16 / 02 / 2010, 43 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.93 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1261 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه فريضة وأن هذه الأمة فضِّلت به على العالمين؛ لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الخير، فيا عباد الله، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واصبروا على ما أصابكم إن ذلك من عزم الأمور . إن المعروف إذا لم يؤمر به ولم يُحْي بالعمل به والتواصي فيه ضاع واضمحل فاهدم بذلك جانب من الدين وصار العمل به بعد ذلك منكرًا مستغربًا بين الناس، وإن المنكر إذا لم يُنْه عنه ويحذر الناس منه فإنه يشيع وينتشر ويصبح معروفًا فلا ينكر ولا يستغرب، وقيسوا ذلك - أيها المسلمون - بما انتشر بين المسلمين اليوم من منكرات كنا نعدها بالأمس من الأمور العظيمة ولكن «لكثرة الإمساس قلَّ الإحساس»(م1)، فنسأل الله - تعالى - أن يقيم لهذه الأمة ما اعوج من دينها ويصلح ما فسد، إنه على كل شيء قدير . أيها المسلمون، إن كثيرًا من الناس لا يشكُّون في فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يمترون في فائدته ولا يجادلون فيها ويؤمنون بأن فائدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فائدة عظيمة للأمة ولدينها في الحاضر والمستقبل ولكنَّ كثيرًا من الناس يتقاعسون عن هذا إما تهاونًا وتفريطًا وإما اعتمادًا على غيرهم وتسويفًا وإما جبنًا يلقيه الشيطان في قلوبهم وتخويفًا وإما يأسًا من الإصلاح وقنوطًا وكل ذلك من الأمور المخالفة لعزم الأمور . أيها المسلمون، أيها المؤمنون، إن الشيطان يخوفكم أولياءه فلا تخافوهم وخافوا الله إن كنتم مؤمنين كما قال الله تعالى: +الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [آل عمران: 175] . إنه لا ينبغي أبدًا للمؤمنين أن يمنعهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تخويف الشيطان من ذلك؛ لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن يصيبه من الأذى ما يصيبه إلا أن يشاء الله امتحانًا من الله وابتلاءً؛ لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قائم مقام الرسل كما قال الله - تبارك وتعالى - في وصف خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: +يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ" [الأعراف: 157]، فإذا كان الإنسان الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر متصفًا بما اتصف به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قائمًا مقام الرسل فلا بد أن يناله من الأذى ما يناله كما قد لاقى الرسل، ولقد لاقى الأنبياء والرسل الكرام لاقوا من أقوامهم أشد الأذى و أعظمه حتى بلغ ذلك إلى حدِّ القتل، قال الله عزَّ وجل: +إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"[آل عمران: 21] . فهذا أول الرسل نوح - عليه الصلاة والسلام - لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فكان مَلَؤهم وأشرافهم يسخرون منه ولكنه صامد في دعوته، قال الله - تبارك وتعالى - عن نوح عليه الصلاة والسلام: +إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ" [هود: 38-39]، حتى قال له قومه متحدِّين له: +قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" [هود: 32]، وقالوا له مهدِّدين: +لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ" [الشعراء: 116]، أي: من المقتولين رجمًا بالحجارة ومع ذلك صبر وصابر عليه الصلاة والسلام حتى كانت العاقبة له . وهذا إبراهيم الخليل - خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام - إمام الحنفاء، لبث في قومه ما شاء الله يدعوهم إلى الله، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، قال الله عزَّ وجل: +فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ" [العنكبوت: 24]، فما ثنى ذلك من عزمه ولا أوهنه عن دعوته، مضى في سبيل دعوته إلى الله بعزم وثبات وأزال المنكر بيده فغدا إلى أصنامهم فكسرها حتى جعلها جذاذًا إلا كبيرًا لهم لعلهم له يرجعون كما قال الله تعالى: +فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ" [الأنبياء: 58]، فلما رجعوا إلى أصنامهم وعلموا أن الذي كسرها إبراهيم طلبوا أن يؤتى به ليوبخوه على أعين الناس لعلهم يشهدون، فهل جبن إبراهيم أن يقول الحق في هذا المقام العظيم ؟ كلا، بل قال موبخًا لهم: +أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" [الأنبياء: 65-66]، فعزموا على تنفيذ ما هدَّدوه به حين قالوا: اقتلوه أو حرقوه كما قال الله تعالى: +قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ" [الأنبياء: 68]، فأضرموا نارًا عظيمة وألقوا إبراهيم فيها وهي أشد ما تكون توقدًا ولكنه قال حين ألقي في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل كما قال الله تعالى: +وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" [آل عمران: 173]، فقال الله - تعالى - للنار: +كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" [الأنبياء: 69]، فكانت بردًا لا حرَّ فيها وسلامًا لا أذى فيها فَنُجِّي عليه الصلاة والسلام من قومه في هذه الحال العظيمة الرهيبة كما قال الله تعالى: +وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" [الزمر: 61] . وهذا موسى أفضل أنبياء بني إسرائيل ماذا حصل له من فرعون المتكبر الجبار ؟ دعاه موسى إلى الله العلي الأعلى وقال: +إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" [الزخرف: 46]، فقال فرعون ساخرًا به: +وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ" [الشعراء: 23]، وقال لملئه: +إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ" [الشعراء: 27]، ثم توعد موسى قائلاً: +لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ" [الشعراء: 29]، فهل خاف موسى من ذلك ؟ هل وهنت عزيمته من الدعوة إلى الله ؟ بل مضى في الدعوة إلى الله حتى بيَّن لفرعون ما يهتدي به أولو الألباب ولكن فرعون استمر في غَيِّه واستكباره وقال مهدِّدًا موسى بالقتل ومتحدِّيًا له أن يدعو ربه قال: +ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ" [غافر: 26]، وقال لوزيره هامان ساخرًا بالله رب العالمين: +يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا" [غافر: 35-36]، ولكن موسى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صبر على كل ما لاقاه من فرعون وقومه حتى كانت العاقبة له وكانت نتيجة فرعون وقومه ما ذكره الله عزَّ وجل: +إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ" [الدخان: 24-28] . وهذا عيسى - صلى الله عليه وسلم - أوذي من جانب اليهود فكذبوه ورموا أمه مريم العذراء بالبغاء - أي: الزنا - وعزموا على قتله واجتمعوا عليه فألقى الله شَبَهَهُ على رجل فقتلوا ذلك الرجل وصلبوه وقالوا: +إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ" [النساء: 157]، فقال الله - تعالى - مكذبًا لما ادعوه من القتل والصلب: +وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" [النساء: 157-158]، فنجا عيسى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من كيد اليهود ورفعه الله إليه في السماء وكان الله عزيزًا حكيمًا وسينزل عيسى - عليه السلام - في آخر الزمان حكمًا عدلاً يحكم بشريعة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا ما استثني مما أخبَرَنا به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . هؤلاء أربعة من الرسل أولي العزم وهم أفضل الرسل، ثم يأتي دور خاتم الرسل و أفضلهم وسيدهم أعظم الخلق جاهًا عند الله الذي لم يسلم من الأذى في دعوته إلى الله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بل ناله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأذى القولي والفعلي ما لا يصبر عليه إلا مَن كان مثله ولم يَثْنهِ ذلك عن دعوته إلى لله عزَّ وجل . دعا المشركين إلى عبادة إلهٍ واحد فقال الكافرون: +هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ" [ص: 4-5]، وكانوا إذا رأوا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - اتخذوه هزوًا وقالوا ساخرين به: +أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا" [الفرقان: 41-42]، وقالوا: +يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ" [الحجر: 6]، فقال الظالمون: +إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَسْحُورًا" [الفرقان: 8]، وقالوا: +أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" [الطور: 30]، فآذوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بكل ألقاب السوء والسخرية ولم يقتصروا على هذا فحسب بل آذوه بالأذى الفعلي: «فكان أبو لهب - وهو عمه وجاره - يرمي بالقذر على باب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فيزيله ويقول: يا بني عبد مناف، أيّ جوار هذا ؟»(1) . وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «بينما الرسول - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يصلي عند الكعبة وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال قائل منهم: أيكم يذهب إلى جزور آل فلان - أي: ناقتهم - فيجيء بسلاها ودمها وفرثها فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، هكذا قالوا ومحمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يصلي في بيت مِن آمن البيوت، يصلي تحت الكعبة صلوات الله وسلامه عليه، فذهب أشقى القوم فجاء به - أي: جاء بالسلا والدم والفرث - فلما سجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: وأنا أنظر لا أغني شيئًا لو كانت لي منعة، فجعل أبو جهل ومن معه يضحكون حتى يميل بعضهم إلى بعض من الضحك ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءت ابنته فاطمة - رضي الله تعالى عنها - تسعى وهي جويرية حتى ألقت عنه الأذى، فلما قضى الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، ثم سمَّى فلانًا وفلانًا، فكانوا - وللهِ الحمد - فريسة القتل، في غزوة بدر ووقف النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عليهم وهم في قَليبٍ من قُلُبِ بدر»(2) «وهم جثث يوبخهم على ما كانوا عليه وعلى ما ماتوا عليه، يقول: يا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا ؟ إني وجدت ما وعدني ربي حقًّا»(3)، فكانت العاقبة - وللهِ الحمد - لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، «ثم فتح مكة بعد ذلك ووقف على باب الكعبة وقريش تحته ينتظرون ماذا يفعل فقال لهم: يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: +لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ" اذهبوا فأنتم الطلقاء»(4) [يوسف: 92] . وفي صحيح البخاري أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «بينما رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عتبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا فأقبل أبو بكر - رضي الله عنه - فأخذ بمنكبي عدو الله ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم»(5) . «ولما اشتد به الأذى من قومه خرج إلى الطائف رجاء أن يأووه ويمنعوه من قومه فلقي منهم أشد ما يلقى من أذى وقالوا: اخرج من بلادنا و أغروا به سفهاءهم يقفون له في الطريق ويرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب»(6)، فصلوات الله وسلامه عليه وجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته . أيها المسلمون، إن هذا الصبر العظيم على هذا الأذى الشديد الذي لقيه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولقيه إخوانه من أولي العزم من المرسلين لأكبر عبرة يعتبر بها المؤمنون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر؛ ليصبروا على ما أصابهم ويحتسبوا الأجر من الله ويعلموا أن للجنة ثمنًا، قال الله تعالى: +أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" [البقرة: 214]، فاصبروا - أيها المسلمون - على الأذى فيما ينالكم في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل عمران: 200]، اللهم أعنَّا على الصبر على أمرك يا رب العالمين، اللهم اجعلنا ممن صبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله وأفلحوا، إنك على كل شيء قدير . الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
hgpe ugn hgHlv fhgluv,t ,hgkid uk hglk;v >
|
| |