13 / 02 / 2010, 03 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.93 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1261 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الفتاوى إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين وقدوةً للعاملين وحجةً على العباد أجمعين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعد فيا أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واذكروا نعمته عليكم بهذا الدين الإسلامي الذي هداكم الله له وأضل عنه كثيراً من الناس فإن نعمة الله بدين الإسلام لا يماثلها نعمةٌ في البدن ولا نعمةٌ في العقل ولا نعمةٌ في المال والترف لأن نعمة الدين بها قوام الدين والدنيا كما قال الله تعالى )مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97) أيها المسلمون إن البصير إذا نظر إلى حال العالم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وجدهم في حالٍ مذريه دياناتٌ باطلةٌ سوى بقايا من أهل الكتاب مجتمعاتٌ متفككة قبائل متناحرة يعبدون اللات والعزه ومناة وغيرها من الأصنام المخلوقات ويستقسمون بالأزلام ويئدون البنات ويحكمون الكهان ويتخذون أرباباً من الأحبار والرهبان يتفاخرون بالأنساب ويدعون بدعوى الجاهلية يشعلون الحرب لأدنى سبب يقطعون الطرق بالقتل والنهب والسلب يشربون الخمور ويتعاملون بالربا والميسر وقول الزور إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً )إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية فلا شر في البرية أعظم شراً من الكفار من اليهود والنصارى والمشركين نظر الله تعالى إليهم فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب فلما اشتدت الحاجة بل دعت الضرورة الملحة إلى نور الرسالة بعث الله تعالى خاتم النبيين محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة عربهم وعجمهم فأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد أمرهم بعبادة الله وحده ونبذ الشرك وأوجب عليهم التحاكم إلى الله ورسوله وأمرهم بالتآلف والمحبة والاجتماع على الحق وأمرهم بلزوم الصلاح وباستعمال الإصلاح وأنزل الله عليه فيما أنزل ) فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)(طـه: من الآية123) )وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طـه:124) وذكّرهم جل وعلا نعمة الله عليهم بذلك في قوله )لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164) فأجتمع الناس على دينهم بعد الفرقة وتآلفوا بعد العداوة وتحابوا بعد البغضاء وفي ذلك يقول الله لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم ) هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)(لأنفال: من الآية62) )وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63) ويقول الله تعالى للمؤمنين )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران:103) ولما كانت الأمة الإسلامية ذاكرةً لهذه النعمة متمشيةً على أمر الله محكّمةً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كانت أمةً عظيمةً واحدة مهيبةً بين الأمم وكان لها الحظ الأوفر من قول النبي صلى الله عليه وسلم (نصرت بالرعب مسيرة شهر) فكان أعداءها في رعبٍ منها وزعر ملكت القلوب قبل البلاد واندكت عروش الجبابرة منها قبل الميعاد فلما نسوا هذه النعمة لما نسيت الأمة الإسلامية هذه النعمة وتقهقر الكثير عن أمر الله وحكّموا عقول البشر وتركوا الكتاب والسنة سلطت عليهم الأمم من كل جانب وتفرقوا شيعاً في الدين والمنهاج كل حزبٍ بما لديهم فرحون فطمع فيهم الطامعون فجاءت فتنة التتار وسقطت الخلافة الإسلامية فتمزقت الأمة وأحتل جانبٌ كبير من البلاد من قبل التتار ثم من قبل النصارى ثم من قبل اليهود ثم من قبل الشيوعيين وأدهى من ذلك وأمر أن الأمة الإسلامية سُلط بعضها على بعض وجعل بأسها بينها حتى صارت الأمة الإسلامية على كثرتها وسعة مساحتها وكثرة خيراتها كانت غثاءً كغثاء السيل عاجزةً عن انتشال نفسها عن ما هي عليه وإنها ستبقى كذلك ما دامت على وضعها لأنها هذه سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا سنة الله المنوطة بحكمتها وسببها لا يمكن أبداً أن يتخلف المسبب عن سببه الذي أناطه الله به لأن حكمة الله وعزته وقدرته تأبى ذلك وهذا مقتضى نصوص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام:65) وقال تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18) )وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر:19) وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقض قومٌ عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوٌ من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم) وعن ابن عمرٍ رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا ظن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتركوا الجهاد وأتبعوا أذناب البقر أدخل الله عليهم ذلاً لا ينزله حتى يتوبوا ويرجعوا إلى دينهم) أيها المسلمون تأملوا حال الأمة الإسلامية اليوم هل ينطبق عليها ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ إن الظن بالدينار والدرهم موجودٌ الآن ، والظن هو البخل بهما وعدم صرفهما فيما يجب صرفهما فيه إننا نرى الدراهم والدنانير يبخل بها أن تصرف فيما يجب أن تصرف فيه ومع ذلك نرى الواحد منا قد يسرف إسرافاً كبيراً في أمرٍ لا داعي له إننا نجد الناس اليوم يتعاملون بالربا جهاراً لا يخافون خالقاً ولا يرحمون مخلوقاً يتضاربون بالربا على ذمة الفقير حتى إن الفقير ليأخذ الدراهم العشرة آلاف مثلا فتبلغ عليه إلى مائة ألف بسبب بزيادة الربا عليه في كل سنة نجد الناس اليوم يتبايعون بالعينة والعينة قال بعض العلماء كل معاملةٍ يتحيل فيها الإنسان على الربا فهي من العينة وما أكثر المتحيلين اليوم منا على الربا ما أكثر الذين يتحيلون على الربا يتسترون على الله عز وجل مع علمهم بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإني أقول لهؤلاء أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أفلا يعلم هؤلاء أن الحساب يوم القيامة على ما في السرائر إنه على رجعه لقادرٌ يوم تبلى السرائر فما له من قوةٍ ولا ناصر إن الناس اليوم اتبعوا أذناب البقر أي اشتغلوا بالحرث لأن البقرة هي آلة الحرث حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فاشتغلوا بالحرث اشتغلوا بحرث الدنيا عن حرث الآخرة ولهذا كانت الأمة الإسلامية اليوم على ما تشاهدونه من الذل والصغار بين الأمم فنسأل الله عز وجل أن يوفقها لما فيه الخير والصلاح أيها المسلمون إن هذه النصوص من الكتاب والسنة وإن سنة الله فى الأولين من الأمم لتدل على أن هذه الأمة ستبقى على ما هي عليه من الذل والهوان والتفرق وتسلط الأعداء عليها حتى ترجع إلى دينها رجوعاً حقيقياً عن إيمانٍ واقتناع يصدقه الفعل والواقع أما أن تنتصر هذه الأمة وهي أحزابٌ شتى ليست تحت حزبٍ واحد وهو حزب الله أما أن تنتصر والحكم بين الناس في كثيرٍ منها بغير ما أنزل الله أما أن تنتصر والكثير من شعوبها منهمكٌ في طلب الدنيا معرض عن طلب الآخرة أما أن تنتصر والصالح من شعوبها في الغالب لا يسعى في إصلاح غيره أما أن تنتصر وهي بهذا الوضع أو أوضع فذلك بعيدٌ حسب تصورنا ومفهومنا من دلالة النصوص . الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
tqg `;v hggi >
|
| |