أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي الأربعاء 7 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري الأربعاء 7 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن أحمد عفيفي الأربعاء 7 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن سهيل حافظ الأربعاء 7 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ علي الحذيفي 6 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 6 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر بن حمد المعيقلي 6 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ فيصل غزاوي 6 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أحمد الأنصاري الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عادل كاتب الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 2 المشاهدات 1940  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 08 / 04 / 2016, 12 : 03 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء التاسع والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني

1439 - " إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/631 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي ( 132/2 ) عن الربيع بن بدر : حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته الربيع هذا ، و قد عرفت حاله آنفا .
و منها :
" الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة " .

(3/438)

1440 - " الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/631 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي و الطبراني في " الأوسط " ( رقم 4673 ) من طريق الربيع بن بدر عن
يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا . و قالا :
" لم يروه عن يونس إلا الربيع " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، كما بينته آنفا .

(3/439)

1441 - " إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك ، ( و في رواية ) : فارفعوا أيديكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/632 ) :

ضعيف جدا
رواه الترمذي ( 1/354 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 104/2 )
و تمام في " الفوائد " ( ق 104/2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3/69/2 ) و ابن
عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/131/1 ) عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد
الخدري مرفوعا ، و قال الترمذي و البغوي :
" أبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين ، ضعفه شعبة " .
قلت : بل ضعفه جدا ، فقال :
" لأن أقدم فيضرب عنقي ، أحب إلي من أن أحدث عن أبي هارون العبدي " .
رواه العقيلي ( 3/313 ) بسند صحيح عنه .
و لهذا قال الذهبي في " الميزان " :
" تابعي ، لين بمرة " .
و قال في " الكاشف " :
" متروك " .
و كذا قال الحافظ في " التقريب " و زاد :
" و منهم من كذبه " .

(3/440)

1442 - " أفضل الصدقة اللسان ، قالوا : و ما صدقة اللسان ؟ قال : الشفاعة ; يفك بها
الأسير ، و يحقن بها الدم ، و يجر بها المعروف و الإحسان إلى أخيك المسلم ،
و تدفع عنه الكريهة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/632 ) :

ضعيف
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 194/1 ) : نا عبد الله ( يعني ابن أيوب
المخرمي ) : نا مروان ( يعني ابن جعفر بن سعد بن سمرة ) : حدثني محمد بن هاني
عن محمد بن يزيد عن المستلم بن سعيد عن أبي بكر عن الحسن عن سمرة مرفوعا .
و أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/453/1 ) من طريق أخرى عن مروان به ، لكن سقط
منه بعض رجال إسناده .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :
الأولى : عنعنة الحسن ، و هو البصري ، فقد كان مدلسا .
الثانية : ضعف أبي بكر ، و هو الهذلي ، قال الحافظ :
" متروك الحديث " .
الثالثة : جهالة حال محمد بن هاني ، و هو والد أبي بكر الأثرم ، ترجمه ابن أبي
حاتم ( 4/1/117 ) ثم الخطيب ( 3/370 ) ، و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا .
الرابعة : مروان بن جعفر ; مختلف فيه ، قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " . و قال ابنه :
" صدوق " .
و خالفهما الأزدي فقال :
" يتكلمون فيه " .
و من أجل هذا القول أورده الذهبي في " الضعفاء " فلم يحسن ، لأن الأزدي نفسه
متكلم فيه ، فلا يعتد بقوله مع مخالفته لأبي حاتم و ابنه ، نعم قال الذهبي في
ترجمة مروان من " الميزان " :
" له نسخة عن قراءته على محمد بن إبراهيم فيها ما ينكر ، رواها الطبراني " .
لكن لعله لم يتفرد به ، فقد أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6962 ) و القضاعي
في " مسند الشهاب " ( ق 104/1 ) من طريق محمد بن أبي نعيم الواسطي قال : نا
محمد بن يزيد به .
بيد أن محمدا هذا ، و هو ابن موسى بن أبي نعيم ، قال الحافظ :
" صدوق ، لكن طرحه ابن معين " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير "
و البيهقي في " شعب الإيمان " ، و قال المناوي :
" قال الهيثمي : فيه أبو بكر الهذلي ، ضعيف ، ضعفه أحمد و غيره ، و قال البخاري
: ليس بالحافظ ، ثم أورد له هذا الخبر " .
و أقول : فيه أيضا عند البيهقي مروان بن جعفر السمري ، أورده الذهبي في "
الضعفاء " و قال :
" قال الأزدي : يتكلمون فيه " !

(3/441)

1443 - " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا ، فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي
الحي ، و لا يبلغ الميت ، فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشر
و وثب له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رجليه ، فرحا بقدومه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/634 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/241 ) من طريق محمد بن عمر : أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة : حدثه موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى عبد الله بن الزبير عن عبد الله
ابن الزبير قال :
لما كان يوم فتح مكة ، هرب عكرمة بن أبي جهل ، و كانت امرأته أم حكيم بنت
الحارث بن هشام امرأة عاقلة ، أسلمت ، ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأمان لزوجها ، فأمرها برده ، فخرجت في طلبه ، و قالت له : جئتك من عند أوصل
الناس ، و أبر الناس ، و خير الناس ، و قد استأمنت لك ، فأمنك ، فرجع معها ،
فلما دنا من مكة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : فذكر الحديث .
قلت : سكت عليه الحاكم و الذهبي ، و إسناده واه جدا ، بل موضوع ، آفته ابن أبي
سبرة ، أو محمد بن عمر ، و هو الواقدي ، و كلاهما كذاب وضاع ، و أبو حبيبة لا
يعرف ، أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/3459 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ،
و لكنه قال :
" أبو حبيبة ، مولى الزبير ، صاحب عبد الله بن الزبير ، روى عن الزبير ، روى
عنه موسى بن عقبة ، و أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن " .
قلت : و إنما خرجت هذا الحديث لما فيه من نسبة القيام إلى النبي صلى الله عليه
وسلم لعكرمة بن أبي جهل ، فقد لهج المتأخرون بالاستدلال على جواز بل استحباب
القيام للداخل ، فأحببت أن أبين وهاءه و أظهر عواره ، حتى لا يغتر به من يريد
انصح لدينه ، و لا سيما ، و هو مخالف لما دلت السنة العملية عليه من كراهته
صلى الله عليه وسلم لهذا القيام ، كما حققته في غير هذا المقام .
و نحوه ما ذكره الأستاذ عزت الدعاس في تعليقه على " الشمائل " المحمدية " ( ص -
175 - طبع حمص ) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم -
( الأصل : ابن أم كلثوم ! ) و يفرش له رداءه ليجلس عليه و يقول : أهلا بالذي
عاتبني ربي من أجله ، و لا أعلم لهذا الحديث أصلا يمكن الاعتماد عليه ، و غاية
ما روي في بعض الروايات في " الدر المنثور " أنه صلى الله عليه وسلم كان يكرم
ابن أم مكتوم إذا دخل عليه . و هذا إن صح لا يستلزم أن يكون إكرامه صلى الله
عليه وسلم إياه بالقيام له ، فقد يكون بالقيام إليه ، أو بالتوسيع له في المجلس
، أو بإلقاء وسادة إليه ، و نحو ذلك من أنواع الإكرام المشروع .
و بهذه المناسبة لا بد لي من التنبيه على بعض الأخطاء التي وقعت للأستاذ
المذكور في تعليقه على حديث أنس : " لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، و كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " ، فقد
ذكر أن هذا الحديث الصحيح لا ينافي القيام لأهل الفضل من الصالحين ، و الدليل :
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يكره قيام بعضهم لبعض .
2 - و أنه أمر أسرى بني قريظة فقال لهم : قوموا لسيدكم ، يعني سعد بن معاذ .
3 - أنه قام لعكرمة بن أبي جهل .
4 - و كان يقوم لعدي بن حاتم كلما دخل عليه .
5 - و كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم ...
6 - و قد ورد أن الصحابة قاموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
و الجواب : أنه لا يصح شيء من هذه الأدلة مطلقا ، و هى على ثلاثة أنواع :
الأول : ما لا أصل له البتة في شيء من كتب السنة ، كالدليل الأول ، بل و لا
علمت أحدا من العلماء المتقدمين ذكره حديثا ، و كأنه رأي رآه بعضهم ، فجاء غيره
فتوهمه حديثا ! و يعارضه قول الشيخ علي القاري في " شرح الشمائل " : إن الأصحاب
ما كان يقوم بعضهم لبعض ، و استدل عليه بحديث أنس المذكور آنفا ، و هذا هو
اللائق بهم رضي الله عنهم ، لحرصهم المعروف على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم
في كل كبير و صغير ، خلافا لبعض المعاصرين الذين يقولون في مثل هذه المسألة :
هذه قشور لا قيمة لها ! و نحو ذلك من العبارات التي تصد الشباب المؤمن عن
الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، بل و تحمله على مخالفته ، لأن الأمر كما قيل
: نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر !
الثاني : ما له أصل و لكنه غير ثابت كالدليل الثالث و الرابع و الخامس ، فكل
ذلك مما لا يصح من قبل إسناده و المثال بين يديك ، و هو الدليل الثالث ، و مثله
حديث قيامه صلى الله عليه وسلم لأخيه في الرضاعة ، فهو ضعيف أيضا كما سبق بيانه
برقم ( 1120 ) ، و مثله قيامه لعدي ، و أما الدليل الخاس ، فلم أقف عليه كما
سبق ، و قد اعترف غير ما واحد بضعف هذا النوع ، منهم ابن حجر الهيتمي ، و لكنهم
ركنوا في الرد على من عارضهم بما ذكرنا من الضعف إلى قولهم المعروف بينهم ،
و الواهي عند المحققين من العلماء : " يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال "
! فنقول : فأين الدليل على أن هذا القيام من فضائل الأعمال ، حتى يصدق فيه
قولهم المذكور إن صح ؟ ! و قد تنبه لهذا الشيخ القاريء ، فقال :
" إن هذا الرد مدفوع ; لأن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال المعروفة في الكتاب
و السنة ، لكن لا يستدل به على إثبات الخصلة المستحبة " .
قلت : و هذه حقيقة يغفل عنها جماهير العلماء و المؤلفين ، فضلا عن غيرهم ،
و بيانه مما لا يتسع له المجال هنا .
و النوع الثالث و الخير : ما له أصل أصيل من حيث الثبوت ، و لكن طرأ عليه شيء
من التحريف و التغيير لفظا أو معنى أو كليهما معا و لو بدون قصد ، من ذلك
الدليل الثاني ; فقد وقع فيه تحريفان : قديم و حديث ، أما القديم ، فهو أن نص
الحديث في البخاري و غيره : " قوموا إلى سيدكم " فجعله السيد عزت و غيره " ...
لسيدكم " ، و تأكد التحريف برواية أخرى قوية بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه
" و هذا مفصل في " الصحيحة " ( رقم - 67 ) فلا نطيل القول فيه .
و أما التحريف الجديد ، فقد اختص به السيد المذكور ، و هو قوله : أنه صلى الله
عليه وسلم أمر أسرى بني قريظة .. و الحقيقة أن الأمر كان موجها إلى الأنصار
الذين هم قوم سعد و هو أميرهم و سيدهم فعلا ، و أنه كان لإنزاله لأنه كان مريضا
، و لذلك جاء النص : " قوموا إليه " و ليس : " قوموا له " و أكده زيادة الرواية
الأخرى : " فأنزلوه " فلا علاقة للحديث بموضع النزاع .
و من ذلك قيامه صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة إذا دخلت عليه ، و قيامها
إليه صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها ، فإنه صحيح الإسناد ، و لكن ليس في
القيام المتنازع فيه ، لأنه قام إليها ليجلسها في مجلسه ، و قامت إليه لتجلسه
في مجلسها ، و هذا مما لا خلاف فيه . ألست ترى القائلين باستحباب القيام
المزعوم لا يقوم أحدهم لابنه و لو كان عالما فاضلا ؟ ! بل قال العصام الشافعي
كما في شرح المناوي على " الشمائل " .
" و قد اتفق الناس في القديم و الحديث على استهجان قيام الوالد لولده ، و إن
عظم ، و لو وقع ذلك من بعض الآباء لاتخذه الناس ضحكة و سخروا منه " !
و خلاصة القول أنه لا يوجد دليل صحيح صريح في استحباب هذا القيام ، و الناس
قسمان : فاضل و مفضول ، فمن كان من القسم الأول فعليه أن يقتدي بالنبي صلى الله
عليه وسلم فيكره القيام من غيره له ، و من كان من القسم الآخر ، فعليه أن يقتدي
بأصحابه صلى الله عليه وسلم ، فلا يقوم لمن كان من القسم الأول فضلا عن غيره !
و يعجبني في هذا الصدد ما ذكره الشيخ جسوس في شرحه على " الشمائل " نقلا عن ابن
رشد في " البيان " قال :
" القيام للرجل على أربعة أوجه :
1 - وجه يكون فيه محظورا لا يحل ، و هو أن يقوم إكبارا و تعظيما و إجلالا لمن
يحب أن يقام له تكبرا و تجبرا على القائمين له .
2 - و وجه يكون فيه مكروها ، و هو أن يقوم إكبارا و تعظيما و إجلالا لمن لا يحب
أن يقام له ، و لا يتكبر على القائمين له ، فهذا يكره للتشبه بفعل الجبابرة و
ما يخشى أن يدخله من تغيير نفس المقوم له .
3 - و وجه يكون فيه جائزا ، و هو أن يقوم تجلة و إكبارا لمن لا يريد ذلك ،
و لا يشبه حاله حال الجبابرة ، و يؤمن أن تتغير نفس المقوم له لذلك ، و هذه صفة
معدومة إلا فيمن كان بالنبوة معصوما .
4 - و وجه يكون فيه حسنا ، و هو أن يقوم إلى القادم عليه من سفر فرحا بقدومه
يسلم عليه ، أو القادم عليه المصاب بمصيبة ليعزيه بمصابه ، و ما أشبه ذلك ،
فعلى هذا يتخرج ما ورد في هذا الباب من الآثار ، و لا يتعارض شيء منها " .
و لقد صدق رحمه الله و أحسن مثواه .

(3/442)

1444 - " المدينة خير ( و في رواية : أفضل ) من مكة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/638 ) :

باطل
رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/160/476 ) و المفضل الجندي في "
فضائل المدينة " ( رقم 12 من منسوختي ) و الطبراني في " الكبير " ( 4450 ) عن
محمد بن عبد الرحمن العامري عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : خطب
مروان بن الحكم بمكة ، فذكر مكة و فضلها ، فأطنب فيها ، و رافع بن خديج عند
المنبر فقال : ذكرت مكة و فضلها و هي على ما ذكرت ، و لم أسمعك ذكرت المدينة ،
أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، علته محمد بن عبد الرحمن العامري ، و هو الرداد ، قال
أبو حاتم :
" ليس بقوي " .
و قال أبو زرعة :
" لين " .
و قال ابن عدي :
" رواياته ليست محفوظة " .
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و قال الذهبي بعد أن ذكره :
" ليس هو بصحيح ، و قد صح : صلاة في مكة ... " .
يشير إلى حديث " أن الصلاة في مكة أفضل من الصلاة في المدينة " فكيف تكون
المدينة أفضل من مكة ؟ و يعارضه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم لمكة :
" والله إنك لخير أرض الله ، و أحب أرض الله إلى الله .. " .
و هو مخرج في المشكاة ( 2725 ) .
و الحديث ضعفه أيضا عبد الحق في " أحكامه " ( 108/2 ) فقال :
" و محمد بن عبد الرحمن هذا ليس حديثه بشيء عندهم " .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير "
و الدارقطني في " الأفراد " عن رافع ، و قال في رسالته " الحجج المبينة في
التفضيل بين مكة و المدينة " ( ق 68/2 ) :
" و هو ضعيف ، كما قال ابن عبد البر " .

(3/443)

1445 - " إني سألت ربي عز وجل فقلت : اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلي ، فأنزلني أحب
الأرض إليك ، فأنزلني المدينة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/639 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/277 - 278 ) من طريق الحسين بن الفرج : حدثنا محمد بن عمر :
و حدثني الضحاك بن عثمان : أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير : سمعت عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام يحدث عن أبيه قال :
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته ، و هو واقف على راحلته ، و هو
يقول :
" والله إنك لخير الأرض و أحب الأرض إلى الله ، و لولا أني أخرجت منك ما خرجت "
. قال : فقلت : يا ليتنا لم نفعل ، فارجع إليها فإنها منبتك و مولدك ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
أخرجه الحاكم في ترجمة الحارث بن هشام هذا رضي الله عنه ، و سكت عن إسناده ، هو
و الذهبي ، و هو إسناد هالك ، آفته محمد بن عمر ، و هو الواقدي ، فإنه كذاب ،
كما قال غير واحد من الأئمة ، على أن الراوي عنه الحسين بن فرج قريب منه ، فقد
أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " و قال :
" قال ابن معين : يسرق الحديث " .
و قال في " الميزان " :
" قال ابن معين : كذاب يسرق الحديث ، و مشاه غيره ، و قال أبو زرعة : ذهب حديثه
" .
قال الحافظ في " اللسان " :
" قوله : مشاه غيره ، ما علمت من عنى " .
ثم نقل عن جمع آخر من الأئمة تضعيفه ، و عن أبي حاتم أنه تركه .
و الحديث له طريق أخرى عند الحاكم أيضا ( 3/3 ) عن موسى الأنصاري : حدثنا سعد
ابن سعيد المقبري : حدثني أخي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال :
" رواته مدنيون من بيت أبي سعيد المقبري " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" لكنه موضوع ، فقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة ، و سعد ليس بثقة " .
قلت : تعصيب الجناية بأخيه عبد الله أولى ، فإنه أشد ضعفا من سعد ، و قد
أوردهما الذهبي في " الضعفاء " ، فقال في سعد :
" مجمع على ضعفه " .
و قال في أخيه :
" تركوه " .
و قد قال أبو حاتم في الأول منهما :
" هو في نفسه مستقيم ، و بليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله ، و عبد الله ضعيف ،
و لا يحدث عن غيره " .
و موسى الأنصاري لم أعرفه ، و يحتمل أنه موسى بن شيبة بن عمرو الأنصاري السلمي
المدني ، قال أحمد :
" أحاديثه مناكير " .
و قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " .

(3/444)

1446 - " حد الساحر ضربة بالسيف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/641 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/276 ) و الدارقطني ( ص 336 ) و الحاكم ( 4/360 ) و الطبراني
في " المعجم الكبير " ( رقم - 1665 ) و الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 141 )
و ابن عدي في " الكامل " ( 8/2 ) و عنه البيهقي ( 8/136 ) من طريق إسماعيل بن
مسلم المكي عن الحسن عن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
و قال الترمذي :
" لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، و إسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث
، و الصحيح عن جندب موقوف " .
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد ; و إن كان الشيخان تركا حديث إسماعيل بن مسلم ; فإنه غريب صحيح
" !
قلت : و وافقه الذهبي ! و هذا هو الغريب حقا ، فإن الذهبي نفسه قد أورد إسماعيل
هذا في " الضعفاء و المتروكين " و قال :
" متفق على ضعفه " . و قال في " الكاشف " : " ضعفوه ، و تركه النسائي " .
و قد وجدت له متابعا ، يرويه محمد بن الحسن بن سيار أبو عبد الله : حدثنا خالد
العبدي عن الحسن به .
أخرجه الطبراني ( 1666 ) و أبو سهل القطان في " حديثه " ( 4/245/2 ) .
لكنها متابعة واهية ، فإن خالدا هذا ، لم أجد من ترجمه ، و كذلك الراوي عنه ،
فلا يعضد بها ، على أن مدار الطريقين على الحسن ، و هو مدلس و قد عنعن . و لذلك
فمن رام تحسين الحديث فما أحسن ، لا سيما و الصحيح عن جندب موقوف كما تقدم عن
الترمذي ، و قد أخرجه الحاكم ( 4/361 ) من طريق أشعث بن عبد الملك عن الحسن :
" أن أميرا من أمراء الكوفة دعا ساحرا يلعب بين يدي الناس فبلغ جندب ، فأقبل
بسيفه ، و اشتمل عليه ، فلما رآه ضربه بسيفه ، فتفرق الناس عنه ، فقال : أيها
الناس لن تراعوا ، إنما أردت الساحر - فأخذه الأمير فحبسه . فبلغ ذلك سلمان ،
فقال : بئس ما صنعا ! لم يكن ينبغي لهذا و هو إمام يؤتم به يدعو ساحرا يلعب بيد
يديه ، و لا ينبغي لهذا أن يعاتب أميره بالسيف " .
قلت : و هذا إسناد موقوف صحيح إلى الحسن . و قد توبع ، فقال هشيم : أنبأنا خالد
الحذاء عن أبي عثمان النهدي :
" أن ساحرا كان يلعب عند الوليد بن عقبة ، فكان يأخذ سيفه فيذبح نفسه ، و لا
يضره ، فقام جندب إلى السيف فأخذه فضرب عنقه ، ثم قرأ : *( أفتأتون السحر
و أنتم تبصرون )* .
أخرجه الدارقطني و عنه البيهقي و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/19/1 و 2 )
و السياق له من طرق عن هشيم به .
و هذا إسناد صحيح موقوف ، صرح فيه هشيم بالتحديث .
و له طريق أخرى عند البيهقي عن ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود :
" أن الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر ، و كان يضرب رأس الرجل ،
ثم يصيح به ، فيقوم خارجا ، فيرتد إليه رأسه ، فقال الناس : سبحان الله ، يحيى
الموتى ! و رآه رجل من صالح المهاجرين ، فنظر إليه ، فلما كان من الغد ، اشتمل
على سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك ، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه ، فقال : إن كان
صادقا فليحي نفسه ! و أمر به الوليد دينارا صاحب السجن - و كان رجلا صالحا -
فسجنه ، فأعجبه نحو الرجل ، فقال : أتستطيع أن تهرب ؟ قال : نعم ، قال : فاخرج
لا يسألني الله عنك أبدا " .
قلت : و هذا إسناد صحيح إن كان أبو الأسود أدرك القصة فإنه تابعي صغير ، و اسمه
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة .
قلت : و مثل هذا الساحر المقتول ، هؤلاء الطرقية الذين يتظاهرون بأنهم من
أولياء الله ، فيضربون أنفسهم بالسيف و الشيش ، و بعضه سحر و تخييل لا حقيقة له
، و بعضه تجارب و تمارين ، يستطيعه كل إنسان من مؤمن أو كافر إذا تمرس عليه
و كان قوي القلب ، و من ذلك مسهم النار بأفواههم و أيديهم ، و دخولهم التنور ،
و لي مع أحدهم في حلب موقف تظاهر فيه أنه من هؤلاء ، و أنه يطعن نفسه بالشيش ،
و يقبض على الجمر فنصحته ، و كشفت له عن الحقيقة ، و هددته بالحرق إن لم يرجع
عن هذه الدعوى الفارغة ! فلم يتراجع ، فقمت إليه و قربت النار من عمامته مهددا
، فلما أصر أحرقتها عليه ، و هو ينظر ! ثم أطفأتها خشية أن يحترق هو من تحتها
معاندا . و ظني أن جندبا رضي الله عنه ، لو رأى هؤلاء لقتلهم بسيفه كما فعل
بذلك الساحر *( و لعذاب الآخرة أشد و أبقى )* .

(3/445)

1447 - " من خلال المنافق : إذا حدث كذب ، و إذا وعد أخلف ، و إذا ائتمن خان . و لكن
المنافق إذا حدث و هو يحدث نفسه أنه يكذب ، و إذا وعد و هو يحدث نفسه أنه يكذب
( لعله : يخلف ) ، و إذا ائتمن و هو يحدث نفسه أنه يخون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/643 ) :

منكر بهذا التمام
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6186 ) من طريق مهران بن أبي عمر : حدثنا علي
ابن عبد الأعلى عن أبي النعمان : حدثني أبو الوقاص : حدثني سلمان الفارسي
قال :
" دخل أبو بكر و عمر رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكر الشطر الأول منه ) فخرجا من عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم و هما ثقيلان ، فلقيتهما ، فقلت : ما لي أراكما
ثقيلين ؟ قالا : حديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكره )
قال : أفلا سألتماه ؟ قالا : هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : لكني
سأسأله . فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : لقيني أبو بكر و عمر ،
و هما ثقيلان . ثم ذكرت ما قالا . فقال : قد حدثتهما ، و لم أضعه على الموضع
الذي يضعانه ، و لكن المنافق .. " الحديث .
قلت : و إسناده ضعيف ، أبو النعمان و أبو وقاص كلاهما مجهول كما قال الترمذي ثم
الذهبي ، ثم العسقلاني . فقول هذا في " الفتح " :
" و إسناده لا بأس به ، ليس فيهم من أجمع على تركه " .
أقول : يكفي في ضعف السند أن يكون فيه مجهول واحد فكيف و هما مجهولان ؟ ! فلعل
الحافظ نسي أو لم يستحضر الجهالة التي اعترف بها في " التقريب " ، فكون السند
سالما ممن أجمع على تركه لا يستلزم القول بأنه لا بأس بإسناده كما يخفى على
العارفين بهذا العلم . و لذلك ضعف الحديث الترمذي كما يأتي .
ثم إن فيه علة أخرى و هي تفرد ابن عبد الأعلى ، و قد قال فيه الذهبي :
" صويلح الحديث ، قال أبو حاتم : ليس بقوي . و قال أحمد و النسائي : ليس به بأس
" .
و قال في " الكاشف " :
" صدوق ، قال أبو حاتم : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" صدوق ، ربما وهم " .
قلت : فمثله يترشح ليكون حسنا ، فإذا توبع من مثله جزم بحسنه ، و لكنه تفرد به
كما جزم بذلك الذهبي في " الميزان " .
و قد اختلف عليه في إسناده فرواه مهران عنه بإسناده المتقدم .
و خالفه إبراهيم بن طهمان عنه عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا وعد الرجل أخاه و من نيته أن يفي له فلم يف و لم يجىء للميعاد فلا إثم
عليه " .
أخرجه أبو داود ( 4995 ) و الترمذي ( 2635 ) و قال :
" حديث غريب ، و ليس إسناده بالقوي ، علي بن عبد الأعلى ثقة ، و لا يعرف أبو
النعمان و لا أبو وقاص ، و هما مجهولان " .
و لعل رواية ابن طهمان أصح من رواية ابن أبي عمر و هو العطار الرازي ، فإن
الأول أخرج له الشيخان ، و قال فيه الحافظ :
" ثقة يغرب " .
و الآخر لم يخرج له الشيخان شيئا ، و قال فيه الحافظ :
" صدوق له أوهام سيىء الحفظ " !
و جملة القول أن الحديث ضعيف للجهالة و الاضطراب .
ثم إن في قوله : " و لكن المنافق .. " إلخ نكارة لمخالفته لحديث أبي هريرة
و ابن عمرو مرفوعا <1> بنحو الشطر الأول منه دون هذه الزيادة المفسرة للمراد بـ
" المنافق " ، و هو خلاف المتبادر من إطلاق الحديث الصحيح ، فإنه يشمل من كان
في نيته أن يفي ، ثم لم يف ، و من لم يكن في نيته أن يفعل ، خلافا لما نقله
الحافظ عن الغزالي . والله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " مختصر البخاري " ( 24 و 25 ) . اهـ .
1

(3/446)

1448 - " احضروا موتاكم ، و لقنوهم لا إله إلا الله ، و بشروهم بالجنة ، فإن الحليم من
الرجال و النساء يتحيرون عند ذلك المصرع ، و إن الشيطان لأقرب ما يكون عند ذلك
المصرع ، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على
حياله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/645 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/186 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ
عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره و قال :
" غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل " .
قلت : و هو ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ، فإن أبا معاذ هذا
بصري ، و مع ذلك ففي حفظه - أعني أبا معاذ - شيء كما يشعر بذلك قول الحافظ فيه
:
" صدوق له أوهام " .
و مكحول و هو الشامي ، و إن كان سمع من واثلة ، فإنه موصوف بالتدليس ، فمثله
يتحفظ من حديثه المعنعن كهذا .
و الحديث أورده السيوطي في زيادته على " الجامع الصغير " و سكت عليه في "
الحاوي للفتاوي " ( 2/119 ) ! و قد ذكر فيه بعضه شاهدا فقال :
" و أخرج الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " من مرسل عطار بن يسار عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
" معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف ، و ما من مؤمن يموت إلا و كل عرق
منه يألم على حدة ، و أقرب ما يكون عدو الله منه تلك الساعة . مرسل جيد الإسناد
" .
( فائدة ) : و أما ما نقله الغزالي في " الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة " من
فتنة الموت ، و أن إبليس لعنه الله و كل أعوانه يأتون الميت على صفة أبويه على
صفة اليهودية ، فيقولان له : مت يهوديا ، فإن انصرف عنهم جاء أقوام آخرون على
صفة النصارى حتى يعرض عليه عقائد كل ملة ، فمن أراد الله هدايته أرسل إليه
جبريل فيطرد الشيطان و جنده ، فيبتسم الميت ... إلخ ، فقال السيوطي :
" لم أقف عليه في الحديث " .

(3/447)

1449 - " من قرأ في إثر وضوئه : *( إنا أنزلناه في ليلة القدر )* مرة واحدة كان من
الصديقين ، و من قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء ، و من قرأها ثلاثا
حشره الله محشر الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/646 ) :

موضوع
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أبو عبيدة مجهول . كذا في " الحاوي للفتاوي " للسيوطي ( 2/11 ) و فيه علة
أخرى و هي عنعنة البصري .
و أما الحديث فلوائح الوضع عليه ظاهرة ، و ظني أن الآفة من هذا المجهول أو ممن
دونه ، لكن السيوطي لم يسق من إسناده إلا ما ذكرت . والله أعلم .
و قد كنت ذكرت الحديث مختصرا برقم ( 68 ) و نقلت عن الحافظ السخاوي أنه قال : "
لا أصل له " ، فلما وقفت على لفظه و شيء من سنده بادرت إلى تخريجه و الكشف عن
علته ، لكي لا يفهم قول السخاوي : " لا أصل له " بمعنى لا إسناد له كما هو
المتبادر عند المتأخرين .

(3/448)

1450 - " ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا ، و إماما مقسطا ، و ليسلكن فج [ الروحاء ]
حاجا أو معتمرا ، أو ليثنينهما <1> ، و ليأتين قبري حتى يسلم علي ، و لأردن
عليه " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل : " بنيتهما " . و التصحيح من " صحيح مسلم " . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2/647 ) :

منكر بهذا التمام
و أخرجه الحاكم ( 2/595 ) من طريق يعلى بن عبيد : حدثنا محمد بن إسحاق عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية قال : سمعت أبا هريرة يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكذكره ، و قال :
" صحيح الإسناد ، و لم يخرجاه بهذه السياقة " . و وافقه الذهبي .
و أقول : كلا ، بل هو ضعيف ، فيه ثلاث علل :
الأولى : جهالة عطاء هذا قال الذهبي نفسه في ترجمته من " الميزان " :
" لا يعرف ، تفرد عنه المقبري " .
الثانية : عنعنة ابن إسحاق ، فإنه مدلس مشهور بذلك .
الثالثة : الاختلاف عليه في إسناده ، فقد قال ابن أبي حاتم في " العلل " (
2/413 ) :
" سألت أبا زرعة عن حديث اختلف فيه عن محمد بن إسحاق ، فيروي محمد بن سلمة عن
محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فذكره ) . و روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق
عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم ؟ قال أبو زرعة : قد اختلف فيه عن محمد بن سلمة في هذا الحديث ، حدثنا
أحمد بن أبي شعبة ، فقال فيه : عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سعيد عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو زرعة : و حدثنا أبو الأصبغ
عبد العزيز بن يحيى الحراني عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عطاء مولى أم صبية
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . و هذا أصح " .
قلت : و يؤيده رواية يعلى بن عبيد عن ابن إسحاق به . والله أعلم .
و إنما أوردت الحديث هنا ، من أجل شطره الثاني ، و أما شطره الأول فصحيح ،
أخرجه مسلم ( 4/60 ) و غيره من طريق أخرى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
" والذي نفسي بيده ، ليهلن ابن مريم .. " الحديث دون قوله : " و ليأتين قبري ..
" .

(3/449)

1451 - " ليس صدقة أعظم أجرا من الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/648 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/1/152 - طبع دمشق ) من طريق البيهقي
بسنده عن داود بن عطاء عن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي عن أبيه عن
يزيد بن خصيفة عن يزيد بن رومان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و من طريق البيهقي أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، فقال المناوي :
" رمز لحسنه ( ! ) و فيه داود بن عطاء أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين "
و قال :
" قال البخاري : متروك " .
و يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفوه .
و سعيد بن أبي سعيد قال ابن عدي : " مجهول " . انتهى كلام المناوي .
قلت : سعيد هذا هو المقبري ما في ذلك ريب ، و هو معروف بالإكثار من الرواية عن
أبي هريرة ، و هو ثقة ، لا دخل له في هذا الحديث ، و إنما العلة من اللذين
ذكرهما قبله .
و قال في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف ، و قول المؤلف : " حسن " ممنوع " .

(3/450)

1452 - " خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة : اول ليلة من رجل ، و ليلة النصف من شعبان ،
و ليلة الجمعة ، و ليلة الفطر ، و ليلة النحر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/649 ) :

موضوع
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/275 - 276 ) من طريق أبي سعيد بندار بن
عمر بن محمد الروياني بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أورده في ترجمة بندار هذا ، و روى عن عبد العزيز النخشبي أنه قال :
" لا تسمع منه ، فإنه كذاب " .
قلت : و إبراهيم بن أبي يحيى كذاب أيضا كما قال يحيى و غيره . و هو من شيوخ
الشافعي الذين خفي عليه حالهم .
و أبو قعنب ، لم أعرفه .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من هذا الوجه فأساء ! و يبدو أن المناوي
لم يقف على إسناده ، فلم يتكلم عليه بشيء ، و لكنه قال :
" و رواه عن أبي أمامة أيضا الديلمي في " الفردوس " ، فما أوهمه صنيع المصنف من
كونه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز غير سديد ، و رواه البيهقي من حديث ابن
عمر ، و كذا ابن ناصر و العسكري . قال ابن حجر : و طرقه كلها معلولة " .
قلت : و من هذه الطرق ما أخرجه أبو بكر بن لال في " أحاديث أبي عمران الفراء "
( ق 64/2 ) و ابن عساكر أيضا ( 3/217/2 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن برة
الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن الحجاج بن مرداس : حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى
عن ابن معتب عن أبي أمامة به .
كذا وقع عند ابن لال : " ابن معتب " ، و عن ابن عساكر : " أبو قعيب " و عنده في
الطريق الأولى : " أبي قعنب " ، و كل ذلك مما لم يوجد ، و لعل الصواب أبو معتب
و هو ابن عمرو الأسلمي ، ذكره أبو حاتم في " الصحابة " و لا يثبت كما قال ابن
منده .
و عبد القدوس بن الحجاج الظاهر أنه أبو المغيرة الخولاني و هو ثقة ، لكني لم أر
من سمى جده مرداسا .
و أما الراوي عنه ابن برة ، فلم أعرفه ، و لم يترجمه الحافظ في " التبصير "
كعادته .
و بالجملة فمدار هذه الطريق على إبراهيم بن أبي يحيى الكذاب .
ثم رأيته في " مسند الفردوس " في نسخة مصورة مخرومة ( ص 130 ) من طريق إبراهيم
ابن محمد بن مرة ( كذا ) الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن مرداس : حدثنا إبراهيم
ابن أبي يحيى به .
و في " الجرح و التعديل " ( 3/1/56 ) :
" عبد القدوس بن إبراهيم بن عبيد الله بن مرداس العبدري من بني عبد الدار
الصنعاني روى عن إبراهيم بن عمر الصنعاني . روى عنه إسماعيل بن أبي أويس حديث
المائدة " .
فلعله هو هذا ، لكن وقع منسوبا لجده ، و قوله في الطريق المتقدمة : " ابن
الحجاج " من زيادات بعض النساخ .
ثم إن في " الديلمي " : " أبي قعنب " كما في الطريق الأولى . والله أعلم .

(3/451)

1453 - " سادة السودان أربعة : لقمان الحبشي ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/650 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/1/330 ) من طريق أحمد بن شبويه : نا
سليمان بن صالح : حدثني عبد الله يعني ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ; فيه أحمد بن شبويه مجهول كما قال
الحافظ في " اللسان " ، و ساق له حديثا من روايته عن محمد بن سلمة بإسناده إلى
ابن عباس و قال :
" و الحديث باطل مركب على هذا الإسناد ، و الآفة منه أو من شيخه ، فإنه ضعيف "
.
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من طريق ابن عساكر ، و يبدو أن المناوي
لم يتنبه لهذه الجهالة ، فقال مستدركا عليه :
" ابن عساكر في " تاريخه " في ترجمة بلال من طريق ابن المبارك مصرحا فلو عزاه
المصنف إليه لكان أولى " !
قلت : كيف يصح عزوه إليه ، و السند غير صحيح إليه ، و هو لم يخرجه - فيما علمت
- في شيء من مصنفاته الثابتة النسبة إليه ، مثل " الزهد " مثلا ؟ !
و قد روي من وجه آخر معضلا بلفظ :
" خير السودان أربعة : لقمان ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

(3/452)

1454 - " خير السودان أربعة : لقمان ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/651 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عساكر ( 10/330/331 ) من طريق أبي صالح عن معاوية عن الأوزاعي
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد معضل كما قال السيوطي في " الجامع " لأن الأوزاعي و اسمه
عبد الرحمن بن عمرو من أتباع التابعين .
قلت : و السند إليه فيه ضعف لأن ; أبا صالح و هو عبد الله أبي صالح كاتب الليث
متكلم فيه من قبل حفظه . قال الحافظ :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و قد روي الحديث عن الأوزاعي موصولا بلفظ آخر و هو :
" خير السودان ثلاثة : لقمان ، و بلال ، و مهجع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم " .

(3/453)

1455 - " خير السودان ثلاثة : لقمان ، و بلال ، و مهجع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/651 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 3/284 ) : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني : حدثنا
جدي : حدثنا الحكم عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي : حدثني أبو عمار عن واثلة
ابن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ،
و قال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" كذا قال : " مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم " و لا أعرف ذا " .
قلت : يشير إلى نكارة هذا القول ، و لكنه لم يتكلم على الإسناد بشيء فأوهم
سلامته من قادح ، و ليس كذلك ، فإن إسماعيل الشعراني هذا قد أورده الذهبي نفسه
في " الميزان " و قال :
" من شيوخ الحاكم ، قال الحاكم : ارتبت في لقيه بعض الشيوخ . ثم قال : حدثنا
إسماعيل : حدثنا جدي .. " .
قلت : فذكر له بإسناد آخر عن أنس حديث " طلب العلم فريضة على كل مسلم " و قال :
" غريب فرد " .
فكأن الحاكم يشير بهذا إلى شكه في سماع إسماعيل من جده الفضل .
و الفضل نفسه فيه كلام أيضا ، فقد قال ابن أبي حاتم ( 3/2/69 ) :
" كتبت عنه بالري ، و تكلموا فيه " .
و من أجل هذا ذكره الذهبي أيضا في " الميزان " لكنه أتبع ذلك بقوله :
" و قال الحاكم : كان أديبا فقيها عابدا ، عارفا بالرجال ، كان يرسل شعره . قلت
: عرف بالشعراني ، و هو ثقة ، لم يطعن فيه بحجة ، و قد سئل عنه الحسين القتباني
؟ فرماه بالكذب . قال : و سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يسأل عنه ، فقال : صدوق
إلا أنه كان غاليا في التشيع قلت : مات سنة اثنتين و ثمانين و مائتين " .
قلت : و بالجملة فعلة هذا الإسناد ، إنما هي إسماعيل الشعراني ، فإنه مع تكلم
الحاكم في سماعه لا أعلم أحدا وثقه . مع النكارة التي في متنه ، كما تقدم عن
الذهبي ، و تبعه على ذلك الحافظ فإنه أورد مهجعا هذا في القسم الأول من "
الإصابة " و قال :
" هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكره الحاكم في " صحيحه " من طريق
الهقل بن زياد .. ( فذكر الحديث و قال : ) قلت : و أخشى أن يكون الذي بعده " .
قلت : والذي بعده :
" مهجع العكي مولى عمر بن الخطاب . قال ابن هشام : أصله من ( عك ) ، فأصابه
سباء ، فمن عليه عمر فأعتقه ، و كان من السابقين إلى الإسلام ، و شهد بدرا
و استشهد بها ، و قال موسى بن عقبة : كان أول من قتل ذلك اليوم " .
فقد أخطأ الشعراني فجعل مهجعا هذا حبشيا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و هو عكي عربي مولى عمر . والله أعلم .

(3/454)

1456 - " إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/653 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 63 ) و كذا الطبراني في " الكبير " و ابن
عدي ( ق 155/2 ) من طريق سليمان أبي إدام قال : سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، سليمان هذا و هو ابن زيد المحاربي قال ابن معين :
" ليس بثقة ، كذاب ، ليس يسوى حديثه فلسا " .
و قال النسائي :
" متروك الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" ليس بقوي " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8/151 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه أبو إدام المحاربي و هو كذاب " .

(3/455)

1457 - " من سأل في المساجد فاحرموه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/653 ) :

لا أصل له
كما قال السيوطي في " الحاوي للفتاوي " ( 1/120 ) ، و هو من الأحاديث التي وقعت
في كتاب " المدخل " لابن الحاج ( 1/310 ) ، و كم فيه من الأحاديث الضعيفة
و الموضوعة ، و ما لا أصل له ، و هو في هذا شبيه بكتاب " الإحياء " للغزالي ،
كما لا يخفى على من درس الكتابين من أهل العلم .
ثم قال السيوطي :
" و إنما قلنا بالكراهة أخذا من حديث النهي عن نشد الضالة في المسجد ، و يلحق
به ما في معناه ، من البيع و الشراء و نحوها ، و كراهة رفع الصوت في المسجد
بالعلم و غيره " .
و قد استدل السيوطي على جواز السؤال و التصدق عليه في المسجد بالحديث الآتي
و قواه ، و لما كان ضعيف الإسناد كان لا بد من أن أورده لأكشف عن علته فقلت :
" هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد
فإذا أنا بسائل ، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن ، فأخذتها منه ، فدفعتها
إليه " .

(3/456)

1458 - " هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد
فإذا أنا بسائل ، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن ، فأخذتها منه ، فدفعتها
إليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/654 ) :

منكر
أخرجه أبو داود ( 1/265 ) و الحاكم ( 1/412 ) و عنه البيهقي ( 4/199 ) من طريق
مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن
أبي بكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي !
قلت : و هذا من عجائبهما ، و لا سيما الذهبي ; فإنه أورد المبارك هذا في "
الضعفاء و المتروكين " و قال :
" ضعفه أحمد و النسائي ، و كان يدلس " .
فأنت تراه قد عنعنه ، ثم هو مع ذلك ليس من رجال مسلم ! ! و من هذا تعلم أن قول
النووي في " شرح المهذب " :
" رواه أبو داود بإسناد جيد " ليس بجيد و إن أقره السيوطي في " الحاوي للفتاوي
" ( 1/118 ) ! !
و مما يؤكد ضعف الحديث بهذا السياق أنه قد صح من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه .
و ليس فيه أن تصدق أبي بكر رضي الله عنه كان في المسجد ، أخرجه مسلم و غير ،
و هو مخرج في الكتاب الآخر " الصحيحة " ( رقم 88 ) .
و إذا عرفت ذلك فلا يستقيم استدلال السيوطي بالحديث على أن الصدقة على السائل
في المسجد ليست مكروهة ، و أن السؤال فيه ليس بمحرم ، والله أعلم .

(3/457)

1459 - " ليس لقاتل وصية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/655 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/152/2 - مجمع البحرين ) و الدارقطني في " سننه
" ( 4/236/115 ) و البيهقي ( 6/281 ) عن بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة
عن عاصم عن زر عن علي ، و قال الطبراني :
" لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد ، تفرد به بقية " .
قلت : و هو مدلس ، و مثله حجاج بن أرطاة ، لكن الآفة من الذي بينهما ، و به
أعله الدارقطني فقال :
" مبشر بن عبيد متروك الحديث يضع الحديث " .
و قال البيهقي :
" تفرد به مبشر بن عبيد الحمصي و هو منسوب إلى وضع الحديث ، و إنما ذكرت هذا
الحديث لتعرف روايته " .
قلت : و قال الإمام أحمد :
" روى عنه بقية و أبو المغيرة أحاديث موضوعة كذب " .
و قال مرة :
" يضع الحديث " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3/30 ) :
" روى عن الثقات الموضوعات ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " .
و مما ذكرنا عن هؤلاء الأئمة يظهر تقصير الهيثمي أو تساهله في قوله في " المجمع
" ( 4/214 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه بقية ، و هو مدلس " !
و أسوأ منه عملا السيوطي ; فإنه أورد الحديث في " الجامع الصغير " الذي نص في
مقدمته أنه صانه عما تفرد به وضاع أو كذاب ! و قد تعقبه المناوي في " فيض
القدير " بقوله :
" قال ( يعني الذهبي ) في " المهذب " :
( فيه مبشر بن عبيد ; منسوب إلى الوضع ، و قال أحمد : أحاديثه منكرة ، و قال
البخاري : منكر الحديث ) " .
فمن العجيب حقا أن يتساهل المناوي أيضا و بعد أن نقل هذا ، فيقول في " التيسير
" :
" ضعيف ; لضعف مبشر ( الأصل : بشر ) بن عبيد " !

(3/458)

1460 - " الله الله فيمن ليس له [ ناصر ] إلا الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/656 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 137/1 ) : حدثنا أحمد بن عمر بن المهلب أبو
الطيب المصري : حدثنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود : حدثنا رشدين بن سعد عن
إبراهيم بن نشيط عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي هريرة . قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال :
" و هذا الحديث كتبته عن جماعة عن عيسى بن مثرود ، و لم يقل في هذا الإسناد أحد
: " عن أبي هريرة " إلا ابن المهلب هذا ، و غيره يرسله " .
قلت : و ابن المهلب هذا لم أجد له ترجمة ، و الإسناد ضعيف مسندا و مرسلا ،
و عيسى بن إبراهيم بن مثرود ذكره ابن أبي حاتم ( 3/1/272 ) برواية ابن خزيمة
عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و شيخه رشدين بن سعد معروف بالضعف لسوء حفظه ، و في " التقريب " :
" ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة . و قال ابن يونس : كان صالحا في دينه ،
فأدركته غفلة الصالحين ، فخلط في الحديث " .
و الحديث قال المناوي في " الفيض " :
" رمز المصنف لضعفه ، و هو مما بيض له الديلمي " .
قلت : و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء ، فكأنه لم يقف عليه .

(3/459)

1461 - " كان يقبل بوجهه و حديثه على شر القوم يتألفه بذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/657 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 2/189 ) من طريق محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي
زياد عن محمد بن كعب القرظي عن عمرو بن العاص قال : فذكره و زاد :
" فكان يقبل بوجهه و حديثه علي ، حتى ظننت أني خير القوم ! فقلت : يا رسول الله
! أنا خير أو أبو بكر ؟ فقال : أبو بكر ، فقلت : يا رسول الله ! أنا خير أم عمر
؟ فقال : عمر . فقلت : يا رسول الله ! أنا خير أم عثمان ؟ فقال : عثمان . فلما
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصدقني " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس معروف بذلك . و لهذا
فقول الهيثمي في " المجمع " ( 9/15 ) بعد أن ساق الحديث بتمامه :
" رواه الطبراني ، و إسناده حسن " .
ففيه نظر بين إلا أن يكون ابن إسحاق قد صرح بالتحديث عند الطبراني . والله أعلم
.
و زياد هذا هو المخزومي المدني و هو ثقة .

(3/460)

1462 - " فرخ الزنا لا يدخل الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/657 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 189/1 ) : حدثنا حمزة بن داود الثقفي : حدثنا محمد بن زنبور :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" يعرف بسهيل " .
قلت : إنما يعرف عنه بلفظ : " ولد الزنا شر الثلاثة " .
هكذا أخرجه الطحاوي و أبو داود و غيرهما من طرق عدة عن سهيل به . و في لفظ
للطحاوي : " فرخ الزنا شر الثلاثة " ، لكن في إسناده حسان بن غالب و هو متروك .
فالمحفوظ اللفظ الذي قبله ، و لذلك خرجته في " الصحيحة " ( 671 ) .
و أما هذا فعلته محمد بن زنبور ، فإن فيه ضعفا ، فلا يقبل منه ما خالف فيه
الثقات ، و حمزة بن داود الثقفي لم أجد له ترجمة .

(3/461)

1463 - " ثلاثة لا يدخلون الجنة ، مدمن خمر ، و قاطع رحم ، و مصدق بالسحر ، و من مات
مدمنا للخمر سقاه الله عز وجل من نهر الغوطة ، قيل : و ما نهر الغوطة ؟ قال :
نهر يجري من فروج المومسات ، يؤذي أهل النار ريح فروجهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/658 ) :

ضعيف
أخرجه ابن حبان ( 1380 و 1381 ) و الحاكم ( 4/146 ) و أحمد ( 4/399 ) و أبو
نعيم في " أحاديث مشايخ أبي القاسم الأصم " ( ق 31/1 ) عن الفضيل بن ميسرة عن
أبي حريز أن أبا بردة حدثه عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، و فيه نظر ، فإن أبا حريز هذا ، و اسمه
عبد الله بن الحسين ، قال الذهبي نفسه في " الميزان " :
" فيه شيء " . و لذلك أورده في " الضعفاء " و قال :
" قال أبو داود : ليس حديثه بشيء ، و قال جماعة : ضعيف ، و وثقه أبو زرعة " .
و في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .

(3/462)

1464 - " لا يدخل الجنة صاحب خمس : مدمن خمر ، و لا مؤمن بسحر ، و لا قاطع رحم ، و لا
كاهن ، و لا منان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/658 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 3/14 و 83 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2/59 ) بالأولى منها فقط
و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 255 ) من طريق عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات رجال البخاري غير عطية و هو العوفي و هو ضعيف .
لكن الحديث قد جاء مفرقا في عدة أحاديث ، إلا المتعلق منه " بالكاهن " فإني لم
أجد ما يقويه ، و لذلك خرجته هنا .
و أما قوله : " و لا مؤمن بسحر " ، فهو في الحديث الذي قبله . و أما سائره فهو
مخرج في عدة أحاديث خرجت بعضها في الكتاب الآخر ( 672 - 675 ) .

(3/463)

1465 - " من أهان سلطان الله [ في الأرض ] أهانه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/659 ) :

ضعيف
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 887 ) : حدثنا حميد بن مهران عن سعد بن أوس
عن زياد بن كسيب قال :
" خرج ابن عامر فصعد المنبر ، و عليه ثياب رقاق ، فقال بلال : انظروا إلى
أميركم يلبس لباس الفساق ! فقال أبو بكرة من تحت المنبر : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ... " فذكره .
و أخرجه الترمذي ( 2/35 ) عن الطيالسي ، و أحمد ( 5/42 و 49 ) و ابن حبان في "
الثقات " ( 4/259 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 35/2 ) و ابن عساكر في "
تاريخ دمشق " ( 9/231/2 ) من طرق أخرى عن حميد به و زاد أحمد و القضاعي :
" و من أكرم سلطان الله أكرمه الله " .
و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
كذا قال ! و زياد بن كسيب هذا مجهول الحال لم يرو عنه غير سعد بن أوس هنا
و مستلم بن سعيد ، و لم يوثقه غير ابن حبان ، و في ترجمته ساق الحديث ، و لذلك
قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث عند التفرد ، و لما لم أجد له متابعا أو
شاهدا ، أوردته في هذه " السلسلة " .
و سعد بن أوس هو العدوي أو العبدي كما في بعض طرق الحديث ، قال الحافظ :
" صدوق له أغاليط " .
قلت : و هو غير العبسي ، هذا ثقة أخطأ الأزدي في تضعيفه كما قال الحافظ .
و قد روي الحديث بزيادة جملة في أوله بلفظ :
" السلطان ظل الله في الأرض " .
و قد أخرجته فيما يأتي برقم ( 1661 ) .
ثم وجدت لحديث الترجمة شاهدا من حديث أبي بكرة ، فنقلته إلى الصحيحة برقم (
2297 ) .

(3/464)

1466 - " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا ، مالك الملوك ، و ملك الملوك
، قلوب الملوك في يدي ، و إن العباد إذا أطاعوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط
و النقمة ، فساموهم سوء العذاب ، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ، و لكن
اشغلوا أنفسكم بالذكر و التضرع [ إلي ] أكفكم ملوككم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/660 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/76 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 9195 -
بترقيمي ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2/388 ) عن علي بن معبد الرقي :
حدثنا وهب بن راشد : نا مالك بن دينار عن خلاس بن عمرو عن أبي الدرداء قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قالا :
" لم يروه عن مالك إلا وهب " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن حبان :
" شيخ يروي عن مالك بن دينار العجائب ، لا تحل الرواية عنه " .
و قال الدارقطني :
" متروك " .
و قال أبو حاتم :
" منكر الحديث ، حدث ببواطيل " .
قلت : و المقدام ضعيف أيضا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" صويلح ، قال ابن أبي حاتم : تكلموا فيه ، قال ابن القطان : قال الدارقطني :
ضعيف " .
و الحديث قال الهيثمي ( 5/249 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم ) بن راشد و هو
متروك " .

(3/465)

1467 - " ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال الذي ينزل وحده ،
و يمنع رفده ، و يجلد عبده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/661 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 448 ) و الحاكم ( 4/269 - 270 ) من طريق محمد
بن معاوية : حدثنا مصادف بن زياد المديني - قال : و أثنى عليه خيرا - قال :
سمعت محمد بن كعب القرظي .. قال : قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و سكت عليه و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : محمد بن معاوية كذبه الدارقطني ، فبطل الحديث " .
قلت : و مصادف بن زياد مجهول كما في " الميزان " .
و قد وجدت له متابعين ثلاثة :
الأول : أبو المقدام هشام بن زياد ، و لكنه متروك كما قال الذهبي .
أخرجه الحاكم شاهدا للذي قبله ، و لا يصلح لذلك لشدة ضعفه .
و الثاني : القاسم بن عروة ، و لم أعرفه ، و في الطريق إليه أحمد بن عبد الجبار
العطاردي و هو ضعيف .
أخرجه أبو عثمان الصابوني في " عقيدة السلف " ( ج1/120 - 121 من المجموعة
المنيرية ) .
الثالث : عيسى بن ميمون المدني ، و هو ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان :
" يروي أحاديث كلها موضوعات " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/97/2 ) .

(3/466)

1468 - " عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب ، قالوا : و كيف الحزن ؟ قال : أجيعوا أنفسكم
بالجوع و أظمئوها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/662 ) :

ضعيف
رواه الطبراني ( 3/132/1 ) : حدثنا جبرون بن عيسى المقرىء : نا يحيى بن سليمان
الحفري : نا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، يحيى بن سليمان الحفري هو القرشي ، قال أبو نعيم في "
الحلية " :
" فيه مقال " ، كما سبق ذكره في الحديث رقم ( 316 ) .
و الراوي عنه جبرون لم أعرفه ، كما بينت هناك . فقول الهيثمي في " المجمع " (
10/310 ) :
" إسناده حسن " غير حسن ، و إن أقره المناوي في " الفيض " ، و قلده في "
التيسير " ! !
و الحفري هذا مولع برواية أحاديث الجوع ! فقد ساق له الطبراني ثلاثة منها هذا
أحدها و الآخران تقدما برقم ( 315 ، 316 ) ، فلعله كان من المتصوفة الذين
يحرمون على أنفسهم طيبات ما أحل الله لهم !

(3/467)

1469 - " عليكم بالحناء فإنه ينور وجوهكم ، و يطهر قلوبكم ، و يزيد في الجماع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/662 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( ق 321/2 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/201 ) :
حدثنا أحمد بن عامر : حدثني عمر بن حفص الدمشقي : حدثني أبو الخطاب معروف
الخياط : حدثنا واثلة بن الأسقع مرفوعا .
و رواه ابن عساكر ( 12/353/1 ) من طريق أخرى عن ابن عامر به و قال ابن عدي :
" معروف الخياط عامة أحاديثه لا يتابع عليه " .
و قال الذهبي في ترجمته :
" هذا موضوع بيقين ، و البلية من عمر بن حفص ، لأن معروفا قل ما روى " .
و قال في ترجمة عمر بن حفص الدمشقي :
" أعتقد أنه وضع على معروف الخياط أحاديث ، كما سيأتي في ترجمة معروف ، و قد
زعم أنه بلغ مائة و ستين سنة " .
و أقره الحافظ في الترجمتين ، و لكنه وهم في ترجمة معروف فذكر فيها أنه بلغ
مائة .. إلخ ما ذكره الذهبي في ترجمة عمر ، و بناء على وهمه هذا قال في ترجمة
معروف من " التقريب " :
" و كان معمرا عاش مائة و ... " إلخ .
و قال ابن الجوزي عقب الحديث :
" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عدي : لمعروف بن عبد الله
أحاديث منكرة جدا ، عامة ما يروي لا يتابع عليه ، و هذا حديث منكر " .
قال ابن الجوزي :
" قلت : و في الإسناد عمر بن حفص ، و قد قال أحمد : حرقنا حديثه ، و قال يحيى :
ليس بشيء ، و قال النسائي : متروك الحديث " .
و نقل المناوي في " الفيض " الشطر الأول من كلامه ، و أعرض عن الآخر فأخطأ ،
لأن عمر هذا هو آفة هذا الحديث كما تقدم في كلام الذهبي ، فتعصيب الآفة بمعروف
منكر لا يليق بالمعروف ! و كذلك عدوله عن الحكم على الحديث بالوضع الذي تقدم عن
الحافظين إلى قوله في " التيسير " :
" حديث منكر " ; مما لا مسوغ له ، و لعله من آثار إعراضه المذكور . والله أعلم
.

(3/468)

1470 - " إذا أردت سفرا فقل لمن تخلف : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/663 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 136/2 ) من طريق محمد بن أبي السري : حدثنا
رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رشدين بن سعد و ابن أبي السري ضعيفان .
و قد خالفهما في متنه الليث بن سعد و سعيد بن أبي أيوب فقالا : عن الحسن بن
ثوبان أنه سمع موسى بن وردان يقول :
أتيت أبا هريرة أودعه لسفر أردته ، فقال أبو هريرة رضي الله عنه : ألا أعلمك يا
ابن أخي شيئا علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول عند الوداع ؟ قلت : بلى
، قال : قل : أستودعكم الله ... إلخ .
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " 0 508 ) و ابن السني أيضا ( 499 )
و كذا أحمد ( 2/403 ) إلا إنه لم يذكر فيه سعيد بن أبي أيوب .
و هذا إسناد حسن . و انظر " الصحيحة " ( 16 و 2547 ) و التعليق على " الكلم
الطيب " ( ص 93 ) .
و الحديث عزاه في " الفتح الكبير " تبعا لـ " الزيادة " للحكيم فقط !

(3/469)

1471 - " إن الله يبغض الشيخ الغربيب . قال رشدين : الذي يخضب بالسواد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/664 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي ( 137/2 ) عن رشدين بن سعد عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن
قسط عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و رشدين ضعيف كما تقدم آنفا .
و من طريقه أخرجه الديلمي ( 1/2/243 - 244 ) لكنه قال : عن عبد الرحمن بن عمر
عن عثمان بن عبيد الله بن رافع ( ! ) عن أبي هريرة .

(3/470)

1472 - " قصوا أظافركم ، و ادفنوا قلاماتكم ، و نقوا براجمكم ، و نظفوا لثاثكم من
الطعام ، و استاكوا ، و لا تدخلوا علي قحرا ، بخرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/664 ) :

ضعيف
رواه الترمذي الحكيم من حديث عبد الله بن بسر رفعه . و في سنده راو مجهول ; كما
في " فتح الباري " ( 10/278 ) .
و قال شيخه العراقي :
" فيه عمر بن بلال غير معروف كما قاله ابن عدي " .
و أقول : فيه أيضا عمر بن أبي عمر ، قال الذهبي عن ابن عدي : مجهول . و إبراهيم
ابن العلاء لا يعرف .
كذا في " فيض القدير " .
( تنبيه ) : قوله : ( قحرا ) كذا وقع في " الجامع الصغير " طبعة الحلبي ، و كذا
وقع في متن " فيض القدير " و شرحه ، و في " التيسير " أيضا . و كذلك وقع في "
الجامع الكبير " للسيوطي ، و لم أجد لهذه اللفظة معنى هنا ، و قول المناوي في "
شرحيه " : " أي مصفرة أسنانكم من شدة الخلوف " .
فهو تفسير صحيح يقتضيه السياق ، و ليس هو معنى هذه اللفظة ، فالصواب أنها محرفة
من ( قلحا ) فإنه بهذا المعنى ، ففي " النهاية " لابن الأثير :
" ( قلح ) فيه : " مالي أراكم تدخلون علي قلحا ؟ ! " ، القلح : صفرة تعلو
الأسنان و وسخ يركبها " .
قلت : و هذه الجملة طرف حديث أخرجه أحمد ( 1/214 و 3/442 ) عن النبي صلى الله
عليه وسلم مرفوعا ، و في إسناده جهالة و اضطراب لا مجال الآن لبيانه .

(3/471)

1473 - " سألت ربي أبناء العشرين من أمتي ; فوهبهم لي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/665 ) :

ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا قال : حدثنا القاسم بن هاشم السمسار : حدثنا مقاتل بن
سليمان الرملي عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . كذا في " الحاوي " ( 2/411 ) .
قلت : و هذا إسناد واه ، أبو معشر ; و اسمه نجيح ضعيف ، و مقاتل بن سليمان
الرملي ، أظنه البلخي الخراساني صاحب التفسير و هو كذاب ، و عليه فقوله : "
الرملي " محرف من " البلخي " ، فإن يكن هو فالحديث موضوع . والله أعلم .
و أما السمسار فصدوق ، و له ترجمة في " تاريخ بغداد " .
و الحديث مما بيض له المناوي في " فيض القدير " ، و أما في " التيسير " فقال :
" رواه ابن أبي الدنيا ، بإسناد ضعيف " .

(3/472)

1474 - " ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال ; الذين هم قوام الدنيا و أهلها : الرضا
بالقضاء ، و الصبر عن محارم الله ، و الغضب في ذات الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/666 ) :

موضوع
قال أبو عبد الرحمن السلمي في " سنن الصوفية " : حدثنا أحمد بن علي بن الحسن :
حدثنا جعفر بن عبد الوهاب السرخسي : حدثنا عبيد بن آدم عن أبيه عن أبي حمزة عن
ميسرة بن عبد ربه عن المغيرة بن قيس عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن
معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " . كذا نقله السيوطي في " الحاوي " ( 2/463 )
، و هو أول حديث في " المسند " تحت " حرف الثاء المثلثة " .
قلت : و هذا موضوع آفته ميسرة بن عبد ربه ، فإنه كذاب وضاع مشهور بذلك و تقدمت
له أحاديث أقربها برقم ( 1459 ) .
و شهر بن حوشب ضعيف .
و جعفر بن عبد الوهاب السرخسي لم أعرفه .
و أبو عبد الرحمن السلمي نفسه متهم ، و اسمه محمد بن الحسين بن محمد ، أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" متكلم فيه ، قال الخطيب : قال لي محمد بن يوسف القطان : كان يضع الحديث
للصوفية " .
و الحديث أعله المناوي بابني عبد ربه و حوشب فقط !
و سود السيوطي به " الجامع الصغير " ! مع اطلاعه على إسناده !

(3/473)

1475 - " علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/666 ) :

موضوع
أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الأولياء " ( 114/59 ) من طريق عبد الرحمن بن
محمد المحاربي عن بكر بن خنيس يرفعه : فذكره .
و نقله في " الحاوي " ( 2/466 ) .
قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف ، بل هو معضل ، فإن بكر بن خنيس قال الحافظ :
" صدوق له أغلاط ، أفرط فيه ابن حبان ، من السابعة " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ... عن التابعي ، قال الدارقطني : متروك " .
و قال في " الكاشف " :
" واه " .
و عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، قال الحافظ :
" لا بأس به ، و كان يدلس ، قاله أحمد " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ثقة ، قال ابن معين : له عن المجهولين مناكير " .
قلت : و هذا المتن منكر دون شك أو ريب ، بل هو موضوع ، فإن اللعن ، قد صدر منه
صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة ، و قد أخبر عن ذلك هو نفسه صلى الله عليه وسلم
في غير ما حديث ، و قد خرجت طائفة منها في السلسلة الأخرى ( 83 و 85 و 1758 ) ،
فهل الأبدال أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ !

(3/474)

1476 - " الأبدال من الموالي ، و لا يبغض الموالي إلا منافق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/667 ) :

منكر
أخرجه أبو داود في " أسئلة أبي عبيد الآجري له " و عنه الحاكم في " الكنى " ،
و من طريقه الذهبي في " الميزان " بسنده عن الرجال بن سالم عن عطاء قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أورده الذهبي في ترجمة الرجال هذا و قال :
" لا يدرى من هو ؟ و الخبر منكر " . ثم ذكره .
و تعقبه الحافظ في " اللسان " فقال :
" و الذي في " الإكمال " و تبعه المصنف في " المشتبه " : " أبو الرجال : سالم
بن عطاء " فهو كنية له لا اسم ، و سالم اسمه لا اسم أبيه ، و عطاء أبوه لا شيخه
" .
و الحديث أورده السيوطي في " الحاوي " ( 2/466 ) و في " الجامع الصغير " من
رواية الحاكم دون الشطر الثاني منه !

(3/475)

1477 - " إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال ، إنما دخلوها برحمة الله ، و سخاوة
النفس ، و سلامة الصدور ، و رحمة لجميع المسلمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/668 ) :

ضعيف جدا
أخرجه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 11/1 - 2 رقم 11 ) و البيهقي
في " شعب الإيمان " من طريق ابن أبي شيبة : حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى :
أنا سلمة بن رجاء - كوفي - عن صالح المري عن الحسن عن أبي سعيد الخدري أو
غيره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره ، و قال :
" رواه عثمان عن محمد بن عمران ، فقال عن أبي سعيد ، لم يقل : ( أو غيره )
و قيل : عن صالح المري عن ثابت عن أنس " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، صالح المري ، و هو ابن بشير ضعيف كما قال الحافظ في "
التقريب " ، و قال فيا يأتي :
" متروك الحديث " . و هو الأقرب إلى الصواب .
و قد اختلف عليه في إسناده كما ترى .
و الحسن هو البصري و هو مدلس و قد عنعنه .
و قد روي مرسلا ، أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب السخاء " و البيهقي في " شعب
الإيمان " و الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " كما في " الحاوي " ( 2/464
و 465 ) .
و رواه بعض الضعفاء عن الحسن عن أنس مرفوعا بلفظ :
" إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصوم و لا بصلاة ، و لكن بسلامة الصدور ،
و نصيحة المسلمين " .
رواه الديلمي ( 1/2/272 ) من طريق ابن لال معلقا عن محمد بن عبد العزيز
الدينوري : حدثنا عثمان بن الهيثم : حدثنا عوف عن الحسن عن أنس مرفوعا .
قلت : عثمان بن الهيثم ثقة ، لكنه تغير فصار يتلقن .
و محمد بن عبد العزيز الدينوري قال الذهبي :
" منكر الحديث ضعيف " .
و ساق له الحافظ في " اللسان " من منكراته هذا الحديث . ثم قال عقبه :
" و رواه أيضا عن عثمان أيضا عن صالح بن بشير المري أبو بشر البصري عن ثابت عن
أنس . و إنما يعرف هذا من رواية صالح المري عن الحسن مرسلا . و صالح متروك
الحديث " .

(3/476)

1478 - " لا يزال أربعون رجلا من أمتي ، قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ،
يدفع الله بهم عن أهل الأرض ، يقال لهم : ( الأبدال ) ، إنهم لن يدركوها بصلاة
و لا صوم و لا صدقة . قالوا : يا رسول الله فبم أدركوها ؟ قال : بالسخاء
و النصيحة للمسلمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/669 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10390 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " (
4/173 ) : أنا أحمد بن داود المكي : حدثنا ثابت بن عياش الأحدب : حدثنا أبو
رجاء الكلبي : حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث الأعمش عن زيد ، ما كتبناه إلا من حديث أبي رجاء " .
قلت : اسمه روح بن المسيب قال ابن عدي :
" أحاديثه غير محفوظة " .
و قال ابن حبان ( 1/299 ) :
" يروي عن الثقات الموضوعات ، و يرفع الموقوفات ، لا تحل الرواية عنه " .
و أشار ابن معين إلى تضعيفه بقوله :
" صويلح " . و ثابت بن عياش الأحدب لم أعرفه . و كذا الراوي عنه .
و لن يعرف الهيثمي أبا رجاء أيضا فقال ( 10/63 ) :
" رواه الطبراني عن ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء الكلبي ، و كلاهما لم
أعرفه ، و بقية رجاله رجال الصحيح " !
كذا قال ! و هو يعني من فوق أبي رجاء ، دون شيخ الطبراني ، و هذه عادة له ، فكن
منها على ذكر .

(3/477)

1479 - " إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ، و لله
تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق
سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم
على قلب جبريل عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب
ميكائيل عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه
السلام ، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة ، و إذا مات الثلاثة أبدل
الله مكانه من الخمسة ، و إذا مات الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة ،
و إذا مات السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين ، و إذا مات الأربعين أبدل الله
مكانه من الثلاثمائة ، و إذا مات الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة ، فبهم
يحيي و يميت و يمطر و ينبت ، و يدفع البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/670 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/8 - 9 ) و الذهبي في " الميزان " من طريق
عبد الرحيم بن يحيى الأرمني : حدثنا عثمان بن عمارة : حدثنا المعافى بن عمران
عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و زاد أبو نعيم :
" قيل لعبد الله بن مسعود : كيف بهم يحيي و يميت ؟ قال : لأنهم يسألون الله عز
وجل إكثار الأمم فيكثرون ، و يدعون على الجبابرة فيقصمون ، و يستقون فيسقون ،
و يسألون فتنبت لهم الأرض ، و يدعون فيدفع بهم أنواع البلاء " .
أورده الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة و قال :
" و هو كذب ، فقاتل الله من وضع هذا الإفك " .
و أقره الحافظ في " اللسان " . لكنه استدرك عليه فقال :
" و سبق في ترجمة عبد الرحيم قوله : أتهمه به أو عثمان " .
يعني أن التهمة في وضع هذا الحديث تتردد بين عبد الرحيم الأرمني و عثمان هذا ،
فإنهما مجهولان لا يعرفان إلا في هذا الحديث الباطل .
( تنبيه ) : ( الأرمني ) هكذا وقع في " الحلية " و في " الحاوي " ( 2/464 )
نقلا عنه . و وقع في " الميزان " : " الأدمي " . فالله أعلم .
( فائدة ) نقلت أكثر أسانيد الأحاديث المتقدمة من رسالة السيوطي " الخبر الدال
على وجود القطب و الأوتاد و النجباء و الأبدال " . و قد حشاها بالأحاديث
الضعيفة ، و الآثار الواهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض كما يدلك هذا التخريج ،
و من عجيب أمره أنه لم يذكر فيها و لا حديثا واحدا في القطب المزعوم ، و يسميه
تبعا للصوفية بالغوث أيضا ، و كذلك لم يذكر في الأوتاد و النجباء أي حديث مرفوع
، و إنما هي كلها أسماء مخترعة عند الصوفية ، لا تعرف عند السلف ، اللهم إلا
اسم البدل فهو مشهور عندهم كما تقدم . والله أعلم .
ثم نقل السيوطي عن اليافعي أنه قال :
" و قال بعض العارفين : و القطب هو الواحد المذكور في حديث عبد الله بن مسعود
أنه على قلب إسرافيل " !
فنقول : أثبت العرش ثم انقش ، فالحديث كذب كما يمعت عن الذهبي و العسقلاني ،
فالعجب من السيوطي - لا اليافعي - أن يخفى ذلك عليه .

(3/478)

1480 - " تعرض الأعمال يوم الاثنين و يوم الخميس على الله ، و تعرض على الأنبياء ،
و على الآباء و الأمهات يوم الجمعة ، فيفرحون بحسناتهم و تزداد وجوههم بياضا
و إشراقا ، فاتقوا الله ، و لا تؤذوا أمواتكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/672 ) :

موضوع
أخرجه الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز
عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
كذا في " الحاوي للفتاوي " ( 2/360 ) .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، المتهم به عبد الغفور هذا ، و اسم جده سعيد الأنصاري
كما في بعض الأسانيد التي في ترجمته من " الميزان " ، و حكى عن البخاري أنه قال
: " تركوه " .
و هذا عنده معناه أنه متهم و في أشد درجات الضعف ، كما هو معروف عنه ، و أفصح
عن ذلك ابن حبان فقال ( 2/148 ) :
" كان ممن يضع الحديث على الثقات " .
و قال ابن معين :
" ليس حديثه بشيء " .
و قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث " .
و منه تعلم أن السيوطي قد أساء بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير "
و باستشهاده به على ما جزم به في " الحاوي " أن الأموات على علم بأحوال الأحياء
، و بما هم فيه ! و قد ساق في هذه المسألة أحاديث أخرى ، لا يحتج بشيء منها مثل
حديث " إن أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من الأموات .. " الحديث ، و قد
مضى ( 867 ) .
و الحديث بيض له المناوي ، فلم يتكلم عليه بشيء فكأنه لم يقف على إسناده ،
فالحمد لله الذي أطلعني عليه ، و لو بواسطة السيوطي نفسه !
ثم إن الحديث وقع في " الجامع الصغير " من رواية الحكيم عن والد عبد العزيز غير
مسمى ، و قد تقدم أن اسمه سعيد الأنصاري ، و قد أورده في " الإصابة " باسم "
سعيد الشامي " ، و قال :
" جاءت عنه عدة أحاديث من رواية ولده عنه ، تفرد بها عبد الغفور أبو الصباح بن
عبد العزيز عن أبيه عبد العزيز عن أبيه سعيد .. " ثم ذكر له أحاديث .
و قد ساق بعضها ابن عدي في ترجمة عبد الغفور هذا و قال في آخر ترجمته :
" الضعف على ترجمته و رواياته بين ، و هو منكر الحديث " .

(3/479)

1481 - " لغزوة في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/673 ) :

ضعيف
أخرجه القاضي عبد الجبار الخولاني في " تاريخ داريا " ( ص 90 - 91 ) : حدثنا
محمد بن أحمد بن عمارة : حدثنا المسيب بن واضح : حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن
يزيد بن السمط عن النعمان بن المنذر عن مكحول قال :
" كثر المستأذنون إلى الحج في غزوة تبوك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، المسيب بن واضح . قال الدارقطني :
" ضعيف " . و بين سببه أبو حاتم فقال :
" صدوق يخطىء كثيرا " . و مثله قول الجوزجاني :
" كان كثير الخطأ و الوهم " .
و سائر رجاله ثقات من رجال " التهذيب " غير محمد بن أحمد بن عمارة و قد ترجمه
ابن عساكر في " التاريخ " ( 14/334/2 ) ، و ذكر أنه توفي سنة 323 عن 96 سنة .
و جاء وصفه في بعض الأسانيد عنده بأنه :
" الثقة الأمين كرم الله وجهه و أسكنه جنته " .

(3/480)

1482 - " إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله ، و أن تحمدهم على رزق الله ، و أن
تذمهم على ما لم يؤتك الله ، إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص ، و لا يرده
كره كاره ، و إن الله تعالى بحكمته و جلاله جعل الروح و الفرج في الرضا ، و جعل
الهم و الحزن في الشك و السخط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/674 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10/41 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات
الصوفية " ( ص 68 - 69 ) من طريق أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل البصري المعروف
بابن الحمصي قال : حدثنا علي بن جعفر البغدادي ، قال : قال أبو موسى الدؤلي
( و في الطبقات : الديبلي ) : حدثنا أبو يزيد البسطامي : حدثنا أبو عبد الرحمن
السدي عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال أبو نعيم :
" و هذا الحديث مما ركب على أبي يزيد ، و الحمل فيه عبى شيخنا ابن الحمصي فقد
عثر منه على غير حديث ركبه ! " .
قلت : و في " الميزان " :
" قيل : يتهم بوضع الحديث . قاله الضياء " .
ثم أخرجه أبو نعيم ( 5/106 ) من طريق علي بن محمد بن مروان و هو السدي : حدثنا
أبي : حدثنا عمرو بن قيس الملائي به . و قال :
" حديث غريب من حديث عمرو ، تفرد به علي بن محمد بن مروان عن أبيه " .
قلت : و محمد بن مروان السدي متهم بالكذب ، معروف به .
و أما ابنه علي فلم أعرفه ، و قد ذكره في " التهذيب " في جملة الرواة عن أبيه ،
فهو آفته أو أبوه ، و هو الأقرب . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " ( 1/152 - 153 ) أخرجه من طريق أخرى عن أبي
عبد الرحمن السدي ، و من طريق علي بن محمد بن مروان ، حدثنا أبي به .
فتأكدنا من أن الآفة من أبي عبد الرحمن محمد السدي .

(3/481)

1483 - " آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/674 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 6/118 ) من طريق محمد بن فضيل : حدثنا
الربيع بن بدر ، و من طريق معلى بن أسد العمي : حدثنا حماد بن الربيع بن بدر عن
أبي الزبير عن جابر قال :
" استأجرت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرتين إلى ( جرس
) ، كل سفرة بقلوص " .
هذا لفظ حديث المعلى ، و لفظ ابن فضيل هو المذكور أعلاه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لأن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه . و لفظ الترجمة ضعيف
جدا ، لأن الربيع بن بدر متروك ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، و لا سيما قد
خالفه في المتن حماد و هو ابن مسعدة و هو ثقة - فقال : " سفرتين ، كل سفرة
بقلوص " .
و قد أخرجه الحاكم أيضا ( 3/182 ) بهذا اللفظ عن حماد و الربيع و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
و كأنه لم يتنبه لعنعنة أبي الزبير ، و كذلك صنع ابن القيم في أول " الزاد "
و ابن كثير في " البداية " ( 2/295 ) ، فإنهما أعلاه بالربيع ، و فاتهما أنه
متابع من قبل حماد بن مسعدة ، و لا سيما و ابن القيم أورده بلفظه و ليس بلفظ
الربيع ! ! و عكس ذلك المعلق على " زاد المعاد " ، فأعله بأبي الزبير فقط
للمتابعة فأصاب ، و لكنه لم يتنبه للفرق بين لفظيهما !

(3/482)

1484 - " آية الكرسي ربع القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/675 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 3/221 ) : حدثنا عبد الله بن الحارث قال : حدثني سلمة بن وردان أن
أنس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من صحابته فقال : أي فلان هل تزوجت
؟ قال : لا ، و ليس عندي ما أتزوج به ، قال : أبي معك *( قل هو الله أحد )* ؟
قال : بل ، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( قل يا أيها الكافرون )* ؟ قال
: بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( إذا زلزلت الأرض )* ؟ قال : بلى
، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( إذا جاء نصر الله )* ؟ قال : بلى ، قال
: ربع القرآن ، قال : أبي معك آية الكرسي : *( الله لا إله إلا هو )* ؟ قال :
بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : تزوج ، تزوج ، تزوج . ثلاث مرات " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، سلمة بن وردان قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
و من طريقه أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 170/2 ) أورده في جملة ما أنكر على
سلمة من الأحاديث ، و تبعه الذهبي ، و قال :
" و قال الحاكم : " رواياته عن أنس أكثرها مناكير " ، و صدق الحاكم " .
و مما يدل على نكارة الحديث أنه مخالف لحديث الصحيحين و غيرهما عن جماعة من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا : " *( قل هو الله أحد )* تعدل ثلث
القرآن " . و قد أخرجه الترمذي ( 2/147 ) من طريق أخرى عن سلمة بن وردان به دون
ذكر آية الكرسي و قال في روايته : " *( قل هو الله أحد )* ثلث القرآن " ثم قال
: " حديث حسن " !
و حديث الترجمة ، أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ في "
كتاب الثواب " عن أنس و زاد عليه المناوي : " و الطبراني " ، و فاتهما " المسند
" ! ثم أعله بسلمة فقال :
" أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قد حسنه المؤلف ، و لعله
لاعتضاده " .
قلت : رحم الله من قال : اجعل لعل عند ذاك الكوكب ! أو كما قال ، فإن الحديث لم
نره إلا من هذه الطريق الواهية ، و السيوطي معروف بالتساهل ، على أن تحسينه
و كذلك تصحيحه و تضعيفه إنما هو بالرمز بحرف ( صح ) و ( ح ) و ( ض ) مما لا
يوثق به لغلبة تحريف النساخ كما قال المناوي نفسه ( 1/41 ) .
( تنبيه ) : قوله : " *( قل يا أيها الكافرون )* ربع القرآن ; ثابت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمجموع طرقه ، و قد خرجت طائفة منها في الكتاب
الآخر ( 588 ) .

(3/483)

1485 - " آدم في السماء الدنيا ، تعرض عليه أعمال ذريته ، و يوسف في السماء الثانية ،
و ابنا الخالة يحيى و عيسى في السماء الثالثة ، و إدريس في السماء الرابعة ،
و هارون في السماء الخامسة ، و موسى في السماء السادسة ، و إبراهيم في السماء
السابعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/676 ) :

منكر
رواه ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا كما في " الجامع الصغير " ،
و قال شارحه المناوي :
" و إسناده ضعيف ، لكن المتن صحيح ، فإنه قطعة من حديث الإسراء الذي خرجه
الشيخان عن أنس ، لكن فيه خلف في الترتيب " .
قلت : ليس عند الشيخين قوله : " تعرض عليه أعمال ذريته " ، و لم أره في أحاديث
الباب ، لا عندهما ، و لا عند غيرهما ; فهي زيادة منكرة ، و أما المخالفة في
الترتيب ; فهي كما قال المناوي ، فإن الحديث قطعة من حديث الإسراء ، و هو عند
البخاري ( 7/160 - 172 - فتح ) و مسلم ( 1/103 ) و النسائي ( 1/76 - 77 )
و غيرهم من حديث صعصعة بن مالك مرفوعا بطوله ، و فيه أنه رأى في السماء الثانية
يحيى و عيسى ، و في الثالثة يوسف . و كذا وقع في حديث أنس عند مسلم ( 1/99 -
101 ) و النسائي ( 1/77 - 78 ) و غيرهما ، خلافا لبعض الأحاديث الأخرى التي
أشار إليها الحافظ في " الفتح " ، و قال في حديث صعصعة و أنس :
" و هو أثبت " .

(3/484)

1486 - " آمروا النساء في بناتهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/677 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1/327 ) و عنه البيهقي ( 7/115 ) من طريق إسماعيل بن أمية :
حدثني الثقة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة " الثقة " ، فإن مثل هذا التوثيق لشخص مجهول
العين عند غير الموثق غير مقبول كما هو مقرر في " الأصول " ; و لذلك فرمز
السيوطي لحسنه غير حسن إن صح ذلك عنه ، فإن المناوي قد نص في مقدمة " فيض
القدير " على ما يجعل الواقف على الرموز لا يثق بها ، و مع ذلك فكثيرا ما يقول
: كما قال في هذا الحديث : " و رمز المؤلف لحسنه " ! و يقره و هو غير مستحق له
، كما ترى ، بل قلده فيه في الكتاب الآخر فقال في " التيسير " :
" .. بإسناد حسن " !

(3/485)

1487 - " آمين خاتم رب العالمين ، على لسان عباده المؤمنين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/677 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 6/2432 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " (
1/1/76 ) عن مؤمل بن عبد الرحمن : حدثنا أبو أمية بن يعلى عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره و قال ابن عدي :
" لا يرويه عن أبي أمية بن يعلى - و إن كان ضعيفا - غير مؤمل هذا ، و عامة
حديثه غير محفوظ " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامعين " لابن عدي و الطبراني في " الدعاء "
و قال المناوي في " الفيض " :
" و فيه مؤمل الثقفي ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، عن أبي أمية بن يعلى
الثقفي ، لا شيء . و من ثم قال المؤلف ( السيوطي ) في " حاشية الشفاء " :
إسناده ضعيف . و لم يرمز له هنا بشيء " .
قلت : و لذلك جزم بضعف إسناده الشيخ زكريا الأنصاري في " فتح الجليل " ( ق 14/2
) ، و قال الحافظ ابن حجر في " مختصر الديلمي " :
" قلت : أبو أمية ضعيف " .
( تنبيه ) : قول المناوي : " و لم يرمز له هنا بشيء " يدلنا على أن نسخة "
الجامع الصغير " المطبوعة في أعلى " فيض القدير " ليس هي النسخة التى اعتمد
عليها شارحه المناوي ، لأنه وقع فيها الرمز بالضعف لهذا الحديث ، و عليها يعتمد
المعلقون على " الجامع الكبير " في رموز الأحاديث تصحيحا و تحسينا و تضعيفا دون
أن ينتبهوا إلى ما نبهنا عليه مرارا تبعا للمناوي أنه لا يجوز الاعتماد عليها
لما وقع فيها من التحريف و غيره ، و هكذا فعلوا في هذا الحديث فقالوا في
تعليقهم عليه ( 1/1/26 ) :
" و هو في " الصغير " برقم 20 ، و رمز له المصنف بالضعف " . دون أن يرجعوا إلى
كلام المناوي المصرح بأنه لم يرمز له بشيء . و كذلك يفعلون في كل أحاديث الكتاب
يعتمدون على رموزه كما ذكرنا دون أن يتثبتوا من صحة نسبة الرمز إلى المصنف أولا
، و لمطابقة الرمز للنقد العلمي ثانيا . والله المستعان .

(3/486)

1488 - " آمين قوة للدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/678 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي ( 83/2 ) عن عبد الله بن بزيع عن الحسن بن عمارة : حدثني الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا و فيه علتان :
الأولى : ابن عمارة ، قال الحافظ : " متروك " ، بل قال الإمام أحمد :
" كان منكر الحديث ، و أحاديثه موضوعة " .
الثانية : عبد الله بن بزيع فإنه ضعيف ، و قال ابن عدي عقب الحديث :
" إنه غير محفوظ " .
و الحديث من الأحاديث التي خلا منها الجوامع الثلاثة : " الجامع الكبير "
و " الجامع الصغير " للسيوطي و كذا " الزيادة عليه " له و " الجامع الأزهر "
للمناوي !

(3/487)

1489 - " يا حرملة ! ائت المعروف ، و اجتنب المنكر ، و انظر ما يعجب أذنك أن يقول لك
القوم إذا قمت من عندهم فأته ، و انظر الذي تكرهه أن يقول لك القوم إذا قمت من
عندهم فاجتنبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/679 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 222 ) و ( ق 20/2 من المخطوطة ) و ( ص 34
) من الهندية ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1/320 - 321 ) من طريق عبد الله بن
حسان العنبري قال : حدثنا حبان بن عاصم - و كان حرملة أبا أمه - فحدثتني صفية
ابنة عليبة و دحيبة ابنة عليبة - و كان جدهما حرملة أبا أبيهما - أنه أخبرهم [
عن ] حرملة بن عبد الله :
" أنه خرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان عنده حتى عرفه النبي
صلى الله عليه وسلم ، فلما ارتحل ، قلت في نفسي : والله لآتين النبي صلى الله
عليه وسلم حتى أزداد من العلم ، فجئت أمشي ، حتى قمت بين يديه ، فقلت : ما
تأمرني أعمل ؟ قال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد في ثبوته نظر من وجهين :
الأول : أن عبد الله بن حسان العنبري مجهول الحال ، لم يوثقه أحد ، و قال
الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و قد توبع ، لكن مع المخالفة في إسناده كما
يأتي .
الآخر : أن نسخ " الأدب المفرد " مختلفة في إثبات حرف ( عن ) قبل ( حرملة ) فقد
ثبت في النسختين المطبوعتين المشار إليهما ، و لم تثبت في المخطوطة ، و لذلك
وضعته بين المعكوفتين ، و السند ، يختلف الحكم عليه باختلاف النسخ ، فعلى
إثباته يكون الحديث من رواية ابنتي عليبة عن عليبة عن حرملة . و على حذفه يكون
من روايتهما عن جدهما حرملة .
و على الإثبات يكون الحديث معلولا بالجهالة ، فإن عليبة هذا مجهول العين ،
أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3/2/40 ) و لم يزد على قوله :
" روى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . روى عنه ابنه ضرغامة " .
و على حذفه فهل سمع ابنتا عليبة من جدهما ؟ ليس عندنا ما يثبت ذلك ، إلا هذا
الإسناد ، و مداره على عبد الله بن حسان ، و قد عرفت أنه مجهول الحال فلا تقوم
الحجة به ، و لا سيما قد خولف في إسناده فقال أبو داود الطيالسي في " مسنده " (
1207 ) : حدثنا قرة قال : حدثنا ضرغامة قال : حدثني أبي عن أبيه قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب من الحي ، فلما أردت الرجوع قلت : يا
رسول الله أوصني قال :
" اتق الله ، و إذا كنت في مجلس و قمت منه ، و سمعتهم يقولون ما يعجبك ، فأته ،
فإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته " .
و أخرجه ابن سعد ( 7/34 ) من طريقين آخرين عن قرة .
فهذا الإسناد يشهد أن الحديث من رواية عليبة عن حرملة لأن ضرغامة هذا هو ابن
عليبة بن حرملة العنبري كما في كتاب ابن أبي حاتم ( 2/1/470 ) ، فعليه فيمكن
القول بأن النسخة التي أثبتت ( عن ) أرجح من الأخرى ، فيكون الإسناد متصلا
معللا بالجهالة ، على أن ضرغامة هذا يشبه أباه في الجهالة ، فإن ابن أبي حاتم
لم يزد فيه على قوله :
" روى عن أبيه ، روى عنه قرة بن خالد السدوسي " .
و مما يرجح نسخة الإثبات و الوصل ، أن الذين ترجموا لحرملة هذا في " الصحابة "
كابن عبد البر و غيره كلهم ذكروا أن الحديث من رواية صفية و دحيبة عن أبيهما
عنه ، و قد عزاه أحدهم للأدب المفرد و الطيالسي ، و هو الحافظ ابن حجر <1> ،
و تبعه السيوطي ، فقال في " الجامع الكبير " ( 1/4/1 ) :
" رواه البخاري في " الأدب " و ابن سعد و الباوردي و البغوي و البيهقي في "
شعب الإيمان " من طريق صفية و دحيبة ابنتي عليبة بن حرملة بن عبد الله بن أوس
عن أبيهما عن جدهما رضي الله عنه . قال البغوي : و لا أعلم له غيره " .
و لكن يعارض هذا أن ابن أبي حاتم قال في ترجمة حرملة من كتابه ( 1/2/272 ) :
" بصري له صحبة ، روى عنه صفية و دحيبة ابنتا عليبة ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال
أبو محمد : روى عنه حبان بن عاصم " .
و على هذا جرى الحافظ في " التهذيب " و غيره ، خلافا لصنيعه في " الإصابة " كما
سبقت الإشارة إليه ، و لا أعلم مستندا لهذا سوى رواية عبد الله بن حسان هذه ،
و هي مضطربة كما رأيت ، و لعل ذلك منه ; فإنه غير معروف بالضبط و الحفظ ، و لا
سيما قد خولف من ضرغامة كما سبق .
و جملة القول : أن الحديث ضعيف لا يثبت ، لأنه منقطع أو مجهول .
فقول الحافظ في " الإصابة " :
" و حديثه في " الأدب المفرد " للبخاري و " مسند أبي داود الطيالسي " و غيرهما
بإسناد حسن " .
فهو غير حسن ، كيف و هو الذي قال في عبد الله بن حسان : " مقبول " كما تقدم ؟ !
فإن قيل : إنما حسنه بمجموع الطريقين أحدهما عند البخاري و الآخر عند الطيالسي
.
قلت : يمنع من ذلك الاختلاف الذي بينهما ، كما سبق شرحه ، و تلخيص ذلك أن رواية
ابن حسان إن كان المحفوظ فيها إسقاط عليبة من الإسناد ، فقد خالفه ضرغامة ،
و ليس فيهما حافظ ليصار إلى ترجيح رواية أحدهما على رواية الآخر ، و إن كان
المحفوظ فيها إثبات عليبة فهو مجهول ، فمن أين للإسناد الحسن ؟ ! والله سبحانه
و تعالى أعلم .
هذا ما وصل إليه علمي ، *( و فوق كل ذي علم عليم )* فمن كان عنده شيء نستفيده
منه قدمه إلينا إن شاء الله ، و جزاه الله خيرا .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " الاستيعاب " ( 1/139 ) و " أسد الغابة " ( 1/397 ) و " الإصابة " (
2/2 ) . اهـ .
1

(3/488)

1490 - " جئتم تسألوني عن الصنيعة لمن تحق ؟ لا تنبغي الصنيعة إلا لذي حسب أو دين ،
و جئتم تسألوني عن الرزق و ما ي***ه على العبد ؟ فاست***وه و استنزلوه بالصدقة
، و جئتم تسألوني عن جهاد الضعفاء ؟ فإن جهاد الضعفاء الحج و العمرة ، و جئتم
تسألوني عن جهاد النساء ؟ و إن جهاد المرأة حسن التبعل ، و جئتم تسألوني عن
الرزق ؟ و من يأتي ؟ و كيف يأتي ؟ أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا
يعلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/682 ) :

منكر
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 99/1 ) و من طريقه القضاعي في "
مسند الشهاب " ( ق 48/1 ) : نا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى بن
عبد الله بن حرملة بن عمران بن قراد التجيبي : نا جدي حرملة قال : حدثني عمر بن
راشد المدني قال : حدثني مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال :
" احتج أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجراح ، فتماروا في شيء ، فقال لهم علي :
انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما وقفوا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، قال : جئنا يا رسول الله نسألك عن شيء ، فقال : إن شئتم فاسألوا ،
و إن شئتم أخبرتكم بما جئتم له ، قالوا : أخبرنا ، قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، عمر بن راشد المدني ; هو أبو حفص الجاري : قال أبو
حاتم :
" وجدت حديثه كذبا و زورا " . و قال العقيلي :
" منكر الحديث " .
و أحمد بن طاهر ، قال الدارقطني :
" كذاب " . قال الذهبي :
" و أتى بحديث منكر متنه ( أبى الله أن يرزق المؤمن إلا من حيث لا يعلم ) " .
قلت : و أخرجه الحاكم في " تاريخه " بإسناده عن عمر بن خلف المخزومي : حدثنا
عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما جالسا في مجلسه ، فاطلع علي بن أبي
طالب .. " .
قلت : فذكره ، و قال الحاكم :
" هذا حديث غريب الإسناد و المتن ، و عبد الرحمن بن حرملة المديني عزيز الحديث
جدا " .
قلت : هو مختلف فيه ، و إنما الآفة من عمر بن راشد ، و قد عرفت حاله ، و من
طريقه أخرج الديلمي ( 1/1/80 ) الجملة الأخيرة منه .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/152 - 153 ) من طريق ابن حبان ، و هذا
في " الضعفاء " ( 1/147 ) بسنده عن أحمد بن داود بن عبد الغفار عن أبي مصعب قال
: حدثني مالك عن جعفر بن محمد به ، و قالا :
" موضوع ، آفته أحمد بن داود بن عبد الغفار " .
و قال السيوطي عقبه في " اللآلي " ( 2/71 ) :
" و قال ابن عبد البر : هذا حديث غريب من حديث مالك ، و هو حديث حسن ، لكنه
منكر عندهم عن مالك ، لا يصح عنه ، و لا أصل له في حديثه " .
ثم ذكر له السيوطي طريقا أخرى عن علي و فيها هارون بن يحيى الحاطبي ، ذكره
العقيلي في " الضعفاء " و قال ابن عبد البر :
" لا أعرفه " . و قال البيهقي :
" لا أحفظه على هذا الوجه ، إلا بهذا الإسناد ، و هو ضعيف بمرة " .

(3/489)

1491 - " ابتدروا الأذان ، و لا تبتدروا الإمامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/683 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/95/2 ) : حدثنا وكيع عن علي بن مبارك عن
يحيى بن أبي كثير مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ; فإنه و إن كان رجاله كلهم ثقاتا رجال الشيخين ، فإنه
معضل ، و ليس بمرسل كما قال السيوطي و أقره المناوي ; فإن يحيى بن أبي كثير ،
إنما له رؤية لأنس ، و لم يسمع منه ، و لا من صحابي آخر كما في " التهذيب " عن
ابن حبان و غيره .
و أما قول المناوي في " شرحيه " :
" و له شواهد " .
فلا أعلم شيئا منها . والله أعلم .

(3/490)

1492 - " أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة ، حتى يدع بدعته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/684 ) :

منكر
أخرجه ابن ماجه ( رقم 50 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 4/2 ) و الديلمي (
1/1/80 ) من طريق أبي الشيخ عن بشر بن منصور الحناط ، عن أبي زيد عن أبي
المغيرة عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، مسلسل بالمجهولين ، قال أبو زرعة :
" لا أعرف أبا زيد و لا شيخه و لا بشرا " .
و قال الذهبي في أولهم :
" يجهل " . و قال في الآخرين :
" لا يدرى من هما " .
و وافقه البوصيري في " الزوائد " ( 1/11 ) .
و قد جاء بإسناد شر من هذا بلفظ آخر ، و هو :
" لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما و لا صلاة ، و لا صدقة ، و لا حجا ، و لا عمرة
، و لا جهادا ، و لا صرفا و لا عدلا ، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من
العجين " .

(3/491)

1493 - " لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما و لا صلاة ، و لا صدقة ، و لا حجا ، و لا عمرة
، و لا جهادا ، و لا صرفا و لا عدلا ، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من
العجين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/684 ) :

موضوع
أخرجه ابن ماجه( 49 ) من طريق محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله
ابن الديلمي عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا موضوع آفته ابن محصن هذا فإنه كذاب كما قال ابن معين و أبو حاتم ،
و قال الحافظ في " التقريب " :
" كذبوه " .
و تساهل البوصيري فيه فقال في " الزوائد " ( 1/10 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، فيه محمد بن محصن ، و قد اتفقوا على ضعفه " .
و وجه التساهل أن الراوي قد يتفق على ضعفه ، و ليس بكذاب ، و حينئذ فذكر
الاتفاق دون ذكر السبب لا يكون معبرا عن واقع الراوي . فتأمل .

(3/492)

1494 - " من يعمل سوءا يجز به في الدنيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/685 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 3/552 - 553 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 142/2 ) و أحمد ( 1/6
) و ابن مردويه عن زياد الجصاص عن علي بن زيد عن مجاهد قال : قال لي عبد الله
ابن عمر :
" انظر إلى المكان الذي فيه ابن الزبير مصلوبا ، فلا تمرن عليه قال : فسها
الغلام ، فإذا عبد الله بن عمر ينظر إلى ابن الزبير ، فقال : يغفر الله لك (
ثلاثا ) ، أما والله ما علمتك إلا صواما قواما وصالا للرحم ، أما والله إني
لأرجو مع مساوي ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها ، قال : ثم التفت إلي فقال :
سمعت أبا بكر الصديق يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ،
و السياق لابن مردويه و الحاكم ، لكن وقع فيه تحريف و سكت عنه .
و أقول : إسناده ضعيف ، زياد - و هو ابن أبي زياد الجصاص - ضعيف ، و كذا علي بن
زيد و هو ابن جدعان .
و ذكر له ابن كثير شاهدا من رواية البزار في " مسنده ( 3/46 - الكشف ) عن
عبد الرحمن بن سليم بن حيان : حدثني أبي عن جدي حيان بن بسطام ، قال بسطام :
" كنت مع ابن عمر ، فمر بعبد الله بن الزبير و هو مصلوب ، فقال : رحمة الله
عليك أبا خبيب ، سمعت أباك يعني الزبير يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره بزيادة " و الآخرة " و قال :
" لا نعلمه يروى عن الزبير إلا من هذا الوجه " .
قلت : و هو ضعيف ، لم أعرف أحدا منهم ; غير حيان بن بسطام ، و قد أشار الذهبي
إلى أنه مجهول فقال :
" تفرد عنه ابنه سليم " .
و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " !
ثم ذكر ابن كثير من طريق موسى بن عبيدة : حدثني مولى ابن سباع قال : سمعت ابن
عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال :
" كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية *( من يعمل سوءا يجز به
و لا يجد له من دون الله وليا و لا نصيرا )* فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: يا أبا بكر ! ألا أقرئك آية أنزلت علي ؟ قال : قلت : بلى يا رسول الله !
فأقرأنيها ، فلا أعلم أني قد وجدت انفصاما في ظهري حتى تمطيت لها ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك يا أبا بكر ؟ قلت : بأبي أنت و أمي يا
رسول الله ! و أينا لم يعمل السوء ؟ و إنا لمجزيون بكل سوء عملناه ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أما أنت يا أبا بكر و أصحابك المؤمنون فإنكم تجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا
الله ليس لكم ذنوب ، و أما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة " .
أخرجه ابن مردويه و الترمذي و قال :
" و موسى بن عبيدة يضعف ، و مولى ابن سباع مجهول " .
قلت : و جملة القول : إن الحديث ضعيف ; لضعف رواته و جهالة بعضهم ، و اختلافهم
على ابن عمر في ضبط لفظه ، فبعضهم ذكره كما في الترجمة ، و بعضهم زاد " و في
الآخرة " ، و ابن عبيدة رواه بلفظ آخر مغاير تمام المغايرة لما قبله . والله
أعلم .
لكن قد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" لما نزلت *( من يعمل سوءا يجز به )* بلغت من المسلمين مبلغا شديدا ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قاربوا ، و سددوا ; ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها ، أو
الشوكة يشاكها " .
أخرجه مسلم ( 8/16 ) و أحمد ( 2/248 ) و الحميدي ( 1148 ) .
و له شاهد من حديث عائشة نحوه .
أخرجه الترمذي ( 2994 ) و قال :
" حديث حسن غريب " .

(3/493)

1495 - " إن في الجنة لنهرا ، ما يدخله جبريل من دخلة فيخرج منه فينتفض ، إلا خلق الله
من كل قطرة تقطر منه ملكا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/687 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي ( 142/2 ) و الديلمي في " المسند " ( 1/2/287 ) من طريق زياد بن
المنذر عن عطية عن أبي سعيد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" حديث غير محفوظ " .
قلت : آفته زياد هذا قال في " الميزان " :
" قال ابن معين : كذاب . و قال النسائي و غيره : متروك " .
و قال ابن حبان ( 1/306 ) :
" كان رافضيا يضع الحديث في مثالب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و في فضائل
أهل البيت ، لا تحل كتابة حديثه " .
و شيخه عطية و هو العوفي ضعيف مدلس .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/205/2 ) لأبي الشيخ في "
العظمة " و الحاكم في " تاريخه " و الديلمي عن أبي سعيد .

(3/494)

1496 - " ألا إن الكذب يسود الوجه ، و النميمة ( يعني فيه ) عذاب القبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/687 ) :

موضوع
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1797 ) و عنه ابن حبان في " صحيحه " ( 104 -
موارد ) و ابن عدي ( 143/1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/48/1 ) عن زياد بن
المنذر عن نافع بن الحارث قال : حدثنا أبو برزة قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي :
" في هذا الإسناد ضعف " !
قلت : بل هو موضوع أيضا ، آفته زياد هذا ; فإنه كذاب كما سبق آنفا ، و العجب من
ابن حبان كيف أخرجه في " صحيحه " و قد قال في زياد : " يضع الحديث " كما عرفت ؟
! فلعله توهم أنه غيره .
و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي فقط ، و تعقبه المناوي
بقوله :
" و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، بل أعله
فقال عقبه : " في هذا الإسناد ضعف " . اهـ . و قد تساهل في إطلاقه عليه الضعف ،
و حاله أفظع من ذلك ، فقد قال الهيثمي و غيره : " فيه زياد بن المنذر و هو كذاب
" . اهـ ، فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " .
قلت : يعني أن السيوطي كان يجب عليه حذفه وفاء بشرطه في أول الكتاب أنه صانه
مما تفرد به كذاب أو وضاع . و هذا الشرط قد أخل به السيوطي عشرات المرات ،
و كتابنا هذا هو الوحيد في الكشف عن ذلك ، و لكن إذا كان المناوي يرى أن هذا
الحديث موضوع - و هو الصواب - فلماذا رجع عن ذلك في كتابه الآخر " التيسير "
فقال فيه مقلدا للبيهقي :
" رواه البيهقي عن أبي برزة ثم قال : إسناده ضعيف " ؟ !
و قد نسبه بسبب قوله هذا إلى التساهل كما رأيت . فتأمل .
ثم أخرج أبو يعلى بهذا الإسناد عن أبي برزة مرفوعا :
" إن بعدي أئمة إن أطعتموهم أكفروكم ، و إن عصيتموهم قتلوكم ، أئمة الكفر ،
و رؤس الضلالة " .
و قال الهيثمي ( 5/238 ) :
" رواه أبو يعلى و الطبراني ، و فيه زياد بن المنذر ، و هو كذاب متروك " .

(3/495)

1497 - " خصال لا تنبغي في المسجد : لا يتخذ طريقا ، و لا يشهر فيه سلاح ، و لا ينبض
فيه بقوس ، و لا ينثر فيه نبل ، و لا يمر فيه بلحم نيء ، و لا يضرب فيه حد ،
و لا يقتص فيه من أحد ، و لا يتخذ سوقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/689 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن ماجه ( 748 ) و ابن عدي ( 145/1 ) عن زيد بن جبيرة الأنصاري عن داود
ابن الحصين عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال ابن عدي :
" حديث غير محفوظ ، و زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
قلت : و هو ضعيف جدا كما يشعر بذلك قول الحافظ فيه :
" متروك " .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( 1/95 ) :
" إسناده ضعيف ; لاتفاقهم على ضعف زيد بن جبيرة . قال ابن عبد البر : أجمعوا
على أنه ضعيف " .
و به أعله ابن القيم في كلامه المنقول في " المجموع " ( 5485/112/1 ) .
لكن قوله : " لا يتخذ طريقا " قد جاء من طريق أخرى عن ابن عمر مرفوعا أتم منه ،
و إسناده حسن كما بينته في " الصحيحة " ( 1001 ) .

(3/496)

1498 - " خير نسائكم العفيفة الغلمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/689 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن عبد الملك بن محمد الصنعاني : حدثنا زيد بن جبيرة
عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا من أجل ابن جبيرة ; فإنه متروك كما تقدم آنفا .
و عبد الملك بن محمد الصنعاني من صنعاء دمشق ، و هو لين الحديث كما قال الحافظ
.
و الحديث عزاه في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " فقط ! بزيادة
:
" عفيفة في فرجها ، غلمة على زوجها " .
فقال المناوي :
" و فيه عبد الملك بن محمد الصنعاني ، قال ابن حبان : لا يجوز أن يحتج به ، عن
زيد بن جبيرة ، قال الذهبي : تركوه . و رواه ابن لال ، و من طريقه أورده
الديلمي مصرحا ، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أصوب " .
قلت : و قد وجدت له طريقا أخرى ، و لكنها معلولة أيضا ، فقال ابن أبي حاتم (
1/396 ) :
" و سألت أبي عن حديث حدثنا به محمد بن عوف الحمصي قال : حدثنا أبو اليمان قال
: حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن أنس .. ( فذكره ) . فسمعت أبي يقول
: إنما يروونه عن زيد بن جبيرة عن يحيى بن سعيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، و زيد بن جبيرة ضعيف الحديث " .
قلت : و علة هذه الطريق إسماعيل بن عياش ، فإنه ضعيف في غير روايته عن الشاميين
، و هذه منها .

(3/497)

hg[.x hgjhsu ,hguav,k lk hgsgsgm hgqudti gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 08 / 04 / 2016, 34 : 09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابراهيم عبدالله
اللقب:
المراقب العام للملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابراهيم عبدالله


البيانات
التسجيل: 28 / 01 / 2008
العضوية: 92
المشاركات: 26,598 [+]
بمعدل : 4.47 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2863
نقاط التقييم: 104
ابراهيم عبدالله will become famous soon enoughابراهيم عبدالله will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابراهيم عبدالله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
أخى ******
بارك الله فيك واطال فى عمرك
وجعل هذه الاعمال المباركة فى
مثقلات موازين حسناتك
لاحرمنا الله منكم









عرض البوم صور ابراهيم عبدالله   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2016, 49 : 02 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, من, الالباني, التاسع, الجزء, السلسلة, الضعيفه, والعشرون

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018