أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله البعيجان الخميس 23 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري الخميس 23 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: نداء الفجر يرفعه بلال أبو الضبعات من الأقصى - الخميس 23 شوال 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن عبدالمجيد السريحي الخميس 23 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن أحمد خوجة الخميس 23 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم 22 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 22 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالرحمن السديس 22 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 22 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أحمد عفيفي الأربعاء 22 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 4 المشاهدات 2080  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 05 / 04 / 2016, 23 : 04 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:

الجزء الرابع والعشرون من السلسلة الضعيفة للامام الالباني


1186 - " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غلب عدله جوره ، فله الجنة ، و من غلب
جوره عدله فله النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3575 ) و عنه البيهقي ( 10/88 ) من طريق موسى بن نجدة عن جده
يزيد بن عبد الرحمن و هو أبو كثير قال : حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، موسى بن نجدة ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
و قال الحافظ :
" مجهول " .

(3/185)

1187 - " خالقوا الناس بأخلاقهم ، و خالفوهم بأعمالهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 455 - 456 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد
: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع : حدثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث الصنعاني
عن أبي عثمان عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كيف أنتم إذا كنتم في قوم قد درست عهودهم ، و مرجت أماناتهم ، و صاروا حثالة
هكذا - و شبك بين أصابعه - قالوا : كيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : صبرا صبرا ،
خالقوا ... " . و قال :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد ، و خلاف هذا اللفظ من طريق صالح " .
ذكره في ترجمة يزيد بن ربيعة الرحبي هذا ، و روى عن البخاري أنه قال :
" عنده مناكير " .
قلت : و في ترجمته أيضا أورد الحديث الذهبي في " الميزان " و قال :
" و قال أبو داود و غيره : ضعيف ، و قال النسائي : متروك " .
و قد انقلب اسمه في " المستدرك " إلى " ربيعة بن يزيد " ، و جعله من مسند " أبي
ذر " لا من مسند " ثوبان " ! و لست أدري أذلك من المؤلف أم الراوي أم الناسخ ،
فقد أخرجه ( 3/343 ) من طريقين عن عثمان بن سعيد الدارمي : حدثنا أبو توبة
الربيع بن نافع : حدثنا ربيعة بن يزيد عن أبي الأشعث النهدي عن أبي ذر قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا أبا ذر كيف أنت .. " الحديث . و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله :
" ابن يزيد لم يخرجوا له ، قال النسائي و غيره : متروك " .
و أقول : ليس في الرواة : ربيعة بن يزيد سوى واحد ، و هو أبو شعيب الإيادي
الدمشقي القصير ، و هو أعلى طبقة من يزيد بن ربيعة الرحبي ، فإنه روى عن غير
واحد من الصحابة ، و عنه جماعة من التابعين و غيرهم منهم يزيد بن ربيعة هذا ،
كما في " التهذيب " مات سنة ( 123 ) ، فليس هو من هذه الطبقة ، كيف و الراوي
عنه أبو توبة الربيع بن نافع ، و قد مات سنة ( 241 ) فبينهما نحو ثمانين سنة ؟
و لذلك فأنا أقطع بأن ما في " المستدرك " : " ربيعة بن يزيد " خطأ لا أدري
منشأه ، و من الغرائب قول الذهبي في تعقبه السابق :
" ابن يزيد .. " .
و إنما هو يزيد بن ربيعة الرحبي ، و هو الذي يصح فيه قول الذهبي :
" لم يخرجوا له .. " إلخ .
و من طريقه رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 7/283 )
.
و لا أستبعد أن يكون هذا الخطأ من الحاكم نفسه ، فإن له في كتابه هذا أوهاما
كثيرة ، يعرفها أهل العلم بالحديث و رواته ، و قد اعتذر بعضهم له ; بأنه مات
قبل أن يبيض كتابه . والله أعلم .
و أما قول العقيلي فيما تقدم :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد .. " .
فكأنه يعني ما روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه قال : قال عبد الله :
" خالطوا الناس و زايلوهم ، و صافوهم بما تشتهون ، فدينكم لا تكلمونه " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/46/1 ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( 21/2
) .
قلت : و إسناده صحيح لولا عنعنة حبيب ; فإنه مدلس .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7/280 ) هكذا موقوفا و قال :
" رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات " .
قلت : و علقه البخاري في " الأدب " من " الصحيح " ( 10/436 - فتح ) و قال
الحافظ :
" وصله الطبراني من طريق عبد الله بن باباه عن ابن مسعود قال : ... و أخرجه ابن
المبارك في " كتاب البر و الصلة " من وجه آخر عن ابن مسعود ، و عن عمر مثله ،
لكن قال : و انظروا لا تكلموا دينكم " .
و قال البيهقي عقبه :
" روي عن علي رضي الله عنه . و أسنده بعض الضعفاء عن عبد الله ، و ليس بشيء " .
قلت : و قد أخرجه الدارمي ( 1/92 ) عن علي موقوفا بلفظ :
" خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم ، فإن للمرء
ما اكتسب ، و هو يوم القيامة مع من أحب " .
قلت : و إسناده حسن .
و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 2/17/2 ) و " المنتخب " ( 1/132 )
للعسكري في " الأمثال " عن ثوبان .
نعم قد صح الحديث مرفوعا بلفظ :
" خالطوهم بأجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم " .
و هو مخرج في " الصحيحة " رقم ( 452 ) .

(3/186)

1188 - " الخلافة بالمدينة و الملك بالشام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/337 ) :

ضعيف
رواه البخاري في " التاريخ " ( 2/2/16 ) و الحاكم ( 3/72 ) و البيهقي في "
الدلائل " ( 6/447 - طبع بيروت ) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي
سليمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : سليمان و أبوه مجهولان " .
و قال في " الميزان " :
" سليمان لا يكاد يعرف " .
و في " المنتخب " لابن قدامة ( 10/206/1 ) :
" قال مهنا : و سألت يحيى ( يعني ابن معين ) عن سليمان بن أبي سليمان يحدث عنه
العوام بن حوشب عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ) فقال : لا نعرف هذا يعني سليمان
بن أبي سليمان . و قال لي أحمد : أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم " .
و في " الجامع الكبير " ( 1/340/1 ) :
" رواه البخاري في " تاريخه " و الحاكم و تعقب ، و ابن عساكر عن أبي هريرة ،
و نعيم بن حماد في " الفتن " عنه موقوفا " .

(3/187)

1189 - " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا ، فإنها نسجت علي و عليك يا أبا بكر في
الغار ، حتى لم يرنا المشركون و لم يصلوا إلينا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/338 ) :

منكر
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " : نا والدي و قال : أنا أحبها منذ سمعت شيخي
أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي و المطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان
قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد ببلخ قال : أنا
أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال : أنا أحبها منذ سمعت
من عبد الله بن موسى السلامي قال : أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال
: أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري قال : أنا أحبها منذ سمعت من
عبد الملك بن قريب الأصمعي قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون قال : أنا أحبها
منذ سمعت من محمد بن سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي هريرة قال : أنا
أحبها منذ سمعت من أبي بكر الصديق يقول : لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها و قال : فذكره . قال الديلمي : و أنا أحبها
منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث .
قلت : أما أنا فلا أحبها و لا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، بل هو منكر إن لم يكن موضوعا ، و إن سكت عليه السيوطي في
" الجامع الكبير " ( 3/146/1 - 2 ) ، لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه
الخطيب ( 10/148 - 149 ) و قال :
" في رواياته غرائب و مناكير و عجائب " .
ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه قال :
" كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب و درج من المجهولين و أصحاب الزوايا .
قال : و كان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه ، و ما أراه كان يتعمد الكذب
في فضله " .
و قال الذهبي :
" روى حديثا ما له أصل ، سلسله بالشعراء ، منهم الفرزدق " .
قلت : و الحديث المشار إليه رواه الخطيب ( 3/98 - 99 ) .
و شيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه ، و لعله من شيوخه المجهولين الذين أشار إليهم
الخطيب فيما تقدم .
و في من دونه جماعة لم أعرفهم .
و اعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار و الحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في
بعض الكتب و المحاضرات التى تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
، فكن من ذلك على علم . و قد مضى منها ثلاثة أحاديث ( ص 259 - 263 ) .

(3/188)

1190 - " حب قريش إيمان ، و بغضهم كفر ، و حب العرب إيمان ، و بغضهم كفر ، و من أحب
العرب فقد أحبني ، و من أبغض العرب فقد أبغضني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/339 ) :

ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2306 ) عن
معقل بن مالك قال : حدثنا الهيثم بن جماز قال : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا .
و قال الطبراني :
" لم يروه عن ثابت إلا الهيثم " .
و قال العقيلي :
" حديثه غير محفوظ ، قال ابن معين : ضعيف " .
و قال النسائي في " الضعفاء و المتروكين " ( 30 ) :
" متروك الحديث " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/23 ) :
" رواه البزار ( و في مكان آخر 10/53 : الطبراني في " الأوسط " ) ، و فيه
الهيثم بن جماز و هو متروك " .
و أخرج الحاكم ( 4/87 ) منه قوله :
" حب العرب إيمان ، و بغضهم نفاق " . و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : الهيثم متروك ، و معقل ضعيف " .
قال في " الفيض " :
" قال العراقي في " القرب " : لكن له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الكبير
" للطبراني " .
قلت : و هو ضعيف ، و مع ضعفه فلا يؤثر في المشهود له لشدة ضعفه كما هو معروف ،
ثم إن شهادته قاصرة ، فإن لفظه :
" لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .

(3/189)

1191 - " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :

ضعيف
قال في " المجمع " ( 10/53 ) بعد أن ذكره من حديث ابن عمر مرفوعا :
" رواه الطبراني ، و فيه سهل بن عامر و هو ضعيف " .
قلت : و الشطر الثاني رواه الطبراني ( 12339 ) من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ :
" ... رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر " . و فيه نعيم بن حماد و هو ضعيف .
و للشطر الأول منه شاهد و لكنه ضعيف جدا و لفظه :
" لا يبغض العرب إلا منافق " .

(3/190)

1192 - " لا يبغض العرب إلا منافق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين
عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا و قال :
" زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
قلت : و في " التقريب " :
" متروك " .
و الحديث في " زوائد المسند " ( 1/81 ) من هذا الوجه ، لكنه قال : " عن علي " !

(3/191)

1193 - " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة ، و هو أفضل من سبعين
حجة في غيرها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

لا أصل له
قال السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 105/2 ) :
" ذكره رزين في " جامعه " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لم يذكر
صحابيه ، و لا من خرجه . والله أعلم " .

(3/192)

1194 - " جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

منكر
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/117 ) معلقا عن أحمد بن يحيى بن الحجاج
الجرواآني عن عمرو بن علي : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن نافع
عن ابن عمر قال :
قال عمر : يا نبي الله مالك أفصحنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال في أحمد هذا :
" حدث بمناكير ، و هذا من مناكير حديثه " .
قلت : و من مناكيره ما سيأتي بلفظ : " من كسح مسجدا ... " .

(3/193)

1195 - " حامل القرآن موقى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

ضعيف
رواه أبو حفص الكتاني في " حديثه " ( 134/1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة "
( 8/10/2 ) عن أبي حفص عن شيخ من أهل الشام عن مكحول عن عثمان بن عفان
مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
الأولى : جهالة هذا الشيخ الشامي .
الثانية : الانقطاع بين مكحول و عثمان .
و أبو حفص هو عمر بن عبد الرحمن الأبار و هو ثقة و كذلك سائر رجاله ثقات إلا ما
بينت .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " فقال
شارحه المناوي :
" رواه عن عثمان من طريقين ، و فيه محمد بن راشد المكحولي ، قال النسائي : ليس
بالقوي " .
قلت : و لعل المكحولي هذا هو الشيخ الشامي في الطريق الأولى . والله أعلم .
ثم إنني رأيته في " مسند الفردوس " من طريق واحدة ، فإن النسخة المصورة التي
عندي سيئة ، و بعض صفحاتها غير ظاهرة ، أخرجه ( ص 89 ) من طريق سورة بن الحكم :
حدثنا محمد بن راشد عن مكحول به . و سورة هذا في حكم مجهول الحال ، فقد أورده
ابن أبي حاتم ( 2/1/327 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 9/227 ) و لم يذكرا فيه
جرحا و لا تعديلا .

(3/194)

1196 - " جلوس المؤذن بين الأذان و الإقامة في المغرب سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/342 ) :

ضعيف
رواه تمام في " الفوائد " ( رقم 2265 - نسختنا ) من طريق أبي جعفر محمد بن علي
ابن الخضر البزاز - بالرقة - : حدثنا إسحاق بن عبد الله أبو يعقوب البوقي من
كتابه : حدثنا هشيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان :
الأولى : تدليس هشيم ، فقد كان مدلسا كثير التدليس كما في " التقريب " ، و قد
عنعنه .
الثانية : البوقي هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" روى عن مالك و هشيم ، قال ابن منده : له مناكير " .
و أما أبو جعفر محمد بن علي بن الخضر ، فقد أورده أبو علي الحراني في " تاريخ
الرقة " ( ق 42/2 ) فقال :
" مات محمد بن الخضر بن علي بالرافقة <1> في ذي الحجة سنة إحدى و تسعين
و مائتين " .
كذا وقع فيه : " الخضر بن علي " على القلب فلا أدري أهذا هو الصواب أم ما في
نسختنا من " الفوائد " ؟ والله أعلم .
ثم رأيته في " زهر فردوس الديلمي " ( 2/74 ) و أصله " مسند الفردوس " ( ص 74 -
75 ) وفق ما في " التاريخ " فهذا هو الصواب . والله أعلم .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند
الفردوس " وحده عن أبي هريرة بلفظ : " الإمام " بدل " المؤذن " ، و استدرك عليه
المناوي " فوائد تمام " ، و أعله بهشيم فقط ، و لم يتعرض لاختلاف اللفظ ، والله
أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] هي الرقة نفسها ، بلدة كبيرة على الفرات في سورية . اهـ .
1

(3/195)

1197 - " خير نساء أمتي أصبحهن وجها ، و أقلهن مهورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 97/2 ) و عنه ابن عساكر ( 5/64/1 ) عن حسين بن المبارك الطبراني
: حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال
ابن عدي :
" هذا الحديث منكر المتن ، و إن كان عن إسماعيل بن عياش لأن إسماعيل يخلط في
حديث الحجاز و العراق ، و هو ثبت في حديث الشام ، و البلاء في هذا الحديث من
الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش ، و الحسين أحاديثه مناكير " .
قلت : و نقل الذهبي عن ابن عدي أنه قال فيه : " متهم " . و لم أجد هذا في
ترجمته من " الكامل " . والله أعلم . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .

(3/196)

1198 - " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم أعطي ملكا
فسار حتى أتى ساحل أرض مصر ، فابتنى مدينة يقال لها : الإسكندرية " الحديث
بطوله .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عساكر ( 6/57/1 - 2 ) عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قومه قالا :
استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني ، فوجدناه في ظل داره
جالسا فقلنا له : إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك ، فقال : و أنا استطلت
يومي فخرجت إلى هذا الموضع ، قال : ثم أقبل علينا و قال :
كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل
الكتاب بالباب معهم مصاحف ، فقالوا : من يستأذن لنا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : مالي و لهم
يسألونني عما لا أدري ؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي عز وجل . ثم قال
: ابغني وضوءا . فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلى ركعتين ، ثم انصرف
فقال لي و أنا أرى السرور و البشر في وجهه ; فقال : أدخل القوم علي و من كان من
أصحابي فأدخله أيضا . فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم : إن شئتم أحدثكم عما جئتم
تسألونني عنه من قبل أن تكلموا ، و إن شئتم فتكلموا قبل أن أقول ، قالوا : بل
أخبرنا ، قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، عبد الله بن عمر ، و عبد الرحمن بن زياد ضعيفان
.
و سعيد بن مسعود لم أعرفه .

(3/197)

1199 - " خير خلكم خل خمركم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/344 ) :

منكر .
أخرجه البيهقي في " المعرفة " من حديث المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر
مرفوعا . و قال :
" المغيرة ليس بالقوي " .
كذا في " المقاصد الحسنة " ( رقم 456 ) .
قلت : و فيه علة أخرى و هي عنعنة أبي الزبير ، فإن كان مدلسا . و قال شيخ
الإسلام ابن تيمية في " الفتاوي " ( 1/71 ) :
" فهذا الكلام لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ، و من نقله عنه فقد أخطأ ،
و لكن هو كلام صحيح ، فإن خل الخمر لا يكون فيها ماء ، و لكن المراد به الذي
بدأ الله بقلبه ، و أيضا فكل خمر يعمل من العنب بلا ماء فهو مثل خل الخمر " .
قلت : و قوله : " هو كلام صحيح " ليس بصحيح عندي على إطلاقه ، فإنه بظاهره يقر
اقتناء الخمر و تحويله خلا ، و ذلك يستفاد من قوله : " خمركم " فإنه أضاف الخمر
إلى المسلمين ! و هذا منكر من القول لا يعقل أن يصدر من النبي صلى الله عليه
وسلم و هو القائل حين سئل عن اتخاذ الخمر خلا : " لا " ، رواه مسلم و أبو داود
، و في روايته : " إنها كانت لأيتام فأمر بإراقتها " و لذلك كان القول الصحيح
في تخليل الخمر : إنه لا يجوز بحال من الأحوال .
قال شيخ الإسلام :
" فلما أمر صلى الله عليه وسلم بإراقتها ، و نهى عن تخليلها ، وجبت طاعته فيما
أمر به و نهى عنه فيجب أن تراق الخمرة و لا تخلل ، هذا مع كونهم كانوا يتامى ،
و مع كون تلك الخمر كانت متخذة قبل التحريم ، فلم يكونوا عصاة " .
و مما سبق من التخريج يتبين أن قول ابن الجوزي في " التحقيق " ( 1/66 ) : إنه
حديث لا أصل له ، ليس بصواب ، و إن كان عبد الهادي أقره في " التنقيح " عليه ،
فإن تخريج البيهقي إياه يرد قولهما .
و قال العجلوني في " الكشف " :
" و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع كالصغاني " .
و فيه ما سبق ، إلا أن يقصدا المعنى ; فهو قريب .

(3/198)

1200 - " الجفاء و البغي بالشام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/345 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 25/1 ) و عنه ابن الجوزي في " العلل " ( 1/312 ) عن الفضل بن
المختار عن أبان عن أنس مرفوعا . و قال :
" أبان بن أبي عياش بين الأمر في الضعف ، و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا
أنه يشتبه عليه و يغلط ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
قلت : و هو متروك و قد كذبه شعبة .
و الفضل بن المختار قال الذهبي :
" غير ثقة " .
و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 87 ) من رواية ابن
عدي و قال :
" أورده ابن الجوزي في " العلل " و قال :
لا يصح ، أبان متروك الحديث ، و الفضل بن المختار قال أبو حاتم : يحدث
بالأباطيل " .
قلت : فهو بكتابه " الموضوعات " أولى .

(3/199)

1201 - " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون
عليكم في الحساب غدا ، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، و تزينوا للعرض الأكبر
*( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/346 ) :

موقوف
علقه ابن الجوزي في " تاريخ عمر بن الخطاب " ( ص 176 - 177 ) عن ثابت بن حجاج
قال : قال عمر : فذكره . و قد وصله أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 1/52 )
من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد في " حلية الأولياء "
( 1/52 ) من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد ; إن كان
ثابت سمعه من عمر ; فإن صورته صورة المعلق المنقطع ، و قد ذكر له الحافظ في "
التهذيب " رواية عن بعض الصحابة ليس منهم عمر ، بل إن البخاري و ابن أبي حاتم
لم يذكرا له رواية إلا عن بعض التابعين ، و لذلك أورده ابن حبان في أتباع
التابعين من كتابه " الثقات " ( 6/127 ) و قال :
" روى عن جماعة من التابعين " . والله أعلم .
و رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/58/1 ) من طريق أخرى عن مالك بن مغول
بلاغا عن عمر نحوه . و علق الفقرة الأولى منه الحكيم الترمذي في " كتاب الأكياس
و المغترين " ( 31 ) عن عمر موقوفا دون إسناد .

(3/200)

1202 - " كان يأكل بكفه كلها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/347 ) :

موضوع
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/90 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/35 -
36 ) من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن امرأته أم الحجاج بنت
محمد بن مسلم قالت :
كان أبي يأكل بكفه ( الأصل : بكفيه و هو خطأ مطبعي ) فقلت : لو أكلت بثلاث
أصابع . قال : فذكره .
أورده العقيلي في ترجمة ابن أخي الزهري و اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم ، و قد
ضعفه بعضهم ، و قال العقيلي عقبه :
" لم يتابع عليه " .
و أقول : الراجح فيه أنه " صدوق صالح " كما قال الذهبي ، و احتج به الشيخان .
و إنما علة الحديث عندي امرأته أم الحجاج فإني لم أعرفها ، و أبوها محمد بن
مسلم هو الإمام الزهري عم زوج ابنته ، و هو تابعي صغير ، فالحديث إلى الجهالة
التي فيه مرسل أو معضل .
و أما ابن الجوزي فلم يعرفه ، لأنه لم يقع مسمى في روايته ، فقال :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة و أبوها
لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث
أصابع " .
و هذا الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة
و أبوها لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بثلاث
أصابع " .
و هذا الحديث الموضوع أصل تلك العادة المتبعة في بعض البلاد العربية ، و هي
أكلهم الأرز و نحوه بأكفهم من " المناسف " ، فهم بذلك يخالفون السنة الصحيحة ،
و هي الأكل بثلاث أصابع ، و يعملون بالحديث الموضوع المخالف لها !
و من الغريب أن بعضهم يستوحش من الأكل بالمعلقة ، ظنا منه أنه خلاف السنة ! مع
أنه من الأمور العادية ، لا التعبدية ، كركوب السيارة و الطيارة و نحوها من
الوسائل الحديثة ، و ينسى أو يتناسى أنه حين يأكل بكفه أنه يخالف هديه صلى الله
عليه وسلم .

(3/201)

1203 - " الجمعة واجبة على خمسين رجلا ، و ليس على من دون الخمسين جمعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 7952 ) و ابن عدي ( 53/2 )
و الدارقطني ( 164 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا . و قال
:
" و جعفر هذا أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف على حديثه بين " .
و قال الدارقطني :
" و جعفر متروك " .
قال المناوي في " الفيض " :
" قال الذهبي في " المهذب " : حديث واه . و قال الهيثمي : فيه جعفر بن الزبير
صاحب القاسم و هو ضعيف جدا ، و قال ابن حجر : جعفر بن الزبير متروك " .
و يعارضه الحديث الآتي ، و هو مثله في الوضع ، أو شر منه رواية ! و كلاهما من
الأحاديث التي شان بها السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، و قد سبق التنبيه على
الكثير من أمثالها . والله المستعان .

(3/202)

1204 - " الجمعة واجبة على كل قرية فيها إمام ، و إن لم يكونوا إلا أربعة حتى ذكر
صلى الله عليه وسلم ثلاثة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 65/2 ) عن معاوية بن سعيد التجيبي عن الحكم بن عبد الله بن سعيد
عن الزهري عن أم عبد الله الدوسية مرفوعا و قال :
" الحكم أحاديثه كلها موضوعة ، و ما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد
، و ما أمليت له عن القاسم بن محمد و الزهري و غيرهما كلها مما لا يتابعه
الثقات عليه " .
و من طريقه أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2/358/2 ) و الدارقطني ( 165 و 166
) و قال :
" الزهري لا يصح سماعه من الدوسية ، و الحكم هذا متروك " .
و قال في موضع آخر :
" و لا يصح هذا عن الزهري ، كل من رواه عنه متروك " .
( فائدة ) : لقد اختلفت أقوال العلماء كثيرا في العدد الذي يشترط لصحة صلاة
الجمعة حتى بلغت إلى خمسة عشر قولا ، قال الإمام الشوكاني في " السيل الجرار "
( 1/298 ) :
" و ليس على شيء منها دليل يستدل به قط ، إلا قول من قال : إنها تنعقد جماعة
الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعات " .
قلت : و هذا هو الصواب إن شاء الله تعالى .

(3/203)

1205 - " أخوك البكري و لا تأمنه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/349 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/1/39 ) و أبو داود ( 4861 ) و أحمد ( 5/289 )
و ابن سعد ( 4/296 ) من طريق ابن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن عمرو
ابن الفغواء الخزاعي عن أبيه قال :
" دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان
يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح ، فقال : " التمس صاحبا " ، قال : فجاءني عمرو بن
أمية الضمري ، فقال : بلغني أنك تريد الخروج ، و تلتمس صاحبا ، قال : قلت : أجل
، قال : فأنا لك صاحب ، قال : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : قد
وجدت صاحبا ، قال : فقال : " من ؟ " قلت : عمرو بن أمية الضمري ، قال :
" إذا هبطت بلاد قومه فاحذره ، فإنه قد قال القائل : أخوك البكري و لا تأمنه "
.
فخرجنا حتى إذا كنت بـ ( الأبواء ) ، قال : إني أريد حاجة إلى قومي بـ ( ودان )
، فتلبث لي ، قلت : راشدا ، فلما ولى ، ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم ،
فشددت على بعيري حتى خرجت أوضعه ، حتى إذا كنت بـ ( الأصافر ) إذا هو يعارضني
في رهط ، قال : و أوضعت ، فسبقته ، فلما رآني قد فته ، انصرفوا ، و جاءني فقال
: كانت لي إلى قومي حاجة ، قال : قلت : أجل ، و مضينا حتى قدمنا مكة ، فدفعت
المال إلى أبي سفيان " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : الجهالة . قال الذهبي في " الميزان " :
" عبد الله بن عمرو بن الفغواء لا يعرف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
و الأخرى : عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس معروف لكنه قد صرح بالتحديث عند البخاري
.
و له شاهد ، لكنه ضعيف جدا ، فلا يصلح للتقوية ، لأنه يرويه زيد بن عبد الرحمن
ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن أسلم قال :
" خرجت في سفر ، فلما رجعت قال لي عمر : من صحبت ؟ قلت : صحبت رجلا من بني بكر
ابن وائل ، فقال عمر : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ... "
فذكره .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 3927 بترقيمي ) و العقيلي في " الضعفاء "
( 138 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 14/2 و 147/1 ) و قال :
" و الحديث بهذا الإسناد منكر " . و قال الطبراني :
" لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و آفته زيد بن الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال العقيلي :
" لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " .
قلت : و أبوه ضعيف جدا ، و قد سبقت ترجمته في المجلد الأول تحت الحديث ( 25 ) .
ثم رواه العقيلي و ابن عدي عن البخاري أنه قال فيه :
" منكر الحديث " .
و هذا معناه عنده أنه متهم ، والله أعلم .

(3/204)

1206 - " حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/350 ) :

باطل
رواه ابن عساكر ( 4/214/2 و 12/121/2 ) و كذا الخطيب ( 4/194 ) عن أحمد بن
شبويه : حدثنا محمد بن سلمة الواسطي : حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا حماد بن
سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا . و قال الخطيب :
" رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلهم معرفون ثقات ، و الحديث باطل مركب
على هذا الإسناد " .
و في ترجمة أحمد هذا من " اللسان " بعد أن ذكر كلام الخطيب :
" قلت : و محمد بن سلمة ستأتي ترجمته و أنه ضعيف ، و الراوي عنه أحمد بن شبويه
هذا مجهول ، فالآفة من أحدهما " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/370 ) من رواية الخطيب هذه
و نقل كلامه فيه . و أيده السيوطي فنقل كلام " اللسان " .

(3/205)

1207 - " جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن . قالها ثلاثا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) :

منكر
رواه الطبراني ( برقم - 2211 ) عن سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبان بن
عبد الله البجلي عن أبي بكر بن حفص قال : قال علي بن أبي طالب فذكره مرفوعا
.
و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 25/2 ) و قال :
" و أبان هذا عزيز الحديث ، و لم أجد له حديثا منكر المتن فأذكره ، و أرجو أنه
لا بأس به " .
و قال الذهبي :
" حسن الحديث وثقه ابن معين ، و مما أنكر عليه هذا الحديث " .
قلت : و الراوي عنه سليمان بن إبراهيم بن جرير قال الحافظ في " اللسان " :
" لا يعرف حاله ، و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم شيئا " .
قلت : فلعله هو علة هذا الحديث .

(3/206)

1208 - " حسان حجاز بين المؤمنين و المنافقين ، لا يحبه منافق ، و لا يبغضه مؤمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) :

ضعيف
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/185/1 ) عن محمد بن عمر الواقدي : حدثني
سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال : و حدثني من سمع أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة
الأسدي يخبر أنه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع عائشة تقول :
فذكره مرفوعا .
قلت : الواقدي كذاب ، لكن رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/149 ) و ابن عساكر
من طريق آخر عن أبي ثمامة عن عمر بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عنها نحوه
.
و عمر هذا ; قال الذهبي :
" لا يدرى من هو أصلا " .
ثم ذكر له هذا الحديث .
و قال العقيلي :
" الحديث غير محفوظ ، و لا يعرف من هذا الوجه ، و كلاهما هو و الراوي عنه مجهول
" .

(3/207)

1209 - " صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا ، فما رأيته ترك ركعتين
إذا زاغت الشمس قبل الظهر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/352 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1222 ) و الترمذي ( 2/435 ) و البيهقي ( 3/158 ) من طريق
صفوان بن سليم عن أبي بسرة الغفاري عن البراء بن عازب قال : فذكره .
و قال الترمذي :
" حديث غريب ، و سألت محمدا عنه ، فلم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري ، و رآه حسنا
" .
قلت : و لعل محمدا ( و هو البخاري ) يعني الحسن بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي ،
فإنه بالاعتبار الثاني ضعيف غريب كما قال الترمذي رحمه الله تعالى ، و علته أبو
بسرة هذا قال الذهبي في " الميزان " :
" لا يعرف ، تفرد عنه صفوان بن سليم " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة كما نص عليه في المقدمة ، و إلا فلين الحديث ، و بما أنه لم
يتابع على هذا الحديث ، فهو عنده ضعيف .
و لسنا نعلم حديثا صحيحا في محافظته صلى الله عليه وسلم على شيء من السنن
الرواتب في السفر سوى سنة الفجر و الوتر . والله أعلم .

(3/208)

1210 - " أيما رجل طلق امرأته ثلاثا عند الأقراء ، أو ثلاثا مبهمة ، لم تحل له حتى
تنكح زوجا غيره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/353 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 7/336 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 2757 ) من
طريق محمد بن حميد الرازي : نا سلمة بن الفضل عن عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن
عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال :
" كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي رضي الله عنه ، فلما قتل علي رضي الله
عنه قالت : لتهنأك الخلافة ! قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ! اذهبي فأنت طالق
، يعني ثلاثا ، قال : فتلفعت بثيابها و قعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية
بقيت لها من صداقها ، و عشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : متاع قليل
من حبيب مفارق ، فلما بلغه قولها بكى ثم قال : لولا أني سمعت جدي ، أو حدثني
أبي أنه سمع جدي يقول : ( فذكره ) لراجعتها " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : سلمة بن الفضل و هو الأبرش القاضي ، قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
و الأخرى : محمد بن حميد الرازي ، قال الحافظ :
" حافظ ضعيف ، و كان ابن معين حسن الرأي فيه " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، كما يتبين لمن راجع أقوال أئمة الجرح فيه ، و لهذا قال
الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أبو زرعة : كذاب ، و قال صالح : ما رأيت أحذق بالكذب منه و من الشاذكوني
" .
قلت : و لا يتقوى هذا الإسناد بقول البيهقي عقبه :
" و كذلك روي عن عمرو بن شمر ، عن عمران بن مسلم و إبراهيم بن عبد الأعلى عن
سويد بن غفلة " .
و ذلك لأن عمرو بن شمر متهم ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي و الدارقطني و غيرهما :
" متروك الحديث " .
و قال ابن حبان :
" رافضي يشتم الصحابة ، و يروي الموضوعات عن الثقات " .
قلت : إذا تبين ذلك ، فمن العجيب ما نقله الشيخ زاهد الكوثري في كتابه "
الإشفاق على أحكام الطلاق " ( ص 24 ) عن الحافظ ابن رجب الحنبلي عقب هذا الحديث
، فقال :
" و إسناده صحيح ، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق هذا الحديث في كتابه
( بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة ) " .
فإن صح هذا النقل عن ابن رجب فإنها زلة فاحشة منه ، و إلا فالكوثري معروف لدى
المحققين من أهل العلم باتباعه لهواه في كثير مما ينقل ، أو يحكم ، و من ذلك
الحديث الآتي بعده .
و قصة إمتاع الحسن امرأته و قولها : " متاع قليل " لها طريقان آخران عند
الطبراني ( 2561 و 2562 ) .

(3/209)

1211 - " إن أباكم لم يتق الله تعالى ، فيجعل له من أمره مخرجا ، بانت منه بثلاث على
غير السنة ، و تسعمائة و سبع و تسعون إثم في عنقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/355 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " من
طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن داود بن إبراهيم عن عبادة بن الصامت
قال :
" طلق بعض آبائي امرأته ألفا ، فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا : يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفا ، فهل له من مخرج ؟ قال .. "
فذكره .
و في رواية للطبراني عن عبادة أيضا قال :
" طلق جدي امرأة له ألف تطليقة ، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته
؟
فقال : أما اتقى الله جدك ؟ ! أما ثلاثة فله ، و أما تسعمائة و سبعة و تسعون
فعدوان و ظلم ، إن شاء عذبه و إن شاء غفر له " .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/338 ) :
" رواه كله الطبراني ، و فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي العجلي و هو ضعيف " .
و كذا قال الحافظ في " التقريب " أنه ضعيف .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
قلت : و الأقرب قول ابن عدي فيه :
" الوصافي ضعيف جدا ، يتبين ضعفه على حديثه " .
و في ترجمته ساق له هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه من حديثه ، و كذلك صنع
الذهبي في " الميزان " ، و ذكر أن النسائي و الفلاس قالا في الوصافي :
" متروك " ، أي شديد الضعف .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/63 ) :
" منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات ما لا يشبه الأثبات ، حتى يسبق إلى القلب
أنه المعتمد له فاستحق الترك " .
قلت : و هذا الحديث يرويه الوصافي عن داود بن إبراهيم ، و هو مجهول . قال
الذهبي و تبعه العسقلاني :
" لا يعرف ، و قال الأزدي : لا يصح حديثه " .
قلت : و كأن الأزدي عنى حديثه هذا . والله أعلم .
و مع هذا الضعف الشديد في إسناد هذا الحديث ، فقد سكت عليه الشيخ زاهد الكوثري
في كتابه المشار إليه في الحديث السابق ، بل أوهم أنه لا علة فيه فإنه قال بعد
أن ساقه من طريق الطبراني ( ص 31 ) :
" و مثله في " مسند عبد الرزاق " عن جده عبادة ، إلا أن في رواية عبد الرزاق
عللا " !
فمفهوم هذا أن رواية الطبراني لا علل فيها ، خلافا لرواية عبد الرزاق ، و ليس
كذلك ، فقد بينا لك أن في إسناد الطبراني علتين أيضا ، فيصير الحديث بذلك ضعيفا
جدا ، فإياك أن تغتر بمقالات الكوثري و كتاباته فإنه على سعة اطلاعه و علمه
مدلس صاحب هوى ، و قد ذكرنا بعض الأمثلة على ذلك في الجزء الأول من هذه السلسلة
، و للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني كتاب ضخم هام في الرد عليه
و الكشف عن أهوائه و أضاليله ، و تعصبه لمذهبه ، على أئمة الحديث و رجاله ،
أسماه " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ، و هو في أربعة أقسام ،
و قد كنت قمت على طبعه و الحمد لله لأول مرة بتحقيقي و تعليقي في مجلدين ، ثم
طبع سرقة من بعض الناشرين ; منهم من صوره على أخطائه المطبعية دون أي جهد ،
و منهم من طبعه بحرف جديد ، و تصرف لا يليق ، و قد أعدنا النظر فيه مجددا ،
استعدادا لطبعة ثانية طبعة مصححة منقحة . والله ولي التوفيق .
ثم وقفت بعد سنين على إسناد عبد الرزاق في " مصنفه و قد طبع في بيروت سنة (
1392 هـ ) فإذا به يقول فيه ( 11339 ) : أخبرنا يحيى بن العلاء عن عبيد الله بن
الوليد العجلي عن إبراهيم عن داود بن عبادة قال : طلق جدي امرأة .. فذكره .
هكذا وقع فيه : إبراهيم عن داود .. و لعله من تضليلات يحيى بن العلاء ، فإنه
كان كذابا .
و هذا يؤكد للقارىء ما ذكرته آنفا في حق الكوثري ، و إلا لما جاز له أن يسكت
عنه و يكتفي بقوله : " إن فيه عللا " ! لأنه لا يقال هذا في اصطلاحهم و فيهم
الكذاب ! ! بل و فيه أيضا العلتان المتقدمتان في رواية الطبراني التي سكت عنها
الكوثري مضللا للقراء ! فتأمل كم في كلام الكوثري من تدليس و تضليل . نسأل الله
السلامة .

(3/210)

1212 - " صنعت هذا ( يعني الجمع بين الصلاتين ) لكي لا تحرج أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/357 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4276 ) عن عبد الله بن عبد القدوس عن
الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال :
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأولى و العصر ، و بين المغرب و العشاء
، فقيل له في ذلك فقال : فذكره . قال الطبراني :
" لم يروه عن الأعمش إلا عبد الله " .
قلت : و هو ضعيف عند الجمهور مثل ابن معين و أبي داود و النسائي و الدارقطني
و غيرهم . و لذلك قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق رمي بالرفض ، و كان أيضا يخطىء " .
و الحديث قال الهيثمي ( 2/161 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " ، و فيه عبد الله بن عبد القدوس ;
ضعفه ابن معين و النسائي ، و وثقه ابن حبان ، و قال البخاري : " صدوق ، إلا أنه
يروي عن أقوام ضعفاء " . قلت : و قد روى هذا عن الأعمش و هو ثقة " .
قلت : نعم الأعمش ثقة ، و قول البخاري في الراوي عنه : " صدوق " لا ينفي كونه
ضعيفا ، بل غاية ما فيه أنه صدوق لا يكذب ، فإذا ثبت ضعفه الذهبي و العسقلاني
كما سبق ، فتأمل .
و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 3/92 - بولاق ) :
" و قال أبو حاتم : لا بأس به " .
فغريب ، لم أره من ذكره غيره ، و لا أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 2/2/104 )
لا عن أبيه و لا عن غيره .
و الصحيح في هذا الباب حديث ابن عباس رضي الله عنه :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر و العصر ، و بين المغرب و العشاء
، بالمدينة من غير خوف ، و لا مطر ، قيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال : أراد
أن لا يحرج أمته " .
أخرجه مسلم و الأربعة إلا ابن ماجه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 3/34 - 35 ) ،
و " صحيح أبي داود " ( 1096 ) .
فالحديث إذن حديث ابن عباس أخطأ فيه عبد الله بن عبد القدوس ، من وجهين :
الأول : أنه جعله من مسند ابن مسعود ، و هو عن ابن عباس .
و الآخر : أنه رفع التعليل بنفي الحرج و هو موقوف .
( فائدة ) : و اعلم أن حديث ابن عباس يدل على جواز الجمع في الإقامة لرفع الحرج
، و ليس مطلقا ، فتنبه لهذا فإنه هام .

(3/211)

1213 - " الغلاء و الرخص جندان من جنود الله ، اسم أحدهما : الرغبة ، و الآخر الرهبة ،
فإذا أراد الله أن يغليه قذف في قلوب التجار الرغبة فحبسوا ما في أيديهم ،
و إذا أراد الله أن يرخصه قذف في قلوب التجار الرهبة فأخرجوا ما في أيديهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/358 ) :

موضوع
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 330 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال :
حدثنا العباس بن بكار الضبي قال : حدثنا عبد الله بن المثنى قال : حدثني ثمامة
ابن عبد الله عن أنس مرفوعا و قال :
" هذا حديث باطل لا أصل له " .
ذكره في ترجمة الضبي هذا و قال فيه :
" الغالب على حديثه الوهم و المناكير " .
قلت : و قال الدارقطني :
" كذاب " .
و قال الذهبي :
" اتهم بحديث : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن
فاطمة .. " الحديث و سيأتي ( 2688 ) .
ثم ساق له هذا الحديث و قال :
" أيضا باطل " .
و اتهمه الحافظ في " اللسان " بوضع ما رواه بسنده عن أم سلمة قالت :
" لم ير لفاطمة دم في حيض و لا نفاس " .
قلت : و الراوي عنه الغلابي كذاب أيضا ، فأحدهما اختلق هذا الحديث . و قد أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية العقيلي هذه ، و وافقه السيوطي في "
اللآلىء " ( رقم 1784 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار
الشنيعة الموضوعة " ( 293/2 ) .

(3/212)

1214 - " يا أيها الناس لا يغترن أحدكم بالله ، فإن الله لو كان غافلا شيئا لأغفل
البعوضة ، و الخردلة ، و الذرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/359 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي حاتم قال : ذكر عن أبي عمر الحوضي حفص بن عمر : حدثنا أبو أمية
ابن يعلى الثقفي : حدثنا سعيد بن أبي سعيد : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره
مرفوعا .
كذا في " تفسير ابن كثير " ( 3/379 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و إنما سكت عنه ابن كثير لظهور ضعفه لأهل العلم ،
و له علتان :
الأولى : أبو أمية هذا و اسمه إسماعيل قال الذهبي في " الضعفاء " :
" بصري متروك " .
و الأخرى : الانقطاع بين ابن أبي حاتم و الحوضي .
و مع كل هذا أورده الرفاعي في " مختصره " ( 3/256 ) الذي زعم في مقدمته أنه
التزم فيه الأحاديث الصحيحة ! و ههيات أن يستطيع ذلك ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه
. المستعان .

(3/213)

1215 - " غرة العرب كنانة ، و أركانها تميم ، و خطباؤها أسد ، و فرسانها قيس ، و لله
تبارك و تعالى من أهل السماوات فرسان ، و فرسانه في الأرض قيس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) :

باطل
رواه ابن عساكر ( 16/206/1 ) عن المستهل بن داود التميمي : نا عبد السلام بن
مكلبة عن عثمان بن عقال عن بان أبي مليكة عن أبي ذر الغفاري مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم لحديث باطل ، أورده ابن عساكر في ترجمة المستهل هذا ،
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و الراويان فوقه لم أجد من ذكرهما ! و لعل
الأول منهم هو آفة الحديث فإنه تميمي !
و الحديث مما سود به السيوطي جامعه الصغير ، و بيض له المناوي في كتابيه !

(3/214)

1216 - " لما ألقي إبراهيم في النار ، قال : اللهم إنك في السماء واحد ، و أنا في
الأرض واحد أعبدك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) :

ضعيف
أخرجه أبو يعلى و البزار ( 3/103/2349 - كشف الأستار ) قالا : حدثنا أبو هشام :
حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه الدارمي في " الرد على الجهمية " ( 75 ) و أبو نعيم في "
الحلية " ( 1/19 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10/346 ) .
و أخرجه الذهبي في ترجمة أبي هشام و اسمه محمد بن يزيد الرفاعي الكوفي - و ذكر
اختلاف العلماء فيه - من طريق الحسن بن سفيان : حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي به
. ثم ضعفه بقوله :
" غريب جدا " .
و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 7 ) <1> :
" حديث حسن الإسناد " !
و كذا قال في " الأربعين " له ( 178/1 ) .
و أقول :
بل هو ضعيف ، كما أفاده قوله الأول ، لأن فيه علتين :
الأولى : أبو جعفر و هو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان . قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
الثانية : أبو هشام هذا قال الحافظ :
" ليس بالقوي ، قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه " .
و الحديث ذكره ابن كثير في " التفسير " بإسناد أبي يعلى ساكتا عليه ، فظن بعض
الجهلة أن سكوته يعني أنه صحيح عنده و ليس كذلك كما كنت بينته في مقدمة المجلد
الرابع من " الصحيحة " ، فقد أورده الشيخ نسيب الرفاعي في " مختصر تفسير ابن
كثير " ( 3/50 ) و تبعه بلديه الصابوني فأورده في " مختصره " أيضا ( 2/514 )
و قد زعما كلاهما أنهما التزاما في كتابيهما أن لا يذكرا إلا الأحاديث الصحيحة
، و كذبا - والله - فإنهما لم يفعلا ، و لا يستطيعان ذلك ، لأنهما لم يدرسا هذا
العلم مطلقا ، بل و ليس بإمكانهما أن يرجعا في ذلك إلى كتب أهل العلم و إلا
لاعتمدا عليهم في ما ادعياه من التصحيح ، و لذلك ركبا رأسيهما ، و جاءا ببلايا
و طامات لم يسبقا إليها . والله المستعان .
( تنبيه ) : ادعى الهيثمي ( 8/202 ) أن عاصما هذا هو ابن عمر بن حفص ، و أعل
الحديث به ، و إنما هو عاصم بن أبي النجود ، كما جاء مصرحا في رواية الدارمي ،
فإنه هو المعروف بالرواية عن أبي صالح ، و عنه أبو جعفر الرازي .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و قد اختصرته ، و حذفت منه الأحاديث المنكرة و الروايات الواهية ، و وضعت
له مقدمة هامة في تأييد مذهب السلف في الصفات ، و الرد على المؤولة و بعض
الجماعات الإسلامية التي لا تهتم بالدعوة لتصحيح المفاهيم على المنهج السلفي ،
و قد طبع هذه السنة ( 1981 ) . اهـ .
1

(3/215)

1217 - " العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا و بين المشركين ، يعطى يوم القيامة بكل
كورة يدورها على رأسه نورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) :

باطل
رواه الباوردي عن ركانة مرفوعا كما في " الجامع الصغير " و بيض المناوي له
فلم يتكلم عليه بشيء .
و قال الشيخ الكتاني في " الدعامة " ( ص 7 ) :
" إن سنده واه " .
يعني أنه ضعيف جدا كما في الصفحة ( 34 ) منه .
و قد صرح بشدة ضعف هذا الحديث الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه " أحكام
اللباس " ( ق 9/2 ) فقال :
" و لولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم " .
قلت : و الحديث عندي باطل لأن تكثير كورات العمامة خلاف هدي النبي صلى الله
عليه وسلم فيها ، بل هو من ثياب الشهرة المنهي عنها في أحاديث خرجت بعضها في
آخر كتابي " حجاب المرأة المسلمة " .
و الشطر الأول من الحديث رواه الترمذي و ضعفه ، و هو مخرج في " الإرواء " (
1503 ) .

(3/216)

1218 - " حببوا الله إلى الناس يحببكم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) :

ضعيف
رواه خالد بن مرداس في " حديثه " ( 30/1 ) : حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن
عمرو عن عبد الله بن بسر اليحصبي قال : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول :
فذكره موقوفا عليه . و من طريق ابن مرداس رواه ابن عساكر ( 8/151/2 ) .
قلت : و هذا سند موقوف حسن بل صحيح ، فإن ابن عياش صحيح الحديث إذا روى عن
الشاميين و هذا الحديث عنهم .
و ابن مرداس وثقه الخطيب ( 8/307 ) و قد أوقف الحديث و هو الصحيح .
و خالفه عبد الوهاب بن الضحاك فرواه عن ابن عياش به مرفوعا . لكن عبد الوهاب
هذا كذاب كما قال أبو حاتم و غيره ، و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير "
و الضياء المقدسي في " المختارة " كما في " فيض القدير " فقد قال متعقبا على
السيوطي :
" و فيه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ، قال في " الميزان " : كذبه أبو حاتم ،
و قال النسائي و غيره : متروك ، و قال الدارقطني : منكر الحديث ، و البخاري :
عنده عجائب ، ثم أورد له أوابد ها منها " .
ثم وقفت على إسناد الطبراني فتبين لي أن عبد الوهاب متابع ، قال الطبراني : "
حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا أبي ( ح ) : و حدثنا إبراهيم
ابن محمد بن عرق : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قالا : حدثنا بقية عن صفوان بن
عمرو به مرفوعا " .
كذا وجدته في جزء فيه أحاديث منقولة عن " معجم الطبراني الكبير " مع أسانيدها
في " المجموع " ( 6 ) . ثم رأيته هكذا في " المعجم " نفسه ( 7461 ) . ثم ساقه
عقبه ( 7462 ) بإسناد آخر له عن بقية به .
و عبد الوهاب بن نجدة ثقة ، فبرئت عهدة ابن الضحاك منه ، و تبين أن العلة من
بقية و هو ابن الوليد ، فإنه مدلس و قد عنعنه ، و أن تعصيب المناوي العلة
بعبد الوهاب غفلة منه عمن تابعه .

(3/217)

1219 - " العربون لمن عربن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/363 ) :

باطل
رواه الدارقطني في " الغرائب " : حدثنا بركة بن محمد الحلبي : حدثنا أحمد بن
علي بن أخت عبد القدوس : حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قال في " الميزان " :
" هذا حديث باطل ، و بركة متهم . قال الدارقطني : ابن أخت عبد القدوس متروك
الحديث " .
كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 128 ) و " تنزيه الشريعة " (
2/197 ) .
قلت : و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا من رواية الخطيب
في " رواة مالك " عن ابن عمر . و تعقبه المناوي بما نقلته عن " الذيل " غير أنه
لم يعزه إليه !

(3/218)

1220 - " حرمت الخمر لعينها قليلها و كثيرها ، و السكر من كل شراب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/364 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/124 ) من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي عن
الحارث عن علي مرفوعا .
و الحارث هذا هو ابن عبد الله الهمداني الأعور و قد كذبه أبو إسحاق السبيعي هذا
و الشعبي و ابن المديني .
نعم ورد هذا الحديث عن ابن عباس مرفوعا و موقوفا ، و الموقوف رواه النسائي (
2/332 ) و الطحاوي ( 2/324 ) و أحمد في " الأشربة " ( 59/109 ) و الطبراني (
10837 و 10839 - 10841 و 12389 و 12633 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7/224 )
و إسناده صحيح ، و المرفوع علقه أبو نعيم ، و هي رواية شاذة مخالفة لرواية
الجماعة الموقوفة .
لكن رواه الطبراني من طريق ابن المسيب عن ابن عباس مرفوعا كما ذكره الزيلعي في
" نصب الراية " ( 4/307 ) و لم يتكلم على إسناده ن و لم يسقه الحافظ الهيثمي في
" المجمع " ( 5/53 ) مع أنه ساق الموقوف و عزاه للطبراني .
على أن نهاية بحث الزيلعي في هذا الحديث يدل على أن الصواب فيه أنه موقوف على
ابن عباس . والله أعلم .
و هذا الحديث استدلت به الحنفية على أن الخمر إنما هو ما كان من عصير العنب ،
فهذا يحرم منه قليله و كثيره ، و أن المسكر من الأشربة الأخرى التي تتخذ من
الحنطة و الشعير و العسل و الذرة فهي حلال ، و المحرم منها القدر المسكر فقط !
و هذا مذهب باطل لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة القاطعة بخلافه مثل قوله
صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " رواه مسلم و غيره عن ابن
عباس <1> . و قوله صلى الله عليه وسلم : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " و هو
حديث صحيح ورد عن نحو ثمانية من الصحابة بأسانيد ثابتة قد أوردها الزيلعي في "
نصب الراية " ( 4/301 - 306 ) و خرجت طائفة منها في " الإرواء " ( 2375 و 2376
) ، و قد روى بعضها النسائي في " سننه " ( 2/327 ) ثم قال :
" و في هذا دليل على تحريم السكر قليله و كثيره ، و ليس كما يقول المخادعون
لأنفسهم بتحريمهم آخر الشربة ، و تحليلهم ما تقدمها الذي يسري في العروق قبلها
، و لا خلاف بين أهل العلم أن السكر بكليته لا يحدث على الشربة الآخرة دون
الأولى و الثانية بعدها ، و بالله التوفيق " .
( تنبيه ) : ما حكيناه عن الحنفية آنفا هو الذي حكاه الطحاوي عن أبي حنيفة
و صاحبيه رحمهم الله ، و رواه الإمام محمد في " الآثار " ( ص 148 ) عن أبي
حنيفة و أقره . لكن ذكر العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على
موطأ محمد " ( ص 311 ) أن الإمام محمد يقول بتحريم شرب قليل كل مسكر و كثيره
أسكر أو لم يسكر ، كما هو مذهب الجمهور ، فلعل الإمام محمدا له في المسألة
قولان . و لكن القول الثاني هو الصواب لموافقته للأحاديث الصحيحة التي سبقت
الإشارة إليها و ذكرنا بعضها .
و من الآثار السيئة لهذا الحديث أنه يلزم من القول به إباحة المسكرات المتخذة
من غير العنب على ما سبق بيانه ، و إسقاط الحد عن شاربها و لو سكر ! و هذا ما
ذهب إليه أبو حنيفة و أبو يوسف كما في " الهداية " ( 8/160 ) لكنه قال بعد ذلك
: إن الأصح أنه يحد بناء على قول الإمام محمد به . و هو منسجم مع قوله الآخر
الموافق لمذهب الجمهور في تحريم كل مسكر .
و استدل الحنفية أيضا أيضا بالحديث على أن تحريم الخمر ليس معللا بعلة فقالوا :
" لما كانت حرمتها لعينها لا يصح التعليل ، لأن التعليل حينئذ يكون مخالفا للنص
" <2> .
يعني هذا الحديث .
و الجواب أن يقال : أثبت العرش ثم انقش . فالحديث غير ثابت كما سبق ، ثم هو
معارض بمثل الحديث المتقدم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " فإنه صريح في
تحريم كل مسكر بجامع الاشتراك مع خمر العنب علة الإسكار .
و قد قلد الحنفية في هذه المسألة بل زاد عليهم حزب التحرير الذي كان يرأسه
الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله فاستدل به على أن العبادات لا تعلل فقال في
" مفاهيم حزب التحرير " ( ص 24 ) :
" فالحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات و الأخلاق و المطعومات و الملبوسات لا
تعلل ، قال عليه الصلاة و السلام : حرمت الخمرة لعينها " .
و هذا يدل على جهل بالغ بالسنة ، فالحديث غير صحيح و معارض للحديث الصحيح كما
علمت ، ثم هو لو صح خاص بالخمر و لا عموم فيه فكيف يصح الاستدلال به على أن
جميع العبادات و ما ذكر معها لا تعلل ؟ ! اللهم هداك .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و له شواهد كثيرة ذكرها الزيلعي و غيره ، خرجت بعضها في " الإرواء " ( 8/40
- 45 ) ، و لهذا قال الشيخ علي القاري في " شرح مسند الإمام أبي حنيفة " ( ص 59
) :
" كاد أن يكون متواترا " :
فلا تغتر بقول صاحب الهداية : " هذا الحديث طعن فيه يحيى بن معين " فإنه لا أصل
له عن ابن معين ، كما أفاده الزيلعي ( 4/295 ) ، و ابن معين أجل من أن يخفى
عليه صحة مثل هذا الحديث . اهـ .

[2] نقله ابن الهمام ( 8/156 ) . اهـ .
2

(3/219)

1221 - " ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة ، و ما أحسب من
شهدها منكم إلا مغفورا له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/336 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البزار ( 621 - كشف الأستار ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم -
366 ) و في " الأوسط " ( رقم 186 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن
القاسم عن أبي أمامة عن أبي عبيد الله بن الجراح ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى عن أبي عبيدة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء . قال الدارقطني :
" عبيد الله بن زحر ليس بالقوي ، و شيخه علي متروك " .
و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الأثبات ، و إذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا
اجتمع في إسناد خبر عبيد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن لم يكن
ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2/168 ) :
" رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية عبيد الله
ابن زحر عن علي بن يزيد و هما ضعيفان " .
و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " برواية " مسند البزار " بنحوه ، و أشار
إلى تضعيفه بعلي بن يزيد وحده ، و هو قصور ، كما يدل عليه قول الهيثمي المذكور
، و الدارقطني المشهور .
لكن قد جاء الحديث بإسناد آخر صحيح عن ابن عمر ، دون قوله : " و ما أحسب " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1566 ) فهو بهذه الزيادة منكر . والله أعلم .

(3/220)

1222 - " عودوا المرضى ، و مروهم فليدعوا الله لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة و ذنبه
مغفور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/367 ) :

موضوع
رواه الثقفي في " الثقفيات " 0 4/27/1 ) عن سهل بن عمار العتكي : حدثنا
عبد الرحمن بن قيس : حدثنا هلال بن عبد الرحمن : حدثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو
معاذ عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته عبد الرحمن بن قيس - و هو الضبي الزعفراني - أو
سهل بن عمار ، أما عبد الرحمن فكذبه ابن مهدي ، و قال أبو علي صالح بن محمد :
" كان يضع الحديث " .
انظر " تاريخ بغداد " ( 10/251 - 252 ) .
و أما سهل بن عمار ، فقال الذهبي في " الميزان " :
" متهم ، كذبه الحاكم " . و قال الحافظ :
" و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و صحح له الحاكم في " المستدرك " و تعقبه
المصنف في " تلخيصه " بالتناقض ، و قال ابن منده : كان ضعيفا " .
و هلال بن عبد الرحمن هو الحنفي ، قال الذهبي :
" عن ابن المنكدر ، قال العقيلي : منكر الحديث ، ثم علق له ثلاثة مناكير ، و له
عن عطاء بن أبي ميمونة و غيره ، الضعف على أحاديثه لائح فيترك " .

(3/221)

1223 - " الخاصرة عرق الكلية ، فإذا تحرك فداوه بالماء المحرق و العسل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/368 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 96/2 ) عن الحسين بن علوان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا و قال :
" و للحسين بن علوان أحاديث كثيرة و عامتها موضوعة ، و هو في عداد من يضع
الحديث " .
و قال ابن حبان :
" كان يضع الحديث على هشام و غيره وضعا ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب
" .
لكن الحديث له طريق آخر عن عروة ، فقال الحاكم ( 4/405 ) : " حدثنا محمد بن
صالح بن هانىء : حدثنا السري بن خزيمة : حدثنا أحمد بن يونس : حدثنا مسلم بن
خالد عن عبد الرحمن بن خالد المديني عن ابن شهاب عن عروة به " . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و هذا منه عجيب فإن مسلم بن خالد و هو
الزنجي ضعيف و قد ساق له الذهبي نفسه في ترجمته من " الميزان " أحاديث كثيرة
منكرة ، ثم قال :
" فهذه الأحاديث و أمثالها يرد بها قوة الرجل و يضعف " .
و في السند جماعة آخرون لم أعرفهم : محمد بن صالح بن هانىء شيخ الحاكم ، و شيخه
السري بن خزيمة ، و قد روى خبرا باطلا خالف فيه الإمام البخاري ، أو الخطأ من
الراوي عنه كما سيأتي بيانه ، فانظر " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ... " .
و عبد الرحمن بن خالد المديني لم أعرفه أيضا ، و في طبقته عبد الرحمن بن خالد
ابن مسافر الفهمي المصري روى عن الزهري و عنه الليث و غيره ، و هو ثقة من رجال
الشيخين ، لكنه مصري و المترجم مدني . والله أعلم .
ثم رأيته عند أبي نعيم في " الطب " ( 2/2/2 ) من طريق مسلم بن خالد عن
عبد الرحيم بن يحيى المديني عن ابن شهاب به .
و عبد الرحيم بن يحيى لم أعرفه أيضا . والله أعلم .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن هشام بن عروة به . و لكنه لا يساوي شيئا ، فإنه من
رواية يحيى بن هاشم : حدثنا هشام بن عروة به .
أخرجه يوسف بن خليل الأدمي في " عوالي حديث هشام بن عروة " ( 188/1 ) .
و يحيى هذا هو السمسار ، و هو ممن يضع الحديث . و من بلاياه الحديث الآتي :
" عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " .

(3/222)

1224 - " عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) :

موضوع
رواه أبو الفرج الإسفراييني في " جزء أحاديث يغنم بن سالم " ( 27/1 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 7/260 ) عن يحيى بن هاشم قال : حدثنا مسعر بن كدام عن
قتادة عن أنس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 5/49/1 ) . و قال أبو نعيم :
" لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى بن هاشم " .
قلت : و هو السمسار كذاب يضع الحديث . و قد ساق له الذهبي في " الميزان "
أحاديث هذا أحدها ، و قال :
" إنها من بلاياه " !
و مع هذا فقد سود به السيوطي " الجامع الصغير " و تعقبه المناوي بنحو ما ذكرنا
.

(3/223)

1225 - " من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة - يعني ستر ما يكون منه عند ذلك - كان من ذنوبه
كيوم ولدته أمه . قال : ليله من كان أعلم ، فإن كان لا يعلم فرجل ممن ترون أن
عنده ورعا و أمانة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) :

ضعيف جدا
رواه البيهقي ( 3/396 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3718 - بترقيمي " و ابن عدي
( 164/1 - 2 ) عن سلام بن أبي مطيع عن جابر الجعفي عن الشعبي عن يحيى الجزار عن
عائشة مرفوعا . و قالا :
" لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " . قال ابن عدي :
" و هو عندي لا بأس به و برواياته " .
قلت : لكن جابر الجعفي متروك ، و به أعله عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " (
رقم 1900 بتحقيقي ) .

(3/224)

1226 - " حب الدنيا رأس كل خطيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/370 ) :

موضوع
قال في " المقاصد " :
" رواه البيهقي في " الشعب " بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا " .
قلت : و المرسل من أقسام الحديث الضعيف ، لا سيما إذا كان مرسله الحسن البصري ،
قال الدارقطني :
" مراسيله فيها ضعف " .
و الحديث رواه عبد الله بن أحمد في " الزهد " ( ص 92 ) : من طريقين عن عيسى
عليه السلام من قوله و هو الأشبه على إعضال الطريقين . والله أعلم .
و رواه ابن عساكر ( 7/98/1 ) من قول سعد بن مسعود الصيرفي و ذكر أنه تابعي ،
و أنه كان رجلا صالحا .
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " دون " الكبير " من رواية البيهقي فقط .
قلت : و الظاهر من ها التخريج أن مخرجه البيهقي سكت عليه ، و ليس كذلك فقد قال
المناوي متعقبا على السيوطي :
" ثم قال : أعني البيهقي : " و لا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم " .
قال الحافظ العراقي : " و مراسيل الحسن عندهم شبه الريح " و مثل به في شرح
الألفية للموضوع من كلام الحكماء ، و قال : هو من كلام مالك بن دينار كما رواه
ابن أبي الدنيا ، أو من كلام عيسى عليه السلام كما رواه البيهقي في " الزهد "
و أبو نعيم في " الحلية " . و عده ابن الجوزي في " الموضوعات " . ز تعقبه
الحافظ ابن حجر بأن ابن المديني أثنى على مراسيل الحسن ، و الإسناد إليه حسن ،
و أورده الديلمي من حديث علي و بيض لسنده " .
و قال في " التيسير " :
" و قال المؤلف ( يعني السيوطي ) : في " فتاويه " : رفعه وهم ، بل عده الحفاظ
موضوعا " .
و قال ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2/196 ) :
" هذا معروف عن جندب بن عبد الله البجلي ، و أما عن النبي صلى الله عليه وسلم
فليس له إسناد معروف " و ذكر نحوه في " مجموع الفتاوى " ( 11/907 ) و زاد :
" و يذكر عن المسيح ابن مريم عليه السلام . و أكثر ما يغلو في هذا اللفظ
المتفلسفة و من حذا حذوهم من الصوفية على أصلهم في تعلق النفس ، إلى أمور ليس
هذا موضع بسطها " .

(3/225)

1227 - " علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل ، و حكم من أحكام الله ، يقذفه في قلوب
من يشاء من عباده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/371 ) :

موضوع
أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة "
فقال ( 121/1 ) :
" رواه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1/74 ) من حديث علي بن أبي طالب و قال :
لا يصح ، و عامة رواته لا يعرفون " .
قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " : " هذا باطل " .
قلت : و ابن عراق نقل ما ذكره عن ابن الجوزي - عن السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " و هو فيه برقم ( 215 بترقيمي ) ، و مع حكم السيوطي عليه بالوضع فقد
أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن علي ! و هو عنده ( 3/290 - زهر
الفردوس ) من طريق ابن شاهين - و عنه ابن الجوزي أيضا عن علي بن جعفر بن عنبسة
: حدثنا دارم ابن قبيصة بن نهشل الصنعاني : سمعت يحيى بن الحسن بن زيد بن علي
عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي مرفوعا به .
و يحيى و من دونه لم أجد من ذكرهم سوى ابن عنبسة ، فقد أشار الخطيب إلى جهالته
كما في ترجمة عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري من " اللسان " .

(3/226)

1228 - " على الخبير سقطت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/372 ) :

لا أصل له مرفوعا
و في " المقاصد " ( 136 ) :
" هو كلام يقوله المسؤول عما يكون به عالما ، جاء عن جماعة منهم ابن عباس مما
صح عنه حيث سئل عن البدنة إذا عطبت ، و في " دلائل النبوة " للبيهقي من طريق
ابن إسحاق في نحو هذا أن أبا حاجز الحضرمي قاله حين سئل عنه " .
قلت : فالظاهر أنه مثل قديم معروف عند العرب ، فقد صح أنه تمثل به الحارث بن
حسان البكري أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد أخرج أحمد ( 3/481 - 482 )
و الترمذي ( 3269 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3325 ) من طريق عفان بن مسلم
و محمد بن مخلد الحضرمي قالا : حدثنا سلام أبو المنذر القاري : حدثنا عاصم بن
بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسان قال :
" مررت بعجوز بالربذة ، منقطع بها في بني تميم ، فقالت : أين تريدون ؟ قلنا :
نريد رسول الله ، قالت : فاحملوني معكم ، فإن لي إليه حاجة ، قال : فدخلت ،
فقال : هل كان بينكم و بين بني تميم شيء ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فكانت لنا
الدائرة عليهم ، و قد مررت على عجوز منهم بالربذة منقطع بها ، فقالت : إن لي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة ، فحملتها ، و ها هي تلك بالباب ، قال :
فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت ، فلما قعدت ، قلت :
يا رسول الله ! إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا و بين بني تميم فافعل ،
فإنها كانت لنا مرة ، قال : فاستوفزت العجوز ، فأخذتها الحمية ، و قالت : يا
رسول الله ! فأين تضطر مضرك ؟ قال : قلت : يا رسول الله ! أنا والله كما قال
الأول : " بكر حملت حتفا " ، حملت هذه و لا أشعر أنها كائنة لي خصما ، أعوذ
بالله و رسول الله أن أكون كوافد عاد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
و ما وافد عاد ؟ قال : قلت : " على الخبير سقطت " فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إيه " يستطعمني الحديث ، و قال عفان : أعوذ بالله أن أكون كما قال
الأول ، قال : و ما قال الأول ؟ قال : على الخبير سقطت ، قال : " هيه " يستطعمه
الحديث ، فقال : إن عادا قحطوا فبعثوا وافدهم قيلا ، فنزل على معاوية بن بكر
شهرا يسقيه الخمر و تغنيه الجرادتان ، و قال سلام : - يعني القينتين - قال : ثم
مضى حتى أتى جبال مهرة فقال : اللهم إنك تعلم أني لم آت لأسير فأفاديه ، و لا
لمريض فأداويه ، فاسق عبدك ما أنت مسقيه ، و اسق معه بكر بن معاوية ( كذا الأصل
على القلب ، و في النسخة الأخرى على العكس : " معاوية بن بكر " ) شهرا ، - يشكر
له الخمر التي شربها عنده - قال : فمرت سحابات سود فنودي منها : أن تخير السحاب
، فقال : إن هذه لسحابة سوداء ، فنودي منها : أن خذها رمادا رمددا لا تدع من
عاد أحدا ، قال : قلت : يا رسول الله فبلغني أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا
كقدر ما يرى من الخاتم ، قال أبو وائل : و كذلك بلغنا " .
قلت : و هذا سند حسن و سكت عنه الترمذي .

(3/227)

1229 - " اغسلوا قتلاكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/373 ) :

منكر
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 107/1 ) : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور
الدقاق : حدثنا الفضل بن الصباح : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن
أبي سفيان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
، و قال ابن عدي :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلا عن ابن سابور " .
قلت : و رجاله ثقات رجال " التهذيب " غير ابن سابور هذا ، فقد ترجمه الخطيب في
" تاريخ بغداد " ( 4/225 ) و روى عن الدارقطني أنه قال فيه : " ثقة " . ثم أشار
الخطيب إلى أنه وهم في إسناد حديث ، فروى من طريقه : حدثنا بركة بن محمد الحلبي
: حدثنا يوسف بن أسباط : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس
أن عائشة قالت :
" ما رأيت عورة رسول الله صلى الله عليه وسلم قط " .
قال الخطيب :
" لا أعلم رواه عن بركة بن محمد هكذا غير ابن سابور ، و المحفوظ عن بركة ما
أخبرنيه أبو القاسم الأزهري ... : حدثنا عبد الله بن أبي سفيان - بالموصل - :
حدثنا بركة ابن محمد الحلبي : حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن محمد بن جحادة
به .
يعني أنه أخطأ في إسناده ، فذكر سفيان مكان حماد .
و قال الذهبي في ترجمة حنظلة بن أبي سفيان بعد أن ذكر أنه ثقة بإجماع :
" ثم ساق له ابن عدي حديثا منكرا ، و لعله وقع الخلل فيه من الرواة إليه ، فقال
: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور .. ( فذكره ، و قال ) رواته ثقات ، و نكارته
بينة " .
قلت : و وجه النكارة أنه جاء في أحاديث كثيرة ترك النبي صلى الله عليه وسلم غسل
الشهداء منها حديث جابر بن عبد الله مرفوعا :
" ادفنوهم في دمائهم ( يعني شهداء أحد ) ، و لم يغسلهم " .
أخرجه البخاري و غيره . و في رواية لأحمد :
" لا تغسلوهم ، فإن كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة " .
و هو صحيح أيضا على ما بينته في " أحكام الجنائز " ( ص 54 - طبع المكتب
الإسلامي ) .
و التعليل المذكور في الحديث دليل واضح على أنه لا يشرع غسل الشهيد ، و لذلك
كان الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه منكرا ، و أنا أظن أن الخطأ من ابن
سابور ، فإنه و إن وثقه الدارقطني ، فقد أثبت الخطيب وهمه في إسناد حديث عائشة
المتقدم ، فيظهر أنه وهم في هذا أيضا متنا .
و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " ( 1926 - بتحقيقي ) من رواية ابن عدي ،
و قال :
" و حنظلة ثقة مشهور ، و إسحاق بن سليمان ثقة ، و الفضل بن الصباح و ابن سابور
كتبتهما حتى أنظرهما " .
قلت : أما ابن الصباح فهو أبو العباس السمسار ، و هو من رجال الترمذي و ابن
ماجه ، و ترجم له الخطيب ( 12/361 - 362 ) و روى بإسنادين له عن ابن معين أنه
ثقة ، و عن البغوي أنه كان من خيار عباد الله .
و أما ابن سابور ، فقد عرفت حاله .

(3/228)

1230 - " حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات ، و غزوة لمن حج خير من عشر حجج ، و غزوة في
البحر خير من عشر غزوات في البر ، و من جاز البحر كأنما جاز الأودية كلها ،
و المائد فيه كالمنشحط في دمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/375 ) :

ضعيف
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 27/117/1 ) عن عبد الله بن صالح : حدثني يحيى
ابن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه الحاكم ( 2/143 ) و الطبراني في " الكبير " و البيهقي كما
في " الترغيب " ( 2/185 ) و قال الحاكم :
" صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي ، و كذا المنذري قال :
" و هو كما قال ، و لا يضر ما قيل في عبد الله بن صالح ; فإن البخاري احتج به "
.
قلت : و بناء على ذلك قال المناوي :
" و سنده لا بأس به " .
و في كل ذلك نظر ، فإن ابن صالح فيه كلام كثير ، و قد قال الحافظ فيه :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و روى ابن ماجه ( 2777 ) عن بقية عن معاوية بن يحيى عن ليث بن أبي سليم عن يحيى
ابن عباد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا :
" غزوة في البحر مثل عشر غزوات .. " الحديث نحوه .
قلت : و هذا إسناد واه ، مسلسل بالعلل :
الأولى : ليث بن أبي سليم ، و كان اختلط .
الثانية : معاوية بن يحيى ، و هو الصدفي ; ضعيف .
الثالثة : بقية ، و هو ابن الوليد ، و كان يدلس عن الضعفاء و المجهولين .

(3/229)

1231 - " عشرة مباحة في الغزو : الطعام و الأدم و الثمار و الشجر و الحبل و الزيت
و الحجر و العود غير منحوت و الجلد الطري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/100/2 ) عن أبي سلمة عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب عن عائشة مرفوعا .
أورده في ترجمة أبي سلمة هذا ن و سماه الحكم بن عبد الله بن خطاف ، و روى عن
ابن أبي حاتم أنه قال فيه :
" كذاب متروك الحديث ، و الحديث الذي رواه باطل ن و عن النسائي أنه قال : ليس
بثقة و لا مأمون " .
قلت : و الحديث مما فات السيوطي في " جامعيه " ، و استدركه المناوي في كتابه "
الجامع الأزهر " ( 2/15/2 ) ، و لكنه سكت عنه خلافا لشرطه الذي نص عليه في
مقدمته قائل :
" أذكر فيه كل حديث معقبا له ببيان حال راويه من أهل الضعف و الكمال " !

(3/230)

1232 - " أعف الناس قتلة أهل الإيمان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) :

ضعيف ، لاضطرابه و جهالته
و مداره على إبراهيم النخعي ، و قد اختلف الرواة عليه على وجوه :
الأول : شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه أبو داود ( 2666 ) : حدثنا محمد بن عيسى و زياد بن أيوب قالا : حدثنا
هشيم أخبرنا مغيرة عن شباك به .
و هكذا أخرجه ابن الجارود ( 840 ) : حدثنا زياد بن أيوب به ، إلا أنه قال : "
حدثنا المغيرة لعله قال : عن شباك .. " .
الثاني : و خالفهما سريج بن النعمان عند أحمد ( 1/393 ) و عمرو بن عون عند
الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2/105 ) كلاهما قالا : حدثنا هشيم به ، إلا أنهما
لم يذكرا : " عن هني " .
و الأول أرجح ، لأنه قد تابعه شعبة عن المغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هني بن
نويرة به .
أخرجه ابن ماجه ( 2682 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11/47/2 ) و الطحاوي
و ابن أبي عاصم في " الديات " ( ص 56 ) و يحيى بن صاعد في " مسند ابن مسعود " (
100/1 ) كلهم عن غندر عن شعبة به .
و من هذا الوجه أخرجه أحمد أيضا ( 1/393 ) لكن سقط منه قوله : " عن شباك " ،
فصار الإسناد عنده هكذا :
" عن المغيرة عن إبراهيم .. " .
فلا أدري أهكذا الرواية عنده أم سقط من الناسخ أو الطابع ؟ و يؤيد الاحتمال
الأول أن جرير بن عبد الحميد رواه أيضا عن مغيرة عن هني به . فأسقط شباكا .
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1523 - موارد ) .
و كذلك رواه أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم به .
أخرجه البيهقي ( 8/61 ) و قال :
" رواه هشيم عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم " .
قلت : و المغيرة هو ابن مقسم ، و هو ثقة متقن ، إلا أنه كان يدلس و لا سيما عن
إبراهيم كما في " التقريب " ، فرواية من رواه عنه عن إبراهيم بإسقاط شباك من
بينهما محفوظة عنه ، إلا أن السقط هو من تدليس المغيرة نفسه . والله أعلم .
و أما رواية من رواه عنه بإسقاط هني من بين إبراهيم و علقمة فهي مرجوحة ،
و الراجح إثباته ، و هو ليس بالمشهور بالرواية ، و لم يوثقه غير ابن حبان
و العجلي ، و لم يرو عنه غير إبراهيم النخعي ، و آخر لا يعرف ، و لذلك أشار
الذهبي في " الكاشف " إلى أن التوثيق المذكور غير موثوق به ، فقال : " وثق " ،
و مثله قول الحافظ فيه : " مقبول " ، أي : غير مقبول إلا إذا توبع .
على أنه قد أسقطه أيضا آخر ، و لكنه أوقفه ، و هو :
الثالث : عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : قال ابن مسعود : فذكره موقوفا
عليه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/45/2 ) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش به .
قلت : و هذا إسناد صحيح لولا عنعنة الأعمش و هو موقوف ، و هو أصح من الذي قبله
، لخلوه من الاضطراب و الجهالة ، و قد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 6/291 )
و قال :
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح " .
و جملة القول أن الحديث ضعيف مرفوعا ، و قد يصح موقوفا . والله أعلم .
و يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم
فأحسنوا الذبحة ، و ليحد أحدكم شفرته ، و ليرح ذبيحته " .
أخرجه مسلم و غيره ، و قد خرجته في " الإرواء " ( 2231 ) ، و قد طبع
و الحمد لله في ثمان مجلدات .
( تنبيه ) : هكذا وقع في جميع المصادر المتقدمة : " أعف " ، من العفة أي : أرحم
الناس بخلق الله ، و أشدهم ابتعادا عن التمثيل و التشويه بالمقتول ، و كذلك وقع
في الأصل المخطوط من " مجمع الزوائد " ، لكن المصحح الذي قام على طبعه أفسده ،
فجعله : " أعق " بالقاف ! و قال معلقا عليه :
" في الأصل : ( أعف ) " .
و هذا من أعجب ما رأيت من التصحيح ، بل التصحيف ، فإن الأصل صحيح رواية و دراية
، و المصحح بزعمه لا يظهر معناه هنا ، فإن ( أعق ) من ( العق ) و هو القطع !
و حرف المصحح المشار إليه عنوان الباب الذي ترجم به المصنف الهيثمي للحديث
بقوله : " باب حسن القتل " فجعله " باب أعق القتل " !! فالله المستعان .

(3/231)

1233 - " عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا ، و تزيدها أمتي بخلة : إتيان الرجال
بعضهم بعذا ، و رميهم بالجلاهق و الخذف ، و لعبهم بالحمام ، و ضرب الدفوف ،
و شرب الخمور ، و قص اللحية ، و طول الشارب ، و الصفير ، و لباس الحرير ،
و تزيدها أمتي بخلة : إتيان النساء بعضهن بعضا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/379 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 14/320/1 - 2 ) عن إسحاق بن بشر . أخبرني سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن مرفوعا .
قلت : و إسحاق هذا كذاب ، سواء كان هو البخاري صاحب " كتاب المبتدأ " أو
الكاهلي الكوفي ، فكلاهما كذاب وضاع ، و العجب من السيوطي كيف يخفى عليه هذا ؟
فأورد الحديث في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم
يتعقبه بشيء !
و روي بعضه موقوفا على أنس ، أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/62 ) من طريق أبي
عمران سعيد بن ميسرة البكري الموصلي عن أنس بن مالك أنه دخل عليه شاب قد سكن
عليه شعره فقال هل : مالك و السكينة ؟ ! افرقه أو جزه ، فقال له رجل : يا أبا
حمزة ! فيمن كانت السكينة ؟ قال : في قوم لوط ، كانوا يسكنون شعورهم ، و يمضغون
العلك في الطرق و المنازل ، و يخذفون ، و يفرجون أقبيتهم إلى خواصرهم .
قلت : و هذا موضوع أيضا ، سعيد بن ميسرة كذبه يحيى القطان و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات " .
و قال الحاكم :
" روى عن أنس موضوعات " .
قلت : و هذا الحديث و الذي قبله مما سود به الشيخ الغماري كتابه " مطابقة
الاختراعات العصرية " ( ص 61 و 62 ) و كم له من مثلهما في هذا الكتاب الذي لو
اقتصر فيه على ما صح عنه صلى الله عليه وسلم لكان آية في بابه .
و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو موضوع أيضا و هو :
" عشرة من أخلاق قوم لوط : الخذف في النادي ، و مضغ العلك ، و السواك على ظهر
الطريق ، و الصفر ، و الحمام ، و الجلاهق ، و العمامة التي لا يتلحى بها ،
و السكينة ، و الطريف بالحناء ، و حل أزرار الأقبية ، و المشي في الأسواق
و الأفخاذ بادية " .
أخرجه الديلمي ( 2/301 ) عن إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن جويبر عن الضحاك عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، إسماعيل هذا كذاب .
و جويبر متروك .

(3/232)

1234 - " حرس ليلة في سبيل الله أفضل من سيام رجل و قيامه في أهله ألف سنة ، السنة
ثلاثمائة و ستون يوما ، و اليوم كألف سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/380 ) :

موضوع
رواه ابن ماجه ( 2/176 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و أبو يعلى في "
مسنده " ( 3/1060 ) و ابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " ( ق 67/2 )
و ابن عساكر ( 7/112/1 ) عن سعيد بن خالد بن أبي الطويل قال : سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع ، فإن سعيدا هذا اتهمه غير واحد فقال
البخاري :
" فيه نظر " .
و قال أبو حاتم :
" لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق " .
و قال الحاكم :
" روى عن أنس أحاديث موضوعة " .
قلت : و هذا منها ، قال المنذري في " الترغيب " ( 2/154 ) :
" رواه ابن ماجه ، و يشبه أن يكون موضوعا " .
و قال الذهبي بعد أن ساق له هذا الحديث :
" فهذه عبارة عجيبة لو صحت لكان مجموع ذلك الفضل ثلاثمائة ألف ألف سنة " .
قلت : و هو عند العقيلي دون قوله : " السنة ثلاثمائة .. " ثم قال :
" لا يتابع عليه و قد روي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " .
قلت : كأنه يشير إلى حديث عثمان مرفوعا بلفظ :
" حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها و يصام نهارها " .
و إسناده كما قال : أصلح من هذا ، لكنه ضعيف فيه مصعب بن ثابت قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و هو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 2/154 ) .

(3/233)

1235 - " لعن الله الراشي و المرتشي ، و الرائش الذي يمشي بينهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/381 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 4/103 ) و أحمد ( 5/279 ) و البزار ( 1353 ) و الطبراني في "
المعجم الكبير " ( رقم 1495 ) عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و اللفظ للحاكم ، و قال الآخرون
:
" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " .
و قال الحاكم :
" إنما ذكرت ليث بن أبي سليم في الشواهد لا في الأصول " .
و أقول : لقد ذكر ليث في هذا الحديث زيادة لم يروها غيره و هي " الرائش ... "
كما ذكر البزار ، فهي زيادة منكرة لتفرد ليث بها ، و هو ضعيف لاختلاطه .
و شيخه أبو الخطاب ; قال البزار و تبعه المنذري في " الترغيب " ( 3/143 ) :
" لا يعرف " .
و قال الذهبي :
" مجهول " .
أما الحديث بدون هذه الزيادة فصحيح ، و له طرق ذكرتها في " إرواء الغليل "
" كتاب القضاء " رقم الحديث ( 2620 ) .
تنبيه : أورد المنذري الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي و المرتشي في الحكم " . و قال :
" رواه الترمذي و حسنه و ابن حبان في " صحيحه " و الحاكم و زادوا :
( و الرائش يعني الذي يسعى بينهما ) " .
و ليس لهذه الزيادة أصل في حديث أبي هريرة عند أحد من الثلاثة المذكورين ، و لا
عند غيرهم فيما علمت ، فاقتضى التنبيه .
ثم إن هذه الزيادة الأخرى : " في الحكم " ، في إسنادها عندهم عمر بن أبي سلمة ،
و هو صدوق يخطىء . لكن لهذه الزيادة شاهد من حديث أم سلمة ، قال المنذري :
" رواه الطبراني بإسناد جيد " .
فهي قوية بهذا الشاهد . والله أعلم .

(3/234)

1236 - " ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة ، و ما من قوم يظهر فيهم الرشا ،
إلا أخذوا بالرعب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/382 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/205 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد
المرادي عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين المرادي و عمرو . قال الحافظ في " التعجيل " :
" و قد سقط رجل بين محمد و عمرو ، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد
المرادي ، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو ، و ذكر البخاري و ابن أبي حاتم
و ابن حبان في " الثقات " : محمد بن راشد بن أبي سكينة ، روى عن أبيه ، و عنه
حرملة بن عمران المصري ، قال البخاري : " حديثه في المصريين " . و أنا أظن أنه
هذا والله أعلم " .
الثانية : جهالة المرادي هذا ، قال الحسيني :
" مجهول غير معروف " .
الثالثة : عبد الله بن سليمان و هو أبو حمزة البصري الطويل . قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
الرابعة : ابن لهيعة ، و هو عبد الله سييء الحفظ .
و اعلم أن في الأخذ بالسنين حديثا آخر بلفظ :
" و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين ، و شدة المؤنة و جور
السلطان عليهم .. " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 106 ) .

(3/235)

1237 - " إذا أنا مت ، فاغسلوني بسبع قرب ، من بئري بئر غرس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/383 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 1468 ) : حدثنا عباد بن يعقوب : حدثنا الحسين بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه ابن النجار أيضا في " التاريخ " ( 10/129/1 ) .
قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 92/1 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد قال فيه ابن حبان :
" كان رافضيا داعية ، و مع ذلك روى المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك " .
و قال ابن طاهر في " التذكرة " :
" عباد بن يعقوب من غلاة الروافض ، روى المناكير عن المشاهير ، و إن كان
البخاري روى له حديثا واحدا في " الجامع " ، فلا يدل على صدقه ، و قد أوقفه
عليه غيره من الثقات ، و أنكر الأئمة عليه روايته عنه ، و ترك الرواية عن عباد
جماعة من الحفاظ " . قلت : إنما روى البخاري لعباد هذا مقرونا بغيره ، و شيخه
الحسين بن زيد مختلف فيه " . انتهى ما في " الزوائد " .
قلت : و الحسين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" في حديثه ما يعرف و ينكر " .
و كذلك أورد عبادا فيه و ضعفه بما قال ابن حبان فيه .
و الحديث أورده الحافظ في " الفتح " ( 5/270 ) و سكت عليه ! و لذلك خرجته ، لأن
سكوته يعني أنه حسن عنده كما هو القاعدة عندهم ، و ليست مضطرة فتنبه !

(3/236)

1238 - " ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) :

منكر
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 3/110/4964 ) و ابن أبي شيبة ( 2/312 ) -
مختصرا - و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1/143 ) و الدارقطني ( ص 178 )
و الحاكم في " الأربعين " و عنه البيهقي ( 2/201 ) و كذا البغوي في " شرح السنة
" ( 3/123/639 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/444 - 445 ) و أحمد ( 3/162 )
من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال :
" كنت جالسا عند أنس بن مالك ، فقيل له : إنما قنت رسول الله شهرا ، فقال :
" فذكره . و قال البغوي :
" قال الحاكم : إسناده حسن " .
و قال البيهقي :
" قال أبو عبد الله : هذا إسناد صحيح سنده ، ثقة رواته ، و الربيع بن أنس تابعي
معروف .. " و أقره !
و تعقبه ابن التركماني بقوله :
" كيف يكون سنده صحيحا و راويه عن الربيع أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي متكلم
فيه ، قال ابن حنبل و النسائي : ليس بالقوي ، و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ،
و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ، و قال الفلاس : سييء الحفظ ، و قال ابن حبان :
يحدث بالمناكير عن المشاهير " .
و قال ابن القيم في " زاد المعاد " ( 1/99 ) :
" فأبو جعفر قد ضعفه أحمد و غيره ، و قال ابن المديني : كان يخلط . و قال أبو
زرعة : كان يهم كثيرا .. و قال لي شيخنا ابن تيمية قدس الله روحه : و هذا
الإسناد نفسه هو إسناد حديث : *( و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم )* حديث
أبي بن كعب الطويل ، و فيه : و كان روح عيسى عليه السلام من تلك الأرواح التي
أخذ عليها العهد و الميثاق في زمن آدم ، فأرسل تلك الروح إلى مريم عليها السلام
حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فأرسله الله في صورة بشر فتمثل لها بشرا سويا
، قال : فحملت الذي يخاطبها فدخل من فيها . و هذا غلط محض ، فإن الذي أرسل
إليها الملك الذي قال لها : *( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا )* . و لم
يكن الذي خاطبها بهذا هو عيسى ابن مريم ، هذا محال . و المقصود أن أبا جعفر
صاحب مناكير لا يحتج بما تفرد به أحد من أهل الحديث البتة " .
و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " :
" صدوق سييء الحفظ الحفظ خصوصا عن مغيرة " .
و قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/132 ) بعد أن خرج الحديث :
" و ضعفه ابن الجوزي في " التحقيق " ، و في " العلل المتناهية " و قال :
هذا حديث لا يصح ، فإن أبا جعفر الرازي و اسمه عيسى بن ماهان قال ابن المديني :
كان يخلط ... " .
لكن قال البيهقي في " المعرفة " كما في " الزيلعي " :
" و له شواهد عن أنس ذكرناها في ( السنن ) " .
قلت : فوجب النظر في الشواهد المشار إليها هل هي صالحة للاستشهاد بها أم لا ؟
و هما شاهدان :
الأول : يرويه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس قال :
" قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم -
و أحسبه قال : رابع - حتى فارقتهم " .
أخرجه الدارقطني و البيهقي و قال :
" لا نحتج بإسماعيل المكي و لا بعمرو بن عبيد " .
قلت : إسماعيل ضعيف الحديث ، و قال الخطيب في " الكفاية " ( 372 ) :
" متروك الحديث " . و كذلك قال النسائي ، و تركه جماعة . و عمرو متهم بالكذب مع
كونه من المعتزلة ، ثم إن الحسن البصري مع جلالته ، فهو مدلس و قد عنعنه . فلو
صح السند إليه فلا يحتج به ، فكيف و قد رواه عنه متروكان ؟
الثاني : يرويه خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس بن مالك قال :
" صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقنت ، و خلف عمر فقنت ، و خلف عثمان
فقنت " .
أخرجه البيهقي شاهدا ، و تعقبه ابن التركماني بقوله :
" قلت : يحتاج أن ينظر في أمر خليد هل يصلح أن يستشهد به أم لا ؟ فإن ابن حنبل
و ابن معين و الدارقطني ضعفوه . و قال ابن معين مرة : ليس بشيء . و قال النسائي
: ليس بثقة . و في " الميزان " : عده الدارقطني من المتروكين .
ثم إن المستغرب من حديث الترجمة قوله : " ما زال يقنت في صلاة الغداة حتى فارق
الدنيا " . و ليس ذلك في حديث خليد ، و غنما فيه أنه عليه السلام قنت ، و ذلك
معروف ، و إنما المستغرب دوامه حتى فارق الدنيا . فعلى تقدير صلاحية خليد
للاستشهاد به كيف يشهد حديثه لحديث أنس ؟ " .
قلت : و للحديث شاهد آخر ، يرويه دينار بن عبد الله خادم أنس عن أنس قال :
" ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح حتى مات " .
أخرجه الخطيب في " كتاب القنوت " له ، و شنع عليه ابن الجوزي بسببه لأن دينارا
هذا قال ابن حبان فيه :
" يروي عن أنس آثارا موضوعة لا يحل في الكتب إلا على سبيل القدح فيه " .
و قد دافع عن الخطيب العلامة عبد الرحمن المعلمي في كتابه " التنكيل " في فصل
خاص عقده لذلك ، دافع فيه عن رواية الخطيب لهذا الحديث و نحوه من أوجه سبعة
بينها . و لكنه رحمه الله مال إلى تقوية الحديث فقال عقب الشاهد المذكور :
" فقد ورد من وجهين آخرين أو أكثر عن أنس ، صحح بعض الحفاظ بعضها ، و جاء نحو
معناه من وجوه أخرى ، راجع " سنن الدارقطني " و " سنن البيهقي " ، و بمجموع ذلك
يقوى الحديث " .
فأقول : قد استقصينا في هذا التحقيق جميع الوجوه المشار إليها و هي كلها واهية
جدا ، سوى الوجه الأول ، فإنه ضعيف فقط ، و لكنه منكر لما سيأتي بيانه .
و الوجه الثاني : فيه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد المعتزلي و هما
متروكان .
و الوجه الثالث : فيه خليد بن دعلج ، و هو ضعيف على أن حديثه شاهد قاصر لأنه لم
يقل فيه : " قنت في الفجر حتى فارق الدنيا " !
و الوجه الرابع : فيه دينار بن عبد الله ، و هو متهم كما عرفت ذلك من عبارة ابن
حبان السابقة ، و قد أقره الشيخ المعلمي رحمه الله ، فمع هذا الضعف الشديد في
كل هؤلاء الرواة على التفصيل المذكور كيف يصح أن يقال : " و بمجموع ذلك يقوى
الحديث " ؟ !
و ظني أنه إنما حمله على هذا التساهل في تقوية هذا الحديث المنكر ، إنما هو
تحمسه الشديد في الرد على ابن الجوزي ، و الدفاع عن الخطيب و البغدادي ، و كان
يكفيه في ذلك أن يذكر ما هو معلوم عنده أن المحدث إذا ساق الحديث بسنده فقد
برئت عهدته منه ، و لا لوم عليه في ذلك حتى و لو كان موضوعا ، و ابن الجوزي
الذي له كتاب " الموضوعات " هو نفسه قد يفعل ذلك في بعض مصنفاته ، مثل كتابه "
تلبيس إبليس " ، بل رأيته ذكر في غيره ما لا أصل له من الحديث ، و بدون إسناد ،
مثل حديث " صلاة النهار عجماء " . ذكره في " صيد الخاطر " كما نبهت عليه في
التخريج المختصر له الملحق بآخره .
و أما أن الحديث منكر ، فلأنه معارض لحديثين ثابتين :
أحدهما : عن أنس نفسه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعى
لقوم أو دعى على قوم " .
أخرجه الخطيب نفسه في كتابه " القنوت " من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه .
و الآخر : عن أبي هريرة قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في صلاة الصبح إلا أن يدعو لقوم ،
أو على قوم " .
قال الزيلعي ( 2/130 ) :
" أخرجه ابن حبان عن إبراهيم بن سعد عن سعيد و أبي سلمة عنه . قال صاحب "
التنقيح " :
و سند هذين الحديثين صحيح ، و هما نص في أن القنوت مختص بالنازلة " .
و حديث أنس عزاه الحافظ في " التلخيص " ( 1/245 ) لابن خزيمة في " صحيحه " من
طريق سعيد به . و حديث ابن حبان لم يورده الهيثمي في " موارد الظمآن " . و قال
الحافظ في " الدراية " ( ص 117 ) عقب الحديثين :
" و إسناد كل منهما صحيح " .
و قال في " التلخيص " عقب ما سبق ذكره من الأحاديث عن أنس :
" فاختلفت الأحاديث عن أنس ، و اضطربت فلا يقوم بمثل هذا حجة " .
يعني حديث أبي جعفر الرازي هذا .
ثم قال :
" ( تنبيه ) : عزا هذا الحديث بعض الأئمة إلى مسلم فوهم ، و عزاه النووي إلى "
المستدرك " للحاكم ، و ليس هو فيه ، و إنما أورده و صححه في جزء له مفرد في
القنوت ، و نقل البيهقي تصحيحه عن الحاكم ، فظن الشيخ أنه في ( المستدرك ) " .
( فائدة ) : جاء في ترجمة أبي الحسن الكرجي الشافعي المتوفى سنة ( 532 ) أنه
كان لا يقنت في الفجر ، و يقول : " لم يصح في ذلك حديث " .
قلت : و هذا مما يدل على علمه و إنصافه رحمه الله تعالى ، و أنه ممن عافاهم
الله عز وجل من آفة التعصب المذهبي ، جعلنا الله منهم بمنه و كرمه .

(3/237)

1239 - " إن لله ضنائن من عباده ، يغذوهم في رحمته ، و يحييهم في عافيته ، و إذا
توفاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كالليل المظلم و هم منها في
عافية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/388 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " ( 3/201/1 - 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 405 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 1/6 ) و الخطيب في " التلخيص " ( ق 68/2 ) و الهروي
في " ذم الكلام " ( 4/83/1 ) من طريقين عن إسماعيل بن عياش : حدثني مسلمة بن
عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . قال العقيلي :
" مسلمة بن عبد الله مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، و الرواية في هذا الباب
لينة " .
و قد روي الحديث من طريق أخرى مختصرا بلفظ :
" إن لله عز وجل عبادا يحييهم في عافية ، و يميتهم في عافية ، و يدخلهم الجنة
في عافية " .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 3255 ) : حدثنا بكر : حدثنا إبراهيم بن
البراء بن النضر بن أنس : حدثنا حماد بن سلمة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
مسعود الأنصاري مرفوعا . و قال :
" لا يروى عن أبي مسعود إلا بهذا الإسناد ، و لا يحفظ لحماد عن الأعمش إلا هذا
، و قد روى حماد عن الحجاج بن أرطاة عن الأعمش ، و لا ينكر أن يكون قد سمع من
الأعمش ، لأنه قد روى عن جماعة من الكوفيين منهم سلمة بن كهيل و حماد بن سليمان
و عاصم بن بهدلة و أبو حمزة الأعور و غيرهم " .
قلت : لكن الراوي عنه إبراهيم بن البراء متهم بالكذب . قال ابن عدي :
" ضعيف جدا حدث بالبواطيل " . و قال ابن حبان :
" يحدث عن الثقات بالموضوعات " .

(3/238)

1240 - " يوم كلم الله موسى عليه السلام ، كانت عليه جبة صوف ، و سراويل صوف ، و كساء
صوف ، و نعلاه من جلد حمار غير ذكي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/389 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 1/323 ) و الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 9 - 10 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 97 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 79/2 ) و ابن شاهين في " الأمالي
" ( 66/2 ) و أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 1/256/2 ) و ابن
النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/125/2 ) و كذا الحاكم في " المستدرك " (
2/379 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 17/161/1 ) و الذهبي في " الميزان من
طرق عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود مرفوعا . و قال ابن
عدي :
" حميد هذا أحاديثه غير مستقيمة ، و لا يتابع عليها " .
و قال العقيلي :
" حميد بن علي الأعرج منكر الحديث " .
و قال الترمذي :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، و حميد هو ابن علي الكوفي ،
قال : سمعت محمدا يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث ، و حميد بن قيس
الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة . قال أبو عيسى : ( الكمة ) القلنسوة الصغيرة " .
قلت : و أما الحاكم فقال :
" هذا حديث صحيح على شرط البخاري " !
و إنما قال ذلك لأنه وقع في إسناده : " حميد بن قيس " أي المكي الثقة ، و ذلك
من أوهامه ، و لذا تعقبه الذهبي في " تلخيصه " بقوله :
" قلت : بل ليس على شرط ( خ ) ، و إنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس ، كذا ،
و هو خطأ ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي ، أو ابن عمار ، أحد المتروكين
، فظنه المكي الصادق " .
قلت : فالسند ضعيف جدا ، من أجل تفرد حميد هذا الواهي به ، قال الذهبي في
ترجمته من " الميزان " :
" يروي عنه خلف بن خليفة ، واه " .
و قال في موضع آخر :
" متروك .. قال أحمد : ضعيف ، و قال أبو زرعة عنه : واه ، و قال الدارقطني :
متروك ، و قال ابن حبان : يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة كأنها كلها
موضوعة ، و قال النسائي : ليس بالقوي " .
ثم ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث هذا أحدها .
ثم رأيت في " منتخب ابن قدامة " ( 11/209/2 ) :
" قال مهنا : سألت أحمد عن حديث خلف بن خليفة عن حميد الأعرج .. فذكره فقال :
منكر ليس بصحيح ، أحاديث حميد عن عبد الله بن الحارث منكرة " .
و قد وقع لابن بطة الحنبلي وهم فاحش في متن هذا الحديث ، فقد رواه عن إسماعيل
ابن محمد الصفار : حدثنا الحسن بن عرفة : حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج به
و زاد في آخره :
" .. فقال : من ذا العبراني الذي يكلمني من الشجرة ؟ قال : أنا الله " !
هكذا ساقه من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/192 ) و قال :
" لا يصح ، و كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين ، و المتهم به حميد " .
فتعقبه الحافظ في " اللسان " ( 4/113 ) ثم السيوطي في " اللآلي المصنوعة " (
1/163 ) فقال :
" كلا والله ، بل حميد بريء من هذه الزيادة المنكرة فقد أخبرنا به الحافظ ..
أنا إسماعيل بن محمد الصفار .. " .
قلت : فذكره كما تقدم من تخريج الجماعة بدون الزيادة ، و جزء ابن عرفة هو من
رواية الصفار هذا ، و ليس فيه الزيادة ، و كذلك هو عند بعض من ذكرنا من
المخرجين من غير طريق الصفار عن خلف بن خليفة به دون الزيادة ، و كذلك رواه أبو
يعلى في " مسنده " عن خلف . ثم قال الحافظ :
" و قد رويناه من طرق ليس فيها هذه الزيادة ، و ما أدري ما أقول في ابن بطة بعد
هذا ، فما أشك أن إسماعيل بن محمد الصفار لم يحدث بهذا قط ، والله أعلم بغيبه "
.
قلت : يمكن أن يقال أن هذا من أوهام ابن بطة ، فقد قال الذهبي في ترجمته من "
الميزان " :
" إمام ، لكنه ذو أوهام " .
ثم ساق له حديثين قال في كل منهما :
" باطل " . يعني بخصوص الإسناد الذي رواه ابن بطة به . ثم قال :
" و مع قلة إتقان ابن بطة في الرواية كان إماما في السنة ، إماما في الفقه ،
صاحب أحوال و إجابة دعوة رضي الله عنه " .
و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 141 طبع الأنصار ) :
" صدوق في نفسه ، تكلموا في إتقانه " .
و قال في " الضعفاء " :
" يهم و يغلط " .
ثم رأيت الحافظ قد استظهر ما ذكرنا فقال ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة
" ( 1/229 ) بعد أن ذكر كلام الحافظ الذي نقلته عن " لسانه " :
" قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " ( يعني : تلخيص الموضوعات ) : تفرد بها ابن
بطة ، و إلا فهو في نسخة الصفار عن الحسن بن عرفة عن خلف بدونها ، انتهى .
و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على حاشية " مختصر الموضوعات " لابن درباس : هذا
الحديث في نسخة الحسن بن عرفة رواية إسماعيل الصفار عنه ، و ليس فيه هذه
الزيادة الباطلة التي في آخره ، و الظاهر أن هذه الزيادة من سوء حفظ ابن بطة
انتهى " .
و علق عليه بعض من قام على التعليق على " تنزيه الشريعة " و أظنه الشيخ
عبد الله محمد الصديق الغماري فقال :
" و لم لا تكون من وضعه ؟ " .
قلت : لأنه عالم فاضل صالح بلا خلاف ، و الخطأ لا يسلك منه إنسان ، و لمجرد
وقوع خطأ واحد في مثله لا يجوز أن ينسب إلى الوضع حتى يكثر منه ، و يظهر مع ذلك
أنه قصد الوضع ، و هيهات أن يثبت ذلك عنه !
على أن بعض أهل العلم من المحققين المعاصرين <1> قد ذهب إلى أن هذه الزيادة
إنما ذكرها ابن بطة " على وجه الاستنباط و التفسير ، و اعتمد في رفع الالتباس
على قرينة حالية ، مع علمه بأن الحديث مشهور ، فجاء من بعده فتوهم أنه ذكر ذلك
الكلام على أنه جزء من الحديث .. " .
و هذا الجواب و إن كان ليس بالقوي في وجهة نظري ، فهو أولى من نسبة الإمام ابن
بطة إلى أنه تعمد وضعها ، مع ثبوت فضله و صلاحه عند أهل العلم <2> .
ثم إن وصف الشيخ المعلمي الحديث بأنه مشهور عند ابن بطة ، الظاهر أنه يعني به
الشهرة اللغوية التي لا تتنافى مع الضعف ، و هو كذلك في " علم المصطلح " حتى
إنهم ليطلقونه على ما لا إسناد له . فتنبه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] هو العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن العلمي اليماني ذكر ذلك في ترجمته لابن
بطة رقم ( 153 ) من كتابه العظيم " التنكيل " . و قد مضت كلمة حوله ذكر ذلك ردا
على الكوثري الذي زعم أن هذه الزيادة من وضع ابن بطة موافقا فيه الغماري و
كلاهما من أهل الأهواء على علمهما *( و من يضلل الله فما له من هاد )* . اهـ .

[2] و راجع لهذا آخر ترجمة ابن بطة في " التنكيل " . اهـ .
2

(3/239)

1241 - " كلم الله موسى ببيت لحم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/393 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5/341/1 ) من طريق تمام الحافظ : نا علي بن
يعقوب بن شاكر : نا أحمد بن أبي رجاء : نا سعيد بن محمد المصيصي : نا يحيى بن
صالح : نا سعيد بن عبد العزيز عن مسلم عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، مسلم هذا هو ابن كيسان الكوفي الملائي و هو ضعيف
جدا ، قال ابن معين :
" ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" يتكلمون فيه " ، و قال في موضع آخر : " ذاهب الحديث لا أروي عنه " .
و قال النسائي :
" متروك " .
و سعيد بن عبد العزيز و هو التنوخي و هو ثقة لكنه كان اختلط .
و من دون يحيى بن صالح - و هو الوحاظي ثقة - لم أجد لهم ترجمة ، ما عدا تمام
فهو حافظ مشهور .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه . و لم
يتكلم عليه المناوي بشيء !

(3/240)

hg[.x hgvhfu ,hguav,k lk hgsgsgm hgqudtm gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 29 : 04 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 44 : 04 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** الحاج عبد الجواد









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 43 : 11 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابو توفيق
اللقب:
نائب المشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو توفيق


البيانات
التسجيل: 30 / 03 / 2016
العضوية: 54282
المشاركات: 2,489 [+]
بمعدل : 0.84 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 347
نقاط التقييم: 12
ابو توفيق is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 54282
عدد المشاركات : 2,489
بمعدل : 0.84 يوميا
عدد المواضيع : 178
عدد الردود : 2311
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
جزاكم الله خيراً
اخي ****** ابوعبدالله
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@









عرض البوم صور ابو توفيق   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 51 : 04 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج ابوتوفيق
رفع الله قدركم
في الدارين









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, من, الالباني, الجزء, الرابع, السلسلة, الضعيفة, والعشرون

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018