أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى السيرة النبويه

ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الحج لعام 1445 الهجري! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: لأول مرة نلتقى مع فضيلة الشيخ / محمد عبدالوهاب الطنطاوى - التوبة - الثلاثاء 10 رمضان1419هـ- 29 ديسمبر 1998م. (آخر رد :رفعـت)       :: مسئولية! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: السيرة النبوية لابن هشام 2 كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالباري الثبيتي 15 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر من المسجد الحرام بمكة المكرمة - الشيخ د. عبدالله الجهني 15 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ 14 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ خالد المهنا 14 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء من المسجد الحرام بمكة المكرمة - الشيخ د. عبدالرحمن السديس الأربعاء 14 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب من المسجد الحرام بـ مكة المكرمة - الشيخ د. ياسر الدوسري الأربعاء 14 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع أبو عادل مشاركات 7 المشاهدات 1936  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 27 / 07 / 2010, 44 : 10 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى السيرة النبويه


إنه أبو بكر عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، ابن ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر، وقد وضعته أمه حين وصلت قُباء، فكان أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة، ثم أتت به أمه الرسول ( فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم وضعها في فمه، فكان أول شيء دخل بطنه ريق النبي (، ثم دعا له بالبركة، وسماه عبد الله على اسم جده
أبي بكر وكناه بكنيته. [مسلم]، وكان ميلاده حدثًا عظيمًا أبطل مزاعم اليهود الذين زعموا أنهم سحروا المسلمين فلن يولد لهم بالمدينة ولد، وكبَّر الصحابة حين ولد تكبيرة اهتزت المدينة منها.

ونشأ عبد الله في بيت النبوة حيث تربى في حجر خالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، وظهرت عليه علامات الشجاعة منذ طفولته. وذات يوم تحدث بعض الصحابة مع النبي ( في أمر أبناء المهاجرين والأنصار الذين ولدوا في الإسلام حتى ترعرعوا من أمثال عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر، وعمر بن أبي سلمة، وقالوا له: لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر؟، وجاءوا بهم إلى النبي ( فخافوا ووجلوا من النبي ( إلا عبد الله بن الزبير الذي اقتحم أولهم، فرآه النبي ( فتبسَّم، وقال: (إنه ابن أبيه). وبايعه النبي ( وهو ابن سبع سنين. [مسلم].

وكان عبد الله فارسًا شجاعًا يحب الجهاد، ويذهب مع أبيه ليتدرب على ركوب الخيل والمبارزة، وشهد معه معارك عديدة منها اليرموك، واشترك في فتح إفريقية، وهو الذي حمل البشرى إلى الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بفتحها. وكان -رضي الله عنه- عابدًا لله، قارئًا لكتاب الله، قوامًا لليل، صوامًا للنهار، قال عنه عمرو بن دينار: ما رأيت مصليًا أحسن صلاة من ابن الزبير. وقال ثابت البناني: كنت أمرُّ بابن الزبير وهو خلف المقام يصلي، كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك. وكان أحد الذين أمرهم عثمان -رضي الله عنه- بنسخ المصاحف.

قال عمر بن عبد العزيز يومًا لابن أبي مليكة: صف لنا عبد الله بن الزبير فقال: والله ما رأيت نفسًا رُكبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة، فيخرج من كل شيء إليها، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا.

واشترك -رضي الله عنه- مع أبيه في موقعة الجمل، وبعد أن أصبح الحكم في يد بني أمية ظل عبد الله على خلاف معهم، فاعترض على ولاية يزيد بن معاوية. ولما توفي يزيد بايعت جميع الولايات الإسلامية عبدالله بن الزبير أميرًا للمؤمنين، واتخذ عبدالله من مكة عاصمة لدولته، وبسط يده على الحجاز واليمن والبصرة والكوفة والشام كلها ما عدا دمشق، وظل عبدالله باسطًا يده على هذه البلاد حتى استطاع مروان بن الحكم أن ينتزع منه هذه الولايات عدا الحجاز التي ظلت تحت سيطرة عبدالله.

ورغم ذلك لم يهدأ الأمويون، فأخذوا يشنون حروبًا متصلة ضد ابن الزبير، انهزموا في أكثرها حتى جاء عهد عبد الملك بن مروان الذي أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس جيش كبير لغزو مكة عاصمة ابن الزبير، فحاصرها ستة أشهر مانعًا عن الناس الماء والطعام كي يحملهم على ترك عبد الله بن الزبير، وتحت وطأة الجوع استسلم الكثير من جنوده، ووجد عبد الله نفسه وحيدًا، فقرر أن يتحمل مسئوليته حتى النهاية، وراح يقاتل جيش الحجاج في شجاعة فائقة، وكان عمره يومئذ سبعين سنة.

وأثناء ذلك ذهب عبد الله إلى أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها-، وأخذ يشرح لها موقفه، فقالت له: يا بني، إنك أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق، وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تملك من رقبتك غلمان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبئس العبد أنت أهلكت نفسك، وأهلكت من قتل معك. فقال عبد الله: والله يا أماه، ما أردت الدنيا، ولا ركنت إليها، وما جُرْتُ في حكم الله أبدًا، ولا ظلمت، ولا غدرت.

فقالت أمه أسماء: أني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنًا، إن سبقتني إلى الله أو سبقتك، اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر (الأيام الشديدة الحر)، وبرَّه بأبيه وبي، اللهم أني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين.
وانطلق عبد الله يقاتل الحجاج مع مَنْ تبقَّى معه من المسلمين حتى استشهد ومعه كثير من المسلمين وكان ذلك عام (37هـ). ولما قتل عبد الله كبر أصحاب الحجاج فسمعهم ابن عمر، فقال: أما والله للذين كبروا عند مولده خير من هؤلاء الذين كبروا عند قتله. ثم صلبه الحجاج على إحدى الطرق، فمرَّ به ابن عمر وهو مصلوب فقال: السلام عليك يا أبا خبيب، قالها ثلاث مرات، أما والله، لقد كنت أنهاك عن هذا (يقصد قتال بني أمية) ثم أخذ يثني عليه ويذكر صيامه وقيامه ومكانته. وجاءت أمه أسماء بنت أبي بكر وكانت عجوزًا مكفوفة البصر، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينـزل (تقصد عبد الله المصلوب)؟ فأنزله، فغسله المسلمون ودفنوه -رضي الله عنه-.

uf] hggi fk hg.fdvJ vqd hggi uki J>










عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2010, 47 : 10 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
عبد الله بن الزبير هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي (2 هـ- 73هـ)، وأبوه الصحابي الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ، وكنيته أبو بكر وأبو خبيب.

نسبه

أبوه: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. والزبير هو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • أمه: أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي، أبوها أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي بنت خير الخلق بعد الأنبياء أبي بكر الصديق وأخت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.
نشأته

ولد ابن الزبير في قباء في السنة الثانية من الهجرة وهو أول مولود من المهاجرين في المدينة. يعد من صغار الصحابة، وله ذكر في كتب الحديث الشريف، حيث روى في مسنده ثلاثة وثلاثين حديثاً. وكان ممن روى عنهم والده وجده لأمه وخالته السيدة عائشة أم المؤمنين ا ووالدته وغيرهم، وروى عنه أبناؤه وأحفاده وجماعة من التابعين. فرح المسلمون بمولده لأنه أبطل مزاعم اليهود القاطنين بالمدينة، فقد زعموا أنهم سحروا للمسلمين حتي لا يولد لهم أي مولود ذكرا ابدا.
حياته ومآثره

كان عالماً زاهداً روي عنه أنه قسم الدهر إلى ثلاث ليال: ليلة هو قائم حتى الصباح وليلة هو راكع حتى الصباح وليلة هو ساجد حتى الصباح، وعن مجاهد: أن عبد الله بن العباس ما قال عنه: «'قارئ لكتاب الله عفيف في الإسلام، وجده أبو بكر، وعمته خديجة، وخالته عائشة وجدته صفية، والله إني لأحاسب نفسي محاسبة لم أحاسب به لأبي بكر وعمر'» وقال عنه مجاهد: ما كان باب من العبادة يعجز عنه الناس إلا تكفله ابن الزبير وكان يسمى حمامة المسجد، وعائذ بيت الله.
كان فارس قريش في زمانه، شهد معركة اليرموك وهو مراهق، كما شهد فتح أفريقيا والمغرب وغزو القسطنطينية، ويوم الجمل مع خالته السيدة عائشة وكان يضرب المثل بشجاعته، وكانت عائشة تكنى به فيقال لها أم عبد الله، وقيل عنه أنه لم يكن أحد أحب إليها بعد رسول الله من أبيها أبي بكر وبعده ابن الزبير.
خلافته

كانت نشأته وإقامته في المدينة المنورة كواحد من أعيان المسلمين وعبادهم ومجاهديهم، وظل هكذا حتى وفاة معاوية بن أبي سفيان وتولى ابنه يزيد بن معاوية. فلما بلغه بمقتل الإمام الحسين، خطب بالناس وجهر بعدائه للأمويين. فقال له أصحابه: أظهر بيعتك فإنه لم يبق أحد بعد الحسين ينازعك هذا الأمر، وقد كان يبايع سرا ويظهر أنه عائذ بالبيت[1]. فأرسل يزيد إليه يطلبه بالبيعة، فرفض ابن الزبير، ثم أرسل إليه عشرة من وجهاء الشام لإقناعه بالبيعة ليزيد، إلا أنه عاد ورفض، فأيقن ان الحرب واقعة لامحالة بينه وبين يزيد، فطلب وجوه تهامة والحجاز، ودعاهم إلى بيعته، فبايعوه جميعا وامتنع عليه عبد الله بن عباسومحمد بن الحنفية[2].
فأمر يزيد واليه على المدينة عمرو بن سعيد الأشدق بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير، فأرسل الأشدق جيشاً تصدى له ابن الزبير وأنصاره وهزموه، ودان الحجاز لابن الزبير فبويع بالخلافة سنة 64 هـ في الحجازواليمنومصروالعراقوخراسان وأكثر الشام، وبعث عماله إلى هذه البلاد، وبقي مركز الخلافة في دمشق وبعض بلاد الشام تحت سيطرة الأمويين، ولما آلت الخلافة الأموية إلى عبد الملك بن مروان جهز له جيشاً بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي فحاصره وضيق عليه واستمال عدداً كبيراً من رجاله، فاعتصم ابن الزبير بالمسجد الحرام ولكن الحجاج ضربه بالمنجنيق وأصاب الكعبة وهدم بعض أطرافها ثم اقتحم المسجد وقتل أمير المؤمنين ابن الزبير وكان ذلك في شهر جمادى الأولى سنة 73هـ وعمره بضع وسبعون سنة. ودانت بموته البلاد الإسلامية لحكم الأمويين.
يعتبر بعض المورخين من أهل السنة كابن كثيروابن الاثيروالطبري أن خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير شرعية باعتبار أن معظم الأمصار الإسلامية خضعت له ولذلك يذكر اسمه مع الخلفاء.

المصدر.
  1. ^ ابن الأثير. الكامل في التاريخ. 4/99
  2. ^ من التاريخ الإسلامي 1 - 132 هـ. د نزيه شحادة. دار النهضة العربية ط: الأولى 1998. ص:275









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2010, 49 : 10 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
عبد الله بن الزبير
(620 - 692 م )
هو عبد الله بن الزبير بن العوّام وأسماء بنت أبي بكر الصديق. اشترك في الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس ومصر وشمال أفريقيا. وحارب في معركة الجمل إلى جانب أبيه وخالته عائشة، ضد الخليفة عليّ بن أبي طالب. وكان ضمن الطاقم الذي أشرف على جمع القرآن الكريم زمن عثمان بن عفان.
وكان عبد الله بن الزبير خامس خمسة من كبار صحابة رسول الله، من الذين امتنعوا عن البيعة بولاية العهد ليزيد بن معاوية. فلما مات معاوية، كتب يزيد لواليه في المدينة أن يأخذ البيعة من عبد الله بن الزبير، وأن يغلَّ عنقه ويديه ويرسله إليه. وكان ذلك لأنّ يزيد كان يخشى الزبير أكثر من الجميع، حتى من الحسين.
أعلن بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز وولّى أخاه مصعباً على العراق سنة 687 م.
حاول يزيد قتل عبد الله بن الزبير إلا انه خلال حصار مكة بقيادة الحصين بن نمير، جاء خبر وفاة يزيد. وعندها عظم أمر ابن الزبير في الحجاز واليمن.
وكانت الكعبة قد احترقت عند حصار جند الشام لها، لأن الجند ضربوها بالمنجنيق. وقام ابن الزبير بترميمها.
دخل العراق في بيعة الزبير، وفي معركة مسكن سنة 71 هجرية (691 ميلادية) هزم جيش مصعب على يد جيش عبد الملك بن مروان ، فأرسل عبد الملك إلى مصعب يقترح عليه الأمان. ولكنّ مصعباً أجابه "إنّ مثلي لا ينصرف عن مثل هذا الموقف إلا غالباَ أو مغلوباً ". وهكذا تواصلت الحرب واشتدّ الحصار على مصعب وثقلت به الجراح. وعندها نزل إليه رجل فاحتزّ رأسه وجاء به فطرحه عند عبد الملك، الذي أنشد عندها:
نطيع ملوك الأرض ما قسطوا لنا
وليس علينا قتلهم بمحرّم
كان لمصعب من العمر لما قتل (36) عاماً . ولما علم عبد الله بن الزبير بمقتل أخيه ترحّم عليه ووصف أهل العراق بالنفاق، وقال إنهم باعوه بأقلّ الثمن، وقال: "ما نموت إلا قصفاً بالرماح وموتاً تحت ظلال السيوف".
توجّه الحجاج بعد مقتل مصعب على رأس جيش كبير من عشرين ألف من جند الشام إلى الحجاز وضرب حصاراً على مكة. فأصاب أهل مكة مجاعة كبيرة، فيما كانت بيوت ابن الزبير مليئة بالمؤونة، التي بخل أن يوزّعها على أصحابه المحاربين. وقد تسبب هذا الموقف منه إلى تخلّي أنصاره عنه واحداً بعد واحد، حتى إن ولديه حمزة وخبيب كانا من ضمن الذين تركوه وانضموا إلى الحجاج.
وراح عبد الله بن الزبير يسأل أمه أسماء بنت أبي بكر ماذا يفعل وقد تخلّى عنه الناس؟ فقالت له: "إن كنت على حق فامضِ لشأنك لا تمكّن غلمان بني أميّة. وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك.. القتل أحسن".
فقال: "يا أمتِ.. إني أخاف إن قتلوني أن يمثلوا بي". قالت: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها".
أمضى عبد الله بن الزبير ليلته الأخيرة يصلّي، وقال لمن حوله "صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم". ثم قال: "احملوا على بركة الله". فحملوا وحمل معهم حتى بلغ معهم الحجون فرمى بآجرّة في وجهه فأرعش ودَمِيَ، فلما وجد سخونة الدم، قال:
لسنا على الأعقاب تدمي كُلومُنا
ولكن على أقدامنا نقطرُ الدما
فحملوا عليه حتى هوى ميتاً. ووصل الخبر إلى الحجاج فسجد شكراً !!! وأمر باجتزاز رأسه، وأرسله إلى عبد الملك.
وكان عمر بن الزبير يوم استشهاده 72 سنة، وقد دامت خلافته نحو تسع سنين.
عبد الله بن الزبير بين فكّي التاريخ
لما قتل ابن الزبير خطب الحجاج في الناس فقال: "كان ابن الزبير من خيار هذه الأمة حتى رغب في الخلافة ونازعها أهلها وأَلْحَدَ في الحرم فأذاقه الله من عذابه الأليم. وإن آدم كان أكرم على الله من ابن الزبير وكان في الجنة وهي أشرف من مكة، فلما خالف أمر الله وأكل من الشجرة التي نهي عنها أخرجه الله من الجنة".
ولسنا نقدر أن نهضم هذه المحاججة التي تدلّ على أخلاق الحجاج! فمن الملحد حقاً ؟! أهو الحجاج الذي قتل أكثر من (300,000) عراقي خلال مدة حكمه التي دامت 20 سنة من الظلام، والذي ضرب الكعبة بالمنجنيق، أم عبد الله بن الزبير، أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الذي خرج على طغاة بني أميّة الذين ابتعدوا عن الإسلام الصحيح؟! أم أنه، ولمجرّد قيام عبد الله بن الزبير بمحاولة تقويم المسيرة، لم يعد من خيار هذه الأمة؟!
حقد الحجاج
كان عبد الله بن الزبير يستعمل الصبر والمسك قبل قتله لئلا ينتن. فلمّا صلبه الحجاج فاحت من جثته رائحة المسك. وقيل إن الحجاج صلب معه كلباً أو سنُّوراً ميتاً حتى تغطّي الرائحة النتنة للسنور على رائحة المسك.
وقيل إن الجثة ظلّت مصلوبة حتى مرّ بها عبد الله بن عمر، فقال: رحمة الله عليك يا أبا خبيب. أما والله لقد كنت صوّاماً قوّاماً ". ثم قال: "أما آن لهذا الراكب أن ينزل"؟ فبعث الحجاج، فأنزلت الجثة ودفن.
وهنا نرى شدة حقد الحجاج وعبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير، فقد قتلاه ثم صلباه ومثّلا به حتى بعد سقوطه، كما كان ابن الزبير قد توقّع. وقد فعلوا هذا لأنه خرج عليهم.
ولو توفّر لابن الزبير بعض ما توفّر لبني أميّة من مال، ولو أنه لم يكن قد تقشّف أكثر من اللازم، وقام بتوزيع المال والذهب والعطايا على جنده وعلى الناس، مثلما فعل الأمويون، لكانت الكفة رجحت لصالحه، ولما خرج عليه جنده وولداه مما عجّل في هزيمته.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2010, 50 : 10 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
عبد الله بن الزبير بن العوام

مقدمة

هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي.
وأمه السيدة: أسماء بنت أبي بكر الصديق.
وهو أحد العبادلة وأحد الشجعان من الصحابة وأحد من ولي الخلافة منهم يكنى أبا بكر
مولده:
ولد عام الهجرة وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وحدث عنه بجملة من الحديث
وهو يعد أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيرا، وسعادتهم به طاغية، لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم فلا يولد لهم ولد.
ونشأ عبد الله بن الزبير نشأة طيبة، وتنسم منذ صغره عبق النبوة، وكانت خالته السيدة عائشة –رضي الله عنها- تعنى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها "أم عبد الله"، لأنها لم تنجب ولدًا..
قصة بيعته للرسول صلى الله عليه وسلم:
فعن هشام بن عروة، عن أبيه وزوجته فاطمة قال: خرجت أسماء حين هاجرت حبلى، فنفست بعبد الله بقباء. قالت أسماء فجاء عبد الله بعد سبع سنين ليبايع النبي -صلى الله عليه وسلم-، أمره بذلك أبوه الزبير فتبسم النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رآه مقبلا، ثم بايعه..
أهم ملامح شخصيته:
1ـ كثرة حبه للعبادة بجميع أنواعها:
يروي عبد الملك بن عبد العزيز عن خاله يوسف بن الماجشون عن الثقة بسنده قال: قسم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال: فليلة هو قائم حتى الصباح وليلة هو راكع حتى الصباح وليلة هو ساجد حتى الصباح..
قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني سليمان بن حرب عن يزيد بن إبراهيم التستري عن عبد الله بن سعيد عن مسلم بن يناق المكي قال: ركع ابن الزبير يوما ركعة فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه..
وروى هشيم عن مغيرة عن قطن بن عبد الله قال: رأيت ابن الزبير يواصل من الجمعة إلى الجمعة فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة يدعو بقدح ثم يدعو بقعب من سمن ثم يأمر فيحلب عليه ثم يدعو بشيء من صبر فيذره عليه ثم يشربه: فأما اللبن فيعصمه وأما السمن فيقطع عنه العطش وأما الصبر فيفتح أمعاءه.
ـ وأخرج أبو نعيم بسند صحيح، عن مجاهد كان ابن الزبير إذا قام للصلاة، كأنه عمود.
وقال ابن سعد: حدثنا روح حدثنا حسين الشهيد، عن ابن أبي مليكة كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام، ثم يصبح اليوم الثامن، وهو ألينا، وأخرج البغوي من طريق ميمون بن مهران: رأيت ابن الزبير واصل من الجمعة إلى الجمعة، وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق ليث، عن مجاهد ما كان باب من العبادة إلا تكلفه ابن الزبير، ولقد جاء سيل بالبيت، فرأيت ابن الزبير، يطوف سباحة..
2ـ حبه الشديد للجهاد:
كان عبد الله بن الزبير وهو لم يجاوز السابعة والعشرين بطلا من أبطال الفتوح الإسلامية،وشارك في فتح إفريقية والأندلس والقسطنطينية... وفي فتح إفريقية وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشه مائة وعشرون ألف، وألقى عبد الله نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوته التي تكمن في ملك البربر وقائـد الجيش، الذي يصيح بجنده ويحرضـهم على الموت بطريقة عجيبـة، فأدرك عبـد الله أنه لابد من سقوط هذا القائد العنيـد، ولكن كيف؟ ... نادى عبد الله بعض إخوانه وقال لهمنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة احموا ظهري واهجموا معي )...
وشق الصفوف المتلاحمة كالسهم نحو القائد حتى إذا بلغه هوى عليه في كرَّة واحـدة فهوى، ثم استدار بمن معه الى الجنود الذين كانوا يحيطـون بملكهم فصرعوهـم ثم صاحونقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة اللـه أكبـر )... وعندما رأى المسلمون رايتهم ترتفع حيث كان قائد البربر يقف، أدركوا أنه النصر فشدّوا شدَّة رجل واحد وانتهى الأمر بنصر المسلمين... وكانت مكافأة الزبير من قائد جيش المسلمين ( عبد الله بن أبي سَرح ) بأن جعله يحمل بشرى النصر الى خليفة المسلمين ( عثمان بن عفان ) في المدينة بنفسه...
لم يكن غريبًا على من نشأ هذه النشأة الصالحة أن يشب محبًا للجهاد، فشهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة (15هـ=636م) واشترك مع أبيه في فتح مصر، وأبلى بلاءً حسنًا وخاض عمليات فتح شمال إفريقيا تحت قيادة عبد الله بن سعد في عهد عثمان بن عفان، وأبدى من المهارة والقدرة العسكرية ما كفل للجيش النصر، كما اشترك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر.
ولما حوصر الخليفة عثمان بن عفان في بيته سنة (35هـ=655م) كان عبد الله بن الزبير في مقدمة المدافعين عنه، وشهد موقعة الجمل مع أبيه الزبير وطلحة بن عبيد الله والسيدة عائشة –رضي الله عنها- ولما بويع معاوية بن أبي سفيان بالخلافة سنة (41هـ=661م) أحسن إلى عبد الله بن الزبير، واستماله إليه، وأكرمه، وكان هذا صنيعه مع كبار الصحابة وأبنائهم، وترتب على ذلك أن هدأت الأحوال واستقرت الأوضاع بعد الفتنة العارمة والرياح الهوجاء التي كادت تعصف بالدولة وتهدد أمنها ووحدتها، وقابل ابن الزبير هذا الإحسان والإكرام بن معاوية بحسن الطاعة والثناء عليه، واشترك في الغزوات والفتوحات التي قامت في عهده، فغزا إفريقية تحت قيادة معاوية بن حديج سنة (45هـ=665م)، وشارك في فتح القسطنطينية سنة (49هـ=669م) مع الجيش الذي قاده يزيد بن معاوية.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
وقد روى من غير وجه أن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبى صلى الله عليه وسلم، كان النبى صلى الله عليه وسلم قد احتجم فى طست فأعطاه عبد الله بن الزبير ليريقه فشربه، فقال له: لا تمسك النار إلا تحلة القسم، وويل لك من الناس، وويل للناس منك، وفى رواية أنه قال له: يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد، فلما بعد عمد إلى ذلك الدم فشربه، فلما رجع قال: ما صنعت بالدم؟ قال: إني شربته لأزداد به علما وإيمانا وليكون شيء من جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم في جسدي وجسدي أولى به من الأرض، فقال: ابشر لا تمسك النار أبدا، وويل لك من الناس، وويل للناس منك"
وهو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة لاكها في فيه، ثم حنكه بها، فكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أول شيء دخل جوفه، وسماه عبد الله، وكناه أبا بكر بجده أبي بكر الصديق "وسماه باسمه" قاله أبو عمر.

مواقف من حياته مع الصحابة موقفه مع الزبير رضي الله عنه
ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا فقال يا بني بع مالنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه يعني بني عبد الله بن الزبير يقول ثلث الثلث فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين شيء فثلثه لولدك قال هشام وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبة من مولاك قال الله قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه فقتل الزبير رضي الله عنه ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر قال وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا إلا أن يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال يا ابن أخي كم على أخي من الدين فكتمه فقال مائة ألف فقال حكيم والله ما أرى أموالكم تسع لهذه فقال له عبد الله أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف قال ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي قال وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وست مائة ألف ثم قام فقال من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربع مائة ألف فقال لعبد الله إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله لا قال فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم فقال عبد الله لا قال قال فاقطعوا لي قطعة فقال عبد الله لك من هاهنا إلى هاهنا قال فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة ألف قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف قال المنذر بن الزبير قد أخذت سهما بمائة ألف قال عمرو بن عثمان قد أخذت سهما بمائة ألف وقال ابن زمعة قد أخذت سهما بمائة ألف فقال معاوية كم بقي فقال سهم ونصف قال قد أخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بست مائة ألف فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه قال فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال فكان للزبير أربع نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف..
موقفه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
وتنبأ له عمر بن الخطاب بمستقبل باهر لما رأى من رباطة جأشه وثبات قلبه، واعتداده بنفسه، فقد مر عمر بعبد الله وهو يلعب مع رفاقه من الصبيان، فأسرعوا يلوذون بالفرار هيبة لعمر وإجلالاً له، في حين ثبت عبد الله بن الزبير، ولزم مكانه، فقال له عمر: مالك لم تفر معهم؟ فقال عبد الله لم أجرم فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك
موقفه مع أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:
وفي الساعات الأخيرة من حياة عبد الله -رضي الله عنه- جرى هذا الحوار بينه وبين أمه العظيمة ( أسماء بنت أبي بكر ) فقد ذهب إليها ووضع أمامها الصورة الدقيقة لموقفه ومصيره الذي ينتظره فقال لها (: يا أمّه، خذلني الناس حتى ولدي وأهلي، فلم يبقَ معي إلا من ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطوني ما أردت من الدنيا، فما رأيك؟
فقالت له أمه: (يا بني أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبِئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك )...
قال عبد الله: (هذا والله رأيي، والذي قمتُ به داعياً يومي هذا، ما ركنتُ إلى الدنيا، ولا أحببت الحياة فيه، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله، ولكنّي أحببتُ أن أعلمُ رأيك، فتزيد ينني قوّة وبصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أمّه فإنّي مقتول من يومي هذا، لا يشتدّ جزعُكِ عليّ سلّمي لأمر الله، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر، ولا عمل بفاحشة، ولم يَجُرْ في حكم، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يبلغني عن عمالي فريضته بل أنكرته، ولم يكن شيء آثر عندي من رضى ربّي اللهم! إني لا أقول هذا تزكية منّي لنفسي، أنت أعلم بي، ولكنّي أقوله تعزية لأمّي لتسلو به عني )...
قالت أمه أسماءنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة إني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن سبَقْتَني إلى الله أو سَبقْتُك، اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر، وبِرّه بأبيه وبي، اللهم إني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثِبْني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين )000وتبادلا معا عناق الوداع تحيته.
لقد كان عبد الله بن الزبير يرى أن ( يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ) آخر رجل يصلح لخلافة المسلمين إن كان يصلح على الإطلاق، لقد كان ( يزيد ) فاسدا في كل شيء ولم تكن له فضيلة واحدة تشفع له، فكيف يبايعه الزبير، لقد قال كلمة الرفض قوية صادعة لمعاوية وهو حيّ، وها هو يقولها ليزيد بعد أن أصبح خليفة، وأرسل إلى ابن الزبير يتوعّده بشر مصير، هنالك قال ابن الزبيرنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لا أبايع السَّكير أبدا )000ثم أنشد
ولا ألين لغير الحق أسأله حتى يلين لِضِرْس الماضِغ الحَجر..
موقفه مع السيدة عائشة رضي الله عنها:
يخبر الزهري من رواية معمر والأوزاعي عنه وهذا لفظ الأوزاعي عنه قال: أخبرني عوف بن الطفيل بن الحارث الأزدي وهو ابن أخي عائشة لأمها: أن عائشة بلغها أن عبد الله بن الزبير كان في دار لها باعتها فتسخط عبد الله بيع تلك الدار فقال: أما والله لتنتهين عائشة عن بيع رباعها أو لأحجرن عليها.
قالت عائشة: أو قال ذلك قالوا: قد كان ذلك. قالت: لله علي ألا أكلمه حتى يفرق بيني وبينه الموت.
فطالت هجرتها إياه فنقصه الله بذلك في أمره كله. فاستشفع بكل أحد يرى أنه يثقل عليها فأبت أن تكلمه.
فلما طال ذلك كلم المسور بن مخرمة عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أن يشملاه بأرديتهما ثم يستأذنا فإذا أذنت لهما قالا: كلنا حتى يدخلاه على عائشة ففعلا ذلك. فقالت: نعم كلكم فليدخل. ولا تشعر. فدخل معهما ابن الزبير فكشف الستر فاعتنقها وبكى وبكت عائشة بكاء كثيراً وناشدها ابن الزبير الله والرحم ونشدها مسور وعبد الرحمن بالله والرحم وذكرا لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". فلما أكثروا عليها كلمته بعدما خشي ألا تكلمه. ثم بعثت إلى اليمن بمال فابتيع لها أربعون رقبة فأعتقتها.
قال عوف: ثم سمعتها بعد تذكر نذرها ذلك فتبكي حتى تبل خمارها
موقفه مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
عن عبد الله بن الزبير مع معاوية بن أبي سفيان في الحلم وحُسن العِشرة وطيب الأُخوة.إنه كان لعبد الله بن الزبير مزرعة بمكة بجوار مزرعة معاوية وكان عمال معاوية يدخلونها فكتب ابن الزبير لمعاوية خطاباً كتب فيه ( من عبد الله بن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معاوية بن هند بنت أكلة الأكباد أن عمالك يدخلون مزرعتي فإن لم تنههم ليكونن بيني وبينك شأن والسلام)
فلما وصل الخطاب لمعاوية كتب له خطاباً ذكر فيه(من معاوية بن هند بنت أكلة الأكباد إلى ابن الزبير أبن ذات النطاقين وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا لي فسألتها لاعطيتكها ولكن إذا وصلك خطابي هذا فضُم مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فهي لك والسلام) فلما قرأها بلها بالدموع وركب من مكة إلى معاوية في الشام وقبّل رأسه وقال له لا أعدمك الله عقلاً أنزلك هذه المنزلة.


مواقف من حياته مع التابعين ولما تولى يزيد بن معاوية الخلافة سنة (60هـ=679م) حرص على أخذ البيعة من الأمصار الإسلامية، فلبت نداءه وبايعته دون تردد، في حين استعصت عليه بلاد الحجاز حيث يعيش أبناء الصحابة الذين امتنعوا عن مبايعة يزيد، وكان في مقدمة الممتنعين الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، غير أن يزيد بن معاوية ألح في ضرورة أخذ البيعة منهما، ولو جاء الأمر قسرًا وقهرًا لا اختيارًا وطواعية، ولم يجد ابن الزبير مفرًا من مغادرة المدينة والتوجه إلى مكة، والاحتماء ببيتها العتيق، وسمى نفسه "العائذ بالبيت" وفشلت محاولات يزيد في إجباره على البيعة.
وبعد استشهاد الحسين بن علي في معركة كربلاء في العاشر من المحرم سنة (61هـ=10 من أكتوبر 680م) التف الناس حول ابن الزبير وزاد أنصاره سخطًا على يزيد بن معاوية، وحاول يزيد أن يضع حدًا لامتناع ابن الزبير عن مبايعته، فأرسل إليه جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة، غير أنه توفي وهو في الطريق إلى مكة، فتولى قيادة الجيش "الحصين بن نمير"، وبلغ مكة في (26 من المحرم 64هـ)، وحاصر ابن الزبير أربعة وستين يومًا، دارت خلالها مناوشات لم تحسم الأمر، وفي أثناء هذا الصراع جاءت الأنباء بوفاة يزيد بن معاوية في (14 من ربيع الأول سنة 64هـ=13 إبريل 685م)، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوف جيش يزيد.
موقف ابن الزبير مع الحصين بن نمير:
توقف القتال بين الفريقين، وعرض "الحصين بن نمير" على ابن الزبير أن يبايعه قائلاً له: إن يك هذا الرجل قد هلك –يزيد-، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، هلم فلنبايعك، ثم اخرج معي إلى الشام، فإن الجند الذين معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم، فوالله لا يختلف عليك اثنان" لكن ابن الزبير رفض هذا العرض، الذي لو قبله لربما تم له الأمر دون معارضة، لأن بني أمية اضطرب أمرهم بعد موت يزيد من معاوية ورفض ابنه معاوية بن يزيد تولي الأمر، ثم لم يلبث أن توفي هو الآخر بعد أبيه مباشرة.
أعلن ابن الزبير نفسه خليفة للمسلمين عقب وفاة يزيد بن معاوية، وبويع بالخلافة في ( 7من رجب 64هـ=1 من مارس 648م)، ودخلت في طاعته ومبايعته الكوفة والبصرة ومصر، وخراسان، والشام معقل الأمويين، ولم يبق سوى الأردن على ولائه لبني أمية بزعامة حسان بن بحدل الكلبي، ولم يلق ابن الزبير تحديًا في بادئ الأمر، فهو صحابي جليل، تربى في بيت النبوة، واشتهر بالتقوى والصلاح والزهد والورع، والفصاحة والبيان والعلم والفضل، وحين تلفت المسلمون حولهم لم يجدوا خيرًا منه لتولي هذا المنصب الجليل.
موقف ابن الزبير مع مروان بن الحكم:
بدأ ابن الزبير خلافته في مكة وهي على قداستها وعظمتها لم تكن تصلح عاصمة لدولة مترامية الأطراف، وترك دمشق التي كانت تتوسط العالم الإسلامي وتمتلئ بالرجال والمال، ثم أقدم على خطوة كان فيها حتفه، حين أخرج معظم رجال بني أمية من المدينة، وكان فيهم: "مروان بن الحكم" وابنه عبد الملك، وهو ما أعطاهم الفرصة من التوجه إلى الشام، وجمع شمل الأنصار والأعوان الذين حضروا من كل مكان، وعقدوا مؤتمرًا في الجابية، وبايعوا مروان بن الحكم بالخلافة، ولو أن ابن الزبير أبقى بني أمية في المدينة تحت نظره ومراقبته، وكان في مقدوره أن يفعل ذلك، لما تحققت هذه الخطوة الأولى التي كان لها شأن في انطلاق بني أمية لإعادة الخلافة لهم والقضاء على ابن الزبير.
استهل مروان بن الحكم أمره باستعادة الشام التي كان معظم أقاليمها قد بايع ابن الزبير بعد أن نجح في هزيمة أنصار ابن الزبير، وقتل قائدهم الضحاك بن قيس في معركة مرج راهط في نهاية سنة (64هـ=683م)، ثم أعقب ذلك بالاستيلاء على مصر سنة (65هـ=684م) وولى عليها ابنه عبد العزيز، وزوده بالنصائح الهامة، وقفل راجعًا إلى الشام، ليواصل جهوده في الزحف نحو العراق.
وقبل أن نستطرد في تفاصيل الصراع بين ابن الزبير وخصومه يجدر بنا أن نذهب إلى ما ذهب إليه كبار الفقهاء من أن بيعة ابن الزبير كانت عن رضا وإجماع من المسلمين، وترتب على ذلك أن أرسل ابن الزبير ولاته على الأمصار الإسلامية، وأبدى المسلمون رضاهم عن هؤلاء الولاة، في حين لم يبايع مروان سوى نفر قليل من أهل الشام، فضلاً عن أن بيعة ابن الزبير كانت أسبق زمنًا من بيعة مروان التي جاءت متأخرة عنها، غير أن الرجلين تمسكا بالخلافة، وإن كانت الشرعية في جانب ابن الزبير، لكنها لم تكن لتحسم الأمر وحدها، بل كان للسياسية والدهاء واصطناع الرجال دور لا ينكر في حسم الصراع وهذا ما كان.
موقف ابن الزبير مع عبد الملك بن مروان:
توفي مروان بن الحكم وخلفه ابنه عبد الملك بن مروان سنة (65هـ=684م)، وكانت الشام ومصر تحت سلطانه، على حين بقيت الحجاز والعراق تحت سيطرة ابن الزبير، وفي أثناء ذلك ظهرت دعوة المختار ابن أبي عبيد الثقفي، التي اجتذبت الشيعة، وانضموا تحت لوائه، وازداد نفوذه بالعراق بعد أن هزم جيشًا أرسله عبد الملك بن مروان بقيادة عبيد الله بن زياد في معركة الخازر سنة (67هـ=686م) وبعد تلك الهزيمة توقف عبد الملك بن مروان مؤقتًا عن فكرة استعادة العراق، لعلمه أن عبد الله بن الزبير لن يترك المختار الثقفي يستبد بالعراق، وأن الصدام بينهما آتٍ لا مفر منه، فآثر الانتظار حتى يفرغ أحد الطرفين من الآخر، فيقابله وهو منهوك القوى فيضمن لنفسه الظفر والفوز، وهذا ما كان، فاصطدم مصعب بن الزبير بالمختار الثقفي وقضى على حركته سنة (67هـ=686م)، واستعاد نفوذ أخيه في العراق.
عزم عبد الملك بن مروان على استعادة العراق التابعة لدولة ابن الزبير، فخرج إليها بنفسه سنة (71هـ=690م) بعد أن اطمأن إلى تثبيت أركان دولته وتوطيد حكمه، وأعد جيشًا عظيمًا لهذا اللقاء الفاصل، وحين علم مصعب بن الزبير والي العراق بهذه التحركات استعد لمواجهة عبد الملك بن مروان، وقبل اللقاء الفاصل أخذ عبد الملك يكاتب زعماء أهل العراق ويعدهم ويمنيهم بالمال، فاستجابوا له وانضموا إليه وتخلوا عن مصعب في أدق المواقف وأصعبها، فانهزم في المعركة التي دارت بين الفريقين عند دير الجاثليق في (جمادى الآخرة 72هـ=نوفمبر 691م)، وقتل في هذا اللقاء بعد أن بذل ما يمكنه من الشجاعة والبسالة، وبعد انتهاء المعركة دخل عبد الملك الكوفة وبايعه أهلها، ودخلت العراق تحت سيطرته وعين أخاه بشرًا واليًا عليها.
كان ضياع العراق من يد عبد الله بن الزبير أكبر كارثة حلت به، في الوقت الذي قوي فيه خصمه بانضمام العراق تحت ملكه وسلطانه الذي أصبح يضم معظم أقطار العالم الإسلامي، وانحصرت دولة ابن الزبير في الحجاز.
لم يضيع عبد الملك بن مروان الوقت في الانتظار بعد انتصاره على مصعب بن الزبير، فأعد حملة عسكرية في عشرين ألف جندي، بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، ووجهها إلى الحجاز للقضاء على ابن الزبير المعتصم بمكة الذي لم يكن بمقدوره الصمود بعد أن فقد معظم دولته، ولم يبق له سوى الحجاز، ولم تكن بطبيعة الحال غنية بالمال والرجال، لكنه لم يسلم الراية، ولم يستسلم مهما كلفه الأمر، فطبيعته وخلقه يأبيان ذلك.
توجه الحجاج إلى الحجاز، ونزل الطائف، وأخذ يرسل بعض جنوده لقتال ابن الزبير، فدارت بينهما عدة اشتباكات كانت نتيجتها في صالح الحجاج، ثم تقدم إلى محاصرة عبد الله بن الزبير ونصب المنجنيق على جبل أبي قيس، فلما أهل ذو الحجة لم يستطع ابن الزبير أن يحج، وحج بالناس عبد الله بن عمر، وطلب من الحجاج أن يكف عن ضرب الكعبة بالمنجنيق؛ لأن الناس قد امتنعوا عن الطواف فامتثل الحجاج، وبعد الفراغ من طواف الفريضة عاود الحجاج الضرب، وتشدد في حصار ابن الزبير حتى تحرج موقفه، وانصرف عنه رجاله ومنهم ابناه حمزة وخبيب اللذان ذهبا إلى الحجاج وأخذا منه الأمان لنفسيهما.
فلما رأى عبد الله بن الزبير ذلك دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر حزينًا يشكو إليها ما هو فيه من هم وحزن، فشدت من أزره، وأوصته بالصبر والثبات وعدم التراجع ما دام على الحق، فخرج من عندها وذهب إلى القتال، فاستشهد في المعركة في (17 من جمادى الأولى 73هـ=4 من أكتوبر 692م)، وبوفاته انتهت دولته التي استمرت نحو تسع سنين.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
يروي عروة عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير أسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فقال الزبير والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم.
ـ وعن سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال سمعت ابن الزبير يخطب يقول
قال محمد صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة..ـ عن أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول يا أيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لو أن ابن آدم أعطي واديا ملئا من ذهب أحب إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب..
ما قيل عنه:
ـ قال عمر بن عبد العزيز يوماً لابن أبي مُلَيْكةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة صِفْ لنا عبد الله بن الزبير )000فقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة والله، ما رأيت نفساً رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليه، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله، لا تحسبه من طول ركوعه و سجوده إلا جداراً أو ثوباً مطروح، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزّ له، ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجل ركوعه )000
ـ وسئل عنه ابن عباس فقال على الرغم ما بينهم من خلافنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان قارئاً لكتاب الله، مُتَّبِعاً سنة رسوله، قانتاً لله، صائماً في الهواجر من مخافة الله، ابن حواريّ رسول الله، وأمه أسماء بنت الصديق، وخالته عائشة زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله )000
ـ كان عبد الله بن الزبير من العلماء المجتهدين، وما كان أحد أعلم بالمناسك منه، وقال عنه عثمان بن طلحةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان عبد الله بن الزبير لا يُنازَعُ في ثلاثة: شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة )000وقد تكلّم عبد الله بن الزبير يوماً والزبير يسمع فقال لهنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أي بُنيّ! ما زلتُ تكلّم بكلام أبي بكر -رضي الله عنه-حتى ظننتُ أنّ أبا بكر قائمٌ، فانظُر إلى منْ تزوّج فإنّ المرأة من أخيها من أبيها )000 وأول من كسا الكعبة بالديباج هو عبد الله بن الزبير، وإن كان ليُطيِّبُها حتى يجد ريحها مَنْ دخل الحرم000
ـ قال عمر بن قيسنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان لابن الزبير مئة غلام، يتكلّم كلّ غلام منهم بلغة أخرى، وكان الزبير يكلّم كلَّ واحد منهم بلغته، وكنت إذا نظرتُ إليه في أمر دنياه قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الله طرفةَ عين، وإذا نظرتُ إليه في أمر آخرته قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الدنيا طرفة عين )000
ـ وفي البخاري، عن ابن عباس أنه وصف ابن الزبير، فقال: عفيف الإسلام، قارئ القرآن، أبوه حواري رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأمه بنت الصديق وجدته صفية عمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعمة أبيه خديجة بنت خويلد وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا الزنجي بن خالد، عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت مصليا أحسن صلاة من ابن الزبير.
ـ أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: ما رأيت أحدا أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزبير.
ـ قال مصعب بن عبد الله وغيره: كان يقال لابن الزبير: عائذ بيت الله.

وفاته توجّه الحجاج بعد مقتل مصعب على رأس جيش كبير من عشرين ألف من جند الشام إلى الحجاز وضرب حصاراً على مكة. فأصاب أهل مكة مجاعة كبيرة..
وراح عبد الله بن الزبير يسأل أمه أسماء بنت أبي بكر ماذا يفعل وقد تخلّى عنه الناس؟ فقالت له: "إن كنت على حق فامضِ لشأنك لا تمكّن غلمان بني أميّة. وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك.. القتل أحسن".
فقال: "يا أمتِ.. إني أخاف إن قتلوني أن يمثلوا بي". قالت: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها".
أمضى عبد الله بن الزبير ليلته الأخيرة يصلّي، وقال لمن حوله "صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم". ثم قال: "احملوا على بركة الله". فحملوا وحمل معهم حتى بلغ معهم الحجون فرمى بآجرّة في وجهه فأرعش ودَمِيَ، فلما وجد سخونة الدم، قال:
لسنا على الأعقاب تدمي كُلومُنا ولكن على أقدامنا نقطرُ الدما
فحملوا عليه حتى هوى ميتاً. ووصل الخبر إلى الحجاج فسجد شكر!!! وأمر باجتزاز رأسه، وأرسله إلى عبد الملك.
وكان عمر بن الزبير يوم استشهاده72 سنة، وقد دامت خلافته نحو تسع سنين.
وقيل إن الجثة ظلّت مصلوبة حتى مرّ بها عبد الله بن عمر، فقال: رحمة الله عليك يا أبا خبيب. أما والله لقد كنت صوّاماً قوّاماً ". ثم قال: "أما آن لهذا الراكب أن ينزل"؟ فبعث الحجاج، فأنزلت الجثة ودفن.
ـ قال جويرية بن أسماء: عن جدته ; أن أسماء بنت أبي بكر غسلت ابن الزبير بعد ما تقطعت أوصاله ، وجاء الإذن من عبد الملك بن مروان عندما أبى الحجاج أن يأذن لها، فحنطته، وكفنته، وصلت عليه، وجعلت فيه شيئا حين رأته يتفسخ إذا مسته.
وقال مصعب بن عبد الله: حملته أمه فدفنته بالمدينة في دار صفية أم المؤمنين، ثم زيدت دار صفية في المسجد، فهو مدفون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني بقربه.

المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة - إسلام أون لاين - أسد الغابة - البداية والنهاية - موقع الصحابة - سير أعلام النبلاء - صحيح مسلم بشرح النووي - سنن النسائي.

المصدر.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2010, 52 : 10 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
عبد الله بن الزبير بن العوام

مقدمة

هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي.
وأمه السيدة: أسماء بنت أبي بكر الصديق.
وهو أحد العبادلة وأحد الشجعان من الصحابة وأحد من ولي الخلافة منهم يكنى أبا بكر
مولده:
ولد عام الهجرة وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وحدث عنه بجملة من الحديث
وهو يعد أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيرا، وسعادتهم به طاغية، لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم فلا يولد لهم ولد.
ونشأ عبد الله بن الزبير نشأة طيبة، وتنسم منذ صغره عبق النبوة، وكانت خالته السيدة عائشة –رضي الله عنها- تعنى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها "أم عبد الله"، لأنها لم تنجب ولدًا..
قصة بيعته للرسول صلى الله عليه وسلم:
فعن هشام بن عروة، عن أبيه وزوجته فاطمة قال: خرجت أسماء حين هاجرت حبلى، فنفست بعبد الله بقباء. قالت أسماء فجاء عبد الله بعد سبع سنين ليبايع النبي -صلى الله عليه وسلم-، أمره بذلك أبوه الزبير فتبسم النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رآه مقبلا، ثم بايعه..
أهم ملامح شخصيته:
1ـ كثرة حبه للعبادة بجميع أنواعها:
يروي عبد الملك بن عبد العزيز عن خاله يوسف بن الماجشون عن الثقة بسنده قال: قسم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال: فليلة هو قائم حتى الصباح وليلة هو راكع حتى الصباح وليلة هو ساجد حتى الصباح..
قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني سليمان بن حرب عن يزيد بن إبراهيم التستري عن عبد الله بن سعيد عن مسلم بن يناق المكي قال: ركع ابن الزبير يوما ركعة فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه..
وروى هشيم عن مغيرة عن قطن بن عبد الله قال: رأيت ابن الزبير يواصل من الجمعة إلى الجمعة فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة يدعو بقدح ثم يدعو بقعب من سمن ثم يأمر فيحلب عليه ثم يدعو بشيء من صبر فيذره عليه ثم يشربه: فأما اللبن فيعصمه وأما السمن فيقطع عنه العطش وأما الصبر فيفتح أمعاءه.
ـ وأخرج أبو نعيم بسند صحيح، عن مجاهد كان ابن الزبير إذا قام للصلاة، كأنه عمود.
وقال ابن سعد: حدثنا روح حدثنا حسين الشهيد، عن ابن أبي مليكة كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام، ثم يصبح اليوم الثامن، وهو ألينا، وأخرج البغوي من طريق ميمون بن مهران: رأيت ابن الزبير واصل من الجمعة إلى الجمعة، وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق ليث، عن مجاهد ما كان باب من العبادة إلا تكلفه ابن الزبير، ولقد جاء سيل بالبيت، فرأيت ابن الزبير، يطوف سباحة..
2ـ حبه الشديد للجهاد:
كان عبد الله بن الزبير وهو لم يجاوز السابعة والعشرين بطلا من أبطال الفتوح الإسلامية،وشارك في فتح إفريقية والأندلس والقسطنطينية... وفي فتح إفريقية وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشه مائة وعشرون ألف، وألقى عبد الله نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوته التي تكمن في ملك البربر وقائـد الجيش، الذي يصيح بجنده ويحرضـهم على الموت بطريقة عجيبـة، فأدرك عبـد الله أنه لابد من سقوط هذا القائد العنيـد، ولكن كيف؟ ... نادى عبد الله بعض إخوانه وقال لهمنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة احموا ظهري واهجموا معي )...
وشق الصفوف المتلاحمة كالسهم نحو القائد حتى إذا بلغه هوى عليه في كرَّة واحـدة فهوى، ثم استدار بمن معه الى الجنود الذين كانوا يحيطـون بملكهم فصرعوهـم ثم صاحونقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة اللـه أكبـر )... وعندما رأى المسلمون رايتهم ترتفع حيث كان قائد البربر يقف، أدركوا أنه النصر فشدّوا شدَّة رجل واحد وانتهى الأمر بنصر المسلمين... وكانت مكافأة الزبير من قائد جيش المسلمين ( عبد الله بن أبي سَرح ) بأن جعله يحمل بشرى النصر الى خليفة المسلمين ( عثمان بن عفان ) في المدينة بنفسه...
لم يكن غريبًا على من نشأ هذه النشأة الصالحة أن يشب محبًا للجهاد، فشهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة (15هـ=636م) واشترك مع أبيه في فتح مصر، وأبلى بلاءً حسنًا وخاض عمليات فتح شمال إفريقيا تحت قيادة عبد الله بن سعد في عهد عثمان بن عفان، وأبدى من المهارة والقدرة العسكرية ما كفل للجيش النصر، كما اشترك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر.
ولما حوصر الخليفة عثمان بن عفان في بيته سنة (35هـ=655م) كان عبد الله بن الزبير في مقدمة المدافعين عنه، وشهد موقعة الجمل مع أبيه الزبير وطلحة بن عبيد الله والسيدة عائشة –رضي الله عنها- ولما بويع معاوية بن أبي سفيان بالخلافة سنة (41هـ=661م) أحسن إلى عبد الله بن الزبير، واستماله إليه، وأكرمه، وكان هذا صنيعه مع كبار الصحابة وأبنائهم، وترتب على ذلك أن هدأت الأحوال واستقرت الأوضاع بعد الفتنة العارمة والرياح الهوجاء التي كادت تعصف بالدولة وتهدد أمنها ووحدتها، وقابل ابن الزبير هذا الإحسان والإكرام بن معاوية بحسن الطاعة والثناء عليه، واشترك في الغزوات والفتوحات التي قامت في عهده، فغزا إفريقية تحت قيادة معاوية بن حديج سنة (45هـ=665م)، وشارك في فتح القسطنطينية سنة (49هـ=669م) مع الجيش الذي قاده يزيد بن معاوية.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
وقد روى من غير وجه أن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبى صلى الله عليه وسلم، كان النبى صلى الله عليه وسلم قد احتجم فى طست فأعطاه عبد الله بن الزبير ليريقه فشربه، فقال له: لا تمسك النار إلا تحلة القسم، وويل لك من الناس، وويل للناس منك، وفى رواية أنه قال له: يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد، فلما بعد عمد إلى ذلك الدم فشربه، فلما رجع قال: ما صنعت بالدم؟ قال: إني شربته لأزداد به علما وإيمانا وليكون شيء من جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم في جسدي وجسدي أولى به من الأرض، فقال: ابشر لا تمسك النار أبدا، وويل لك من الناس، وويل للناس منك"
وهو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة لاكها في فيه، ثم حنكه بها، فكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أول شيء دخل جوفه، وسماه عبد الله، وكناه أبا بكر بجده أبي بكر الصديق "وسماه باسمه" قاله أبو عمر.

مواقف من حياته مع الصحابة موقفه مع الزبير رضي الله عنه
ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا فقال يا بني بع مالنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه يعني بني عبد الله بن الزبير يقول ثلث الثلث فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين شيء فثلثه لولدك قال هشام وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبة من مولاك قال الله قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه فقتل الزبير رضي الله عنه ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر قال وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا إلا أن يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال يا ابن أخي كم على أخي من الدين فكتمه فقال مائة ألف فقال حكيم والله ما أرى أموالكم تسع لهذه فقال له عبد الله أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف قال ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي قال وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وست مائة ألف ثم قام فقال من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربع مائة ألف فقال لعبد الله إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله لا قال فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم فقال عبد الله لا قال قال فاقطعوا لي قطعة فقال عبد الله لك من هاهنا إلى هاهنا قال فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة ألف قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف قال المنذر بن الزبير قد أخذت سهما بمائة ألف قال عمرو بن عثمان قد أخذت سهما بمائة ألف وقال ابن زمعة قد أخذت سهما بمائة ألف فقال معاوية كم بقي فقال سهم ونصف قال قد أخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بست مائة ألف فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه قال فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال فكان للزبير أربع نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف..
موقفه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
وتنبأ له عمر بن الخطاب بمستقبل باهر لما رأى من رباطة جأشه وثبات قلبه، واعتداده بنفسه، فقد مر عمر بعبد الله وهو يلعب مع رفاقه من الصبيان، فأسرعوا يلوذون بالفرار هيبة لعمر وإجلالاً له، في حين ثبت عبد الله بن الزبير، ولزم مكانه، فقال له عمر: مالك لم تفر معهم؟ فقال عبد الله لم أجرم فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك
موقفه مع أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:
وفي الساعات الأخيرة من حياة عبد الله -رضي الله عنه- جرى هذا الحوار بينه وبين أمه العظيمة ( أسماء بنت أبي بكر ) فقد ذهب إليها ووضع أمامها الصورة الدقيقة لموقفه ومصيره الذي ينتظره فقال لها (: يا أمّه، خذلني الناس حتى ولدي وأهلي، فلم يبقَ معي إلا من ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطوني ما أردت من الدنيا، فما رأيك؟
فقالت له أمه: (يا بني أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبِئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك )...
قال عبد الله: (هذا والله رأيي، والذي قمتُ به داعياً يومي هذا، ما ركنتُ إلى الدنيا، ولا أحببت الحياة فيه، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله، ولكنّي أحببتُ أن أعلمُ رأيك، فتزيد ينني قوّة وبصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أمّه فإنّي مقتول من يومي هذا، لا يشتدّ جزعُكِ عليّ سلّمي لأمر الله، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر، ولا عمل بفاحشة، ولم يَجُرْ في حكم، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يبلغني عن عمالي فريضته بل أنكرته، ولم يكن شيء آثر عندي من رضى ربّي اللهم! إني لا أقول هذا تزكية منّي لنفسي، أنت أعلم بي، ولكنّي أقوله تعزية لأمّي لتسلو به عني )...
قالت أمه أسماءنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة إني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن سبَقْتَني إلى الله أو سَبقْتُك، اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر، وبِرّه بأبيه وبي، اللهم إني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثِبْني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين )000وتبادلا معا عناق الوداع تحيته.
لقد كان عبد الله بن الزبير يرى أن ( يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ) آخر رجل يصلح لخلافة المسلمين إن كان يصلح على الإطلاق، لقد كان ( يزيد ) فاسدا في كل شيء ولم تكن له فضيلة واحدة تشفع له، فكيف يبايعه الزبير، لقد قال كلمة الرفض قوية صادعة لمعاوية وهو حيّ، وها هو يقولها ليزيد بعد أن أصبح خليفة، وأرسل إلى ابن الزبير يتوعّده بشر مصير، هنالك قال ابن الزبيرنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لا أبايع السَّكير أبدا )000ثم أنشد
ولا ألين لغير الحق أسأله حتى يلين لِضِرْس الماضِغ الحَجر..
موقفه مع السيدة عائشة رضي الله عنها:
يخبر الزهري من رواية معمر والأوزاعي عنه وهذا لفظ الأوزاعي عنه قال: أخبرني عوف بن الطفيل بن الحارث الأزدي وهو ابن أخي عائشة لأمها: أن عائشة بلغها أن عبد الله بن الزبير كان في دار لها باعتها فتسخط عبد الله بيع تلك الدار فقال: أما والله لتنتهين عائشة عن بيع رباعها أو لأحجرن عليها.
قالت عائشة: أو قال ذلك قالوا: قد كان ذلك. قالت: لله علي ألا أكلمه حتى يفرق بيني وبينه الموت.
فطالت هجرتها إياه فنقصه الله بذلك في أمره كله. فاستشفع بكل أحد يرى أنه يثقل عليها فأبت أن تكلمه.
فلما طال ذلك كلم المسور بن مخرمة عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أن يشملاه بأرديتهما ثم يستأذنا فإذا أذنت لهما قالا: كلنا حتى يدخلاه على عائشة ففعلا ذلك. فقالت: نعم كلكم فليدخل. ولا تشعر. فدخل معهما ابن الزبير فكشف الستر فاعتنقها وبكى وبكت عائشة بكاء كثيراً وناشدها ابن الزبير الله والرحم ونشدها مسور وعبد الرحمن بالله والرحم وذكرا لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". فلما أكثروا عليها كلمته بعدما خشي ألا تكلمه. ثم بعثت إلى اليمن بمال فابتيع لها أربعون رقبة فأعتقتها.
قال عوف: ثم سمعتها بعد تذكر نذرها ذلك فتبكي حتى تبل خمارها
موقفه مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
عن عبد الله بن الزبير مع معاوية بن أبي سفيان في الحلم وحُسن العِشرة وطيب الأُخوة.إنه كان لعبد الله بن الزبير مزرعة بمكة بجوار مزرعة معاوية وكان عمال معاوية يدخلونها فكتب ابن الزبير لمعاوية خطاباً كتب فيه ( من عبد الله بن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معاوية بن هند بنت أكلة الأكباد أن عمالك يدخلون مزرعتي فإن لم تنههم ليكونن بيني وبينك شأن والسلام)
فلما وصل الخطاب لمعاوية كتب له خطاباً ذكر فيه(من معاوية بن هند بنت أكلة الأكباد إلى ابن الزبير أبن ذات النطاقين وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا لي فسألتها لاعطيتكها ولكن إذا وصلك خطابي هذا فضُم مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فهي لك والسلام) فلما قرأها بلها بالدموع وركب من مكة إلى معاوية في الشام وقبّل رأسه وقال له لا أعدمك الله عقلاً أنزلك هذه المنزلة.


مواقف من حياته مع التابعين ولما تولى يزيد بن معاوية الخلافة سنة (60هـ=679م) حرص على أخذ البيعة من الأمصار الإسلامية، فلبت نداءه وبايعته دون تردد، في حين استعصت عليه بلاد الحجاز حيث يعيش أبناء الصحابة الذين امتنعوا عن مبايعة يزيد، وكان في مقدمة الممتنعين الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، غير أن يزيد بن معاوية ألح في ضرورة أخذ البيعة منهما، ولو جاء الأمر قسرًا وقهرًا لا اختيارًا وطواعية، ولم يجد ابن الزبير مفرًا من مغادرة المدينة والتوجه إلى مكة، والاحتماء ببيتها العتيق، وسمى نفسه "العائذ بالبيت" وفشلت محاولات يزيد في إجباره على البيعة.
وبعد استشهاد الحسين بن علي في معركة كربلاء في العاشر من المحرم سنة (61هـ=10 من أكتوبر 680م) التف الناس حول ابن الزبير وزاد أنصاره سخطًا على يزيد بن معاوية، وحاول يزيد أن يضع حدًا لامتناع ابن الزبير عن مبايعته، فأرسل إليه جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة، غير أنه توفي وهو في الطريق إلى مكة، فتولى قيادة الجيش "الحصين بن نمير"، وبلغ مكة في (26 من المحرم 64هـ)، وحاصر ابن الزبير أربعة وستين يومًا، دارت خلالها مناوشات لم تحسم الأمر، وفي أثناء هذا الصراع جاءت الأنباء بوفاة يزيد بن معاوية في (14 من ربيع الأول سنة 64هـ=13 إبريل 685م)، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوف جيش يزيد.
موقف ابن الزبير مع الحصين بن نمير:
توقف القتال بين الفريقين، وعرض "الحصين بن نمير" على ابن الزبير أن يبايعه قائلاً له: إن يك هذا الرجل قد هلك –يزيد-، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، هلم فلنبايعك، ثم اخرج معي إلى الشام، فإن الجند الذين معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم، فوالله لا يختلف عليك اثنان" لكن ابن الزبير رفض هذا العرض، الذي لو قبله لربما تم له الأمر دون معارضة، لأن بني أمية اضطرب أمرهم بعد موت يزيد من معاوية ورفض ابنه معاوية بن يزيد تولي الأمر، ثم لم يلبث أن توفي هو الآخر بعد أبيه مباشرة.
أعلن ابن الزبير نفسه خليفة للمسلمين عقب وفاة يزيد بن معاوية، وبويع بالخلافة في ( 7من رجب 64هـ=1 من مارس 648م)، ودخلت في طاعته ومبايعته الكوفة والبصرة ومصر، وخراسان، والشام معقل الأمويين، ولم يبق سوى الأردن على ولائه لبني أمية بزعامة حسان بن بحدل الكلبي، ولم يلق ابن الزبير تحديًا في بادئ الأمر، فهو صحابي جليل، تربى في بيت النبوة، واشتهر بالتقوى والصلاح والزهد والورع، والفصاحة والبيان والعلم والفضل، وحين تلفت المسلمون حولهم لم يجدوا خيرًا منه لتولي هذا المنصب الجليل.
موقف ابن الزبير مع مروان بن الحكم:
بدأ ابن الزبير خلافته في مكة وهي على قداستها وعظمتها لم تكن تصلح عاصمة لدولة مترامية الأطراف، وترك دمشق التي كانت تتوسط العالم الإسلامي وتمتلئ بالرجال والمال، ثم أقدم على خطوة كان فيها حتفه، حين أخرج معظم رجال بني أمية من المدينة، وكان فيهم: "مروان بن الحكم" وابنه عبد الملك، وهو ما أعطاهم الفرصة من التوجه إلى الشام، وجمع شمل الأنصار والأعوان الذين حضروا من كل مكان، وعقدوا مؤتمرًا في الجابية، وبايعوا مروان بن الحكم بالخلافة، ولو أن ابن الزبير أبقى بني أمية في المدينة تحت نظره ومراقبته، وكان في مقدوره أن يفعل ذلك، لما تحققت هذه الخطوة الأولى التي كان لها شأن في انطلاق بني أمية لإعادة الخلافة لهم والقضاء على ابن الزبير.
استهل مروان بن الحكم أمره باستعادة الشام التي كان معظم أقاليمها قد بايع ابن الزبير بعد أن نجح في هزيمة أنصار ابن الزبير، وقتل قائدهم الضحاك بن قيس في معركة مرج راهط في نهاية سنة (64هـ=683م)، ثم أعقب ذلك بالاستيلاء على مصر سنة (65هـ=684م) وولى عليها ابنه عبد العزيز، وزوده بالنصائح الهامة، وقفل راجعًا إلى الشام، ليواصل جهوده في الزحف نحو العراق.
وقبل أن نستطرد في تفاصيل الصراع بين ابن الزبير وخصومه يجدر بنا أن نذهب إلى ما ذهب إليه كبار الفقهاء من أن بيعة ابن الزبير كانت عن رضا وإجماع من المسلمين، وترتب على ذلك أن أرسل ابن الزبير ولاته على الأمصار الإسلامية، وأبدى المسلمون رضاهم عن هؤلاء الولاة، في حين لم يبايع مروان سوى نفر قليل من أهل الشام، فضلاً عن أن بيعة ابن الزبير كانت أسبق زمنًا من بيعة مروان التي جاءت متأخرة عنها، غير أن الرجلين تمسكا بالخلافة، وإن كانت الشرعية في جانب ابن الزبير، لكنها لم تكن لتحسم الأمر وحدها، بل كان للسياسية والدهاء واصطناع الرجال دور لا ينكر في حسم الصراع وهذا ما كان.
موقف ابن الزبير مع عبد الملك بن مروان:
توفي مروان بن الحكم وخلفه ابنه عبد الملك بن مروان سنة (65هـ=684م)، وكانت الشام ومصر تحت سلطانه، على حين بقيت الحجاز والعراق تحت سيطرة ابن الزبير، وفي أثناء ذلك ظهرت دعوة المختار ابن أبي عبيد الثقفي، التي اجتذبت الشيعة، وانضموا تحت لوائه، وازداد نفوذه بالعراق بعد أن هزم جيشًا أرسله عبد الملك بن مروان بقيادة عبيد الله بن زياد في معركة الخازر سنة (67هـ=686م) وبعد تلك الهزيمة توقف عبد الملك بن مروان مؤقتًا عن فكرة استعادة العراق، لعلمه أن عبد الله بن الزبير لن يترك المختار الثقفي يستبد بالعراق، وأن الصدام بينهما آتٍ لا مفر منه، فآثر الانتظار حتى يفرغ أحد الطرفين من الآخر، فيقابله وهو منهوك القوى فيضمن لنفسه الظفر والفوز، وهذا ما كان، فاصطدم مصعب بن الزبير بالمختار الثقفي وقضى على حركته سنة (67هـ=686م)، واستعاد نفوذ أخيه في العراق.
عزم عبد الملك بن مروان على استعادة العراق التابعة لدولة ابن الزبير، فخرج إليها بنفسه سنة (71هـ=690م) بعد أن اطمأن إلى تثبيت أركان دولته وتوطيد حكمه، وأعد جيشًا عظيمًا لهذا اللقاء الفاصل، وحين علم مصعب بن الزبير والي العراق بهذه التحركات استعد لمواجهة عبد الملك بن مروان، وقبل اللقاء الفاصل أخذ عبد الملك يكاتب زعماء أهل العراق ويعدهم ويمنيهم بالمال، فاستجابوا له وانضموا إليه وتخلوا عن مصعب في أدق المواقف وأصعبها، فانهزم في المعركة التي دارت بين الفريقين عند دير الجاثليق في (جمادى الآخرة 72هـ=نوفمبر 691م)، وقتل في هذا اللقاء بعد أن بذل ما يمكنه من الشجاعة والبسالة، وبعد انتهاء المعركة دخل عبد الملك الكوفة وبايعه أهلها، ودخلت العراق تحت سيطرته وعين أخاه بشرًا واليًا عليها.
كان ضياع العراق من يد عبد الله بن الزبير أكبر كارثة حلت به، في الوقت الذي قوي فيه خصمه بانضمام العراق تحت ملكه وسلطانه الذي أصبح يضم معظم أقطار العالم الإسلامي، وانحصرت دولة ابن الزبير في الحجاز.
لم يضيع عبد الملك بن مروان الوقت في الانتظار بعد انتصاره على مصعب بن الزبير، فأعد حملة عسكرية في عشرين ألف جندي، بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، ووجهها إلى الحجاز للقضاء على ابن الزبير المعتصم بمكة الذي لم يكن بمقدوره الصمود بعد أن فقد معظم دولته، ولم يبق له سوى الحجاز، ولم تكن بطبيعة الحال غنية بالمال والرجال، لكنه لم يسلم الراية، ولم يستسلم مهما كلفه الأمر، فطبيعته وخلقه يأبيان ذلك.
توجه الحجاج إلى الحجاز، ونزل الطائف، وأخذ يرسل بعض جنوده لقتال ابن الزبير، فدارت بينهما عدة اشتباكات كانت نتيجتها في صالح الحجاج، ثم تقدم إلى محاصرة عبد الله بن الزبير ونصب المنجنيق على جبل أبي قيس، فلما أهل ذو الحجة لم يستطع ابن الزبير أن يحج، وحج بالناس عبد الله بن عمر، وطلب من الحجاج أن يكف عن ضرب الكعبة بالمنجنيق؛ لأن الناس قد امتنعوا عن الطواف فامتثل الحجاج، وبعد الفراغ من طواف الفريضة عاود الحجاج الضرب، وتشدد في حصار ابن الزبير حتى تحرج موقفه، وانصرف عنه رجاله ومنهم ابناه حمزة وخبيب اللذان ذهبا إلى الحجاج وأخذا منه الأمان لنفسيهما.
فلما رأى عبد الله بن الزبير ذلك دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر حزينًا يشكو إليها ما هو فيه من هم وحزن، فشدت من أزره، وأوصته بالصبر والثبات وعدم التراجع ما دام على الحق، فخرج من عندها وذهب إلى القتال، فاستشهد في المعركة في (17 من جمادى الأولى 73هـ=4 من أكتوبر 692م)، وبوفاته انتهت دولته التي استمرت نحو تسع سنين.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
يروي عروة عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير أسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فقال الزبير والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم.
ـ وعن سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال سمعت ابن الزبير يخطب يقول
قال محمد صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة..ـ عن أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول يا أيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لو أن ابن آدم أعطي واديا ملئا من ذهب أحب إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب..
ما قيل عنه:
ـ قال عمر بن عبد العزيز يوماً لابن أبي مُلَيْكةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة صِفْ لنا عبد الله بن الزبير )000فقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة والله، ما رأيت نفساً رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليه، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله، لا تحسبه من طول ركوعه و سجوده إلا جداراً أو ثوباً مطروح، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزّ له، ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجل ركوعه )000
ـ وسئل عنه ابن عباس فقال على الرغم ما بينهم من خلافنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان قارئاً لكتاب الله، مُتَّبِعاً سنة رسوله، قانتاً لله، صائماً في الهواجر من مخافة الله، ابن حواريّ رسول الله، وأمه أسماء بنت الصديق، وخالته عائشة زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله )000
ـ كان عبد الله بن الزبير من العلماء المجتهدين، وما كان أحد أعلم بالمناسك منه، وقال عنه عثمان بن طلحةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان عبد الله بن الزبير لا يُنازَعُ في ثلاثة: شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة )000وقد تكلّم عبد الله بن الزبير يوماً والزبير يسمع فقال لهنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أي بُنيّ! ما زلتُ تكلّم بكلام أبي بكر -رضي الله عنه-حتى ظننتُ أنّ أبا بكر قائمٌ، فانظُر إلى منْ تزوّج فإنّ المرأة من أخيها من أبيها )000 وأول من كسا الكعبة بالديباج هو عبد الله بن الزبير، وإن كان ليُطيِّبُها حتى يجد ريحها مَنْ دخل الحرم000
ـ قال عمر بن قيسنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان لابن الزبير مئة غلام، يتكلّم كلّ غلام منهم بلغة أخرى، وكان الزبير يكلّم كلَّ واحد منهم بلغته، وكنت إذا نظرتُ إليه في أمر دنياه قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الله طرفةَ عين، وإذا نظرتُ إليه في أمر آخرته قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الدنيا طرفة عين )000
ـ وفي البخاري، عن ابن عباس أنه وصف ابن الزبير، فقال: عفيف الإسلام، قارئ القرآن، أبوه حواري رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأمه بنت الصديق وجدته صفية عمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعمة أبيه خديجة بنت خويلد وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا الزنجي بن خالد، عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت مصليا أحسن صلاة من ابن الزبير.
ـ أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: ما رأيت أحدا أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزبير.
ـ قال مصعب بن عبد الله وغيره: كان يقال لابن الزبير: عائذ بيت الله.

وفاته توجّه الحجاج بعد مقتل مصعب على رأس جيش كبير من عشرين ألف من جند الشام إلى الحجاز وضرب حصاراً على مكة. فأصاب أهل مكة مجاعة كبيرة..
وراح عبد الله بن الزبير يسأل أمه أسماء بنت أبي بكر ماذا يفعل وقد تخلّى عنه الناس؟ فقالت له: "إن كنت على حق فامضِ لشأنك لا تمكّن غلمان بني أميّة. وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك.. القتل أحسن".
فقال: "يا أمتِ.. إني أخاف إن قتلوني أن يمثلوا بي". قالت: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها".
أمضى عبد الله بن الزبير ليلته الأخيرة يصلّي، وقال لمن حوله "صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم". ثم قال: "احملوا على بركة الله". فحملوا وحمل معهم حتى بلغ معهم الحجون فرمى بآجرّة في وجهه فأرعش ودَمِيَ، فلما وجد سخونة الدم، قال:
لسنا على الأعقاب تدمي كُلومُنا ولكن على أقدامنا نقطرُ الدما
فحملوا عليه حتى هوى ميتاً. ووصل الخبر إلى الحجاج فسجد شكر!!! وأمر باجتزاز رأسه، وأرسله إلى عبد الملك.
وكان عمر بن الزبير يوم استشهاده72 سنة، وقد دامت خلافته نحو تسع سنين.
وقيل إن الجثة ظلّت مصلوبة حتى مرّ بها عبد الله بن عمر، فقال: رحمة الله عليك يا أبا خبيب. أما والله لقد كنت صوّاماً قوّاماً ". ثم قال: "أما آن لهذا الراكب أن ينزل"؟ فبعث الحجاج، فأنزلت الجثة ودفن.
ـ قال جويرية بن أسماء: عن جدته ; أن أسماء بنت أبي بكر غسلت ابن الزبير بعد ما تقطعت أوصاله ، وجاء الإذن من عبد الملك بن مروان عندما أبى الحجاج أن يأذن لها، فحنطته، وكفنته، وصلت عليه، وجعلت فيه شيئا حين رأته يتفسخ إذا مسته.
وقال مصعب بن عبد الله: حملته أمه فدفنته بالمدينة في دار صفية أم المؤمنين، ثم زيدت دار صفية في المسجد، فهو مدفون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني بقربه.

المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة - إسلام أون لاين - أسد الغابة - البداية والنهاية - موقع الصحابة - سير أعلام النبلاء - صحيح مسلم بشرح النووي - سنن النسائي.

المصدر.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2010, 53 : 10 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي. وأمه السيدة "أسماء بنت أبي بكر الصديق". وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولي الخلافة منهم، يكنى أبا بكر.

مولده

ولدعام الهجرة، وحفظ عن النبيوهو صغير، وحدَّث عنه بجملة من الحديث، وهو يُعَدّ أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيرًا، وسعادتهم به طاغية؛ لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم فلا يولد لهم ولد.

ونشأ عبد الله بن الزبيرنشأة طيبة، وتنسم منذ صغره عبق النبوة، وكانت خالته السيدة عائشة -رضي الله عنها- تُعنَى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها: "أم عبد الله"؛ لأنها لم تنجب ولدًا.

قصة بيعته للرسول

فعن هشام بن عروة، عن أبيه وزوجته فاطمة، قال: خرجت أسماء حين هاجرت حبلى، فنفست بعبد الله بقباء. قالت أسماء رضي الله عنها: فجاء عبد اللهبعد سبع سنين ليبايع النبي، أمره بذلك أبوه الزبير، فتبسم النبيحين رآه مقبلاً، ثم بايعه.

أهم ملامح شخصيته

1- كثرة حبه للعبادة بجميع أنواعها

يروي عبد الملك بن عبد العزيز، عن خاله يوسف بن الماجشون، عن الثقة بسنده قال: قسَّم عبد الله بن الزبيرالدهر على ثلاث ليال؛ فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح.

2- حبه الشديد للجهاد

لم يكن غريبًا على من نشأ هذه النشأة الصالحة أن يشب محبًّا للجهاد؛ فقد شهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة (15هـ/ 636م)، واشترك مع أبيه في فتح مصر، وأبلى بلاءً حسنًا، وخاض عمليات فتح شمال إفريقيا تحت قيادة عبد الله بن سعد في عهد عثمان بن عفان، وأبدى من المهارة والقدرة العسكرية ما كفل للجيش النصر، كما اشترك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر.

بعض المواقف من حياته مع الرسول

روي من غير وجه أن عبد الله بن الزبيرشرب من دم النبى؛ كان النبىقد احتجم في طست، فأعطاه عبد الله بن الزبيرقائلاً: "يا عبد الله، اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد". فلما بَعُد، عمد إلى ذلك الدم فشربه، فلما رجع قال: "ما صنعت بالدم؟" قال: إني شربته؛ لأزداد به علمًا وإيمانًا، وليكون شيء من جسد رسول اللهفي جسدي، وجسدي أَوْلَى به من الأرض. فقال: "أبشرْ، لا تمسَّك النار أبدًا، وويل لك من الناس، وويل للناس منك".

وهو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين، فحنَّكه رسول اللهبتمرة لاكها في فِيه، ثم حنّكه بها، فكان ريق رسول اللهأول شيء دخل جوفه، وسمّاه عبد الله، وكناه أبا بكر بجدِّه أبي بكر الصّدّيق.

مواقف من حياته مع الصحابة

موقفه مع عمر بن الخطاب

تنبَّأ له عمر بن الخطاببمستقبل باهر؛ لما رأى من رباطة جأشه وثبات قلبه واعتداده بنفسه؛ فقد مرَّ عمر بعبد الله وهو يلعب مع رفاقه من الصبيان، فأسرعوا يلوذون بالفرار هيبةً لعمر وإجلالاً له، في حين ثبت عبد الله بن الزبير، ولزم مكانه، فقال له عمر: ما لك لم تفر معهم؟ فقال عبد الله: لم أجرم فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقًا فأوسع لك.

موقفه مع معاوية بن أبي سفيان

كان لعبد الله بن الزبيرمزرعة بمكة بجوار مزرعة معاوية، وكان عمال معاويةيدخلونها، فكتب ابن الزبيرلمعاويةخطابًا كتب فيه: (من عبد الله بن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسولإلى معاوية ابن هند بنت آكلة الأكباد، إن عمالك يدخلون مزرعتي، فإن لم تنههم ليكونَنَّ بيني وبينك شأن، والسلام).

فلما وصل الخطاب لمعاويةكتب له خطابًا ذكر فيه: (من معاوية ابن هند بنت آكلة الأكباد إلى ابن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسول، لو كانت الدنيا لي فسألتها لأعطيتكها، ولكن إذا وصلك خطابي هذا فضُم مزرعتي إلى مزرعتك، وعمالي إلى عمالك، فهي لك، والسلام). فلما قرأها بلَّها بالدموع، وركب من مكة إلى معاوية في الشام، وقبَّل رأسه، وقال له: "لا أعدمك الله عقلاً أنزلك هذه المنزلة".

مواقف من حياته مع التابعين

موقف ابن الزبير مع يزيد بن معاوية

لما تولى يزيد بن معاويةالخلافة سنة (60هـ/ 679م)، حرص على أخذ البيعة من الأمصار الإسلامية، فلبت نداءه وبايعته دون تردد، في حين استعصت عليه بلاد الحجاز حيث يعيش أبناء الصحابة الذين امتنعوا عن مبايعة يزيد، وكان في مقدمة الممتنعين الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، غير أن يزيد بن معاويةألحَّ في ضرورة أخذ البيعة منهما، ولو جاء الأمر قسرًا وقهرًا لا اختيارًا وطواعية، ولم يجد ابن الزبيرمفرًّا من مغادرة المدينة والتوجه إلى مكة، والاحتماء ببيتها العتيق، وسمَّى نفسه "العائذ بالبيت"، وفشلت محاولات يزيد في إجباره على البيعة.

وبعد استشهاد الحسين بن عليفي معركة "كربلاء" في العاشر من المحرم سنة (61هـ/ 10 من أكتوبر 680م) التفَّ الناس حول ابن الزبير، وزاد أنصاره سخطًا على يزيد بن معاوية، وحاول يزيدأن يضع حدًّا لامتناع ابن الزبيرعن مبايعته، فأرسل إليه جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة، غير أنه توفي وهو في الطريق إلى مكة، فتولى قيادة الجيش "الحصين بن نمير"، وبلغ مكة في (26 من المحرم 64هـ)، وحاصر ابن الزبيرأربعة وستين يومًا، دارت خلالها مناوشات لم تحسم الأمر، وفي أثناء هذا الصراع جاءت الأنباء بوفاة يزيد بن معاويةفي (14 من ربيع الأول سنة 64هـ/ 13 من إبريل 685م)، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوف جيش يزيد.

موقف ابن الزبير مع الحصين بن نمير

توقف القتال بين الفريقين، وعرض (الحصين بن نمير) على ابن الزبيرأن يبايعه قائلاً له: "إن يك هذا الرجل قد هلك (أي يزيد)، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، هلُمَّ فلنبايعك، ثم اخرج معي إلى الشام؛ فإن الجند الذين معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم، فوالله لا يختلف عليك اثنان". لكن ابن الزبيررفض هذا العرض، الذي لو قبله لربما تمَّ له الأمر دون معارضة؛ لأن بني أمية اضطرب أمرهم بعد موت يزيد بن معاويةورفْض ابنه معاوية بن يزيد تولي الأمر، ثم لم يلبث أن تُوُفِّي هو الآخر بعد أبيه مباشرة.

أعلن ابن الزبيرنفسه خليفة للمسلمين عقب وفاة يزيد بن معاوية، وبويع بالخلافة في (7 من رجب 64هـ/ 1 من مارس 648م)، ودخلت في طاعته ومبايعته الكوفة، والبصرة، ومصر، وخراسان، والشام معقل الأمويين، ولم يبق سوى الأردن على ولائه لبني أمية بزعامة حسان بن بَحْدَل الكلبي، ولم يلق ابن الزبيرتحديًا في بادئ الأمر، فهو صحابي جليل تربَّى في بيت النبوة، واشتهر بالتقوى والصلاح والزهد والورع، والفصاحة والبيان والعلم والفضل، وحين تلفَّت المسلمون حولهم لم يجدوا خيرًا منه لتولي هذا المنصب الجليل.

بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى

يروي عروة، عن عبد الله بن الزبير، أنه حدثه أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبيرعند النبيفي شِرَاج الحَرَّة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرِّح الماء يمر. فأبى عليه، فاختصما عند النبي، فقال رسول اللهللزبير: "اسْقِ يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك". فغضب الأنصاري، فقال: أن كان ابن عمتك! فتلوَّن وجه رسول الله، ثم قال: "اسْقِ يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر". فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65].

وعن أبي نعيم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عباس بن سهل بن سعد، قال: سمعت ابن الزبيرعلى المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها الناس، إن النبيكان يقول: "لو أن ابن آدم أُعطِي واديًا مَلْئًا من ذهب أحبَّ إليه ثانيًا، ولو أعطي ثانيًا أحب إليه ثالثًا، ولا يسدّ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".

ما قيل عنه

** قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله يومًا لابن أبي مُلَيْكة: صِفْ لنا عبد الله بن الزبير.
فقال: "والله ما رأيت نفسًا رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليه، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله، لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا أو ثوبًا مطروحًا، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزَّ لها، ولا قطع من أجلها قراءته، ولا تعجَّل ركوعه".

** وسئل عنه ابن عباسفقال -على الرغم مما بينهم من خلاف-: "كان قارئًا لكتاب الله، مُتَّبِعًا سنة رسوله، قانتًا لله، صائمًا في الهواجر من مخافة الله، ابن حواريّ رسول الله، وأمه أسماء بنت الصديق، وخالته عائشة زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله".

** قال عمر بن قيس: "كان لابن الزبير مائة غلام، يتكلّم كل غلام منهم بلغة أخرى، وكان الزبير يكلّم كلَّ واحد منهم بلغته، وكنت إذا نظرتُ إليه في أمر دنياه قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الله طرفةَ عين. وإذا نظرتُ إليه في أمر آخرته قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الدنيا طرفة عين".

وفاته

توجّه الحَجَّاج الثقفي بعد مقتل مصعب بن الزبير على رأس جيش كبير من عشرين ألفًا من جند الشام إلى الحجاز، وضرب حصارًا على مكة، فأصاب أهل مكة مجاعة كبيرة. وراح عبد الله بن الزبيريسأل أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، ماذا يفعل وقد تخلّى عنه الناس؟ فقالت له: "إن كنت على حقٍّ فامضِ لشأنك، لا تمكّن غلمان بني أميّة، وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك ومن معك؛ القتل أحسن". فقال: "يا أُمَّتِ، إني أخاف إن قتلوني أن يمثِّلوا بي". قالت: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها".

فخرج من عندها، وذهب إلى القتال، فاستشهد في المعركة في (17 من جمادى الأولى 73هـ/ 4 من أكتوبر 692م)، وبوفاته انتهت دولته التي استمرت نحو تسع سنين. وكان عُمر ابن الزبيريوم استشهاده 72 سنة.

المصدر.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2010, 54 : 10 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.98 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1256
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
لقاء مع عبدالله بن الزبير رضي الله عنه

مسعد أنور


للاستماع أو للتحميل اضغط هنا









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 04 / 2011, 40 : 07 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان


البيانات
التسجيل: 26 / 01 / 2008
العضوية: 38
العمر: 65
المشاركات: 189,931 [+]
بمعدل : 31.81 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 19232
نقاط التقييم: 791
شريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to behold
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 38
عدد المشاركات : 189,931
بمعدل : 31.81 يوميا
عدد المواضيع : 93558
عدد الردود : 96373
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى السيرة النبويه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018