الإهداءات | |
ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ملتقى خاص بالموضوعات التي تخص الدعوة بكافه الأشكال كالاشرطة والفيديو .. ومواضيع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الحسبة وانجازاتهم . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 4 | المشاهدات | 2264 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
27 / 01 / 2011, 48 : 08 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الحمد لله رب المربين .. ثم الصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين .. مربّي البشرية وهاديها .. أحمد العدنان المستقيم .. وعلى آله وصحبه وإخوانه أجمعين . كان في الخاطر بعضاً من الخلجات .. أبت نفسي إلا أن تسطرها رسائلاً لأولئك الدعاة .. من نذروا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة دين الله تعالى وتبارك وتقدس .. دعوةً وتربية ً وتعليماً وتوجيهاً .. أولئك المعتزين بدينهم ، المتحلين بأخلاق المؤمنين ، دون الغافلين .. فضلاً عن المنحرفين . هذا وإن مجتمعنا اليوم في حاجة ماسة إلى توعية العاملين والمتنفذين في المجاميع الدعوية ، بخلاف حاجته إلى زج جمهور جديد من الغافلين والمنحرفين زرافاتٍ ووحدانا إلى تلك المجاميع الدعوية ودعوتهم إلى التمسك الكامل بتعاليم الشريعة ، ولاننكر وجود بقية باقية من المؤمنين .. بعدوا عن الفتن .. وصبروا في المحن .. وتجردوا من حظوظ أنفسهم .. فأجادوا فن قيادة الأمة . فهذه رسائل .. سطرها بنان القلب قبل يراع اليد .. إلى تلك القلوب التي داهمتها شوائب من بعض العيوب .. أسأل الله أن ينفع بها قارئها وكاتبها وملقيها وسامعها .. اللهم آمين .. اللهم آمين . خالد بن سعود الشبيلي رياض نجد العامرة حي السليمانية غرة ذي الحجة لعام 1429هـ • مدخل .. كيف أصلح الآخرين وأنا أحتاج إلى تربية نفسي ؟! من لايستطيع تصحيح أخطاء نفسه ، فلا يصح أن يكون قيِّماً على أخطاء الآخرين .. يصحح لهم وينقد . سبحان من خلق النفوس .. حساسة ، متنوعة ، ومتقلبة !! بينما تضنها في بادئ الأمر .. في غاية الصفاء ، وعندما تواجهها أول صدمة .. تطفوا وتظهر شوائبها للعيان . من أهلها من تستفزه كلمة .. ينسى معها كل معاني الإخاء .. يتحول إلى عدواني .. ويجرد إخوانه من كل فضل وفضيلة .. كأن لم يكن بينهم مودة ورحمة . ومن أهل تلك النفوس من إذا أُخطئ في حقه .. لم يحلم ، ولا يعرف معنى العفو ولا الصبر على المعاشرة والخلطة ، ولا يرجو ما عند الله .. ويجهل فوق جهل الجاهلينا !! ومن أهلها .. من يكتم في ساعتها ويصبر صبرا ظاهرياً ، من غير عفو الباطن ، يكتم ويكتم ويظر لك الابتسام والمودة ، وفي قلبه كثير من الركام .. حتى يبلغ السيل الزبى ؛ فينهار سده ، ويفاجئ من غرهم بسيل عرم !! ويحاسب إخوانه على كل صغيرة وكبيرة مرّت عليه في السابق .. ويعيد لهم كل مانسوه ، وقد قيّد في دفتر قلبه كل الوثائق التي تثبت هفواتهم وزلاتهم ليستعملها أدلةً في تجريمهم .. فيكون عندها ، وعندها فقط .. الألم !! أمرنا يفهم من خلال قضيتين رئيسيتين : ((رؤية الحق .. وأن يرزقنا الله جل جلاله إتباع الحق)) وذلك دعاء النبي صلوات ربي وسلامه عليه : "اللهم أرني الحق حقاً .. وارزقني إتباعه". يجب أ نعلم أن دارنا هذه دار عبادة ، وأمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، وتهذيب للأجيال وتربية وتعليم .. ماهيَ بدار تضاغن وتحاسد وفلاسفة يتجادلون . إن تربيتنا تقوم على أسس مهمة في تعميق جذور الإيمان وترسيخ علاقة الأُخوّة بين الإخوة ، وتعمير القلوب بالمحبة والإخاء ، وصون اللسان . "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" وليس لتتنابزوا وتتدابروا وتتحاسدوا وتتباغضوا .. فتأمل!! كم موسوعة ستخرج من فضول أقوالنا .. الذي قيل في سوء الظن ، ومعرفة ماذا يقصد فلان بذلك القول ، وماذا يريد بتلك الحركة ، وفي استنباط ودراسة وتحليل الظنون وحملها على محمل السوء ؟!! كم ضاع من وقتنا في ذلك ، وكم كبرت قلوبنا من ذلك على إخواننا ، ونفخ فيها شياطين الأنس والجن حتى غدت كالحجارة بل أشد قسوة .. فلم تلين ، ولم تقبل عدلاً ولا صرفاً .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ومن العجب .. أنك تجد كل جديد في الصف الدعوي يتقبل منك كل عظة وعبرة ، وإرشاد وتوجيه ، وتربية وتعليم ، وعندما تقوم بنفس الفعل لمن تخضرم ولو لفترة يسيرة .. رفض نصحك ، وزمجر وحقد ، واعتبرها تهمة له ، كأن لم تكن توبة الرسول –عليه السلام-في اليوم أكثر من سبعين مرة آخر حياته !! إنه الإخلاص !! يجب أن نعترف بأن كثيراً من الأحداث التي وقعت بيننا ؛ كدرت النفوس "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره". كلنا دعاة .. لكن ينقصنا زيادة في الحب . ليس الدهاء من يوصلنا ، بل التوكُّل ، وأن ندعو ونردد : "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً". من نحن حتى يصطفينا الله جل جلاله ويختارنا لخدمة دينه !! وماذا سنكون لو لم نكن في هذا السبيل وهذا الطريق وهذا المعترك ؛ بالفعل لنفكّر ... وتأكد ، أننا متى انتصرنا على أنفسنا وحظوظها ؛ فقد انتصرنا بالفعل . ومن محاسن إخواننا في التبليغ ، أنه إذا وقف أخوهم ليعظ الناس ، رفع أصحابه أكُفهم يدعون له أن يصيب القول وأن يسدده الله عز وجل . ليت لنا من تلك الأُخوّة شيء .. لنراجع أنفسنا ماذا يدور في خلدها في حال نجح أحد أقرانك وإخوانك في الدعوة إلى الله عز وجل إما بقولٍ أو درسٍ أو دورةٍ يلقيها أو عملٍ يؤديه بسكينة يطرح الله فيه قبولاً كبيراً ؟؟ الجنة : هدفنا ، وطريقها : الإيمان ، والوسيلة : الحب والتفاني . لا تسكت عن خطأ وقع .. فإن المخطئ إن أمررت له ذلك الخطأ استمرأ وعاد في ذلك وقال : إنهم خافوه وهابوه !! يقول الأستاذ مصطفى مشهور –رحمه الله-حين ميّز بين اثنين في حقل الدعوة فقال : "هناك داعية عامل ، وهناك عامل نفسه داعية" . الرســــــــائل الرسالة الأولى : من الإسراف إشراك كل المستويات الدعوية والتربوية في الشورى ، وكثرة الآراء في التعليق واتخاذ القرار الشورِّي ولو كانت صغيرة ، ومناقشة الخطط ومراجعة الأعمال والمهام مع منفذيها كل ذلك أدى ومازال يؤدي إلى وجود دعاة فضوليين !! يكثر لغطهم ونخرهم ، ويقل عملهم وبذلهم ، وتصبغ مجالسهم بالغيبة حتى يتساهلونها ، وتصبح من أساسيات اجتماعاتهم ، وتُغتال الفضيلة من مجالسهم وتذهب كل قواعد التربية الإيمانية . ويصبح الداعية المشارك في تلك المجالس : قليل الاحترام لعناصر الجيل الأول ، كثير الجرأة عليهم ، أقرب إلى سوء الظن بهم ، والغمز واللمز لا تخلو منه حركاته ، طويل النقاش ، كثير الجدل ، واسع المطالب ، عرض التحدي !! واقع بالفعل .. مرير . تجده يبدأ يعطي الملاحظات ويستدرك بالانتقادات على من سبق وكان له الفضل في تربيته، وله باع طويل في ميدان الدعوة ، ويجادله ويخاصمه ، بل تجده لا يلقي بأي اهتمام لقراراته بل وينتقصها أحياناً. وهذا ليس بعرف المؤمنين ولا هو من سمتهم ، ولا هي من طباعهم ولا من طباع علمائهم ودعاتهم ، بل الحياء وعفاف اللسان واحترام الكبير وتبجيل من سبقنا وحسن الظن وصدق النية والتماس العذر ومال وحسن اللفظ ، والاستغفار للذين سبقونا بالإيمان ، والدعاء للمربي والحادي ، هذا ما ورثناه عن مربيا ودعاتنا وعلمائنا وسلفنا الصالح . شورى المسلمين لا تمتُّ بأي صلة لديمقراطية الكافرين . إنما القيادة لأهل الحل والعقد ، مهما كان العمل في الإمامتين الصغرى والكبرى ، وليست هي لكل من هبّ ودبّ ، يدخل ويخرج كيف شاء منها . نريد طاعة واعية .. لا طاعة عمياء ، بالحوار وتقريب وجهات النظر ، وحسن الظن ، والحمل على المحمل الحسن ، والأدب والرفق واللفظ الجميل الحييّ من قلبٍ سليم . الرسالة الثانية : القائد .. كتلة من المشاعر ومجموعة من العواطف ، وذهنٌ يتأمل وقلبٌ يتجول . يجب أن نفتح له المجال في الاجتهاد والتعبير ولا نقيده ، وعلينا أن نترك لفراسته وذوقه مجالاً ودوراً . الإمام علي –رضي الله تعالى عنه- لم يكن عاجزاً ؛ بل هو قمةٌ في التقوى والعلم والشجاعة "رجل .. يحبه الله ورسوله" ولكن ؛ خذله أصحابه !! فاحذر أن تخذل قائدك في هذا العمل الدعوي والتربوي ، أو أي عمل تؤديه حقاً لله ، فتكون سببا في نكس راية الدعوة والخذلان و إسقاط المعنويات والهمم. القائد بين نارين .. أم نور واحد ؟!! فهو مقيّد بشورته مع النخبة والقدماء المربين وأهل الحل والعقد من العاملين في الميدان الدعوي والتربوي معه ، فهل نلزمه بنار الجُدد و ارتجالاتهم ورغبات المستعجلين وظنونهم ، وأهواء العاطلين وأمانيهم ؟! يكفيه واحده وهي النور الأول ، كفاه الله الثانية وهي النار الحارقة !! الرسالة الثالثة : إنها الرحمة !! حين أن ترى في مجموعتك الدعوية أناس أصحاب نزعة انفرادية ، من طبيعتهم العصيان وعدم التقيد بالأوامر والتوجيهات والمناصحات ، في أي ميدان في الدعوة تجده يفتن وينفِّر ويصدّع الكيان رغماً عنه ، هنا تكون رحمة القائد بأن يعفيه من العمل والمسؤولية ، ليحفظ عليه إيمانه فضلاً عن أن وجوده من أسباب انهيار البناء الدعوي الذي تعب على تشييده أجيال ممن قبلنا . وهذه المعاني هي تربية لنا جميعاً ، وهي مسألة تنظيمية أيضا ؛ فتوقيف أحد العاملين أو تجميده أو نقله من حقل إلى حقل آخر هو : اختبار له من جهة ويفسر موقفه من هذا العمل ، وتمحيص لنفسه بأن نعمل لله عز وجل في أي مكان وأي موطن نوضع فيه ، ورحم الله أبا مدين حين قال : "ومتى رضيت نفسك بما قدمت لله فاعلم أن الله عنك غير راض" . الرسالة الرابعة : هناك أمور لايعلم عنها سوى الكبار في الميدان الدعوي ، وليس من اللازم إخبار الجميع بها ، وهذه الأمور بعضها ذو طابعٍ قاسي ينعصر القلب منه مرارةً حين يُفهم خطأً ، وخاصة عندما يكون طرح الموضوع سيسبب فتنة أكبر . فلاتلزم القائد بأن يلجأ لقضاء سليمان –عليه السلام- بين الوالدتين (المزيفة والحقيقية) وضحّت به الأم الحقيقية رأفة أن يشق إلى نصفين !! فتحمُل أسوء السيئ خيرٌ من أن تنشطر الدعوة إلى نصفين ، واعلم أن (السر) يلجم المخلص أن يبوح به ، ولو صرّح به لاقتنعت نفوس واضطربت قلوب . يجب أن نعلم أن الجُدد لا يكثرون اللغط ؛ لأنهم جدد إلا إذا لغط القدماء ، لأن من طبائع النفوس التقليد وخاصة ممن هو قريب منهم ومن سنّ سنّةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة . وقد قيل : إن حزن القلب إزاء الإساءة فطرة ؛ وفي تعزية الله جل ثناؤه لرسوله الكريم –صلى الله عليه وسلم-عبرة ، إذ قال : [قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون] الأنعام 33 . فكيف بمن هو أقل ؛ نحن ؟!! وكيف إذا كانت الإساءة لم تصدر من عدوٍ كافر من طبيعته الإساءة ، بل من مسلم بل عن أخٍ يشاطرك نفس الهم الذي تحمله ، ويعمل في الصف نفسه !! إنها التقوى ؛ إذا فقدت .. فسد اللسان ولم يتحكم صاحبه في الإمساك به . ويحدوا لنا الحادي أن : انسوا الإساءة وادعوا الله أن يمحو من ذاكرتكم كل حوادث الإساءة وسوء الظن ، حتى تبرد القلوب ، ولايستمر غليانها ، وحقدها ؛ هذه هي تصفية القلوب . ويقول الإمام حسن البنا –رحمه الله-: "إن إساءة الكافر والمنافق لنا تقوينا ، وإساءة المسلم تؤذينا" . الرسالة الخامسة : إن من أشنع الظلم أن تتخذ أخاً لك تجعله هدفا ، وتجمّع الناس والجموع ليرجموه معك !! إننا دعاة مربون لم نجتمع ليكره بعضنا بعضا ، وإنما اجتمعنا لنتعاون على مشقة هذا الطريق، ولنذيّل ونيسّر لبعضنا البعض السبل والمفاوز ، ونحفظ زلة الكبير من أن تنشر بيننا . كم من وقت يضيع ويهدر في الإصلاح بين أخوين متشاحنين؟ يضيع ويسلبه من إخوانه لإيجاد الحلول والتفكير بالعلاج ، ولو صُرف في ميدان الدعوة لكان أفضل وأخير . كثرة الأوجاع .. من كثرة الكلام .. يكثر الهدم .. عندما يكثر الكلام والانتقاد الجارح الذي يثبت فيه عزة نفسه وصواب قوله وليس إلا أنا !! وليس هذا دأب السلف .. ولا كانوا كذلك أبداً ، بل كانوا يقلون الكلام حتى في المباح ، وقد وصفهم الإمام عبدالرحمن بن مهدي –رحمه الله-فقال : "أدركت الناس وهم على الجُمَل" يقول الإمام أحمد –رحمه الله- معقباً على ذلك : "يعني لا يتكلمون ولا يتخاصمون" . فإنما هي جُمَل يسرة من الكلام بحروف معدودة ، ليس وراءها إيذاء أو تخذيل أو تعكير قلوب . ولكنها النفوس إذا بعدت عن الإخلاص وانتصرت لحظوظها !! الرسالة السادسة : أليس منا رجلٌ رشيد ؟!! يحكم ذلك اللسان .. الذي طالما أوجع وآذى ، ونخر في البناء . تراه يجتمع مع نديمه ويتحدثون في أمور الدعوة والقادة والمربين ، ويحصون أخطائهم ، ويبدأون في عد زلاتهم ؛ كأن لم تكن لهم حسنة !! ثم ينتقل ذلك الهَرْج إلى مجموعة أخرى تفسد أكثر مما تُصلِح ، وليس فيهم من يقل حسبك!! إنهم إخواننا ، ونحن عماد البيت فإن تآكلنا سقط !! ورحم الله الإمام الشافعي حين قال : "من وعظ أخاه سراً فقد نَصَحَهُ وزانه ، ومن وعظه علانيةً فقد فضحه وشانه" . هذا الإيذاء إذا كان مجرد أن اللسان يلفظ الكلمات هذراً ، فكيف به إذا حُسِّنت كلماته ودٌبّجت بفنون البلاغة ، وأضيفت إليه الزوائد والعجائب .. عندها يستشري الألم . وقد قيل : ملأنا الجو بالجدل اصطخاباً *** وكنا قبل نملؤه هتافاً ومازلنا نهيم بكل وادٍ *** من الأقوال نرسلها جزافاً (الرصافي) الرسالة السابعة : إنه لُــــــبُّ المشاكل !! فساد الإخلاص .. يقول الإمام ابن الجوزي –رحمه الله-في صيد خاطره : "فمن أصلح سريرته : فاح عبير فضله وعبقت القلوب بنشر طيبه ؛ فالله الله في السرائر فإنه ماينفع مع فساده صلاح ظاهر" . إنه الخلل في ركن الإخلاص .. سبب مشاكل العمل و كل الأعمال "فانظر ماذا خالط قلبك". كان عمرو بن قيس يرى رؤوس التواضع في ثلاثة : "ألاّ تحب : الرياء ، والسمعة ، والمدحة في عمل لله" . وكانت وصية يحيى بن أبي كثير –رحمه الله- : "أن تعلموا النية ؛ فإنها أبلغ من القول والعمل" . فلا تستغرب حين ينسى المربي والداعية ذلك الركن العظيم في ميدان العمل ، فخذ برأس الأمر فإن الإخلاص يَلزَمك عند ابتداء الأمر وفي وسطه وفي نهايته ، وقد قال التابعي الجليل ابن أبي لبابة –رحمه الله-: "أقرب الناس إلى الرياء : آمنهم له" وتذكر : [إلا عبادك منهم المخلصين] . فكن شديد التفكر والتفقد والمراقبة لذاتك ، وإلا التحقت بأتباع الشياطين وأنت لاتشعر !! فتأمل .. واحذر .. فقد تغري الداعية نفسه وقد يصل داء الحسد عنه إلى أعلى المراتب فيأخذ بالوشاية على أخيه الداعية المربي عند الكبار .. ولا غير الحسد وأمراض القلوب . ويطرب قلبه فرحاً حين يرى أخاً له يقع في خطأ ، وماهي إلا ثواني وتكون تلك الخطيئة قد انتشرت بين إخوانه كلهم مع زيادة في التهميش والتذييل ، هذه القلوب السقيمة ، ولكن الله يمهل ولا يهمل سبحانه . أفشى عليّ مقالةً ماقلتها ** وسعى بأمرٍ كان غير سديد والواجب علينا حين نسمع لتلك الوشاية من ذلك القلب السقيم الأسود ، أن نقول له : حسبك بأخينا مآثره وخيره ، ونسرد له ماضيه المشرق وكل خير سابق له ، ونسد الباب أمامه حتى يصغر ولا عادَ يُرى ، فإن أمررنا مقولته فسرعان ما ينهدم البناء بسبب اختلال صفوفنا التي هي أركانه . وليس ملامي على من وشى ** ولكنّ ملامي على من وعى أيجمُل بالعهد أن يستباح ** لواشٍ .. وللودّ أن يقطعا ؟!! (البارودي) فليس الملام على الواشي ، ولكن الملام كله على من منح الآذان الصاغية وأسلمها له . وليست المنزلة والرفعة في أن تحقق نصراً لنفسك في ميدان الدعوة ، وتنتشي رائحة النصر أمام إخوان لك سبق وأن شاركوك همّ هذا الطريق ، ولكن المنزلة والرفعة في أن تحتل حيزاً في قلوب المؤمنين ، وأن تنادي ملائكة السماء أهل الأرض أن الله تعالى أحب فلاناً فأحبوه . نعم والله .. ماتحلو الحياة إلا بذلك الحب ، عندما نجتمع في صفٍ واحد ولايحمل أحد على أخيه كدر أو يخالط قلوبهم حسد . لانريد ابتسامة مصطنعة ولامواساة هامشية ، لما يقابل أخاً له ويحمل عليه الشيء الكثير والقليل في حقه ، فإن كانت نفسه فيها شيء من إيمان تحثه على أن يحملها ويغلق عليها أبواب قلبه ويدفنها بعد أن يحثوا عليها سبع حثيات ويختمها بقوله : "بسم الله وعلى ملة رسول الله" ، ويكتفي عندما يقابله بابتسامه مصطنعة ، ومواساة هامشية ، سرعان ماتضمر عندما يولي هارباً منه . وهذا أقل خطراً ممن يسعى بالنميمة عليه بين إخوانه بعد أن امتلئ قلبه الأجرد ببغض أخٍ له لا لشيء إنما لهوى في نفسه أو حسد أو غيرة . نحتاج إلى نية خالصة ، وعزم صادق على تحمّل مرارة المكاشفة الصريحة فهي الحل لمشاكل القلوب بين الإخوة والعاملين ، نحتاج أن يكون شعارنا "المكاشفة بيننا .. قبل أن تنتقل لغيرنا" قبل أن يعكر صفو القلوب كلام اللسان وتداوله بين الإخوان ، ولا يغلق هذا الباب إلا توجيه المصطفى –عليه الصلاة والسلام-"المؤمن مرآة أخيه" . الرسالة الثامنة : مشاريع الضرار في الحقول الدعوية !! المنفرد لايستطيع أن يبني وحده نادياً أو مجمعاً أو دار ضرار ، مهما وصل في زعامته ورئاسته ، ولكنه بشياطين الإنس والجن يستطيع ، ولذلك يكون محشر الأتباع مع الذي علمهم الظلم . عندما يبدأ الصف بالتصدع والانشقاق والانقسام ، وعندما يصير الكيان الواحد إلى اثنين وعندما يكون القلب الواحد اثنين .. يبدأ الشق يتوسع والجيوب تكثُر . عندها ننتبه أن هناك خلل ما !! لما؟!! والخلل من عهدٍ قديمٍ قد بدأ ، ونحن لم ننتبه إلا بعد أن صار التفكك والانشطار ورأينا ذلك رأي العين . لأننا لم ننتبه لذلك "الواحد" الرأس الفاسد المفسد ، ولم يقف في وجهه رجل رشيد ؛ لذا .. لابد أن نفهم أننا في عمل جماعي وليس في دكان ، وكما نحب المخلصين في العمل لله ، نكره المنغصين للعمل في الله . ومن يقيم أبنية الضرار ، ويحشد لها الجموع الموالية ، ويُحدِث الثغرات في الصف الدعوي ، ويهتك ويفرق القلوب ، نقول له إما التوبة وإما الإقصاء والإبعاد [ولكم في القصاص حياة] . لانطلب طاعةً في إكراه ، ولكن إن رغب أحدٌ بنيل شرف العمل الجماعي فعليه الالتزام ، وإلا فليريح ويستريح . الرسالة التاسعة : لابد أن نعلم أننا مجموعة "قلوب" .. تقودها "قيم" . وكلنا يعلم مدى أهمية القائد في أي عمل ، فما بالك بعملٍ دعوي يقوم عليه رجال نذروا أنفسهم وأوقاتهم وأمانيهم لخدمة دين الله تعالى . لذلك فعقدنا رضائي .. بيننا وبين قائدنا في هذا العمل ، ولا لابد أن تعلم رحمني الله وإياك بأننا ألزمنا أنفسنا بطاعته اختياراً لما قام في قلوبنا من ثقة في هذا الرجل ، وذلك لإيجاد ربّانٍ يقود تلك السفينة في وسط أجواء تعكر صفوها بعض الأيام بعضاً من الأعاصير والأمواج (فلندع القيادة له ونستمتع بالرحلة) . إذاً .. تلزمنا طاعة ، ولكن ليست عمياء ، إنما واعية ، من أصل تفسيرنا للجندية في خدمة دين الله تعالى ، ومذهب تلك الطاعة : الرفق والأدب وحسن اللفظ وسلامة الصدر وحسن الظن والمقصد والحمل على المحمل الحسن ، والتقويم بالتي هي أحسن . وإن لم ترض نفسك بذلك فاحلل العقد ، ولا تكن حجر عثرة في طريق الدعوة . الرسالة العاشرة (والأخيرة) : فقد قيل : إن قائل الحكمة وسامعها شريكان ، أولاهم بها من حققها بعمله . لنبدأ بإصلاح أنفسنا ؛ يُصلح الله ناشئة الدعوة الذين معك ، فإنها وصية الإمام الشافعي –رحمه الله- لمؤدب أبناء هارون الرشيد حين قال له : [ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين : إصلاحك لنفسك ، فإن أعنَّتهم معقودةٌ بيدك ، فالحسن عندهم ما استحسنته ، والقبيح عندهم ماتركته] . وتأمل في قوله "ماتركته" ولم يقل : ماحذرتهم منه أو قبحته لهم ؛ ولكنه العمل . وهتف العلم بالعمل ** فإن أجابه وإلا ارتحل والله الله في صفو القلوب .. فإنها أكبر عوامل البناء ، وإلا كيف نبني بنائنا عالياً ونحن نغش بعضنا بعضاً . أقول قولي هذا .. وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل خطيئة وذنب ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور البر الرحيم . وهذا بنان آدميّ من خلق الله تعالى ، كثيرٌ خطأه ، وقليل صوابه ، فما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من خطأ فمن نفسي المقصرة والشيطان . والله تعالى أعلى وأحكم ، ورد العلم إليه أسلم ، وصلى الله على نبينا محمد الإمام الهادي والمربيّ الأول ، وعلى آله وصحبه وسلم . والحمد لله رب العالمين وتمت ببنان فقير الدعوة إليه خالد بن سعود الشبيلي لسبعٍ خلون من شهر ذي الحجة لعام تسعة وعشرين و أربعمئةٍ وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم منقول للفائدة ( wthx hgrg,f >> ,Hevi td hgulg hg]u,d )) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 02 / 2011, 11 : 02 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 02 / 2011, 19 : 06 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بارك الله فيكم اخي الكريم طويلب علي هذا الموضوع الطييب اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 02 / 2011, 00 : 07 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك حياك الله أخي ****** موضوع قيم وجهد مبارك مشكور علية أكرمك الله وأسعدك في الدارين جزاك الله خيراً وأثابك الجنة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26 / 02 / 2011, 00 : 08 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على المجهود الرائع جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله بارك الله فيكم...وجعل الجنة مثواكم.... | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018