الإهداءات | |
ملتقى علوم القراءات والتجويد يختص بتبيان احكام التجويد ... وشروحات لعلوم القراءات الصحيحة والمتواترة ... ودروس القرآن الكريم . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | عبداللطيف الصاوي | مشاركات | 8 | المشاهدات | 5590 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
21 / 11 / 2008, 20 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد {الفصيحة التي نزل بها القرآن} 1. مدخل لمبحث صوت الضاد العربية اللسانية ........................... 2. هل اللغة العربية تسمى بلغة الضاد دون غيرها ؟....................... 3. التعريف بمخرج صوت الضاد التي نزل بـها القرآن................... 4. هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهـر أم لا ؟ ...................... 5. حديث أنا أفصح من نطق بالضاد ) هل يصح ؟........................ 6. صفات صوت الضاد التي نزل بـها القرآن .......................... 7. صوت الضاد اللسانية الضعيفة عند سيبوبه ........................... 8. صوت الضاد الدالية والطائية عند المعاصرين.......................... 9. التعريف بصفة استطالة صوت الضاد اللسانية ........................ 10. مقالة العلماء المتقدمين بشجرية مخرج الضاد .......................... 11. هل الضاد العربية متصفة بالتفشي كالشين أم لا ؟ .................... 12. علماء الأصوات وتعريفهم لصوت الضاد الانفجارية .................. 13. ابن غانم المقدسي والمرعشي ومشكلة الضاد ........................... 14. الرد على من أبدل صوت الضاد بصوت الظاء ........................ 15. إبدال صوت الضاد اللسانية بصوت اللام المغلظة ..................... 16. إشمام صوت الضاد اللسانية بصوت الزاي اللسانية .................... 17. جمع الكلمات الضادية لتتميز من غيرها الظائية ........................ 18. الفرق بين صوت الضاد والظاء في الرســم ........................ 19. أبيات علم الدين السخاوي في الضاد وشرحها ....................... 20. أمراض التلفظ بصوت الضاد اللسانية الفصيحة ....................... 21. مؤلفات تحقيق مخرج صوت الضاد والظاء ............................. 22. الضاد القرآنية تؤخذ من المقرئ المسند لا المصحفي .................... 23. خاتمة بحث صوت الصاد الفصيحة التي نزل بها القرآن ................. {مَدْخَلٌ لِمَبْحَثِ صَوْت الضَّادِ العَرَبِيَّةِ اللِّسَانِيَّةِ} ويمكن للدارس أن يلاحظ اتجاهين في معالجة مشكلة صوت الضاد من حيث التصنيف والتأليف الأول : يتمثل في العناية بالألفاظ التي تنطق بالضاد والظاء والاشتغال بحصرها وتأليف الرسائل في ذلك وهي مؤلفات تشبه المعاجم الصغيرة وهذا الاتجاه هو الذي استأثر بجهود اللغويين والنحاة وتركوا مؤلفات كثيرة تهتم بالتمييز الكتابي بين الضاد والظاء ولا تتعرض للتمييز النطقي بينهما وقد أحصى الدكتور حاتم الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب ( الاعتماد في نظائر الظاء والضاد لابن مالك ) الكتب المؤلفة في ذلك حتى بلغت أكثر من أربعين كتابا . والثاني : الاتجاه في معالجة مشكلة الضاد ويتمثل ذلك بدراسة الخصائص النطقية لصوت الضاد اللسانية والانحرافات التي تلحقه على ألسنة الناطقين وتوضح الصورة الصحيحة لنطقه وكان لعلماء التجويد القسط الأوفى في هذا الدرب حتى أنهم ألفوا في ذلك المؤلفات المستقلة التي تهتم بنواحي النطق من غير أن تتعرض لحصر الألفاظ التي تكتب بالضاد أو الظاء . وقد كان كتاب البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ ( ت 225 هـ) من أوائل المؤلفات التي حفلت بالعديد من الملاحظات اللغوية الصوتية الخاصة بنطق غير العرب من الأعاجم المخالطين للعرب لبعض أصوات اللغة العربية ومن ضمنهم صوت الضاد . وسوف أحرص إن شاء الله لتناول هذا البحث من جميع جوانبه قدر المستطاع وحسب ما تيسر من مراجع لمادة هذا البحث وعلى الجميع أن يعلموا ـ إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله ،فأسأل الله أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم ، وأن لا يُفهم على غير وجهه ،وإني لأعتذر عن أي قصور أو تعبير فيه خلل . {هَلْ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ تُسَمَّى بِلُغَةِ الضَّادِ دُونَ غَيْرِهَا ؟} {التعْرِيفُ بِمَخْرَجِ صَوْتِ الضَّادِ الَّتي نَزَلَ بِـهَا الْقُرْآنُ} وهذا الصوت يخرج من حافة اللسان اليمنى أو اليسرى أو منهما معا ولكن هذا لا يمنع أن تكون أقصى الحافة كلها إلى منتهاها مشاركة ولكن منشأ صوتها يبدأ في الظهور عندما يضغط القارئ ويتكئ ويعتمد على الأضراس كلها من النواجذ والطواحن والضواحك ولا بد من مراعاة تصادم الحافتين لصفحة الأضراس من الداخل والحافة من أدناها لمنتهاها تشارك في إنتاج صوت الضاد بسبب استطالة اللسان حتى يصطدم بمخرج اللام و كانت بعض قبائل الجزيرة العربية يضغطون على حافتهم اليسرى وقبائل أخرى يعتمدون على حافتهم اليمنى في خروجها وبعضهم كان يخرجها بتوزيع الضغط توزيعا متعادلا متساويا بين الحافتين وعند النطق بالضاد تنطبق حافتي اللسان اليمنى واليسرى على غار الحنك الأعلى فينحبس الهواء خلفهما وبسبب هذا الانحباس يؤدي إلى ضغط هواء الصوت خلف الحافتين وتحت تأثير هذا الضغط يندفع اللسان إلى الأمام قليلا إلى أن يقرع منتهى رأس اللسان مكان التقاء اللحم بالأسنان أي اللثة العليا . والضاد الصامتة تختلف عن الضاد الصائتة وتفصيل ذلك في الآتي أولا : الضاد الصامتة ( الساكنة ) قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية والضاد من حافته إذ وليا** لاضراس من أيسر أو يمناها خلق الله تعالى للسان حافتين يمنى ويسرى وهذه الحافة اليمنى تنقسم لأقصى ومنتهى وأدنى وكذلك أختها اليسرى وحدود صوت الضاد متعلق بأقصى الحافة لمنتهاها من اليمين أو اليسار وقوله إذ وليا لأضراس أي جاء بعده أو تلاه فعندما ننطق بالضاد الصامتة (الساكنة ) تصطدم الحافتين بجميع الأضراس العليا والسفلى معا وسبب هذا التصادم يحبس هواء الصوت خلف الحافتين من اللسان فتحت هذا الضغط المستمر لهواء الصوت يستطيل مخرج صوت الضاد حتى يلامس رأس اللسان اللثة العليا وهذا ما سماه علماء اللغة والتجويد بالاستطالة في المخرج وعلى القارئ أن يحذر من استمرار اللسان في الاستطالة ابعد من أصول الثنايا بحيث لو زاد واستطال حتى وصل لأطراف الثنايا العليا تولد صوت آخر هو صوت الظاء اللثوية والسبب في هذا الخطأ المبالغة في استطالة اللسان إلى خارج المنطقة الحدودية الخاصة بمخرج صوت الضاد اللسانية . وهناك من علماء الأصوات من طعن في جريان صوت الضاد بحجة أنه لا يتضح جريانه كباقي الحروف الرخوة والرد على هؤلاء ومن على شاكلتهم نقول أن علماء اللغة والتجويد نقلوا لنا أن العرب في فترة نزول القرآن كانوا ينطقون بالضاد رخوة بجريان الصوت معها جريانا كليا ولكن السبب الذي أدى لضعف جريان الصوت في الضاد الساكنة أن المخرج مغلق نهائيا والصوت محصور بين اللسان وغار الحنك الأعلى لأنها صوت مطبق ومعنى الإطباق انحصار الصوت بين اللسان وقبة الحنك الأعلى والضاد حرف جرى معه اللسان والصوت في وقت واحد فأما جريان اللسان هذا يسميه العلماء الاستطالة في المخرج وأما جريان الصوت هذا يسميه العلماء الرخاوة . فأثناء جريان اللسان للأمام يكون صوت الضاد مستمرا واستمرار صوتها ذلك ما يسميه العلماء برخاوة صوت الضاد وتحرك اللسان أثناء النطق هذا هو الاستطالة استطالة الضاد أي أن المخرج يجري والصوت يجري معه ولا يشابهها صوت حرف في ذلك أن المخرج يتحرك والصوت يتحرك معا في آن واحد ولكن هل هناك أحرف أخرى يجري معها اللسان والصوت ؟ الجواب لا لأن باقي الحروف يتحقق التصويت بها إما بالقرع أو القلع أو ما يسمى بالتلامس أو التباعد أما الضاد فيما لو كانت ساكنة يتحقق صوتها بالقرع مع جريان اللسان والصوت معا أما في حالة القلع لا شيء يعترض هواء الصوت فيخرج صوتها منفجرا خارج الفم وسماها علماء الأصوات حرف انفجاري والاستطالة تابعة ملازمة للرخاوة وعلى القارئ الحذر من المبالغة في بيان الاستطالة خشية أن يؤدي ذلك إلى شبه السكت أو الفصل والأفضل والأحرى تلقي كيفيتها الصحيحة من شيوخ الأداء المتصل سندهم ب****** محمد صلى الله عليه وسلم والحذر كل الحذر من التلقي ممن شيخهم المصحف فحسب . وكل من لا سند له في القراءة يسمى مصحفي والسبب من هذا التحذير أن القراءة سنة متبعة تأخذ بالنقل الصوتي عن طريق سلسلة الشيوخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى الجميع أن يعلموا أن قراءة القرآن كيفيتها الصوتية توقيفية . ثانيا : الضاد الصائتة ( المتحركة ) أما الضاد الصائتة أي المتحركة بأي حركة كانت يتم صوتها بالتجافي بين العضوين فبعض القبائل العربية كانت عندما تريد النطق بالضاد كان أول منطقة من حافة اللسان تفارق ما يحاذيها من منطقة الأضراس الحافة اليمنى والبعض الآخر عند نطقه بالضاد كانت أول منطقة من حافة اللسان تفارق ما يحاذيها من الأضراس الحافة اليسرى والبعض الأخر من الحافتين معا بتوزيع الضغط عليهما توزيعا متساويا . وبعض العرب يجعل المنطقة اليمنى من حافة اللسان هي التي تفارق غار الحنك الأعلى أولا . ونفس الأمر مع الحافة اليسرى والبعض الآخر كانوا يجدون من الأسهل عليهم أن يفارق اللسان عن غار الحنك الأعلى جملة واحدة فيتوزع هواء الصوت يمنة ويسرة بنسبة متساوية . و هي عند سيبويه ( من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس ) اهـ وفي كتاب سر الصناعة لابن جني ج1 ص 52 يوافق ابن جني سيبويه ويزيد : إلا أنك أن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن وأن شئت من الجانب الأيسر وخروجها من الأيسر أيسر ، ) اهـ وخالف الجاحظ في كتابه البيان ج1 ص 33 فقال : " فأما الضاد فليس تخرج إلا من الشدق الأيمن إلا أن يكون المتكلم أعسر يسرا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء ...) اهـ ولكن لعل سألا أن يسأل أيهما أفضل النطق بالضاد من الحافة اليمنى أم اليسرى أم منهما معا ؟ أقول لكل قارئ أن يختار الأسهل والأيسر عليه وإن كنت أميل لخروجها من الجهتين معا في آن واحد هكذا تلقيتها من شيوخ الأسانيد وهكذا أعلم تلاميذي كيف يحسنوا خروجها من الجهتين معا وخروجها من الجهتين فيه مزيد قوة وبيان لصوتها . {هَلْ الضَّادُ أَصْعَبُ الْمَخَارِجِ َكمَا اشْتَهَـــــرَ أَمْ لا ؟} اشتهر وانتشر من خلال استقرائي لكتب المتقدمين والمعاصرين الإجماع على قولهم أن الضاد أصعب الحروف على الإطلاق وهذا لا يعني إسقاط التكليف في إخراجها من مخرجها كما يتوهم البعض ودليلهم في ذلك كلام ابن كثير المفسر بل هم مكلفون بإخراجها من مخرجها لأننا متعبدون بتلاوة القرآن فهمناه أم لم نفهمه كما أننا متعبدون بإقامة حدوده فهذه كتلك سواء بسواء ويظن البعض من الناس أن في إخراج هذا الحرف بالكيفية القديمة للضاد الفصحى يحدث فتنة والحق أن الفتنة في مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة قراءة القرآن كما نزلت قال صلى الله عليه وسلم ( اقرءوا كما علم ) والفتنة الحقيقية في عدم قراءة حرف الضاد كما نزل به الوحي. وذكر عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح في التجويد تعريف مخرج الضاد ولم يتعرض لذكر أي صعوبة لنطقه بقوله ص 78 ( ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد وإن شئت أخرجتها من الجانب اليمن وإن شئت من اليسر ....) اهـ فقوله إن شئت فيه دلالة أن الضاد بالتدريب والممارسة يسهل التلفظ بها من أي جانب أو من الحافتين معا . وقيل لا ينقاد خروج الضاد لكل أحد إلا لصاحب اللسان القيم بالفصاحة وقال ابن الجزري في نشره ( وليس في الحروف ما يعسر على اللسان غيره فإن ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه ) وأشار إلى ذلك أيضا الإمام شريح فقال : الضاد أعظم وأشق على القارئ من الظاء ) ونجد الإشارة إلى عسر هذا الحرف في أقوال شرّاح الشاطبية وغيرها من الكتب فهل هذا الكلام على إطلاقه أم فيه تفصيل ؟ ولو سألت سألا افتراضيا - وإن كنت لا أحب الإجابة على الأسئلة الافتراضية - نفترض أن ابن الجزري رحمه الله تعالى بيننا وسألناه سؤال هل تجد صعوبة في نطق الضاد الآن أم لا ؟ لقال لا ولأجاب الشاطبي والداني ومكي وغيرهم بنفس الجواب أن الضاد لا صعوبة ولا مشقة في نطقها وخاصة من متمرس متصدر للإقراء والتعليم ولكن متى الوقت الذي تكون الضاد فيه أصعب المخارج على القارئ ؟ الجواب هو المبتدئ في القراءة العامي وكذلك غير العربي نعم هؤلاء الضاد في حقهم أصعب وأعسر الحروف في النطق على الإطلاق ويلحق بذلك عوام العرب في الوقت المعاصر والسبب أن علماء الأصوات قالوا أن العاميات المعاصرة العربية لا يوجد في نطقهم الضاد العربية الفصيحة بل تطورت الضاد الفصيحة وصارت مفخم الدال في تلفظهم اليومي لأصوات الكلام ... فالله المستعان كيف نقرأ القرآن ونبدل الضاد العربية الفصيحة بمفخم الدال ولكن هذا هو واقع بعض الدول العربية الآن في نطقها للضاد ومنهم من يبدلها ظاءا خالصة فما بالكم بالعجم وغير العربي كيف له أن يحسن النطق بالضاد الفصيحة فهؤلاء ومن على شاكلتهم الضاد أصعب المخارج عليهم أما من تدرب عليها برياضة الفك واللسان معا فهي سهلة ويسرة كباقي الحروف قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية : (( وليس بينه وبين تركه ****** إلا رياضة امرئ بفكه )) ولا داعي من إثارة الرعب والخوف في قلوب من أراد تعلم القرآن من تخويفه بالضاد وصعوبتها وغير ذلك من الألفاظ ونجد في بعض الكتب التي صنفت في التجويد من قولهم أن خروجها من الأيمن أيسر ومن الأيسر أعسر ومنهما عسير فكلٌ يعبر عن سهولة ما تيسر له وعن عسر ما صعب عليه من نطقها وكل هذا الرعب الذي يسيره بعض طلاب العلم وبعض الشيوخ من تخويف الناس من صعوبة مخرج الضاد لا أحبه وكم من شخص قرأ علي وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها ولله الحمد والمنة . وقيل إن سيدنا عمر رضى الله عنه كان يخرجها منهما معا فهل هذا الأداء للضاد قاصر علي سيدنا عمر فقط أم يمكن لغيره أن يخرجها كما كان يخرجها عمر رضى الله عنه وأرضاه هل الله تعالى أعطاه عضوا ما أعطانا إياه فالذي أعطى سيدنا عمر أسنانا أعطانا مثله أسنانا والذي أعطى سيدنا عمر لسانا أعطانا لسانا والذي أعطي ****** عمر حافتين أعطانا كذلك حافتين والجبلة البشرية كلها واحدة فكما أن سيدنا عمر يخرجها من الحافتين معا فنحن بالتدريب نستطيع أن نخرجها مثله _ رضى الله عنه وعن جميع الصحابة أجمعين _ إذن فالذي يتدرب على خروج الضاد من اليمين يحسن خروجها من اليمين وكذلك الذي يتدرب على خروجها من اليسار يحسنها من اليسار والذي يتدرب لإخراجها من الحافتين يخرجها من الحافتين معا وهذا الذي به قرأت على شيوخي وبه أُقرئ غيري فالضاد المتحركة بعض العرب كان يجعل أول منطقة تفارق غار الحنك الأعلى الحافة اليمنى وهذا لا يمنع أن الحافة الأخرى مهملة لا مشاركة لها بل مشاركة لكن بداية الابتعاد بعد الضغط على الحافتين كانت من الحافة اليمنى وهذا كان أسهل على بعض العرب والبعض الآخر من العرب كان يضغط على الحافتين أو منطقة تفارق الحافتين الحافة اليسرى و÷ذا كان أيسر عليهم . وكان بعضهم يباعد بين الحافتين معا في آن ٍ واحد وهذا كان أيسر عليهم . وفي مرة قلت لبعض من قرأ علي لا بد لك أن تخرج الضاد وتنطقها كما كان يتلفظ بها العرب الفصحاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا شيخ نحن لسنا بعرب فصحاء ولا نستطيع تلفظها كما كانوا يتلفظون بها فقلت له : أليس لك أسنان كما كان للعرب قديما قال بلى قلت له أليس لك لسان وشفتين قال : بلى قلت له مكونات فمك هي نفسها مكونات فم العربي القديم فكما نطقوا هم بالضاد الفصيحة تستطيع أن تنطق بالضاد الفصيحة مثلهم مع التدرب والتعود عليها . {حَدِيثُ ( أَنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بِالضَّادِ ) هَلْ يَصِحُّ ؟} قال ابن كثير المفسر رحمه الله في تفسره ج1 ص 29 ( .... وأما حديث _ أنا أفصح من نطق بالضاد _ فلا أصل له والله أعلم ) اهـ وذكر الصفاقسي رحمه الله في كتابه تنبيه الغافلين عند كلامة على هذا الحديث( .... والحديث المشهور على الألسنة أنا أفصح من نطق بالضاد لا أصل له ولا يصح انتهى .... وفي الهامش قال المحقق محمد الشاذلي عن هذا الحديث ( في المقاصد الحسنة في بيان ما يكثر من الأحاديث المشتهرة على الألسنة : حديث أنا أفصح من نطق بالضاد معناه صحيح ولكن لا اصل له كما قال ابن كثير اهـ . ونقل السيوطي في كتابه الدرر المنثور كلام ابن كثير المفسر حول هذا الحديث بأن لا أصل له وفي كتاب كشف الخفاء للإمام العجلوني ( أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش. قال في اللآلئ معناه صحيح، ولكن لا أصل له كما قال ابن كثير وغيره من الحفاظ، . وأورده أصحاب الغريب، ولا يعرف له إسناد، ورواه ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلا بلفظ أنا أعربكم أنا من قريش، ولساني لسان سعد بن بكر، ورواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري بلفظ أنا أعرب العرب، ولدت في بني سعد، فأنىّ يأتيني اللحن؟ كذا نقله في مناهل الصفا بتخريج أحاديث الشفا للجلال السيوطي، ثم قال فيه ( والعجب من المحلى حيث ذكره في شرح جمع الجوامع من غير بيان حاله ) اهـ ، وذكره شيخ الإسلام زكريا في شرح المقدمة الجزرية، ( أنا أفصح العرب بَيد أني من قريش ) وأورده أصحاب الغرائب ولا يعلم من أخرجه ولا إسناده انتهى. وفي كتاب المقاصد الحسنة للإمام السخاوي قال(حديث: أنا أفصح من نطق بالضاد، معناه صحيح، ولكن لا أصل له كما قاله ابن كثير. وفي كتاب تذكرة الموضوعات في باب فضل الرسول صلى الله عليه وسلم للإمام الفَتّنِي (أنا أفصح من نطق بالضاد" معناه صحيح ولكن لا أصل له)) قلت معناه والله أعلم أن أفصح من خصت ألسنتهم بنطق هذا الحرف وهم العرب العرباء إذ الضاد حرف من حروف الهجاء للعرب خاصة صرح بذلك أيضا مجد الدين الفيروز آبادي في القاموس، وقال العلامة أحمد بن الحسن الجاربردي شارح الشافية في معناه أنا أفصح العرب ويؤيد هذا المعنى حديث آخر من أمثال هذا الحديث "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش" ولله در المتنبي الشاعر فإنه أفصح هذا المعنى في ديوانه حيث قال : ((لا بقومي شرفت بل شرفوا بي * وبنفسي فخرت لا بجدودي )) (( وبهم فخر كل من نطق الضا * د وعوذ الجاني وغوث الطريد )) {صِفَاتُ صَوْتُ الضَّادِ الَّتي نَزَلَ ِبهَا الْقُرْآنُ} صوت الضاد العربية اللسانية التي نزل بها القرآن يتولد هذا الصوت من الحافتين مع ما يحاذيهما من أضراس النواجذ والطواحن والضواحك كل ذلك حدود مخرج الضاد يصاحب ذلك جريان اللسان وجريان الصوت في وقت واحد وجريان اللسان يسمى بالاستطالة وجريان وامتداد الصوت يسمى بالرخاوة وتتصف بعدة صفات أخرى. وهي : صوت لساني يتذبذب معه الوتران الصوتيان في الحنجرة , وصوت لساني مجهور ينحبس معه هواء الزفير فلا يجري معه هواء النفس , وصوت لساني رخو : يجري معه الصوت جريانا كليا وصوت لساني مطبق : ينضغط الصوت بين اللسان وغار الحنك الأعلى عند التلفظ به . وصوت لساني مفخم أي : سِمَنٌ يدخل على صوتها فيمتلئ الفمُ بصداه وقد أخطاء من العلماء من قال بقلقلته وعلى القارئ الحذر من ذلك وهو منتشر كثير بين العوام . وصوت لساني مستطيل يمتد اللسان به حتى يصل ويصطدم منتهاه باللثة العليا ولا يزيد على ذلك ولو زاد اللسان قليلا في هذه الاستطالة حتى يصل لأطراف الثنايا العليا لتحول صوت الضاد لصوت الظاء اللسانية اللثوية . والضاد صوت جميع صفاته قوية ما عدا رخاوته وكل حرف فيه زيادة صوت لا يدغم في ما هو أنقص منه صوتاً . وفي الضاد استطالة ليست لشيء من الحروف فلم يدغموها في شيء من الحروف المقاربة لها ، إلا ما روي من إدغامها في الشين في قوله تعالى ) لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ )(النور: من الآية62) وسوغ ذلك ما في الشين من تفش يشبه الاستطالة يقربها من الضاد. ومن ثم أدغمت اللام والتاء والدال والطاء والثاء والذال والظاء فيالضاد ، ولم تدغم هي فيهم . . وفي التمهيد لابن الجزري رحمه الله ص 52 قال : (( الثامن : حروف الإطباق ، وهي أربعة أحرف ، الطاء والظاء والصاد والضاد ، سميت بذلك لأن طائفة من اللسان تنطبق مع الريح إلى الحنك عند النطق بها ، مع استعلائها في الفم ، وبعضها أقوى من بعض ، فالطاء أقواها في الإطباق وأمكنها ، لجهرها وشدتها . والظاء أضعفها في الإطباق ، لرخاوتها وانحرافها إلى طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا . والصاد والضاد متوسطتان في الإطباق التاسع : الحروف المنفتحة، وهي ما عدا حروف الإطباق، وسميت بالمنفتحة لأن اللسان لاينطبق مع الريح إلى الحنك عند النطق بها، ولا ينحصر )) اهـ . إذن يستخلص من ذكر هذه الصفات أن الضاد العربية التي نزل بها القرآن مجهورة رخوة مستعلية مطبقة مفخمة مستطيلة فلو أتى القارئ بهذه الصفات على كمالها فقد نطق بالضاد التي نزل بها القرآن وخرج وابتعد عن الضاد الضعيفة التي ذكرها سيبويه . {صَوْتُ الضَّادِ اللِّسَانِيَّةِ الضَّعِيفَةِ عِنْدَ سِيبَوَيْه} كما كانت في الأيمن وإنما قال : وهي أخف لأن الجانب الأيمن قد اعتاد الضاد الصحيحة وإخراج الضعيفة من موضع قد اعتاد الصحيحة أصعب من إخراجها من موضع ِ لم يعتد الصحيحة ) اهـ وقال أيضا في موضع آخر أن الضاد الضعيفة لغة قوم ليس في نطقهم ضاد ونقل قول ابن عصفور السالف الذكر . ويبدو أن مصطلح ( الضاد الضعيفة ) لم يعد يطلق على صوت محدد فإذا كان سيبويه قد أطلقه على صوت محدد فإننا نجد العلماء بعده يستخدمونه للإشارة إلى أكثر من صوت وذلك حسب ما تؤول إليه الضاد سواء كان ذلك الصوت ظاء أو بين الضاد والظاء أو بين الضاد والثاء وخلاصة القول في موضوع الضاد الضعيفة هي أن الضاد العربية القديمة التي وصغها سبيويه بأنها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس رخوة مجهورة مطبقة مستطيلة لم يعد ينطق بها في عصرنا إلا بعض القراء المتقنين وأنها تغيرت منذ أمد بعيد إلى عدة أشكال وصوتية كل شكل يستخدم في جهة من جهات البلدان التي تتكلم العربية وأن اشهر تلك الأشكال نطق الضاد ظاء كما في العراق ومناطق الخليج العربي ونطقها دالا مفخمة كما في مصر وقد كان علماء التجويد مدركين بشكل عام منذ أمد بعيد لهذا التغيير ولهذا نبهوا وقعَّدوا بدقة للضاد التي نزل بها القرآن . إذن ما هو وصف الضاد التي نزل بها القرآن لكي يأتي القارئ بها ويحذر الخلل في نطقها خشية أن يؤول صوتها للضاد الضعيفة المستقبحة كما وصفها سيبويه وبعض العلماء ؟ وللجواب عن ذلك يجب على القارئ معرفة أن الضاد الضعيفة التي لم تستوف صفات الضاد العربية الفصيحة المستطيلة المجهورة المستعلية المطبقة التي من الحافتين معا كما روي ذلك في بعض كتب التجويد أن النبي صلى الله عليه وسلم وسيدنا عمر رضى الله عنه كانا يخرجانها من الحافتين معا . {التّّعْرِيفُ بِصِفَةِ اسْتِطَالَةِ صَوْتِ الضَّادِ اللِّسَانِيَّةِ} قال صاحب القاموس المحيط الاستطالة لغة : امتدّ , ومن معاني الاستطالة أيضا : ارتفع وتفضل , ويقال أربى الربا الاستطالة في عرض الناس أي اسْتِحْقارُهم ، والتَّرَفُّع عليهم ، والوَقيعةُ فيهم . _ ويقال _ واسْتِطالَةُ البَرْقِ إلى وسَطِ السماءِ من غيرِ أن يأخُذَ يميناً وشمال. وفي لسان العرب : ً لاسْتِطالة على الناس إِذا هو رَفَع رأْسَه ورأَى أَنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر. وفي اصطلاح اللغويين والقراء : تعددت التعاريف في ذلك بين مصيب وبين من جانبه الصواب وسوف أذكر الراجح على ما قرره العلماء المتقدمون من اللغويين والمجودين وهو أنه (( امتداد اللسان عند النطق بالضاد من أقصى حافته حتى يصطدم منتهى طرف الحافة للثة العليا ) وهناك فرق بين امتداد اللسان وامتداد الصوت وبعضهم يفهم أن الاستطالة معناها :امتداد الصوت إلى مالا نهاية ، وفي بعض الكتب ( الاستطالة : امتداد الصوت ) وذلك لا يصح لأن امتداد الصوت لا يخص الضاد قال الجعبري في شرحه على الشاطبية باب مخارج الحروف : (( فرق بين المستطيل والممدود بأن المستطيل جرى في مخرجه ، والممدود جرى في نفسه .. )) اهـ وتوضيح هذا أن المستطيل جرى في مخرجه بقدر طوله ولم يتجاوزه والراجح التعريف الأول أما الثاني الذي ذكر في بعض الكتب .هذا ما لا نتكلف الرد عليه فقد كفانا الجعبري رحمه الله الرد عليه . وقال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد في الإتقان والتجويد باب الضاد ( المستطيل حرف واحد وهو الضاد : استطال في الفم حتى اتصل بمخرج اللام ) اهـ وقال مكي في الرعاية في تعريفه لصفة استطالة الضاد اللسانية ص 46 ( .....الحرف المستطيل وهو ( الضاد ) سميت بذلك لأنها استطالت على الفم عند النطق بها , حتى اتصلت بمخرج اللام , وذلك لما اجتمع فيها من القوة بالجهر والإطباق والاستعلاء فقويت بذلك واستطالت في الخروج من مخرجها حتى اتصلت باللام لقرب مخرج اللام من مخرجها) اهـ وقال ابن الجزري في التمهيد ص 58 ( والحرف المستطيل وهو الضاد سميت بذلك لأنها استطالت عن الفم عند النطق بها حتى اتصلت بمحرج اللام وذلك لما فيها من القوة ....واستطالت في الخروج من مخرجها وقال رحمه الله في كتابه النشر في القراءات العشر ( والحرف المستطيل هو الضاد لأنه استطال عن الفهم عند النطق به حتى اتصل بمخرج اللام وذلك لما فيه من القوة بالجهر والإطباق والاستعلاء ) اهـ وقال أيضا في المقدمة الجزري (والضاد باستطالة ومخرج ميز من الظاء ) اهـ. وعرفها ابن الوجيه الواسطي في كتابه الكنز في القراءات العشر وهذا الشيخ مجاز من ابن الجزري ونص خط الإجازة التي كتبها ابن الجزري بيده موجودة في نهاية كتابه المخطوط قال ص 40 عن الاستطالة ( ..... الاستطالة والمستطيل حرف واحد وهو الضاد سمى بذلك لأنه : استطال ما فيه من القوة بسبب الجهر والإطباق والاستعلاء فأدرك مخرج اللام ) اهـ وقال شارح نونية السخاوي الشيخ الإمام حسن بن قاسم النحوي في تعريفه لصفة الاستطالة ص 109 .... ( والضاد حرف مستطيل استطال في مخرجه وامتد صوته حتى اتصل بمخرج اللام ) اهـ فقوله (استطال في مخرجه ) هو تعريف الاستطالة وقوله (وامتد صوته ) هو تعريف رخاوة الضاد .وقال ابن الجزري رحمه الله : والضاد باستطالة ومخرج ميز ... وقال أبو شامة رحمه الله في كتابه إبراز المعاني عند شرحة لهذا البيت من الشاطبية : وَمُنْحَرِفٌ لاَمٌ وَرَاءٌ وَكُرِّرَتْ كَمَا الْمُسْتَطِيلُ الضَّادُ لَيْسَ بِأَغْفَلاَ ويمكن أن نستنتج مما سبق أن المقصود بالاستطالة هو اتساع مخرج حرف الضاد أي أن ما يأخذه الحرف المستطيل من مساحة اللسان أكبر مما يأخذه الحرف غير المستطيل. {مَقَالَةُ الْعُلَمَاءِ الْمُتَقَدَّمِينَ بِشَجَرِيَّةِ َمخْرَجِ الضََّادِ} من معاني الشجر في اللغة في كتاب القاموس المحيط (( : والشَّجْرُ: الأمرُ المُخْتَلِفُ، وما بين الكَرَّينِ من الرَّحْلِ، والذَّقَنُ، ومَخْرَجُ الفَم ، أو مُؤَخَّرُهُ ، أو الصامِغُ ، أو ما انْفَتَحَ من مُنْطَبِقِ الفَمِ، أو مُلْتَقَى اللِّهْزِمَتَيْنِ أو ما بين اللَّحْيَيْن والشَّجْرَة ُ: النُّقْطَةُ الصغيرةُ في ذَقَنِ الغُلام ِ. والحُرُوفُ الشَّجْرِيَّةُ: ش ض ج. ) اهـِ وفي لسان العرب (ج/ص:2/206)(...، والجيم والشين والضاد ثلاثة في حيز واحد، وهي من الحروف الشَّجْرية، والشَّجْرُ مَفْرَجُ الفم، ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ اللسان، وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفَم....(... من الحروف المجهورة، وهي تسعة عشر حرفاً، والجيم والشين والضاد في حيز واحد، وهذه الحروف الثلاثة هي الحروف الشَّجْريّة. ) اهـوقد عدها الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتابه العين ج1 ص 58 من الحروف الشجرية والحروف الشجرية عنده هي ـ الجيم والشين والضاد حيث تحتل هذه الحروف حيزا واحدا لأن مبدأها من شجر الفم أي مفرج الفم أي مفتحه والشجر ، مجمع اللحيين عند العنفقة وفي لسان العرب : -العَنْفَقُ: خِفَّةُ الشَّيْءِ، ومنه: العَنْفَقَةُ: لِشُعَيْراتٍ بَيْنَ الشَّفَةِ السُّفْلَى والذَّقَنِ. والعَنْفَقةُ: ما بين الشفة السفلى والذَّقَن منه لخفة شعرها، وقيل: العَنْفَقة ما بين الذَّقَن وطرف الشفة السفلى، كان عليها شعر أَو لم يكن، وقيل: العَنْفَقَةُ ما نبت على الشَّفة السُّفلى من الشَّعر؛ قال الأَزهري: هي شعرات من مقدّمة الشَّفة السُّفلى ورجل بادي العَنْفَقَةِ إذا عري موضعُها من الشعر. وفي الحديث: ((أَنَّه كان في عَنْفَقَتِه شعراتٌ بِيض)). يقول الخليل : (( والجيم والشين ثم الضاد معجمة *****والصاد والسين ثم الزاي والطاء )) {هَلْ الضَّادُ الْعَرَبِيَّةُ مُتَصِفَةٌ بِالتَّفَشِّي كَالشِّينِ أَمْ لا؟} من خلال استقرائي لكتب المتقدمين وحبي الشغوف في بناء شخصيتي التجويدية من العلماء المتقدمين وجدت أكثر من كتاب تحدث أن الضاد متفشية ولعل ذلك يكون فيه غرابة على البعض ممن أغلق نفسه وعقله على الكتب المعاصرة واكتفى بذلك وإن كنت أرى أن كلام المتقدمين حجة وأخص من ذلك تقعيدهم الدقيق(( لبناء قواعد التجويد على أساس صوتي صحيح )) ولا حجة لكلام المعاصرين في المسائل التجويدية وخاصة فيما لو وقع الخلاف بين فريق المعاصرين وفريق المتقدمين كما حدث في مسألة إطباق الشفتين وعدم الإطباق وكما سبق وبينت في بحثي السابق أن المتقدمين مجمعون على إطباق الشفتين في القلب والإخفاء الشفوي أما المعاصرون قالوا بترك فرجة بسيطة جدا وعندما أسألهم أين الدليل لترك هذه الفرجة يستدلون بالكتب المعاصرة وهل لهؤلاء رأي في التجويد بل الحجة لمن تقدم وأطرح على كل من يقرأ بحثي هذا نفترض أن هناك مسألة خلافية بين المعاصرين والمتقدمين في التجويد فأيهما نأخذ بكلامه من الفريقين ؟ بلا شك نقدم كلام المتقدمين أمثال طاهر بن غلبون وابن مجاهد أول من سبع السبعة والداني والشاطبي والجزري ومن على شاكلتهم ولا حجة للمعاصرين ولا رأي لهم في التجويد ولو أشكل علي مسألة في التجويد أذهب للمتقدمين وأسبح في بحر كلامهم وأتعلم من كتبهم ولكن أريد الإنصاف هناك القليل جدا من العلماء المتأخرين مازالوا على نسق المتقدمين في مصنفاتهم أمثال الضباع والشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ قراء الشام وأستاذي الشيخ ****** إلى قلبي أيمن رشدي سويد وفضيلة الشيخ يحي الغوثاني أعز أصدقائي ومن حذا حذوهم بالنقل عن من تقدم فقط وكانت نصيحتهم ألا تجعل لنفسك رأيا في التجويد تكن من أنجح المدرسين لعلم التجويد بل تنقل عمن تقدم فحسب بحيث لو اصطدم معك أحد شيوخ العصر تخبره بأن هذا ليس بكلامك بل كلام الأئمة المعتبرين وهذا هو منهجي في التدريس إلى يومنا الحالي . أما مسألة تفشي الضاد فقد استخدم سيبويه كلمة التفشي في وصف الشين وكذلك فعل المبرد لكنه وصف الضاد أيضا بالتفشي وتعريف التفشي في اصطلاح المجودين : كما عرفه مكي ( هو كثرة انتشار خروج الريح بين اللسان والحنك وانبساطه في الخروج عند النطق بها ) وصرح بذلك ابن الجزري في كتابه النشر والتمهيد بأن الضاد متفشية وتفشيها في استطالتها وقال بنفس كلام مكي في الرعاية ابن الجزري في التمهيد ص58/ 59 ( .... الحرف المتفشي، وهو الشين. سميت بذلكلأنها تفشت في مخرجها عند النطق بها ...... وقيل إن في الياءتفشياً. فقلت: الواو كذلك. وقال قوم حروف التفشي ثمانية: الميم والشين والفاءوالراء والثاء والصاد والسين والضاد، تفشي الميم بالغنة، والشين والثاء بالانتشار، والفاء بالتأفف، والراء بالتكرير، والصاد والسين بالصفير، والضاد بالاستطالة. قلت:ومن جعل الميم حرف تفش بالغنة يلزمه النون، لأنه حرف أغن. ومن لقب الصاد والسينبالتفشي لصفيرهما يلزمه الزاي لأن فيه ما فيها من الصفير. ومعنى التفشي هو كثرة انتشار خروج الريح بين اللسان والحنك وانبساطه في الخروج عند النطق بها حتى يتصل الحرف بمخرج غيره ) اهـ وقال أيضا في النشرج1ص163 (وحروف التفشي وهو الشين اتفاقا لأنه تفشي في مخرجه حتى اتصل بمخرج الطاء وأضاف بعضهم إليها الفاء والضاد وبعض : الراء والصاد والسين والياء والثاء والميم .) اهـ وقال الإمام مكي ابن أبي طالب القيسي في كتابه الرعاية ص 46 ( ......الحرف المتفشي وهو الشين سميت بذلك لأنها تفشت في مخرجها عند النطق به حتى اتصلت بمخرج الظاء وقد قيل إن في الثاء تفشيا , ومعنى التفشي : هو كثرة انتشار خروج هواء الريح بين اللسان والحنك وانبساطه في الخروج عند النطق بها , وقد ذكر بعض العلماء ( الضاد ) مع الشين وقال الشين تتفشى في الفم حتى تتصل بمخرج الظاء والضاد تتفشى حتى تتصل بمخرج اللام قال : وسمى هذان الحرفان المخالطين لأنهما يخالطان ما يتصلان به من طرف اللسان ) اهـ وقد أشار ابن جني ج 1 ص 218 إلى التفشي مقرونا بالاستطالة في الضاد كما تبين من قوله ( وأما الضاد فلان فيها طولا وتفشيا فلو أدغمت في الطاء لذهب ما فيها من التفشي فلم يجز ذلك ) اهـ وبين عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح أن الضاد متفشية بقوله عن التفشي ص 69 ( وأما المتفشية وتسمى المخالطة لأنها تخالط ما يتصل بها في طرف اللسان فالشين والضاد وذلك أن الشين تتفشى في الفم حتى تتصل بمخرج الظاء والضاد تتفشى حتى تتصل بمخرج اللام ولذلك سميت الحرف المستطيل لأنها استطالت من موضعها حتى خالطت بالإطباق الذي فيها الطاء والظاء والصاد وفي الفاء أيضا تفش لأن مخرجها يستطيل .... ومعنى التفشي انتشار الصوت بها عند النطق ) اهـ وقال في ص 113 عن الشين ( ..... وهي والضاد الحرفان المتفشيان ...) اهـ ونقل أبو شامة في شرح الشاطبية أن ابن مريم الشيرازي صاحب كتاب ( الموضح في القراءات الثمان ) قال ( ومنها حروف التفشي وهي أربعة مجموعة في قولك ( مشفر ) وهي حروف فيها غنة وتفش وتأفف وتكرار وإنما قيل لها حروف التفشي وإن كان التفشي في الشين خاصة لأن الباقية مقاربة له لأن الشين بما فيه من التفشي ينتشر الصوت فيه ويتفشى حتى يصل إلى مخارج الباقية ) اهـ ومن فوائد معرفة صفة التفشي في صوت الحرف أن علماء التجويد قرروا أن كل حرف فيه زيادة صوت لا يدغم فيما هو أنقص منه صوتا وأثبت أبو عمرو الداني في كتابه الإدغام الكبير هذه القاعدة بقوله ( وجملة الحروف التي تمتنع من الإدغام لزيادة صوتها ثمانية أحرف وقد جمعتها في قولك : فزم ضرس شص : الشين والضاد والصاد والسين والزاء والميم والفاء أما الشين فمن أجل تفشيها وأما الضاد فلاستطالتها وأما الراء فلتكريرها وأما الصاد والسين والزاء فلصفيرهن وأما الميم فلغنتها وأما الفاء فلتفشيها ) اهـ إذن ستنتج من الكلام السابق أن الضاد اللسانية توصف بالتفشي وتفشيها في استطالتها في مخرجها وتسمى الاستطالة تفشيا . {صُوْتُ الضَّادِ الدَّالِيَّةِ وَالطَّائِيَّةِ عِنْدّ الْمُعَاصِرِينَ} {عُلَمَاءُ اْلأصْوَاتِ وِتَعْرِيفِهِمْ لِصَوْتِ الضَّادِ الانْفِجَارِيِّةِ} {ابنُ غَاِنٍم المقْدِسِيِّ وِالمَرْعَشِيِّ وَمُشْكِلِةِ الضِّادِ} 1. كتاب (( بغية المرتاد لتصحيح الضاد )) لعلي بن محمد المعروف بابن غانم المقدسي رحمه الله ( ت 1004 هـ) . 2. وكتاب (( كيفية أداء الضاد )) لمحمد المرعشي الملقب ساجقلي زادة رحمه الله ( ت 1150 هـ) . فما يريد أن يثبته ابن غانم المقدسي أن الضاد الصحيحة هي الظاء وهذا في القرن الحادي عشر الهجري ورد ابن غانم المقدسي في كتابه وخطأ المصريين في نطقهم للضاد والصواب عنده هي صوت الظاء وسنناقش كلامه بعد قليل وجاء من بعده المرعشي التركي في القرن الثاني عشر الهجري وألف كتابه المسمي ( كيفية أداء الضاد ) ويتابع في هذه الرسالة رأي ابن غانم السابق الإشارة إليه في تخطئة نطق المصريين للضاد فسخر الله تركيا آخر ينتصر للمصريين ويرد على المرعشي وابن غانم المقدسي وهو الشيخ محمد بن إسماعيل الأزميري ( ت 1160 هـ) فألف الأزميري رسالة بعنوان ( الرد على رسالة المرعشي في الضاد ) وخطأ المرعشي لتقريره أن الضاد التي نزل بها القرآن هي صوت الظاء كما زعم المرعشي وابن غانم فجزي الله الشيخ إسماعيل الأزميري خير الجزاء لرده المفحم عليهما والآن نناقش أفكار المقدسي والمرعشي في كتابهما اللذين قالا فيهما أن الضاد التي تصح هي الظاء مع التلخيص لمنهج الكتابين ولنبدأ بكتاب المقدسي المسمى ( بغية المرتاد لتصحيح الضاد )) فإن المقدسي أوضح في كتابه سبب تأليفه الكتاب وبين منهجه حين قال في المقدمة بعد الافتتاح ( .. لما رأيت بمحروسة القاهرة التي هي زين البلاد كثيرا من أفاضل الناس فضلا عن الأوغاد يخرجون عن مقتضى العقل والنقل في النطق بالضاد ... ثم شاع الإنكار منهم علينا في كل نادٍ بين حاضرة وبادٍ فأردت مع طلب جمع من الإخوان وإشارة من بعض الأعيان أن أزيل الغبن من غير الرشاد ... وسميته بغية المرتاد لتصحيح الضاد . وقبل الخوض في المرام لابد من تقرير الكلام وتحرير المقام فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة بحيث يتوهم بعضهم أنها هي وليس كما توهمه فنقول الكلام في إثبات ما أنكروه منحصر في مقدمة فيما يجب أن نقدمه وفصلين محيطين من الدلائل بنوعين وخاتمة لتنبيهات ودفع تمويهات ..) اهـ أما المقدمة فكانت في بيان مخرج الضاد ومالها من الصفات وأما الفصل الأول فذكر فيه ما يدل بالمعقول على أن اللفظ بالضاد كالظاء المعجمة هو المقبول وهي أدلة متعددة لاحت له بالنظر في المعقول فذكر اثنى عشر دليلا تعطي مثالا للبحث الصوتي الأصيل ومن ثَمِّ رأيت أن نقل تلك الأدلة مختصرة مع المحافظة على عبارة المؤلف مع التنبيه أن هذا الكلام المتسلسل لابن غانم المقدسي وهو كالآتي : 1. " أن علماء هذا الفن وغيرهم تعرضوا للفرق بينهما وبينوا الألفاظ التي تقرأ بالظاء والتي تقرأ بالضاد في مؤلفات مستقلة وغير مستقلة نظما ونثرا ... فياليت شعري لولا التشابه بينهما لفظا والالتباس حتى خفي الفرق بينهما على كثير من الناس لمَ كان هذا الجم الغفير يتعقبون القلم ويسودون القرطاس .." 2. " أن الضاد ليست في لغة الترك بل مخصوصة باللغة العربية ... دل عليه قول الأستاذ أبي حيان في كتابٍ له في اللغة التركية .... إذا علم ذلك فليس مفقودا في لغة الترك إلا الضاد الشبيه بالظاء المعجمة . أما هذا الحرف الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية فموجود في لغة الترك في أكثر ألفاظهم كما يشهد به العارف في لغتهم بل السامع لكلامهم والموجود غير المفقود وبذلك يتم المقصود .." 3. " أن الفقهاء ذكروا أحكام من يبدل الضاد ظاء ... ولم يتعرضوا لأحكام من يبدلها بحرف غير الظاء كما تعرضوا لأحكام من يبدلها به فلولا التشابه بينهما لما كانوا يفعلون ذلك ..." 4. " أن بعض العلماء وصفها بالتفشي ولا تفشي فيه ...." قلت هذا في حد زعمه . 5. أنهم ذكروا أن من صفاتها النفخ ويشاركها فيه الظاء والذل والزاي ولا يتحقق ذلك إلا بالضاد الشبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فلا يوجد فيها هذه الصفة كما يشهد به من أحاط بالمقدمة معرفة ..." 6. أنهم ذكروا من صفاتها الاستطالة كما مر ذكرها ومعناها في المقدمة وهي المميزة لها عن الظاء ولا يوجد في الضاد الطائية الاستطالة " 7. " أنهم ذكروا من صفاتها الرخاوة وهذا شديد الدلالة عند من ليس عنده غباوة فإنه لا رخاوة فيها إلا إذا أتت شبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فمشوبة بالدال والطاء المهملة وكل منهما حرف شديد فكذا ما هو بينهما بل من عرف معنى الشدة والرخاوة وقدمناهما في المقدمة يجد هذا الحرف متصفا بالشدة قطعا مع قطع النظر عن الدال والطاء .." 8. أن هذا الحرف صعب على اللسان نص على ذلك علماء هذا الشأن ... فإذا كانت الضاد العربية بهذه المرتبة من الصعوبة وأنت ترى أن لا صعوبة في الضاد الطائية بل هي في غاية السهولة على اللسان يستوي في النطق العالم والجاهل والفارس في العلم والراجل فإنك تعلم بأن الضاد الطائية بعيدة عن الضاد العربية بمراحل .." 9. أن المخرج المنصوص عليه للضاد في الكتب المعروفة المتداولة ليس إلا للضاد الشبيه بالظاء المعجمة لا الطائية فإنهم قالوا في معرفة مخرج الحرف أن تسكنه وتدخل عليه همزة وتنظر أين ينتهي الصوت فحيث انتهى فثم مخرجه ..... وأنت إذا نطقت بالضاد الطائية وفعلت ما تقدم ذكره لا تجد الصوت ينتهي إلا إلى طرف اللسان وأعلى الحنك وهو مخرج الدال والطاء والتاء ولم نر أن أحدا ذكر أن مخرج الضاد من هذا المحل بل ما ذكرناه لها من المخرج مذكور في كتب لا تحصى في علم القراءات وعلم النحو ... فإن قيل : نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات ... " 10. "أن من أوصافها الشجرية لقبها بها صاحب القدر الجليل إمام لنحو الخليل ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت شبيهة بالظاء فإن الضاد الطائية تخرج من طرف اللسان لا شجر الفم ...." 11. قولهم في صفة الإطباق ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا والصاد سينا والظاء ذالا ولخرجت الضاد من الكلام إذ لا يخرج من موضعها غيرها وهذا نص كلام الأستاذ أبي حيان في شرح التسهيل ومثله في شرح المفصل لابن يعيش وهذا كما ترى يخص الضاد الشبيهة بالظاء أما الطائية فتخرج من مخارج الحروف النطعية كما وصفت أخواتها ولقالوا : لولا الإطباق لصارت الضاد دالا بدل قولهم لخرجت من الكلام كما لا يخفى عن ذوي الإفهام ..." 12. أن أهل مكة التي نشأ النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد العرب وما والاها من بلاد الحجاز التي هي محل العرب وموطنهم إنما ينطقون بالضاد شبيهة بالظاء المعجة ولا يسمع من أحد منهم هذه الطائية وهم نعم المقتدي لمن رام في هذا السبيل الاهتداء " 13. " الفصل الثاني : فيما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول " وقد أورد المؤلف في هذا الفصل اثني عشر نصا عن كبار علماء العربية والتجويد ويستدل بهذه الأقوال أن الضاد تلفظ ظاءا 14. " وأما الخاتمة ففيها تنبيهات رافعة لتمويهات الأول : انه ليس مرادي بكون الضاد شبيهة وقريبة منها كونها ممزوجة بها غاية الامتزاج بحيث يخفى الفرق بينهما على المجيد لفن التجويد ..." ثم ذكر في الثاني الرد على قول من فسر الشجر بمجمع اللحيين عند العنفقة ورجح التفسير المنقول عن الخليل للشجر بأنه مفرج الفم ثم ذكر في الثالث : الرد على من فسر صعوبة الضاد بصعوبتها على العجم والترك ونحوهم ممن سوى العرب أما على أمثاله من العرب فلا صعوبة فيها . 15. وختم هذه التنبيهات بقوله " أن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء لكن من مخرجها وبينهما نوع فرق ودونه من ينطق بها ظاء خالصة ومن يشمها الذال ومن يشمها الزاي ومن يجعلها لاما مفخمة وكذا من ينطق بالضاد الطائية فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره ..." اهـ وختم المؤلف الكتاب بنبذة من أقوال الفقهاء في صلاة من يبدل حرف الضاد . ويحتل هذا الكتاب مكانة خاصة في بحث مشكلة الضاد اللسانية فعمر هذا الكتاب اليوم أكثر من 400 سنة تقريبا ويتميز أسلوبه بالبعد عن الجدل المنطقي واعتماد النقاش العلمي مع تعمق في فهم الظواهر الصوتية المتعلقة بالضاد . ولخص الدكتور غانم قدوري الحمد ما تضمنه كتاب بن غانم بقوله : ( سجل المؤلف النطق الشائع في عصره لصوت الضاد فأهل مصر ينطقون بها دالا مفخمة ممزوجة بالطاء وسماها المؤلف الضاد الطائية وأهل مكة والحجاز ينطقون بالضاد شبيهة بالظاء ويفهم من كلام المؤلف أنه لا يزال هناك من ينطق بالضاد العربية في زمانه . ) اهـ أما كتاب المرعشي ( كيفية أداء الضاد ) فإنه يأتي بعد كتاب المقدسي بـ 150 سنة تقريبا وجاءت مادته مؤكدة لاتجاهات كتاب ( بغية المرتاد ) للمقدسي وذلك بالنص على أن نطق الضاد شبيهة بالطاء لا يمثل صوت الضاد العربية القديمة التي وصفها العلماء في كتبهم وان الضاد شبيه بالظاء أقرب إلى النطق الصحيح من نطقها شبيه بالطاء وتتكون رسالة المرعشي رحمه الله من مقدمة ومقصد وخاتمة أما المقدمة فهي في توضيح صفات الضاد الصوتية وبيان علاقتها ببعض الأصوات .( وأما المقصد فهو أن ما شاع في أكثر الأقطار من تلفظ الضاد المعجمة كالطاء المهملة في السمع بسبب إعطائها شدة وإطباقا أقوى كإطباق الطاء وتفخيما كتفخيمها خطا بوجوه ) ثم ذكر سبعة وجوه تتعلق بصفات الضاد القديمة وما يؤدي إليه نطقها طاء من الإخلال بتلك الصفات وقال المرعشي بعد ذلك ( إن جعل الضاد المعجمة طاء مهملة مطلقا أعني في المخرج والصفات لحن جلي وخطأ محض وكذا جعلها ظاء مطلقا لكن بعض الفقهاء قال بعدم فساد من جعلها ظاء معجمة مطلقا لتعسر التمييز بينهما فهو أهون الخطأين ) وقال في موضع آخر من الكتاب ( وبالجملة إن الضاد أشبه بالظاء المعجمة .... فإن قلت : فكيف شاع التقصير في أكثر الأقطار ؟ قلت : ألم تسمع ما قاله صاحب الرعاية : التحفظ بلفظ الضاد المعجمة أمر يقصر فيه أكثر من رأيت .... وذلك في تاريخ أربعمائة وعشرين وزماننا هذا أحق بالتقصير فلعل غلط المصريين قد شاع ... ) اهـ ولم يكتف المرعشي بما أورده في رسالته عن موضوع الضاد فعاد إلى مناقشته مرة أخرى في كتابه ( جهد المقل ) فقال في الفصل الأول ( ليس بين الضاد المعجمة والطاء المهملة تشابه في السمع ... فما اشتهر في زماننا من قراءة الضاد المعجمة مثل الطاء المهملة فهو عجب لا يعرف له سبب .... و قراءة الضاد المعجمة مثل الطاء المهملة فيها مفاسد : الأول : أنه يلزم إعطاء الشدة للضاد مع أنه رخو . والثاني : أن الاستطالة امتداد الصوت فتفوت حينئذ . والثالث : أن في الضاد تفشيا قليلا فيفوت حينئذ أيضا ..... فإن لفظت بالضاد بأن جعلت مخرجها حافة اللسان مع ما يليها من الأضراس بدون إكمال حصر الصوت وأعطيت لها الإطباق والتفخيم الوسطين والرخاوة والجهر والاستطالة والتفشي القليل فهذا هو الحق المؤيد بكلمات الأئمة في كتبهم ويشبه صوتها حينئذ صوت الظاء المعجمة بالضرورة وماذا بعد الحق إلا الضلال ولإشكال أمر الضاد أطنبت في الكلام وقد أفردت لها رسالة ... ) اهـ أي يقصد رسالته في الضاد السالفة الذكر والآن استبان للجميع رأي المقدسي والمرعشي من تقريرهما والتجوز لديهما من قراءة القرآن بصوت الظاء بدل الضاد الفصيحة وهذا لا يصح بكل المقاييس العربية الفصيحة وهذا البحث رأي ابن غانم المقدسي والمرعشي نقلا من كتاب الدراسات الصوتية لغانم الحمد . الجزء الأول انتظر الجزء الثاني بحث للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية w,j hgqh] hg`d k.g td hgrvNk hg;vdl hg[.x hgH,g | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 11 / 2008, 39 : 03 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد بارك الله فيك اخي الكريم عبد اللطيف الصاوي جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 11 / 2008, 39 : 04 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد بوركتم اخي ****** عبد اللطيف وان شاء الله هذه المواضيع يستفاد منها كل الاعضاء اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22 / 11 / 2008, 24 : 01 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد أكرمكم الله تعالى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23 / 11 / 2008, 25 : 11 AM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد جعلك ممن يأخذون كتابهم بيمينهم .. و جعلك يوم الفزع الأكبر من الآمنين .. .. و متعك الله بالنظر إلى وجه الكريم .. .. برحمتك يا أرحم الرحمين .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 11 / 2008, 58 : 12 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد جزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22 / 01 / 2009, 17 : 01 AM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد اعزكم الله ونفعنا بعلمكم الواسع شيخنا وابننا الفاضل عبد اللطيف الصاوى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 03 / 2009, 34 : 03 AM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22 / 03 / 2010, 49 : 06 AM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد وتقبل الله منك ما تقوم به وجعله فى موازين حسناتك واسال الله ان يجملك بالصحة والعافية ويهديك الرشد والحكمة والعلم النافع كل شكرى وتقديرى لك اخى الكريم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018