أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: نداء الفجر من المسجد الاقصى يرفعه بلال أبو الضبعات - الإثنين 5 ذو القعدة 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي الاثنين 5 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري الاثنين 5 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن حسن خاشقجي الاثنين 5 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن عماد بقري الاثنين 5 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. علي الحذيفي الأحد 4 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. صلاح البدير الأحد 4 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. ماهر بن حمد المعيقلي الأحد 4 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. فيصل غزاوي الأحد 4 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أحمد عفيفي الأحد 4 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 2 المشاهدات 1357  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29 / 03 / 2016, 40 : 01 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:



الجزء السادس السلسله الضعيفه للامام الالباني

SIZE="6"] بحث في الصفحة الحالية
202 - " إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ، و لكنهم يصلون بين
يدي الله حتى ينفخ في الصور " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 364 ) :
موضوع .
أخرجه البيهقي في " كتاب حياة الأنبياء " ( ص 4 ) قال : أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ ، حدثنا أحمد بن علي الحسنوي إملاء ، حدثنا أبو عبد الله بن محمد
العباسي الحمصي ، حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت عن أنس مرفوعا ، و قال
البيهقي : و هذا إن صح بهذا اللفظ فالمراد به - والله أعلم - لا يتركون يصلون
هذا المقدار ثم يكونون مصلين فيما بين يدي الله عز وجل .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، الحسنوي هذا متهم ، و هو شيخ الحاكم و قد ضعفه هو
فقال : هو في الجملة غير محتج بحديثه .
و قال الخطيب : لم يكن بثقة ، و قال فيه محمد بن يوسف الجرجاني الكشي : هو كذاب
و نحوه عن أبي العباس الأصم .
و محمد بن العباس هذا لم أعرفه و يراجع له " تاريخ دمشق " لابن عساكر ، و كذا
شيخه إسماعيل بن طلحة بن يزيد لم أجد له ترجمة ، و ابن أبي ليلى ضعيف سيء الحفظ
معروف بذلك .
و الحديث أورده السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 285 ) شاهدا للذي قبله كما سبق ،
و لا يصلح لذلك من وجهين : الأول : أنه موضوع لما تقدم بيانه آنفا ، و هو سكت
عليه فأساء ! و ليته على الأقل نقل كلام البيهقي الذي سبق في تضعيفه ! و أسوأ
منه أنه ذكره في " الجامع " .
الآخر : أنه مخالف للمشهود له ، فإنه صريح في أن الأنبياء لا يتركون في قبورهم
بعد أربعين ، و ذلك - و هو موضوع أيضا - يقول بأن الروح تعود إليه و هو في قبره
فأين هذا من ذاك ؟ !
ثم إن الحديث يعارض حديثا صحيحا سبق ذكره في الحديث الذي قبله ، فدل ذلك على
وضعه أيضا .
و يعارضه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم : " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " .
و هو حديث صحيح كما تبين لي بعد أن وقفت على متابع له قال البيهقي : إنه تفرد
به فكتبت بحثا حققت فيه صحة الحديث و أن التفرد المشار إليه غير صحيح و أودعت
ذلك في السلسلة الأخرى برقم ( 621 ) .

(1/279)

203 - " من صلى علي عند قبري سمعته ، و من صلى علي نائيا وكل بها ملك يبلغني ، و كفي
بها أمر دنياه و آخرته ، و كنت له شهيدا أو شفيعا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 366 ) :
موضوع بهذا التمام .
أخرجه ابن سمعون في " الأمالي " ( 2 / 193 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 3 /
291 - 292 ) و ابن عساكر ( 16 / 70 / 2 ) من طريق محمد بن مروان عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
و أخرج طرفه الأول أبو بكر بن خلاد في الجزء الثاني من حديثه ( 115 / 2 )
و أبو هاشم السيلقي فيما انتقاه على ابن بشرويه ( 6 / 1 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 4 / 136 ـ 137 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 218 ) و قال
العقيلي : لا أصل له من حديث الأعمش ، و ليس بمحفوظ ، و لا يتابعه إلا من هو
دونه ، يعني ابن مروان هذا ، ثم روى الخطيب بإسناده عن عبد الله بن قتيبة قال :
سألت ابن نمير عن هذا الحديث ؟ فقال : دع ذا ، محمد بن مروان ليس بشيء .
قلت : و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 303 ) من رواية
العقيلي ثم قال : لا يصح ، محمد بن مروان هو السدي الصغير كذاب ، قال العقيلي :
لا أصل لهذا الحديث .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 283 ) بقوله : قلت : أخرجه البيهقي في
" شعب الإيمان " من هذا الطريق ، و أخرج له شواهد .
قلت : ثم ساقها السيوطي و بعضها صحيح ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " إن لله
ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام " و قوله صلى الله عليه وسلم :
" ما من أحد يسلم علي ... " الحديث و تقدم ذكره قريبا ( ص 362 ) ، و هي كلها
إنما تشهد للحديث في الجملة ، و أما التفصيل الذي فيه و أنه من صلى عليه عند
قبره صلى الله عليه وسلم فإنه يسمعه ، فليس في شيء منها شاهد عليه .
و أما نصفه الآخر ، فلم يذكر السيوطي و لا حديثا واحدا يشهد له ، نعم قال
السيوطي : ثم وجدت لمحمد بن مروان متابعا عن الأعمش ، أخرجه أبو الشيخ في
" الثواب " حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الأعرج حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش به .
قلت : و رجال هذا السند كلهم ثقات معروفون غير الأعرج هذا ، و الظاهر أنه الذي
أورده أبو الشيخ نفسه في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 342 / 463 ) فقال :
عبد الرحمن بن أحمد الزهري أبو صالح الأعرج ، ثم روى عنه حديثين و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا فهو مجهول ، و سيأتي تخريج أحدهما برقم ( 5835 ) و سوف يأتي
له ثالث برقم ( 6246 ) بإذن الله .
فقول الحافظ في " الفتح " ( 6 / 379 ) : سنده جيد ، غير مقبول ، و لهذا قال ابن
القيم في هذا السند : إنه غريب ، كما نقله السخاوي عنه في " القول البديع في
الصلاة على ****** الشفيع " ( ص 116 ) و قال ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي
في الرد على السبكي " ( ص 190 ) : و قد روى بعضهم هذا الحديث من رواية أبي
معاوية عن الأعمش ، و هو خطأ فاحش ، و إنما هو محمد بن مروان تفرد به و هو
متروك الحديث متهم بالكذب .
على أن هذه المتابعة ناقصة ، إذ ليس فيها ما في رواية محمد بن مروان :
" و كفي بها أمر دنياه ... " ، كذلك أورده الحافظ ابن حجر و السخاوي من هذا
الوجه خلافا لما يوهمه فعل السيوطي حين قال : ... عن الأعمش به ، يعني بسنده
و لفظه المذكور في رواية السدي كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرد على الأخنائي " ( ص 210 - 211 ) : و هذا
الحديث و إن كان معناه صحيحا ( لعله يعني في الجملة ) فإسناده لا يحتج به ،
و إنما يثبت معناه بأحاديث أخر ، فإنه لا يعرف إلا من حديث محمد بن مروان السدي
الصغير عن الأعمش و هو عند أهل المعرفة بالحديث موضوع على الأعمش .
و قال في مختصر الرد المذكور ( 27 / 241 ـ مجموع الفتاوي ) : حديث موضوع ،
و إنما يرويه محمد بن مروان السدي عن الأعمش ، و هو كذاب بالاتفاق و هذا الحديث
موضوع على الأعمش بإجماعهم .
و جملة القول أن الشطر الأول من الحديث ينجو من إطلاق القول بوضعه لهذه
المتابعة التي خفيت على ابن تيمية و أمثاله ، و أما باقيه فموضوع لخلوه من
الشاهد ، و بالشطر الأول أورده في " الجامع " من رواية البيهقي !
فائدة : قال الشيخ ابن تيمية عقب كلامه المتقدم على الحديث : و هو لو كان صحيحا
فإنما فيه أنه يبلغه صلاة من صلى عليه نائيا ، ليس فيه أنه يسمع ذلك كما وجدته
منقولا عن هذا المعترض ( يريد الأخنائي ) ، فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم ،
و لا يعرف في شيء من الحديث ، و إنما يقوله بعض المتأخرين الجهال :
يقولون : إنه ليلة الجمعة و يوم الجمعة يسمع بأذنيه صلاة من يصلي عليه ، فالقول
إنه يسمع ذلك من نفس المصلين ( عليه ) باطل ، و إنما في الأحاديث المعروفة إنه
يبلغ ذلك و يعرض عليه ، و كذلك السلام تبلغه إياه الملائكة .
قلت : و يؤيد بطلان قول أولئك الجهال قوله صلى الله عليه وسلم :
" أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني ... " الحديث و هو صحيح
كما تقدم ( ص 364 ) فإنه صريح في أن هذه الصلاة يوم الجمعة تبلغه و لا يسمعها
من المصلي عليه صلى الله عليه وسلم .

(1/280)

204 - " من حج حجة الإسلام ، و زار قبري ، و غزا غزوة ، و صلى علي في المقدس ، لم
يسأله الله فيما افترض عليه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 369 ) :
موضوع .
أورده السخاوي في " القول البديع " ( ص 102 ) و قال : هكذا ذكره المجد اللغوي
و عزاه إلى أبي الفتح الأزدي في الثامن من " فوائده " و في ثبوته نظر .
قلت : لقد تساهل السخاوي رحمه الله ، فالحديث موضوع ظاهر البطلان ، فكان الأحرى
به أن يقول فيه كما قال في حديث آخر قبله : لوائح الوضع ظاهرة عليه ، و لا
أستبيح ذكره إلا مع بيان حاله .
ذلك لأنه يوحي بأن القيام بما ذكر فيه من الحج و الزيارة و الغزو يسقط عن فاعله
المؤاخذة على تساهله بالفرائض الأخرى ، و هذا ضلال و أي ضلال ، حاشا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن ينطق بما يوهم ذلك فكيف بما هو صريح فيه ؟ ! .
ثم رأيت الحديث قد نقله ابن عبد الهادي في رده على السبكي ( ص 155 ) عنه بسنده
إلى أبي الفتح الأزدي محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ : حدثنا النعمان بن
هارون بن أبي الدلهاث ، حدثنا أبو سهل بدر بن عبد الله المصيصي حدثنا الحسن بن
عثمان الزيادي ، حدثنا عمار بن محمد حدثني خالي سفيان عن منصور عن إبراهيم عن
علقمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به ثم قال ابن عبد الهادي رحمه الله
تعالى : هذا الحديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك و لا ريب
عند أهل المعرفة بالحديث ، و أدنى من يعد من طلبة هذا العلم يعلم أن هذا الحديث
مختلق مفتعل على سفيان الثوري ، و أنه لم يطرق سمعه قط ، قال : و الحمل في هذا
الحديث على بدر بن عبد الله المصيصي فإنه لم يعرف بثقة و لا عدالة و لا أمانة
أو على صاحب الجزء أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي فإنه متهم بالوضع و إن كان
من الحفاظ ، ثم ذكر أقوال العلماء فيه ثم قال : و لا يخفى أن هذا الحديث الذي
رواه في " فوائده " موضوع مركب مفتعل إلا على من لا يدري علم الحديث و لا شم
رائحته .
قلت : الأزدي هذا ترجمه الذهبي في " الميزان " و ذكر تضعيفه عن بعضهم ، و لم
يذكر عن أحد اتهامه بالوضع ، و كذلك الحافظ في " اللسان " و لم يزد على ما في
" الميزان " بل قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " ( 3 / 166 ) : و وهاه جماعة بلا
مستند طائل .
فالظاهر أنه بريء العهدة من هذا الحديث ، فالتهمة منحصرة في المصيصي هذا .
و هو الذي أشار إليه الذهبي في ترجمته في " الميزان " فقال : بدر بن عبد الله
أبو سهل المصيصي عن الحسن بن عثمان الزيادي بخبر باطل و عنه النعمان بن هارون .
قال الحافظ في " اللسان " : و الخبر المذكور أخرجه أبو الفتح الأزدي ، ثم ذكر
هذا الحديث و قد ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم 571 ) و قال
( ص 122 ) : قال في " الميزان " : هذا خبر باطل آفته بدر .

(1/281)

205 - " ما من مسلم يسلم علي في شرق و لا غرب إلا أنا و ملائكة ربي نرد عليه السلام ،
فقال له قائل : يا رسول الله فما بال أهل المدينة ؟ فقال له : و ما يقال لكريم
في جيرته و جيرانه مما أمر الله به من حفظ الجوار و حفظ الجيران ؟ " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 371 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 349 ) : حدثنا سليمان بن أحمد ( هو
الطبراني ) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري حدثنا أبو مصعب ، حدثنا مالك عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال أبو نعيم : غريب من حديث
مالك تفرد به أبو مصعب .
قلت : و اسم أبي مصعب هذا أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث الزهري المدني أحد
رواة " الموطأ " عن مالك ، و هو ثقة فقيه ، فالحمل في الحديث على الراوي عنه
عبيد الله بن محمد العمري و هو القاضي ، قال في " الميزان " : رماه النسائي
بالكذب .
قلت : و من طريقه أخرجه الدارقطني في " غرائب مالك " ثم قال : ليس بصحيح ، تفرد
به العمري و كان ضعيفا ، كما في " اللسان " ، و قال السخاوي في " القول
البديع " ( ص 117 ) : و في سنده عبيد الله بن محمد العمري و اتهمه الذهبي بوضعه
.
و قال ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 176 ) : هو حديث موضوع على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له أصل و المتهم بوضعه هذا الشيخ العمري
المدني و يكفي في افتضاحه روايته هذا الحديث بمثل هذا الإسناد الذي كالشمس ،
و يجوز أن يكون وضع له و أدخل عليه فحدث به ، نعوذ بالله من الخذلان .

(1/282)

206 - " من سب الأنبياء قتل ، و من سب أصحابي جلد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 372 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 137 ) و " الأوسط " ( 1 / 281 / 4739 ـ
بترقيمي ) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري القاضي - بمدينة طبرية - سنة سبع
و سبعين و مئتين حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جده علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي رضي الله عنه مرفوعا .
قلت : و هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات إلا العمري كما قال الحافظ في " اللسان "
و العمري متهم بالكذب و الوضع كما تقدم في الحديث الذي قبله ، قال الحافظ :
و من مناكيره هذا الخبر .
و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 260 ) و قال : رواه الطبراني في
" الصغير " و " الأوسط " عن شيخه عبيد الله بن محمد العمري رماه النسائي بالكذب
.

(1/283)

207 - " أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة ، و هو أفضل من سبعين حجة في غير
جمعة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 373 ) :

باطل لا أصل له .
و أما قول الزيلعي - على ما في " حاشية ابن عابدين " ( 2 / 348 ) : رواه رزين
ابن معاوية في تجريد الصحاح .
فاعلم أن كتاب رزين هذا جمع فيه بين الأصول الستة : " الصحيحين " و " موطأ
مالك " و " سنن أبي داود " و النسائي و الترمذي ، على نمط كتاب ابن الأثير
المسمى " جامع الأصول من أحاديث الرسول " إلا أن في كتاب " التجريد " أحاديث
كثيرة لا أصل لها في شيء من هذه الأصول كما يعلم مما ينقله العلماء عنه مثل
المنذري في " الترغيب و الترهيب " و هذا الحديث من هذا القبيل فإنه لا أصل له
في هذه الكتب و لا في غيرها من كتب الحديث المعروفة ، بل صرح العلامة ابن القيم
في " الزاد " ( 1 / 17 ) ببطلانه فإنه قال بعد أن أفاض في بيان مزية وقفة
الجمعة من وجوه عشرة ذكرها : و أما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل
اثنتين و سبعين حجة ، فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا
عن أحد من الصحابة و التابعين .
و أقره المناوي في " فيض القدير " ( 2 / 28 ) ثم ابن عابدين في " الحاشية " .

(1/284)

208 - " ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه ، يعني حصى الجمار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 374 ) :
ضعيف .
قال في " المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة " : رواه الديلمي عن
ابن عمر مرفوعا !
قلت : و اقتصاره في العزو على الديلمي إشارة منه - على ما فيه من قصور - إلى
ضعف الحديث ، و قد صرح بذلك الإمام البيهقي كما يأتي ، فقد أخرجه الديلمي ( 4 /
50 ) من طريق عبد الرحمن بن خراش عن العوام عن نافع عن ابن عمر و عبد الرحمن
هذا و العوام لم أعرفهما ، لكن أخشى أن يكون في " المصورة " خطأ نسخي ، فقد
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 7 / 2555 ) من طريق عبد الله بن خراش عن واسط بن
الحارث عن نافع به ، و قال : واسط عامة أحاديثه لا يتابع عليها ، و ذكر له في
" الميزان " مناكير هذا منها ، و أخرج البيهقي في " سننه الكبرى " ( 5 / 128 )
و الدارقطني ( ص 289 ) و الحاكم ( 1 / 476 ) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 1
/ 121 / 1 ) من طريق يزيد بن سنان عن يزيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة عن
عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه أبي سعيد قال : قلنا :
يا رسول الله هذه الحجارة التي يرمى بها كل عام ، فنحتسب أنها تنقص ؟ فقال :
" إنه ما تقبل منها رفع ، و لولا ذلك لرأيتها أمثال الجبال " ، ضعفه البيهقي
بقوله : يزيد بن سنان ليس بالقوي في الحديث ، و روي من وجه آخر ضعيف عن ابن
عمر مرفوعا .
قلت : و خالفه شيخه الحاكم فقال : صحيح الإسناد ، يزيد بن سنان ليس بالمتروك .
و الحق قول البيهقي ، و هو أعلم من شيخه بالجرح و التعديل ، إلا أن الحاكم
يستلزم من كون يزيد هذا ليس بالمتروك أن حديثه صحيح ، مع أن هذا غير لازم ،
فإنه قد يكون الراوي ضعيفا و هو غير متروك ، فيكون ضعيف الحديث ، و يزيد من هذا
القبيل ، على أنه قد تركه النسائي ، و لهذا تعقبه الذهبي في " تلخيص المستدرك "
بقوله : قلت : يزيد ضعفوه .
و الحديث ذكره الهيثمي ( 3 / 260 ) و قال : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه
يزيد بن سنان التميمي و هو ضعيف .
قلت : و قد ورد موقوفا أخرجه الأزرقي في " تاريخ مكة " ( ص 403 ) و الدولابي في
" الكنى " ( 2 / 56 ) من طريق ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال :
" ما تقبل من الحصا رفع " و سنده صحيح ، و ابن أبي النعم ، اسمه عبد الرحمن .
و كذلك أخرجه موقوفا عن ابن عباس الأزرقي و البيهقي بسند صحيح أيضا ، فالصواب
في الحديث الوقف ، و لينظر هل هو في الحكم المرفوع ؟ فإنه لم يتبين لي .

(1/285)

209 - " حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 376 ) :
منكر .
أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتابه القيم " البدع و النهي عنها " ( ص 36 ) من
طريق أبي عبد السلام قال : سمعت بكر بن عبد الله المزني أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : فهذا مرسل ، بكر هذا تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، و مع
إرساله ، فالسند إليه ضعيف ، لأن أبا عبد السلام و اسمه صالح بن رستم الهاشمي
مجهول كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " .
و مع ضعف إسناد الحديث فهو مخالف لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم :
" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " .
و هو حديث صحيح ، خلافا لمن يظن ضعفه من المغرورين بآرائهم ، المتبعين لأهوائهم
! .
و هو مخرج من طرق في " ظلال الجنة " ( 830 ـ 832 ) و " الروض النضير "
( 3 و 65 ) و " المشكاة " ( 5598 ) .

(1/286)

210 - " من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 376 ) :

منكر .
أخرجه البيهقي ( 5 / 31 ) من طريق جابر بن نوح عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : *( و أتموا الحج
و العمرة لله )* قال : فذكره .
و هذا سند ضعيف ، ضعفه البيهقي بقوله : فيه نظر .
قلت : و وجهه أن جابرا هذا متفق على تضعيفه ، و أورد له ابن عدي ( 50 / 2 ) هذا
الحديث و قال : لا يعرف إلا بهذا الإسناد ، و لم أر له أنكر من هذا .
و قد خفي هذا على الشوكاني فقال في " نيل الأوطار " ( 4 / 254 ) : ثبت هذا
مرفوعا من حديث أبي هريرة ، أخرجه ابن عدي و البيهقي ! .
قلت : و قد رواه البيهقي من طريق عبد الله بن سلمة المرادي عن علي موقوفا
و رجاله ثقات ، إلا أن المرادي هذا كان تغير حفظه ، و على كل حال ، هذا أصح من
المرفوع ، و قد روى البيهقي كراهة الإحرام قبل الميقات عن عمر و عثمان رضي الله
عنهما ، و هو الموافق لحكمة تشريع المواقيت ، و ما أحسن ما ذكر الشاطبي
رحمه الله في " الاعتصام " ( 1 / 167 ) و من قبله الهروي في " ذم الكلام " ( 3
/ 54 / 1 ) عن الزبير بن بكار قال : ( حدثني سفيان بن عيينة قال ) : سمعت مالك
ابن أنس و أتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله من أين أحرم ؟ قال : من ذي الحليفة
من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني أريد أن أحرم من المسجد
من عند القبر ، قال : لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة ، فقال و أي فتنة في هذه ؟
إنما هي أميال أزيدها ! قال : و أي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر
عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! إني سمعت الله يقول ! *( فليحذر الذين
يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )* !
فانظر مبلغ أثر الأحاديث الضعيفة في مخالفة الأحاديث الصحيحة و الشريعة
المستقرة ، و لقد رأيت بعض مشايخ الأفغان هنا في دمشق في إحرامه ، و فهمت منه
أنه أحرم من بلده ! فلما أنكرت ذلك عليه احتج على بهذا الحديث ! و لم يدر
المسكين أنه ضعيف لا يحتج به و لا يجوز العمل به لمخالفته سنة المواقيت
المعروفة ، و هذا مما صرح به الشوكاني في " السيل الجرار " ( 2 / 168 ) و نحو
هذا الحديث الآتي :

(1/287)

211 - " من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من
ذنبه و ما تأخر ، أو وجبت له الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 378 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 1 / 275 ) و ابن ماجه ( 2 / 234 ـ 235 ) و الدارقطني
( ص 282 ) و البيهقي ( 5 / 30 ) و أحمد ( 6 / 299 ) من طريق حكيمة عن
أم سلمة مرفوعا .
قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 2 / 284 ) : قال غير واحد من الحفاظ :
إسناده غير قوي .
قلت : و علته عندي حكيمة هذه فإنها ليست بالمشهورة ، و لم يوثقها غير ابن حبان
( 4 / 195 ) و قد نبهنا مرارا على ما في توثيقه من التساهل ، و لهذا لم يعتمده
الحافظ فلم يوثقها و إنما قال في " التقريب " : مقبولة ، يعني عند المتابعة
و ليس لها متابع هاهنا فحديثها ضعيف غير مقبول ، هذا وجه الضعف عندي ، و أما
المنذري فأعله بالاضطراب فقال في " مختصر السنن " ( 2 / 285 ) : و قد اختلف
الرواة في متنه و إسناده اختلافا كثيرا .
و كذا أعله بالاضطراب الحافظ ابن كثير كما في " نيل الأوطار " ( 4 / 235 ) .
ثم إن المنذري كأنه نسي هذا فقال في " الترغيب و الترهيب " ( 2 / 119 / - 120 )
: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ! .
و أنى له الصحة و فيه ما ذكره هو و غيره من الاضطراب ، و جهالة حكيمة عندنا ؟ !
ثم إن الحديث قال السندي و تبعه الشوكاني : يدل على جواز تقديم الإحرام على
الميقات .
قلت : كلا ، بل دلالته أخص من ذلك ، أعني أنه إنما يدل على أن الإحرام من بيت
المقدس خاصة أفضل من الإحرام من المواقيت ، و أما غيره من البلاد فالأصل
الإحرام من المواقيت المعروفة و هو الأفضل كما قرره الصنعاني في " سبل السلام "
( 2 / 268 - 269 ) ، و هذا على فرض صحة الحديث ، أما و هو لم يصح كما رأيت ،
فبيت المقدس كغيره في هذا الحكم ، لما سبق بيانه قبل حديث و لا سيما أنه قد روي
ما يدل عليه بعمومه و هو :

(1/288)

212 - " ليستمتع أحدكم بحله ما استطاع فإنه لا يدري ما يعرض في إحرامه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 379 ) :
ضعيف .
أخرجه الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 132 / 1 ) و البيهقي في " سننه " ( 5 / 30
- 31 ) من طريق واصل بن السائب الرقاشي عن أبي سورة عن عمه
أبي أيوب الأنصاري مرفوعا ، و قال : هذا إسناد ضعيف ، واصل بن السائب منكر
الحديث ، قاله البخاري و غيره .
قلت : و أبو سورة ضعيف كما في " التقريب "
ثم رواه البيهقي من طريق الشافعي : أنبأنا مسلم عن ابن جريج عن عطاء مرفوعا
نحوه ، و أعله بقوله : و هذا مرسل .
قلت : و مسلم شيخ الشافعي هو ابن خالد الزنجي الفقيه و هو صدوق كثير الأوهام
كما في " التقريب " ، و ابن جريج مدلس و قد عنعنه .

(1/289)

213 - " إني لأعلم أرضا يقال لها : عمان ، ينضح بجانبها البحر ، الحجة منها أفضل من
حجتين من غيرها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 380 ) :
ضعيف .
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " ( رقم 4853 ) و الثقفي في " مشيخته
النيسابوريين " ( 184 - 185 ) و البيهقي في " سننه " ( 4 / 335 ) من طريق الحسن
ابن هادية قال : لقيت ابن عمر فقال لي : ممن أنت ؟ قلت : من أهل عمان ،
قال : من أهل عمان ؟ قلت : نعم ، قال : أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
قلت : و رجاله كلهم ثقات معرفون ، غير ابن هادية هذا فقد ذكره ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 40 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و أما قول الحافظ في " اللسان " : قال ابن أبي حاتم عن أبيه : لا أعرفه فأخشى
أن يكون انتقل نظره إلى ترجمة أخرى عقب هذه ، روى ابن أبي حاتم فيها عن أبيه ما
نقله الحافظ عنه ، والله أعلم .
و أما ابن حبان فقد ذكره في " الثقات " ( 4 / 123 ) ، و هذا منه على عادته في
توثيق المجهولين كما سبق التنبيه عليه مرارا ، و توثيق ابن حبان هذا هو عمدة
الهيثمي حين قال في " المجمع " ( 3 / 217 ) : رواه أحمد و رجاله ثقات .
و حجة الشيخ الفاضل أحمد محمد شاكر في قوله في تعليقه على " المسند " : إسناده
صحيح ، و هذا غير صحيح لما سبق ، و كم له في هذا التعليق و غيره من مثل هذه
التصحيحات المبنية على مثل هذه التوثيقات التي لا يعتمد عليها لضعف مستندها .

(1/290)

214 - " من لم يصل علي فلا دين له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 381 ) :
ضعيف .
قال ابن القيم : رواه محمد بن حمدان المروزي حدثنا عبد الله بن { خبيق } حدثنا
يوسف ابن أسباط عن سفيان الثوري عن رجل عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه مرفوعا .
كذا أورده في كتابه " جلاء الأفهام في الصلاة و السلام على خير الأنام " ( ص 25
- 26 ) ساكتا عليه لظهور ضعفه من سنده ، فأحببت أن أكشف عنه ، و له علتان :
الأولى : يوسف بن أسباط ، قال أبو حاتم : كان رجلا عابدا ، دفن كتبه و هو يغلط
كثيرا ، و هو رجل صالح لا يحتج بحديثه .
الأخرى : راويه عن زر ، فإنه رجل لم يسم ، و على هذا اقتصر الحافظ السخاوي في "
القول البديع " ( ص 114 ) في إعلاله و هو قصور .
ثم رأيته في " المعجم الكبير " ( رقم 8941 و 8942 ) للطبراني أخرجه من طريقين
عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : " من لم يصل فلا دين له " .
و إسناده حسن ، و ليس فيه " علي " ثم هو موقوف ، و هو الأشبه بالصواب .

(1/291)

215 - " من صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين عاما ، فقيل له :
و كيف الصلاة عليك يا رسول الله ؟ قال : تقول : اللهم صل على محمد عبدك و نبيك
و رسولك النبى الأمي ، و تعقد واحدا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 382 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 13 / 489 ) من طريق وهب بن داود بن سليمان الضرير حدثنا إسماعيل
ابن إبراهيم ، حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا .
ذكره في ترجمة الضرير هذا و قال : لم يكن بثقة ، قال السخاوي في " القول
البديع " ( ص 145 ) : و ذكره ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ( رقم 796 ) .
قلت : و هو بكتابه الآخر " الأحاديث الموضوعات " أولى و أحرى ، فإن لوائح الوضع
عليه ظاهرة ، و في الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
غنية عن مثل هذا ، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي مرة واحدة
صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم و غيره ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود "
( 1369 ) ، ثم إن الحديث ذكره السخاوي في مكان آخر ( ص 147 ) من رواية
الدارقطني يعني عن أبي هريرة مرفوعا ، ثم قال : و حسنه العراقي ، و من قبله
أبو عبد الله بن النعمان ، و يحتاج إلى نظر ، و قد تقدم نحوه من حديث أنس قريبا
يعني هذا .
قلت : و الحديث عند الدارقطني عن ابن المسيب قال : أظنه عن أبي هريرة كما في
الكشف ( 1 / 167 ) .

(1/292)

216 - " إنا لنكشر في وجوه أقوام ، و إن قلوبنا لتلعنهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 383 ) :
لا أصل له مرفوعا .
و قد بيض له العجلوني في " الكشف " ( 206 ) و إنما ذكره البخاري ( 10 / 434 )
معلقا موقوفا فقال : و يذكر عن أبي الدرداء : " إنا لنكشر ... " و قد وصله
جماعة منهم أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 222 ) من طريق خلف بن حوشب قال : قال
أبو الدرداء .. فذكره موقوفا ، و هو منقطع كما قال الحافظ في " الفتح " و وصله
أبو بكر بن المقري في " فوائده " من طريق أبي صالح عن أبي الدرداء .
قال الحافظ : هو منقطع أيضا ، و وصله ابن أبي الدنيا و إبراهيم الحربي في
" غريب الحديث " و الدينوري في " المجالسة " من طريق أبي الزاهرية عن جبير بن
نفير عن أبي الدرداء .
و لم يذكر الدينوري في إسناده جبير بن نفير .
قلت : فعلى هذا فهو منقطع أيضا ، لكن لعله يتقوى بهذه الطرق .
و بالجملة ، فالحديث لا أصل له مرفوعا ، و الغالب أنه ثابت موقوفا ، و الله
أعلم .

(1/293)

217 - " الزرقة في العين يمن ، و كان داود أزرق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 384 ) :
موضوع .
رواه الحاكم في " تاريخه " من طريق الحسين بن علوان عن الأوزاعي عن الزهري عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 114 ) شاهدا فأساء ، ابن علوان هذا كذاب
وضاع ، و الجملة الأولى من الحديث أوردها ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 /
162 ) من رواية ابن حبان و هذا في ترجمة عباد من " الضعفاء " ( 2 / 164 ) عن
محمد بن يونس عن عباد بن صهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا ،
و قال ابن الجوزي : لا يصح ، عباد متروك و الراوي عنه هو الكديمي و البلاء منه
.
و من هذا الوجه رواه يوسف بن عبد الهادي في " جزء أحاديث منتقاة " ( 337 / 1 )
وقد غفل المعلق على " المراسيل " لأبي داود ( 333 ) عن إشارة ابن الجوزي إلى أن
إعلاله بالكديمي أولى ! فأعله بعباد فقط . ثم ذكره ابن
الجوزي من رواية الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا إسماعيل المؤدب ، حدثنا سليمان بن
أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" من الزرقة يمن " و قال : لا يصح ، سليمان متروك ، و إسماعيل لا يحتج به .
فتعقبه السيوطي بقوله : قلت : قال أبو داود في " مراسيله " ( رقم 479 ) : حدثنا
عباس بن عبد العظيم ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا رجل من أهل العراق عن معمر عن
الزهري مرفوعا : " الزرقة يمن " .
قلت : هذا مرسل ، و فيه العراقي الذي لم يسم فهو المتهم به ، و قد غمز من صحته
أبو داود نفسه ، فقال عقبه : " كان فرعون أزرق ، و عاقر الناقة أزرق " .
ثم ساق السيوطي الشاهد المتقدم من طريق الحاكم ، و قد علمت وضعه ، و قد نقل
الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 439 ) عن ابن القيم أنه قال : حديث موضوع .

(1/294)

218 - " من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 385 ) :
ضعيف .
رواه الدارقطني في " الأفراد " من حديث ابن عمر مرفوعا .
قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 145 ) : و هو من حديث ابن لهيعة .
قلت : و هو ضعيف من قبل حفظه ، و أشار الحافظ في " التلخيص " إلى إعلاله به ،
و أما تصحيح البجيرمي للحديث في " الإقناع " ( 2 / 177 ) فمما لا وجه له إطلاقا
.
و روى ابن أبي شيبة ( 1 / 206 / 1 ) بسند صحيح عن حسان بن عطية قال :
" إذا سافر يوم الجمعة دعي عليه أن لا يصاحب و لا يعان في سفر " .
فهذا مقطوع ، و لعل هذا هو أصل الحديث ، فوصله و رفعه ابن لهيعة بسوء حفظه !
و للحديث طريق أخرى لكنها موضوعة و هو :

(1/295)

219 - " من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه أن لا يصحب في سفره و لا تقضى له حاجة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 386 ) :

موضوع .
أخرجه الخطيب في " كتاب أسماء الرواة عن مالك " من رواية الحسين بن علوان عن
مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ، ثم قال الخطيب : الحسين
ابن علوان غيره أثبت منه ، قال العراقي : قد ألان الخطيب الكلام في الحسين هذا
و قد كذبه يحيى بن معين و نسبه ابن حبان إلى الوضع ، و ذكر له الذهبي في
الميزان هذا الحديث و إنه مما كذب فيه على مالك ، كذا في " نيل الأوطار "
( 3 / 194 - 195 ) .
قلت : و من العجيب حقا أن العراقي نفسه قد ألان القول أيضا في الحديث هذا بقوله
في " تخريج الإحياء " ( 1 / 188 ) بعد أن عزاه للخطيب : .... بسند ضعيف .
و ليس في السنة ما يمنع من السفر يوم الجمعة مطلقا ، بل روي عنه صلى الله عليه
وسلم أنه سافر يوم الجمعة من أول النهار ، و لكنه ضعيف لإرساله ، و قد روى
البيهقي ( 3 / 187 ) عن الأسود بن قيس عن أبيه قال : أبصر عمر بن الخطاب
رضي الله عنه رجلا عليه هيئة السفر فسمعه يقول : لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت
قال عمر رضي الله عنه : اخرج فإن الجمعة لا تحبس عن سفر ، و رواه ابن أبي شيبة
( 2 / 205 / 2 ) مختصرا ، و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ، و قيس والد الأسود
وثقه النسائي و ابن حبان ، فهذا الأثر مما يضعف هذا الحديث و كذا المذكور قبله
إذ الأصل أنه لا يخفى على أمير المؤمنين عمر لو كان صحيحا .

(1/296)

220 - " إن له ( يعني إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم ) مرضعا في الجنة ، و لو
عاش لكان صديقا نبيا ، و لو عاش لعتقت أخواله القبط ، و ما استرق قبطي قط " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 387 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 459 ـ 460 ) من طريق إبراهيم بن عثمان ، حدثنا الحكم بن
عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلى رسول الله عليه و قال : فذكره .
و هذا سند ضعيف من أجل إبراهيم بن عثمان ، فإنه متفق على ضعفه ، و لكن الجملة
الأولى من الحديث وردت من حديث البراء ، رواه أحمد ( 4 / 283 ، 284 ، 289 ، 297
، 300 ، 302 ، 304 ) و غيره بأسانيد بعضها صحيح .
و الجملة الثانية وردت عن عبد الله بن أبي أوفى قيل له : رأيت إبراهيم ابن
رسول الله ؟ قال : مات و هو صغير ، و لو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه
وسلم نبي لعاش ابنه و لكن لا نبي بعده ، رواه البخاري في " صحيحه " ( 10 /
476 ) و ابن ماجه ( 1 / 459 ) و أحمد ( 4 / 353 ) و لفظه : و لو كان بعد النبي
صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم ، و عن أنس قال : رحمة الله على
إبراهيم لو عاش كان صديقا نبيا ، أخرجه أحمد ( 3 / 133 و 280 - 281 ) بسند صحيح
على شرط مسلم ، و رواه ابن منده و زاد : " و لكن لم يكن ليبقى لأن نبيكم آخر
الأنبياء " كما في " الفتح " للحافظ ابن حجر ( 10 / 476 ) و صححه .
و هذه الروايات و إن كانت موقوفة فلها حكم الرفع إذ هي من الأمور الغيبية التي
لا مجال للرأي فيها ، فإذا عرفت هذا يتبين لك ضلال القاديانية في احتجاجهم بهذه
الجملة : " لو عاش إبراهيم لكان نبيا " على دعواهم الباطلة في استمرار النبوة
بعده صلى الله عليه وسلم لأنها لا تصح هكذا عنه صلى الله عليه وسلم و إن ذهبوا
إلى تقويتها بالآثار التي ذكرنا كما صنعنا نحن فهي تلقمهم حجرا و تعكس دليلهم
عليهم إذ إنها تصرح أن وفاة إبراهيم عليه السلام صغيرا كان بسبب أنه لا نبي
بعده صلى الله عليه وسلم و لربما جادلوا في هذا - كما هو دأبهم - و حاولوا أن
يوهنوا من الاستدلال بهذه الآثار ، و أن يرفعوا عنها حكم الرفع ، و لكنهم لم
و لن يستطيعوا الانفكاك مما ألزمناهم به من ضعف دليلهم هذا و لو من الوجه الأول
و هو أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعا صراحة .

(1/297)

221 - " الحج قبل التزوج " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 389 ) :
موضوع .
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن
أبي هريرة ، و تعقبه المناوي بقوله : و فيه غياث بن إبراهيم ، قال الذهبي :
تركوه ، و ميسرة بن عبد ربه قال الذهبي : كذاب مشهور .
قلت : و الأول أيضا كذاب معروف ، قال ابن معين : كذاب خبيث ، و قال أبو داود :
كذاب ، و قال ابن عدي : بين الأمر في الضعف ، و أحاديثه كلها شبه الموضوع
و هو الذي ذكر أبو خيثمة أنه حدث المهدي بخبر : " لا سبق إلا في نصل أو خف أو
حافر " فزاد فيه : " أو جناح " فوصله المهدي ، و لما قام قال : أشهد أن قفاك
قفا كذاب .
فأعجب من السيوطي كيف يورد في " جامعه " أحاديث هؤلاء الكذابين !
و الحديث في " الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس " ( 1 / 97 ) من طريق غياث بن
إبراهيم ( و ما فوقه غير ظاهر في المصورة إلا : ابن ميسرة عن أبيه عن
أبي هريرة ) ، و ميسرة بن عبد ربه دون هذه الطبقة ، فليحقق .
و قد روى هذا الحديث عن أبي هريرة بلفظ آخر و هو :

(1/298)

222 - " من تزوج قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 390 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 20 / 2 ) عن أحمد بن جمهور القرقساني ، حدثنا محمد بن أيوب
حدثني أبي عن رجاء بن روح حدثتني ابنة وهب بن منبه عن أبيها عن أبي هريرة
مرفوعا ، و قال ابن عدي : و بعض روايات أيوب بن سويد أحاديث لا يتابعه أحد
عليها .
و من طريق ابن عدي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 213 ) و قال : محمد
ابن أيوب يروي الموضوعات ، و أبوه قال يحيى : ليس بشيء .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 120 ) و زاد عليه قوله : قلت : و أحمد بن
جمهور متهم بالكذب .
قلت : و رجاء بن روح ـ كذا في " ابن عدي " و في " الموضوعات " و " اللآليء " :
ابن نوح لم أجد له ترجمة .

(1/299)

223 - " الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 390 ) :
منكر .
أخرجه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 224 / 2 ) و ابن عدي ( 17 / 2 )
و ابن بشران في " الأمالي " ( 2 / 3 / 1 ) و الخطيب ( 6 / 328 ) و عنه ابن
الجوزي في " الواهيات " ( 2 / 84 / 944 ) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي ، حدثنا
أبو معشر المدائني عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا .
ذكره الخطيب في ترجمة الكاهلي هذا و قال : يروي عن مالك و غيره من الرفعاء
أحاديث منكرة ، ثم ساق له هذا الحديث ثم روى تكذيبه عن أبي بكر بن أبي شيبة ،
و قد كذبه أيضا موسى بن هارون و أبو زرعة ، و قال ابن عدي عقب الحديث : هو في
عداد من يضع الحديث ، و كذا قال الدارقطني كما في " الميزان " ، و زاد ابن
الجوزي : لا يصح ، و أبو معشر ضعيف .
و قال المناوي متعقبا على السيوطي حيث أورده في " الجامع " من رواية الخطيب
و ابن عساكر : قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، و قال ابن العربي : هذا حديث
باطل فلا يلتفت إليه .
ثم وجدت للكاهلي متابعا ، و هو أحمد بن يونس الكوفي ، و هو ثقة أخرجه ابن عساكر
( 15 / 90 / 2 ) من طريق أبي علي الأهوازي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفر
ابن عبيد الله الكلاعي الحمصي بسنده عنه به ، أورده في ترجمة الكلاعي هذا ،
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، لكن أبو علي الأهوازي متهم ، فالحديث باطل
على كل حال ، ثم رأيت ابن قتيبة أخرج الحديث في " غريب الحديث " ( 3 / 107 /
1 ) عن إبراهيم بن يزيد عن عطاء عن ابن عباس موقوفا عليه ، و الوقف أشبه و إن
كان في سنده ضعيف جدا ، فإن إبراهيم هذا و هو الخوزي متروك كما قال أحمد
و النسائي ، لكن روي الحديث بسند آخر ضعيف عن ابن عمرو رواه ابن خزيمة ( 2737 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 33 / 2 ) ، و قال : تفرد به عبد الله بن المؤمل
و لذا ضعفه البيهقي في " الأسماء " ( ص 333 ) و هو مخرج في " التعليق الرغيب "
( 2 / 123 ) ، و إذا عرفت ذلك ، فمن العجائب أن يسكت عن الحديث الحافظ ابن رجب
في " ذيل الطبقات " ( 7 / 174 ـ 175 ) و يتأول ما روي عن ابن الفاعوس الحنبلي
أنه كان يقول : " الحجر الأسود يمين الله حقيقة " ، بأن المراد بيمينه أنه محل
الاستلام و التقبيل ، و أن هذا المعنى هو حقيقة في هذه الصورة و ليس مجازا ،
و ليس فيه ما يوهم الصفة الذاتية أصلا ، و كان يغنيه عن ذلك كله التنبيه على
ضعف الحديث ، و أنه لا داعي لتفسيره أو تأويله لأن التفسير فرع التصحيح كما لا
يخفى .

(1/300)

224 - " حملة القرآن أولياء الله ، فمن عاداهم فقد عادى الله ، و من والاهم فقد
والى الله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 392 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 90 ) من طريق أبي نعيم معلقا عليه بسنده عن
الحسن بن إدريس العسكري حدثنا إبراهيم بن سهل حدثنا داود بن المحبر عن صخر بن
جويرية عن نافع عن ابن عمر به .
و ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي و ابن النجار عن ابن عمر ،
و تعقبه المناوي بقوله : و فيه داود بن المحبر ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
قال ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات ، و رواه عنه أبو نعيم في " الحلية "
و من طريقه أورده الديلمي مصرحا ، فلو عزاه له لكان أولى .
قلت : بل الأولى حذفه أصلا ! فقد أورده السيوطي نفسه في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( رقم 155 ، ص 32 ) من رواية أبي نعيم في " تاريخ أصبهان " و قال
السيوطي : قال الحافظ في " اللسان " : هذا خبر منكر ساقه أبو نعيم في ترجمة
الحسن بن إدريس ، لكن الآفة من داود بن المحبر ، و تبعه ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " : ( 135 / 1 ) ، و الحديث في " أخبار أصبهان " ( 1 / 264 ) و ليس في
" الحلية " كما ظن المناوي ! .
و الحسن بن إدريس هو من شيوخ أبي الشيخ كما ترجمه في " طبقاته " ( 389 / 531 )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و كذلك صنع أبو نعيم ، و إبراهيم بن سهل لم
أعرفه ، ثم رواه الديلمي من حديث علي نحوه و فيه محمد بن الحسين ، قال الخطيب (
2 / 248 ) : قال لي محمد بن يوسف القطان : كان غير ثقة يضع للصوفية الأحاديث .

(1/301)

225 - " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور و المتخذين عليها المساجد
و السرج " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 393 ) :
ضعيف .
بهذا السياق و التمام ، أخرجه أصحاب السنن الأربعة إلا ابن ماجه و ابن أبي شيبة
في " المصنف " ( 4 / 140 ) و البغوي في حديث علي بن الجعد ( 7 / 70 / 1 )
و الطبراني ( 3 / 174 / 2 ) و أبو عبد الله القطان في " حديثه " ( 54 / 1 )
و الحاكم ( 1 / 374 ) و البيهقي ( 4 / 78 ) و كذا الطيالسي ( 1 / 171 ) و أحمد
( 2030 ) من طريق محمد بن جحادة قال : سمعت أبا صالح زاد القطان ، بعد ما كبر ،
و هو رواية لابن أبي شيبة ( 2 / 84 / 1 ) عن ابن عباس قال : فذكره ،
و قال الحاكم و تبعه الذهبي : أبو صالح باذان و لم يحتجا به ، و أما الترمذي
فقال : حديث حسن ، و أبو صالح هذا هو مولى أم هانيء بنت أبي طالب و اسمه باذان
و يقال : باذام أيضا .
قلت : و هو ضعيف عند جمهور النقاد ، و لم يوثقه أحد إلا العجلي وحده كما قال
الحافظ في " التهذيب " بل كذبه إسماعيل بن أبي خالد و الأزدي ، و وصمه بعضهم
بالتدليس ، و قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف مدلس .
قلت : و كأنه لهذا ، قال ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " بعد أن حكى
تحسين الترمذي للحديث قال ( 59 / 1 ) : قلت : فيه وقفة لنكتة ذكرتها في الأصل
يعني " البدر المنير " و لم أقف عليه لنقف على النكتة التي أشار إليها و إن كان
الظاهر أنه أراد بها ضعف أبي صالح المذكور و تدليسه ، و به أعله عبد الحق
الإشبيلي في " أحكامه الكبرى " ( 80 / 1 ) فقال : و هو عندهم ضعيف جدا .
قلت : فمن هذا حاله لا يحسن تحسين حديثه كما فعل الترمذي ! فكيف تصحيحه كما فعل
الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " و على سنن الترمذي ( 2 / 136 - 138 )
؟ و هذا التحسين و التصحيح بالإضافة إلى اشتهار الاستدلال بهذا الحديث على
تحريم إيقاد السرج ، حملني على أن أبين حقيقة إسناد هذا الحديث لكي لا ينسب
إليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ، نعم قد جاء غالب الحديث من طرق أخرى ،
فلعن زائرات القبور ، رواه ابن ماجه ( 1 / 478 ) و الحاكم ، و البيهقي و أحمد
( 3 / 142 ) من حديث حسان بن ثابت ، و الترمذي و ابن ماجه و البيهقي و الطيالسي
و أحمد ( 2 / 337 ) عن أبي هريرة بلفظ : " زوارات القبور " ، انظر " أحكام
الجنائز " ( 185 ـ 187 ) .
و لعن المتخذين على القبور المساجد متواتر عنه صلى الله عليه وسلم في
" الصحيحين " و غيرهما من حديث عائشة و ابن عباس و أبي هريرة و زيد بن ثابت
و أبي عبيدة بن الجراح و أسامة بن زيد ، و قد سقت أحاديثهم و خرجتها في
" التعليقات الجياد على زاد المعاد " ثم في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور
مساجد " ، و هو مطبوع ، و نص حديث عائشة و ابن عباس مرفوعا :
" لعنة الله على اليهود و النصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد " زاد أحمد في
روايته : " يحرم ذلك على أمته " و أخرج أيضا من حديث ابن مسعود مرفوعا :
" إن من شرار الناس من تدركه الساعة و هم أحياء ، و من يتخذ القبور مساجد " .
و مع هذه الأحاديث الكثيرة في لعن من يتخذ المساجد على القبور تجد كثيرا من
المسلمين يتقربون إلى الله ببنائها عليها و الصلاة فيها ، و هذا عين المحادة
لله و رسوله ، انظر " الزواجر في النهي عن اقتراف الكبائر " للفقيه أحمد بن حجر
الهيثمي ( 1 / 121 ) و قد صرح بعض الحنفية و غيرهم بكراهة الصلاة فيها ، بل نقل
بعض المحققين اتفاق العلماء على ذلك ، فانظر " فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية "
( 1 / 107 ، 2 / 192 ) " و عمدة القاري شرح صحيح البخاري " للعيني الحنفي ( 4 /
149 ) و شرحه للحافظ ابن حجر ( 3 / 106 ) ، و أما لعن المتخذين عليها السرج .
فلم نجد في الأحاديث ما يشهد له ، فهذا القدر من الحديث ضعيف ، و إن لهج
إخواننا السلفيون في بعض البلاد بالاستدلال به ، و نصيحتي إليهم أن يمسكوا عن
نسبته إليه صلى الله عليه وسلم لعدم صحته ، و أن يستدلوا على منع السرج على
القبور بعمومات الشريعة ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة ،
و كل ضلالة في النار " ، و مثل نهيه صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال ،
و نهيه عن التشبه بالكفار و نحو ذلك .

(1/302)

226 - " تختموا بالعقيق فإنه مبارك " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 396 ) :
موضوع .
أخرجه المحاملي في " الأمالي " ( ج 2 رقم 41 - نسختي ) و الخطيب في " تاريخه "
( 11 / 251 ) و كذا العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) من طريق يعقوب بن الوليد
المدني ، و ابن عدي ( 356 / 1 ) من طريق يعقوب بن إبراهيم الزهري ، كلاهما عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
و من طريق العقيلي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 423 ) و قال : يعقوب
كذاب يضع ، قال العقيلي : و لا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
قلت : قال الذهبي في ترجمة يعقوب : قال أحمد : كان من الكذابين الكبار ، يضع
الحديث ، ثم ساق له هذا الحديث ، و قال ابن عدي : يعقوب بن إبراهيم هذا ليس
بالمعروف ، و قد سرقه منه يعقوب بن الوليد .
و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآلئ " ( 2 / 272 ) كعادته فقال :
و للحديث طريق آخر عن هشام أخرجه الخطيب و ابن عساكر ( 4 / 283 / 2 ) من طريق
أبي سعيد شعيب بن محمد بن إبراهيم الشعيبى ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن وصيف
{ الفامي } ، أنبأنا محمد بن سهل بن الفضل بن عسكر أبو الفضل ، حدثنا خلاد
بن يحيى عن هشام بن عروة به .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، فإن من دون خلاد لا يعرفون ، أما شعيب بن محمد بن
إبراهيم الشعيبي فلعله الذي في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 352 ) : شعيب بن
محمد بن شعيب العبدي ، بغدادي ، روى عن بشر بن الحارث و عبد الرحمن بن عفان كتب
عنه أبي في الرحلة الثانية و كذا في " تاريخ بغداد " ( 9 / 244 ) للخطيب نقلا
عن ابن أبي حاتم .
و أما محمد بن وصيف { الفامي } فلم أجد من ذكره إلا أن يكون الذي ذكره الخطيب
في " تاريخه " ( 3 / 336 ) : محمد بن وصيف أبو جعفر السامري ، ثم ساق له حديثا
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لكن هذا كنيته أبو جعفر ، و المترجم كنيته
أبو عبد الله ، فالله أعلم .
و أما محمد بن سهل بن فضل ، فيحتمل أنه محمد بن سهل العطار ، و قد تردد في هذا
الحافظ ابن حجر في " اللسان " و الله اعلم .
و العطار معروف بوضع الحديث ، وصفه بذلك الدارقطني و غيره فهو آفة هذا الإسناد
أو من دونه ، والله أعلم .
و قد روي الحديث بألفاظ أخرى من طرق أخرى و كلها باطلة كما قال الحافظ السخاوي
في " المقاصد " و أما قول الشيخ علي القاري في " الموضوعات " ( ص 37 ) : لكن
رواه الديلمي من حديث أنس و عمر و علي و عائشة بأسانيد متعددة فيدل على أن
الحديث له أصل .
فهو ذهول عن قول الحافظ السخاوي : إنها كلها باطلة ، و عن القاعدة المتفق عليها
عند المحدثين أن تعدد الطرق إنما يقوي الحديث إذا كان الضعف فيها ناشئا من قلة
الضبط و الحفظ ، و ليس الأمر في هذا الحديث كذلك ، فإن غالبها لا يخلو من متهم
بالكذب ، كما يأتي بعد ، ثم إن في ألفاظها اضطرابا شديدا فبعضها يقول : فإنه
مبارك ، كما في حديث عائشة هذا ، و بعضها يقول : " فإنه ينفي الفقر " ، و غير
ذلك من الألفاظ التي لا يشهد بصحتها شرع و لا عقل ، و منها الحديث الآتي :

(1/303)

227 - " تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 398 ) :
موضوع .
ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 58 ) من رواية ابن عدي و عنه الديلمي (
2 / 31 ) عن الحسين بن إبراهيم البابي حدثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا به
، و قال ابن الجوزي : قال ابن عدي : باطل و الحسين مجهول ، و قال الذهبي في "
الميزان " : حديث موضوع ، و أقره الحافظ في " اللسان " و كذا أقر ابن الجوزي
على وضعه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 273 ) و زاد : قلت : قال في " الميزان "
: حسين لا يدرى من هو فلعله من وضعه .
و مع اعتراف السيوطي بوضعه فقد ذكره في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي !!
و من طريق ابن عدي و غيره أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " ( 14 / 26 ـ ط ) ،
و أعله بجهالة البابي ، و لم أره في " كامل ابن عدي " .

(1/304)

228 - " تختموا بالعقيق فإنه أنجح للأمر ، و اليمنى أحق بالزينة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 398 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عساكر ( 4 / 291 / 1 - 2 ) في ترجمة الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام
السلمي بسنده إلى أبي جعفر محمد بن عبد الله البغدادي حدثني محمد بن الحسن -
بالباب و الأبواب - حدثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا به ، قال الحافظ في
" اللسان " ( 2 / 269 ) : و هو موضوع لا ريب فيه ، لكن لا أدري من وضعه .
و أقره السيوطي في " اللآليء " : ( 2 / 273 ) .

(1/305)

229 - " تختموا بالخواتم العقيق فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 399 ) :
موضوع .
رواه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 32 ) من طريق علي بن مهرويه القزويني ، و في
سنده داود بن سليمان الغازي الجرجاني كذبه ابن معين ، و قال الذهبي :
شيخ كذاب ، له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا .
قلت : و هذا الحديث من النسخة المذكورة كما يتبين لمن نظر " المقاصد الحسنة "
و " كشف الخفاء " .

(1/306)

230 - " من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 399 ) :
موضوع .
رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 57 ) من طريق ابن حبان يعني في
" الضعفاء " ( 3 / 153 ) عن زهير بن عباد حدثنا أبو بكر بن شعيب عن مالك عن
الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا
و قال ابن حبان و تبعه ابن الجوزي : أبو بكر يروي عن مالك ما ليس من حديثه ،
و أقره في " اللآليء " ( 2 / 271 ) ، و قال الذهبي في ترجمة أبي بكر المذكور
و قد ساق له هذا الحديث : هذا كذب ، و وافقه الحافظ في " اللسان " .
و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " من هذا الوجه و قال : لم يروه عن مالك
إلا أبو بكر تفرد به زهير ، كما في " جزء منتقى " من معجمي الطبراني " الأوسط "
و " الكبير " و من " مسند المقلين " لدعلج بخط الحافظ الذهبي و روايته عن
الحافظ المزي ( ورقة 1 وجه 2 ) و كذلك هو في " جزء من حديث الطبراني رواية أبي
نعيم " ( 26 / 1 ) ، و في " جزء ما انتقاه ابن مردويه من حديث الطبراني " ( 113
/ 1 ) ثم رأيته في " المعجم الأوسط " ( 1 / 8 / 101 ) .
و من هذا يتبين خطأ قول الهيثمي بعد أن ساق الحديث ( 5 / 154 - 155 ) :
رواه الطبراني في " الأوسط " و عمرو بن الشريد لم يسمع من فاطمة ، و زهير بن
عباس الرواسي وثقه أبو حاتم ، و بقية رجاله رجال الصحيح !
فهذا خطأ فاحش ، فإن أبا بكر هذا ليس من رجال الصحيح ، بل و لا من رجال السنن
و " المسانيد " ! ثم هو متهم كما يشير إليه كلام ابن حبان و ابن الجوزي السابق
فيه .
و قد غفل عن هذا المعلق على " الأوسط " ( 1 / 104 ) فنقل كلام الهيثمي ثم أقره
.
و بالجملة فكل أحاديث التختم بالعقيق باطلة كما سبق عن الحافظ السخاوي .

(1/307)

231 - " كلو البلح بالتمر ، فإن الشيطان إذا رآه غضب و قال : عاش ابن آدم حتى أكل
الجديد بالخلق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 401 ) :
موضوع .
رواه ابن ماجه ( 1 / 317 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و ابن عدي ( 364 /
2 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 120 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1
/ 134 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 21 ) و في " معرفة علوم الحديث " ( ص
100 - 101 ) و البيهقي في " الآداب " ( 318 / 667 ) و أبو الحسن الحمامي في
" الفوائد المنتقاة " ( 9 / 207 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 353 )
و هبة الله الطبري في " الفوائد " ( 1 / 134 / 2 ) و استغربه عن أبي زكير يحيى
ابن محمد بن قيس قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا ، و قال
ابن عدي و الحاكم في " المعرفة " و البيهقي و الحمامي و الخطيب : تفرد به
أبو زكير ، و الحاكم مع تساهله المعروف لم يصححه في " المستدرك " و قال الذهبي
في " الميزان " : هذا حديث منكر ، و كذا قال في تلخيص " المستدرك " و زاد :
و لم يصححه المؤلف .
قال السندي : و في " الزوائد " : في إسناده أبو زكير في الأصل زكريا و هو تصحيف
يحيى بن محمد ضعفه ابن معين و غيره ، و قال ابن عدي : أحاديثه مستقيمة سوى
أربعة أحاديث .
قلت : و قد عد هذا الحديث من جملة تلك الأحاديث ، و قال النسائي : إنه حديث
منكر .
قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 26 ) و قال : قال
الدارقطني : تفرد به أبو زكير عن هشام قال العقيلي : لا يتابع عليه و لا يعرف
إلا به ، قال ابن حبان : و هو يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل من غير تعمد فلا
يحتج به ، روى هذا الحديث و لا أصل له ، قال ابن الجوزي : هذا قدح ابن حبان في
أبي زكير و قد أخرج عنه مسلم في " الصحيح " و لعل الزلل من قبل محمد بن شداد
المسمعي ( يعني أحد رواته ) عن أبي زكير قال الدارقطني : لا يكتب حديثه ،
و تابعه نعيم بن حماد عن أبي زكير ، و نعيم ليس بثقة .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 243 ) على وضعه لكنه تعقبه في محاولته
تبرئة أبي زكير من عهدة الحديث فإنه ذكر له طرقا أخرى عن أبي زكير ، تحمل
الباحث على أن يحصر التهمة في أبي زكير ، و هو الصواب ، و به أعل الأئمة هذا
الحديث والله أعلم .
و مسلم إنما أخرج له في " المتابعات " ، كما في " التهذيب " ، و قال في
" التقريب " : صدوق يخطيء كثيرا .
و مع اعتراف السيوطي بوضعه فإنه أورده في " الجامع الصغير " من رواية النسائي
و ابن ماجه و الحاكم عن عائشة !
هذا و قد عزاه للنسائي ابن القيم أيضا في " زاد المعاد " ( 3 / 211 ) فالظاهر
أنه في " سننه الكبرى " ، و هو في الوليمة منه ، كما في " تحفة الأشراف " ( 12
/ 224 ) و قال النسائي : هذا منكر ، كما تقدم عن " الزوائد " ، ثم إن ابن القيم
سكت عن هذا الحديث فكأنه لم يستحضر علته فكان عمله هذا من جملة الدواعي على
تحرير القول فيه .

(1/308)

232 - " كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 403 ) :
موضوع .
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 9 / 106 / 1 ) و ابن عدي ( 258 / 2 ) عن
عصمة بن محمد حدثنا موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس مرفوعا .
و قال ابن عدي : و عصمة بن محمد كل حديثه غير محفوظ و هو منكر الحديث .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 25 ) من طريق ابن عدي عن عصمة ، ثم
قال : لا يصح ، عصمة كذاب .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 243 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
( 320 / 2 ) و من قبلهما ابن القيم في " المنار " و قال ( ص 25 ) : هو بوصف
الأطباء و الطرقية أشبه و أليق .
و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي بكر الشافعي هذا
و الديلمي عن ابن عباس ، فانظر كم هو متناقض ؟ ! .

(1/309)

233 - " أكثر خرز الجنة العقيق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 403 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 281 ) في ترجمة سلم ، و في " الحلية " سالم
ابن ميمون الخواص من طريق أبي محمد سلم الزاهد حدثنا القاسم بن معن عن أخته
أمينة بنت معن عن عائشة مرفوعا ، و قال : غريب من حديث القاسم لم نكتبه إلا
من هذا الوجه ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 58 ) من هذا الوجه و
قال : سلم بن سالم كذاب .
و عقب عليه السيوطي بقوله في " اللآليء " ( 2 / 273 ) : قلت : اتفقوا على
تضعيفه غير ابن عدي فقال : أرجو أنه يحتمل حديثه ، و قال العجلي : لا بأس به ،
و هو صاحب حديث العدس ، ثم راجعت " الحلية " فوجدته أخرجه في ترجمة سلم بن
ميمون الخواص الزاهد المشهور ، و هو صوفي من كبار الصوفية و العباد غير أن في
حديثه مناكير ، قال ابن حبان : غلب عليه الصلاح حتى شغل عن حفظ الحديث و إتقانه
.
قلت : و تمام كلام ابن حبان ( 1 / 345 ) : فربما ذكر الشيء بعد الشيء و يقلبه
توهما ، فبطل الاحتجاج به .
و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 167 ) عن أبيه : لم أكتب عنه ، روى عن أبي خالد
الأحمر حديثا منكرا شبه الموضوع ، و ميل السيوطي إلى أن الحديث لسلم بن ميمون
يؤيده إيراد أبي نعيم له في ترجمته ، لكن لم أر أحدا ممن ترجمه ذكر له كنية
مطلقا ، بخلاف سلم بن سالم فقد جزم بأن كنيته أبو محمد ابن أبي حاتم في " الجرح
و التعديل " ( 2 / 1 / 266 ) ، و ابن سعد في " طبقاته " ( 7 / 374 )
و " تاريخ بغداد " ( 9 / 141 ) للخطيب و اعتمده هو حيث قال في أول ترجمته :
سلم بن سالم أبو محمد ، و قيل : أبو عبد الرحمن البلخي .
فهذا يؤيد أنه سلم بن سالم و هو موصوف بالزاهد أيضا مثل سلم بن ميمون فكان ذلك
من دواعي الاشتباه ، و الأرجح ما ذهب إليه ابن الجوزي أنه سلم بن سالم و هو
متهم ، و روى الخطيب عن أحمد بن سيار قال : سلم بن سالم كان يروي أحاديث ليست
لها خطم و لا أزمة شبيهة بالموضوع ، و عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : غير
ثقة ، سمعت إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه يقول : سئل ابن المبارك عن الحديث
الذي حدث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا ؟ فقال : و لا على لسان نبي
واحد ، إنه لمؤذ منفخ ، من يحدثكم به ؟ قالوا : سلم بن سالم ، قال : عمن ؟
قالوا : عنك ، قال : و عني أيضا ؟ ! ثم روى الخطيب تضعيفه عن أحمد
و النسائي و غيرهما ، و قال ابن أبي حاتم في ترجمته ( 1 / 1 / 367 ) : سمعت
أبا زرعة يقول : لا يكتب حديثه ، كان مرجئا ، و كان لا - و أومأ بيده إلى فيه -
يعني لا يصدق ، و قال ابن حبان ( 1 / 344 ) : منكر الحديث يقلب الأخبار قلبا ،
و كان ابن المبارك يكذبه .
و أما استثناء السيوطي ابن عدي من المضعفين له بسبب قوله : أرجو أن يحتمل حديثه
فغير مستقيم لأنه إنما قال هذا بعد أن أورد له أحاديث قال فيها : هذه الأحاديث
أنكر ما رأيت له ، و له أفراد ، و أرجو أن يحتمل حديثه كذا في " اللسان " ،
فهذا يفيد أن ابن عدي ضعفه بسبب روايته لتلك الأحاديث المنكرة ، و رجاؤه أن
يحتمل ما له من الأفراد و الأحاديث القليلة ، لا يوثقه بعد روايته الأحاديث
المنكرة ، و هذا بين لا يخفى على من له دراية بهذا الفن الشريف .
و قد سبق للسيوطي مثل هذه الخطأ فانظر الحديث ( 201 ) .
و بالجملة فالحديث موضوع سواء كان من رواية سلم بن سالم أو من رواية سلم بن
ميمون فإن كل واحد منهما شر في الحديث من الآخر كما تبين لك من أقوال العلماء
فيهما ، و قد مضى عن السخاوي في الحديث ( رقم 222 ) أن كل طرق حديث خاتم العقيق
باطلة ، ثم إن الحديث ذكره الذهبي في ترجمة سلم بن عبد الله الزاهد ، و قال :
وهاه ابن حبان و قال : حدثنا ابن قتيبة و حدثنا حاتم بن نصر - بأستروشنة - قالا
: حدثنا عبيد بن الغار العسقلاني حدثنا سلم بن عبد الله الزاهد عن القاسم بن
معن .. .
قلت : فذكر الحديث بإسناده و لفظه ، و قد عزاه الحافظ في " اللسان " لأبي نعيم
و قال : و لم تقع في روايته و لا رواية ابن حبان تسمية والد سلم و العلم
عند الله .
كذا قال لكن ابن حبان أورده في ترجمة سلم بن عبد الله الزاهد أبو محمد من
" ضعفائه " ( 1 / 344 ) عقب ترجمة سلم بن سالم المتقدم ، و قال : لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل الاعتبار .

(1/310)

234 - " أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر ، فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج
ولدها ذلك حليما ، فإنه كان طعام مريم حين ولدت عيسى ، و لو علم الله طعاما هو
خير لها من التمر أطعمها إياه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 407 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 8 / 366 ) من طريق داود بن سليمان الجرجاني حدثنا سليمان بن
عمرو عن سعد بن طارق عن سلمة بن قيس مرفوعا .
ذكره في ترجمة الجرجاني ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه : كذاب .
قلت : و قد سبق له حديث موضوع قريبا ( 229 ) ، و شيخه في هذا الحديث سليمان بن
عمرو و هو النخعي كذاب أيضا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 27 ) من هذا الوجه و قال :
سليمان النخعي و داود كذابان .
و عقب عليه السيوطي في " اللآليء " بقوله ( 2 / 244 ) : قلت : داود توبع .
ثم ساقه من رواية ابن منده من طريق حامد بن المسور حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا
سليمان بن عمرو النخعي به ، و أخرجه أبو نعيم في " الطب " من طريق حامد بن
المسور .
قلت : و هذه المتابعة لا تجدي لأنها تدور على سليمان النخعي الكذاب أيضا
باعتراف السيوطي فكأنه يعترف بوضع هذا الحديث ، لكنه قد روي بإسناد آخر ضعيف
و لفظه قريب من هذا فانظر الحديث الآتي ( 263 ) ، و قد جزم ابن القيم في
" المنار " ( ص 25 ) بوضعه فقال : هو بوصف الأطباء و الطرقية أشبه و أليق .

(1/311)

235 - " ترك الدنيا أمر من الصبر ، و أشد من حطم السيوف فى سبيل الله ، و لا يتركها
أحد إلا أعطاه مثل ما يعطي الشهداء ، و تركها قلة الأكل و الشبع ، و بغض الثناء
من الناس ، فإنه من أحب الثناء من الناس أحب الدنيا و نعيمها ، و من سره النعيم
فليدع الثناء من الناس " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 408 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 44 ) قال أنبأنا أبي أخبرنا أحمد بن عمرو
البزار عن عبد الله بن عبد الرحمن الجزري عن سفيان عن حماد عن إبراهيم عن علقمة
عن ابن مسعود مرفوعا .
و ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 191 ) من رواية الديلمي ، و
قال السيوطي : قال في " الميزان " : عبد الله بن عبد الرحمن الجزري عن الثوري و
الأوزاعي بمناكير و عجائب ، اتهمه ابن حبان بالوضع ، و في " اللسان " قال ابن
حبان : يأتي عن الثوري بالأوابد حتى لا يشك من كتب الحديث إنه عملها ( 2 / 35 )
، و أقره ابن عراق ( 358 / 1 ) .
قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي طرف الحديث الأول في " الجامع الصغير " من
رواية الديلمي هذه ! فأساء من وجهين .
الأول : إيراده فيه مع أنه من رواية ذاك المتهم بالوضع .
الآخر : اقتصاره على القدر المذكور فأوهم أنه كذلك عند الديلمي و ليس كذلك .
و الشارح المناوي لم يتعقبه بشيء يذكر فقال : و رواه عنه البزار أيضا ، و من
طريقه عنه أورده الديلمي .
قلت : إطلاق العزو للبزار يعني إنه رواه في " مسنده " كما هو المصطلح عليه عند
المحدثين و ما أظن البزار أخرجه فيه و إلا لذكره الهيثمي في " المجمع " و لم
أره فيه ، والله أعلم .
ثم استدركت فقلت : ليس البزار في إسناد الديلمي هو أحمد بن عمرو صاحب
" المسند " المعروف به ، فإنه توفي سنة ( 292 ) و والد الديلمي و اسمه شيرويه
ابن شهردار مات سنة ( 509 ) فبينهما قرنان من الزمان ! .

(1/312)

236 - " ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 409 ) :
موضوع .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 191 / 1617 ) حدثنا سليمان الشاذكوني حدثنا
إسماعيل بن أبان حدثنا علي بن الحزور قال : سمعت أبا مريم يقول : سمعت عمار
ابن ياسر يقول : ... فذكره مرفوعا ، و ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 10 /
286 ) و قال : و فيه سليمان الشاذكوني و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب و قد مضى له عدة أحاديث أقربها الحديث ( 234 ) .
ثم إن اقتصاره عليه يوهم أنه ليس فيه من هو مثله أو قريب منه ، و ليس كذلك بل
فوقه آخران أحدهما شر من الآخر استدرك عليه أحدهما المعلق على " المسند "
فقال : و علي بن الحزور متروك و باقي رجاله ثقات .
قلت : و لقد أخطأ أيضا ، فإن إسماعيل بن أبان ليس هو الوراق الثقة و إنما هو
إسماعيل بن أبان الغنوي ، قال الحافظ : متروك رمي بالوضع .

(1/313)

237 - " ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير ، و إن شرا فشر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 410 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 180 / 1 ) و في " الأوسط " ( 484 ـ 485 ـ
حرم ) عن حامد بن آدم المروزي أنبأنا الفضل بن موسى عن محمد بن عبيد الله
العرزمي عن سلمة بن كهيل عن جندب بن سفيان مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه علتان : الأولى : محمد العرزمي هذا فإنه
متروك كما في " التقريب " .
الأخرى : حامد بن آدم المروزي فقد كذبه الجوزجاني و ابن عدي ، و عده أحمد بن
علي السلماني فيمن اشتهر بوضع الحديث و لهذا قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 /
225 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه حامد بن آدم و هو كذاب .
قلت : لكن تعصيب الجناية به وحده قصور مع أن فوقه ذاك المتروك ، و لا سيما و لم
يتفرد به حامد فقد أخرجه أبو بكر الذكواني في " اثنا عشر مجلسا " ( 7 / 2 )
قال حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الجعابي حدثنا عمر بن أيوب
السقطي حدثنا محمد بن عمر بن أبي رزمة حدثنا الفضل بن موسى به و ابن أبي رزمة
هذا الظاهر أنه محمد بن عبد العزيز أبو رزمة فإنه الذي ذكروه في الرواة عن
الفضل بن موسى شيخه في هذا السند ، فإذا كان هو هذا فهو ثقة من رجال البخاري و
يكون تصحف اسم أبيه عبد العزيز على بعض النساخ فكتب بدله : عمر ، و أما الراوي
عنه عمر بن أيوب السقطي فالظاهر أيضا أنه الموصلي و هو ثقة من رجال مسلم بل هو
غيره فهذا عبدي كما في " التهذيب " و ذاك سقطي و هو مترجم في " تاريخ بغداد " (
11 /
219 ) و هو ثقة ، لكن الراوي عنه الجعابي ضعيف ، فإنه و إن كان حافظا مشهورا
فإنه فاسق رقيق الدين كما قال الذهبي ، و ذكر الدارقطني أنه اختلط و إن كان
الجعابي حفظ هذا السند فتلك متابعة قوية لحامد بن آدم ، و هي مما يستدرك على
السيوطي فإنه أورد الحديث من طريق الطبراني التي فيها ذاك الكذاب و أعرض عن هذه
السالمة من مثله ! و تبعه على ذلك المناوي إلا أنه تعقبه بكلام الهيثمي السابق
في حامد و ذهل عن هذه الطريق السالمة منه و هذا كله يصدق المثل السائر : كم ترك
الأول للآخر ! .

(1/314)

238 - " إذا وضعت المائدة فلا يقوم رجل حتى ترفع المائدة ، و لا يرفع يده و إن شبع
حتى يفرغ القوم ، و ليعذر فإن الرجل يخجل جليسه فيقبض يده و عسى أن يكون له في
الطعام حاجة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 411 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 309 ) من طريق عبد الأعلى عن يحيى بن أبي كثير عن عروة بن
الزبير عن ابن عمر مرفوعا .
قال البوصيري في " الزوائد " ( 4 / 14 ) : في إسناده عبد الأعلى بن أعين و هو
ضعيف .
قلت : بل ضعيف جدا ، قال أبو نعيم : روى عن يحيى بن أبي كثير المناكير .
قلت : و هذه منها .
و قال الدارقطني : ليس بثقة ، و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به .
و الجملة الأولى من الحديث رويت بإسناد آخر و لكنه ضعيف جدا أيضا و هو :

(1/315)

239 - " نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 412 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 309 ) من طريق الوليد بن مسلم عن منير بن الزبير عن مكحول
عن عائشة مرفوعا ، قال البوصيري في " الزوائد " ( 4 / 13 ) : في إسناده
الوليد بن مسلم مدلس ، و كذلك مكحول الدمشقي ، و منير بن الزبير قال فيه دحيم :
ضعيف ، و قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بالمعضلات لا تحل الرواية عنه إلا على
سبيل الاعتبار .
و في " الميزان " بعد أن ذكر قول ابن حبان فيه و ساق له هذا الحديث : و الحديث
أيضا منقطع ، يعني بين مكحول و عائشة ، قال المناوي في شرح " الجامع " : فرمز
المصنف لحسنه غير حسن .

(1/316)

240 - " نهى عن ذبائح الجن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 413 ) :
موضوع .
ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 302 ) من رواية ابن حبان في
" المجروحين " ( 2 / 19 ) عن عبد الله بن أذينة عن ثور بن يزيد عن الزهري عن
حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : قال ابن حبان : عبد الله
منكر الحديث جدا يروي عن ثور ما ليس من حديثه .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 226 ) فقال : قلت : أخرجه أبو عبيد في
" غريبه " و البيهقي من طريقه : أنبأنا عمر بن هارون عن يونس عن الزهري رفع
الحديث .
قلت : و هذا التعقيب لا طائل تحته ، فإن عمر بن هارون متفق على تضعيفه بل قال
فيه يحيى بن معين و صالح جزرة : كذاب ، فسقط حديثه .
و الحديث في " سنن البيهقي " ( 9 / 314 ) من الوجه الذي ذكره السيوطي و عنده
عقب الحديث ما نصه : قال : ( لعله يعني الزهري ) و أما ذبائح الجن : أن تشتري
الدار و تستخرج العين و ما أشبه ذلك فتذبح لها ذبيحة للطيرة ، و قال أبو عبيد :
و هذا التفسير في الحديث معناه : أنهم يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة أنهم إن لم
يذبحوا فيطعموا أن يصيبهم فيها شيء من الجن يؤذيهم ، فأبطل النبي صلى الله عليه
وسلم هذا و نهى عنه .
قلت : لقد علمت أن الحديث غير صحيح ، فالعمدة في النهي عن هذه الذبائح الأحاديث
الصحيحة في النهي عن الطيرة ، والله أعلم .

(1/317)

241 - " إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 414 ) :
موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 322 ) و ابن أبي الدنيا في " كتاب الجوع " ( 8 / 1 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 213 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 169 / 1 )
من طرق عن بقية بن الوليد حدثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن
أنس مرفوعا .
قال أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه : و في " الزوائد " : هذا إسناد
ضعيف لأن نوح بن ذكوان متفق على تضعيفه ، و قال الدميري : هذا الحديث مما أنكر
عليه .
قلت : و أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الموضوعة " ( 3 / 30 ) من رواية
الدارقطني عن يحيى بن عثمان حدثنا به ، و قال : لا يصح ، يحيى منكر الحديث
و كذا نوح .
و عقب عليه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 246 ) بقوله : قلت : يحيى بريء من
عهدته ، ثم ذكر رواية ابن ماجه من الطرق المشار إليها عن بقية و رواية الخرائطي
في " اعتلال القلوب " من طريق أخرى عن بقية فانحصرت التهمة بإرشاد السيوطي
بنوح بن ذكوان ، و هذا يتضمن اعتراف السيوطي بوضع الحديث كما لا يخفى ، و مع
ذلك فقد أورده في " الجامع الصغير " برواية ابن ماجه ! .
و أما قول المناوي في شرحه : و عده ابن الجوزي في الموضوع ، لكن تعقب بأن له
شواهد ؟ .
فما أظنه إلا وهما ، فإني لا أعلم له و لا شاهدا واحدا و لو كان معروفا لبادر
السيوطي إلى إيراده في " اللآليء " متعقبا به على ابن الجوزي كما هي عادته !
و كذلك لم يذكر له أي شاهد المنذري في " الترغيب " ( 3 / 124 ) و العجلوني في
" الكشف " ( 1 / 255 ) والله أعلم .
و في الحديث علة أخرى خفيت على ابن الجوزي ثم السيوطي ! قال الحافظ ابن حجر في
" التهذيب " : يوسف بن أبي كثير هو أحد شيوخ بقية الذين لا يعرفون و نحوه في
" الميزان " للذهبي .
و ثمة علة ثالثة و هي عنعنة الحسن و هو البصري فقد كان يدلس ، فلا تغتر بما
نقله المنذري عن البيهقي أنه صحح هذا الحديث ، فإنه من زلات العلماء التي لا
يجوز اقتفاؤها .
ثم استدركت فقلت : لعل المناوي يشير إلى مثل هذا الحديث الآتي عن عائشة ( رقم
257 ) و لكن هذا حديث آخر مخرجا و لفظا و معنى ، على أنه ضعيف السند جدا كما
سيأتي بيانه هناك .

(1/318)

242 - " أحيوا قلوبكم بقلة الضحك و قلة الشبع ، و طهروها بالجوع تصغر و ترق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 415 ) :
لا أصل له .
كما يفيده الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 73 ) ، و التاج السبكي في
" الطبقات الكبرى " ( 4 / 163 ) .

(1/319)

243 - " أفضل الناس من قل طعمه و ضحكه ، و يرضى بما يستر به عورته " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 415 ) :
لا أصل له .
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 69 ) و التاج السبكي في
" الطبقات الكبرى " : لم أجد له أصلا .

(1/320)

244 - " أفضلكم عند الله منزلة يوم القيامة أطولكم جوعا و تفكيرا في الله سبحانه ،
و أبغضكم عند الله عز وجل يوم القيامة كل نؤوم أكول شروب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 416 ) :
لا أصل له .
و إن ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 96 ) من حديث الحسن البصري مرسلا
مرفوعا .
فقد قال الحافظ العراقي في " تخريجه " و التاج السبكي في " الطبقات "
( 4 / 162 ) : لم أجد له أصلا .

(1/321)

245 - " البسوا و اشربوا في أنصاف البطون فإنه جزء من النبوة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 416 ) :
لا أصل له .
كما أفاده الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 69 ) و السبكي في
" الطبقات الكبرى " ( 4 / 162 ) .

(1/322)

246 - " إن الأكل على الشبع يورث البرص " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 416 ) :
لا أصل له .
و هو من الأحاديث الكثيرة الباطلة التي شحن بها الغزالي كتبه ، و لا سيما كتابه
" الإحياء " و قد قال مخرجه الحافظ العراقي في هذا الحديث ( 3 / 70 ) : لم أجد
له أصلا .
و كذا قال السبكي عبد الوهاب في " الطبقات الكبرى " ( 4 / 163 ) .

(1/323)

247 - " جاهدوا أنفسكم بالجوع و العطش ، فإن الأجر في ذلك كأجر المجاهد في سبيل الله
و إنه ليس من عمل أحب إلى الله من جوع و عطش " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 417 ) :
باطل لا أصل له .
و قد ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 69 ) مجزوما برفعه إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ! و لوائح الوضع عليه ظاهرة ، و قد قال الحافظ العراقي في تخريجه :
لم أجد له أصلا ، و كذا قال السبكي في " الطبقات الكبرى " ( 4 / 62 ) .

(1/324)

248 - " سيد الأعمال الجوع ، و ذل النفس لباس الصوف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 4175 ) :
لا أصل له .
قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 9 ) و السبكي في " الطبقات الكبرى "
( 4 / 162 ) : لم أجد له أصلا .

(1/325)

249 - " الفكر نصف العبادة ، و قلة الطعام هي العبادة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 417 ) :
باطل .
و قد أفاد العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 69 ) أنه لا أصل له .

(1/326)

250 - " كان إذا تغدى لم يتعش ، و إذا تعشى لم يتغد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 417 ) :
ضعيف .
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 73 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 /
323 ) و ابن عساكر في آخر جزء " أخبار لحفظ القرآن " ( ق 8 / 2 ) و كذا في
" التاريخ " ( 11 / 65 / 1 ) عن سليمان بن عبد الرحمن حدثنا أيوب بن حسان
الجرشي حدثنا الوضين بن عطاء عن عطاء بن أبي رباح قال : دعي
أبو سعيد الخدري إلى وليمة فرأى صفرة و خضرة فقال : أما تعلمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ... الحديث .
قلت : و هذا إسناد ضعيف و رجاله ثقات لكن الوضين بن عطاء سيء الحفظ فهو لهذا
ضعيف ، ثم إنه مرسل كما هو الظاهر لأن عطاء لم يوصله عن أبي سعيد بمثل قوله :
عن أبي سعيد ، و نحوه .
( تنبيه ) هذا الحديث مما خفي مخرجه على الحافظ العراقي ثم التاج السبكي فذكرا
أنه من الأحاديث التي أوردها الغزالي في " الإحياء " و لا أصل لها ! .
و تعقبه الزبيدي في " إتحاف السادة " ( 7 / 409 ) برواية أبي نعيم فقط !
و رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 158 / 2 ) موقوفا على أبي جحيفة ، و فيه
الوليد بن عمرو بن ساج و هو ضعيف ، و تناقض فيه ابن حبان كما بينته في " تيسير
الانتفاع " .

(1/327)

251 - " من أجاع بطنه عظمت فكرته ، و فطن قلبه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 418 ) :
لا أصل له .
كما يفيده كلام الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 73 ) و السبكي في
" الطبقات " ( 4 / 163 ) .

(1/328)

252 - " البطنة أصل الداء ، و الحمية أصل الدواء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 418 ) :
لا أصل له .
و قد أورده الغزالي في " الإحياء " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال
الحافظ العراقي في تخريجه : لم أجد له أصلا ، و أقره الحافظ السخاوي في
" المقاصد الحسنة " ( 1035 ) و قال المحقق ابن القيم في " زاد المعاد " ( 3 /
97 ) : و أما الحديث الدائر على ألسنة كثير من الناس : الحمية رأس الدواء ،
و المعدة بيت الداء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد ، فهذا الحديث إنما هو من كلام
الحارث بن كلدة طبيب العرب ، و لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قاله غير واحد من أئمة الحديث .
لكن ذكر السخاوي أن الخلال روى من حديث عائشة : " الأزم دواء ، و المعدة داء ،
و عودوا بدنا ما اعتاد " .
و ظاهره أنه مرفوع ، و قد صرح بذلك السيوطي في " الدرر " كما في " كشف الخفاء "
( 2 / 74 / 1788 ) ، و أورده في " الجامع الكبير " ( 1 / 320 / 2 ) و لكنهم لم
يذكروا إسناده لينظر فيه ، و غالب الظن أنه لا يصح ، و الله اعلم .
ثم رأيت ابن القيم ذكره في " الزاد " ( 3 / 102 ) من كلام الحارث بن كلدة أيضا
بهذا اللفظ و هو الأشبه ، ثم قال ابن القيم : و الأزم : الإمساك عن الأكل يعني
به الجوع ، و هو من أكبر الأدوية في شفاء الأمراض الامتلائية كلها بحيث أنه
أفضل في علاجها من المستفرغات .
و بهذه المناسبة أقول : لقد جوعت نفسي في أواخر سنة 1379 أربعين يوما متتابعا ،
لم أذق في أثنائها طعاما قط ، و لم يدخل جوفي إلا الماء ! و ذلك طلبا للشفاء من
بعض الأدواء ، فعوفيت من بعضها دون بعض ، و كنت قبل ذلك تداويت عند بعض الأطباء
نحو عشر سنوات دون فائدة ظاهرة ، و قد خرجت من التجويع المذكور بفائدتين
ملموستين : الأولى : استطاعة الإنسان تحمل الجوع تلك المدة الطويلة خلافا لظن
الكثيرين من الناس .
و الخرى : أن الجوع يفيد في شفاء الأمراض الامتلائية كما قال ابن القيم
رحمه الله تعالى ، و قد يفيد في غيرها أيضا كما جرب كثيرون ، و لكنه لا يفيد في
جميع الأمراض على اختلاف الأجسام خلافا لما يستفاد من كتاب " التطبيب بالصوم "
لأحد الكتاب الأوربيين ، و فوق كل ذي علم عليم .

(1/329)

253 - " صوموا تصحوا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 420 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 225 / 1 / 8477 ) و أبو نعيم في " الطب "
( ق 24 / 1 و 2 ) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود ، أخبرنا زهير بن محمد عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به ، و قال الطبراني : لم يروه بهذا
اللفظ إلا زهير .
قلت : و هو ضعيف في رواية الشاميين عنه و هذه منها .
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 75 ) رواه الطبراني في
" الأوسط " و أبو نعيم في " الطب النبوي " من حديث أبي هريرة بسند ضعيف .
قلت : و لا ينافيه قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 60 ) و الهيثمي في
" المجمع " ( 3 / 179 ) بعد أن نسباه للطبراني : و رجاله ثقات ، لأنه لا ينفي
أن يكون في السند مع ثقة رجاله علة تقتضي ضعفه ، كما لا يخفى على العارف بقواعد
هذا العلم ، و قد كشفنا عن علته ، و لعل الصغاني قد بالغ حين قال ( ص 7 ) :
و هذا الحديث موضوع ، ثم إن لفظ الحديث عندهما : " اغزوا تغنموا ، و صوموا
تصحوا ، و سافروا تستغنوا " ، و رواه ابن عدي ( 7 / 2521 ) بهذا اللفظ من طريق
نهشل عن الضحاك عن ابن عباس ، و نهشل متروك ، و الضحاك لم يسمع من ابن عباس .
و قد روي الحديث بدون ذكر الصوم فيه و هو :

(1/330)

254 - " سافروا تصحوا ، و اغزوا تستغنوا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 421 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 2 / 380 ) من طريق ابن لهيعة عن دراج عن ابن حجيرة عن
أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة فإنه ضعيف الحفظ ، و دراج فإنه صاحب
مناكير ، و لكن الراوي عن ابن لهيعة قتيبة بن سعيد ، قال الذهبي في
" سير النبلاء " ( 8 / 15 ) : قال قتيبة : قال لي أحمد : أحاديثك عن ابن لهيعة
صحاح ، فقلت لأنا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ، ثم نسمعه من ابن لهيعة ، فالعلة
من دراج إذن .
و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 206 ) عن أبيه : إنه حديث منكر ، و له شاهد ضعيف جدا
و هو :

(1/331)

255 - " سافروا تصحوا و تغنموا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 421 ) :
منكر .
رواه ابن عدي ( 299 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 112 / 1 ) و ابن
بشران في " الأمالي " ( 3 / 66 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 387 )
و القضاعي ( 52 / 2 ) و كذا تمام الرازي في " الفوائد " ( رقم 767 ) عن محمد بن
عبد الرحمن بن رداد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا ، و قال ابن
عدي : لا أعلم يرويه غير ابن الرداد هذا و عامة ما يرويه غير محفوظ .
و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 115 ) : ليس بالقوي ، ذاهب الحديث ، و قال
أبو زرعة : لين ، و ساق في " الميزان " من منكراته هذا الحديث ، و سلفه في ذلك
أبو حاتم فقد قال ابنه في " العلل " ( 2 / 306 ) : قال أبي : هذا حديث منكر .
و ابن الرداد هذا هو علة الحديث ، و خفي ذلك على الهيثمي ( 3 / 201 ) فأعله
براو آخر في طريق الطبراني وحده !
ثم رواه ابن عدي ( 189 / 2 ) و أبو نعيم ( ق 25 / 2 ) عن سوار بن مصعب عن عطية
عن أبي سعيد مرفوعا ، و قال : سوار هذا عامة ما يرويه ليس بمحفوظ .
قلت : و عطية و هو العوفي ضعيف .
و رواه عبد الرزاق في " المصنف " ( 11 / 434 ) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال : قال عمر : و ذكره موقوفا عليه دون قوله " و تغنموا " و رجاله ثقات كما
و لكنه منقطع بين طاووس و عمر و لعل الموقوف هو الصواب .

(1/332)

256 - " ينزل الله كل يوم عشرين و مئة رحمة ، ستون منها للطائفين و أربعون للعاكفين
حول البيت ، و عشرون منها للناظرين إلى البيت " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 423 ) :

موضوع .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 115 / 1 ) من طريق خالد بن يزيد
العمرى : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الليثي عن ابن أبي مليكة عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع خالد بن يزيد هذا كذبه أبو حاتم و يحيى بن معين ،
و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات .
و الليثي متروك أيضا ، كما في " اللسان " ( 5 / 216 ) ، و غيره .
و للحديث طريقان آخران موضوعان أيضا بلفظين مغايرين لهذا بعض المغايرة و قد سبق
ذكرهما مع الكلام على سنديهما برقمي ( 187 ، 188 ) فمن شاء فليرجع إليهما .

(1/333)

257 - " إياك و السرف ، فإن أكلتين في يوم من السرف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 423 ) :

موضوع .
ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 78 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك
لعائشة .
و قال الحافظ العراقي في تخريجه : رواه البيهقي في " الشعب " من حديث عائشة
و قال : في إسناده ضعف .
قلت : و نص الحديث كما في " الترغيب " ( 3 / 124 ) : عن عائشة قالت : رآني
رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أكلت في اليوم مرتين فقال : " يا عائشة أما
تحبين أن يكون لك شغل إلا جوفك ؟ الأكل في اليوم مرتين من الإسراف *( و الله لا
يحب المسرفين )* ، و في رواية : " يا عائشة اتخذت الدنيا بطنك ؟ ! أكثر من أكلة
كل يوم سرف *( و الله لا يحب المسرفين )* " رواه البيهقي ، و فيه ابن لهيعة .
قلت : هو ضعيف من قبل حفظه ، و قد روي بنحوه من حديث أنس ، فانظر الحديث
( 241 ) .
ثم وقفت على إسناده عند البيهقي في " الشعب " ( 2 / 158 / 1 ) فتبين أن فيه علة
أخرى هي مما يزداد الحديث بها ضعفا ، فإنه قال : أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي
بسنده عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة ... به .
و أبو عبد الرحمن هذا اسمه محمد بن الحسين الصوفي ، قال محمد بن يوسف القطان :
كان يضع الأحاديث للصوفية ، ثم رواه ( 2 / 161 / 2 ) من طريق خالد بن نجيح
المصري حدثنا عبد الله بن لهيعة به نحوه ، و خالد هذا ، قال أبو حاتم : كذاب
يفتعل الحديث .

(1/334)

258 - " إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 424 ) :

موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 323 ) و ابن الأعرابى في " معجمه " ( 246 / 2 ) و عنه
القضاعي ( 95 / 1 ) من طريق علي بن عروة عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و علته علي بن عروة هذا قال الذهبي : قال ابن حبان :
كان يضع الحديث ، و كذبه صالح جزرة و غيره ، ثم ساق له أحاديث هذا منها .
ثم وجدت له طريقا آخر ، أخرجه ابن عدي ( 169 / 2 ) من طريق سلم بن سالم البلخي
حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، أورده في ترجمة سلم هذا في أحاديث
أخرى له ثم قال : له أحاديث أفراد و غرائب ، و أنكر ما رأيت له ما ذكرته من هذه
الأحاديث .
قلت : و قد نقل غير واحد الاتفاق و قال أبو حاتم : لا يصدق ، و قال الجوزجاني :
غير ثقة .
و قد تقدم الكلام عليه في الحديث رقم ( 233 ) ، ثم إن ابن جريج مدلس و قد عنعنه
.

(1/335)

259 - " لا تتمارضوا فتمرضوا ، و لا تحفروا قبوركم فتموتوا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 425 ) :
منكر .
قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 321 ) : سألت أبي عن حديث رواه عاصم بن
إبراهيم الداري عن محمد بن سليمان الصنعاني عن منذر بن النعمان الأفطس عن وهب
ابن منبه عن عبد الله بن عباس مرفوعا بهذا الحديث قال أبي : هذا حديث منكر
.
قلت : و علته محمد بن سليمان هذا قال الذهبي في " الميزان " : مجهول ، و الحديث
الذي رواه منكر ، يعني هذا .

(1/336)

260 - " أطعموا نفساءكم الرطب ، قالوا : ليس في كل حين يكون الرطب ، قال : فتمر ،
قالوا : كل التمر طيب فأي التمر خير ؟ قال : إن خير تمراتكم البرني يدخل الشفاء
و يخرج الداء ، لا داء فيه ، أشبعه للجائع ، و أدفؤه للمقرور " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :
ضعيف .
رواه ابن سمعون الواعظ في " الأمالي " ( 2 / 192 / 1 ) حدثنا أبو بكر محمد بن
جعفر المطيري أنبأنا القاسم بن إسماعيل الكوفي ، أنبأنا زيد بن الحباب العكلي
عن شعبة عن يعلى بن عطاء الطائفي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات معروفون غير القاسم هذا فلم أجد من ترجمه
إلا أن يكون الذي في " ثقات ابن حبان " ( 9 / 19 ) : القاسم بن إسماعيل الهاشمي
كوفي يروي عن عبيد الله بن موسى حدثنا عنه محمد بن المنذر بن سعيد ، فإنه من
هذه الطبقة على أنه قد توبع كما يأتي .
و شهر بن حوشب ضعيف لا يحتج به لكثرة خطئه و كأنه لذلك إنما أخرج له مسلم
مقرونا بغيره كما في " خاتمة الترغيب " للمنذري ( 4 / 284 ) و قال الحافظ فيه :
صدوق كثير الإرسال و الأوهام ، ثم رأيته في " الطب " لأبي نعيم ( 23 - 24 ) من
طريق أخرى عن شعبة به ، فانحصرت العلة في شهر ، و الحديث أورده السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 156 ) شاهدا للحديث المتقدم برقم ( 234 ) من رواية ابن السني
و أبي نعيم معا في " الطب " من طريق شعبة به ثم قال : و إسناده على شرط مسلم !
كذا قال : و لا يخفى ما فيه لما ذكرنا من حال شهر .

(1/337)

261 - " أحسنوا إلى عمتكم النخلة فإن الله تعالى خلق آدم ففضل من طينتها فخلق منها
النخلة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 427 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 57 / 2 ) و الباطرقاني في جزء من " حديثه " ( 157 / 2 ) و ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 184 ) كلهم عن جعفر بن أحمد بن علي الغافقي
حدثنا أبو صالح كاتب الليث حدثنا وكيع عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر
مرفوعا .
و قال ابن عدي : و هذا الحديث موضوع و لا شك أن جعفر وضعه ، و قال ابن الجوزي :
لا يصح و جعفر وضاع ، و أقره الحافظ بن حجر في " اللسان " و أما السيوطي فتعقبه
كعادته في " اللآليء " ( 1 / 156 ) فلم يصنع شيئا لأنه لم يزد على أن ذكر له
شاهدا من حديث أبي سعيد الخدري و هو الآتي عقب هذا و فيه طعن شديد كما سترى ،
و من عجائبه أنه لم يسق إسناده و لا بين حاله ! .

(1/338)

262 - " خلقت النخلة و الرمان و العنب من فضل طينة آدم صلى الله عليه وسلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 427 ) :
ضعيف جدا .
رواه المحاملي في الثالث من " الأمالي " ( 38 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 2 / 309
/ 2 ) عن الحاكم بن عبد الله الكلبي أبي سالم من أهل قزوين عن يحيى بن سعيد
البحراني من أهل غطيف عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : سألنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماذا خلقت النخلة ؟ فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و أبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين و هو
متروك و منهم من كذبه كما في " التقريب " ، و مع هذا الضعف الشديد فقد ذكره
السيوطي في " اللآليء " شاهدا للحديث الذي قبله ! من رواية ابن عساكر ، و لم
يقتصر على هذا بل أورده في " الجامع الصغير " فتعقبه المناوي بقوله : و ظاهر
صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر من ابن عساكر ، و لا أقدم ، مع أن الديلمي أخرجه
عن أبي سعيد أيضا ، لكن سنده مطعون فيه .
قلت : المحاملي أشهر و أقدم من الديلمي أيضا فالعزو إليه أولى ، و الموفق
هو الله تعالى .

(1/339)

263 - " أكرموا عمتكم النخلة ، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم ، و ليس من الشجر
شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران ، فأطعموا نساءكم الوالد
الرطب ، فإن لم يكن رطبا فتمر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 428 ) :
موضوع .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 430 ) و أبو الشيخ في " الأمثال " ( رقم 263 )
و ابن عدي ( 330 / 1 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 44 ـ 45 حلب )
و الباغندي في " حديث شيبان و غيره " ( 190 / 1 ) و عنه ابن عساكر ( 2 / 309 /
2 و 19 / 267 / 1 ) و أبو نعيم في " الطب " ( 2 / 23 / 2 ) و " الحلية " ( 6 /
123 ) و السياق له من طريق مسرور بن سعيد التميمي عن الأوزاعي عن عروة بن رويم
عن علي مرفوعا و قال أبو نعيم : غريب من حديث الأوزاعي عن عروة تفرد به
مسرور بن سعيد ، و قال العقيلي : حديثه غير محفوظ و لا يعرف إلا به ، و قال ابن
عساكر : عروة لم يدرك عليا ، و الحديث غريب ، و التميمي مجهول .
قلت : بل هو متهم ، قال الذهبي في " الميزان " : غمزه ابن حبان فقال : يروي عن
الأوزاعي المناكير الكثيرة .
و من طريق أبي نعيم أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 184 ) و قال : لا
يصح ، مسرور منكر الحديث يروي عن الأوزاعي المناكير ، و عقب عليه السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 156 ) بقوله : أخرجه العقيلي و قال : أنه غير محفوظ ، لا
يعرف إلا بمسرور ، و أخرجه ابن عدي و قال : هذا منكر عن الأوزاعي ، و عروة عن
علي مرسل ، و مسرور غير معروف لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث ، و أخرجه
أبو يعلى في " مسنده " عن شيبان به ، و أخرجه ابن أبي حاتم و ابن مردويه معا في
" التفسير " و ابن السني ، و لأوله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري ، و لآخره
شاهد .
قلت : حديث أبي سعيد الخدري ضعيف جدا فلا يصلح شاهدا اتفاقا ، و قد بينت حاله
قبيل هذا ، و أما الشاهد الآخر فهو حديث أبي أمامة الذي تقدم برقم ( 260 ) و قد
بينا هناك أن إسناده ضعيف ، ثم ذكر الحديث الآتي :

(1/340)

264 - " ما للنفساء عندي شفاء مثل الرطب ، و لا للمريض مثل العسل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 430 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الطب " عن أبي هريرة مرفوعا ، ذكره السيوطي شاهدا
للحديث الذي قبله ، و لم يسق إسناده لينظر فيه ، و لا هو تكلم عليه ليعرف حاله
من لم يقف عليه ، و أحسن أحواله أن يكون ضعيفا إن لم يكن موضوعا .
ثم تحقق الظن فيه ، فقد رأيته أخرجه ( 2 / 24 / 1 ) في " الطب " عن علي بن عروة
عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و علي بن عروة كذاب يضع الحديث ، و قد مضى له حديث موضوع برقم ( 119 ) .
و تبع ابن عراق السيوطي في السكوت عن الحديث في " تنزيه الشريعة " ( 1 / 209 )
و لكنه قال : قلت : و أخرج وكيع في " الغرر " هذا من حديث عائشة لكنه من طريق
أصرم بن حوشب ، يعني : و هو كذاب .

(1/341)

265 - " يا أبا هريرة ، علم الناس القرآن و تعلمه ، فإنك إن مت و أنت كذلك زارت
الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق ، و علم الناس سنتي و إن كرهوا ذلك ،
و إن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في
دين الله حدثا برأيك " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 430 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 4 / 380 ) و أبو الفرج بن المسلمة في " مجلس من الأمالي "
( 120 / 2 ) من طريق عبد الله بن صالح اليماني حدثني أبو همام القرشي عن سليمان
ابن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طاووس عن أبي هريرة مرفوعا ، و من هذا الوجه
ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 264 ) و قال : لا يصح ، و أبو همام :
محمد بن مجيب الأصل محبب و هو تصحيف ، قال يحيى : كذاب ، و قال أبو حاتم : ذاهب
الحديث ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 222 ) بقوله : قلت له طريق آخر
قال أبو نعيم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن
شبيب عن محمد بن قدامة المصيصي عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
مرفوعا .
قلت : فذكره نحوه إلا أنه قال : " فإن أتاك الموت و أنت كذلك حجت الملائكة إلى
قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام " .
و سكت عليه السيوطي ، و هو بهذا اللفظ أشد نكارة عندي من الأول لما فيه من ذكر
الحج إلى القبر فإنه تعبير مبتدع لا أصل له في الشرع و لم يرد فيه إطلاق الحج
إلى شيء مما يزار إلا إلى بيت الله الحرام ، و إنما يطلق الحج إلى القبور ،
المبتدعة الذين يغالون في تعظيم القبور مثل شد الرحال إليها و البيات عندها
و الطواف حولها ، و الدعاء و التضرع لديها و نحو ذلك مما هو من شعائر الحج حتى
لقد ألف بعضهم كتابا سماه " مناسك حج المشاهد و القبور " ! على ما ذكره شيخ
الإسلام ابن تيمية في كتبه ، و هذا ضلال كبير لا يشك مسلم شم رائحة التوحيد
الخالص في كونه أكره شيء إليه صلى الله عليه وسلم ، فكيف يعقل إذن أن ينطق عليه
السلام بهذه الكلمة : " حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله
الحرام " ؟ ! اللهم إن القلب يشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صدر منه حرف
من هذا ، فقبح الله من وضعه .
و أنا أتهم به ابن شبيب هذا ، فإن رجال إسناده كلهم ثقات غيره ، أما عبد الله
ابن محمد بن جعفر شيخ أبي نعيم فهو أبو الشيخ ابن حبان الحافظ الثقة صاحب كتاب
" طبقات الأصبهانيين " و له ترجمة في " تذكرة الحفاظ " للذهبي ( 3 / 147 -
149 ) و " شذرات الذهب " ( 3 / 69 ) و غيرهما .
و أما سائر الرواة فكلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير ابن شبيب فهو
المتهم به ، و لم أجد له ترجمة إلا في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 234 ) فإنه
قال : محمد بن عبد الرحيم بن شبيب أبو بكر توفي سنة ست و تسعين و مئتين ، كان
من أئمة القراء ، حدث عن عثمان بن أبي شيبة و ابن ماسرجس و إسحاق بن أبي
إسرائيل و مشكدانة ، و مما لم نكتب إلا عنه ... .
قلت : ثم ساق له أحاديث سأذكر إن شاء الله بعضها ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا ، فهو مجهول ، و الحمل عليه عندي في هذا الحديث و عنه أيضا أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 2 / 226 ) والله أعلم .
و لم يعرفه ابن عراق فقال في " تنزيه الشريعة " ( 115 / 2 ) : و لم أقف له على
ترجمة ، و شيخ أبي نعيم عبد الله بن محمد بن جعفر أظنه القزويني و هو وضاع كما
مر في المقدمة .
كذا قال و الصواب أنه أبو الشيخ كما ذكرنا ، فإن أبا نعيم يكثر عنه في
" الحلية " و غيرها و لو كان هو هذا الكذاب لنسبه تمييزا بينهما فتأمل .
ثم استدركت فقلت : بل ليس هو القزويني يقينا ، لأن أبا نعيم لم يدركه ، فقد ولد
بعد وفاته بإحدى و عشرين سنة كما سيأتي بيانه تحت الحديث ( 5291 ) .
ثم وجدت لابن شبيب متابعا فقال أبو الحسن بن عبد كويه في " ثلاثة مجالس "
( 5 / 1 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقري حدثنا محمد بن
إبراهيم بن شقيق حدثنا محمد بن قدامة المصيصي به .
ثم تبين لي أن محمد بن إبراهيم بن شقيق تحرف اسمه على بعض النساخ و إنما هو
محمد بن عبد الرحيم بن شبيب المذكور آنفا فقد قال أبو نعيم في " أخبار أصبهان "
( 2 / 226 ) : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقري ، حدثنا محمد
ابن عبد الرحيم بن شبيب به .
و علقه الديلمي في " مسنده " ( 3 / 268 ) على أبي نعيم ، و وقع فيه عبد الله بن
محمد بن جعفر كما تقدم في نقل السيوطي و ابن عراق عنه ، فلعل أبا نعيم له فيه
شيخان ، والله أعلم .
و قال ابن منده يحيى في " تاريخ أصبهان " ( 229 ـ مخطوطة الظاهرية ) في ترجمة
أحمد بن محمد بن أحمد بن سدوس : وجدت في كتاب سمع منه حدثنا أبو بكر بن
عبد الوهاب حدثنا أبو بكر بن عبد الرحيم المقري حدثنا محمد بن قدامة المصيصي به
و قد ترجم أبو نعيم لأبي بكر هذا ( 2 / 289 ) و ذكر أنه ختم عليه القرآن و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، ثم رأيت الحديث أخرجه السلفي في " الأربعين " ،
( 20 / 1 ) من الطريق الأولى إلا أنه قال : طارق بن شهاب بدل طاووس و كتب محمد
ابن المحب بخطه على النسخة ما نصه : هذا حديث منكر ، قال الحافظ الدمشقي : كذا
قال ، و وجدته في جزء أبي السكين عن طاووس و كذلك وجدته في تاريخ بغداد و هو
الصواب و طارق وهم فيه السلفي رحمه الله ، ثم رأيت الحديث في " طرق أربعين
السلفي "( 54 / 1 - 2 ) للحافظ القاسم ابن الحافظ ابن عساكر أخرجه من الطريق
الأولى مثل رواية السلفي ثم قال : كذا قال : عن طارق بن شهاب ، و أظن أنه
الصواب ... ، ثم نقل كلام والده الذي نقله ابن المحب آنفا ، لكن النسخة أصابها
الماء فذهب ببعض الكلمات فلم نستطع نقل ما كتبه بتمامه ، ثم رواه القاسم من
طريق أبي السكين زكريا بن يحيى الطائي حدثني عبد الله بن صالح اليماني به
و قال : عن طاووس ، ثم قال القاسم : هذا حديث غريب ، و أبو همام القرشي لم أجد
له ذكرا في الكتب ، و ليس بمعروف ، و عبد الله ابن صالح مجهول أيضا .

(1/342)

266 - " كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها جعل فى يده خيطا ليذكرها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 434 ) :
باطل .
رواه ابن عدي ( 172 / 1 ) و ابن سعد ( 1 / 286 ) و الحارث بن أبي أسامة في
" مسنده " ( 17 ـ من زوائده ) ، و أبو الحسن الآبنوسي في " الفوائد "
( 26 / 2 ) عن سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
و قال ابن عدي : سالم معروف بهذا الحديث ، و أنكر عليه ابن معين و غيره .
و ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن سعد و الحكيم عن ابن عمر
فتعقبه شارحه المناوي بقوله : رواه أبو يعلى ، قال الزركشي : فيه سالم بن
عبد الأعلى قال فيه ابن حبان : وضاع ، و قال ابن أبي حاتم : حديث باطل ، و قال
ابن شاهين في " الناسخ " : أحاديثه منكرة ، و قال المصنف في " الدرر " : قال
أبو حاتم : حديث باطل ، و قال ابن شاهين : منكر لا يصح .
قلت : و قول أبي حاتم رواه عنه ابنه في " العلل " ( 2 / 252 ) قال : سألت أبي
عن حديث رواه محمد بن يعلى السلمي قال : حدثنا سالم بن عبد الأعلى أبو الفيض عن
نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت : فذكره ، قال أبي : هذا حديث
باطل .
قلت : فما حال سالم ؟ قال : ضعيف الحديث ، و هذا من سالم .
و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 186 ) : سالم قال ابن
معين : ليس حديثه بشيء ، قلت : و تمام كلام ابن معين في " تاريخه " ( ق 86 /
2 ) : و هو الذي يروي عن نافع عن ابن عمر ، فذكر هذا الحديث ، ثم قال ابن
أبي حاتم : و قال أبي : متروك الحديث ، و قال ابن طاهر في " التذكرة " : يضع
الحديث على " الثقات " و تبع في ذلك ابن حبان ، و قال الحاكم و النقاش :
روى عن نافع أحاديث موضوعة كذا في " اللسان " .
قلت : و هذا من روايته عن نافع ، و قد رواه الخطيب ( 11 / 85 ) من هذا الوجه ،
و كذا الدارقطني ، و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 73 )
و قد ذكره فيه من ثلاثة طرق :
الأول : هذا .
الثاني : من طريق أبي عمرو بشر بن إبراهيم الأنصاري حدثنا الأوزاعي عن مكحول عن
واثلة بن الأسقع مرفوعا نحوه رواه الدارقطني و كذا ابن عساكر في " تاريخه " ( 3
/ 10 / 1 - المصورة عن الأزهرية ) .
قال ابن الجوزي : تفرد به بشر و هو يضع الحديث .
قلت : و قد ذكر الذهبي في ترجمته أن هذا الحديث من مصائبه ! و أخرج له ابن عدي
في " الكامل " ( 33 / 2 ) أحاديث منها هذا ثم قال : و هذه الأحاديث عن الأوزاعي
و غيره لا يرويها عنه غير بشر و هي بواطيل وضعها عليهم ، و كذلك سائر أحاديثه
التي لم أذكرها موضوعات عن كل من روى عنهم .
الثالث : من طريق غياث بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن
أبي ربيعة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن رافع بن خديج مرفوعا نحوه ، قال
الدارقطني : تفرد به غياث و هو متروك .
قلت : و هو متهم بالوضع كما سبق ، و قد ذكر السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 180 )
للحديث طريقا رابعا من رواية الطبراني في " الكبير " ( رقم 4431 ) من طريق بقية
ابن الوليد حدثنا أبو عبد الرحمن مولى بنى تميم عن سعيد المقبري عن رافع بن
خديج به ، و سكت عليه ، و ليس بجيد فإن بقية إذا روى عن المجهولين ليس بشيء كما
قال ابن معين و العجلي ، و هذه الرواية من هذا الصنف فإن أبا عبد الرحمن هذا من
شيوخ بقية الذين لا يعرفون كما في " اللسان " .
ثم وجدت له طريقا خامسا عن ابن عمر ، أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم "
( 110 / 1 ) قال : أنبأنا إبراهيم يعني ابن فهد أنبأنا بشر بن عبيد الله
الدراسي ، أنبأنا عيسى بن شعيب عن يحيى بن أبي الفرات عن سالم بن عبد الله بن
عمر عن أبيه مرفوعا .
بشر هذا أورده السمعاني في الدارسي ، فقال : و المشهور بهذه النسبة أبو علي بشر
بن عبيد الله الدارسي من أهل البصرة و يقال له : المدارسي أيضا هكذا ذكره أبو
حاتم بن حبان ، يروي عن حماد بن سلمة و البصريين ، روى عنه يعقوب بن سفيان
الفارسي .
قلت : الذي ي " ثقات ابن حبان " ( 8 / 142 ) : الدارس مكان الدارسي ، و كذلك هو
في " ترتيب الثقات " ( 1 / 51 / 1 ) .
و نحوه في " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 362 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن عدي فقال : منكر الحديث عن الأئمة .
و فيه نظر بينته في " تيسير الانتفاع " .
و يحيى بن أبي الفرات لم أعرفه و عيسى بن شعيب فيه ضعف ، فأحدهما هو آفة هذا
الطريق والله أعلم .
و قد روي ما يخالف هذا الحديث و هو :

(1/343)

267 - " من حول خاتمه أو عمامته أو علق خيطا في أصبعه ليذكره حاجته فقد أشرك بالله
عز وجل ، إن الله هو يذكر الحاجات " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 437 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 33 / 1 - 2 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 74 ) من طريق
بشر بن الحسين حدثنا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا ، و قال ابن عدي : لا يصح
و قال ابن الجوزي : لا أصل له ، بشر يروي عن الزبير بواطيل .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 /283 ) و زاد عليه بقوله : قلت : قال ابن
حبان : روى بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمائة و خمسين
حديثا ، و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 322 / 2 ) .

(1/344)

268 - " من رفع قرطاسا من الأرض فيه بسم الله الرحمن الرحيم إجلالا أن يداس كتب
عند الله من الصديقين ، و خفف عن والديه و إن كانا مشركين ، و من كتب بسم الله
الرحمن الرحيم فجوده تعظيما لله غفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 438 ) :
موضوع .
أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 234 ) مفرقا في موضعين
و ابن عدي ( 246 / 1 ) بتمامه من طريق أبي سالم الرواسي العلاء بن مسلمة قال :
حدثنا أبو حفص العبدي عن أبان عن أنس مرفوعا ، و ذكره ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 226 ) من رواية ابن عدي ثم قال : أبان ضعيف جدا ،
و أبو حفص أشد منه ضعفا ، و أبو سالم العلاء بن مسلمة كذبه محمد بن طاهر الأزدي
لا تحل الرواية عنه .
قال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 202 ) : قلت : أورده ابن عدي في ترجمة العبدي
و قال : إنه متروك الحديث ، قال : و قد روي عن علي بن أبي طالب من وجه لا يصح .

(1/345)

269 - " العالم لا يخرف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 439 ) :
موضوع .
قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 439 ) ، و سئل أبي عن حديث رواه العلاء
ابن زيدل عن أنس مرفوعا : " العالم لا يخرف " ، فقال : العلاء ضعيف الحديث
متروك الحديث ، و قد وجدنا من ينسب إلى العلم المسعودي و الجريري و سعيد بن أبي
عروبة و عطاء بن السائب و غيرهم يعني أنهم قد تغيروا في آخر عمرهم .
قلت : العلاء هذا قال الذهبي : تالف ، قال ابن المديني : كان يضع الحديث و قال
ابن حبان : روى عن أنس نسخة موضوعة .
و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو[/SIZE]

hg[.x hgsh]s hgsgsgi hgqudti gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 31 / 03 / 2016, 29 : 07 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 01 / 04 / 2016, 00 : 10 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو توفيق
اللقب:
نائب المشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو توفيق


البيانات
التسجيل: 30 / 03 / 2016
العضوية: 54282
المشاركات: 2,489 [+]
بمعدل : 0.84 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 347
نقاط التقييم: 12
ابو توفيق is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 54282
عدد المشاركات : 2,489
بمعدل : 0.84 يوميا
عدد المواضيع : 178
عدد الردود : 2311
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
جزاكم الله كل خيـر
وبارك الله في جهودكم
وأسال الله لكم التوفيق دائما
وأن يثبت الله أجركم
ونفعنا الله وإياكم بما تقدموه
============================










عرض البوم صور ابو توفيق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, الالباني, الجزء, السلسله, السادس, الضعيفه

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018