسدي هو أبو يوسف و يقال : أبو حفص الأعشى قال ابن حبان ( 2 / 79 ) : " يروي
عن الثقات الموضوعات ، لا تحل الرواية عنه إلى على جهة الاعتبار " . و قال ابن
عدي : " منكر الحديث " . و ساق له حديثا حكم بوضعه و أن البلاء منه . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي عن الحسن بن علي . و هو
مما بيض له المناوي .

(2/268)

770 - " إذا كان عشية عرفة هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيطلع إلى أهل الموقف :
مرحبا بزواري و الوافدين إلى بيتي ، وعزتي لأنزلن إليكم و لأساوي مجلسكم بنفسي
، فينزل إلى عرفة فيعمهم بمغفرته و يعطيهم ما يسألون إلا المظالم ، و يقول : يا
ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ، و لا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس ، و يكون
إمامهم إلى المزدلفة ، و لا يعرج إلى السماء تلك الليلة ، فإذا أشعر الصبح
وقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم ، ثم يرجع إلى السماء و ينصرف
الناس إلى منى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 189 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 4 / 240 / 1 ) عن أبي علي الأهوازي بسنده عن
الحسن بن سعيد : أخبرنا أبو علي الحسين بن إسحاق الدقيقي : أخبرنا أبو زيد حماد
بن دليل ، عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي
أمامة الباهلي مرفوعا . و قال : " هذا حديث منكر ، و في إسناده غير واحد من
المجهولين " . قلت : بل هو حديث موضوع ، و لوائح الوضع عليه لائحة ، و لعل آفته
أبو علي الأهوازي ، و اسمه الحسن بن علي ، و هو إن وثقه بعضهم ، فقد قال الخطيب
. " كذاب في الحديث و في القراآت جميعا " . و قال ابن عساكر عقب كلامه السابق :
" و للأهوازي أمثاله في كتاب جمعه في " الصفات " سماه " كتاب البيان في شرح
عقود أهل الإيمان " ، أودعه أحاديث منكرة كحديث " إن الله تعالى لما أراد أن
يخلق نفسه خلق الخيل ، فأجراها حتى عرقت ، ثم خلق نفسه من ذلك العرق " ! مما لا
يجوز أن يروى و لا يحل أن يعتقد ، و كان مذهبه مذهب السالمية يقول بالظاهر ، و
يتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه . <1> و حديث إجراء الخيل موضوع ،
وضعه بعض الزنادقة ليشنع على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل ، فقبله بعض من
لا عقل له و رواه ، و هو مما يقطع ببطلانه شرعا و عقلا . قلت : و هذا الحديث
الباطل من وضع محمد بن شجاع الثلجي الحنفي كما صرح به علماء الحديث ، و قد قال
ابن عدي في ترجمته ( 376 / 1 ) : " كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبه إلى أصحاب
الحديث ليثلبهم به ، روى عن حبان بن هلال - و هو ثقة - عن حماد بن سلمة عن أبي
المهزم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكر حديث الخيل هذا ، ثم
قال : مع أحاديث كثيرة وضعها من هذا النحو ، فلا يجب أن يشتغل به لأنه ليس من
أهل الرواية . حمله التعصب على أن وضع أحاديث ليثلب أهل الأثر بذلك " . قلت : و
هذا الحديث الباطل هو أول حديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 1 /
105 ) : " موضوع اتهم به محمد بن شجاع ، و لا يضع مثل هذا مسلم " . قال السيوطي
( 1 / 3 ) : " و لا عاقل " . و قد أورده ابن الجوزي من طريق الحاكم : أنبأنا
إسماعيل بن محمد الشعراني قال : أخبرت عن محمد بن شجاع الثلجي بإسناده الذي
ذكره ابن عدي . و ابن شجاع هذا اتفق أئمة الحديث على تركه ، بل كذبه بعضهم
كالساجي و غيره و علمت آنفا اتهام ابن عدي له بالوضع . فمن عجائب تعصب الشيخ
زاهد الكوثري على أهل الحديث انتصارا لأهل مذهبه أنه يبرئ ابن شجاع هذا من عهدة
هذا الحديث و يتهم به حماد بن سلمة رحمه الله المتفق على جلالته و صدقه ، و
الذي قال فيه بعضهم : " إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الإسلام " .
انظر تعليقه على " السيف الصقيل " ( ص 96 - 97 ) . و هو حين يبرئ ابن شجاع منه
يحتج على ذلك بأن السند منقطع بينه و بين شيخ الحاكم : الشعراني ، ثم سرعان ما
يتناسى هذا حين يتهم به حماد بن سلمة مع أن الطريق هو هو ! ثم هو يفتري على ابن
عدي لأنه اتهم ابن شجاع هذا بوضع هذا الحديث و غيره فينسب إليه ما لم يقله
فاسمع إليه حيث يقول في تعليقه على " تبيين كذب المفتري " لابن عساكر ( ص 370 )
: " و من غريب التعدي ما يقوله ابن عدي أنه ( يعني ابن شجاع ) كان يضع الأحاديث
و يدسها في كتب أهل الحديث ليفضحهم فيرونها بسلامة باطن " . فإن قوله : " و
يدسها في كتب أهل الحديث " ليس من كلام ابن عدي كما يظهر لك بمقابلته بنص كلامه
الذي نقلته آنفا من كتابه " الكامل " . و غرضه من هذا الدس إقناع القاري بما
زعمه من تعدي ابن عدي و الرد عليه بقوله : " لأن ابن شجاع ما كان خادما و لا
ربيبا عند راو من الرواة حتى يتصور أن يدس بين كتب أحدهم شيئا ..... فإذا لم
يبرهن الجارحة على كتب من دس ابن شجاع و ماذا دس و كيف دس لا ينجيه من هذه
الوقيعة إذا وقعت الواقعة كونه يرويها عن عامي ( يعني ابن عدي ) مثله .....
فلعنة الله على الكاذبين " . هذا مما علقه و هذى به حول ما نسبه لابن عدي من دس
ابن شجاع في كتب الحديث ، و إذا عرفت أن هذا مدسوس على ابن عدي فعلى من يعود
دعاؤه " فلعنة الله على الكاذبين " ؟
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : لعل ابن عساكر يعني بـ ( رأيه ) غلوه في إثبات الصفات كما يدل عليه
هذا الحديث و نحوه مما اتهم بوضعه . و إلا فالتمسك بظاهر النصوص دون تأويل أو
تعطيل هو مذهب السلف الصالح و الأئمة الأربعة و غيرهم ، لا يرغب عنه إلا كل
هالك . ثم إن ( السالمية ) نسبة إلى أحمد بن محمد بن سالم الزاهد البصري شيخ
السالمية ، قال في " الشذرات " ( 3 / 36 ) : " كان له أحوال و مجاهدات ، و عنه
أخذ الأستاذ أبو طالب صاحب " القوت " ، و قد خالف أصول السنة في مواضع ، و بالغ
في الإثبات في مواضع ، و عمر دهرا و بقي إلى سنته بضع و خمسين و ثلاثمائة " .
@ X

(2/269)

771 - " يبعث الله الأنبياء على الدواب ، و يبعث صالحا على ناقته ، كما يوافي
بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، و يبعث بابني فاطمة : الحسن و الحسين على ناقتين
، و علي بن أبي طالب على ناقتي ، و أنا على البراق و يبعث بلالا على ناقة ينادي
بالأذان و شاهده ، حقا حقا ، حتى إذا بلغ " أشهد أن محمدا رسول الله " شهدتها
جميع الخلائق من المؤمنين الأولين و الآخرين ، فقبلت ممن قبلت منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 191 ) :

موضوع . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 140 - 141 ) و عنه ابن عساكر ( 3
/ 231 / 1 - 2 ) عن محمد بن عائذ : حدثنا علي بن داود القنطري : حدثنا عبد الله
بن صالح : حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن محمد بن كعب القرظي عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف و له علل : الأولى : عنعنة ابن جريج ،
فإنه مدلس . الثانية : ضعف عبد الله بن صالح . الثالثة : جهالة محمد بن عائذ و
هو ابن الحسين بن مهدي الخلال و في ترجمته ساق له الخطيب هذا الحديث و لم يذكر
فيها غير ذلك ! و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و
قال ( 3 / 246 ) : " موضوع . عبد الله بن صالح كاتب الليث منكر الحديث جدا كان
له جار يضع الحديث على شيخ عبد الله ، و يكتبه بخط يشبه خط عبد الله و يرميه في
داره بين كتبه فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به " . و تعقبه السيوطي في "
اللآلي " ( 2 / 446 ) بأن له طريقا آخر ، أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 /
152 ) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش : حدثنا الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و رده الذهبي
فقال : " أبو مسلم لم يخرجوا له ، قال البخاري : فيه نظر . و قال غيره : متروك
" . و تعقبه أيضا بأن له شواهد من حديث بريدة ، و علي ، و أنس . قلت : لكن كلها
من رواية الكذابين فلا يستشهد بها ، و لا يخرج الحديث عن كونه موضوعا ، لاسيما
و لوائح الوضع عليه ظاهرة .

(2/270)

772 - " يبعث الله ناقة صالح فيشرب من لبنها هو و من آمن به من قومه ، و لي حوض كما
بين عدن إلى عمان ، أكوابه عدد نجوم السماء ، فيستسقي الأنبياء ، و يبعث الله
صالحا على ناقته ، قال معاذ بن جبل : يا رسول الله و أنت على العضباء ؟ [ قال :
أنا ] على البراق ، يخصني الله به من الأنبياء ، و فاطمة ابنتي على العضباء ، و
يؤتى بلال على ناقة من نوق الجنة فيركبها ، و ينادي بالأذان فيصدقه من سمعه من
المؤمنين حتى يوافي المحشر ، و يوتى بلال بحلتين من حلل الجنة فيكساهما ، فأول
من يكسى من المسلمين بلال ، و صالح المؤمنين بعد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا . قلت : و محمد بن الفضل كذاب . ثم
رواه ابن عساكر من طريق سلام بن سليم : حدثنا خليفة بن عثمان عمن حدثه عن مكحول
عن كثير بن مرة الحضرمي مرفوعا . و هذا إسناد تالف ، و له علل : الأولى :
الإرسال ، فإن الحضرمي هذا تابعي ، و وهم من عده من الصحابة كما في " التقريب "
. الثانية : جهالة الراوي عن مكحول ، فإنه لم يسم . الثالثة : خليفة بن عثمان
هذا لم أعرفه . الرابعة : سلام بن سليم و هو المدائني الطويل متهم بالكذب و
الوضع ، فهو آفة الحديث .

(2/271)

773 - " إذا كان يوم القيامة حملت على البراق ، و حملت فاطمة على ناقة العضباء ، و
حمل بلال على ناقة من نوق الجنة ، و هو يقول : الله أكبر ، الله أكبر إلى آخر
الأذان ، يسمع الخلائق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن إسحاق بن محمد الفروي : حدثنا
عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده محمد بن عمر بن
علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان ( 2 /
119 ) : " يروي عن آبائه أشياء موضوعة " . ذكره الذهبي و ساق له أحاديث هذا
أحدها و قال : " هذا لعله موضوع " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و إسحاق
الفروي صدوق ، كف فساء حفظه . ثم إن الإسناد معضل على ما وقع في " التاريخ " و
كذلك نقله السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 447 ) مع اختلاف يسير في السند ، لكن
الظاهر أنه موصول ، فقد ذكره في " الميزان " من طريق الفروي ، و فيه بعد قوله
عن جده : " عن أبيه عمر بن علي عن علي مرفوعا " .

(2/272)

774 - " يحشر المؤذنون يوم القيامة على نوق من نوق الجنة يقدمهم بلال ، رافعي أصواتهم
بالأذان ينظر إليهم الجمع ، فيقال : من هؤلاء ؟ فيقال : مؤذنو أمة محمد صلى
الله عليه وسلم ، يخاف الناس و لا يخافون ، و يحزن الناس و لا يحزنون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 13 / 38 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 - 2 ) عن
موسى بن إبراهيم المروزي : حدثنا داود بن الزبرقان عن محمد بن جحادة عن أنس
مرفوعا . قلت : هذا موضوع آفته إما داود ، و إما موسى المروزي و كلاهما كذاب ،
و الكذب في الثاني أكثر .

(2/273)

775 - " يجيء بلال يوم القيامة على راحلة رحلها ذهب و زمامها در و ياقوت ، يتبعه
المؤذنون حتى يدخلهم الجنة ، حتى إنه ليدخل من أذن أربعين يوما يطلب بذلك وجه
الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 90 ) من طريق الدارقطني
عن أبي الوليد المخزومي : حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و قال : " قال الدارقطني : تفرد به أبو الوليد خالد بن إسماعيل قال
ابن عدي : كان يضع الحديث على الثقات " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 /
13 ) . قلت : و من طريقه رواه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 ) مختصرا و مطولا .

(2/274)

776 - " صلوا قراباتكم و لا تجاوروهم ، فإن الجوار يورث بينكم الضغائن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و الديلمي ( 2 / 247 ) عن
داود بن المحبر قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن عبد الجبار القرشي عن سعيد بن
أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عن جده مرفوعا و قال العقيلي : " حديث منكر لا
يحفظ إلا من هذا الشيخ ، و لا أصل له " . يعني سعيد بن أبي بكر هذا ، و قال فيه
: " حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا بهذا ، و عبد الله بن عبد الجبار مجهول "
. قلت : و داود بن المحبر هو صاحب " كتاب العقل " و أكثر أحاديثه موضوعات كما
قال الحافظ ، فلعله آفة الحديث ، و قد أشار لهذا الذهبي فقال في ترجمة سعيد هذا
و قد ذكر له هذا الحديث : " حديث منكر ، و الآفة ممن بعده " . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 88 ) من رواية العقيلي هذه ، و أقره السيوطي
في " اللآليء " ( 2 / 298 ) و أيده بكلام الذهبي السابق ، فاعجب منه بعد هذا
كيف أورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية العقيلي أيضا ! و تعقبه المناوي
بنحو ما ذكرنا و أنهى كلامه بقوله : " و لهذا حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع
" . و أقره المناوي . و كأنه خفي عليه إقرار السيوطي أيضا له .

(2/275)

777 - " ما أذنب عبد ذنبا فساءه إلا غفر الله له ، و إن لم يستغفر منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :
موضوع . رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 114 / 1 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1 / 180 ) عن بشر بن إبراهيم أبي سعيد القرشي ( الأصل القزويني و
هو تصحيف ) : أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا
. و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 3 / 154 / 2 ) . و هذا موضوع . و آفته بشر
هذا قال الذهبي : " قال العقيلي : " روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع
عليها " . و قال ابن عدي : " هو عندي ممن يضع الحديث " . و قال ابن حبان : "
كان يضع الحديث على الثقات " . فمن مصائبه ..... " . ثم ذكر له أحاديث هذا منها
. و للحديث طريق أخرى بلفظ " ما علم الله من عبد ندامة ..... " مضى برقم ( 323
) .

(2/276)

778 - " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 195 ) :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 468 ) و ابن الأعرابي في معجمه (
32 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 164 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " ( 291 / 1 ) و أبو الخطاب نصر القاري في " حديث أبي بكر بن طلحة " (
163 / 1 ) و ابن عساكر ( 4 / 295 / 2 ) عن يحيى بن هاشم السمسار : حدثنا هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال العقيلي : " السمسار كان يضع
الحديث على الثقات ، و لا يصح في هذا شيء " . قلت : و لهذا أورد الحديث ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 167 ) من طريق الخطيب و حكى كلام العقيلي الذي
نقلته آنفا . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) ثم ابن عراق في "
تنزيه الشريعة " ( 265 / 2 ) بأن السمسار لم يتفرد به بل له متابعون : عبيد بن
القاسم و المسيب بن شريك و أبو المطرف المغيرة بن المطرف ، و بأن له شاهدا عند
الطبراني . قلت : أما عبيد بن القاسم فهو كذاب يضع الحديث كما قال صالح جزرة و
أبو داود ، و مثله قول ابن حبان ( 2 / 165 ) : " روى عن هشام بن عروة نسخة
موضوعة ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " . فلا قيمة لمتابعته . و
روايته عند البزار و كذا القضاعي ( 74 / 1 ) . و أما المسيب بن شريك فضعيف جدا
قال البخاري : " سكتوا عنه " و قال مسلم و جماعة : " متروك " . فلا يعتد
بمتابعته أيضا و روايته عند ابن عدي كما ذكر في " اللآلي " و البيهقي في "
الشعب " كما في تنزيه الشريعة و قال البيهقي : " حديث ضعيف ، و رواه جماعة من
الضعفاء عن هشام ، و يقال إنه من قول عروة " . قلت : و هذا هو الأشبه أنه من
قول عروة بن الزبير ، فقد رواه كذلك الخطيب ( 13 / 139 ) من طريق علي بن
المديني قال : " المسيب بن شريك كتبت عنه كتابا كثيرا ، و لم أترك عندي عنه إلا
ثلاثة أحاديث : حدثنا المسيب عن هشام عن أبيه قال : لا تكون الصنيعة ...... إلخ
" . و أما أبو المطرف المغيرة بن المطرف فلم أعرفه ، و الطريق إليه لا يصح ،
فقال السيوطي : " و قال ابن لال : حدثنا عبد الله بن أوس : حدثنا إبراهيم بن
سعيد الشاهيني : حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي : حدثنا أبو المطرف المغيرة
بن المطرف عن هشام به " . قلت : و هذا سند مظلم لم أعرف أحدا ممن دون هشام غير
العكلي هذا ، و لم يحمد ابن معين أمره ، و قال ابن عقده : " في أمره نظر " . و
رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) من طريق حسين بن المبارك الطبراني حدثنا إسماعيل بن
عياش عن هشام بن عروة به . و قال : " منكر المتن ، و البلاء فيه من الحسين هذا
، و أحاديثه مناكير " . و أما الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه من رواية الطبراني
فهو : " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .

(2/277)

779 - " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 196 ) :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 3 / 111 / 1 ) عن سليمان بن سلمة الحمصي :
حدثنا منيع بن السري الحوازي : حدثنا عبد الله بن حميد المزني عن مريج بن مسروق
الهوزني عن أبي زكريا عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ساقط من دون
أبي زكريا لم أعرفهم غير سليمان بن سلمة الحمصي و هو متهم بالكذب و هو الخبائري
. و أما أبو زكريا فقد ترجمه ابن عساكر و سماه إياس بن زيد الخزاعي والد عبد
الله بن أبي زكريا و قال : أدرك عمر بن الخطاب ، و روى أن عمر وصفه بالرجل
الصالح . و الحديث أشار إليه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) على أنه شاهد
للحديث الذي قبله . و لا يجوز عندي الاستشهاد به لشدة ضعفه ، كما قرره العلماء
في " المصطلح " منهم السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و أورده في " الجامع
الصغير " من رواية الطبراني و ابن عساكر ، فكشف المناوي عن حال إسناده فقال : "
قال الهيثمي : فيه عند الطبراني سليمان بن سلمة الخبائري و هو متروك انتهى <1>
. فكان ينبغي للمصنف الإشارة لضعفه ، و استيعاب مخرجيه إشارة إلى اكتسابه بعض
القوة ، إذ منهم البيهقي ، رواه باللفظ المزبور عن أبي أمامة و قال : في إسناده
من يجهل " . قلت : كثرة المخرجين للحديث لا تعطيه قوة إذا انتهت أسانيدهم إلى
طريق واحدة ، فقد رأيت أن إسناد الطبراني يدور على الخبائري الذي في طريق ابن
عساكر ، و الظاهر أن إسناد البيهقي ينتهي إليه أيضا بدليل قوله : " في إسناده
من يجهل " ، فإنهم فوق الخبائري عند ابن عساكر كما رأيت ، و إن كان يحتمل أن
يقال : إنه ليس بحتم أن يكون فيه الخبائري هذا ، و لكنه عندي بعيد . و الله
أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] مجمع الزوائد ( 8 / 183 ) . اهـ .

(2/278)

780 - " من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له : اللهم أنت حي لا تموت ، و خالق لا تغلب
، و بصير لا ترتاب ، و سميع لا تشك ، و صادق لا تكذب ..... ( الحديث و فيه ! )
والذي بعثني بالحق لو دعي بهذه الدعوات و الأسماء على صفائح الحديد لذابت ، و
لو دعا بها على ماء جار لسكن ، و من بلغ إليه الجوع و العطش ثم دعا ربه أطعمه
الله و سقاه ، و لو أن بينه و بين موضع يريده جبل لانشعب له الجبل حتى يسلكه
إلى الموضع ، و لو دعي على مجنون لأفاق ، و لو دعا على امرأة قد عسر عليها
ولدها لهون عليها ولدها . ( الحديث و فيه ) و من قام و دعا فإن مات شهيدا ، و
إن عمل الكبائر ، و غفر لأهل بيته ، و من دعا بها قضى الله له ألف ألف حاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 197 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 97 / 1 - 2 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات "
( 3 / 175 ) عن أحمد بن عبد الله النيسابوري عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن
إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن عمر بن الخطاب و علي بن
أبي طالب مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 /
175 - 177 ) و قال : " موضوع ، أحمد بن عبد الله النيسابوري هو الجويباري ، و
رواه الحسين بن داود البلخي عن شقيق ، و رواه سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري
عن إبراهيم بن أدهم ، و الجويباري و الحسين و سليمان وضاعون ، و الله أعلم أيهم
وضعه أولا و سرقه منه الآخران و بدلا و غيرا ، و قد روي من طريق مظلم فيه
مجاهيل و فيه زيادات و نقصان " . و رواية الحسين البلخي و سليمان بن عيسى
أخرجها أبو نعيم في الحلية " ( 8 / 55 - 56 ) و من طريقه و طريق ابن النجار
أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 350 - 352 ) و أقر ابن الجوزي على قوله : "
موضوع . و في متنه كلمات ركيكة ، يتنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثلها
" .

(2/279)




hg[.x hgvhfu uav lk hgsgsgi hgqudtm gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 01 / 04 / 2016, 40 : 05 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان


البيانات
التسجيل: 26 / 01 / 2008
العضوية: 38
العمر: 65
المشاركات: 191,262 [+]
بمعدل : 31.18 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 19370
نقاط التقييم: 791
شريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to behold
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 38
عدد المشاركات : 191,262
بمعدل : 31.18 يوميا
عدد المواضيع : 94820
عدد الردود : 96442
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
[motr]جزاك الله خيرا
اخي ******
ابوعبدالله عبدالرحيم[/motr]









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 01 / 04 / 2016, 30 : 09 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو توفيق
اللقب:
نائب المشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو توفيق


البيانات
التسجيل: 30 / 03 / 2016
العضوية: 54282
المشاركات: 2,489 [+]
بمعدل : 0.79 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 353
نقاط التقييم: 12
ابو توفيق is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@









عرض البوم صور ابو توفيق   رد مع اقتباس
قديم 03 / 04 / 2016, 34 : 04 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.31 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** الحاج عبد الجواد
اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 03 / 04 / 2016, 37 : 04 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.31 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** ابوتوفيق









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, من, الالباني, الجزء, الرابع, السلسله, الضعيفة, عشر

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018