الإهداءات | |
ملتقى علوم القراءات والتجويد يختص بتبيان احكام التجويد ... وشروحات لعلوم القراءات الصحيحة والمتواترة ... ودروس القرآن الكريم . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | شريف حمدان | مشاركات | 14 | المشاهدات | 39278 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
31 / 08 / 2010, 06 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآني الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد: فالواقع أن باب الوقف والابتداء باب هام جداً يجب على قارئ القرآن الكريم أن يهتم به ، إذ هو دليل على فقهه وبصيرته ؛ لأن القارئ قد يقف أحياناً على ما يخل بالمعنى ، وهو لا يدرى. أو يبتدئ بما لا ينبغي الابتداء به. فإن كان ذا بصيرة ، فإنه لن يقف إلا على ما يتم به المعنى ، اللهم إلا إذا اضطر إلى غير ذلك ، فإن عليه حينئذٍ أن يعالج أمره بأن يرجع كلمة أو أكثر أى إلى موضع يجوز الابتداء به ، فيستأنف قراءته بادئاً به ، ومنتهياً بجملة تفيد معنى يجوز الوقوف عليه. ومثل ذلك قل أيضاً فى الابتداء. والهدف من وراء ذلك كله هو عدم الإخلال بنظم القرآن ، ولا بما اشتمل عليه من معان.ولسوف يقف القارئ الكريم على أمثلة تطبيقية فيما هو آت – إن شاء الله تعالى - يدرك من خلالها ارتباط كل من الوقف والابتداء فى قراءة القرآن الكريم بالتفسير ، ولكن من حق قارئنا علينا - قبل ذلك - أن نوقفه على معنى كل من الوقف والابتداء وأهم ما يتعلق بهما من أحكام0 تعريف الوقف والابتداء: الوقف: هو قطع النطق عن آخر الكلمة. والابتداء: هو الشروع فى الكلام بعد قطع أو وقف. علاقة الوقف والابتداء بالمعنى أو التفسير: قال الصفاقسى فى كتابه تنبيه الغافلين مبيناً أهمية معرفة الوقف والابتداء: ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد ، إذ لا يتبين معنى كلام الله ، ويتم على أكمل وجه إلا بذلك ، فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى ، فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك ، ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يقرأ كتاب الله تعالى ، ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز ، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد ، وهذا فساد عظيم ، ولهذا اعتنى بعلمه وتعليمه ، والعمل به المتقدمون والمتأخرون ، وألفوا فيه من الدواوين ( ) المطولة والمتوسطة والمختصرة ، ما لا يعد كثرة ، ومن لا يلتفت لهذا ، ويقف أين شاء ، فقد خرق الإجماع ، وحاد عن إتقان القراءة وتمام التجويد. ( ) وهذا الكلام من عالم صرف حياته لخدمة القرآن كالصفاقسى ، له وجاهته ، وهو يؤكد ما قلته آنفاً عن ارتباط الوقف والابتداء بالتفسير. وقال السخاوى فى تأكيد ذلك أيضاً: فى معرفة الوقف والابتداء الذى دونه العلماء تبيين معانى القرآن العظيم ، وتعريف مقاصده ، وإظهار فوائده ، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده 00 وقد اختار العلماء ، وأئمة القراء تبيين معانى كلام الله تعالى وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ومفصلاً بعضه عن بعض ، وبذلك تلذ التلاوة ، ويحصل الفهم والدراية ، ويتضح منهاج الهداية. ( ) من الآثار الدالة على وجوب معرفة الوقف والابتداء: 1- حديث الخطيب الذى خطب بين يدى النبى - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما. ثم وقف على "يعصهما" ثم قال فقد غوى. هنا قال له النبى -صلى الله عليه وسلم -: "بئس الخطيب أنت" ( ) وقد قال له النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك لقبح لفظه فى وقفه ، إذ خلط الإيمان بالكفر فى إيجاب الرشد لهما ، وكان حقه أن يقول واصلاً: ومن يعصهما فقد غوى . أو يقف على "فقد رشد" ثم يستأنف بعد ذلك " ومن يعصهما ..الخ" فهذا دليل واضح على وجوب مراعاة محل الوقف. 2- روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أنه قال: لقد غشينا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على النبى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها. 3- وقال على - رضى الله عنه - لما سئل عن قوله تعالى: ((ورتل القرآن ترتيلاً )) ( ) قال: الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف. ( ) قال ابن الجزرى فى النشر: فى كلام على - رضى الله عنه - دليل على وجوب تعلم الوقف والابتداء ومعرفته. وفى كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة - رضى الله عنهم - أجمعين وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبى جعفر يزيد ابن القعقاع - أحد القراء العشرة - وإمام أهل المدينة الذى هو من أعيان التابعين ، وصاحبه الإمام نافع بن أبى نعيم وأبى عمرو بن العلاء ، ويعقوب الحضرمى ، وعاصم بن أبى النجود - وهم من القراء العشرة - وغيرهم من الأئمة ، وكلامهم فى ذلك معروف ، ونصوصهم عليه مشهورة فى الكتب ومن ثم اشترطه كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء ، وكان أئمتنا يوقفوننا عند كل حرف ، ويشيرون إلينا فيه بالأصابع سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم الأولين -رحمة الله عليهم أجمعين. ا.هـ ( ) 4- وروى أن عمر بن عبدالعزيز – رضى الله عنه – كان إذا دخل شهر رمضان قام أول ليلة منه خلف الإمام يريد أن يشهد افتتاح القرآن ، فإذا ختم أتاه أيضاً ليشهد ختمه فقرأ الإمام قوله تعالى: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) ( ) ثم توقف عن القراءة وركع فعابه عمر وقال: قطعت قبل تمام القصة إذ كان ينبغى عليه أن يكمل الآية التى بعدها إذ فيها رد القرآن على دعواهم هذه وهو قوله سبحانه: ((ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) ( ) 5- وأختم هذه الأدلة بحديث نبوى كما استهللتها به وهو حديث أبى بن كعب ، قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الملك كان معى فقال: اقرأ القرآن ، فعد حتى بلغ سبعة أحرف فقال: ليس منها إلا شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة ، أو تختم رحمة بعذاب" ( ) قال أبو عمرو الدانى : هذا تعليم التمام من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام ، إذ ظاهره دالّ على أنه ينبغى أن تقطع الآية التى فيها ذكر النار والعقاب وتفصل مما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة والثواب ، والأمر كذلك أيضاً إذا كانت الآية فيها ذكر الجنة والنار بأن يفصل الموضع الأول عن الثانى. قال السخاوى معقباً: لأن القارئ إذا وصل غير المعنى ، فإذا قال: ((تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين)) ( ) غيرّ المعنى وصير الجنة عقبى الكافرين. ( ) مقدار الوقف: روى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن مقدار الوقف هو مقدار ما يشرب الشربة من الماء. وقيل: بل مقدار ما يقول: أعوذ بالله من النار ثلاث مرات أو سبع مرات. مذاهب القراء فيما يعتبر فى تحديد مواضع الوقف والابتداء: ذكر السيوطى فى الإتقان ( ) مذاهب أئمة القراء فى ذلك فقال: لأئمة القراء مذاهب فى الوقف والابتداء ، فنافع كان يراعى تجانسهما بحسب المعنى ، وابن كثير وحمزة حيث ينقطع النفس - وهو الوقف الاضطرارى - واستثنى ابن كثير قوله تعالى: ((وما يعلم تأويله إلا الله)) ( ) ، وقوله تعالى: ((وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم)) ( )،( ) ، وقوله تعالى : ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر)) ( ) وعاصم والكسائى - يقفان - حيث تم الكلام ، وأبو عمرو يتعمد رءوس الآيات ، وإن تعلقت بما بعدها ، اتباعاً لهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته - حيث - روى أبو داود وغيره عن أم سلمة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - " كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم يقف ، الحمد لله رب العالمين ، ثم يقف ، الرحمن الرحيم ، ثم يقف" ( ) أقسام الوقف قسم العلماء الوقف إلى أقسام عدة مختلفين فى اتجاهاتهم نحو هذا التقسيم ، والذى يترجح لدى واستقر الرأى عندى على اختياره من بين ما ذكره العلماء من أقسام أن الوقف ينقسم إلى قسمين: الأول : وقف اضطرارى: وهو ما اضطر إليه بسبب ضيق تنفس ، ونحوه ، كعجز ونسيان ، فعلى القارئ وصله بعد أن يزول سببه ، وذلك بأن يبدأ من الكلمة التى وقف عليها إن صلحت للابتداء بها ، وإلا ابتدأ بعد وقف صالح مما قبلها. الثانى: وقف اختيارى: وهو ما قصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب فهو مما يختاره القارئ ويقصده للاستراحة والتنفس ، وهذا القسم الثانى هو المقصود بالحديث عن الوقف ، لأنه هو الذى يعتمد عليه فقه القارئ وبصيرته حيث تظهر فيه شخصيته فى اختيار ما يقف عليه وما يبتدئ به. ثم إن هذا القسم ينقسم إلى أقسام هى: 1- الوقف التام ويسمى " المختار" وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى ، أو الذى انفصل عما بعده لفظاً ومعنى. ( ) والتام نفسه يتفاوت فى درجة تمامه ما بين تام وأتم ، والأتم أدخل فى كمال المعنى من التام ؛ لأن التام قد يكون له تعلق بما بعده على احتمال مرجوح ، أو يكون بعده كلام فيه تنبيه وحث على النظر فى عواقب من هلك بسوء فعله فيكون الوقف عليه أتم من الوقف على آخر القصة. ومثال ذلك قوله تعالى: ((وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل أفلا تعقلون))( ) حيث الوقف على "وبالليل" تام وعلى " أفلا تعقلون" أتم. ومن أمثلة الوقف التام أيضاً قوله تعالى عن لسان بلقيس: ((إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)) ( ) حيث أن الوقف على "أذلة " تام عند الجمهور ، وسيأتى تفصيل الكلام عن هذا المثال فيما هو آت إن شاء الله أثناء الحديث عن النماذج التطبيقية. وقد يكون الوقف تاماً على قراءة دون قراءة ، ومن ذلك قوله تعالى: ((الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. الله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض)) ( ) حيث أن الوقف على ((صراط العزيز الحميد)) تام على قراءة من رفع لفظ الجلالة "الله". وأما على قراءة من خفض لفظ الجلالة "الله" فليس بتام بل هو وقف حسن. وبالجملة فإن الوقف التام يتحقق تحققاً ثابتاً فى بعض المواضع منها - كما ذكر السيوطى-: آخر كل قصة ، وما قبل أولها ، وآخر كل سورة ، وقبل يا النداء ، وقبل فعل الأمر والقسم ولامه دون القول ، والشرط ما لم يتقدم جوابه ………. ( ) 2- الوقف الكافى ويسمى "الصالح ، والمفهوم" ، والجائز" ( ) وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ لكن له تعلق به من جهة المعنى. ومعنى ما جاء فى التعريف من كون هذا الكلام الذى يوقف عليه وقفاً كافياً لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ يعنى أنه لم يفصل فيه بين المبتدأ وخبره ، ولا بين النعت ومنعوته ، ولا بين المستثنى والمستثنى منه ، ولا بين التمييز ومميزه ، ولا بين الفاعل وفعله ……. ونحو ذلك. وأما كونه له تعلق به من جهة المعنى فكأن يكون الكلام الذى جاء بعد محل الوقف الكافى تماماً لقصة أو وعد أو وعيد أو حكم أو احتجاج أو إنكار. وحكم هذا الوقف: أنه كالوقف التام من حيث جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده. وإن كان أقل تمكناً من هذا الجواز من التام. وقد ذكر الصفاقسى له مثالاً ودليلاً على جوازه فى ذات الوقت وهو ما جاء فى صحيح البخارى بالسند المتصل عن عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال لى النبى - صلى الله عليه وسلم - " اقرأ علىّ القرآن . قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإنى أحب أن أسمعه من غيرى. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) قال أمسك ، فإذا عيناه تَذْرِفان" ( ) قال الصفاقسى بعد ذكر هذا الحديث: وهو استدلال ظاهر جلى باهر لأن القطع أبلغ من الوقف وقد أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود عند انتهائه إلى "شهيداً" والوقف عليه كاف وقيل: تام والأول هو المشهور ومذهب الجمهور ، وعليه اقتصر ابن الأنبارى والدانى والعمانى والقسطلانى وغيرهم. وهذا هو الظاهر لأن ما بعده مرتبط به من جهة المعنى لأن الآية مسوقة لبيان حال الكفار يوم المجئ حتى إنهم من شدة الهول وفظاعة الأمر يودون أنهم كانوا تراباً وصاروا هم والأرض شيئاً واحداً ، ولا يتم هذا المعنى إلا بما بعده وهو قوله تعالى: ((يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً)) فلو كان الوقف عليه - أى على "شهيداً" - غير سايغ ما أمر به - صلى الله عليه وسلم - مع قرب التام المجمع عليه منه وهو تذييل الآية المذكورة آخراً وهو قوله سبحانه ((ولا يكتمون الله حديثاً)) ( )، ( ) وفى الإتقان: يدخل تحت هذا الوقف كل رأس آية بعدها لام كى وإلا بمعنى لكن - يعنى الاستثناء المنقطع - وإن المشددة المكسورة ، والاستفهام ، وبل ، ولا المخففة ، والسين وسوف ، ونعم وبئس وكيلا مالم يتقدمهن قول وقسم. ( ) 3- الوقف الحسن:عرفه السيوطى بأنه "الذى يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده" ( ) لتعلقه به لفظاً ومعنى ( ) وذلك كأن تقف على كلام مفيد فى ذاته بحيث إذا لم تذكر ما بعده لأخذ منه معنى يحسن السكوت أو الوقف عليه. وذلك كأن يأخذ الفعل فاعله ، والمبتدأ خبره ، والشرط جوابه. كل ذلك الوقف عليه حسن ، وقد يرتقى فى الحسن إلى درجة الأحسنية بأن يضاف إلى ما ذكر وصف ونحوه. ومثاله الوقف على ((الحمد لله ……..))( ) فإنه أفاد معنى بذاته ، لذلك فإن الوقف عليه حسن لكن لا يحسن الابتداء بما بعده لأنه صفة له ، فلا يحسن أن يبتدئ بــ((رب العالمين)) لأنه مجرور حيث هو نعت لما قبله ، فيترتب عليه الفصل بين النعت ومنعوته ، ويترتب عليه أيضاً البدء بمجرور والأصل أن يبتدأ بمرفوع. إذ المبتدأ مرفوع أما المجرور فلابد من ذكر عامله معه. والحاصل أنه إن حسن الوقف على (الحمد لله) فإن الابتداء بـ( رب العالمين) لا يحسن لكونه صفة لما قبله ، ويستثنى من هذه القاعدة كما يقول الصفاقسى ما لو كان "الموقوف عليه رأس آية ، فلا يعيد ما وقف عليه لأنهن فى أنفسهن مقاطع ؛ ولأن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع ، ويقف عليها ولم يفرق بين ما هو متعلق بما قبله وغيره ، بل جعل جماعة الوقف على رءوس الآى سنة ، واستدلوا على ذلك بالحديث الذى رواه الترمذى بسند صحيح "أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول: الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول : مالك يوم الدين ……." ( ) ثم يقول الصفاقسى أيضاً: وإنما ذكروا هذا الحسن ليتسع الأمر على القارئ فربما ضاقت نفسه قبل الوصول إلى التام والكافى لا سيما ما كان من ضيق الحنجرة ، فللإنسان طاقة محدودة من الكلام الذى يجمعه فى نفس واحد. ( ) وبعد فهذه هى الأقسام الثلاثة التى يجوز فيها الوقف مع التفاوت بينها فى التمكن من هذا الجواز. فيندب فى حق القارئ الوقوف على الأتم وإلا فالتام ، فإن لم يستطع فعلى الأكفى وإلا فعلى الكافى ، فإن لم يستطع فعلى الجائز - الحسن - "ويعيد ما وقف عليه إلا أن يكون رأس آية ، ولا يعدل عن هذه إلى المواضع التى يكره الوقوف عليها إلا من ضرورة كانقطاع نفس ويرجع إلى ما قبله ليصله بما بعده فإن لم يفعل عوتب ولا إثم عليه" ( ) 4- الوقف القبيح: هذا هو القسم الرابع من أقسام الوقف الاختيارى وقد عرفه السيوطى بأنه "الذى لا يفهم المراد منه" ( ) وذلك كأن يقرأ سورة الفاتحة فيقول "الحمد" ويقف فإنه لم يفد معنى ، أو أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه كأن يقف على (رب) دون (العالمين) أو على (مالك) دون (يوم الدين) فذلك قبيح أيضاً ؛ لأن المضاف والمضاف إليه كالشئ الواحد. وبالجملة فإن كل ما لا يفيد معنى ولا يفهم المراد منه فإن الوقف عليه قبيح. وأقبح منه الوقف الذى يفسد المعنى ، ويثبت خلاف المقصود. وذلك كمن يقف على ( ولأبويه ) من قوله سبحانه: ((وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه)) ( ) فإنه يوهم أن للأبوين النصف كذلك ، وهذا خلاف المقصود ، حيث إن فى بقية الآية تفصيلاً لحق الأبوين ((ولأبويه لكل واحد منهما السدس ………)) الخ. فالوقف على (فلها النصف) وقف أكفى ، والوقف على (ولأبويه) وقف أقبح. ومثاله أيضاً الوقف على (والموتى) من قوله سبحانه: ((إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى))( ) فهو يوهم أن الموتى يستجيبون كذلك. والمقطوع به أنه ليس هناك تكليف بعد الموت حتى يوصف الموتى بالاستجابة وعدمها. أو يوهم أن الموتى يسمعون لو جعلنا العطف على فاعل (يسمعون) وهو واو الجماعة. قال الصفاقسى: وليس كذلك ، بل (الموتى) يستأنف ، سواء جعلته مفعولاً لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده أى ويبعث الله الموتى ، أو جعلته مبتدأ وما بعده خبره ، فالوقف على (يسمعون) هو أكفى وقيل: تام. ( ) ومنه أيضاً أن يقف على قوله تعالى: ( قالوا ) من قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)) ( ) أو قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)) ( ) لأن الابتداء بما بعد قالوا فى الآيتين يؤدى إلى إثبات ما هو كفر ، لذلك قال السيوطى: من تعمده وقصد معناه فقد كفر. ( ) ومنه أن يقف على ((فويل للمصلين)) ( ) مع أنه رأس آية ، ومنه أيضاً الوقف على المنفى دون المثبت فى نحو قوله سبحانه : ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) ( ) إذ الوقف على (لا إله) نفى للألوهية وهو كفر لو اعتقد القارئ ذلك أو تعمده. أو قوله سبحانه ((وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً)) ( ) فالوقف على (وما أرسلناك) نفى لرسالته - صلى الله عليه وسلم - ، فلا يجوز تعمد ذلك ولا اعتقاده. وهنا أنبه على أن كل ذلك قبيح أو أقبح فى حق من اختار الوقف ، ولا يدخل فى ذلك من اضطر إلى الوقف بسبب انقطاع النفس أو نسيان ونحوه ، فإن على القارئ حينئذٍ أن يرجع إلى موضع يجوز الابتداء به وصولاً إلى موضع يجوز الوقف عليه ، وبذلك يكون الكلام قد انتهى عن الوقف واقسامه. الابتداء ومراتبه مضى تعريف الابتداء وأنه: الشروع فى القراءة بعد قطع أو وقف. وإذا كان الذكر قد سبق بأن الوقف لا يكون إلا على ما يتم به المعنى ويوفى بالمقصود ، فإن الابتداء كذلك أيضاً لا يجوز أن يبتدأ إلا بما هو مستقل المعنى ، بل إن هذا الشأن فى الابتداء آكد واشد إلزاماً ؛ لأن الابتداء يكون باختيار القارئ لا تلجئه إليه ضرورة كما هو الحال فى الوقف أحياناً. وتتفاوت مراتب الابتداء تماماً كتفاوت مراتب الوقف من حيث التمام والكفاية والحسن والقبح. والقبيح منه يتفاوت فى القبح ما بين قبيح وأقبح وذلك كمن يقف على قوله تعالى: ((لقد كفر الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله ثالث ثلاثة)) أو ((إن الله هو المسيح ابن مريم)) وقد مضت الإشارة إلى ذلك قريباً ، ويلحق بذلك أيضاً من وقف على قوله تعالى: ((لقد سمع الله قول الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله فقير ونحن أغنياء)) ( ) أو كمن يقف مضطراً على قوله تعالى: (( وما لى )) ثم يستأنف ((لا أعبد الذى فطرنى)) ( ) ونحو ذلك مما أفاض فى التمثيل له العلماء كالسيوطى والصفاقسى. وتفاوت مراتب الوقف هذه إنما مرجعه إلى المعنى ، فما يكون مؤدياً لمعنى جديد مستأنف هو الذى يكون الابتداء به فى أرقى درجاته وهلم جرا. قال السيوطى: لا يجوز - الابتداء- إلا بمستقل المعنى موف بالمقصود ، وهو فى أقسامه كأقسام الوقف الأربعة ويتفاوت تماماً وكفاية وحسناً وقبحاً ، بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى وإحالته. ثم ساق بعض الأمثلة للقبيح والأقبح فارجع إليه. ( ) حيث إن فيما ذكرناه غنية وكفاية. والسلف الصالح - رضى الله عنهم - كانوا يراعون مواضع الوقف والابتداء تمام المراعاة خشية أن يقف الواحد منهم على مالا يجوز أو أن يبتدئ بما لا ينبغى بل إن بعضهم كان "إذا قرأ ما أخبر الله به من مقالات الكفار يخفض صوته بذلك حياءً من الله أن يتفوه بذلك بين يديه" ( ) وليس معنى ذلك أن من يجهر بمثل ذلك يكون مخطئاً أو لم يراع قواعد الأدب مع الله لأن السر والجهر بالنسبة إلى الله تعالى سواء. قال تعالى: ((وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور)) ( ) ومن العلماء الذين نبهوا على وجوب مراعاة ذلك الإمام مكى بن أبى طالب فى كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع ، وضرب على ذلك بعض الأمثلة على ما لا يجوز الابتداء به ومن ذلك الابتداء فى القراءة بقوله تعالى ((الله لا إله إلا هو)) ( ) بعد الاستعاذة مباشرة فإنه غير سائغ ؛ لأن القارئ يصل "الرجيم" بلفظ الجلالة وذلك قبيح فى اللفظ يجب الكف والامتناع عنه إجلالاً لله وتعظيماً له. ومنه أيضاً الابتداء بقوله تعالى: ((إليه يرد علم الساعة)) ( ) بعد الاستعاذة مباشرة لأن القارئ يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إليه يرد علم الساعة" فيصل ذلك بالشيطان وهو قبيح جداً.( ) ما يشترط فيمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء ليس لكل واحد من الناس أن يحدد مواضع الوقف والابتداء بل ينبغى توفر شروط فيمن يقوم بشأن تحديد مواضع الوقف والابتداء منها: 1- العلم بالنحو : حتى لا يفصل -بالوقف - بين المبتدأ وخبره أو بين المتضايفين - أى المضاف والمضاف إليه - أو بين المستثنى والمستثنى منه اللهم إلا إذا كان هذا الاستثناء منقطعاً ، فإن العلماء قد اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال: أ- قال بعضهم: يجوز الفصل مطلقاً ، لأنه فى معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه. ب- وقيل: هو ممتنع مطلقاً لأن المستثنى فى حاجة إلى المستثنى منه - فى هذه الحالة - من جهة اللفظ والمعنى حيث لم يعهد استعمال إلا الاستثنائية وما فى معناها إلا متصلة بما قبلها لفظاً ، ومعنى كذلك لأن ما قبلها مشعر بتمام الكلام فى المعنى ، إذ قولك: ما فى الدار أحد هو الذى صحح: إلا الحمار. فلو قلت: إلا الحمار وحده لكان خطأ. ج- وقيل: الأمر يحتاج إلى تفصيل ، فإن صرح بالخبر جاز لاستقلال الجملة واستغنائها عما قبلها ، وإن لم يصرح به - أى الخبر - فلا يجوز لافتقارها. ( ) وبالجملة ، فإن معرفته بعلم النحو تجعله لا يقف على العامل دون المعمول ، ولا على المعمول دون العامل ، ولا على الموصول دون صلته ، ولا على المتبوع دون تابعه ، ولا على الحكاية دون المحكى ، ولا على القسم دون المقسم به ، أو غير ذلك مما لا يتم به المعنى. يضاف إلى ذلك أن الوقف قد يكون تاماً على إعراب غير تام على إعراب آخر ، فظهر بذلك ضرورة العلم بالنحو لمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء. 2- العلم بالقراءات: لأن الوقف قد يكون تاماً على قراءة ، غير تام على قراءة أخرى. 3- العلم بالتفسير: لأن الوقف قد يكون تاماً على تفسير معين ، غير تام على تفسير آخر. 4- العلم بالقصص: حتى لا يقطع قبل تمام قصة. 5- العلم باللغة: التى نزل عليها القرآن. هذه الشروط اشترطها ابن مجاهد ، ونقلها عنه السيوطى موجزة. ( ) واشترط غير ابن مجاهد العلم بالفقه كذلك. قال صاحب هذا الرأى: ولهذا فإن من لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب فإنه يقف عند قوله تعالى: ((ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا)) ( ) ، وأما من قالوا بقبول شهادته إذا تاب ومن جملة ذلك إقامة الحد عليه ، أقول: هؤلاء يصلون الآية بالآية التى بعدها ((إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا)) قال النكزاوى مقرراً ضرورة علم الفقه للقارئ: لابد للقارئ من معرفة بعض مذاهب الأئمة المشهورين فى الفقه ؛ لأن ذلك يعين على معرفة الوقف والابتداء ؛ لأن فى القرآن مواضع ينبغى الوقف على مذهب بعضهم فيها بينما يمتنع على مذهب آخرين.( ) والذى ينبغى علمه أن كلاً من التفسير والوقف مرتبط بالآخر ، وهذه الحقيقة نتصورها أحياناً فى القراءة الواحدة ، وأحياناً فى القراءات المختلفة. قال السيوطى مقرراً هذه الأخيرة: الوقف قد يكون تاماً على قراءة غير تام على أخرى ….. والوقف يكون تاماً على تفسير وإعراب غير تام على تفسير وإعراب آخر.( ) ومثال هذا: الوقف على ((لا ريب))( ) فإنه يكون تاماً إن جعلنا ((فيه هدى)) مبتدأً وخبراً وهو اتجاه نافع وعاصم ، ولو جعلنا الجار والمجرور ( فيه) متعلقاً بــ( لا ريب ) فالوقف يكون على (لا ريب فيه ) ويستأنف بعد ذلك بـ(هدى للمتقين) أى: هو هدى ، فعلى الأول الوقف تام على قول أصحاب الوقف ، وعلى المعنى الثانى الوقف كاف.( ) أمثلة تطبيقية تؤكد مدى ارتباط كل من التفسير والوقف بالآخر غير ما ذكر 1- قال تعالى: ((هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا))( ) وشاهدنا من هذه الآية هو قوله سبحانه: ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم……)) حيث قال الجمهور( ) : الوقف على قوله: (إلا الله) وقف تام. وقال غيرهم: ليس تاماً بل يوصل بما بعده ولا يوقف عليه. تفسير الآية على رأى الجمهور: الله عز وجل فى هذه الآية يذكر لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وللناس أجمعين أنه أنزل القرآن فيه المحكم الواضح ، والمتشابه غير الواضح( ) ثم بين بعد ذلك أن أهل الزيغ الحاقدين يتبعون هذا المتشابه بهدف التشكيك وإثارة البلبلة بين صفوف المؤمنين ، مع أن المتشابه لا يعلمه إلا الله وحده فقط ، وعلى ذلك فالجملة التى بعد هذا الوقف وهى قوله: ( والراسخون فى العلم يقولون …….) ليست معطوفة على لفظ الجلالة ، بل الواو للاستئناف و "الراسخون" مبتدأ وجملة "يقولون" خبر فالجملة هذه مقطوعة إذن عما قبلها ، وقد قال بهذا القول كل من: ابن عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبدالعزيز وأبى الشعثاء وأبى نهيك ، وهو مذهب الكسائى والفراء والأخفش وأبى عبيد وحكاه ابن جرير الطبرى عن مالك واختاره.( ) تفسير الآية على رأى غير الجمهور: وبناء على رأى غير الجمهور يكون المعنى أن الراسخين فى العلم المتمكنين منه يعلمون أيضاً تأويل المتشابه ، فقوله سبحانه ( والراسخون فى العلم يقولون …….)ليس مقطوعاً عما قبله ولكن معطوفاً عليه ، فالواو للعطف و "الراسخون" معطوف على لفظ الجلالة و "يقولون" حال. وهذا الرأى منقول عن مجاهد وابن عباس فى قول آخر حيث نقل عنه أنه قال: أنا ممن يعلم تأويله. ومن هنا نعلم أن تفسير الآية قد اختلف بناءً على اختلاف القراء حول موضع الوقف فيها. وإن شئت قلت: إن موضع الوقف قد اختلف حسب اختلاف نظرة العلماء إلى تفسيرها ، فالتلازم واضح وظاهر بين موضع الوقف والتفسير. هذا وقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الرأيين ومنهم ابن عطية الذى قال: وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق وذلك أن الله تعالى قسم آى الكتاب قسمين: محكماً ومتشابهاً فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب ولا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شئ يلبس ويستوى فى علمه الراسخ وغيره. والمتشابه يتنوع ، فمنه مالا يعلم البتة كأمر الروح وآماد المغيبات التى قد علم الله بوقوعها إلى سائر ذلك ، ومنه ما يحمل على وجوه فى اللغة ومناح فى كلام العرب فيتأول تأويله المستقيم ، ويزال ما فيه مما عسى أن يتعلق به من تأويل غير مستقيم كقوله تعالى فى عيسى ((وروح منه))( ) إلى غير ذلك ، ولا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قدر له ، وإلا فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمى راسخاً.( ) وقال الشوكانى: ومن أهل العلم من توسط بين المقامين فقال: التأويل يطلق ويراد به فى القرآن شيئان ، أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشئ وما يؤول أمره إليه ….. فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة - تام - لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه إلا الله عز وجل ….. وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والبيان فالوقف على (والراسخون فى العلم) لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار.( ) وحاصل ذلك أننا لو نظرنا بإمعان إلى رأى الفريقين لأدركنا أن كل فريق قد أصاب الحقيقة من وجه وذلك بأن نحمل رأى المعارضين لمعرفة الراسخين فى العلم لتأويل المتشابه نحمله على نوع منه وهو الذى استأثر الله بعلمه ، فهذا لا اطلاع لأحد عليه إلا الله كوقت الساعة وخروج الدابة ونزول المسيح ….الخ ونحمل رأى المؤيدين على المتشابه الذى يعرف المراد منه بالبحث والنظر ، فإن الراسخين فى العلم يعلمون تأويله حيث هم أهل البحث والنظر ، وذلك مثل المتشابه الذى يرجع التشابه فيه إلى اللفظ المفرد من جهة غرابته أو اشتراكه أو ما يرجع التشابه فيه إلى تركيب الكلام ونحو ذلك.( ) (2) - قال تعالى: ((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً. لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولاً))( ) وشاهدنا هو قوله سبحانه : ((لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى) حيث وقف الجمهور عليه وقفاً تاماً( ) ؛ لأن كلام الظالم قد انتهى عند هذا الحد. ثم جاء بعد ذلك قوله سبحانه: ((وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) تقريراً وبياناً لما قبله. والمراد بالظالم عقبة ابن أبى معيط كما سيأتى بيانه ، وقال بعضهم: إن هذا القول (وكان الشيطان ……. ) الخ هو من تتمة كلام الظالم وعليه فالوقف على (خذولاً) وليس على (إذ جاءنى) والمراد بالشيطان إما الخليل - وهو أمية بن خلف على ما سيأتى أو أبى بن خلف - وعلى ذلك فتسمية الخليل شيطاناً فلأنه قد أضله وزين له الكفر وعدم الإيمان فقلد الشيطان فى ذلك ونهج نهجه فى الصد والإضلال. وقد يراد بالشيطان هنا إبليس إذ هو الأصل فى الغواية والإضلال. قال الشوكانى تعليقاً على قوله تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها ، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى ، أو من تمام كلام الظالم ، وأنه سمى خليله شيطاناً بعد أن جعله مضلاً ، أو أراد بالشيطان إبليس لكونه الذى حمله على مخاللة المضلين.( ) ولتوضيح معنى هذه الآيات نسوق سبب نزولها ، حيث نقل السيوطى فى الدر المنثور روايات متعددة حول سبب نزول هذه الآيات وبدأ هذه الروايات بقوله: أخرج ابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضى الله عنهما : أن أبا معيط كان يجلس مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بمكة لا يؤذيه ، وكان رجلاً حليماً ، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه ، وكان لأبى معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش: صبأ أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلاً ، فقال لامرأته: ما فعل محمد مما كان عليه؟ فقالت: أشد مما كان أمراً فقال: ما فعل خليلى أبو معيط؟ فقالت: صبأ فبات ليلة سوء ، فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه ، فلم يرد عليه التحية فقال: مالك لا ترد علىّ تحيتى؟ فقال: كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت؟ قال: أو قد فعلتها قريش؟ قال: نعم . قال: فما يبرئ صدورهم إن أنا فعلت ؟ قال: نأتيه فى مجلسه وتبصق فى وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم ، ففعل ، فلم يزد النبى -صلى الله عليه وسلم - أن مسح وجهه من البصاق ثم التفت إليه فقال: إن وجدتك خارجاً من جبال مكة أضرب عنقك صبرا ، فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه : اخرج معنا. قال: قد وعدنى هذا الرجل إن وجدنى خارجاً من جبال مكة أن يضرب عنقى صبرا فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك ، فلو كانت الهزيمة طرت عليه ، فخرج معهم فلما هزم الله المشركين ، وحل به جمله فى جدد من الأرض ، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسيراً فى سبعين من قريش ، وقدم إليه أبو معيط ، فقال: تقتلنى من بين هؤلاء . قال نعم. بما بصقت فى وجهى فأنزل الله فى أبى معيط: ((ويوم يعض الظالم على يديه )) إلى قوله : ((وكان الشيطان للإنسان خذولا)).( ) وفى بقية الروايات المذكورة فى الدر المنثور وغيره( ) ما يفيد أن الظالم هو عقبة ابن أبى معيط وليس أباه ، وهو الصحيح والخليل هو أمية بن خلف ، وقيل: أبى بن خلف. والراجح أنه أمية.( ) وجاء فى هذه الروايات أيضاً أن الذى قتل عقبة هو على بن أبى طالب بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم . (3)- جاء فى سورة النمل فى سياق حديث بلقيس مع قومها حين كانت تشاور فى أمر سليمان عليه السلام أقول: فى هذا السياق جاء قوله تعالى: ((قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون))( ) قال الجمهور عن هذه الآية : إن الوقف على (أذلة) وقف تام. وقال غيرهم: بل الوقف على (وكذلك يفعلون) وليس على (أذلة) فأما على رأى الجمهور فإن كلام بلقيس قد انتهى عند (وجعلوا أعزة أهلها أذلة) ثم جاء هذا التذييل (وكذلك يفعلون) وهو من كلام الله سبحانه تصديقاً لما ذهبت إليه بلقيس من أن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى فاتحين لها أو غازين ، فإنهم يخرجون أهلها ، ويفرقون شملهم ، ويتلفون ما فيها من خيرات. وعلى ذلك فهذا التذييل مستأنف وليس معطوفاً على ما قبله. وأما على رأى غير الجمهور ، فتذييل الآية (وكذلك يفعلون) موصول بما قبله على أنه من كلام بلقيس ، فالواو إذن للعطف ، وما بعدها من جملة مقول القول. وبذلك تكون الجملة كما يقول البيضاوى: تأكيداً لما وصفته - بلقيس - من حال الملوك وتقريراً بأن ذلك من عادتهم المستمرة.( ) وألحق السخاوى بمثل ما سقناه من أمثلة قوله تعالى: ((وله من فى السماوات والأرض ومن عنده))( ) حيث الوقف على (والأرض) تام إن جعل (ومن عنده) مبتدأ وغير تام إن جعل معطوفاً على ما قبله( ) ، والمعنى هو الذى يحدد حكم الوقف هنا. (4) قد يختلف موضع الوقف وحكمه والتفسير معه تبعاً لاختلاف القراءة. قال فى الإتقان: قد يكون الوقف تاماً فى تفسير ، وإعراب ، وقراءة غير تام على آخر.( ) وقل مثل ذلك فى بقية أنواع الوقف الأخرى. ويمثل لذلك بقوله تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى))( ) حيث قرأ نافع وابن عامر (واتَّخَذوا) بفتح الخاء فعلاً ماضياً أريد به الإخبار ، وقرأ باقى العشرة (واتخِذوا) بكسر الخاء على أنه فعل أمر.( ) حكم الوقف على (مثابة للناس وأمنا) بناءً على اختلاف القراءتين: قال فى الإتقان: الوقف كان بناءً على قراءة (واتَخذوا) بالماضى ، وتام بناءً على قراءة (واتخِذوا) بصيغة الأمر( ) التفسير على القراءتين: أما على قراءة نافع وابن عامر بفتح الخاء (واتخذوا) فهو كلام مسوق للإخبار ، معطوف على قوله تعالى: ( وإذ جعلنا) وعليه فلابد من إضمار "إذ ". والمعنى : واذكر يا محمد حين (جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً) يعنى مرجعاً يرجع الحجاج إليه بعد تفرقهم ، حيث يتمتعون فيه بالأمن ، فـ(مثابة) مصدر ثاب يثوب إذا رجع. واذكر أيضاً حين اتخذ متبعو إبراهيم مقامه مصلى - كما ذكر ابن عطية.( ) أو حين اتخذ أصحابك مقام إبراهيم مصلى امتثالاً لأمر الله الثابت بالقراءة الأخرى (واتخِذوا ) أو حين اتخذ الناس كما قال مكى.( ) وقيل: لا حاجة إلى إضمار "إذ" بل هو معطوف على "جعلنا" على أنهما جملة واحدة.( ) ولذلك لم يكن الوقف على (أمناً) تاماً على هذه القراءة لأنه مرتبط فى المعنى بما بعده على كلا التقديرين. وأما بالنسبة للقراءة الأخرى (واتخذوا) بالأمر وهى قراءة الجمهور ، فإنه كلام مستأنف جديد لا علاقة له ، بما قبله كما قال أبو البقاء.( ) ولذلك فإن الوقف على (أمنا) وقف تام ، لعدم ارتباطه لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى بما بعده. والتفسير بناءً على هذه القراءة الثانية مختلف فيه: حيث قيل: إن المأمور بذلك إبراهيم عليه السلام ومتبعوه ، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه وهو الأرجح لحديث عمر رضى الله عنه: "وافقت ربى فى ثلاث" وفيه "وقلت: يا رسول الله ، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى))( ) قال ابن خالوية فى الحجة موجهاً القراءتين: الحجة لمن كسر أنهم أمروا بذلك ودليله قول عمر " أفلا نتخذه مصلى" فأنزل الله ذلك موافقاً به قوله ، والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه. ثم قال: فإن قيل: فإن الأمر ضد الماضى ، وكيف جاء القرآن بالشئ وضده ؟ فقل: إن الله تعالى أمرهم بذلك مبتدئاً ، ففعلوا ما أمروا به ، فأثنى بذلك عليهم وأخبر به ، وأنزله فى العرضة الثانية.( ) ضوابط للوقف والابتداء يجب مراعاتها وإلا أخل القارئ بالمعنى والتفسير [ الضابط الأول ] لا يجوز الوقوف على مالا يتم به المعنى. هذه قاعدة عامة مجملة وتفصيلها " أنه لا يجوز أن يوقف على العامل دون المعمول ، ولا المعمول دون العامل ، وسواء كان العامل اسماً أم فعلاً أم حرفاً ، وسواء كان المعمول مرفوعاً أم منصوباً أم مخفوضاً ، عمدة أو فضلة ، متحداً أو متعدداً. ولا يوقف أيضاً على الموصول دون صلته ، ولا على ما له جواب دون جوابه ، ولا على المستثنى منه قبل المستثنى ، ولا على المتبوع دون التابع ، ولا على ما يستفهم به دون ما يستفهم عنه ، ولا على ما أشير به دون ما أشير إليه ، ولا على الحكاية دون المحكى ، ولا على القسم دون المقسم به وغير ذلك مما لا يتم المعنى إلا به"( ) وقد مضت الأمثلة على ذلك فى أقسام الوقف. [ الضابط الثانى ] كلمة "كلا" وردت فى القرآن الكريم فى ثلاثة وثلاثين موضعاً منها سبعة للردع بالاتفاق وهذه يوقف عليها. وهى: - ( عهدا. كلا )( ) ، (عزاً. كلا )( ) ، ( أن يقتلون. قال كلا )( ) ، ( إنا لمدركون. قال كلا)( ) ، (شركاء كلا )( ) ، ( أن أزيد. كلا)( ) ، ( أين المفر. كلا)( ) والباقى منها ما هو بمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه ، ومنها ما احتمل الأمرين أى الردع ومعنى حقاً قطعاً ففيه الوجهان.( ) وإذا استقرأنا هذه اللفظة فى القرآن الكريم فإننا سوف نجد أنها لم تذكر إلا فى النصف الثانى من القرآن الكريم وفى السور المكية فقط ولذلك قيل: وما نزلت "كلا" بيثرب فاعلمن ولم تأت فى القرآن فى نصفه الأعلى والسبب فى ذلك أن هذه الكلمة "كلا" تفيد الردع والزجر والرد على الكفار فيما يزعمون أو يدعون. [ الضابط الثالث ] كلمة "بلى" جاءت فى القرآن الكريم فى إثنين وعشرين موضعاً فى ست عشرة سورة وهى على أقسام ثلاثة: الأول: لا يجوز الوقف عليها بالإجماع ، لتعلق ما بعدها بما قبلها وذلك كائن فى سبعة مواضع هى: (بلى وربنا)( ) ، (بلى وعداً عليه حقاً)( ) ، (قل بلى وربى لتأتينكم)( ) ، (بلى قد جاءتك)( ) (بلى وربنا)( ) ، (قل بلى وربى)( ) ، (بلى قادرين)( ) الثانى: المختار فيه عدم الوقف ، وذلك فى خمسة مواضع هى: (بلى ولكن ليطمئن قلبى)( ) ، ( بلى ولكن حقت)( ) ، (بلى ورسلنا)( ) ، (قالوا بلى)( ) ، (قالوا بلى قد جاءنا)( ) الثالث : المختار فيه جواز الوقف عليه وهى العشرة الباقية: [ الضابط الرابع ] قال ابن الجزرى : كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده. [ الضابط الخامس ] كل ما فى القرآن من "الذى" و "الذين" يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً ، ويجوز فيه القطع على أنه خبر إلا فى سبعة مواضع يلزم فيها القطع وهى قوله سبحانه: ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه)( ) ، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه)( ) ، (الذين يأكلون الربا)( ) ، (الذين آمنوا وهاجروا)( ) ، (الذين يحشرون)( ) ، (الذين يحملون العرش)( ) [ الضابط السادس ] كلمة "نعم" وردت فى القرآن فى أربعة مواضع ، وضابط الوقف عليها وعدمه "أنه إن وقع بعدها واو لم يجز الوقف عليها وإن لم يقع بعدها واو فالمختار الوقف عليها ؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها ، ومثال ذلك قوله تعالى: ((ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن …… ))( ) فالمختار هنا الوقف على "نعم" لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها ، حيث إنها من قول الكفار ، وما بعدها (فأذن) ليس من قولهم. وأما المواضع الثلاثة الباقية التى وردت فيها كلمة "نعم" فإنه لا يوقف عليها لكونها مرتبطة ومتعلقة بما بعدها ، وهى قوله تعالى : 1- (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين)( ) 2- و(قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين)( ) 3- و(قل نعم وأنتم داخرون)( )،( ) وننتهى من هذه الدراسة إلى أن مراعاة مواضع الوقف والابتداء أمر من الأهمية بمكان بحيث إنه يجب مراعاته حتى لا يخل القارئ بالمعنى الذى يقصده القرآن الكريم ، وأن عدم مراعاة هذه المواضع يوقع كثيرا فى الحرج حيث يستحيل المعنى القرآنى عن مقصوده ، بل إنه يصل بالقارئ أحيانا إلى ما هو أبعد من الحرج كما عرفنا ذلك فيما مضى وفقنا الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا إلى حسن القول والعمل وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وقائدنا إلى الجنة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم0 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وأترككم مع درس اليوم عن الوقف عند علماء هذا الشأن من كتاب: الإضاءة في بيان أصول القراءة للعلامة الضباع، شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى ===================== (28 – 30 الوقف والسكت والقطع) كان كثير من المتقدمين يطلقون هذه الثلاثة ويريدون بها الوقف غالبا، وفرق بينهما (لعل الصواب بينها) عامة المتأخرين وجماعة من المتقدمين، وجعلوا كلا منها لغرض خاص، وهو التحقيق. [تعريفات] [28 – الوقف] أما الوقف فمعناه لغة: الكف عن القول والفعل أي تركهما، وعرفا: قطع الصوت على آخر الكلمة الوضعية زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة إما بما يلي الحرف الموقوف عليه أو بما قبله، فلابد من التنفس معه. وقال ملا علي القاري: الوقف قطع الصوت آخر الكلمة الوضعية زمانا فقوله "قطع الصوت" جنس، وقوله "آخر الكلمة"، فصل أخرج به القطع على بعض الكلمة فإنه لغوي لا صناعي و"الوضعية"، أدرج نحو كل ما المفصولة فإن آخرها اللام وضعا وقيدنا بالمفصولة لأن الوقف على لام كلما الموصولة لا يجوز عند القراء لمخالفة الرسم وقيد "زمانا" أخرج السكت فإنه قطع الصوت آنا، كما سيأتي. قال وهذا القيد قائم مقام التنفس الذي صرح به بعضهم، ويأتي الوقف في رؤوس الآي وأوساطها ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما وينبغي معه البسملة في فواتح السور. قال وهذا القيد قائم مقام التنفس الذي صرح به بعضهم، ويأتي الوقف في رؤوس الآي وأوساطها ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما وينبغي معه البسملة في فواتح السور. [29- السكت] وأما السكت فهو على قسمين: سكت للهمزة وسكت لغيره وقد عرفوا الأول بأنه: قطع الصوت على الساكن زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس. وعرفه بعضهم بأنه: قطع الصوت على الساكن آنا. والـ"آن" قيد، قائم مقام عدم التنفس المذكور في عبارة غيره، ويقع في وسط الكلمة وفيما اتصل رسما وعرفوا الثاني بأنه: قطع الصوت آخر الكلمة زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس. وقد اختلفت ألفاظ الأئمة في التعبير عنه بما يدل على طول السكت وقصره فقال أصحاب سليم عنه عن حمزة: سكتة يسيرة وقال ابن سليم : ولم يكن السكت على الساكن كثيرا وقال الأشناني: قصيرة وقال ابن قتيبة: مختلسة بلا إشباع وعن الأعشى: تسكت حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف وقال ابن غلبون : يسيرة وقال مكي: خفيفة وقال ابن شريح: وقيفة وقال أبو العلا من غير نفس وقال الشاطبي: سكتا مقللا والداني: لطيفة من غير قطع نفس وقال في المبهج: وقفة تؤذن بإسرار البسملة وهذا يدل على المهملة (لعلها المهلة) فقد اجتمعت ألفاظهم على أن السكت زمنه دون زمن الوقف عادة، وهم في مقداره بحسب مذاهبهم في التحقيق والتوسط والحدر. واختلفت آراء المتأخرين في المراد بكونه دون تنفس فقال أبو شامة: المراد عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة وقال الجعبري: المراد قطع الصوت زمنا قليلا أقصر من زمن إخراج النفس لأنه إن طال صار وقفا يوجب البسملة وقال ابن بضحان: أي دون مهلة وليس بالتنفس هنا أخراج النفس بدليل أن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة لم يمنع من ذلك. فدل على أن التنفس هنا بمعنى المهلة. وقال ابن جبارة: يحتمل معنيين أحدهما: سكوت يقصد به الفصل بين السورتين، لا السكوت الذي يقصد به القارئ التنفس والثاني: سكوت دون السكوت لأجل التنفس أي أقصر منه أي دونه في المنزلة والقصر. لكن يحتاج إذا حمل الكلام على هذا المعنى أن يعلم مقدار السكت لأجل التنفس حتى يجعل هذه دونه في القصر. قال: يعلم ذلك بالعادة وعرف القراء اهـ قال المحقق ابن الجزري بعد سرده ما ذكرنا والصواب حمل دون على معنى غير كما دلت عليه نصوص المتقدمين من أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس سواء قل زمنه أو كثر وإن حمله على معنى أقل خطأ قال : وإنما كان هذا صواباً لوجوه: (أحدها) ما تقدم عن الأعشى حتى يظن أنك قد نسيت وهذا صريح في أن زمنه أكثر من زمن إخراج النفس وغيره (ثانيها) قول صاحب المبهج: سكتة تؤذن بإسرار البسملة. وهذا أكثر من زمن إخراج النفس (ثالثها) أن التنفس على الساكن في نحو: الأرض، والآخرة، وقرآن. ممنوع اتفاقاً كما لا يجوز في نحو: الخالق والبارئ، لامتناع التنفس في وسط الكلمة إجماعا وأما استدلال الجعبري وابن بضحان بأن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة، لا يمنع من ذلك، فليس مطلقا لأنه إن أراد السكت منع إجماعاً، إذ لا يجوز وسط الكلمة إجماعا كما تقدم، أو بين السورتين، لأن كلامه فيه جاريا باعتبار أن أواخر السور في نفسها تمام يجوز القطع عليها والوقف. فلا محذور من التنفس عليها. نعم، لا يخرّج وجه السكت مع التنفس، فلو تنفس القارئ آخر سورة لصاحب السكت أو على (عوجاً، ومرقدنا) لحفص بلا مهلة لم يكن ساكتاً ولا واقفاً إذ السكت لا يكون معه تنفس والوقف فيه التنفس مع المهلة ثم إن السكت مقيدا سواء كان الساكن المسكوت عليه متصلا بما بعده أي في كلمة أو منفصل في كلمتين، ومنه أواخر السور فلا يجوز إلا فيما صحت به الرواية لمعنى مقصود لذاته، وهذا هو الصحيح. وحكى أبو عمرو الداني والخزاعي عن ابن مجاهد أنه جائز في رؤوس الآي مطلقاً حالة الوصل لقصد البيان وحمل بعضهم قول أم سلمة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف.. الحديث، على ذلك وإذا صح ذلك جاز. لكنه غير معمول به . اهـ [30- القطع] وأما القطع فهو عبارة عن قطع القراءة رأساً والانتقال منها إلى غيرها، كالذي يقطع القراءة على حزب أو ورد أو عشر أو في ركعة ثم يركع،.. ونحو ذلك، مما يؤذن بانقضاء القراءة والانتقال منها إلى حالة أخرى، وينبغي أن لا يكون إلا على رأس آية، لأن رؤوس الآي في نفسها مقاطع. [تنبيه] وإذا نظرت إلى الثلاثة تجدها تشترك في قطع الصوت زمنا، وينفرد السكت بكونه من غير تنفس، والقطع بكونه لا يكون إلى على رأس آية بنية قطع القراءة والانتقال منها لأمر آخر بخلاف الوقف فإنه أعم منه، فبينهما عموم وخصوص [مقدمة في علم الوقف والابتداء] [فوائد معرفة علم الوقف] ثم إن الوقف من الأمور المهمة التي يجب على القارئ معرفتها ويتأكد عليه الاعتناء بها أتم اعتناء لما يترتب على معرفته من الفوائد التي تؤدي إلى عدم الخطأ في لفظ القرآن وفهم معانيه، وله حالتان: (الأولى) معرفة ما يوقف عليه وما يبتدأ به (والثانية) معرفة ما يوقف به من الأوجه والأولى تتعلق بفن التجويد وأكثر مؤلفيه ذكروها هنالك وأفردها بالتأليف جماعة من الأئمة قديماً وحديثاً كأبي جعفر النحاس وأبي بكر ابن الأنباري والزجاجي والداني وأبي محمد العماني وأبي جعفر السجاوندي وشيخ القراء ابن الجزري وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والنكزاوي والأشموني وغيرهم والثانية تتعلق بفن القراءات وجملة الأوجه التي يقف بها القراء غالبا خمسة أوجه: 1- الإسكان 2- والروم 3- والإشمام 4- والحذف 5- والإبدال وسيأتي الكلام على كل منها قريبا إن شاء الله تعالى والسبب الداعي إلى معرفة الحالة الأولى أنه لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد ولم يجر التنفس بين كلمتين حالة الوصل بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذٍ اختيار وقف للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده، وتحتم أن لا يكون ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد، ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته كما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الترتيل من قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها. ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم. وصح بل تواتر تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر القارئ أحد أعيان التابعين وشيخ إقراء المدينة في وقته وأبي عمرو ويعقوب وعاصم وغيرهم. ومن ثم اشترط كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء. وصح عن الشعبي وهو من أئمة التابعين أنه قال: إذا قرأت (كل من عليها فان) فلا تسكت حتى تقرأ (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). وقال الإمام أبو الخير: الوقف في الصدر الأول : الصحابة والتابعين وسائر العلماء، مرغوب فيه من مشايخ القراء والأئمة الفضلاء، مطلوب فيما سلف من الأعصار، واردة به الأخبار الثابتة والآثار الصحيحة. ففي الصحيحين أن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقطع قراءته يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف.. الحديث وقال بعضهم: إن معرفة الوقف تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة كما لو وقف على قوله وربك يخلق ما يشاء ويختار فالوقف على يختار هو مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق فليس لأحد أن يختار بل الخيرة لله تعالى. أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه. وروي أن رجلين أتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما، ووقف. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم، بئس خطيب القوم أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى. ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع على المستبشع من اللفظ المتعلق بما يبين حقيقته ويدل على المراد منه، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم إنما أقام الخطيب لما قطع على ما يقبح لأنه جمع بقطعه بين حال من أطاع ومن عصى ولم يفصل بين ذلك أو يصل الكلام إلى آخره، فيقول: ومن يعصهما فقد غوى. فإذا كان مثل هذا مكروهاً مستبشعاً في الكلام الجاري بين المخلوقين فهو في كلام الله أشد كراهة وقبحاً وتجنبه أولى وأحق. وقال الهذلي في كامله: الوقف حلية التلاوة، وزينة القارئ، وبلوغ التالي، وفهم المستمع، وفخر العالم، وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين، والنقيضين المتنافيين، والحكمين المتغايرين. وقال أبو حاتم: من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن. وقال ابن الأنباري : من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل. اهـ وينقسم الوقف إلى خمسة أقسام 1- اختياري، بالياء التحتية. وهو الذي يقصده القارئ لذاته من غير عروض سبب من الأسباب. 2- اضطراري. وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ونحوه كعجز ونسيان. ومنه وقف القارئ ليسأل شيخه كيف يقف على الكلمة فحينئذ يجوز الوقف على أي كلمة كانت، وإن لم يتم المعنى. كأن وقف على شرط دون جوابه، أو على موصول دون صلته. لكن يجب الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء. 3- اختباري، بالموحدة. وهو الذي يطلب من القارئ لقصد امتحانه. 4- تعريفي. وهو ما تركب من الاضطراري والاختباري. كأن يقف لتعليم قارئ، أو لإجابة ممتحن، أو لإعلام غيره بكيفية الوقف. 5- انتظاري. وهو الوقف على كلمات الخلاف لقصد استيفاء ما فيها من الأوجه حين القراءة بجمع الروايات. [أقسام الوقف الاختياري ومصطلحات العلماء واختلافهم] ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام: التام وكاف وحسن وقبيح 1-فالتام هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى. كقوله : وأولئك هم المفلحون فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده 2-والكافي هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون، لأنها مع ما بعدها ، وهو ختم الله متعلق بالكافرين. وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده. 3- والحسن هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط كالوقف على الحمد لله. فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لما سيأتي. 4- والقبيح هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى. كالوقف على بسم من بسم الله. إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف، أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى. وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة : تام وحسن وقبيح 1- فالتام هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به كالوقف على وأولئك هم المفلحون 2- والحسن هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده كقوله : الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله 3- والقبيح هو الذي ليس بتام ولا حسن كالوقف على بسم من بسم الله وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز ، وقبيح، وهو قريب مما قبله. وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة. 1- فاللازم ما لو وصل طرفاه غيّر المراد نحو قوله: وما هم بمؤمنين يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله" ، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع 2- والمطلق هو ما يحسن الابتداء بما بعده كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف ، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي. 3-والجائز ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين. نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة. 4-والمجوز لوجه نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها. 5-والمرخص ضرورة ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة كقوله : "والسماء بناء" لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة. وقال جماعة من المتقدمين: الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب 1- تام 2- وشبيه به 3- وناقص 4- وشبيه به 5- وحسن 6- وشبيه به 7- وقبيح 8- وشبيه به اهـ وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب: أعلاها: 1- التام، وهو الموضع الذي يستغني عما بعده 2- ثم الحسن، وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده ، لتعلقه به لفظا ومعنى كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم ، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها 3- ثم الكافي: وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا كالوقف على : "حرمت عليكم أمهاتكم" 4- ثم الصالح 5- ثم المفهوم وهما دونهما في الرتبة كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح، فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا، فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما، فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما، 6- ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح 7- ثم البيان 8- ثم القبيح وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور، كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله : "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك. وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح وفي عبارة تام وناقص وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن: 1. الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص، 2. والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا، 3. والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما. وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو 1. إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام، 2. أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح 3. أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي 4. أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن 5. والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز وأما وقف البيان: هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين ، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ ثم قال: 1- فالتام هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، وقد يوجد في أثنائها. 2- والكافي ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى 3- والحسن ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية ، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله 4- والجائز هو ما يجوز الوقف عليه وتركه 5- والقبيح هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ وقال جماعة من المتأخرين الوقف على قسمين: تام وغير تام 1-فالتام هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عن رؤوس الآي غالبا. وقد يوجد في أثنائها، ويوجد عند آخر كل سورة، وعند آخر كل قصة، وقبل النداء، 2-وغير التام هو الذي يتعلق بما بعده سواء كان التعلق من جهة اللفظ أو من جهة المعنى. وهو ثلاثة أقسام: كاف وحسن وقبيح: أ-فالوقف الكافي هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولا من حسن الابتداء بما بعده، والفرق بينه وبين التام أن التام لا يتعلق بما بعده أصلا، وهذا يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ويكون في رؤوس الآي وغيرها ب-والوقف الحسن هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء به ويسميه بعضهم بالصالح ج-والوقف القبيح هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه ومن حسن الابتداء بما بعده وهو الوقف على ما لا يفهم منه المراد أو يفهم منه خلاف المراد اهـ وقال الأستاذ الجليل شيخ المقارئ المصرية الحالي الشيخ محمد بن علي من خلف الحسيني حفظه الله ونفع بعلومه المسلمين: الوقف على خمس مراتب: 1-لازم وهو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده 2-وجائز مع كون الوقف أولى هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى 3-وجائز مستوي الطرفين وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده 4-وجائز مع كون الوصل أولى وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء بما بعده والفرق بين الثلاثة أن الأول لا يتعلق بما بعده أصلا، والثاني يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، والثالث يتعلق ما بعده به تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه والابتداء بما بعده 5-وممنوع وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده بأن لا يفهم منه المراد أو يوهم خلاف المراد . اهـ وقال بسنية والوقف على رءوس الآي والابتداء بما بعدها مطلقا تبعا لما كان عليه جمهور أهل الأداء من السلف والخلف كأبي عمرو ابن العلاء وأبي محمد اليزيدي والإمام البيهقي والحافظ ابن الجزري وغيرهم. فقد ورد عن أبي عمرو أنه كان يتعمد الوقف عليها ويقول: هو أحب إلي. وقال البيهقي في شعب الإيمان: وإياه اختار. وقال الداني في بيانه: الوقف على رؤوس الآي سنة. وقال جماعة من العلماء الأفاضل: الوقف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها اتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته. وقال النور الشبراملسي: وإياه أختار وبه آخذ لأن الاهتداء بهديه صلى الله عليه وآله وسلم أحرى، الاقتداء بسنته أفضل وأولى. واستدلوا لذلك بما ورد عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، ثم يقول الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف. قال الحافظ ابن الجزري وهو حديث حسن صحيح متصل الإسناد ورواه أبو داود ساكتا عليه والترمذي وأحمد وأبو عبيد وغيرهم. وقال الملا علي الأشموني وزيني دحلان وغيرهم بعد أن أوردوه: وهذا أصل معتمد في الوقف على رءوس الآي، وإن كان ما بعد كل مرتبطا بما قبله ارتبطا معنويا، فيسن الوقف عليها ويجوز الابتداء بما بعدها لمجيئه عنه صلى الله عليه وآله وسلم. اهـ وعلى ذلك عملنا. وزعم جماعة من العلماء كالسجاوندي وصاحب الخلاصة والجعبري والقمي أن رءوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعد كل بما قبله وعدم تعلقه ولذا كتبوا: "قف"، و"لا"، فوق الفواصل، كما كتبوا فوق غيرها. وحملوا ما في الحديث على ما فعله صلى الله عليه وآله وسلم إنما قصد بيان الفواصل لا التعبد، أي فلا يكون الوقف عليها على رأيهم سنة، إذ لا يسن إلا ما فعله تعبدا. ورده العلامة المتولي بقوله في تحقيق البيان: إن من المنصوص المقرر أن (كان إذا ) تفيد التكرر، وظاهر أن الإعلام يحصل بمرة ويبلغ الشاهد منهم الغائب، فليكن الباقي تعبدا ، وليس كله للإعلام حتى يعترض على هؤلاء الأعلام.اهـ وقال بعضهم: يوقف عليها للبيان ثم يوصل لتمام المعنى. وقال آخرون: لا يوقف عليها إلا إذا كان ما بعدها مفيدا لمعنى. ويردهما قول شيخ الإسلام الباجوري في حاشيته على الشمائل: يسن الوقف على رؤوس الآي، وإن تعلقت بما بعدها كما صرح به البيهقي وغيره. ومحل قول بعض القراء (الأولى الوقف على موضع ينتهي فيه الكلام) فيما لم يعلم فيه وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن الفضل والكمال في متابعته في كل حال. اهـ واعلم أن من علامات كون الوقف أولى الابتداء بالاستفهام ملفوظا به أو مقدرا،• وأن يكون آخر قصة وابتداء أخرى،• والابتداء بيا النداء غالبا،• أو الابتداء بفعل الأمر، • أو الابتداء بلام القسم، • أو الابتداء بالشرط ، لأن الابتداء به كلام مؤتنف، أو العدول عن الإخبار إلى• الحكاية، أو الفصل بين الصفتين المتضادتين، • أو تناهي• الاستثناء، أو تناهي القول، • أو الابتداء بالنهي أو• النفي. ومن علامات كون الوصل أولى كون ما بعده استثناء منه، • أو نعتا، • أو بدلا،• أو توكيدا، • أو حالا ،• أو نعم، • • أو بئس، أو كيلا. • مالم يتقدمهن قول أو قسم. ومن علامات كون الأمرين متساويين أن يكون ما بعد الوقف مبتدأ، • أو فعلا مستأنفا، • أو جملة مشتملة على ضمير• يعود على ما قبله، أو مفعولا لفعل محذوف كوعد الله وسنة الله، • أو نفيا، • أو إن المكسورة، • أو استفهاما، • أو بل، • أو إلا بمعنى لكن، • أو ألا المخففة، • أو السين، • أو سوف، لأنها للوعيد.• ومن علامات الوقف الممنوع تعلق ما بعده به أو تعلقه بما بعده، وكون ما بعده من تمامه، إذ لا يوقف على: المضاف دون المضاف إليه،• ولا على المنعوت دون نعته، ما لم يكن رأس آية، • ولا على• الشرط دون جوابه، ولا على الرافع دون مرفوعه، • ولا على• الناصب دون منصوبه، ولا على المؤكد دون توكيده، • ولا على• المعطوف دون المعطوف عليه، ولا على المبدل دون المبدل منه، • ولا على إن أو كان أو ظن أو لا وأخواتهن دون أسمائهن • ولا على• أسمائهن دون أخبارهن، ولا على المستثنى منه دون المستثنى إلا أن يكون• منقطعا ففيه خلاف: المنع مطلقا لاحتياجه إلى ما قبله لفظا، • والجواز مطلقا لأنه في معنى مبتدأ حذف• خبره للدلالة عليه، • والتفصيل فإن صرح بالخبر جاز وإن لم يصرح به فلا، ولا يوقف على• الموصول دون متعلقه، ولا على الحال دون ذيها. • ولا على• المبتدأ دون خبره، ولا على المميز دون مميزه، • ولا على• القسم دون جوابه، ولا على القول دون مقوله، لأنهما متلازمان، كل واحد• يطلب الآخر، ولا على المفسر دون مفسره، لأن تفسير الشيء لاحق به،• ومتمم له وجار مجرى بعض أجزائه، وكذا لا يوقف بين عطف البيان ومعطوفه،• ولا بين أم المتصلة وما بعدها إذ ما بعدها وما قبلها بمنزلة حرف واحد،• ولا بين إذا وجوابها.• وهذا كله ما لم يكن الموقوف عليه رأس آية لما مر. وأما الحالة الثانية فقد تقدم أن الأوجه التي يقف بها القراء خسمة : الإسكان والروم والإشمام والحذف والإبدال ووفاء بما وعدتك به من الكلام عليها أقول: قوله ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الترتيل من قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها. ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم. قلت هو أثر صحيح له حكم الرفع قال عنه الحاكم على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك 1/38) وقل من رأيته يعزوه للحاكم بتصحيحه بل تعاقب النقلة على ذكره بدون عزو ويغلب على ظني أنهم إنما نقلونه عن ابن الجزري من نشره (1/225) فكثير من علماء القراءات السابقين وقفوا عليه من طريق الداني مسندا في كتابه في الوقف ونقله المتأخرون عن ابن الجزري بدون عزو أما أثر علي كرم الله تعالى وجهه فلم أقف عليه مسندا مع شدة التتبع في مظانه لا في كتب الآثار عند السنة ولا عند الشيعة بل رأيت متأخريهم ينقلونه عن أهل السنة وأقدم من رأيته ذكر الأثر الإمام الأستاذ يوسف بن علي بن جبار الهذلي المغربي المتوفى سنة 465 هـ في كامله (مخطوط) وأظن ابن الجزري إنما نقله عنه في نشره (1/225) فهو أحد أصول كتاب النشر كما في الجزء الأول صفحة 91 ثم عنه انتشر في معظم كتب من ألف بعده والله أعلم الوقف على أواخر الكلم مع العناية بالتوجيه جمع وترتيب سامح سالم عبدالحميد الحمد لله على ماأنعم والشكر له على ما ألهم وصلى الله على محمد وسلم وبعد ..... فهذا بحث فى الوقف على أواخر الكلم يهتم بتوجيه الأحكام بعد ذكرها والله أسأل القبول . مقدمة الوقف عبارة عن قطع النطق على الكلمة الوضعية زمنا يتنفس فيه عامة فيه استئناف القراءة ولا يأتي في وسط كلمة ولا فيما اتصل رسما ولا بد من التنفس معه كما حرره صاحب النشر وفي النشر كما عزاه لشرح الشافية الابتداء بالمتحرك ضروري والوقف على الساكن استحساني .أ . هـ اتحاف فضلاء البشر وللوقف فى كلام العرب أوجه متعددة والمستعمل منها عند القراء تسعة وهو السكون والروم والإشمام والإبدال والنقل والإدغام والحذف والإثبات والإلحاق . الإلحاق: هاء السكت تلحق أواخر الكلم . عند بعض القراء يلحق هاء السكت فى الوقف دون الوصل لا دخل لحفص هنا فتنبه . الإثبات: لما يثبت من الياءات المحذوفات وصلا . الحذف: لما يحذف من الياءات الثوابت وصلا . مثل ( آتان ) سورة النمل عند حفص بخلف. الإدغام: لما يدغم من الياآت والواوات في الهمز بعد إبداله كما تقدم في باب وقف حمزة وهشام . لا دخل لحفص هنا فتنبه النقل: لما تقدم في الباب المذكور من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وقفاً. حركة النقل السكت على مثل ( الأرض ) . لا دخل لحفص هنا فتنبه البدل: يكون في ثلاثة أنواع: أحدهما الاسم المنصوب المنون يوقف عليه بالألف بدلاً من التنوين، الثاني الاسم المؤنث بالتاء في الوصل يوقف عليه بالهاء بدلاً من التاء إذا كان الاسم مفرداً. وقد تقدم في باب هاء التأنيث في الوقف، الثالث إبدال حرف المد من الهمزة المتطرفة بعد الحركة وبعد الألف كما تقدم في باب وقف حمزة أيضاً. الإسم المنصوب المنون (وهاجا) إلا (رحمةَ) يوقف عليها (رحمة) بالهاء و السماء (إبدالها لحمزة ألفا) وهذا لا يعنينا الان. وهذا الباب لم يقصد فيه شيء من هذه الأوجه الستة، وإنما قصد فيه بيان ما يجوز الوقف عليه بالسكون وبالروم وبالإشمام خاصة. النشر لابن الجزرى أولاَ: السكون: تعريفه: تفريغ الحرف من الحركات الثلاث ( الفتحة والضمة والكسرة ) وسمى السكون جزما لأن الجزم هو القطع والحرف المجزوم مقطوع عن الحركة . وسمى وقفا بمعنى أنك لما انتهيت إلى الحرف نطقت به ثم وقفت عن تحريكه . أ . هـ الدرالنثيرللمالقى والسكون هو الأصل فى الوقف على المتحرك .. ترى لماذا؟ لأن معنى الوقف هو الترك والقطع من قولهم وقفت عن كلام فلان أى تركته وقطعته ... ولأن الوقف ضد الإبتداء فكما يختص الإبتداء بالحركة كذلك يختص الوقف بالسكون فهو عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث .أ.هــ النشر لابن الجزرى وهناك سؤال يطرح نفسه .. قد يقول قائل: فإن قلت الأصل هو الحركة لا السكون فبأى علة يصير السكون أصلاَ فى الوقف؟ نقول: لما كان الغرض من الوقف الإستراحة والسكون أخف من الحركات كلها وأبلغ فى تحصيل الإستراحة صار أصلاَ بهذا الإعتبار .أ.هـ (نهاية القول المفيد). الأصل فيه السكون لأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة فأعين بالأخف . اتحاف فضلاء البشر قال الشاطبي : وَالإِسْكَانُ أَصْلُ الْوَقْفِ وَهْوَ اشْتِقَاقُهُ **** مِنَ الْوَقْفِ عَنْ تَحْرِيكِ حَرْفٍ تَعَزَّلاَ قال أبو شامة : ( أي اشتقاق الوقف من قولك وقفت عن كذا إذا لم تلابسه فلما كان هذا وقفا عن الإتيان بالحركة سمى وقفا لأن لغة العرب أن لا يوقف على متحرك فالأصل أن يكون الوقف بالإسكان لهذا ولأنه أخف والوقف موضع تخفيف وقوله تعزلا يعني أن الحرف صار بمعزل عن الحركة ) أ. هــ إبراز المعانى لأبى شامة ثانياَ: الروم: والروم لغة: الطلب واصطلاحا هو النطق ببعض الحركة .. وقال بعضهم: تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها وكلا القولين واحد. (هذا عند القراء) أما النحاة: فالنطق بالحركة بصوت خفى. والروم أكثرمن الإشمام لأنها تسمع وهى بزنة الحركة وإن كانت مختلسة مثل همز بين بين. والكوفيون يسمون الروم إشماماَ .أ.هـ (النشر). ويقول صاحب السلسبيل الشافى : والروم خفض الصوت بالمحرك *** يسمعه كل قريب مدرك وقال البنا فى اتحاف فضلاء البشر : ( أما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة وقفا فلذا ضعف صوتها لقصر زمنها ويسمعها القريب المصغي وهو معنى قول التيسير هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيا . وهو عند القراء غير الاختلاس وغير الإخفاء والاختلاس والإخفاء عندهم واحد ولذا عبروا بكل منهما عن الآخر والروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة ويخالفه في إنه لا يكون في فتح ولا نصب ويكون في الوقف فقط والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب والاختلاس يكون في كل الحركات كما في ( أرنا وأمن لا يهدي ويأمركم ) ولا يختص بالوقف والثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب وقدره الأهوازي بثلثي الحركة ولا يضبطه إلا المشافهة ) أ. هــ اتحاف فضلاء البشر وأضاف المرعشى فرقا آخر بين الروم والإختلاس: حيث قال : ( الروم يخص بالوقف وبالاخر والإختلاس يخص بالوصل ولا يخص بالاخر ) . أ.هـ (جهد المقل للمرعشى) ويقول ابن بالوشة : الروم تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها. ويقول ابن برى : فالروم إضعافك صوت الحركة .::. من غير أن يذهب رأسا صوتُكَهْ ولأن المحذوف من الحركة أكثر من الثابت فمن ثم ضعف صوتها لقصر زمنها .أ.هـ شرح ابن بالوشة على المقدمة الجزرية فائدة: الكلمات التى ورد فيها إختلاس فى القراءات العشر المتواترة قد جمعها الطيبى – رحمه الله – فى منظومته المفيد فقال: والإختلاس فى نعما أرنا .::. ونحو باريكم ولا تأمنا ولا تعدوا لا يهدى إلا .::. وهم يخصمون فادر لكلا توجيه الروم: إنما أرادت العرب بالروم الدلالة على الحركة الموجودة التى كانت قبل الوقف فإن التمييز بين الوصل والوقف يحصل بالسكون .أ.هـ (الكتاب الموضح لإبن أبى مريم الشيرازى) قلت ــ سامح ــ : يبدو أن هناك كلمة سقطت قبل كلمة ( يحصل ) وهى ( لن ) فحينئذ يتضح الكلام فيصير ( التمييز بين الوصل والوقف لن يحصل بالسكون ). والله أعلم ويقول سيبويه رداَ على سؤال لما إختار القراء الروم؟ قال: أرادوا أن يفرقوا بين ما يلزمه التحريك فى الوصل وبين ما يلزمه الإسكان على كل حال .أ.هـ (الموضح لعبد الوهاب القرطبى) قلت – سامح – : مثل (ولا تنهر) الراء الساكنة فى الوصل وفى الوقف، أما (يعلمُ إنهم) الميم مضمومة فى الوصل وليست ساكنة فيظهر لك حينئذ الفرق فتعلم أن (تنهر) ساكنة فى الوصل، أما (يعلمُ) فهى مضمومة فى الوصل. ويقول النويرى فى شرح الطيبة: أما وجه الروم فلأنه أدل على الأصل لأنه بعضه ولأنه أعم .أ.هـ ثالثاَ: الإشمام: عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير تصويت. وقيل: أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة وكلاهما واحد ... ولا تكون الإشارة إلا بعد سكون الحرف وهذا مما لا خلاف فيه .. والكوفيون يسمون الإشمام روماَ .أ.هـ (النشر). ويرى المالقى أن الإشمام عبارة عن الإشارة إلى الحركة بالشفتين بإثر انقطاع الصوت على الحرف ساكنا . أ . هـ المالقى فى الدر النثير وفى هذا دليل على أن الإشمام فى الآخر لا أثر له فى النطق لأنه قال : ( بإثر انقطاع الصوت على الحرف ساكنا ) ويقول المرعشى : ( الإشمام: أن تضم الشفتين بعيد الإسكان إشارة إلى الضم وتترك بينهما بعض الإنفراج ليخرج النفس فيراهما المخاطب مضمومتين فهو يحظى بإدراك العين دون الأذن إذ هو ليس بصوت يسمع وإنما هو تحريك عضو فلا يدركه الأعمى والروم لا يدركه الأصم .أ.هـ (جهد المقل بتصرف) ويقول الملا على القارئ: (وإشتقاقه من الشم كأنك إشممت الحرف رائحة الحركة بأن هيأت العضو بالنطق بها). وقال الشاطبى : وَالاِشْمَامُ إِطْبَاقُ الشِّفَاهِ بُعَيْدَ مَا .::. يُسَكَّنُ لاَ صَوْتٌ هُنَاكَ فَيَصْحَلاَ وشرحه أبو شامة قائلا : ( أي بعد ما يسكن الحرف المحرك والشفاه بالهاء جمع شفة وإنما جمع اعتبارا بالقارئين قال في التيسير الإشمام ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا ولا يدرك معرفة ذلك الأعمى لأنه لرؤية العين لا غير إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة وقال الشيخ هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت وقال في موضع آخر حقيقته أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا لفظت بالضمة وقال الجوهري إشمام الحرف أن تشمه الضمة أو الكسرة وهو أقل من روم الحركة لأنه لا يسمع وإنما يتبين بحركة الشفة العليا ولا يعتد بها حركة لضعفها والحرف الذي فيه الإشمام ساكن أو كالساكن وقال أبو علي في التكملة الإشمام هو أن تضم شفتيك بعد الإسكان وتهيئهما للفظ بالرفع أو الضم وليس بصوت يسمع وإنما يراه البصير دون الأعمى ولا روم في المفتوح والمنصوب قالوا لأن الفتحة خفيفة فإذا خرج بعضها خرج سائرها لأنها لا تقبل التبعيض كما تقبله الضمة والكسرة لما فيهما من الثقل ولأن المنصوب المنون لما تبينت فيه الفتحة لإبدال التنوين فيه ألفا لم يرم الباقي لأن لا يبقى ذلك على التقريب من لفظه فالإشمام لا مدخل له في حركة الفتح كما لا مدخل له في الكسر وإنما يختص بحركة الضم لأن حقيقته ضم الشفتين وذلك لا يحصل به إلا الدلالة على الضم فقط ) أ. هــ إبراز المعانى و بعيد: يكون عقب سكون الحرف الأخير بلا تراخ فإن وقع التراخى فهو إسكان محض لا إشمام .أ.هـ (هداية القارى). يقول البنا : (وأما الإشمام فهو حذف حركة المتحرك في الوقف فضم الشفتين بلا صوت إشارة إلى الحركة والفاء في فضم للتعقيب فلو تراخى فإسكان مجرد لا إشمام وهو معنى قول الشاطبي والإشمام إطباق الشفاه بعيد ما يسكن وهو أتم من تعبير غيره ببعد لعدم إفادته التعقيب ) . أ. هـــ اتحاف فضلاء البشر وفى هذا يقول صاحب السلسبيل الشافى الاشمام ضم الشفتين دونا *** صوت بعيد نطقك السكونا وإليك قول ابن برى فى الإشمام: وصفة الإشمام إطباق الشفاه .::. بعد السكون والضرير لا يراه من غير صوت عند مسموع .::. يكون فى المضموم والمرفوع .أ.هـ ابن يالوشه (الفوائد المفهمة شرح المقدمة) سؤال وإجابة وهناك سؤال من الأهمية بمكان ... لماذا فى الإشمام نبقى فرجة (إنفتاح) بين الشفتين؟ والإجابة: لإخراج النفس . توجيه الإشمام: أرادت العرب بالإشمام الدلالة على الحركة الموجودة التى كانت قبل الوقف فإن التمييز بين الوصل والوقف يحصل بالسكون .أ.هـ (الكتاب الموضح) . قلت ــ سامح ــ : يبدو أن هناك كلمة سقطت قبل كلمة ( يحصل ) وهى ( لن ) فحينئذ يتضح الكلام فيصير ( التمييز بين الوصل والوقف لن يحصل بالسكون ) . والله أعلم وتوجيه النويرى أدق حيث قال : وجه الإشمام : الإكتفاء بالإيماء مع محافظة الأصل . أ . هــ شرح الطيبة للنويرى أنواع الإشمام: ١) خلط حرف بحرف (الصراط) فى قراءة حمزة يقرأها ( االظراط ) بلا إخراج للسان . ٢) خلط حركة بأخرى كسرة بضمة (قيل).فى قراءة الكسائى وهشام ورويس . 3) ضم الشفتين بعيد إسكان الحرف مثل ( نستعين ُ ) لكل القراء 4) إخفاء حركة فيكون بين التحريك والإسكان (تأمنا) ... أ . هـ أبوشامة. - لكن فسرها ابن القاصح (إخفاء الحركة) بإظهار----- الأولى وإختلاس حركتها وهى الضم. - وروى أيضا عن جميعهم الإدغام المحض مع الإشارة إلى الضمة مع لفظك بالنون المدغمة. الخلاف فى نطق(تأمنا) وهل يسمع أم لا علق المرعشى على كلام أبى شامة السابق بقوله : ( وهو عين الإشمام فى باب الوقف إلا أنه هنا مع لفظك بالنون وفى-باب الوقف عقيب الفراغ من الحرف .أ.هـ (جهد المقل). و لعبد الوهاب ا لقرطبى رأى دقيق فى نطق(تأمنا) حيث قال: ( فإن الإشمام فيه يحتمل أن يكون إشارة بالشفتين إلى الحركة بعد الإدغام أو بعد السكون فيكون إدغاما تاما ويحتمل أن يكون إشارة إلى النون بالحركة فيكون إخفاء .أ.هـ (الموضح). وأقول ــ سامح ــ : هذا الكلام يفهم منه جواز الاشمام بوجهين الأول : أن يكون إشارة بالشفتين إلى الحركة بعد الإدغام وثانيا : أن يكون إشارة بالشفتين بعد السكون ( يعنى قبل الادغام ) والذى يؤيده الحس أن إشمام (تأمنا) مسموع لأنه مقارن فهويظهر فى النطق ومختلف عن إشمام( نستعين) لأن هذا بعد النطق للحرف فلا يظهر فى النطق ولذلك يقول النويرى: (والأعمى ربما سمع بالإشمام فى (تأمنا) و( قيل ) وما شابهها ) . أ . هـــ شرح الطيبة. قاعدة كل إشمام فى الأول أو فى الوسط إشمام مسموع لأنه مقارن للنطق بالحرف فسوف يتأثر الحرف بلا شك وأما إشمام الآخر فهو ليس بصوت لأنه يكون بعد الآنتهاء من نطق الحرف فتنبه . لذا كلمة ( لدنى ) إشمامها لشعبة مسموع وكذلك ( قيل ) وكذلك ( أصدق ـ صراط ) عند من إشمها من القراء العشر مسموعة .الكلمات التى بها إشمام لأحد من القراء وهى مسموعة ( .................................................. .................................................. ..........) فائدة: ومما يحسن ذكره فى هذا الموضع كلام العلامة ابن الجزرى عن فائدة الروم والإشمام وهى بيان الحركة التى تثبت فى الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة.. وعلى هذا فيستحسن الوقف بالإشارة إذا كان بحضرة القارئ من يسمع .. أما غير ذلك فليس محتاج أن يبين لنفسه .. ولذلك استحسن بعض مشايخنا الوقف بالروم والإشمام على قوله ــ تعالى ــ وفوق كل ذى علم عليم) ، (ربى إنى لما أنزلت إلى من خير فقير) . أ.هـ النشر وهذا الكلام نحوه فى الدر النثير للمالقى أيضا والمالقى قبل ابن الجزرى . مواضع الروم والإشمام والتوجيه: ويدخل الروم فى المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور ولا يدخل المنصوب ولا المفتوح ولا ساكن الوصل والمعتبر فى دخول الروم الحركة الملفوظ بها سواء كانت أصلية أم نائبة عن غيرها ... فيدخل فيما جمع بألف وتاء وما ألحق بهما (خلق الله السماوات) وإن كان منصوبا لأن نصبه بالكسرة والكسرة يدخلها الروم .. أما الإشمام فيدخل فى المرفوع والمضموم فقط .أ.هــ (أحكام قراءة القرآن للحصرى) . التوجيه: ١) الروم بإعتباره صوتا ضعيفا يمكن تحققه مع ضم الشفتين وكسرهما فلهذا جاز دخوله فى المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور. بخلاف الإشمام فلا يجوز دخوله المجرور والمكسور لأنه عبارة عن ضم الشفتين ولا يتأتى ضم الشفتين مع كسرهما .أ.هـ (العلامة الموصلى فى شرح الحرز نقلا عن أحكام القرآن للحصرى) ٢) أما الإشمام فيختص بالمرفوع والمضموم لأن معناه ــ وهو ضم الشفتين ـــ إنما يناسب الضمة لإنضمام الشفتين عند النطق بها دون الفتحة والكسرة لخروج الفتحة بإنفتاح والكسرة بإنخفاض ولأن إشمام المفتوح والمكسور يوهم ضمهما فى الوصل .أ.هـ (أحكام قراءة القرآن). وأضاف الشيرازى توجيها وجيها حيث قال: ( الإشمام: لا يكون فى المجرور لأن الإشمام تهيؤُ اللفظ بالضمة وضم الشفتين إستعدادا لإخراج ما كان من جنس الواو وهذا لا يمكن مع الإشارة إلى الكسرة..... أما الروم فإنه صوت فيمكن إخراجه مع الإشارة إلى الكسرة .أ.هـ (الكتاب الموضح الشيرازى) وجه إمتناع إشمام الكسرة والفتحة أما وجه إمتناع إشمام الكسرة فلأنها تكون بحط الشفة السفلى ولا يمكن الإشمام غالبا إلا برفع العليا فيوهم الفتح.. ووجه إمتناع إشمام الفتحة الإيجاز لأن الحركات ثلاث ولو على شيئين منها فصار عدم الدلالة دليلا على الثالث كالحرف مع قسيميه .أ.هـ (النويرى شرح الطيبة ) ويرى القرطبى أن وجه إمتناع إشمام الكسر أن الكسر ليس من الشفة وإنما هو من مخرج الياء (شجر الفم أى وسطه) ... والنظر لا يدركه فلم يدرك حركته والفتح لأن الألف لا آلة له يدركها النظر لأن مخرجها من الحلق ( رأى البعض ) .. والرائى لا يدركه ولا يدرك حركته. والصوت ينقطع دون الشروع فى هذا الجزء من الحركة فلم يبق للنظر ولا للسمع وصول إلى إدراكه فامتنع الإشمام. أ. هــ (الموضح للقرطبى). ولأن الفتحة خفيفة فإذا خرج بعضها خرج سائرها لأنها لا تقبل التبعيض (والروم بعض الحركة) .أ.هــ (أحكام قراءة القرآن بتصرف) . ويقول السخاوى : ( فإن قيل فلأى شيء لم ترم القراء الفتحة ؟ ) قلت : القول فيه عندى أن المفتوحة منها ما تثبت فى الوقف ذلك نحو: ( أسباطا أمما ) فلما ثبت بعضها ولم يصح دخول الروم فيه لم يدخل الروم فى القسم الآخر فإن قيل : فقد كان الواجب عى هذا أن ترام إذكان بعضها قد ثبت فى الوقف . قلت : منع ذلك التباسها بالنوع الآخر الذى لا يرام وهو الذى بعده الألف المبدلة من التنوين هذا ما ذكرته أولا . أ . هـ فتح الوصيد للسخاوى أقسام الوقف على أواخر الكلم ينقسم الوقف على أواخر الكلم الى ثلاثة أقسام.. ١ـ قسم لا يوقف عليه إلا بالسكون: وهو خمسة أصناف: ١) ما كان ساكنا وصلا ( فلا تنهرْ ) . ٢) ما كان فى الوصل متحرك بالفتح غير منون نحو ( لا ريبَ ). ٣) الهاء التى تلحق الأسماء فى الوقف بدلا من تاء التأنيث نحو (الجنه) . ٤) ميم الجمع : فى قراءة من حركها فى الوصل ووصلها بواو وأيضا فى قراءة من لم يحركه ولم يصله (عليهم ، ءأنذرتهم). ٥) المتحرك فى الوصل بحركة عارضة إما للنقل (من إسترق) فى قراءة من نقل وإما لإلتقاء الساكنين (قمِ الليل) ومنه (يومئذٍ) و (حينئذٍ) لأن الكسرة فى الذال عرضت عند لحاق التنوين فإذا زال التنوين فى الوقف رجعت الذال إلى الأصل وهو السكون .أ.هـ (النشر بتصرف) . وقفات توجيهيةَ: ١) يمتنع الروم فى المفتوح نحو (سمعَ ) ... لأن الفتحة خفيفة فإذا خرج بعضها خرج سائرها لأنها لا تقبل التبعيض (والروم بعض الحركة) .أ.هـ (أحكام قراءة القرآن بتصرف) . ٢) هاء التأنيث المبدلة من التاء (رحمة ٌ__وقفاَ__رحمهْ) لأنها بدل من (التاء) والتاء معدومة فى الوقف ولم يكن على الهاء أصلا حركة فى الأصل لأنها مبدلة ولأن المراد من الروم والإشمام بيان حركة الحرف الموقوف عليه حالة الوصل .أ. هــ النشر و المنح الفكرية. ٣) الإمام مكى شذ فأجاز الروم والإشمام فى ميم الجمع لمن وصلها قياسا على هاء الضمير.. وهو قياس غير صحيح لأن هاء الضمير كانت متحركة قبل الصلة بخلاف الميم بدليل قراءة الجماعة فعوملت حركة الهاء فى الوقف معاملة سائر الحركة ولم يكن للميم حركة فعوملت بالسكون فهى كالذى تحرك لإلتقاء الساكنين .. (النشر). قلت –سامح – : بالطبع ميم الجمع عند من وصلها كقراءة ابن كثير و قالون بخلاف --و ورش فيما بعدها همزة قطع . 4) أما الحركة العارضة (قمِ الليل) فإنها حالة عارضة فتعود إلى أصلها عند الوقف فتسكن حينئذ. وعن موانع الروم والإشمام تكلم الشاطبى – رحمه الله – أوبطريقة أخرى يمكن أن نقول ذكر الأشياء التى يوقف عليها بالسكون فقال: وَفي هَاءِ تَأْنِيثٍ وَمِيمَ الْجَمِيعِ قُلْ ***** وَعَارِضِ شَكْلٍ لَمْ يَكُوناَ لِيَدْخُلاَ قال أبو شامة : ( شرع يبين ما يمتنع فيه الروم والإشمام على رأي القراء فالألف في (يكونا) ، ليدخلا ترجع إلى الروم والإشمام أي لم يقعا في هذه المواضع الثلاثة حيث كانت الموضع الأول هاء التأنيث وهي التي تكون تاء في الوصل ويوقف عليها بالهاء نحو (رحمة-و-نعمة) ، فلا يدخلان فيها لأن الحركة إنما كانت للتاء والهاء بدل عنها في الحالة التي تعدم الحركات فيها وهي الوقف فلا حركة للهاء فترام وتشم قوله وعارض شكل الشكل عبارة عن الحركة هنا تجوزا على تجوز وذلك أن استعماله في دلالة الخط على الحركات والسكون مجاز لأنه تقييد كالشكل في الدواب ثم استعماله مخصصا بالحركة تجوز آخر ودلت قرينة الكلام في الروم والإشمام على هذا التجوز ، لأنهما لا يدخلان إلا في متحرك أي وفي شكل عارض أي حركة عارضة وفي لفظ عارض شكل لم يدخلا وذلك حركة التقاء الساكنين ، نحو لم يكن الذين (لم يكن الذين-وعصوا الرسول-فلينظر الإنسان-ويومئذ) ، لأنه ليس هنا حركة فتفتقر إلى دلالة والعلة الموجبة للتحريك في الوصل مفقودة في الوقف لأن الساكن الذي من أجله تحرك الحرف الأول قد باينه وانفصل عنه فأما حركة نحو القاف من قوله تعالى (ومن يشاقِّ الله) ، فترام وإن كانت حركة التقاء الساكنين أيضا لأن الأصل يشاقق فأدغم وحرك وسببه دوام مصاحبة الساكن المدغم وقفا ووصلا وأما هاء الضميرفطلبوا بذلك التخفيف لئلا يخرجوا من ضم أو واو إلى ضمة أو إشارة إليها ومن كسر أو ياء إلى كسرة ) أ. هــ إبراز المعانى بتصرف وقد جمع موانع الروم والاشمام فأجاد صاحب السلسبيل الشافي في أحكام التجويد الوافي الشيخ عثمان بن سليمان بن مراد شيخ شيخى ـ رحمهما الله ـ : وامنع لوجــــــــه الروم والإشمام *** فى خمسة تأتيك بالتمــــام فى النصب ميم الجمع طارى الشكل *** هاء مؤنث سكون أصلى والخلف فى هاء الضمير بعد يـــــا *** أو واو أو ضم وكسر رويا يقول الملا على القارى: (أما ميم الجمع فالغرض من الروم والإشمام إنما هو بيان حركة الموقوف عليه حالة الوصل باعتبار الأصل والحركة عارضة وأما عارض الشكل: لأن الحركة تزول فى الوقف لذهاب المقتضى لأنها محركة للتخلص من الساكن فلا يعتد بها حينئذ. وقد عاب الملا على الشاطبى قول (وعارض شكل) ... قال:" ولا يخفى أن العارض من الحركة يشمل حركة ميم الجمع فلا يحتاج إلى الفرق وعاب – أيضا – تتكرر الحركة وهو عيب" .أ.هـ (الملا على فى المنح الفكرية) ويقول الشيخ الحصرى : :" عارض الشكل: أى الشكل الذى عرض للحرف وصلا بقصد التخلص من التقاء الساكنين وهنا لفتة لابد منها: لقد نبه الشيخ الحصرى على (ومن يشاقق الله) لا يجوز فيها الروم لأنها هنا تخلص من إلتقاء الساكنين. القسم الثانى: ما يجوز فيه الوقف بالسكون وبالروم ولا يجوز الإشمام: - المتحرك بالكسرالأصلى سواء كان مبنيا مثل (هؤلاءِ) – أو معربا مثل (بسمِ الله) غير إلتقاء الساكنين ـ بالطبع ـ لأن التقاء الساكنين حركة عارضة وليست أصلية . القسم الثالث: ما يجوز فيه الوقف بالسكون والروم والإشمام: المتحرك بالضم الأصلى (اللهُ الصمدُ) – (من قبلُ) سواء كان إعراباَ أو بناء غير إلتقاء الساكنين ـ بالطبع ـ لأن التقاء الساكنين حركة عارضة وليست أصلية . قال الشاطبى : وَمَا نُوِّعَ التَّحْرِيكُ إِلاَّ لِلاَزِمٍ *** بِنَاءً وَإِعْرَاباً غَداَ مُتَنَقِّلاَ وشرح أبو شامة قائلا : ( هذا اعتذار منه عن كونه لفظ بستة أسماء للحركات وهن ثلاث فخاف من إشعار ذلك بتعدد الحركات فقال ما نوعت التحريك وقسمته هذه الأقسام إلا لأعبر عن حركات الإعراب وحركات البناء ليعلم أن حكمهما واحد في دخول الروم والإشمام وفي المنع منهما أو من أحدهما ولو اقتصر على ألقاب أحدهما لخيف أن يظن أن الآخر غير داخل في ذلك فمثال حركات البناء في القرآن (من قبل ومن بعد)و(من حيث)و(من عاد)و(هؤلاء) ، وحركات الإعراب نحو (قال الملأ-إن الملأ-إلى الملإ الأعلى) أ. هـــ إبراز المعانى أما (هاء الضمير) فثمة خلاف بين أهل العلم فى الإشمام والروم لها: ١) الجواز مطلقا . ٢) المنع مطلقا . ٣) التفصيل : وهو رأى ابن الجزرى والمعمول به - الإشمام: عدا ما قبلها ياء أو كسر. - الروم: عدا ما قبلها واو أو ضم. قال صاحب السلسبيل : والخلف فى هاء الضمير بعد يـــــا *** أو واو أو ضم وكسر رويا التوجيه: ١) وجه جوازالروم والإشمام فى هاء الضمير مطلقا: الإعتداد بكون الحركة ضمة وكسرة. ٢) ووجه المنع مطلقا: عروض الحركة قاله النويرى والمحافظة على حركة البناء (عروض الحركة). ووجه التخصيص ـــ البعض دون بعض ـــ طلب الخفة لئلا يخرجوا من ضم أو واو إلى ضم أو إشارة إليها ولئلا يخرجوا من كسر أو ياء إلى كسر أو بعضه والمحافظة على بيان الخفة والله أعلم (النويرى والنشر لابن الجزرى). ويقول الملا على : ( وجه المنع استثقالا للخروج من ثقيل إلى مثله أو الإشارة إليه فى موضع الإستراحة. وأما إذا ضمت الهاء بعد فتحة أو ألف ( له) ( اجتباه ) دخله الروم والإشمام لعدم العلة المانعة منهما .(المنح الفكرية). ومما سبق يتبين لنا أن الكلمة التى يوقف عليها تنحصر فى عشرة أنواع: ١) يولد ْ .. (ساكن صحيح ). ٢) عليما ً – مجرم ٌ - مؤمن ٍ . (كلمات منونة بالحركات الثلاث) . ٣) الدين – خوف . (متحركة الآخر وقبلها حرف مد ولين أو حرف لين). ٤) السفهاء َِ ُ . (همز متحرك متطرف). ٥) صوافّ. ( مشدد وقبله حرف مد ) ٦) له . اجتباه . ( هاء كناية قبلها فتح أوألف ) ٧) رحمه ْ. ( تاء التأنيث المبدلة هاء فى الوقف ) ٨) يعلم َ. (كلمة متحركة بالنصب ) ٩) أنذر ِ الناس. ( كسرة عارضة فى ( راء ) أنذر ) ١٠) بهم ُ الأسباب. ( ميم جمع ضمتها عارضة ) وإليك كيفية الوقف على الأنواع السابقة: ١) يولد ْ .. السكون فقط. ٢)عليما ً .. بإبدال التنوين ألفا فقط. أما مؤمن ٌ فينبغى أن يعلم أولا ً أننا نحذف التنوين من المنون المضموم أو المكسور (مع الروم أو الإشمام). مؤمن (ثلاثة أوجه) ٌ .. سكون روم إشمام. مكرم ٍ(وجهان) .. سكون – روم. ٣)(الدين َ – نستعين ُ – الرحيم ــ خوف) الدين (ثلاثة أوجه) َ: قصر – توسط – طول(على السكون المحض) . خوفٍ (أربع أوجه) : قصر – توسط – طول(على السكون المحض) قصر على الروم .. واختلفوا فى القصر ومعناه هنا هل عدم المد مطلقا ؟ أم مد ما ؟ سيأتى تفصيل ذلك فى بحث المدود إن شاء الله . نستعينُ (سبعة أوجه) : قصر – توسط – طول(على السكون المحض) قصر – توسط – طول(على الإشمام) قصر على الروم الرحيم (أربعة أوجه) ِ: قصر – توسط – طول(على السكون المحض) قصر على الروم ٤)السفهاءُ ( ثمانية أوجه ) : توسط وفويقه و طول على السكون المحض توسط وفويقه وطول على الإشمام توسط وفويقه على الروم هذه الأوجه الثمانية لو قرأنا من طريق الشاطبية على طريقة الإجمال ملحوظة وجه الروم يكون كما فى الوصل فإذا كنت تقرأ بفويق التوسط يكون لك الروم فقط على فويق التوسط وإذا كنت تقرأ بالتوسط يكون لك الروم فقط على التوسط فتنبه . وإن كان الإقراء الآن على التوسط فقط يقول السمنودى : قد مد ذا فصل وما يتصل ***** خمسا وأربعا وهذا أعدل أما الإجمال من طريق الطيبة: (توسط وفويقه و طول على السكون) (توسط وفويقه و طول على الإشمام) (توسط وفويقه و طول على الروم) (٩ أوجه) لأن الذى يمد ست حركات فى الوصل إذا وقف جاز له الروم على الست حركات فتنبه . أما من طريق الطيبة على طريقة التفصيل . فمثلا الذى يمد المتصل ست حركات (السماء ُ): الطول على السكون المحض والروم والإشمام فقط (٣ أوجه) ... والله أعلم وأحكم. والسفهاء ( المنصوب ) َ: ينقص من كل طريق الروم والإشمام. والسفهاء ِ: ينقص من كل طريق الإشمام فقط. وهكذا فى بقية النظائر . (أولئك َ): التوسط على السكون المحض وفويق التوسط على السكون المحض ليس الطول (من طريق الشاطبى) . لكنه من طريق الطيبة ومن أراد المزيد فليرجع إلى صريح النص للضباع ففيه كل طرق حفص بالتفصيل . ٥) صواف َّ: الطول على السكون المحض جانُّ ُ: الطول على السكون المحض والروم والإشمام الدوابِ: الطول على السكون المحض والروم تنبيه وقف جماعة من جهال القراء على المشدد المتحرك بالحركة قالوا: فرارا من الساكنين والجواب لهولاء : أنه يقتصر فى الوقف الاجتماع المحقق فالمقدر أولى إذ ليس فى اللفظ إلا حرف مشدد لكنه مقدر بحرفين وإن كان بزنة الساكنين فإن اللسان ينبو بالمشددة نبوة واحدة فيسهل النطق به بذلك . على أن الوقف بالتشديد ليس كالنطق بساكنين غيره وإن كان في زنة الساكنين فإن اللسان ينبو بالحرف المشدد نبوة واحدة فيسهل النطق به لذلك وذلك مشاهد حسا ولذلك ساغ الوقف على نحو (صواف، ودواب) بالإسكان.. أ . هـ النشر لابن الجزرى والنويرى شرح الطيبة . 6) لَه ُ رأى ابن الجزرى (أعدل الأقوال) السكون والروم والإشمام رأى المجوزين مطلقا السكون والروم والإشمام رأى المانعين مطلقا السكون المحض فقط بِه ِ رأى ابن الجزرى السكون المحض فقط (قبلها كسر) رأى المجوزين مطلقا السكون والروم رأى المانعين مطلقا السكون فقط عقلوه ُ رأى ابن الجزرى ( القصر – التوسط – الطول على السكون فقط) رأى المجوزين مطلقا ( القصر – التوسط – الطول على السكون ) ( القصر – التوسط – الطول على والإشمام ) ( والقصر على الروم ) رأى المانعين مطلقا ( القصر – التوسط – الطول على السكون فقط) فيهِ رأى ابن الجزرى (القصر – التوسط – الطول على السكون فقط) رأى المجوزين مطلقا (القصر – التوسط – الطول على السكون) . (القصر على الروم) رأى المانعين مطلقا (القصر – التوسط – الطول على السكون فقط) ٧) رحمة : الوقف بالهاء رحمه ْ فقط بالسكون ٨) يعلمَ السكون فقط ٩)أنذر ِ الناس: السكون فقط ١٠)بهم ُ الأسباب: السكون فقط .. إلا قولا شاذا لمكى يجوز الروم والإشمام فى (بهم ُ) عند من وصلها !!! والله أعلى وأحكم تنبيهات: ١) احذر الوقف بكل الحركة ٢)الوقف بوجه الحذف يجرى فى أربعة مواضع: - كريم ٌ – كريم ٍ. - ( إن ربه كان به بصيرا ) بالوقف على كلمة ( ربه ) . - صلة ميم الجمع .. (عليكم ُ به) عند من وصلها من القراء العشر. - الياءات الزوائد عند من أثبتها فى الوصل .أ.هـ (هداية القارئ). ٣) السكون المحض معنى كلمة المحض يعنى الخالص من الروم والإشمام ويقال له السكون المجرد (من الروم والإشمام) والسكون عبارة عن عزل الحركة عن الحرف الموقوف عليه. الوقف بوجه الإبدال: ١) وكيلا و دعاء ً: ( دعاءا ) نطقا لا خطا وارجع لبحثى ( القول المبين فى النون الساكنة والتنوين ) ففيه التوجيه لحذفها رسما - ٢)هدى ً – إذا ً – وليكونا ً – لنسفعا ً تاء التأنيث المتصلة بالاسم المفرد (رحمة): تبدل هاء ً ويحذف التنوين لو منونة فتصير (رحمه ْ) .أ.هـ (هداية القارى) 3) (صواف ّ): الوقف بالسكون مع التشديد على الجمع بين الساكنين جائز فى الوقف. 4) التنوين (يومئذ – كل ٌٍ – غواش ٍ)تنوين عوض عن ( جملة ) فى الأول و( كلمة) فى الثانى و ( حرف) فى الثالثة والإشارة فى (يومئذ) ممتنعة لأن أصل الذال ساكنة وإنما كسرت لإلتقاء الساكنين فلما وقفنا عليه زال الذى من أجله كسرت فعادت الذال لأصلها (السكون). أما (كل ٌ) – (غواش ٍ) ففيها روم وإشمام فى (كل) وأما (غواش) فإشمام فقط ... لأن التنوين دخل على متحرك فالحركة فيه أصلية فكان الوقف عليه بالروم أو الإشمام .أ.هــ (النشر). 5) فائدة الخلاف بين القراء والنحويين تظهر فى: - لا روم ولا إشمام فى المفتوح والمنصوب عند القراء لأن الفتحة لا تقبل التبعيض أما النحاة فيجيزون هذا لأن الروم عندهم إخفاء الحركة فهو بمعنى الإختلاس. ً. (النشر). كيفية الوقف على بعض الكلمات: ١) الإسم المنصوب المنون يوقف بالألف بدلا من التنوين إلا على تاء التأنيث .. (رحمة) يوقف بالهاء (رحمه). ٢) تاء التأنيث الكائنة فى الإسم المفرد المرسومة هاء وهى تسمى تاء مربوطة (التوراة) تبدل هاء وقفا (التوراه) ٣) ويلحق الكلمة ألف فى الوقف بدون أن يكون بدلا من شئ لحفص سبع كلمات: الأول: (أنَا ْ) أينما ورد يقف بالألف ويصل بغير الف. الثانى: (لكنا هو الله) يقف بالألف (لكنا) ويصل بغير ألف (لكن َّ هو الله) . الثالث، الرابع، الخامس: (الظنونا {١٠} – الرسولا{٦٦} – السبيلا{٦٧}) وكلهم بسورة الأحزاب يقف حفص بالألف ويصل بغير الألف. السادس: (سلاسلا{٤}) سورة الإنسان يقف حفص من –الشاطبية بالألف أو يحذفها. السابع: (قواريرا{١٥}) الموضع الأول فى سورة الإنسان وقف عليه بالألف ووصل بغير ألف أما الموضع الثانى (قواريرا من فضة{١٦}) فلم يقف حفص بالألف ولم يصل أيضا بالألف.. التوجيه 1 ـ ألف ( أنا ) إثبات الألف وحذفها فى الوصل لغتان وفى الوقف كل القراء يقف بالألف وحفص يقف بألف ويصل بحذفها . 2 ـ ألف ( لكنا هو الله)خاصة بسورة الكهف يقف بالألف (لكنا) ويصل بغير ألف (لكن َّ هو الله) وأصلها قال ابو معاذ الجهنى (لكن أنا) فألقوا حركة الهمزة من ( أنا ) على النون من ( لكن ) فتحركت فأزلوا عنها الحركة ثم أدغموها وهى ساكنة فى النون المتحركة التلى بعدها فصارت نونا مشددة . واختلف النحويون فى حذف الهمزة من ( أنا ) فقال قوم : حذفت لالتقاء الساكنين لأنك لما زالت عنها الحركة وأردت إلقاءها على النون بقيت ساكنة والنون ساكنة فحذفت لالتقاء الساكنين . وقال قوم حذفت لكثلرة الاستعمال . وقد قيل : إن الأصل ( لكن أنّا ) فاستثقلوا الهمزة فحذفوها تخفيفا ُم أدغموا النون الساكنة من ( لكن ) فى المتحركة من ( أنا ) فصارت نونا مشددة . أ . هـ البديع فى الرسم العثمانى لابن معاذ الجهينى 3 ـ الظنونا {١٠} – الرسولا{٦٦} – السبيلا{٦٧}) وكلهم بسورة الأحزاب يقف حفص بالألف ويصل بغير الألف. من وقف بألف فتشبيها لرؤوس الآى بالقوافى لأنها رؤوس الآى مقاطع وكما أن القوافى مقاطع ويقع فيها التشاكل كما يقع فى القوافى فأثبتوا الألف فى أواخرها ومن وصل بلا ألف فإنما أراد موافقة خط المصحف وكذلك لأن هذه الألف تشبه هاء السكت التى تلحق الكلمة بيانا للحركة والألف التى تلحق أنا حالة الوقف فكما أن هولاء يثبتون وقفا ويحذفون وصلا فى مثلهم . أ . هـ الكتاب الموضح فى وجوه القراءات ولتوجيه ذلك نقول : لتناسب الوقف على رؤوس الآى أثر فى الوقف على هذه الكلمات الثلاث بالألف لأنه على الرغم من اقترانها بالألف واللام التى للتعريف فقد جاءت الألف ثابتة وهذه الألف التى فى آخر الكلمات الثلاث ليست عوضا من تنوين وإنما جاءت لتجرى القراءة على سنن واحد فى كل رؤوس آى السورة إذا عرفنا أن كل رؤوس آيها وعددها ( 73 ) تنتهى بالألف التى هى عوض التنوين إلا فى آية واحدة آية رقم ( 4 ) ( وهو يهدى السبيل ) من غير ألف وفى هذا دليل على أن الألف ليست لازمة وإلا لكانت هنا بألف أيضا . أ . هـ بتصرف رسم المصحف د غانم قدورى 4 ـ وما قيل فى ( الظنونا والرسولا والسبيلا ) يقال فى ( قواريرا ) الموضع الأول فقط فى سورة الإنسان لأنه رأس آية عند حفص وكل سورة الإنسان ختمت بألف فلتناسب بين رؤوس الآى نقف بالألف أما ( قوارير ) الثانية فليست رأس آ ية فلا ألف حينئذ عند حفص فى الوقف . ملحوظة ثمت خلاف بين القراء العشرة فى هاتين الكلمتين ( قواريرا ) فبعض القراء أثبت الألف وقفا على الاثنين وبعضهم على الأول دون الآخر وبعضهم حذف الألف من الكلمتين وقفا لكن الذى يعنينا حفص وهو يقف على الأولى بالألف والثانية بلا ألف ولذلك علماء الضبط يضعون على الأول الصفر مغاير للصفر على الثانى . 5 ـ (سلاسلا{٤}) سورة الإنسان يقف حفص من –الشاطبية بالألف أو يحذفها هذه الكلمة تنون عند بعض القراء وتنوينه يسمى تنوين التناسب لتناسب الكلمات التى معها فى السياق وهى ( أغلالا وسعيرا ) وهما منونان فلتناسبهم نونت .هذا أولا فلعل حفصا وقف بحذف الألف (سلاسل ) لأنها ليست منونة عنده وهى ممنوعة من الصرف ( التنوين ) لأنها صيغة منتهى الجموع ووسطها ألف بعدها حرفان فتمنع من الصرف حينئذ ولعله وقف بالألف ليناسب الوقف على ( سعيرا ) بالألف وكذلك ( أغلالا) وبعد أن وجههت هذا التوجيه وجدت ابن أبى مريم الشيرازى يقول : بنحوه ثم قال : ( والوجه فى إلحاق الألف بسلاسلا وقواريرا فى حال الوقف أنه على التشبيه بالأطلاق فى القوافى ( الإطلاق فى القوافى معناه أن تقف على القافية بإشباع الفتحة فيتولد ألف مثل ( أقلى اللوم عاذل والعتابا *** وقولى إن أصبت لقد أصابا ) نشبع حركة الباء فيتولد ألف الإطلاق كما ألحق الألف فى ( الظنونا والرسولا والسبيلا ) لذلك وإنما وقفوا على ( قواريرا الأولى بالألف وعلى الثانية بغير الف لأن الأولى رأس آية فهى فاصلة فصارت مشبهة بالقافية والثانية ليست برأس آية . أ هـ كلامه فى الكتاب الموضح فى وجوه القراءات بتصرف وزيادة بيان وقد يسأل سائل هل يهتم القرآن بالتناسب ومشابهة القوافى ؟ ونقول : لا شك أن للتناسب إيقاعا عذبا على الأذن وأثرا فى تقوية المعنى وتمكينه فى نفس القارىء والسامع معا . والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم hg,rt ,hghfj]hx uk] Hig hgH]hx ,ughrji fhglukn hgrvNkd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
31 / 08 / 2010, 43 : 01 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
31 / 08 / 2010, 58 : 08 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد بارك الله فيك ونفع بك. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 09 / 2010, 59 : 12 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 09 / 2010, 00 : 01 AM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 09 / 2010, 30 : 03 AM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 09 / 2010, 43 : 03 AM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 09 / 2010, 52 : 05 PM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 09 / 2010, 53 : 05 PM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 03 / 2011, 52 : 07 PM | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018