11 / 10 / 2017, 06 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح كاميرات المراقبة في كل مكان، فأين الله؟ إنَّ كثرة الجرائم وانتشارها في بلاد الغرب وتنوُّعَها - سرقة، قتل، اغتصاب، نصب، احتيال -: استدعى بالضَّرورة التفكيرَ بجدِّيَّة في آليَّة ناجعة لضبط الأمور، وترويض المجتمعات، وجعلِها تنصاعُ للقوانين الوضعيَّة؛ خاصَّةً بعد تضييع الرِّسالات السماويَّة، واستحكام القطيعة مع الوحي بتعاليمه وتوجيهاته، الرامية إلى جعل كلِّ إنسانٍ يتحلَّى بقَدْرٍ من المسؤوليَّةٍ تُجاه أقواله وأفعاله دون مراقبةٍ من أحدٍ غير الله، وربط ذلك بالمحاسبة العاجلة والآجلة في الدُّنيا والآخرة. وبما أنَّ الغرب قد كفر بشرع الله، وأنكَرَ الرسالاتِ والتعاليمَ والتوجيهات، ورفض الامتثال طواعية وبطيب خاطر لكلِّ ما يضبط التصرفات ويُنظِّم المجتمعات، فإنَّه قد جنى بذلك على نفسه، وعلى حُرِّيته وإرادته، التي كُبِّلت في عصرنا الراهن - عصر التُّكنولوجيا والثَّورة الرقمية - بقيودٍ عِدَّة، في مُقدِّمتها الكاميرات، التي أصبحت تُلاحقه أينما حلَّ وارتحل: في الأسواق والشركات، والمدارس والجامعات، والشوارع والطرقات، بل وحتى في دورات المياه؛ وكل ذلك لحملِه على طأطأة الرأس رغم أنفه، والامتثال للقانون، والانضباط في كلِّ سلوكيَّاته وتصرُّفاته، الشيء الذي جعل الإنسان الغربيَّ يصنع لنفسه شخصيَّةً مُتقنةً لفنِّ التمثيل، تلعب دور البريء المهذَّب الخلوق المُحلَّى بالقِيَم أمام الكاميرات والأضواء، ودورَ الشرير الذي لا خلاق له في الكواليس. ولهذا رغم كلِّ محاولات الضَّبط التي يقوم بها الغرب لحمل مُواطنيه على الالتزام، والتي لا محالة تُكلِّفه أموالًا طائلةً، فإنَّ الجريمة لا زالت مُنتشرةً فيه بكثرة، وبطرقٍ احترافيَّةٍ، اخترقت الكاميرات وغيرها من التقنيات، وهذه نتيجةٌ حتميَّةٌ وطبيعيَّة، ولا يُمكن أن تحز في الخاطر؛ لأنَّ مَن ضربته يده لا ينبغي أن يبكي، والغرب قد كفر بشرع الله وبتعاليمه؛ فلا ينبغي أن يلوم إلا نفسَه، وليدفع ثمن جحوده وتفريطه كيفما شاء، ولكنَّ الذي يحز في الخاطر، ويندى له الجبين هو انتقال هذه الممارسات والتقنيات إلى بلادنا الإسلاميَّة، التي وُصفت بالخيريَّة في كتاب الله عزَّ وجلَّ حين قال سبحانه: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]؛ فأصبحت بدورها تتسابق لتركيب الكاميرات في كلِّ الأماكن بما فيها دورات المياه، تمامًا تمامًا كما فعل الغرب، الشيء الذي يجعلنا نتساءل بحُرْقةٍ كبيرةٍ وأسفٍ شديدٍ عن معنى اعتقادنا بوجود الله سبحانه وتعالى وإحاطة علمِه بنا، وما دلالة إيماننا به وشهادتنا أن لا إله غيره، وعن جدوى الصلاة والصيام وباقي الشعائر التي نُؤدِّيها بانتظامٍ إذا كُنَّا سنلجأ للكاميرات لتُراقب أفعالنا وأقوالنا، ولماذا نقرأ القرآن؟ وما معنى قوله سبحانه: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقولِه: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، وقوله: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4]، وقوله: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]، وقوله: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، وقوله: ﴿ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 29]، وقوله: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، وقولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لما سُئل عن الإحسان: ((أن تعبُد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك))؟[1]. فما محل هذه الآيات وغيرها وباقي الأحاديث في حياتنا؟ والتي لا محالة نفقه معانيَها والمقصود بها، وندرك تمامَ الإدراك أنَّ الله تعالى إنَّما أرسلها لنا رحمةً بنا؛ حتى يتسنَّى لنا التخلُّص من عبوديَّة العباد والقوانين البشريَّة المُذلَّة، وإخلاص العبوديَّة لله بامتثال تشريعاته الساميَّة التي لا تزيدُ الإنسان إلا عزًّا، وتجعله يعيش بهناءٍ وسعادةٍ، في مجتمعٍ راقٍ يُشكِّل فيه الضمير الحيُّ والإحساس بالرِّقابة الإلهيَّة صِمامَ أمانٍ يحميه من أي سلوكٍ مشينٍ قد يرتكبه في غفلةٍ من الناس؛ فيُعرِّضه للمحاكمة والمسائلة الدقيقة أمام ربِّ الناس سبحانه. [1] صحيح البخاري: "كتاب الإيمان"، باب سؤال جبريل النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وعلم الساعة.
;hldvhj hglvhrfm td ;g l;hkK tHdk hggi?
|
| |