أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات العامة > الملتقى العام

الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مسئولية! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: السيرة النبوية لابن هشام 2 كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالباري الثبيتي 15 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر من المسجد الحرام بمكة المكرمة - الشيخ د. عبدالله الجهني 15 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ 14 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ خالد المهنا 14 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء من المسجد الحرام بمكة المكرمة - الشيخ د. عبدالرحمن السديس الأربعاء 14 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب من المسجد الحرام بـ مكة المكرمة - الشيخ د. ياسر الدوسري الأربعاء 14 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عبدالرحمن خاشقجي الأربعاء 14 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن توفيق خوج الأربعاء 14 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع صقر الاسلام مشاركات 5 المشاهدات 1374  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 25 / 02 / 2009, 53 : 07 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.62 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 585
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى العام
وصلتني عبر البريد قصة حياة ذاك الفارس البطل الداعية .. الذي خلف ثغراً كبيراً في مجاله الدعوي
أسأل الله أن ييسر من يكون خير خليفة له يسير من حيث أنتهى به الطريق
يرويها أبنه الأكبر صالح .. يقول فيها :


بسم الله الرحمن الرحيم
مر بي قطار العمر سريعا وكانت محطاته متباينة ... منها الجميل ومنها المُفطِرِ للقلب .. الآن استقبل العزاء في من ؟ إنه والدي رحمه الله ..
يا لها من لحظات لم أكن أتمنى أن أراها إلا بعد عمر طويل .. لكنه أمر الله ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ..
في محطتي الأولى وفي الصف السادس الابتدائي غمرني شعور بالفخر والاعتزاز كبير عندما ذهب والدي رحمه الله إلى أثيوبيا في أول رحلة له خارج المملكة في مشواره الدعوي والإغاثي الذي ختم مؤخرا.. كان ذهابه متزامناً مع إدخاله لي وإخوتي للمركز الصيفي وكنت عندما أسأل عنه أقول بكل شرف واعتزاز وأنا رافع الرأس إنه في أفريقيا .. مرت هذه الفترة سريعاً ودخلت المرحلة المتوسطة وتسلم والدي إدارة لجنة الأمير سلطان الخاصة للإغاثة في ملاوي .. وكان رحمه الله مجتهداً متفائلاً وذلك من معرفتي وشهادة الجميع.. جلس والدي هناك قرابة السنتين وكان يأتينا مابين كل فترة وأخرى .. وكان دائما ما يردد { أنا لست لكم أنتم رجال وأمكم مباركة أنا بعت نفسي لله }مرت هذه الفترة سريعاً ولا زلت أتذكر عندما كنت في المتوسط وكنت أجمع إخواني وأمي وجدتي ونحادثه عبر الانترنت ( الماسنجر ) يا لها من لحظات ..
في هذه الأثناء قدر الله لي أن اذهب برحلة إلى مكة المكرمة مع جماعة التوعية الإسلامية بمعهد العاصمة النموذجي إلى مكة وأصابنا مصاب جلل وذلك باحتراق الفندق الذي كنا نسكن فيه ففقدت أعز ما أملك في تلك الفترة إنهم إخوتي في الله جميع من كانوا معي في الغرفة خمسة من خيرة شباب المعهد .. أذكر اتصاله جيدأ وتعازيه لي .. إنها الدنيا يا والدي الآن أعزى فيك .. بعد هذه المصيبة الكبيرة بشهرين وفي العطلة الصيفية كان الوالد رحمه الله قد وعنا بأن نأتيه جميعا إلى ملاوي وكان يعد لنا برنامجاً منذ فترة كبيرة وهذه عادته دائماً رحمه الله الاستعداد المبكر والتخطيط الجيد ومن ذلك أنه كان يعد لبرنامج الأضاحي منذ رمضان .. جاءت الاختبارات النهائية وكلي شوق أن ألتقي ب****** كانت رحلتنا يوم الثلاثاء إلى مصر ثم نلقي به ويصحبنا إلى ملاوي ..
يوم الاثنين الذي يسبقه بيوم ذهبت إلى شباب حلقة التحفيظ لأودعهم واقترب الموعد الذي لم يتحقق وبمجرد أن وصلت إلى البيت إذا بأمي الغالية ذلك الجبل العظيم والقلعة الصامدة ياكم تلقت من فجائع وصبرت وكم عانت من أهوال فتجلدت وهذه واحدة منها .. إنها خبر اعتقال والدي رحمه الله أدخلتني إلى غرفتها وأحضرت لي الجريدة وأطلعتني على الخبر في الصفحة الأولى يا لها من صدمة .. إلى الآن لا أدري ما هو الشعور الذي انتابني تلك اللحظات .. نظرت إليها فقالت لا تحزن ولا تبكي فأبوك بطل وعلى الحق ولن يضره شيء .. أذكر موقفها المشرف لم تبكي أمامي دمعة ولكنها قالت إن الله لن يخيبنا.. بحق إنها مأساة .. في الصباح الباكر إذا بالصحف تنشر الخبر فإذا به ينتشر انتشار النار في الهشيم .. في الأخبار أن الوالد رحمه الله سينقل إلى معسكر غوانتنامو سيئ الذكر.. كان متهما بالإرهاب ومعه خمسة من قادة العمل الخيري بملاوي .. أتذكر الأيام العصيبة كيف مرت وازداد تعجباً كلما تذكرت صبر أمي وجلدها .. صدق من قال { إن وراء كل رجل عظيم امرأة }.. انتشلتني وإخوتي من عزلتنا وأدخلتنا في حلقة تحفيظ للقرآن ومركز صيفي وقالت إن سجن والدكم مشرف ولسم أنتم من يخجل من والده .. مرت أيام الصيف مريرة بمرارة الفقد .. مر أربعون يوما كأنها أربعون سنة .. وإذا بالبشير يأتي بأن والدي وصل السودان وفي طريقه إلينا .. أتذكر بحرقة واعتزاز منظره رحمه الله وهو ينزل من درج مطار الملك خالد وتظهر عليه علامات السجن والعذاب .. التقينا وبدأ يحدثنا عن رحلة الشموخ والعزة .. اسكت الله السنة المرجفين ببراءة والدي ونظافة عمله .. وكانت رحلة الاعتقال العجيبة حيث سجن في أكثر من ثلاث دول ونكل به في عذاب نفسي ولا استطيع إكمال هذه المحطة البائسة في حياتي.. إلا أني لا أنسى أهل الفضل في هذه الحقبة .. لا أنسى الموقف المشرف من الأمير سلطان بن عبد العزيز ووقوفه المشرف حتى الإفراج عن الوالد .. رجع والدي إلى الرياض وكان الجميع يتوقع أن يتوقف والدي أو يخفف من العمل الخيري ولكن كانت ردة فعله رحمه الله أن تقاعد من عمله وتفرغ للعمل لنهضة هذه الأمة وهو في بحر الثلاثين من عمره.. لن أنسى مهما حييت وعد والدي لي بالحرم المكي بعد اعتقاله وسأذكره في نهاية المقال .. التحق والدي بالمؤسسة العالمية للإعمار والتنمية .. وواصل دربه في مسيرة العطاء.. كنت حينها في الصف الثالث المتوسط .. ويأبى الوالد رحمه الله إلا أن يحقق وعده فإذا به يذهب بنا إلى أفريقيا وبالتحديد إلى أثيوبيا و أوغندا جلسنا هناك تقريبا شهر ونصف .. اطلعنا من قرب على عمل الوالد رحمه الله كان حريصا رحمه الله على تعليمنا كل شي من ناحية أمور ديننا أو من ناحية أسرار العمل الخيري .. رأينا عن قرب كيف كان يبني المسجد كيف كان يطعم الجائع , ويكفل اليتيم ويفرح الأرملة .. رأينا ذلك كله .. دخلت للمرحلة الثانوية واستمرت رحلة الأمجاد واستمر سفر والدي المتكرر لأصقاع الدنيا .. وانتهت السنة الأولى من الثانوية واقتربت الإجازة الصيفية وكانت مفاجأته لنا أن الرحلة ستكون لآسيا إلى اليمن وسرلنكا .. وصلنا إلى اليمن وتنقلنا في الكثير من المحافظات كنا كالرحالة نجلس في كل مركز إسلامي يوم أو اثنين نقيم فيه البرامج للرجال والنساء والأطفال أيضاً كنا نعمل كالفريق الواحد وكان الولد حريصا على أن الجميع يعمل مهما كان عمره .. كنت استرق النظر للوالد في هذه الرحلة إذا به يتألم من بطنه لكنه لم يظهر ذلك لنا ولم أكن أعرف السبب .. مر الوقت سريعاً وإذ بنا ننتقل إلى سريلنكا وفيها كانت بداية المحطة الصعبة في حياتي .. وصلنا وإذا بنا نكرر ما كنا نعمل في اليمن وبعد عشرة أيام من وصولنا وحيث كان الوالد في اجتماع مع العاملين في المجال الخيري إذا به يصاب بدوخه ويسقط على الأرض .. نقله الأخوة بسرعة إلى المستشفى وكانت الحقيقة المرة وهي إصابة والدي بورم في جدار المعدة .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. كنت أرمق والدي فكان كثير التبسم وكأن الموضوع لا يهمه .. رجعنا بعدها إلى الرياض ودخل والدي إلى المستشفى وأجريت له عمليه وأزيل نصف المعدة وكانت المفاجأة أن العملية فاشلة فأجريت له أخرى بعد أسبوع وأزيل من الأمعاء القليل .. تماثل والدي للشفاء وقيل له إنك لن تعود كما كنت فستفقد الكثير من قوتك بعد العملية .. رجع والدي رحمه الله إلى عمله بالرياض وبعد فترة قصيرة ترك والدي المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية .. ويؤسس مع الشيخ حجاج العريني حفظه الله وأبقاه ذخرا لنا وحفظه الله للإسلام والمسلمين مؤسسة نداء الخير في النيجر واندونيسيا .. مرت سنة ثاني ثانوي بسرعة وبدأ والدي بالسفر من جديد وكانت آثار المرض بادية عليه ولا يعلمها إلا القريب منه فقد كان صابراً محتسباً ولا يشتكي لأحد مهما كان .. وكما كانت العادة في العطلة الصيفية ذهب بنا الوالد إلى اندونيسيا وماليزيا وتايلاند .. أغلب الفترة كانت في اندونيسيا مكثنا في مجمع بناء المستقبل التابع للمؤسسة حيث يكفل في هذا المبنى أكثر من ثلاث مئة يتيم كان الوالد كالأب لهم لا أنسى كيف كان والدي يمشي وحوله ثلاث مئة طفل يحمل هذا ويمازح هذا ويقبل ذاك ويوزع الحلوى عليهم ويهتم بأمرهم كاهتمامه بأمرنا .. رجعنا إلى الرياض ودخلت السنة الثالثة في الثانوية وكانت سنه مهمة في حياتي كان والدي حريص علي جداً وعلى دراستي وكان طموحي دخول كلية الطب وكان من أبرز المؤيدين لي .. مرت الأيام ووالدي مستمر بما عاهد عليه الله .. مرت الأيام وإذا بالنتائج النهائية تخرج وكانت متميزة والحمد لله جاء الصيف ولكن هذه المرة بلا سفر بسبب إجراءات الجامعة ودخلت البرنامج الموحد للتخصصات الطبية في جامعة الملك سعود وكانت رغبتي الأولى الطب .. استمرت الأيام الحبلى بالمصائب وانقضى الفصل الأول كنا لا نرى الوالد رحمه الله إلا أياما معدودة في الشهر .. دخلت الفصل الثاني لكن كنت ألاحظ تغير حالة والدي الصحية إلى الأسوأ في كل مرة.. أراه كان منشغلاً بالعمل حتى نسي نفسه .. كان قدوته محمد صلى الله عليه وسلم .. مشى بين مكة والطائف وسالت رجليه الشرفتين دماً ومع هذا كله افقده همه الذي يحمله هذه الآلام البسيطة في موازين العظماء .. تعب والدي وبدأ جسمه ينحل وبطنه بالتضخم كان أصيب بإسهال شديد لمدة شهرين وكان يتوقع أنه بسبب تغير الجو والبلدان وهذا معروف عند أهل العمل الخيري .. لما تعب واشتدت عليه المرض ذهبت أنا وهو إلى المستشفى واكتشفوا رجوع الورم السابق وانتشاره في الجسم كان الرضى والتسليم العجيبين سيدا الموقف .. بسرعة شديدة اشتد المرض على والدي وأصيب بنحاله شديدة في الوجه والأطراف وازداد بطنه بالتضخم إلى أن عجز عن المشي إلا قليلا .. تخرجت من البرنامج ودخلت كلية الطب .. وكان أكثر الفرحين والدي رحمه الله .. كان والدي رحمه الله يتحامل على نفسه الذهاب إلى المكتب وكنت اذهب به أنا وأخي سليمان الذي ـ يصغرني بسنة وتسعة أشهر ـ وهو يدي اليمنى في هذه الحياة أبقاه الله لي .. إلى أن عجز الوالد عن المشي مرت أيام العطلة الصيفية وأنا مندهش من حالنا .. مع هذه المصائب المتوالية على الوالد لم يترك العمل الخيري حتى آخر يوم من حياته ..
استمر والدي على مسيرة العطاء من خلال الجوال ومن خلال زملائه في العمل .. حتى جاءت آخر أيام رمضان المبارك ونحن في مكة المكرمة .. وبعد العيد بيومين ومن باب اتخاذ الأسباب انطلقت أنا والوالد إلى ألمانيا للعلاج وصلنا وقابلنا الأطباء وقاموا بإعطاء والدي علاج وأخبرونا بأن مدته شهر ونصف ويمكن أن تكمل العلاج في المملكة المفاجأة أننا جلسنا في ألمانيا قرابة الأسبوعين وكان والدي نموذج للداعية الذي أنساه همه مرضه بل حتى نفسه .. فكان يحدث المرضى عن العمل الخيري وبركته ويعرض لهم الأفلام عن الأيتام وغيرها ويحثهم على الصدقة .. عدنا إلى الرياض فاستمر والدي على العلاج واقترب الحج فإذا به يجهز كعادته رحمه الله أمور الأضاحي في الدول التي كان يعمل بها عن طريق الهاتف وكان لا يستطيع المشي ويحمل كتلة كبيرة من الأورام في أحشائه وكان العلاج الكيميائي يرهقه .. لكنها الهمة وصدق من قال وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام .. كان والدي حريص على دراستي جداً فلما حانت عطلة الحج إذا بنا ننطلق إلى ألمانيا مرة أخرى وإذا بالمفاجأة حيث لم يفد العلاج شيئا يذكر ويحول والدي للعلاج الأخير في عرف الطب ويطلب منه الاستمرار على العلاج أيضا شهر ونصف فعدنا إلى الرياض .. وازداد المرض على الوالد وابتلي ابتلاء شديدا فبدأت آثار العلاج الجانبية تظهر عليه فظهرت تقرحات كبيرة جدا في ساقية وأعراض أخرى كثيرة.. فكان عنوان الصبر والله لم ينثني عن عمله لحظه واحده .. مر الشهر والنصف واقتربت ساعة الصفر وقبل أقل من شهر من الآن تقريبا تقرر ذهاب الوالد إلى ألمانيا للمرة الأخيرة فأبا علي الذهاب ـ لظروف الاختبارات ـ وذهب مع عمي خالد حفظه الله لمدة أسبوع وكانت الحقيقة المرة أن العلاج لم ينفع ورجع والدي ولله الحمد لم ييأس وكان مداوما على الرقية الشرعية والطب النبوي ولكنها قدرة الله وحكمته .. مرت اختباراتي ببطء وأنا شاهد على المأساة أرى الوالد بكرب المرض وأرى همةً تتدفق وروحاً لا تعرف اليأس وأنا في آخر أيام اختباراتي إذا بالسكر ينخفض بشدة على الوالد فأدخلته إلى المستشفى يوم الاثنين بدأت حالته بالتدهور الشديد .. وكان كثير الحمد والشكر ومعدوم الشكوى للبشر.. تحسنت حالته تحسن طفيف إلا أن الابتلاء كان أعظم وكنت أنا وإخوتي ووالدتي حفظها الله نتناوب عنده وقدر الله لي أن أبيت عنده ليلة الأحد أنا وأخي معاذ ـ ثالث متوسط ـ حبيبي وقرة عيني .. ليلة الفراق وكان لم ينم تلك الليلة من شدة ما يعاني وكان ينظر إلى أعلى ويصعب عليه التنفس بسبب ضغط الأورام والسوائل الموجودة في الرئة التي لها سنة تقريا في جسده .. كانت ليلة صعبة جداً علينا وكان من العجائب كلما أفاق وعاد لوعيه سأل هل أذن الفجر ويقول أريد أن أصلي ثم يفقد وعيه قليلاً ثم يعود فيستغفر.. والله إلى آخر أيامه لم يترك العمل الخيري .. أقبل الفجر علينا وإذا بالكرب يزداد على الوالد ويحضر عمي عبد الرحمن الأخ الأكبر للوالد حفظه الله لنا ويبدأ بالقراءة على الوالد وكان الوالد ينظر إلى السقف ويردد الفاتحة مع عمي استمرت اللحظات بالذهاب على خوف وترقب .. قدر الله أن يجتمع كل الأطباء الذين في القسم على الوالد .. ويأبى الله إلا أن يجعل في ختام حياته عبرة وموعظة فمع القراءة لفظ أنفاسه الأخيرة مع قوله تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وكان يقول الله الله الله حتى قبض الله روحه .. يا لها من مصيبة ويا لها من فاجعة .. والدي ****** المربي الفاضل يسافر لكن هذه المرة بلا عوده لن نستطيع استقباله في المطار كما كنا نفعل من قبل .. لكن ما يصبرنا أن هنالك لقاء إن شاء الله تعالى في الجنة.. جمعني الله وإخوتي وأمي وأختي شيم التي بلغت السنة تقريباً بحبيبنا وفقيدنا وقرة أعيننا ..
بقي أن أقول ما هو وعد الوالد الذي في الحرم .. أتذكر هذا الموقف جيداً ونحن خارجون من باب المدينة إلى حيث الشقة التي كنا نسكن قال لي ( وعدت الله إن نجاني من السجن أن أمكث عندكم ست سنوات أبني لكم بيت وأوفر لكم حياة كريمة ثم أهاجر إلى بلد من بلدان الله أعيش عند أخوتي في الله فاستعد يا صالح ) الحمد لله فقد حققت يا والدي وعدك فبنيت لنا البيت وحققت لنا العيش الكريم وها أنت هاجرت إلى من كنت تعمل عنده وكابدت الصعاب لترضيه .. وأعانني الله على المسؤولية .. بقي أن أكمل قصة ابتسامة الشهداء وما هو سرها .. فكان الوالد من زمن بعيد دائما ما يردد اللهم ارزقني الشهادة فتقول أمي قل بعد طول عمل فيسكت .. هذا هو السر وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم إن المبطون شهيد .. أحسبه ولا أزكي على الله أحدا .. ووالله إن هذه الابتسامة رأيتها فقد كان قبل وفاته بيوم وجهه مسود بسبب الكرب الذي كان يحيطه ولكن ما قبضت روحه رحمه الله إلا وابيض وجهه بياضاً غير الذي كنت أعرف .. وكان الموقف الصعب إذا بي أدخل إلى مغسلة الراجحي .. أنا أمام مشهد مهيب .. أمام الإنسان الذي طالما أدخل الفرحة إلى قلبي وإخوتي .. أمام الشخص الذي كان سبب تميزي .. أمام الصابر ذا القلب الكبير .. أمام أبو اليتامى والمساكين .. ولما كشف الستار.. ووقفت أمامه لأغسله رأيت العجب والله ما كانت مجرد ابتسامه إنها ضحكة .. ووالله كان أبي ثقيلا جدا ونعجز ثلاثة عن حمله .. ونحن نغسل أمسكت جسده بكامله بيد واحدة كان خفيفا أثناء تغسيله حملناه وقلبي يتفطر .. صلينا عليه ودفناه .. كان يعز علي أن أُهيل التراب على وجهه الطاهر .. لكن عزائي بفقد النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذه سنة الله في خلقة .. صدق من قال موعدنا يوم الجنائز .. جاءتني تعازي من النيجر وملاوي وسريلنكا وأمريكا وبريطانيا ومصر واندونيسيا وكندا واليمن والكثير من أصقاع الدنيا لا تحضرني الآن فقده العالم الإسلامي .. فقده أناس لم أرهم في حياتي .. بكى عليه الصغير والكبير والذكر والأنثى والعجم قبل العرب
الآن فراغ كبير يملا حياتي لكن لن يتركنا الله تعالى والله لا يظلم الناس شيئا .. كل هذه السيرة العطرة ولم يتجاوز والدي الثالثة والأربعين من عمرة .. والدي ****** لئن رحلت من هذه الدنيا فقد ذهبت من دار الشقاء إلى دار الهناء والبقاء .. ومن دار التعاسة إلى دار السلام .. فهنيئا لك .. هذه الخاتمة الحسنة .. وهذا العمل الصالح .. وهذه الزوجة المباركة الصابرة المحتسبة ..
بقي أن أقول أن لوالدي رحمه الله أسرار جعلته يتحمل هذه الأمور الجسام ولن استطيع أن أقولها كلها لكن لعل من أبرزها.. بره بأمه فكان رحمه الله شديد البر بأمه لدرجة عجيبة .. ومن أهم الأسباب الصعبة على الرجال وهذه أخبرتني بها أمي ولاحظتها كثيراً ويرددها زملاؤه .. ألا وهي سلامة صدره فكان لا يحمل غلا على مؤمن وكان يردد دوما على مسمع مني هذا الدعاء ( اللهم إني عفوت ما بيني وبين الناس فاعف عني ) .. ومن الأسرار أنه كان بكاءاً كثير البكاء أتذكر عندما يصحبنا إلى صلاة الجمعة فألتفت إليه ولا أرى إلا الدمعات الصادقات تنهال .. دائماً أراها عندما يشاهد أو يسمع عن أحوال المسلمين ..
بقي أن أقول أن والدي رحمه الله مع كثرة سفرة وترحاله إلا أنه كان مربياً كبيراً وذلك أنه لا يذهب إلى الصلاة ولا يعود منها إلا ونحن معه جميعاً ولا يذهب إلى مناسبة اجتماعية إلا ونحن أمامه وكان يتابعنا باستمرار بالهاتف ..
وبقي أن لا أنسى دور المربية الفاضلة والدتي الغالية وهي عزائي في هذه الدنيا .. أبقاها الله لي ولإخوتي ولأمة الإسلام ...
أحبتي دائما ما نسمع من الأحاديث والحكم ولكن لا نستشعرها حتى نراها فكم سمعت أنه لا يبقى للإنسان إلا العمل الصالح والذكر الحسن وها أنا أراها أمامي ..
أسأل الله أن يتغمد حبيبنا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجازيه بعفوه ولطفه وإحسانه ويربط على قلوبنا ويثبت أقدامنا ويصرف قلوبنا لطاعته ويحفظ إخوتي ومنصور وقتيبه ومعن و******ة شيم ويجمع بين قلوبنا ويوحد كلمتنا ويلحقنا به في جنات النعيم على سرر متقابلين مع الصديقين والشهداء والصالحين إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير ..




كتبه ابنه : صالح بن فهد الباهلي
الثلاثاء 29 ـ 2 ـ 1430 هـ

rwm pdhm hgado ti] fk whgp hgfhigd vpli hggi










عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 25 / 02 / 2009, 40 : 08 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

اسال الله ان يرحمه رحمة واسعة ويغفر له ويوسع له في قبره
ويرفع درجاته في عليين
انه ولي ذلك والقادر عليه


جزاك الله خيرا اخي ****** صقر على حرصك الطيب









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 26 / 02 / 2009, 54 : 09 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
الكاسر
اللقب:
عضو ملتقى مميز
الرتبة


البيانات
التسجيل: 25 / 05 / 2008
العضوية: 2004
المشاركات: 187 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 213
نقاط التقييم: 12
الكاسر is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الكاسر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

غفر الله لوالدك واسكنه الجنة قصة فعلا مؤثرة ورائعة فيها عبر ومواعظ وثبات









عرض البوم صور الكاسر   رد مع اقتباس
قديم 28 / 02 / 2009, 05 : 10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابراهيم عبدالله
اللقب:
المراقب العام للملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابراهيم عبدالله


البيانات
التسجيل: 28 / 01 / 2008
العضوية: 92
المشاركات: 26,598 [+]
بمعدل : 4.46 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2863
نقاط التقييم: 104
ابراهيم عبدالله will become famous soon enoughابراهيم عبدالله will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابراهيم عبدالله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

أسأل الله أن يتغمد حبيبنا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجازيه بعفوه ولطفه وإحسانه ويربط على قلوبنا ويثبت أقدامنا ويصرف قلوبنا لطاعته ويحفظ إخوتي ومنصور وقتيبه ومعن و******ة شيم ويجمع بين قلوبنا ويوحد كلمتنا ويلحقنا به في جنات النعيم على سرر متقابلين مع الصديقين والشهداء والصالحين إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير ..
اللهم امين غفر الله له ولنا ولكم ولاموات
المسلمين اجمعين
جزاك الله خيرا اخى الفاضل صقر الاسلام









عرض البوم صور ابراهيم عبدالله   رد مع اقتباس
قديم 01 / 03 / 2009, 03 : 12 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

رحم الله الشيخ واسكنه الله فسيح جناته

جزاكم الله خيرا اخي الكريم صقر









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 01 / 03 / 2009, 25 : 02 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
عمرو القوصي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عمرو القوصي


البيانات
التسجيل: 13 / 02 / 2008
العضوية: 188
العمر: 39
المشاركات: 3,877 [+]
بمعدل : 0.65 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 587
نقاط التقييم: 29
عمرو القوصي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عمرو القوصي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام
افتراضي


جزاك الله خيرا اخي الكريم


بارك الله فيك









عرض البوم صور عمرو القوصي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى العام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018