أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: في ذكرى مولده : ١٥ نوفمبر ١٨٨٩م * (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: لأول مرة نلتقى مع فضيلة الشيخ / حمدى محمود الزامل ، وماتيسر له من سورة مريم + النمل والانشقاق - تلاوة نادرة مسجلة بقرية ديسط طلخا (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: 158 الموادعة .. دستور المدينة! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: الشيخ محمود محمد الخشت - قرآن فجر الثلاثاء ٢٠٢٤/١١/٥ (آخر رد :أبو جنى)       :: روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: الشيخ حلمى الجمل - قرآن فجر الأربعاء ٢٠٢٤/١٠/٣٠ (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة الفجر للشيخ محمد برهجي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بدر التركي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد الحذيفي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 1 المشاهدات 759  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 04 / 01 / 2018, 50 : 12 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 4.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
عن يحيى بن سعيد الأنصاري، أنه سمع سعيد بن المسيب يذكر: أن عمر بن الخطاب كوم كومة من بطحاء، ثم ألقى عليها طرف ثوبه، ثم استلقى عليها، فرفع يديه إلى السماء؛ ثم قال: اللهم، كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي؛ فاقبضني إليك، غير مضيع ولا مفرط.حلية الأولياء(1/ 54)

عن عبد الله بن مسعود، أنه كان يقول إذا قعد: إنكم في ممر الليل والنهار: في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة؛ فمن يزرع خيراً: يوشك أن يحصد رغبة، ومن يزرع شراً: يوشك أن يحصد ندامة؛ ولكل زارع مثل ما زرع.
لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له؛ فمن أعطى خيراً: فالله تعالى أعطاه، ومن وقي شراً: فالله تعالى وقاه؛ المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة.حلية الأولياء(1/ 133ـ134)


عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: دخلنا على خباب بن الأرت في مرضه، فقال: إن في هذا التابوت ثمانين ألف درهم، والله، ما شددت لها من خيط، ولا منعتها من سائل؛ ثم بكى، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: أبكي أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئاً، وأنا بقينا بعدهم، حتى لم نجد لها موضعاً إلا التراب.حلية الأولياء(1/ 145)

عن أبي سفيان عن أشياخه: أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان يعوده، فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك؟ تلقى أصحابك، وترد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحوض، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض؛ فقال: ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا؛ ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا، فقال: «ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» وهذه الأساود حولي ـ وإنما حوله مطهرة، أو انجانة ونحوها ـ فقال له سعد: أعهد إلينا عهداً نأخذ به بعدك؛ فقال له: أذكر ربك عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت.حلية الأولياء(1/ 195ـ196)

عن أم الدرداء، أن أبا الدرداء لما احتضر، جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ ثم يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110].حلية الأولياء(1/ 217)

عن شرحبيل: أن أبا الدرداء، كان إذا رأى جنازة قال: اغدوا، فإنا رائحون ـ أو روحوا، فإنا غادون ـ موعظة بليغة، وغفلة سريعة؛ كفى بالموت واعظاً: يذهب الأول فالأول، ويبقى الآخر لا حلم له.حلية الأولياء(1/ 217)

قال أبو الدرداء: ثلاث أحبهن، ويكرههن الناس: الفقر، والمرض، والموت.حلية الأولياء(1/ 217)

عن عمرو بن مرة عن شيخ عن أبي الدرداء قال: أحب الموت: اشتياقاً إلى ربي، وأحب الفقر: تواضعاً لربي، وأحب المرض: تكفيراً لخطيئتي.حلية الأولياء(1/ 217)

قال أبو الدرداء: من أكثر ذكر الموت: قل فرحه، وقل حسده.حلية الأولياء(1/ 220)

عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه لما حضره الموت قال: انظروا، أصبحنا؟ فأتي، فقيل: لم تصبح؛ فقال: انظروا، أصبحنا؟ فأتي، فقيل له: لم تصبح؛ حتى أتي في بعض ذلك، فقيل: قد أصبحت؛ قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحباً بالموت مرحباً، زائر مغيب، حبيب جاء على فاقة؛ اللهم، إني قد كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك؛ اللهم، إنك تعلم، أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها: لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار؛ ولكن: لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.حلية الأولياء(1/ 239)

عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب قال: دعا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فتيانه حين حضرته الوفاة؛ فقال: اذهبوا، واحفروا، وأوسعوا، وأعمقوا؛ فجاؤا، فقالوا: قد حفرنا، وأوسعنا، وأعمقنا.
فقال: والله، إنها لإحدى المنزلتين: إما ليوسعن علي قبري، حتى تكون كل زاوية منه أربعين ذراعاً، ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة، فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي، وما أعد الله تعالى لي من الكرامة، ثم لأكونن أهدى إلى منزلي مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى أبعث؛ ولئن كانت الأخرى ـ ونعوذ بالله منها ـ: ليضيقن علي قبري، حتى يكون في أضيق من القناة في الزج، ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم، فلأنظرن إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي، ثم لأكونن إلى مقعدي من جهنم أهدى مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث.حلية الأولياء(1/ 262ـ263)


عن أبي عثمان عن أبي بردة قال: لما حضر أبا موسى الوفاة، قال: يا بني، اذكروا صاحب الرغيف؛ قال: كان رجل يتعبد في صومعة ـ أراه قال: سبعين سنة ـ لا ينزل إلا في يوم واحد؛ قال: فشبه ـ أو: شب ـ الشيطان في عينه امرأة، فكان معها سبعة أيام ـ أو: سبع ليال ـ؛ قال: ثم كشف عن الرجل غطاؤه، فخرج تائباً؛ فكان كلما خطا خطوة: صلى، وسجد؛ فآواه الليل إلى دكان كان عليه اثني عشر مسكيناً، فأدركه العياء، فرمى بنفسه بين رجلين منهم؛ وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة، فيعطي كل إنسان رغيفاً؛ فجاء صاحب الرغيف، فأعطى كل إنسان رغيفاً، ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائباً، فظن أنه مسكين، فأعطاه رغيفاً؛ فقال المتروك لصاحب الرغيف: مالك لم تعطني رغيفي؟ ما كان بك عنه غنى؛ فقال: أتراني أمسكته عنك؟ سل، هل أعطيت أحداً منكم رغيفين؟ قالوا: لا؛ قال: تراني أمسكته عنك؟ والله، لا أعطيك الليلة شيئاً؛ فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه، فدفعه إلى الرجل الذي ترك؛ فأصبح التائب ميتاً، قال: فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي: فرجحت السبع الليالي، ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف: فرجح الرغيف؛ فقال أبو موسى: يا بني، اذكروا صاحب الرغيف.حلية الأولياء(1/ 263)

قال حذيفة - رضي الله عنه - عند الموت: رب يوم لو أتاني الموت: لم أشك، فأما اليوم: فقد خالطت أشياء، لا أدري على ما أنا فيها.حلية الأولياء(1/ 278)

عن زياد مولى ابن عباس قال: حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه؛ فقال: لولا أني أرى: أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الآخرة: لم أتكلم به؛ اللهم، إنك تعلم: أني كنت أحب الفقر على الغنى، وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة؛ حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم؛ ثم مات رضي الله عنه.حلية الأولياء(1/ 282)

عن أبي وائل قال: لما ثقل حذيفة - رضي الله عنه - أتاه أناس من بني عبس، فأخبرني خالد بن الربيع العبسي قال: أتيناه وهو بالمدائن، حتى دخلنا عليه جوف الليل؛ فقال لنا: أي ساعة هذه؟ قلنا: جوف الليل ـ أو: آخر الليل ـ؛ فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار؛ ثم قال: أجئتم معكم بأكفان؟ قلنا: نعم؛ قال: فلا تغالوا بأكفاني، فإنه إن يكن لصاحبكم عند الله خير: فإنه يبدل بكسوته كسوة خيراً منها، وإلا: يسلب سلباً.حلية الأولياء(1/ 282)

عن إسحاق، أن صلة بن زفر حدثه: أن حذيفة بعثني وأبا مسعود، فابتعنا له كفنا حلة عصب، بثلاثمائة درهم؛ فقال: أرياني ما ابتعتما لي، فأريناه؛ فقال: ما هذا لي بكفن، إنما يكفيني: ريطتان بيضاوان، ليس معهما قميص؛ فإني لا أترك إلا قليلاً: حتى أبدل خيراً منهما، أو: شراً منهما؛ فابتعنا له ريطتين بيضاوين.حلية الأولياء(1/ 283)

عن العرباض بن سارية ـ وكان شيخاً كبيراً، من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ وكان يحب أن يقبض إليه، وكان يدعو: اللهم، كبرت سني، ووهن عظمي؛ فاقبضني إليك.حلية الأولياء(2/ 14)

عن أبي الزاهرية قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز وجل كما أراكم تخنقون عند الموت؛ قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل: قبض وهو ساجد؛ فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة، فنادت أمها: أين أبي؟ قالت: في مصلاه؛ فنادته، فلم يجبها؛ فأيقظته، فوجدته ساجداً؛ فحركته، فوقع لجنبه ميتاً.حلية الأولياء(2/ 31)

عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن فاطمة رضي الله عنها لما حضرتها الوفاة: أمرت علياً، فوضع لها غسلاً: فاغتسلت، وتطهرت، ودعت بثياب أكفانها؛ فأتيت بثياب غلاظ خشن، فلبستها، ومست من الحنوط؛ ثم أمرت علياً: أن لا تكشف إذا قبضت، وأن تدرج كما هي في ثيابها؛ فقلت له: هل علمت أحداً فعل ذلك؟ قال: نعم، كثير بن العباس؛ وكتب في أطراف أكفانه: يشهد كثير بن عباس: أن لا إله إلا الله.حلية الأولياء(2/ 43)

عن أم جعفر: أن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: يا أسماء، إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء: إن يطرح على المرأة الثوب، فيصفها؛ فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة، فحنتها، ثم طرحت عليها ثوباً؛ فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله، تعرف به المرأة من الرجل؛ فإذا مت أنا: فاغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد؛ فلما توفيت: غسلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم.حلية الأولياء(2/ 43)

عن ابن أبي مليكة قال: استأذن ابن عباس على عائشة، فقالت: لا حاجة لي بتنزكيته؛ فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: يا أمتاه، إن ابن عباس من صالح بيتك، جاء يعودك؛ قالت: فأذن له؛ فدخل عليها، فقال: يا أمه أبشري، فوالله، ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة: إلا أن يفارق روحك جسدك؛ كنت أحب نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب إلا طيباً؛ قالت: أيضاً؛ قال: هلكت قلادتك بالأبواء، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلتقطها، فلم يجدوا ماء، فأنزل الله عز وجل: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً} [النساء: 43]. فكان ذلك بسببك وبركتك: ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة؛ وكان من أمر مسطح ما كان، فأنزل الله تعالى برائتك من فوق سبع سمواته، فليس مسجد يذكر الله فيه: إلا وشأنك يتلى فيه، آناء الليل وأطراف النهار؛ فقالت: يا ابن عباس، دعني منك ومن تزكيتك، فوالله، لوددت أني كنت نسيا منسيا.حلية الأولياء(2/ 45)

عن الشعبي قال: مر رجل من مراد على أويس القرني، فقال: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحمد الله؛ قال: كيف الزمان عليك؟ قال: كيف الزمان على رجل، إن أصبح: ظن أن لا يمسي، وإن أمسى: ظن أن لا يصبح؛ فمبشر بالجنة، أو مبشر بالنار؛ يا أخا مراد، إن الموت وذكره: لم يدع لمؤمن فرحاً، وإن علمه بحقوق الله: لم يترك له في ماله فضة ولا ذهباً، وإن قيامه بالحق: لم يترك له صديقاً.حلية الأولياء(2/ 83)

عن مسروق قال: ما من شيء خير للمؤمنين: من لحد، قد استراح من هموم الدنيا، وأمن من عذاب الله.حلية الأولياء(2/ 97)

عن علقمة: أنه قال لامرأته في مرضه: تزيني، واقعدي عند رأسي؛ لعل الله يرزقك بعض عوادي.حلية الأولياء(2/ 100)

عن علقمة قال: لا تنعوني كنعي أهل الجاهلية، ولا تؤذنوا بي أحداً، وأغلقوا الباب، ولا تتبعني امرأة، ولا تتبعوني بنار؛ وإن استطعتم أن يكون آخر كلامي: لا إله إلا الله، فافعلوا.حلية الأولياء(2/ 31)

كان الأسود بن يزيد مجتهداً في العبادة: يصوم، حتى يخضر جسده ويصفر؛ وكان علقمة بن قيس يقول له: لم تعذب هذا الجسد؟ قال: راحة هذا الجسد أريد؛ فلما احتضر: بكى؛ فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: مالي لا أجزع؟ ومن أحق بذلك مني؟ والله، لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل: لهمني الحياء منه، مما قد صنعته؛ إن الرجل: ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير، فيعفو عنه، فلا يزال مستحياً منه؛ ولقد حج الأسود ثمانين حجة.حلية الأولياء(2/ 103)

عن عبد الملك بن عمير قال: قيل للربيع ابن خثيم: ألا ندعوا لك طبيباً؟ قال: انظروني؛ فتفكر، ثم قال: {وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً} [الفرقان: 38]. قال: فذكر حرصهم على الدنيا ورغبتهم، وما كانوا فيها؛ وقال: قد كانت فيهم أطباء، وكان فيهم مرضى: فلا أرى المداوي بقى، ولا أرى المداوى، وأهلك الناعت والمنعوت؛ لا حاجة لي فيه.حلية الأولياء(2/ 106)

كان الربيع يقول: أكثروا ذكر هذا الموت: الذي لم تذوقوا قبله مثله.حلية الأولياء(2/ 114)

عن الربيع بن خيثم قال: ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت.حلية الأولياء(2/ 114)

عن سرية الربيع قال: لما حضر الربيع: بكت ابنته؛ فقال: يا بنية، لم تبكين؟ قولي: يا بشراي، أتى الخير.حلية الأولياء(2/ 114)

عن أبي بكر الهذلي قال: كنا نجلس عند الحسن، فأتاه آت، فقال: يا أبا سعيد، دخلنا آنفا على عبد الله بن الأهتم، فإذا هو يجود بنفسه، فقلنا: يا أبا معمر، كيف تجدك؟ قال: أجدني والله وجعاً، ولا أظنني إلا لما بي، ولكن: ما تقولون في مائة ألف في هذا الصندوق، لم تؤد منها زكاة، ولم يوصل منها رحم؟ فقلنا: يا أبا معمر، فلم كنت تجمعها؟ قال: كنت والله أجمعها: لروعة الزمان، وجفوة السلطان، ومكاثرة العشيرة.
فقال الحسن: انظروا هذا البائس، أنى أتاه الشيطان، فحذره: روعة زمانه، وجفوة سلطانه عما استودعه الله إياه، وعمره فيه، خرج والله منه: كئيباً، حزيناً، ذميماً، مليماً أيها عنك. أيها الوارث: لا تخدع كما خدع صويحبك أمامك، أتاك هذا المال حلالاً، فإياك وإياك: أن يكون وبالاً عليك؛ أتاك والله ممن كان له جموعاً منوعاً، يدأب فيه الليل والنهار، يقطع فيه المفاوز والقفار؛ من باطل جمعه، ومن حق منعه؛ جمعه فأوعاه، وشده فأوكاه؛ لم يؤد منه زكاة، ولم يصل منه رحماً. إن يوم القيامة ذو حسرات، وإن أعظم الحسرات غداً: أن يرى أحدكم ماله في ميزان غيره؛ أو تدرون كيف ذاكم؟ رجل آتاه الله مالاً، وأمره بإنفاقه في صنوف حقوق الله: فبخل به، فورثه هذا الوارث؛ فهو يراه في ميزان غيره؛ فيالها عثرة لا تقال، وتوبة لا تنال.حلية الأولياء(1/ 144ـ145)


عن أبان بن محبر عن الحسن البصري: أنه لما حضره الموت: دخل عليه رجال من أصحابه؛ فقالوا له: يا أبا سعيد، زودنا منك كلمات تنفعنا بهن؛ قال: إني مزودكم ثلاث كلمات، ثم قوموا عني ودعوني، ولما توجهت له، ما نهيتم عنه من أمر فكونوا من أترك الناس له، وما أمرتم به من معروف: فكونوا من أعمل الناس به؛ واعلموا: أن خطاكم خطوتان، خطوة لكم، وخطوة عليكم؛ فانظروا أين تغدون، وأين تروحون.حلية الأولياء(2/ 154)

عن عبد الرحمن بن حرملة قال: مروا على ابن المسيب بجنازة، ومعها إنسان يقول: استغفروا الله له؛ فقال ابن المسيب: ما يقول راجزهم هذا؟ حرمت على أهلي أن يرجزوا معي راجزهم هذا، وأن يقول: مات سعيد فاشهدوه؛ حسبي من يقلبني إلى ربي عز وجل، وأن يمشوا معي بمجمرات؛ إن أكن طيباً: فما عند الله أطيب.حلية الأولياء(2/ 165)

عن زهير الباني قال: مات ابن لمطرف بن عبد الله بن الشخير، فخرج على الحي: قد رجل جمته، ولبس حلته؛ فقيل له: ما نرضى منك بهذا، وقد مات ابنك؛ فقال: أتأمروني أن أستكين للمصيبة؟ فوالله، لو أن الدنيا وما فيها لي، فأخذها الله مني، ووعدني عليها شربة ماء غداً: ما رأيتها لتلك الشربة أهلاً؛ فكيف بالصلوات، والهدى، والرحمة؟.حلية الأولياء(2/ 199)

عن قتادة عن مطرف قال: إن هذا الموت: قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فاطلبوا نعيماً لا موت فيه.حلية الأولياء(2/ 204)

عن أبي حرة قال: دخلنا على بكر بن عبد الله المزني، نعوده في مرضه الذي مات فيه؛ فرفع رأسه، فقال: رحم الله عبداً، رزقه الله قوة: فأعمل نفسه في طاعة الله عز وجل، أو قصر به ضعف: فلم يعملها في معاصي الله.حلية الأولياء(2/ 225)

عن الحسن البصري قال: مات أخ لنا، فصلينا عليه؛ فلما وضع في قبره، ومد عليه الثوب: جاء صلة بن أشيم، وأخذ بناحية الثوب؛ ثم نادى: يا فلان بن فلان:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة…وإلا فإني لا أخالك ناجيا قال: فبكى وأبكى الناس.حلية الأولياء(2/ 241)


كان العلاء بن زياد العدوي يقول: لينزل أحدكم نفسه: أنه قد حضره الموت، فاستقال ربه تعالى نفسه، فأقاله؛ فليعمل بطاعة الله عز وجل.حلية الأولياء(2/ 244)

عن أيوب قال: كنت مع أبي قلابة في جنازة، فسمعنا صوت قاص، قد ارتفع صوته وصوت أصحابه؛ فقال أبو قلابة: إن كانوا ليعظمون الموت بالسكينة.حلية الأولياء(2/ 285)

عن أبي عمران الجوني عن غيره قال: من قرب الموت من قلبه: استكثر ما في يديه.حلية الأولياء(2/ 312)

عن المبارك ـ يعني: ابن فضالة ـ قال: دخلت على ثابت البناني في مرضه، وهو في علو له، وكان لا يزال يذكر أصحابه؛ فلما دخلنا عليه، قال: يا إخوتاه، لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي، ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي، فأذكر الله عز وجل كما كنت أذكره معهم؛ ثم قال: اللهم، إذ حبستني عن ثلاث: فلا تدعني في الدنيا ساعة ـ أو قال: إذا حبستني ـ: أن أصلي كما أريد، وأصوم كما أريد، وأذكرك كما أريد: فلا تدعني في الدنيا ساعة؛ فمات من وقته رحمه الله.حلية الأولياء(2/ 320)

عن ثابت البناني: أنه كان يقول: ما أكثر أحد ذكر الموت، إلا رؤي ذلك في عمله.حلية الأولياء(2/ 325)

عن ثابت البناني قال: طوبى لمن ذكر ساعة الموت، وما أكثر عبد ذكر الموت: إلا رؤى ذلك في عمله.حلية الأولياء(2/ 326)

عن ثابت البناني قال: كان شاب به زهو، فكانت أمه تعظه: يا بني، إن لك يوماً، فاذكر يومك؛ فلما نزل به أمر الله: كبت عليه أمه، فجعلت تقول: قد كنت أحذرك مصرعك هذا يا بني، فأقول: إن لك يوماً، فاذكر يومك؛ فقال: يا أمه، إن لي رباً كثير المعروف، وإني لأرجو: أن لا يعذبني اليوم بفضل معروفه، ويلي إن لم يغفر لي؛ قال: يقول ثابت رحمه الله: حسن ظنه بالله عز وجل في حالته تلك.حلية الأولياء(2/ 326)

عن قتادة قال: لم يتمن الموت أحد قط، لا نبي، ولا غيره؛ إلا يوسف عليه السلام، حين تكاملت عليه النعم، وجمع له الشمل: اشتاق إلى لقاء ربه عز وجل: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 101] الآية. فاشتاق إلى ربه عز وجل.حلية الأولياء(2/ 339)

مر مالك بن دينار على رجل يغرس فسيلاً: فغبر عنه يسيراً، ثم مر بالفسيل، وقد أطعم؛ فسأل عن الذي غرسه، فقالوا: مات؛ ثم أنشأ يقول:
مؤمل دنيا لتبقى له…فمات المؤمل قبل الأمل يربي فسيلاً ويعنى به…فعاش الفسيل ومات الرجلحلية الأولياء(2/ 383)


مرض سليمان التيمي، فبكى في مرضه بكاء شديداً؛ فقيل له: ما يبكيك؟ أتجزع من الموت؟ قال: لا، ولكن: مررت على قدري، فسلمت عليه؛ فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه.حلية الأولياء(3/ 32)

شهدت جنازة منصور بن زاذان، فرأيت النصارى على حدة، والمجوس على حدة، واليهود على حدة، كل واحد منهم على حدة؛ وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام، وأنا حدث.حلية الأولياء(3/ 57)

عن داود ابن أبي هند قال: اثنتان لو لم يكونا، لم ينتفع أهل الدنيا بدنياهم: الموت، والأرض تنشف الندا.حلية الأولياء(3/ 94)

عن أبي الصديق قال: إن كان شسع الرجل لينقطع في الجنازة، فما يكاد يدركهم ـ أو: فما يدركهم ـ.حلية الأولياء(3/ 101)

عن شميط بن عجلان قال: من جعل الموت نصب عينيه: لم يبال بضيق الدنيا، ولا بسعتها.حلية الأولياء(3/ 129)

عن أبي جعفر: أن رجلاً صحب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى مكة؛ فمات في الطريق، فاحتبس عليه عمر في الطريق، حتى صلى عليه ودفنه؛ فقل يوم، إلا كان عمر رضي الله تعالى عنه يتمثل:
وبالغ أمر كان يأمل دونه…ومختلج من دون ما كان يأمل.حلية الأولياء(3/ 188)


عن زيد بن أسلم قال: سكن رجل المقابر، فعوتب في ذلك؛ فقال: جيران صدق، ولي فيهم عبرة.حلية الأولياء(3/ 223)

عن أبي - حازم سلمة بن دينار - أنه قال: تجد الرجل يعمل بالمعاصي، فإذا قيل له: تحب الموت؟ قال: لا، وكيف، وعندي ما عندي؟ فيقال له: أفلا تترك ما تعمل من المعاصي؟ فيقول: ما أريد تركه، وما أحب أن أموت حتى أتركه!.حلية الأولياء(3/ 232)

قال أبو حازم: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ونحن لا نتوب حتى نموت؛ واعلم، أنك إذا مت: لم ترفع الأسواق بموتك، إن شأنك صغير، فاعرف نفسك.حلية الأولياء(3/ 232)

عن أبي حازم قال: كل عمل تكره الموت من أجله: فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.حلية الأولياء(3/ 239)

عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: بعث سليمان عليه السلام إلى مارد من مردة الجن، فأتى به؛ فلما كان على باب سليمان عليه السلام: أخذ عوداً، فذرعه بذراعه، ثم رمى به وراء الحائط، فوقع بين يدي سليمان عليه السلام؛ فقال: ما هذا؟ فأخبر بما صنع المارد؛ فقال: أتدرون ما أراد؟ قالوا: لا؛ قال: اصنع ما شئت، فإنك تصير إلى مثل هذا من الأرض.حلية الأولياء(3/ 356)

قال ابن طاووس عن أبيه قال: قلت له: ما أفضل ما يقال على الميت؟ فقال: الاستغفار.حلية الأولياء(4/ 14)

بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام، إذ أتى بحجر منقوش، فطلب من يقرأه له؛ فأتي بوهب بن منبه، فقرأه، فإذا فيه: ابن آدم، إنك لو رأيت قرب ما بقي من أجلك: لزهدت في طويل أملك، ولرغبت في الزيادة من عملك، ولقصرت من حرصك وحيلك؛ وإنما يلقاك غداً ندمك، وقد زلت بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك؛ فبان منك الوليد القريب، ورفضك الوالد والنسيب؛ فلا أنت إلى دنياك عائد، ولا في حسناتك زائد؛ فاعمل ليوم القيامة، قبل الحسرة والندامة؛ قال: فبكى سليمان بكاء شديداً.حلية الأولياء(4/ 69)

عن سلمة بن كهيل قال: لقي خيثمة محارب بن دثار، فقال له: كيف حبك للموت؟ قال: ما أحبه؛ قال خيثمة: إن هذا بك لنقص كبير.حلية الأولياء(4/ 115)

قال خيثمة بن عبد الرحمن: كان يعجبهم: أن يموت الرجل عند خير يعمله، إما حج، وإما عمرة، وإما غزوة، وإما صيام رمضان.حلية الأولياء(4/ 115)

عن شهر بن حوشب قال: دخل ملك الموت على سليمان عليهما السلام، فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه، يديم إليه النظر؛ فلما خرج، قال الرجل: من هذا؟ قال: هذا ملك الموت عليه السلام؛ قال: لقد رأيته ينظر إلي، فكأنه يريدني؛ قال: فما تريد؟ قال: أريد أن تحملني على الريح، فتلقيني بالهند؛ قال: فدعا بالريح، فحمله عليها، فألقته بالهند؛ ثم أتى ملك الموت سليمان عليه السلام، فقال: إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي؟ قال: كنت أعجب منه، إني أمرت أن أقبض روحه بالهند، وهو عندك.حلية الأولياء(4/ 118)

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زياد بن سمعان قال: كتب شريح القاضي إلى أخ له هرب من الطاعون: أما بعد: فإنك والمكان الذي أنت به: بعين من لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب؛ والمكان الذي خلفته: لم يعجل أمر حمامه، ولم يظلمه أيامه؛ وإنك وإياهم لعلى بساط واحد، وإن المنتجع من ذي قدرة لقريب؛ والسلام.حلية الأولياء(4/ 136)

عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون: أنه كان يتمنى الموت، ويقول: اللهم، لا تخلفني مع الأشرار، وألحقني بالأخيار.حلية الأولياء(4/ 148)

عن عمرو بن ميمون: أنه كان لا يتمنى الموت، حتى أرسل إليه يزيد بن أبي مسلم، فتعنته، ولقي منه شدة، ولم يكد أن يدعه، ثم تركه بعد ذلك؛ قال: فكان يقول: اليوم أتمنى الموت، اللهم، ألحقني بالأبرار، ولا تخلفني مع الأشرار، وأسقني من خير الأنهار.حلية الأولياء(4/ 148)

عن سعيد بن عامر عن إبراهيم ـ أو رفعه إلى أبيه ـ قال: إني لأقعد من امرأتي مقعد الرجل من أهله، فإذا ذكر الموت: فما أنا بأقدر عليه مني من أن أمس السماء.حلية الأولياء(4/ 210)

عن عون بن عبد الله قال: ما أحد ينزل الموت حق منزلته: إلا عد غداً ليس من أجله؛ كم من مستقبل يوماً لا يستكمله، وراج غداً لا يبلغه؛ لو تنظرون إلى الأجل ومسيره: لأبغضتم الأمل وغروره.حلية الأولياء(4/ 243)

عن عون بن عبد الله قال: لما أتت عبد الله ـ يعني: ابن مسعود ـ وفاة عتبة ـ يعني: أخاه ـ بكى؛ فقيل له: أتبكي؟ قال: كان أخي في النسب، وصاحبي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وما أحب مع ذلك أني كنت قبله؛ أن يموت: فاحتسبه، أحب إلي من أن أموت: فيحتسبني.حلية الأولياء(4/ 253)

عن سعيد بن جبير قال: لو فارق ذكر الموت قلبي: خشيت أن يفسد علي قلبي.حلية الأولياء(4/ 279)

عن الأعمش قال: يوشك إن احتبس علي الموت: إن وجدته بالثمن، اشتريته.حلية الأولياء(5/ 50)

عن خلف بن حوشب قال: لم تطب لأحد الحياة، وهو يذكر الموت في كل حين مرة.حلية الأولياء(5/ 73)

عن مالك بن مغول قال: رؤى الربيع بن أبي راشد ذات يوم على صندوق من صناديق الحدادين؛ فقال له قائل: يا أبا عبد الله، لو دخلت المسجد، فجالست إخوانك؛ فقال: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة واحدة: خشيت أن يفسد على قلبي.حلية الأولياء(5/ 75ـ76)

عن سفيان قال: لم يكن بالكوفة رجل أكثر ذكراً للموت: من الربيع بن أبي راشد.حلية الأولياء(5/ 77)


عن عبد الأعلى التيمي قال: ما من أهل بيت: إلا ويتصفحهم ملك الموت في كل يوم مرتين.حلية الأولياء(5/ 88)

قال عبد الأعلى التيمي شيئان قطعا عني لذاذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل.حلية الأولياء(5/ 88ـ89)

قال مجمع التيمي: ذكر الموت غنى.حلية الأولياء(5/ 90)

عن محمد بن كناسة قال: لما مات ذر بن عمر بن ذر الهمداني ـ وكان موته فجأة ـ جاء أباه أهل بيته يبكون؛ فقال: مالكم؟ إنا والله ما ظلمنا، ولا قهرنا، ولا ذهب لنا بحق، ولا أخطئ بنا، ولا أريد غيرنا، ومالنا على الله معتب؛ فلما وضعه في قبره، قال: رحمك الله يا بني، والله، لقد كنت بي باراً، ولقد كنت عليك حدباً؛ وما بي إليك من وحشة، ولا إلى أحد بعد الله فاقة؛ ولا ذهبت لنا بعز، ولا أبقيت علينا من ذل؛ ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك؛ يا ذر، لولا هول المطلع ومحشره: لتمنيت ما صرت إليه؛ فليت شعري يا ذر، ما قيل لك؟ وماذا قلت؟ ثم قال: اللهم، إنك وعدتني الثواب بالصبر على ذر؛ اللهم، فعلى ذر صلواتك ورحمتك؛ اللهم، إني قد وهبت ما جعلت لي من أجر على ذر لذر، صلة مني؛ فلا تعرفه قبيحاً، وتجاوز عنه، فإنك أرحم به مني؛ اللهم، وإني قد وهبت لذر إساءته إلي، فهب له إساءته إليك، فإنك أجود مني وأكرم؛ فلما ذهب لينصرف، قال: يا ذر، قد انصرفنا وتركناك، ولو أقمنا ما نفعناك.حلية الأولياء(5/ 108)

عن عمر بن ذر قال: ما دخل الموت دار قوم: إلا شتت جمعهم، وقنعهم بعيشهم، بعد أن كانوا يفرحون ويمرحون.حلية الأولياء(5/ 111)

عن رجاء بن حيوة قال: ما أكثر عبد ذكر الموت: إلا ترك الحسد والفرح.حلية الأولياء(5/ 173)

عن خالد بن معدان قال: والله، لو كان الموت في مكان موضوعاً: لكنت أول من يسبق إليه.حلية الأولياء(5/ 211)

قال عمر بن عبد العزيز قال: لقد نغص هذا الموت على أهل الدنيا ما هم فيه من عضارة الدنيا وزهوتها؛ فبينا هم كذلك، وعلى ذلك: أتاهم جاد من الموت، فاخترمهم مما هم فيه؛ فالويل والحسرة هنالك لمن لم يحذر الموت ويذكره في الرخاء، فيقدم لنفسه خيراً يجده بعدما فارق الدنيا وأهلها؛ قال: ثم بكى عمر، حتى غلبه البكاء، فقام.حلية الأولياء(5/ 264)

كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهل بيته: أما بعد: فإنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك أو نهارك: بغض إليك كل فان، وحبب إليك كل باق؛ والسلام.حلية الأولياء(5/ 264)

عن أسماء بن عبيد قال: دخل عنبسة بن سعيد بن العاص على عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أمير المؤمنين، إن من كان قبلك من الخلفاء: كانوا يعطون عطايا منعتناها، ولي عيال وضيعة، أفتأذن لي أن أخرج إلى ضيعتي، وما يصلح عيالي؟ فقال عمر: أحبكم إلينا: من كفانا مؤنته؛ فخرج من عنده؛ فلما صار عند الباب، قال عمر: أبا خالد، أبا خالد؛ فرجع، فقال: أكثر من ذكر الموت، فإن كنت في ضيق من العيش: وسعه عليك، وإن كنت في سعة من العيش: ضيقه عليك.حلية الأولياء(5/ 265)

قال عمر بن عبد العزيز: من قرب الموت من قلبه: استكثر ما في يديه.حلية الأولياء(5/ 316)

عن سعيد أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر الموت: اضطربت أوصاله.حلية الأولياء(5/ 316)

عن القداح يذكر أن عمر بن عبد العزيز، كان إذا ذكر الموت: انتفض انتفاض الطير، وبكى، حتى تجري دموعه على لحيته.حلية الأولياء(5/ 316)

قال عمر بن عبد العزيز: لولا أن تكون بدعة، لحلفت: أن لا أفرح من الدنيا بشيء أبداً، حتى أعلم ما في وجوه رسل ربي إلى عند الموت؛ وما أحب أن يهون علي الموت: لأنه آخر ما يؤجر عليه المؤمن.حلية الأولياء(5/ 316)

قال عمر بن عبد العزيز: ما أحب أن يخفف عني الموت، لأنه: آخر ما يؤجر عليه المسلم.حلية الأولياء(5/ 317)

عن عمر بن عبد العزيز قال: ما أحب أن تهون علي سكرات الموت، لأنها: آخر ما يكفر به عن المسلم.حلية الأولياء(5/ 317)

عن ميمون بن مهران، أنه قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز يوماً، وعنده سابق البربري الشاعر، وهو ينشد شعراً؛ فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات:
فكم من صحيح بات للموت آمناً…أتته المنايا بغتة بعدما هجع فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتةً…فرارا ولا منه بقوته امتنع فأصبح تبكيه النساء مقنعاً…ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع وقرب من لحد فصار مقيله…وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع فلا يترك الموت الغني لماله…ولا معدما في المال ذا حاجة يدع قال: فلم يزل عمر يبكي ويضطرب: حتى غشي عليه؛ فقمنا، فانصرفنا عنه.حلية الأولياء(5/ 318)


عن عبد الله بن أبي مليكة: أن عمر بن الخطاب قال: يا كعب، حدثنا عن الموت؛ قال: يا أمير المؤمنين، غصن كثير الشوك، يدخل في جوف الرجل، فتأخذ كل شوكة بعرق، يجذبه رجل شديد الجذب؛ فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى.حلية الأولياء(5/ 365)

عن كعب الأحبار قال: من عرف الموت: هانت عليه مصائب الدنيا وغمومها.حلية الأولياء(6/ 44)

عن ابن أبي مليكة: أن عمر قال لكعب: أخبرني عن الموت؛ قال: يا أمير المؤمنين، هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم، فليس منه عرق ولا مفصل: إلا فيه شوكة، ورجل شديد الذراعين، فهو يعالجها ينزعها؛ فأرسل عمر رضي الله تعالى عنه دموعه.حلية الأولياء(6/ 44)

أن رجلاً قال لكعب: ما الداء الذي لا دواء له؟ قال: الموت.حلية الأولياء(6/ 44ـ45)

عن القاسم بن مخيمرة أنه قال لام ولد له: يا فلانة، مالي كنت أتمنى الموت؛ فلما نزل بي كرهته؟.حلية الأولياء(6/ 81)

عن الأوزاعي قال: من أكثر ذكر الموت: كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله: قل كلامه.حلية الأولياء(6/ 143)

عن زياد النميري قال: لو كان لي من الموت أجل أعرف مدته: لكنت حرياً بطول الحزن والكمد، حتى يأتيني وقته؛ فكيف وأنا لا أعلم متى يأتيني الموت، صباحاً أو مساءً؟ ثم خنقته عبرته، فقام.حلية الأولياء(6/ 267)

عن الحسن قال: لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا، إلا بحسرات ثلاثة: أنه لم يتمتع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه.حلية الأولياء(6/ 272)

عن عمرو بن الهيثم بن قطن قال: ما رأيت أحداً أكثر ذكراً للموت، من: هشام الدستوائي.حلية الأولياء(6/ 278)

قال الحسن: لو علم ابن آدم، أن له في الموت راحة وفرجاً: لشق عليه أن يأتيه الموت، لما يعلم من فظاعته وشدته وهو له؛ فكيف، وهو لا يعلم ماله في الموت من نعيم دائم، أو عذاب مقيم؟.حلية الأولياء(6/ 305)

عن سفيان الثوري قال: هذا زمان خاصة، ليس زمان عامة: أقبل الرجل على خاصة نفسه، وترك عوامهم.حلية الأولياء(6/ 391)

عن عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت سفيان الثوري يقول: لو كانت نفسي في يدي: لأرسلتها؛ قال: وسمعته مرة أخرى يقول: ما على وجه الأرض نفس تخرج أحب إلي من نفسي.حلية الأولياء(7/ 12)

عن عبد الرزاق قال: كان سفيان الثوري إذا اغتم: رمى بنفسه عند وهيب بن الورد؛ فقال له أبا أمية: أترى أحداً يتمنى الموت؟ فقال وهيب: أما أنا فلا؛ فقال سفيان: أما أنا فوددت أني ميت.حلية الأولياء(7/ 18)

عن سفيان الثوري قال: قد كنت أشتهي أمرض فأموت، فأما اليوم: فليتني مت فجأة.حلية الأولياء(7/ 58)

كان سفيان بن عيينة بعد ما أسن يتمثل بهذا البيت:
يعمر واحد فيغر قوماً…وينسى من يموت من الصغارحلية الأولياء(7/ 277)


وقال داود لسفيان بن عيينة: إذا كنت تشرب الماء المبرد، وتأكل اللذيذ المطيب، وتمشي في الظل الظليل؛ فمتى تحب الموت والقدوم على الله؟ فبكى سفيان.حلية الأولياء(7/ 346)

عن بكر بن محمد قال: قلت لداود الطائي: أوصني؛ قال: عسكر الموتى ينتظرونك.حلية الأولياء(7/ 356)

عن إبراهيم بن أدهم قال: إن للموت كأساً، لا يقوى على تجرعه، إلا: خائف، وجل، طائع، كان يتوقعه؛ فمن كان مطيعاً: فله الحياة والكرامة، والنجاة من عذاب القبر؛ ومن كان عاصياً: نزل بين الحسرة والندامة، يوم الصاخة والطامة.حلية الأولياء(8/ 13)

عن الفضيل بن عياض قال: أنت تخاف الموت؟ لو قلت: إنك تخاف الموت: ما قبلت منك؛ ولو خفت الموت: ما نفعك طعام أو شراب، ولا شيء من الدنيا؛ ولو عرفت الموت حق معرفته: ما تزوجت، ولا طلبت الولد.حلية الأولياء(8/ 85)

عن إسحاق بن إبراهيم قال: قال رجل للفضيل: كيف أصبحت يا أبا علي؟ ـ فكان يثقل عليه: كيف أصبحت، وكيف أمسيت ـ فقال: في عافية.
فقال: كيف حالك؟ فقال: عن أي حال تسأل؟ عن حال الدنيا، أو حال الآخرة؟ إن كنت تسأل عن حال الدنيا: فإن الدنيا قد مالت بنا، وذهبت بنا كل مذهب؛ وإن كنت تسأل عن حال الآخرة: فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت، ولم يخضع للموت، ولم يتشمر للموت، ولم يتزين للموت، وتزين للدنيا، هيه. ـ وقعد يحدث، يعني: نفسه ـ: واجتمعوا حولك يكتبون عنك، بخ، فقد تفرغت للحديث؛ ثم قال: هاه، وتنفس طويلاً: ويحك، أنت تحسن تحدث؟ أو أنت أهل أن يحمل عنك؟ استحيي يا أحمق بين الحمقان؛ لولا قلة حيائك، وسفاهة وجهك: ما جلست تحدث، وأنت أنت؛ أما تعرف نفسك؟ أما تذكر ما كنت وكيف كنت؟ أما: لو عرفوك، ما جلسوا إليك، ولا كتبوا عنك، ولا سمعوا منك شيئاً أبداً. فيأخذ في مثل هذا؛ ثم يقول: ويحك، أما تذكر الموت؟ أما للموت في قلبك موضع؟ أما تدري متى تؤخذ، فيرمى بك في الآخرة، فتصير في القبر وضيقه ووحشته؟ أما رأيت قبراً قط؟ أما رأيت حين دفنوه؟ أما رأيت كيف سلوه في حفرته، وهالوا عليه التراب والحجارة؟. ثم قال: ما ينبغي لك أن تتكلم بفمك كله ـ يعني نفسه ـ؛ تدري من تكلم بفقه كله؟ عمر بن الخطاب: كان يطعمهم الطيب، ويأكل الغليظ؛ يكسوهم اللين، ويلبس الخشن؛ وكان يعطيهم حقوقهم، ويزيدهم؛ أعطى رجلاً عطاءه: أربعة آلاف درهم، وزاده ألفاً؛ فقيل له: ألا تزيد أخيك كما زدت هذا؟ قال: إن أبا هذا ثبت يوم أحد، ولم يثبت أبو هذا.حلية الأولياء(8/ 85ـ86)


قيل للفضيل بن عياض: يا أبا علي، ما بال الميت: ينزع نفسه وهو ساكت، وابن آدم: يضطرب من القرصة؟ قال: لأن الملائكة توثقه؛ ثم قرأ: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61].حلية الأولياء(8/ 111)

عن محمد بن النضر الحارثي قال: شغل الموت قلوب المتقين عن الدنيا؛ فوالله، ما رجعوا منها إلى سرور، بعد معرفتهم بكربه وغصصه.حلية الأولياء(8/ 218)

عن ابن المبارك قال: كان محمد بن النضر إذا ذكر الموت: اضطربت مفاصله، حتى تتبين الرعدة فيها.حلية الأولياء(8/ 218)

قال سفيان الثوري: قال لي أبو حبيب البدوي: يا سفيان، هل رأيت خيراً قط إلا من الله؟ قلت: لا؛ قال: فلم تكره لقاء من لم تر خيراً قط إلا منه؟.حلية الأولياء(8/ 287)

كانوا يعودون على بن الفضيل وهو بمنى؛ فقال: لو ظننت أني أبقى إلى الظهر: لشق علي.حلية الأولياء(8/ 299)

عن بشر بن الحارث قال: إذا اهتممت لغلاء السعر: فاذكر الموت، فإنه يذهب عنك هم الغلاء.حلية الأولياء(8/ 347)

عن بشر بن الحارث قال: إذا ذكرت الموت: ذهب عنك صفوة الدنيا وشهواتها، وذهبت عنك شهوة الجماع: عند ذكر الموت.حلية الأولياء(8/ 347)

عن بشر بن الحارث قال: ليس أحد يحب الدنيا: إلا لم يحب الموت، وليس أحد يزهد في الدنيا: إلا أحب الموت؛ حتى يلقى مولاه حلية الأولياء(8/ 348)

عن عبد الرحمن بن عمر قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، وسئل عن الرجل يتمنى الموت؛ قال: ما أرى بذلك بأساً: إذ يتمنى الموت الرجل، مخافة الفتنة على دينه؛ ولكن: لا يتمنى الموت من ضربه، أو فاقة، أو شيء مثل هذا؛ ثم قال عبد الرحمن: تمنى الموت أبو بكر وعمر، ومن دونهما؛ وسمعته ونحن مقبلون من جنازة عبد الوهاب؛ فقال: إني لأشم ريح فتنة، إني لأدعو الله أن يسبقني بها؛ وسمعته يقول: كان لي أخوان، فماتوا، ودفع عنهم شر ما نرى، وبقينا بعدهم؛ وما بقي لي أخ، إلا هذا الرجل: يحيى بن سعيد؛ وما يغبط اليوم: إلا مؤمن في قبره.حلية الأولياء(9/ 13)

عن عبد الله، قال في موت الفجأة: تخفيف على المؤمن، وأسف على الكافر.حلية الأولياء(9/ 56)

وسمعته يقول: تمنيت الموت وهذا أمر أشد علي من ذلك فتنة الدين، الضرب والحبس كنت أحمله في نفسي، وهذا فتنة الدنيا.حلية الأولياء(9/ 184)

عن أبي سليمان الداراني قال: ينبغي للعبد المعني بنفسه: أن يميت العاجلة الزائلة، المتعقبة بالآفات من قلبه: بذكر الموت، وما وراء الموت من الأهوال والحساب، ووقوفه بين يدي الجبار.حلية الأولياء(9/ 266)

عن سلمة الغويطي قال: إني لمشتاق إلى الموت منذ أربعين سنة، منذ فارقت الحسن بن يحيى؛ قلت له: ولم؟ قال: لو لم يشتق العاقل إلى لقائه عز وجل، لكان ينبغي له أن يشتاق إلى الموت.
قال: فحدثت به أبا سليمان؛ فقال: ويحك، لو أعلم أن الأمر كما يقول: لأحببت أن تخرج نفسي الساعة؛ ولكن: كيف بانقطاع الطاعة، والحبس في البرزخ، وإنما يلقاه بعد البعث؛ قال أحمد: فهو في الدنيا أحرى أن يلقاه ـ يعني: بالذكر ـ.حلية الأولياء(9/ 277)


قال أبو سليمان الداراني: طوبى: لمن حذر سكرات الهوى، وسورة الغضب والفرح: بشيء من الدنيا، فصبر على مرارة التقوى.
وطوبى: لمن لزم الجادة: بالانكماش والحذر، وتخلص من الدنيا: بالثواب والهرب، كهربه من السبع الكلب. طوبى: لمن استحكم أموره: بالاقتصاد، وأعتقد الخير: للمعاد، وجعل الدنيا: مزرعة، وتنوق في البذر: ليفرح غداً بالحصاد. طوبى: لمن انتقل بقلبه من دار الغرور، ولم يسع لها سعيها: فيبرز من حظوات الدنيا وأهلها منه على بال، اضطربت عليه الأحوال. من ترك الدنيا للآخرة: ربحهما، ومن ترك الآخرة للدنيا: خسرهما؛ وكل أم يتبعها بنوها: بنو الدنيا: تسلمهم إلى خزي شديد، ومقامع من حديد، وشراب الصديد؛ وبنو الآخرة: تسلمهم إلى عيش رغد، ونعيم الأبد؛ في ظل ممدود، وماء مسكوب، وأنهار تجري بغير أخدود. وكيف يكون حكيماً: من هو لها يهوى ركون؟ وكيف يكون راهباً: من يذكر ما أسلفت يداه ولا يذوب. الفكر في الدنيا: حجاب عن الآخرة، وعقوبة لأهل الولاية؛ والفكرة في الآخرة: تورث الحكمة، وتحي القلب؛ ومن نظر إلى الدنيا مولية: صح عنده غرورها، ومن نظر إليها مقبلة بزينتها: شاب في قلبه جبها، ومن تمت معرفته: اجتمع همه في أمر الله؛ وكان أمر الله شغله.حلية الأولياء(9/ 278)


عن أبي عبد الله الساجي قال: وقف أعرابي على أخ له حضري؛ فقال الحضري: كيف تجدك أبا كثير؟ قال: أحمد الله، أي أخي: ما بقاء عمر تقطعه الساعات، وسلامة بدن معرض للآفات؟ ولقد عجبت للمؤمن: كيف يكره الموت، وهو سبيله إلى الثواب؟ وما أرانا إلا سيدركنا الموت، ونحن أبق.حلية الأولياء(9/ 312)

قيل لأبي الفيض ذي النون: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت تعباً إن نفعني تعبي، والموت يجد في طلبي.
وقيل له: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت مقيماً على ذنب ونعمة، فلا أدري: من الذنب أستغفر، أم على النعمة أشكر؟ وقيل له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بطالاً عن العبادة، متلوثاً بالمعاصي؛ أتمنى منازل الأبرار، وأمل عمل الأشرار.حلية الأولياء(9/ 351)


عن أبي سليمان قال: مررت في جبل اللكام في جوف الليل، فسمعت رجلاً يقول في دعائه: سيدي، وأملي، ومؤملي، ومن به تم عملي: أعوذ بك من بدن لا ينتصب بين يديك، وأعوذ بك من قلب لا يشتاق إليك، وأعوذ بك من دعاء لا يصل إليك، وأعوذ بك من عين لا تبكي إليك علمت أنه عرف.
فقلت: يا فتى، إن للعارفين مقامات، وللمشتاقين علامات. قال: ما هي؟ قلت: كتمان المصيبات، وصيانات الكرامات. ثم قال لي: عظني. قلت: اذهب، فلا ترد غيره، ولا ترد خيره، ولا تبخل بشيئه عنه. قال: زدني. قلت: اذهب، فلا ترد الدنيا، واتخذ الفقر غنى والبلاء من الله: شفاء، والتوكل: معاشاً، والجوع: حرفة؛ واتخذ الله لكل شدة عدة. فصعق صعقة، فتركته في صعقته، ومضيت؛ فإذا أنا برجل نائم، فركضته برجلي؛ فقلت له: قم يا هذا، فإن الموت لم يمت. فرفع رأسه إلي، فقال: إن ما بعد الموت أشد من الموت. فقلت له: من أيقن بما بعد الموت: شد مئزر الحذر، ولم يكن للدنيا عنده خطر، ولم يقض منها وطرا.حلية الأولياء(10/ 21)


سئل الحارث بن أسد عن مقام ذكر الموت: ما هو عندك؟ مقام عارف، أو مستأنف؟
فقال: ذكر الموت أولاً: مقام المستأنف، وآخر: مقام العارف. قيل له: بين، من أين قلت ذلك؟ قال: نعم، أما المستأنف: فهو المبتدئ، الذي يغلب على قلبه الذكر، فيترك الزلل مخافة العقاب؛ فكلما هاج ذكر الموت من قلبه: ماتت الشهوات عنده؛ وأما العارف: فذكره للموت محبة له: اختياراً على الحياة، وتبرماً بالدنيا التي قد سلا قلبه عنها شوقاً إلى الله ولقائه: رجاء أمل النظر إلى وجهه، والنزول في جواره: لما غلب على قلبه من حسن الظن بربه؛ كما قيل: طال شوق الأبرار إلى الله…والله إلى لقائهم أشوق قيل له: فكيف نعت ذكر الموت في قلب المستأنف وقلب العارف؟ قال: المستأنف، إذا حل بقلبه ذكر الموت: كرهه، وتخير البقاء: ليصلح الزاد، ويرو الشعث، ويهيئ الجهاز للعرض والقدوم على الله؛ ويكره أن يفاجئه الموت: ولم يقض نهمته في التوبة، والاجتهاد، والتمحيص؛ فهو يحب أن يلقى الله على غاية الطهارة. وأما نعته في قلب العارف: فإنه، إذا خطر ذكر ورود الموت بقلبه: صادقت منه موافق مراده، وكره التخلف في دار العاصين، وتخير سرعة انقضاء الأجل، وقصر الأمل؛ فقيرة إليه نفسه، مشتاق إليه قلبه؛ كما روي عن حذيفة بن اليمان حين حضره الموت، قال: حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، اللهم، إن كنت تعلم أن الموت أحب إلي من الحياة: فسهل علي الموت حتى ألقاك.حلية الأولياء(10/ 91)


قال الجنيد بن محمد: كنت أعود السرى في كل ثلاثة أيام، عيادة السنة؛ فدخلت عليه وهو يجود بنفسه، فجلست عند رأسه، فبكيت، وسقط من دموعي على خده؛ ففتح عينيه، ونظر إلى؛ فقلت له: أوصني؛ فقال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار.حلية الأولياء(10/ 125)

مر حكيم من الحكماء بفتية من الحلماء وهم قعود على روضة معشبة؛ فقال: يا معشر الأحياء، ما يوقفكم بمدرجة الموتى؟ قالوا: قعدنا نعتبر.
قال: فإني أعيذكم بالذي نالكم الحياة في زمن الموتى، إلا تركنوا إلى ما رفضه من أنالكم الحياة.حلية الأولياء(10/ 142ـ143)


قال محمد بن إسحاق: وقال رجل من عبد القيس: أين تذهبون؟ بل، أين يراد بكم؟ وحادي الموت في أثر الأنفاس حثيث موضع، وعلى احتياج الأرواح من منزل الفناء إلى دار البقاء مجمع، وفي خراب الأجساد المتفكهة بالنعيم مسرع.حلية الأولياء(10/ 151)

عن عبد الله بن خبيق قال: دخل الطبيب على يوسف بن أسباط وأنا عنده؛ فنظر إليه، فقال: ليس عليك بأس؛ فقال: وددت أن الذي تخاف علي كان الساعة.حلية الأولياء(10/ 170)

قال أبو حمزة محمد بن إبراهيم البغدادي: من استشعر الموت: حبب إليه كل باق، وبغض إليه كل فان؛ ومن استوحش من نفسه: أنس قلبه بموافقة مولاه.حلية الأولياء(10/ 322)

عن يحيى بن كثير قال: خطب أبو بكر الصديق، فقال: أين الوضأة الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم؟ أين الذين بنوا المدائن، وحصنوها بالحيطان؟ أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب؟ تضعضع بهم الدهر، فأصبحوا في ظلمات القبور؛ الوحا الوحا، ثم النجاء النجاء.حلية الأولياء(10/ 325)

قال عمر بن عبد العزيز: لولا أن تكون بدعة، لحلفت أن لا أفرح من الدنيا بشيء أبداً، حتى أعلم ما في وجوه رسل ربي إلىّ عند الموت؛ وما أحب أن يهون علي الموت، لأنه آخر ما يؤجر عليه المؤمن.حلية الأولياء(5/ 316)

عن محمد بن سوقة قال: زعموا أن إبراهيم النخعي كان يقول: كنا إذا حضرنا الجنازة، أو سمعنا بميت، عرف فينا أياماً، لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيره إلى الجنة أو إلى النار؛ قال: وإنكم في جنائزكم تتحدثون بأحاديث دنياكم.حلية الأولياء(4/ 227 - 228)

عن حاتم بن سليمان الطائي قال: شهدت عبد الواحد بن زيد في جنازة حوشب، فلما دفن، قال: رحمك الله يا أبا بشر، فلقد كنت حذراً من مثل هذا اليوم؛ رحمك الله يا أبا بشر، فلقد كنت من الموت جزعاً، أما والله لئن استطعت لأعملن رحلي بعد مصرعك هذا؛ قال: ثم شمر بعد واجتهد.حلية الأولياء(6/ 159)

دخل الضحاك بن قيس الكوفة يوم مات أبو إسحاق السبيعي، فرأى الجنازة وكثرة من فيها، فقال: كان هذا فيكم ربانياً.حلية الأولياء(4/ 340 - 341)

عن ثابت البناني قال: كنا نتبع الجنازة، فما نرى إلا متقنعاً باكياً، أو متقنعاً متفكراً.حلية الأولياء(2/ 322)

عن نعيم بن هند قال: رأيت أبا وائل في جنازة خيثمة يبكي، واضعاً يده على رأسه، وهو يقول: واعيشاه، واعيشاه.حلية الأولياء(4/ 120)

قال بشر بن الحارث - وأراد الدخول إلى المقبرة -: الموتى داخل السور أكثر منهم خارج السور.حلية الأولياء(8/ 348)

عن إبراهيم النخعي قال: كانت تكون فيهم الجنازة، فيظلون الأيام محزونين، يعرف ذلك في فيهم.حلية الأولياء(4/ 227)

كان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند موضع الجنائز يدعوا، وعليه قطيفة، وربما سقطت عنه القطيفة، ولم يشعر بها.حلية الأولياء(3/ 166)

عن حفص بن غياث قال: خرجنا في جنازة، ومعنا داود الطائي، فلما صلينا عليه: وجيء بالميت ليوضع في قبره، ورفع الثوب، وبدت أكفانه، صرخ داود صرخة، خر مغشيا عليه.حلية الأولياء(7/ 355)

وقال أبو عبد رب لمكحول: يا أبا عبد الله، أتحب الجنة؟ قال: ومن لا يحب الجنة؟ قال: فأحب الموت، فإنك لن ترى الجنة حتى تموت.حلية الأولياء(5/ 177)

عن إبراهيم بن شيبان قال: سمعت إسماعيل ابن عبيد يقول: لما حضرت أبي الوفاة، جمع بنيه، وقال: يا بني عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه، وعليكم بالصدق، حتى لو قتل أحدكم قتيلاً، ثم سئل عنه، أقر به، والله ما كذبت كذبه منذ قرأت القرآن؛ يا بني، وعليكم بسلامة الصدور لعامة المسلمين، فوالله، لقد رأيتني وأنا لا أخرج من بابي، وما ألقى مسلماً، إلا والذي في نفسي له كالذي في نفسي لنفسي؛ أفترون أني لا أحب لنفسي إلا خيراً.حلية الأولياء(6/ 85 - 86)

عن عبد الرحمن بن مهدي قال: مات سفيان الثوري عندي، فلما اشتد به، جعل يبكي؛ فقال له رجل: يا أبا عبد الله، أراك كثير الذنوب، فرفع شيئاً من الأرض، فقال: والله لذنوبي أهون عندي من ذا، إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت.حلية الأولياء(7/ 12)

عن ميمون بن مهران قال: بعث الحجاج بن يوسف إلى الحسن، وقد هم به، فلما دخل عليه، فقام بين يديه، فقال: يا حجاج، كم بينك وبين آدم من أب؟ قال: كثير، قال: فأين هم؟ قال: ماتوا، قال: فنكس الحجاج رأسه وخرج الحسن.حلية الأولياء(4/ 88)

عن عبد الرحمن بن عمر قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، وسئل عن الرجل يتمنى الموت، قال: ما أرى بذلك بأساً، إذ يتمنى الموت الرجل، مخافة الفتنة على دينه؛ ولكن، لا يتمنى الموت من ضربه، أو فاقة، أو شيء مثل هذا؛ ثم قال عبد الرحمن: تمنى الموت أبو بكر، وعمر، ومن دونهما؛ وسمعته ونحن مقبلون من جنازة عبد الوهاب، فقال: إني لأشم ريح فتنة، إني لأدعو الله أن يسبقني بها؛ وسمعته يقول: كان لي أخوان، فماتوا، ودفع عنهم شر ما نرى، وبقينا بعدهم، وما بقي لي أخ، إلا هذا الرجل: يحيى بن سعيد، وما يغبط اليوم إلا مؤمن في قبره.حلية الأولياء(9/ 13)

عن إسحاق قال: سمعت سلمة الغويطي يقول: إني لمشتاق إلى الموت منذ أربعين سنة، منذ فارقت الحسن بن يحيى؛ قلت له: ولم؟ قال: لو لم يشتق العاقل إلى لقائه عز وجل، لكان ينبغي له أن يشتاق إلى الموت؛ قال: فحدثت به أبا سليمان، فقال: ويحك، لو أعلم أن الأمر كما يقول، لأحببت أن تخرج نفسي الساعة، ولكن، كيف بانقطاع الطاعة، والحبس في البرزخ؟ وإنما يلقاه بعد البعث. قال احمد: فهو في الدنيا أحرى أن يلقاه، يعني بالذكر.حلية الأولياء(9/ 277)

عن وهب بن منبه يقول: كان ملك من ملوك الأرض أراد أن يركب إلى أرض، فدعا بثياب يلبسها، فجيء بثياب، فلم تعجبه؛ فقال: ائتوني بثياب كذا وكذا، حتى عد أصنافا من الثياب، كل ذلك لا يعجبه، حتى جيء بثياب وافقته، فلبسها؛ ثم قال: جيئوني بدابة كذا، فجيء بها، فلم تعجبه، ثم قال: جيئوني بدابة كذا، فجيء بها، فلم تعجبه، حتى جيء بدابة وافقته، فركبها؛ فلما ركبها، جاء إبليس، فنفخ في منخره نفخة، فعلاه كبراً؛ قال: وسار، وسارت الخيول معه، قال: فهو رافع رأسه، لا ينظر إلى الناس كبراً وعظماً؛ فجاءه رجل ضعيف، رث الهيئة، فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام، ولم ينظر اليه؛ فقال له: إنه لي إليك حاجة؛ فلم يسمع كلامه؛ قال: فجاء، حتى أخذ بلجام دابته؛ فقال: أرسل لجام دابتي، فقد تعاطيت مني أمراً لم يتعاطه مني أحد؛ قال: إن لي إليك حاجة، قال أنزل فتلقاني؛ قال: لا، الآن؛ قال: فقهره على لجام دابته، فلما رأى أنه قد قهره، قال: حاجتك؛ قال: إنها سر، أريد أن أسرها إليك؛ قال: فأدنى رأسه إليه، فساره، قال: أنا ملك الموت؛ قال: فانقطع، وتغير لونه، واضطرب لسانه؛ ثم قال: دعني حتى آتي أرضي هذه التي خرجت إليها، وأرجع من موكبي، ثم تمضي في التابعين؛ قال: والله لا ترى أرضك أبداً، ولا والله، لا ترجع من موكبك هذا أبداً؛ قال: دعني حتى أرجع إلى أهلي، فأقضي حاجة إن كانت؛ قال: لا والله، لا ترى أهلك وثقلك أبداً. قال: فقبض روحه مكانه، فخر كأنه خشبة؛ قال الجريري: وبلغني أيضاً: أنه لقي عبداً مؤمناً في تلك، فسلم عليه، فرد عليه السلام؛ فقال: إن لي إليك حاجة، قال: هلم فاذكر حاجتك؛ قال: إنها سر فيما بيني وبينك، قال: فأدنى إليه رأسه ليساره بحاجته، فساره، فقال: أنا ملك الموت؛ قال: مرحباً وأهلاً، مرحباً بمن طالت غيبته علي، فوالله، ما كان في الأرض غائب أحب إلي أن ألقاه منك؛ قال: فقال له ملك الموت: إقض حاجتك التي خرجت لها، قال: ما لي حاجة أكبر عندي ولا أحب إلي من لقاء الله؛ قال: فاختر على أي شيء أقبض روحك؛ قال: وتقدر على ذلك؛ قال: نعم، أمرت بذلك؛ قال: نعم إذاً، فقام وتوضأ، ثم ركع وسجد، فلما رآه ساجداً، قبض روحه.حلية الأولياء(6/ 202 - 203)

عن الحسن البصري قال: فضح الموت الدنيا، فلم يترك فيها لذي لب فرحاً.حلية الأولياء(2/ 149)

عن قتادة قال: كان العلاء بن زياد العدوي يقول: لينزل أحدكم نفسه، أنه قد حضره الموت، فاستقال ربه تعالى نفسه، فأقاله؛ فليعمل بطاعة الله عز وجل.حلية الأولياء(2/ 244)

عن عبد الأعلى قال: شيئان قطعا عني لذاذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل.حلية الأولياء(5/ 89)

عن عبد الله بن المفضل التميمي قال: آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز: أن صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه؛ ثم قال: أما بعد: فإن ما في أيديكم: أسلاب الهالكين، وسيتركها الباقون: كما تركها الماضون؛ ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة: تشيعون غادياً أو رائحاً إلى الله تعالى؟ وتضعونه في صدع من الأرض، ثم في بطن الصدع، غير ممهد ولا موسد؛ قد خلع الأسلاب، وفارق الأحباب، وأسكن التراب، وواجه الحساب؛ فقير إلى ما قدم أمامه، غني عما ترك بعده.حلية الأولياء(5/ 266)

كان سفيان الثوري إذا ذكر الموت: لا ينتفع به أياماً؛ فإذا سئل عن الشيء، قال: لا أدري، لا أدرى.حلية الأولياء(6/ 387)

Hr,hg ,l,hrt hgsgt td hgl,j ,s;vhji










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 07 / 01 / 2018, 18 : 11 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018