الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | محمد منير | مشاركات | 1 | المشاهدات | 869 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
01 / 10 / 2015, 35 : 11 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام بقلم : د / ياسر حمدى { وكل بدعة في دين الله لا أصل لها استحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه أو النقص منه ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التى لا تؤدى إلى ما هو شر منها } الأصل الحادي عشر . { والبدعة الإضافية والتَّرْكِيَّة والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي ، لكل فيه رأيه ، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان } الأصل الثاني عشر مقدمة ( طاعة الله و الرسول ) يقول تعالى في كتابه العزيز { هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً } فكانت الحياة ميدان اختبار وامتحان من الله لعباده ليبلوهم أيهم أحسن عملاً وجعل الطريق إلى لقائه العمل الصالح الخالص { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } . ولكي لا يضل العباد طريقهم أنزل الله لهم الكتب والمناهج على رسله { يبين الله لكم أن تضلوا } أي حتى لا تضلوا يقول تعالى { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } وجعل الله قبول التكليف من الله أمانة لم يستطع حملها الكائنات الكونية { إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان } وما كانت الأمانة إلا التكليف واتباع منهج الله فمن اتبع وأطاع كان له الجزاء ومن انحرف وعصى كان عليه العقاب . * ولقد حذرنا الله تعالى مغبة عدم الطاعة والخروج عن منهج الله يقول تعالى { ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ….. } ويقول تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } بل جعل الله أساس الدين القويم وركن الإيمان الركين طاعة الله واتباع الرسول يقول تعالى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } ويقول تعالى { قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } وأمر تعالى بطاعة رسوله وجعل ذلك سبب الهداية يقول تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } وقال تعالى { ومن يطع الرسول فقد أطاع الله } { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } { وإن تطيعوه تهتدوا } ويقول تعالى آمراً باتباع الطريق القويم وعدم اتباع الأهواء الضالة { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } ويقول تعالى { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم } { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً } ويقول تعالى عن صفات المؤمنين { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } ويقول { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } وجاءت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكلماته أيضاً تأمرنا بالاتباع وتنهانا عن عدم الطاعة لله وللرسول يقول صلى الله عليه وسلم ” كلكم يدخلون الجنة إلا من أبى !! قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ” وهذا عمر يقف أمام الحجر الأسود فيقول : والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، ويقول أبو بكر رضى الله عنه (لست تاركاً شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به إني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ ) ، وجاء رجل إلى ابن عمر فقال : لا نجد صلاة السفر في القرآن فقال ابن عمر : إن الله بعث إلينا محمداً ولا نعلم شيئاً فإنما نفعل كما رأينا محمداً يفعل كنا ضلالاً فهدانا الله به فبه نقتدي . وهذا هو ابن عمر الذي بلغ حد التكلف في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك إلا أن يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا ففعلت . وروى مسلم عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الذهب للرجال وأخذ خاتماً من يد أحد الأنصار فطرحه وقال : يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيجعلها في يده . ثم قيل للرجل خذه انتفع بثمنه فتركه وقال : ما كنت لآخذ شيئاً طرحه النبي . ويروى البخاري عن السيدة عائشة قالت : يرحم الله نساء الأنصار لما سمعن هذه الآية من سورة النور ( آية 31) قامت كل واحدة منهن إلى ِمرْطها المرحل فشققنه واختمرن به ووقفن به خلف رسول الله يصلين . وفى ذلك يقول ذو النون : من علامة حب الله متابعة حبيب الله في أخلاقه وأفعاله وأمره وسنته . هكذا نجد كل النصوص تدلنا على طاعة الله لأن ذلك هو معنى الإسلام وتصديق الإيمان ولا تتم طاعة الله إلا بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ومن عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله فإنه هو الذي شرح وبين وطبق القرآن حتى صار قرآناً يمشى على الأرض ، ومن عصى الله ورسوله واتبع هواه أو هوى غيره ضل ضلالاً مبيناً وجاء إثماً عظيماً ، ولا تكون الطاعة إلا بالاتباع الكامل للكتاب والسنة وعدم الابتداع في الدين بعد ما كمل . النهى عن الابتداع وذمه لقد جعل الله للطاعة شرطين لا تُقبل الإعمال إلا بهما فبجانب الإخلاص يكون الاتباع الذي يضمن الصحة في الأداء ( فمن كان يرجو لقاء ريه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداُ ) لا يكون العمل صالحاً إلا كان موافقاً للشرع متبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” وأمرنا هو الدين وما ليس منه معناه غير موافق لقواعد الشريعة وهو رد : أي باطل إما أن يكون بدعة لا أصل لها أو فعلاً حراماً ، وفى رواية أخرى ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ” فيشمل ذلك البدعة والفعل الحرام ذلك لأن الدين هو ما شرعه الله على لسان نبيه من العقائد والعبادات والمعاملات ، وقال ابن حجر عن هذا الحديث : هو أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعده ومعناه من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله لا يلتفت إليه . وعن العرباض بن سارية قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون قلنا يا رسول الله كأنها وصية مودع فأوصنا فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سن سنة خير فاتُبع عليها فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منقوص من أجورهم شيئاً ومن سن سنة شر فاتُبع عليها كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئاً ” ويقول صلى الله عليه وسلم ” من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ” ومثال ذلك إشاعة عادة التدخين في البلاد وشيوع سب الدين على ألسنة الجهال ، والتبرج في لبس النساء وترك الحجاب وهكذا …… فالبدعة المحرمة لا تؤدى إلى خير بل هي تؤدى إلى شر في الدين ، أما ما يؤدى إلى خير لا يكون بدعة ضلالة بل هو سنة حسنة مثال ذلك كتابة المصاحف وجمعها وتنقيطها وتشكيلها . ويقول عمر بن عبد العزيز : سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستعمال لطاعة الله وقوة على الدين ، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأى من خالفها من اقتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالفهما واتبع غير سبيل المؤمنين وَّلاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً . هذا بعض ما ورد في ذم البدع في الدين والتحذير من الابتداع فيه وإنما نهى الله ورسوله عن البدع فى الدين وحذر العلماء من الابتداع فى الدين وذلك كله بسبب خطورة البدعة على الدين وعلى نقاء الشريعة وبقائها دون تحريف . وقبل أن نتكلم عن خطورة البدع وضررها وأسباب ذمها يحسُن بنا أن نعّرف البدعة وما هي ؟ تعريف البدعة وأنواعها أصل كلمة الابتداع هو الاختراع على غير مثال سابق هذا معناها اللغوي ، ومعنى البدعة الشرعي تدور حول : العمل الذي لا دليل عليه من الشرع / أو هي ما أحدث على خلاف الحق المتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم /أي خارجة عما رسمه الشرع . وقيل هي : ما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم على أنه دين وشرع بأن يجعل من الدين ما ليس منه/ ، ونضيف أيضاً ما ينقص من الدين ما هو منه وهى أيضاً الحادث المذموم المخالف للكتاب والسنة والإجماع ويقول الإمام الشاطبى عن البدعة : هي طريقة فى الدين مخترعة تضاهى الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة فى التعبد لله سبحانه/ هذا إن كان المقصود بها البدع فى العبادات فقط أما إذا المقصود العبادات والعادات معاً فإن لها تعريفاً آخر أعم من ذلك يقول فيه الشاطبى : البدعة هي طريقة فى الدين مخترعة تضاهى الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية… هنا يتبين أن خطورة البدعة أنها تريد أن تتشبه بالشرع وتشرع للناس ما ليس من الدين مما يشق ذلك عليهم ويحملهم فوق طاقتهم وفى هذا يقول الله تعالى { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } فصاحب البدعة يفعلها ليضاهى بها السنة حتى يكون ملبساً بها على الغير أو تلتبس عليه بالسنة . هل كل البدع مذمومة أم منها ما هو حسن ؟ للعلماء نظرتان فى تعريف البدعة وتناولها : الفريق الأول يرى أن البدعة شئ واحد وأن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة وهؤلاء يقصدون البدعة الشرعية الضلالة والحادث المذموم وينظرون إلى أعمال الخير المحدثة أنها من المصالح المرسلة أو من عموم ما ندب إليه الله ورسوله وفى ذلك يقول الإمام الشاطبى : أما البدع الواجبة فهي من قبيل المصالح المرسلة مثال ذلك جمع القرآن وصلاة التراويح جماعة فهي داخلة فى عموم ما ندب إليه الله ورسوله أما الفريق الثاني فيرى أن البدعة تطلق على كل ما أحدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعناها اللغوي العام وأن منها الحسن والسيئ وأن الحسن هو ما وافق أصول الشرع والسيئ ما لا أصل لها فى الدين وهى بالتالي على معنى البدعة الضلالة عند الفريق الأول وهذه بعض أقوال العلماء فى الكلام عن البدع من الفريق الثاني ( البدعة اللغوية ) :- قالوا عن البدعة : تطلق على كل مستحدث ليس له سابق سواء كان محموداً أو مذموماً . – ويقول الشافعي رحمه الله : المحدثات ضربان أحدهما ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهذه البدعة الضلال ، والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لأحد فهي محدثة غير مذمومة ويقول أيضاً : البدعة بدعتان بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم . – يقول بن العربي : المحدث نوعان محدث ليس له أصل إلا الشهوة والهوى فهذا باطل والمحدث يحمل النظير إلى النظر فهذه سنة من الخلفاء والأئمة الفضلاء . وإنما يذم من البدعة ما خالف السنة ومن المحدثات ما دعا إلى ضلالة – ويقول عبد الحق الدهلوى : كل ما ظهر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة ، كل ما وافق أصول سنته وقواعدها أو قيس عليها فهو بدعة حسنة وكل ما خالفها فهو بدعة سيئة وضلالة . – ويقول بن حزم : البدعة فى الدين كل ما لم يأت فى القرآن ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا أنها منهما ما يؤجر عليه صاحبه ويعذر بما قصد من الخير ويكون حسناً وهو ما كان أصله الإباحة أى فعل خير جاء النص بعموم استحبابه وإن لم يقرر عمله فى النص ، ومنها ما يكون مذموماً ولا يعذر صاحبه وهو ما قامت الحجة على فساده . – ويقول بن الأثير عن البدع : بدعة هوى ما كانت واقعة تحت عموم ما ندب الله إليه وبدعة ضلالة . ومن العلماء من قسم البدعة حسب الأحكام التكليفية الخمسة فجعل منها بدعة واجبة ، وبدعة مستحبة وبدعة مباحة وبدعة مكروهة وبدعة محرمة ومن هؤلاء العز بن عبد السلام والإمام القُرافى تلميذه * والاختلاف بين الفريقين فى تعريف البدعة وتقسيمها اختلاف لفظي لا يرجع إلى شئ من الأحكام ، ربما اختلفوا فى الاسم والشكل ولكنهم متفقون فى المسمى المضمون فالفريق الأول البدعة عنده هي بمدلولها الشرعي وهى البدعة الضلالة والحادث المذموم الذي لا أصل له من الشرع ولا يوجد فيها حسن أو قبيح بل كلها قبيحة وهذه هي البدعة الشرعية ذات المدلول الخاص أما الفريق الثاني فيرى البدعة بمدلولها اللغوي وهذه هي البدعة اللغوية بمدلولها العام فيكون منها الحسن والمذموم ومنشأ الذم هنا لا يعود إلى مجرد أنها محدثة أو بدعة بل إلى ما تقترن به من مخالفة السنة والدعاية إلى الضلالة أي يذم منها ما دعا إلى ضلالة ومخالفة السنة. وبالطبع واضح أنه ليس مقصود من قالوا بتقسيم البدعة إلى حسنة وقبيحة أنهم يجوزوا الابتداع فى الدين أو يقولوا بحسن الابتداع فى الدين بل الكلام متفق على خطورة البدعة وذمها وإنما الخلاف بين الفريقين خلاف لفظي حسب المدلول المقصود . – يقول بن رجب الحنبلي : البدعة ما أحدث مما لا أصل له فى الشريعة أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة أصلاً . وعلى ذلك يرى الفريق الثاني فعل عمر بن الخطاب عندما جمع الناس على إمام واحد فى صلاة التراويح فى رمضان أنه بدعة حسنة ويؤيد ذلك قول عمر ( حسنت البدعة ) ومثلها أيضاً جمع القرآن بينما يرى الفريق الأول أن هذه الأعمال من المصالح المرسلة وأن قول عمر حسنت البدعة على سبيل المجاز وبالتالي يكون هناك بدعة حقيقية وبدعة مجازية أو بمعنى آخر لغوية وليست شرعية اصطلاحية – ويقول الإمام الغزالي : ليست كل ما أبدع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهياً عنه ، بل المنهي عنه بدعة تضاد سنة ثابتة وترفع أمراً من الشرع مع بقاء علته ويضيف الغزالي بل الابتداع يجب فى بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب وكما ورد فى الحديث ( من سنَّ فى الإسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده كُتب له مثل أجرمن عمل بها لا ينقص من أجورهم ) وعكس ذلك فى الحديث الآخر ( من ابتدع بدعة ضلالة لا ترضى الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً ) ولما دخل زيد بن ثابت على أبى بكر وعمر فى قضية جمع القرآن ، قال لهما كيف تفعلان أمراً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر “هو والله خير” ومن قبل قالها عمر لأبى بكر فانشرحت صدورهم للخير وتم جمع القرآن . وعلى هذا نقول أن البدعة الشرعية هي المذمومة دائماً والبدعة اللغوية منها ما هو حسن ومنها ما هو مذموم ، والخلاف لفظي وليس حقيقي وفى هذا يقول الإمام العيني : البدعة لغة كل شئ عمل على غير مثال سابق ، وشرعاً إحداث ما لم يكن له أصل فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى على قسمين بدعة ضلالة ، وبدعة حسنة وهى ما رآه المسلمون حسناً ولا يكون مخالفاً للكتاب أو السنة أو الإجماع . ومما يدل أيضاً على أن ليس كل المحدثات بدع نجد أن النحو وأصول الفقه وسائر العلوم التي لم توجد فى الزمان الأول تبدو أنها محدثة مخترعة إلا أنها متعلقة بالدين فلها أصل وإن سميت بدعة مجازاً وعلى هذا يسميها الفريق الثاني بدعة حسنة أما الفريق الأول فلا يراها بدعة أصلاً لأن لها متعلق بالدين وأصل من الشرع وإن كان عاماً . ويقسم الفريق الثاني البدعة إلى حسنة وقبيحة والحسنة عندهم أن تكون واجبة أو مندوبة أو مباحة أما البدعة القبيحة فتكون مكروهة أو محرمة وهذه بعض الأمثلة على ذلك :- *البدعة الواجبة مثل : جمع القرآن ، تدوين المصحف ، جمع العلوم ، تفسير القرآن والسنة ، وكل هذا يندرج تحت أن حفظ الدين وبلاغه واجب وإهمال ذلك حرام . * البدعة المندوبة مثل صلاة التراويح جماعة فى رمضان * البدعة المباحة الغسل بالصابون – الأكل على المائدة – المناخل للدقيق الأكل بالملاعق . * والبدعة المكروهة مثل تخصيص يوم بالعبادة – الزيادة فى قدر التسبيح – زخرفة المساجد – وصل الفرائض بالنوافل * أما البدعة الحرام مثل ما كان من انحرافات فى العقيدة و السفور وترك الحجاب **هل البدع كلها على درجة واحدة ؟ وإن كانت البدع مذمومة إلا أن كلها ليست على درجة واحدة بل هناك الكبير منها وهناك الصغير وكما قال الشاطبى رحمه الله تُعامل كل بدعة بحسبها وكما مر بنا فهناك المحرمات وهناك المكروهات ، وكل من ذلك درجات . تقسيم آخر للبدع باعتبار العام والخاص تنقسم البدع باعتبارات مختلفة إلى 1- بدعة فعلية أو بدعة تركية والترك كمن يترك مباحاً تدينا دون عذر أو سبب 2- بدعة عملية أو بدعة إعتقادية 3- بدعة عامة فى كل زمان وبدعة خاصة فى مناسبات معينة مثل صلاة الرغائب فى أول رجب وصلاة النصف من شعبان وإحياء ليلة السابع والعشرين 4- بدعة حقيقية وهى الضلالة مثل الرهبنة ، وبدعة إضافية لها متعلق من السنة ولها متعلق من شبهة البدعة وأمثلتها الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الآذان والتأذين للعيد 5- بدعة كلية ضررها عام فى أصول الدين وعقائده وبدعة جزئية ضررها جزئ فى الفروع 6- بدعة عبادية تكون فى العبادات وبدعة عادية والعبادات هي ما يتقرب بها إلى الله رجاء الثواب ولو اعتبرنا المحدثات فى العاديات بدعاً لأدى ذلك إلى كثير من الحرج والتضييق على الناس ولكان كل ما أحدث بعد الصدر الأول بدعاً فالاختراع فى أمور الدنيا لا حرج فيه ما دام لم يصادم أصلاً من أصول الدين بشرط المحافظة على قاعدة العدل و*** المصالح ودرء المفاسد فالأصل فى العبادة الموافقة والإتباع والمطلوب فى العادة الابتكار والإبداع والتطوير والتحسين ** كلام الشيخ حسن البنا عن البدع ” وكل بدعة فى دين الله لا أصل لها استحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه ضلالة يجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدى إلى ما هو شر منها “ وقال ” البدعة الإضافية والتركية والالتزام فى العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رأيه ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان “ ونجد هنا الشيخ البنا تكلم على عدة قضايا :- 1- البدعة الضلالة هي التي لا أصل لها فى الدين 2- الابتداع يكون بالزيادة فى الدين أو النقص منه وكلاهما مرفوض 3- أسباب الابتداع اتباع الهوى 4- وجوب محاربة البدع والقضاء عليها لخطورتها على الدين 5- محاربة البدع يكون بأفضل الوسائل/ وإزالة المنكر شرطه أن لا يؤدى إلى منكر أكبر 6- البدعة الخلافية تكون فى البدع الإضافية والتركية والإلتزام فى العبادات المطلقة 7- البدعة الخلافية غير البدع الحقيقية فى القدر والذم والعاقبة 8- الأمور الخلافية ليست من البدع 9- لا بأس من مناقشة الأمور الخلافية بالدليل والبرهان/ فوجب احترام الدليل لإلغاء الهوى 10- “لا مانع من التحقيق العلمي النزيه فى مسائل الخلاف فى ظل الحب فى الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يؤدى ذلك إلى المراء المذموم والتعصب” من الأصل الثامن ولقد ذكر البنا فى مواضع أخرى أشكالاً من البدع ومتعلقات بها فى أصول الفهم يحسن بنا أن نذكرها ونستنبطها كالآتي :- • ولكن الإلهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الأحكام . ( الأصل الثالث ) • التعسف والتكلف فى فهم الآيات القرآنية . (الأصل الثاني) • والتمائم والرقى والودع والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته . الأصل الرابع • الأصل فى العبادات التعبد دون الإلتفات إلى المعاني وفى العاديات الإلتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد .( الأصل الخامس ) وتكلم فى هذا الأصل عن العمل بالمصالح المرسلة شرط عدم اصطدامها بالقواعد الشرعية . • وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم وكل ما جاء عن السلف موافقاً الكتاب والسنة قبلناه وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع . ( الأصل السادس ) • تكلم عن قضية أهمية العلم والتعلم واستكمال النقص العلمي ومعرفة الأدلة ( فى الأصل السابع ) لأن الجهل من أسباب البدع . • لا مانع من التحقيق العلمي النزيه فى مسائل الخلاف فى ظل الحب فى الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة ( الأصل الثامن ) • التأويل والتعطيل فى فهم آيات الصفات وأحاديثها ( الأصل العاشر ) • ولكن الإستعانة بالمقبورين أياً كانوا ونداءهم لذلك وطلب الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة ( الأصل الرابع عشر ) . • العرف الخاطئ والخداع اللفظي مثل الاختلاط بين الخاطب والمخطوبة ومثل تسمية الربا فائدة .( الأصل السادس عشر ) • إهمال عمل القلب أو إهمال عمل الجوارح ( الأصل السابع عشر ) • عدم الإحتراز فى تكفير المسلمين برأي أو معصية ( الأصل العشرين ) • عدم الاعتبار والإيمان بأن الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً ( الأصل الأول) ما هي البدعة الإضافية ؟ هي عمل مستند إلى شبهه وإلى دليل ففيه متعلق بالدليل من ناحية الأصل وفيه متعلق بشبهة الابتداع من ناحية الكيفية لأنها لم ترد فالبدعة الإضافية شُرعت بأصلها دون وصفها فلها متعلق من الأدلة من ناحية الأصل أما من جهة الكيفية أو التفصيل لم يقم عليها أصل أو دليل . ومن أمثلتها { الزيادة فى آخر الآذان بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الزيادة أثناءه فالآذان متفق عليه والزيادة مختلف فيها ، وأيضاً صلاة الرغائب – الصمدية – التلحين فى الآذان – التأذين للعيد – الاستغفار بعد الصلاة على هيئة الاجتماع – رفع الصوت بالذكر أمام الجنازة – الاجتماع للمآتم – قراءة القرآن على الأموات } . ما ضرر الزيادة فى العبادة ولو كانت صالحة ؟ الزيادة فى العبادات لا تجوز ول كانت صالحة والأفضل اتباع أحوال الصحابة وأعمالهم ليُعرف الحسن من القبيح والراجح من المرجوح فليست كل زيادة يقال لها عمل صالح لا يضر فإن ذلك طريق تغيير الشرائع وإلا جاز لنا صلاة الفجر أربعاً وهناك قواعد تساعدنا على فهم ما نفعله أو نتركه مثل :- • ما تركه رسول الله مع وجود المقتضى لتركه ثم زال هذا المقتضى جاز فعله مثل ذلك بناء الكعبة وتركها على البناء الخاطئ . • ما تركه رسول الله مع وجود المانع لفعله ثم زال المانع جاز فعله مثل صلاة التراويح جماعة . • ما تركه رسول الله مع وجود القدرة على فعله كان فعله بدعة مثل الآذان فى العيد . • ما تركه رسول الله مع عدم وجود مانع من فعله كان فعله بدعة مثل الصلاة على رسول الله بعد الآذان . أي إجمالاً المحدثات التي لم تفعل زمن رسول الله وخلفائه الراشدين مع وجود المقتضى لها زمن التشريع وعدم وجود مانع من فعلها كانت بدعاً . الاعتماد على العمومات فى الأدلة يعتمد البعض على عموم الأدلة للزيادة فى العبادات المحضة ويتأولون لذلك وهذا خطأ مثال ذلك : • صلاة الرغائب فى رجب وصلاة النصف من شعبان اعتمادا على حديث ( الصلاة خير موضوع ). • الآذان فى العيدين اعتمادا على الآية ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله ……) والدعاء مطلوب ولكن ليس فى العيدين • الصلاة على رسول الله فى الركوع أو بعد الآذان اعتمادا على ” صلوا عليه وسلموا تسليماً ” لأن هذا مخالف لقول رسول الله صلوا كما رأيتموني أصلى . • قراءة القرآن على الأموات ويقال إن ذلك رحمة لهم ورسول الله أعرف الناس بالرحمة وهكذا…. فالتمسك بالعموميات مع الغفلة عن بيان رسول الله بفعله وتركه لا يصح ولو عولنا على العمومات وصرفنا نظرنا عن البيان النبوي لأنفتح باب كبير من أبواب البدعة لا يمكن سده . هذا كان عن البدعة الإضافية فالأصل فيها مشروع والكيفية غير مشروعة فهي ليست فيها مخالفة صريحة أو موافقة صريحة ومنها ما يكون قريباً من الحقيقة بقدر ومنها ما يكون قريباً من البدعة بقدر . ما هي البدعة التركية ؟ هي ترك الفعل الحلال أو الشئ المباح تديناً مثل ترك أكل شئ معين أو ترك الزواج دون عذر ما المقصود بالالتزام فى العبادات المطلقة ؟ وهو تحديد ما أطلقه الشارع من الأقوال والأفعال بزمان أو مكان أو عدد لم يكن الشارع حدده أو الالتزام فى الأذكار بترتيب معين وحصر محدد وهنا يفضل مخالفة هذه الكيفيات والالتزامات وعدم المداومة على شكل واحد منها حتى لا يظن الوجوب لهذه الكيفية وكان الصحابة يتركون بعض السنن حتى لا يظن الناس الوجوب . * وعلى هذا وبعد هذا العرض تكون البدع على هذا النحو 1- بدعة حقيقية وهى بدعة ضلالة لا أصل لها فى الدين تجب محاربتها وهى المذمومة . 2- بدعة حسنة لها أصل من الشرع ومتعلق بالدين وربما سميت مصالح مرسلة . 3- بدعة مختلف فيها لها متعلق من السنة ومتعلق آخر بالبدعة وهذه البدع تقترب من السنة بأقدار مختلفة وتبعد عن البدعة بمقادير متغيرة وأمثلتها ( البدعة الإضافية – البدعة التركية – الالتزام فى العبادات المطلقة ) . ما هي المصالح المرسلة ؟ المصلحة هي *** المنفعة ودفع المفسدة ومنها المصلحة المعتبرة وهى التى شهد لها الشارع بالاعتبار بأن شرع لها أحكاماً موصلة إليها مثل القصاص لحفظ النفس / ومنها المصلحة الملغاة أو المهدرة وهى التى أهدرها الشارع بما شرعه من أحكام على عدم اعتبارها مثل إلغاء مساواة الأنثى للرجل فى الميراث والمصلحة المرسلة هي التى لم ينص الشارع على اعتبارها ولا إلغائها فهي على هذا ت*** نفعاً وتدفع ضرراً لأنها مصلحة/ ثم تكون فى الوقائع المسكوت عنها وليس لها نظير منصوص على حكمه يمكن القياس عليه مثل جمع القرآن وتوحيد المسلمين على مصحف واحد . أي أن المقصود بالمصلحة المرسلة هي إباحة النافع وحظر الضار بغير قياس على أصل معين وبغير دليل معين وإنما قضاء بأصل عام وملائم لتصرفات الشارع أو بعبارة أخرى إسناد الأحكام إلى المعاني التى لا أصول لها مثل إرادة الخير ،التيسير ، حفظ القرآن ، مصلحة الدعوة …. والمصلحة تكون عامة وليست فى الدين فقط مثل البدعة/ والنظر فيها يكون فيما عقل منها وجرى على المناسبات المعقولة وإذا عرضت على العقول تلقتها بالقبول/ وحاصل المصلحة المرسلة يرجع إلى حفظ أمر ضروري أو رفع حرج لازم فى الدين . ما هو خطر البدعة ومضارها ( أسباب الذم ) ؟ 1- البدعة اتهام للدين بعدم الاكتمال والله تعالى يقول ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فلا معنى للابتداع فى الدين والعبادات المحضة لأن النبي لم يفارق الدنيا إلا وقد أكمل الله الدين وبيّنَ لنا الرسول الشرائع يقول صلى الله عليه وسلم ” ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله تعالى إلا وقد أمرتكم به وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله تعالى إلا وقد نهيتكم عنه ” فلا يجوز الزيادة على الدين والأصل فى التعبد التوقف والإتباع . 2- البدعة بجانب أنها تتهم الشريعة بالنقص فإنها تهدم السنن وتزيد على الأحكام مما يحدث المبالغة والمشقة على الناس وإذا فتح باب الزيادة فلن يقف عند حد وكلما زاد الناس بأهوائهم قلّت السنن وزاد المشقة على الخلق والمبالغات هي التى أفسدت الأديان عندما زاد عليها مثل الرهبانية والمحرمات من الطيبات ( مثال التشديد جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادته ………………) 3- الاهتمام بالبدع فى الدين يؤدى إلى وقف الابتداع فى الدنيا فتفسد الدنيا والدين . 4- البدعة تؤدى إلى الاختلاف والفراق فى الدين يقول تعالى ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة الذين فرقوا دينهم هم أصحاب الأهواء وأصحاب البدع وأصحاب الضلالة من هذه الأمة كما ورد في التفسير. 5- صاحب البدعة نيته حسنة فيلبس على الناس أمر الزيادات ويلتبس عليه أمر الدين 6- البدع تضيع السنن كما قال بن مسعود ما أحدث قوم بدعة إلا ضيعوا مثلها من سنة 7- صاحب البدعة يفعلها ليضاهى بها الشريعة ويسن القوانين مثل الشارع فتتوهم الفرضية . من هنا نستطيع أن نضع ضوابط تعرف بها البدعة من غيرها مثل :- 1- البدعة زيادة أو نقص فى الدين والعبادة . 2- البدعة لا أصل لها فى الدين ولا نظير يقاس عليه ولا متعلق لها بالدين . 3- البدعة يراد بها المبالغة فى الدين . 4- البدعة تهدم مكانها سنة. 5- البدعة طريق مسنونة على غير طريق السنة فتؤدى إلى المشقة والتعسير . 6- البدعة عاقبتها ليس فيها الخير فإن البدعة المحرمة لا تؤدى إلى خير أما ما يؤدى إلى خير فلا يكون بدعة ضلالة. 7- البدعة لا داعي إليها ولا حاجة تدعو إليها بل هي إتباع للهوى . ما هي أسباب البدع ؟ 1- الجهل وعدم العلم بالسنن والأحكام فيؤدى الجهل إلى الابتداع والمشقة . 2- إتباع الهوى وهو من الشيطان ” أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ” ” الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنعهم يحسنون صنعاً ” قال سفيان الثوري : البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن المعصية يُتاب منها والبدعة لا يتاب منها لأن صاحب البدعة لا يرى لنفسه ذنباً حتى يتوب منه بل يرى كل ما يعمله حسن يقول تعالى ” ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ” ويقول ” ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ” ولكنه قال عن رسول الله ” وإن تطيعوه تهتدوا ” .وورد فى الحديث ” يقول الشيطان أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك ثبت فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يستغفرون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ” ويقول أيضاً ” إن الشيطان قد يأس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إنى تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه . 3- العادات والتقاليد وموروثات الآباء والأجداد ” قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ” ” ومقتدون ” يأتي الرد ” أو لو كان آبائهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ” ” قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبائكم ” فيجب أن لا يغتر بعوائد الناس وعاداتهم فإنها السموم القاتلة والداء العضال فلابد من عرض الأعمال على الشرع لتستبين يقول الحسن ( لن يزال لله نصحاء فى الأرض من عباده يعرضون أعمال العباد على كتاب الله فإذا وافقوه حمدوا الله وإذا خالفوه عرفوا بكتاب الله ضلالة من ضل وهدى من اهتدى فأولئك خلفاء الله ) فالأولى اتباع السنة وترك العادات المنافية لها يقول رسول الله ( من أحب سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي فى الجنة ) ولا يتم ذلك إلا بمعرفة السنن والعلم / ولقد حكى الشافعي إجماع الصحابة والتابعين من بعدهم على أن من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد هذه أسباب البدع من الجهل والهوى واتباع العادات والأعراف وضدها يكون أسباب القضاء علي البدعة والبعد عنها . كيف نواجه البدع ؟ 1- لا بد أولاً من محاربة البدع والعمل على إزالتها لأن وجودها خطر على العقيدة والشريعة وتسبب فرقة الجماعة واضطراب الأفراد . 2- لا بد من نشر العلم بأصول الدين والسنن لتحارب الجهل الذي يسبب البدع. 3- لا بأس من تمحيص المسائل الخلافية فى البدع وغيرها بالدليل والبرهان فى جو من الحب والتآلف وبغية الوصول إلى الحقيقة فمتى ظهر الحق وقام الدليل فلا يجوز مخالفته والخروج عليه. 4- لابد من اتباع أحسن الأساليب والوسائل فى إزالة المنكر واتباع أسلوب الحكمة والبصيرة والجدال الحسن حتى لا يؤدى إزالة المنكر إلى ما هو أشر منه أو إلى منكر أكبر منه مع مراعاة الزمان والمكان والأشخاص واختلاف البيئة وأثر ذلك فى التغيير/ فقد ترك رسول الله الكعبة على بنائها الخاطئ مخافة ارتداد العرب ولقد صلى فى الكعبة وحوله الأصنام وما كسرها إلا فى فتح مكة . 5- الاعتماد على التقوى والإيمان والترغيب والترهيب من الابتداع وتربية النفوس على حب اتباع السنة والبعد عن البدع وما يشابهها فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه فنأخذ بالثابت الواضح ونبتعد عما فيه خلاف . 6- لابد من التخفيف من صور الالتزام حتى لا يفهم ما ليس بواجب على أنه واجب وقد كان أبو بكر وعمر يتركان الأضاحي مخافة توهمهما فريضة ومثال ذلك ترك قراءة سورة السجدة فى فجر الجمعة حتى لا يتوهم أنها واجبة . 7- من المهم التوسط والتوازن فى التعامل مع كل الأمور فيفضل عدم التوسع فى أمر البدع حتى لا تشمل كل محدث وتتناول كل الأعمال / فمن الناس من توسع فى ذلك حتى قال أحدهم عن تقبيل المصحف أن ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار فهذا العمل لا يستأهل هذا الحكم . ويحسن أن نذكر كلاماً لأبن حجر فى المولد النبوي والاحتفال به يقول : إن الاحتفال بالمولد بدعة اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى فى عمله المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا ، ويستدل بقدوم النبي على المدينة ووجد اليهود يصومون عاشوراء على أنه يوم نجى الله فيه موسى قال : نحن أحق بهم بموسى وبصيامه .وهذا بلال كلما توضأ صلى ركعتين فسمع رسول الله خف نعليه فى الجنة بهذا العمل وأقره عليه مع أنه لم يأمره به من قبل ، وهذا صحابي قال بعد ” سمع الله لمن حمده ” اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه فأخبره النبي أن الملائكة تسابقت على كتابتها ، وهذا صحابي يقرأ قل هو الله أحد فى كل ركعة مع كل قرآن يقرأه لأنه يحب هذه السورة فأخبره النبي أن حبه إياها أدخله الجنة ، كل هذه إجتهادات من الصحابة فى وجود النبي وتندرج كلها تحت الأطر العامة للدين والعبادة وأقرهم عليها النبي . وورد عن الرسول قوله ” من قال حين يصبح وحين يمسى سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه . بل ربما جاز إتباع سياسات موقوتة لتجميع الأمة على أمهات الدين وقواعده فنقبل المكروه إتقاءاً للحرام من باب ارتكاب أخف الضررين . صور من البدع أ- بدع المساجد – غلق المساجد فى كل الأوقات ما عدا وقت الصلاة – التلحين فى القراءة – الصلاة على الرسول بعد الآذان – الآذان الثاني يوم الجمعة – الآذان والإقامة فى العيدين – الخطبة قبل صلاة العيد – الجمعة اليتيمة فى رمضان – زخرفة المحاريب – تمكين الأطفال من المساجد – افتتاح خطب العيد بالتكبير – قراءة سورة الكهف فى المساجد بصوت مرتفع يشوش على المصلين – حديث الناس فى المساجد بحديث الدنيا ورفع الصوت فى المساجد ” يقول رسول الله سيكون فى آخر الزمان قوم يكون حديثهم فى مساجدهم ليس لله فيه حاجة ” – عطس الرجل بجانب ابن عمر فقال : الحمد لله والصلاة على رسول الله فقال ابن عمر : ما هكذا علّمنا رسول الله أن نقول إذا عطسنا بل علّمنا أن نقول الحمد لله رب العالمين . ب – بدع المقابر – اتخاذ المقابر موسماً وعيداً يشدون إليها الرحال – زيارة المقابر فى المواسم الشرعية مثل افطر والأضحى – تبرج النساء والازدحام والاختلاط – الجلوس على المقابر والمبيت فيها – الحضرة الأسبوعية – الطواف حول الأضرحة – اتخاذ المقابر مساجد للصلاة – بناء المساجد على القبور – الإستعانة بالمقبورين – تقديم عرائض الشكوى إلى الضريح جـ – بدع الجنائز – النياحة ولطم الخدود – النفور من غسل الميت حتى صار للمحترفين فقط – المغالاة فى الكفن – المآتم يوماً أو ثلاثة – بدع الموالد د – بدع الأفراح – التبرج والاختلاط – التغالى فى المهر – الإسراف والتبذير – فض البكارة بالإصبع هـ- بدع الأعياد والمواسم – تهاون العامة فى سماع خطبة العيد – الذهاب إلى القبور بعد الصلاة وقبل الذهاب لزيارة الأهل – ترك الأضحية – الذبح فى غير وقته – عدم حضور الذبيحة – إحياء عاشوراء وليلة الثاني عشر من ربيع الأول وليلة المعراج وليلة النصف من شعبان وليلة القدر ( السابع والعشرين ) – الاحتفال بمواسم الكافرين كأنها أيام قد أبيحت فيها الخبائث مثل شم النسيم ويوم الميلاد ” يقول رسول الله لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن غيرهم ” – بدع الجمعة ( تهافت الناس على زيارة المقابر – تخصيص ليلة الجمعة بقيام أو صيام يومه- تخطى الرقاب – إهمال تطييب المساجد ) و – بدع العبادات – الجهر بالنية فى الصلاة – الوسوسة فى الصلاة – رفع الصوت فى الصلاة السرية والعكس – التهاون فى سجود التلاوة – رفع الصوت فى الاستعاذة والتسبيح – أن يقول بعد التسليمة الأولى اللهم أدخلنا الجنة وبعد الثانية أسألك النجاة من النار – ختم الصلاة بصوت مرتفع والمواظبة على ذلك لغير غرض التعليم – التخفيف الشديد فى التراويح تكاسلاً – التهاون فى أمر السنن والمندوبات – صلاة النصف من شعبان وأول رجب – تأخير الصلاة عن وقتها لغير الضرورة – ترك صلاة الخسوف والكسوف – ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتناصح بين المسلمين – التهاون بأمور الدين فى المدارس بدعوى حرية الأديان – العلمانية وفصل الدين عن الدولة والمجتمع ونواحي الحياة – ترك تعليم الأهل والأولاد – عدم معرفة النساء للتكاليف الشرعية – صوم يوم الشك بنية رمضان – الاحتفال بيوم الرؤية ز- بدع الصوفية – ذم علماء الدين – بناء قبور تزار بعد الموت – الذكر المحرف والرقص حال الذكر والتصفيق مع الذكر – تسمية الله بغير أسمائه – قراءة الفاتحة بنية كذا وكذا – ركبة الخليفة وتسلط الشيخ على المريد كالميت بين يدي الغاسل والتسليم له فى كل شئ دون منازعة – زعمهم أن الشريعة غير الحقيقة – إقامة الموالد وما فيها من الفسوق والمعاصي ح- بدع الاعتقادات – التشاؤم والتطير – الكشف عن الغيب والكهانة والتنجيم – معتقدات الفرق كالمعتزلة والقدرية والمرجئة والمشبهة وغيرها – اعتقاد العاقل الفقير أن الغنى الجاهل أفضل منه ط- بدع المعاشرة والعادات – إبطاء الطعام عن الضيف – التكلف فى الولائم – التهاون بحقوق الصحبة والإخوة – التهاون فى التحية الشرعية – ترك التسليم عند دخول المنزل والخروج منه – اختلاط الرجال بالنساء – الترفع عند تناول الطعام عن مشاركة الزوجة والخادم والمملوك – ترك المصافحة وبشاشة الوجه عند اللقاء – ظهور صور من الزواج غير الشرعي – الذهاب للحلاق للنساء – التكشف فى الحمامات – التشبه بالأجانب ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ( ليس منا من تشبه بغيرنا ) – إضاعة الوقت على المقاهي – تأخير الزواج مع توفر الداعي – تساهل المسلمين فى دخول الرجال على النساء – ترك الاستئذان على الأم والأخت – مخالطة المرأة أقارب زوجها وأولاد العم وأولاد الخال دون حجاب – الحلف بالطلاق وبالحرام – الطلاق ثلاثاً – الزار – الإعنقاد أن الإصابة بالأمراض يكون من تأثير الشيطان – سب الدين – اللعن والتكفير – لباس السواد فى المصيبة – الحلف بغير الله – القزع فى شعر الرأس – حلق اللحية – تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ى- خرافات الناس – التمائم والحروز – تخويف الأطفال بالخرافات – الذهاب إلى الدجالين – ترك كنس المنزل ليلاً – عدم الدخول على النفساء – تسمية الوليد باسم منحط حتى يعيش – تحريم الخياطة يوم الجمعة – رش الملح وإبقاء الشموع فى سبوع المولود – كدبة أبريل أخيراً …. رأينا البدع وأنواعها وأسبابها وكيفية معالجتها، ولا مخرج من ذلك إلا بحسن الالتزام بكتاب الله ودقة الإتباع لسنة رسول الله فالكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، أما السنة فهي واردة عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى فمتى تمسكنا بهما لا نضل أبداً ومتى ابتعدنا عنهما غوينا وعلى العبد أن ينشغل بما كتبه الله عليه ولا يزيد فيشق على نفسه/ وعلى المجتمع أن لا ينحرف إلى البدع فيختلف ويتفرق وإذا انشغل الناس بالابتداع فى الدين وليس هذا مطلوب منعهم ذلك من الابتداع فى الدنيا وهذا هو المطلوب ، فالأصل الابتداع فى الدين والابتكار فى الدنيا . وأن نترك أسباب البدع من الجهل والهوى والشهوة والشهرة والتقليد يقول تعالى ” وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون “ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين hgf]u hgl`l,lm | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 10 / 2015, 05 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : محمد منير المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018