أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > ملتقى الفتاوى

ملتقى الفتاوى ملتقى خاص بالفتاوى الشرعية

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: تلاوة بالطور العراقي لسورة الكهف للشيخ علاء الدين القيسي رحمه الله = قراء العراق (آخر رد :شريف حمدان)       :: مقطع لتلاوة هادئة مرتلة بالطريقة العراقية للمقرئ د. ضياء عبد اللطيف المرعي من سورة آل عمران = قراء العراق (آخر رد :شريف حمدان)       :: الحاج عبد المعز شاكر تلاوة لما تيسر له من سورة البقرة محفل الجمعة الموافق 29 -1- 2020 = قراء العراق (آخر رد :شريف حمدان)       :: سورة البقرة كاملة بصوت القارئ يوسف عثمان = قراء العراق (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوه مباركة للقارئ عماد صبحي جميل العاني لما تيسر من سورة ق قراء العراق (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالمحسن القاسم 27 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني 27 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن مهدي بري الاثنين 27 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن حمد دغريري الاثنين 27 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالباري الثبيتي 26 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع أبو عادل مشاركات 179 المشاهدات 15117  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 06 / 09 / 2009, 12 : 03 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 9
المشاركات: 65,283 [+]
بمعدل : 10.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6736
نقاط التقييم: 164
محمد نصر has a spectacular aura aboutمحمد نصر has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

بارك الله فيكم اخي ****** ابو عادل

جهد مشكور عليه




اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 06 / 09 / 2009, 45 : 08 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم محمد نصر على مرورك الكريم وأسأل الله أن يتقبل منا ومنك.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 13 : 11 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

إضاعة الصلاة
وقفة مع قوله تعالى{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}


الدكتور عصام بن هاشم الجفري

الحمدلله الذي شرع لنا الدين فأكمله،وحذرنا من سبيل الغواية فبينه،أحمده سبحانه وأشكره حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه على ما أولنا من كرمه ونعمه فما أكرمه، وأشهد أن لا إله إ لا الله وحده لاشريك له ولا ند ولا شبيه ولا مثيل فما أعظمه،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبدالله ورسوله أحبه ربه من بين البرية فاصطفاه وأكرمه فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أمابعد:فهل تريد أخي ****** أن تعيش حياة يسر وسهولة؟.فإن قلت بلى ولا أخالك إلا قلتها فخذ الطريقة لذلك أنقلها لك من كتاب ربك من القرآن العظيم حيث يقول الله جلت عظمته:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}.أمة الهدى آية في كتاب الله استوقفتني فأحببت أن تعيشوها معي وأن ننظر لحال مجتمعنا في ظل هذه الآية،هذه الآية الكريمة هي قول العظيم جل جلاله:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.قال ابن الأعرابي (الْخَلَفُ)بالفتح الولد الصالح، و(الخَلْفُ) بالتسكين الطالح واستشهد بقول لبيد:
ذهبَ الذين يُعاشُ في أكنافِهم### وبقيتُ في خلْفٍ كجِلْدِ الأْجرَبِ
وقد وردت هذه الكلمة في كتاب الله في مواطن الذم .
أيها الأحبة في الله صفتان في الآية الكريمة متى ما توفرت في شخص استحق عليها ذلك الوعيد ألا وهي إضاعة الصلاة واتباع الشهوات،وهما في الواقع صفتان متلزمتان فمن أطلق العنان لشهواته شُغل بها حتى يشغل بها عن الصلاة أو في الصلاة،وإضاعة الصلاة من الكبائر يقول الفاروق رضي الله عنه (من ضيعها فهو لما سواها أضيع)،وقد أُختلف فيمن المراد بهذه الآية فقال البعض المقصود بها النصارى خلفوا بعد اليهود ، ولكن ما قال به محمد بن كعب القرظي ومجاهد وعطاء :أنهم قوم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان ،وقال مجاهد :ذلك عند قيام الساعة وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينزو بعضهم على بعض في الأزقة زنا، وفي المراد بإضاعة الصلاة قال القرظي:هي إضاعة كفر وجحود بها،وقال القاسم بن مخيمرة وابن مسعود هي إضاعة أوقاتها وعدم القيام بحقوقها وهو ما رجحه القرطبي،ومع الأسف كم يرى الفرد منا شباب من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في الشوارع والحواري والأسواق يؤذن للصلاة و تقام الصلاة وهم مشغولون بشهواتهم إما خلف كرة يتقاذفونها أو في جلسات فارغة لاتسمن ولاتغني من جوع،أوفي الأسواق يختفون من رجال الهيئة حتى إذا انشغل الناس بأداء الصلاة انشغل هؤلاء بشهوة معاكسة النساء{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} (108)النساء،وفي البيوت من ينشغل بشهوة الحديث أو شهوة متابعة المباريات أو القنوات أو غيرها فلا يؤدي الصلاة في وقتها ويضيع الفرض والفرضين بكل سهولة،ومنهم من يأتي من عمله فيتناول طعام الغذاء ولا يؤخره ثم ينشغل بشهوة النوم عن الصلاة الوسطى صلاة العصر والتي خصها الباري من بين الصلوات بالتأكيد على المحافظة عليها فقال:{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم عمن يضيعها ((الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ))ووَتَرْتُ الرَّجُلَ إِذَا قَتَلْتَ لَهُ قَتِيلًا أَوْ أَخَذْتَ لَهُ مَالًا(البخاري)،وفيه أيضاً عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْعَصْرِفَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ((مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ))وقال فروة ابن خالد بن سنان:استبطأ أصحاب الضحاك مرة أميراً في صلاة العصر حتى كادت الشمس تغرب؛فقرأ الضحاك هذه الآية:{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.ثم قال:والله لأن أدعها أحب إلي من أن أضيعها،هذه بعض النماذج لإضاعة أوقاتها،وهناك إضاعة أخرى وهي قد تكون أشد لأن المرء في الواقع يصلي ولكن لاتصح صلاته ولا تقبل منه لأنه أخل بركن أو أكثر من أركانها ومثال ذلك الذين يخلون بركن الطمأنية فينقرون صلاتهم نقراً وقد جاء ذكر ذلك المثل في صحيح البخاري فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي قَالَ ((إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا))، وقال حذيفة لرجل يصلي فطفف:منذ كم تصلي هذه الصلاة؟ قال منذ أربعين عاماً.قال حذيفة:ما صليت -أي أنك منذ أربعين عاماً لم تصل صلاة واحدة -ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة لمت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم ،ثم قال: إن الرجل ليخفف الصلاة ويتم ويحسن.أ.هـ؛ولو تأملت في هذا الذي يطفف في صلاته وينقرها نقراً غالباً ما تجده قد تمكنت منه شهوة من شهوات الدنيا ملكت عليه قلبه فهو يستعجل في صلاته خوفاً أن تفوته تلك الشهوة،فيا قوم احذروا أن تستولي الشهوات على قلوبكم يقول أبو الأشهب العطاردي أوحى الله إلى داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسلم ياداود حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة وإن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوة من شهواته أن أحرمه طاعتي،وتلفت أخي ****** حولك وتأمل كم من الناس حرم الصلاة في المساجد كم من الناس حرم قيام الليل كم من الناس حرم الطاعات بسبب أنه آثر شهوة. ياقوم احرصوا على المحافظة على الصلاة وجودتها فهي صلتكم بربكم أعوذ بالله من الشيطان الر جيم: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.


الخطبة الثانية
الحمدلله الذي وسعت رحمته كل شيء أحمده سبحانه وأشكره يقبل التوبة ويقيل العثرة ويغفر الزلة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:فاما غيٌّ الذي توعد الله به من توفرت فيه الصفتان السابقتان فقد جاء في وصفه عن كعب قوله ((وادٍ في جهنم أبعدها قعراً وأشدها حراً،فيه بئر تسمى البهيم،كلما خبت جهنم فتح الله تلك البئر فتسعر بها جهنم)وقال ابن عباس (غي واد في جهنم،وإن أودية جهنم لتستعيذ من حره..)،ويقول عنه ابن مسعود (واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم).أيها الأحبة في الله إن ربكم غفور ودود رحيم وقد عقب سبحانه على الآية السابقة بقوله سبحانه :{ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ االْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}فلم يسد سبحانه بكرمه وإحسانه الباب أمام من أراد أن يتوب من تلك الصفتين بل جعل باب التوبة مفتوح وجعل الكريم بكرمه الجنة بعد ذلك فهيا أحبتي لنلج الباب الذي فتحه لنا العظيم،هيا إلى التوبة النصوح من هاتين الصفتين على جهة الخصوص ومن جميع الذنوب والخطايا عل الكريم أن يقبلنا بسعة رحمته وفضله .









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 14 : 11 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

الصلاة عمود الإسلام

ومما يجب التنبيه عليه أن كثيرا من الناس قد يتساهل بالصلاة وهي عمود الإسلام وأهم الفرائض بعد الشهادتين .

فالواجب العناية بها والمحافظة عليها في أوقاتها وأداء الرجال لها مع إخوانهم في بيوت الله . وكثيرا من الناس قد يصلي في البيت وربما صلى وقتا دون وقت ، وهذا خطأ عظيم ومنكر خطير ، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح العهد الذي بيننا وبنهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصين رضي الله عنه وقال عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه . وقد هم عليه الصلاة والسلام أن يحرق على من تخلف عن الصلاة في الجماعة بيوتهم فقال عليه الصلاة والسلام : لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم متفق عليه .

وهذا يدل على تعين أداء الصلاة بالجماعة في بيوت الله عز وجل وأن من تخلف عنها يستحق العقوبة ، ويقول عليه الصلاة والسلام من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر أخرجه ابن ماجة والدارقطني والحاكم بإسناد على شرط مسلم .

وسئل ابن عباس عن العذر فقال : خوف أو مرض . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أعمى قال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " هل تسمع النداء للصلاة " ؟ قال نعم قال " فأجب " فكيف يجوز بعد هذا لمن يخاف الله ويرجوه أن يصلي في بيته ويتشبه بأهل النفاق الذين قال فيهم إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلًا وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا متفق على صحته . . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لقد رأيتنا وما يتخلف عنها - يعني الصلاة في الجماعة - إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يعني من الصحابة يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف أخرجه مسلم في صحيحه .

وقد قال الله عز وجل وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ويقول سبحانه : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ويقول عز وجل : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ

ومن أهم الأمور في الصلاة الخشوع فيها والإقبال عليها بالقلب والقالب حتى يؤديها المصلى خاشعا مطمئنا خاضعا لربه محضرا قلبه بين يديه سبحانه وتعالى يرجو رحمته ويخشى عقابه ، لا ينقرها كالمنافقين ولا يذهب قلبه ها هنا وها هنا بل يجمع قلبه على الصلاة حتى يفرغ منها ويستحضر أنه بين يدي الله عز وجل يرجو رحمته ويخشى عقابه . يقول الله سبحانه قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ثم ذكر صفات جليلة للمؤمنين ثم قال في آخرها وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ولا يجوز للمسلم ولا للمسلمة التشبه بأعداء الله المنافقين في التساهل بالصلاة والتثاقل عنها وعدم الطمأنينة فيها ، بل الواجب العناية بها والمحافظة عليها في الجماعة في أوقاتها كما شرع الله وكما أوجب سبحانه وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام والتابعين لهم بإحسان .

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الخامس .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز اسكنه الفردوس الأعلى.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 14 : 11 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

ومن أهم التقوى إقامة الصلوات الخمس ؛ بل ذلك هو عمود الدين ، وميزان الأعمال ، والفارق بين المسلم والكافر وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر

من أهم واجباتها في حق الرجال أداؤها في الجماعة في المساجد . بل ذلك من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة التي لا يجوز الإخلال بها ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار وصح عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أن رجلا أعمى قال له يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب وفي رواية لا أجد لك رخصة وقال صلى الله عليه وسلم : من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر وقال ابن مسعود لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض

فاتقوا الله عباد الله ، وحافظوا على الصلوات في المساجد ، واحذروا ما يصدكم عن ذلك ، ويلهيكم عن ذكر الله من مجالس اللهو ، والقيل والقال ، وسماع الأغاني ، وأشباه ذلك مما يصد عن الحق .

وكثير من الناس يظن أن المقصود من الأمر بالصلاة في المساجد أداء الصلاة في جماعة فقط ، فإذا وجد عنده في بيته رجل أو أكثر قال نحن جماعة فلا بأس أن نصلي في البيت ، وهذا خطأ وقول على الله بلا علم.

والله أوجب الصلاة في المساجد لحكم كثيرة ، منها : اجتماع المسلمين في بيت الله على هذه العبادة العظيمة خاضعين ذليلين بين يدي الله سبحانه يرجون رحمته ويخافون عقابه ، ومنها التعارف والتعاون على البر والتقوى ، فإذا رأى المسلم إخوانه يؤدون الصلاة في المسجد اقتدى بهم في ذلك ؛ الأمير والشريف والغني والفقير وغيرهم في هذا سواء فيحصل لهم بذلك الاجتماع على الحق ، والتعارف ، ومشاهدة الغني لحال الفقير ، والأمير لرعيته ، ومنها أن ذلك مخالفة لأهل النفاق ، وإرغاما للشيطان ؛ لأن الشيطان يكره ظهور شرائع الإسلام ، والمنافق يتثاقل عن الصلاة في المساجد ، ولا يأتيها إلا دبارا ، فالمحافظ على الصلوات في المساجد قد أطاع ربه ، وأطاع رسوله ، وخالف هواه ، وأرغم شيطانه ، وسلم من مشابهة أهل النفاق ، والمتخلف عنها بضد ذلك .

نسأل الله السلامة من طاعة النفس والهوى ونوائب الشيطان .

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز اسكنه الفردوس الأعلى.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 15 : 11 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

المحافظة على أداء الصلاة من صفات المؤمنين


قال تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ فالصلاة أعظم الواجبات وأهم الفرائض بعد التوحيد ، وهي عمود الإسلام وهي أعظم ركن وأعظم فريضة بعد الشهادتين ، فاتق الله فيها وحافظ عليها في الجماعة لقول الله تعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ولقوله سبحانه : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ولقوله سبحانه : وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ولقوله سبحانه : وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ولقوله سبحانه عن المنافقين : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى

فلا ترض لنفسك بمشابهتهم ولا تكن مثلهم متثاقلا عن الصلوات كأنك تجر إليها جرا ، لكن كن نشيطا قويا مسارعا إليها في صلاة الفجر وغيرها ، فلا تقدم النوم على صلاة الفجر ولا على غيرها بل كن صابرا مسارعا ومراقبا الله في جميع الأوقات ، وهكذا زوجتك ، وهكذا أولادك كن قويا في هذا الأمر مع الزوجة ، ومع الأولاد ومع الخدم ، وأنت أولهم ، كن مسارعا وكن قدوة في الخير إذا سمعت النداء فبادر إلى الصلاة في الفجر ، والظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، كما أمرك الله سبحانه بذلك ورسوله يقول الله سبحانه : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى والصلاة الوسطى هي صلاة العصر خصها الله بالذكر لعظم شأنها ، ويقول سبحانه : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ وإقامتها : أداؤها كما أمر الله .

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز اسكنه الفردوس الأعلى.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 15 : 11 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي


كتاب الصلاة




باب أهمية الصلاة




الصلاة وأهميتها


الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، وبعد : فإن على المرء أن يهتم بالصلاة؛ لأن أمرها عظيم ، ومكانتها كبيرة ، وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له ، وأن يتبرأ مما سوى الله كائنا من كان ، وأن يؤمن ويعتقد أنه سبحانه هو المعبود بالحق ، وما عبد من دونه فهو باطل ، كما قال عز وجل في سورة الحج : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وفي سورة لقمان قال سبحانه : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وقال سبحانه : وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وقال عز وجل : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال تعالى : وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ الآية .

هذا الأساس العظيم هو أصل دين الإسلام ، وهو أول شيء يدخل به العبد في دين الله : الإسلام ، ثم يلي هذه الشهادة : الشهادة بأن محمدا رسول الله ، هاتان الشهادتان هما أصل الدين لا يصح دين بدونهما ، إحداهما لا تغني عن الأخرى ، فبعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم لا بد منهما ، فلا إسلام إلا بتوحيد الله ، ولا إسلام إلا بالإيمان بأن محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فلو أن إنسانا يصوم النهار ويقوم الليل ، ويعبد الله بكل العبادات ، ولكنه لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بعدما بعثه الله ، فإنه يكون بذلك كافرا ، بل من أكفر الناس عند جميع أهل العلم ، ولو أنه شهد أن محمدا رسول الله وصدقه ، وعمل كل شيء ، إلا أنه يشرك بالله - يعبد مع الله غيره ، من ملك أو نبي أو صنم أو شجر أو حجر أو جني أو كوكب - صار بذلك كافرا ضالا ، ولو قال : إن محمدا رسول الله ، فلا بد من الإيمان بهما جميعا ، لا بد من توحيد الله ، والإخلاص له .

ولا بد من الإيمان بأن محمدا رسول الله ، بعثه الله إلى الثقلين ، إلى الجن والإنس ، وكان الرسل الماضون يبعث كل واحد منهم إلى قومه خاصة ، لكن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام بعثه الله إلى الناس كافة ، إلى العرب والعجم ، إلى الجن والإنس ، إلى الذكور والإناث ، إلى الأغنياء والفقراء ، إلى الحكام والمحكومين ، كلهم داخلون في رسالته عليه الصلاة والسلام ، فمن أجاب هذه الدعوة التي جاء بها وانقاد لها وآمن بها دخل الجنة ، ومن استكبر دخل النار ، قال تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ وقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار وقال النبي عليه الصلاة والسلام : كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة وقد قال الله عز وجل : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وقال سبحانه : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وقال سبحانه : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عليه الصلاة والسلام .

ثم بعد هاتين الشهادتين أمر الصلاة ، فهي التي تلي هاتين الشهادتين ، وهي الركن الأعظم بعد هاتين الشهادتين ، فمن حفظها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع . جاء في مسند أحمد بإسناد جيد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما بين أصحابه فقال : من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف قال بعض الأئمة في هذا : ( إنما يحشر من أضاع الصلاة مع هؤلاء الصناديد من الكفرة الأشقياء : فرعون ، وهامان ، وقارون ، وأبي بن خلف؛ لكونه شابههم ، والإنسان مع من شابه ) ، قال تعالى : احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ يعني : أشباههم ونظراءهم .

فمن كانت علته الرياسة حتى ترك الصلاة حشر مع فرعون؛ لأن فرعون حمله ما هو فيه من الملك على التكبر ، وعادى موسى عليه الصلاة والسلام من أجل ذلك ، فصار من الأشقياء الذين باعوا بالخسارة وصاروا إلى النار ، قال تعالى : أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ نعوذ بالله من ذلك ، ومن حملته وظيفته أو وزارته على التخلف عن الصلاة ، صار شبيها بهامان وزير فرعون فيحشر معه يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك ، فإن تركها من أجل المال والشهوات والنعم ، شابه قارون الذي أعطاه الله المال العظيم فاستكبر وطغى ، حتى خسف الله به الأرض وبداره ، فيكون شبيها به فيحشر معه يوم القيامة إلى النار .

أما إن شغله عن الصلاة وعن حق الله البيع والشراء والمعاملات والمكاسب الدنيوية ، فإنه يكون شبيها بأبي بن خلف - تاجر أهل مكة - فيحشر معه إلى النار ، نسأل الله العافية من الكفرة وأعمالهم .

والمقصود : أن أمر الصلاة عظيم ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله وقال عليه الصلاة والسلام : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة بإسناد صحيح ، عن بريدة رضي الله عنه ، وخرج مسلم في صحيحه ، عن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة

فالأمر عظيم وخطير جدا ، إذا نظرنا في حال الناس اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فقد كثر المتخلفون عن الصلاة والمتساهلون بأدائها في الجماعة ، فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية .

والله جل وعلا أوسع النعم وأكثر الخيرات ، ولكن ابن آدم مثل ما قال الله جل وعلا : كَلا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى

أدر الله النعم وأوسع الخير ، فقابلها الكثير من الناس بالعصيان والكفران ، نعوذ بالله من ذلك ، فالواجب الحذر ، والواجب التبليغ ، كل إنسان يبلغ من حوله ويجتهد في بذل الدعوة وبذل التوجيه لمن حوله من المتخلفين ، ومن المتكاسلين ، ومن المقصرين في الصلاة وغيرها من حقوق الله وحق عباده؛ لعل الله أن يهديهم بأسبابه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع

وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن من تركها تهاونا وإن لم يجحد وجوبها يكفر كفرا أكبر؛ لهذه الآيات والأحاديث التي سبق ذكرها ، ولو قال : إنه يؤمن بوجوبها ، إذا تركها تهاونا فقد تلاعب بهذا الأمر الواجب ، وقد عصى ربه معصية عظيمة ، فيكفر بذلك في أصح قولي العلماء؛ لعموم الأدلة ، ومنها قول الرسول عليه الصلاة والسلام : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ما قال : من جحد وجوبها ، بل قال : من تركها فهذا يعم من جحد ومن لم يجحد ، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ما قال : إذا جحد وجوبها .

فالرسول عليه الصلاة والسلام أفصح الناس ، عليه الصلاة والسلام ، فهو أفصح الناس ، وهو أعلم الناس ، يستطيع أن يقول : إذا تركها جاحدا لها ، أو إذا جحد وجوبها ، لا يمنعه من هذه الكلمة التي تبين الحكم لو كان الحكم كما قال هؤلاء ، فلما أطلق عليه الصلاة والسلام كفره فقال : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر دل ذلك على أن مجرد الترك والتعمد لهذا الواجب العظيم يكون به كافرا كفرا أكبر - نسأل الله العافية - ورِدّة عن الإسلام ، نعوذ بالله من ذلك .

ولا يجوز للمرأة المسلمة بعد ذلك : أن تبقى معه حتى يرجع إلى الله ويتوب إليه ، وقد قال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رحمه الله : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) .

فذكر أنهم مجمعون على أن ترك الصلاة كفر ، ولم يقولوا : بشرط أن ينكر وجوبها ، أو يجحد وجوبها ، أما من قال : إنها غير واجبة ، فهذا كافر عند الجميع كفرا أكبر ، وإذا قال : إنها غير واجبة فقد كفر عند جميع أهل العلم ، ولو صلى مع الناس ، متى جحد الوجوب كفر إجماعا ، نسأل الله العافية .

وهكذا لو جحد وجوب الزكاة ، أو وجوب صوم رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة كفر إجماعا ، نسأل الله العافية .

وهكذا لو قال : إن الزنا حلال ، أو الخمر حلال ، أو اللواط حلال ، أو العقوق حلال ، أو الربا حلال ، كفر بإجماع المسلمين ، نسأل الله العافية؛ لأنه استحل ما حرمه الله ، لكن إذا كان مثله يجهل ذلك وجب تعليمه ، فإن أصر على جحد الوجوب كفر إجماعا كما تقدم .

والله ولي التوفيق . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .

تعليق لسماحته على محاضرة بعنوان " الصلاة وأهميتها " أقيمت في الجامع الكبير بالرياض .

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء العاشر .


الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز اسكنه الفردوس الأعلى.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 16 : 11 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

كيفية الصلاة من الوضوء حتى التسليم


سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز سلمه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :

لدي سؤال حيرني كثيرا وأرغب من سماحتكم التكرم بالإجابة عليه بالتفصيل وجزاكم الله خيرا .

السؤال : أنا فتاة مسلمة ملتزمة أعمل الخير وأتجنب الشر إلا أنني لم أقم الصلاة وذلك بسبب الحيرة حيث إن الناس في العراق منقسمون إلى قسمين قسم يدعى شيعة والقسم الآخر يدعى سنة ، وصلاة كل منهما تختلف عن الآخر وكل منهما يدعي إن صلاته هي الأصح ، وأنا إن صليت مع القسم الشيعي أو السني فإن الوسوسة لا تفارقني . لهذا أرجو أن تفيدوني عن الصلاة من الوضوء وحتى التسليم؟

ج : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد :

فأسأل الله لك ولجميع أخواتك في الله التوفيق والهدايا وأوصيك أولا بلزوم ما عليه أهل السنة والجماعة وأن يكون الميزان ما قاله الله ورسوله ، الميزان هو كتاب الله العظيم القرآن ، وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وسيرته عليه الصلاة والسلام وأهل السنة هم أولى بهذا وهم الموفقون لهذا الأمر وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، وعند الشيعة أغلاط كثيرة وأخطاء كبيرة نسأل الله لنا ولهم الهداية حتى يرجعوا إلى الكتاب والسنة وحتى يدعوا ما عندهم من البدعة فنوصيك بأن تلزمي ما عليه أهل السنة والجماعة وأن تستقيمي على ذلك حتى تلقي ربك على طريق السنة والجماعة .

أما ما يتعلق بالصلاة فالواجب عليك أن تصلي وليس لك أن تدعيها لأنها عمود الإسلام والركن الثاني من أركانه العظيمة والصواب ما عليه أهل السنة في الصلاة وغيرها ، فعليك أن تصلي كما يصلي أهل السنة وعليك أن تحذري التساهل في ذلك فالصلاة عمود الإسلام وتركها كفر وضلال ، فالواجب عليك الحذر من تركها والواجب عليك وعلى كل مسلم ومسلمة البدار إليها والمحافظة عليها في أوقاتها كما قال الله عز وجل : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ وقال سبحانه : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ قال سبحانه وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فعليك أن تعتني بالصلاة وأن تجتهدي في المحافظة عليها وأن تنصحي من لديك في ذلك والله وعد المحافظين بالجنة والكرامة قال سبحانه : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ثم عدد صفات عظيمة لأهل الإيمان ثم ختمها بقوله سبحانه : وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وهذا وعد عظيم من الله عز وجل لأهل الصلاة وأهل الإيمان ، وقال سبحانه في سورة المعارج : إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ثم عدد صفات عظيمة بعد ذلك ثم قال سبحانه : وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ فنوصيك بالعناية بالصلاة والمحافظة عليها .

من برنامج نور على الدرب ، الشريط رقم (844)

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الحادي عشر .


الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز اسكنه الفردوس الأعلى.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 17 : 11 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

تعظيم شأن الصلاة



والآيات والأحاديث في تعظيم شأن الصلاة ، ووجوب المحافظة عليها وإقامتها كما شرع الله والتحذير من تركها كثيرة ومعلومة ، فالواجب على كل مسلم أن يحافظ عليها في أوقاتها ، وأن يقيمها كما شرع الله ، وأن يؤديها مع إخوانه في الجماعة في بيوت الله ، طاعة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وحذرا من غضب الله وأليم عقابه .

ومتى ظهر الحق واتضحت أدلته ، لم يجز لأحد أن يحيد عنه لقول فلان أو فلان؛ لأن الله سبحانه يقول : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا

ويقول سبحانه : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

ولا يخفى ما في الصلاة في الجماعة من الفوائد الكثيرة ، والمصالح الجمة ، ومن أوضح ذلك التعارف والتعاون على البر والتقوى ، والتواصي بالحق والصبر عليه ، وتشجيع المتخلف ، وتعليم الجاهل ، وإغاظة أهل النفاق ، والبعد عن سبيلهم ، وإظهار شعائر الله بين عباده ، والدعوة إليه سبحانه بالقول والعمل ، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة .

ومن الناس من قد يسهر بالليل ويتأخر عن صلاة الفجر ، وبعضهم يتخلف عن صلاة العشاء ، ولا شك أن ذلك منكر عظيم وتشبه بأعداء الدين المنافقين الذين قال الله فيهم سبحانه : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا وقال فيهم عز وجل الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ وقال سبحانه في حقهم : وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

فيجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من مشابهة هؤلاء المنافقين في أعمالهم وأقوالهم ، وفي تثاقلهم عن الصلاة وتخلفهم عن صلاة الفجر والعشاء حتى لا يحشر معهم ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا متفق على صحته .

وقال صلى الله عليه وسلم : من تشبه بقوم فهو منهم رواه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بإسناد حسن . وفقني الله وإياكم لما فيه رضاه وصلاح أمر الدنيا والآخرة ، وأعاذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن مشابهة الكفار والمنافقين ، إنه جواد كريم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثاني عشر.


الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 09 / 2009, 17 : 11 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.99 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1255
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

الصلاة هي عمود الإسلام وأعظم الواجبات وأهم الأمور بعد الشهادتين



والصلاة هي عمود الإسلام وأعظم الواجبات وأهم الأمور بعد الشهادتين ، فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة العناية بالصلاة ، والمحافظة عليها في أوقاتها وأن يؤديها كل منهما بطمأنينة ، قال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وعلى المؤمن أن يحافظ عليها في الجماعة في بيوت الله لا يتشبه بالمنافقين والكسالى بل ويسارع إليها ويحافظ عليها مع إخوانه في بيوت الله كل وقت ، قال تعالى : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ يعني صلوا مع المصلين ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل
لابن عباس ما هو العذر قال : خوف أو مرض ، فجاءه رجل أعمى فقال : يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة إذا صليت في بيتي؟ قال : هل تسمع النداء للصلاة قال نعم قال فأجب

فهذا رجل أعمى ليس له قائد يقال له أجب فكيف بحال غيره.

فعلى المسلم أن يحافظ على هذه العبادة العظيمة التي هي عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، وقد ذكر مالك رحمه الله في موطئه عن نافع أن عمر رضي الله تعالى عنه كان يكتب إلى عماله وأمرائه ويقول لهم : (إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع)

وكثير من الناس اليوم ليس عنده عناية بالجماعة وهذا خطر عظيم وشر كبير ، وربما ترك بعضهم صلاة الفجر فلم يصلها إلا بعدما تطلع الشمس ويقوم لعمله وهذا منكر عظيم ، فالصلاة عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، والله يقول سبحانه : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى فالواجب العناية بها والمحافظة عليها في أوقاتها ، وفي الجماعة في حق الرجل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ويقول صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وهذا وعيد عظيم ، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن ذلك كفر أكبر ،
وأن تركها كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها ، أما إذا جحد وجوبها فهذا كفر أكبر عند جميع العلماء ، فالواجب الحذر ، وأن نحافظ عليها في الجماعة ، وأن نعظمها ونؤديها بقلب حاضر وخشوع وإقبال نرجو ثواب الله ونخشى عقاب الله ،

وهكذا زكاتك حق المال وهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة عليك أن تعتني بها ، وأن تؤديها عن طيب نفس وعن رغبة فيما عند الله ، وأن تجتهد في تخليص مالك منها ، وأن تضعها في يد المستحقين لها ترجو ثواب الله وتخشى عقاب الله ،

وهكذا صوم رمضان عليك أن تصومه في وقته ، وأن تحافظ عليه ، وأن تصونه مما حرم الله من غيبة ونميمة ومن سائر المعاصي ،

وهكذا حج البيت في حق من استطاع السبيل إليه يجب عليه أن يحج من رجل وامرأة مرة واحدة في العمر لقول الله عز وجل : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا الآية وقول النبي صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس وذكر منها الحج ،

وهكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليك أن تعتني بهذا مع أهل بيتك ومع جيرانك ومع غيرهم من إخوانك المسلمين ، لكونه من أهم أخلاق المؤمنين والمؤمنات كما قال الله تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ هكذا المؤمنون والمؤمنات
جميعا ذكر الله سبحانه أنهم أولياء ليسوا أعداء ، بل بينهم المحبة والإخاء والتعاون على الخير ، وهكذا يجب على المؤمنين والمؤمنات أن تسود بينهم المحبة والإخاء والحب في الله والبغض في الله ، وأن يكونوا بعيدين عن الكذب والخيانة والغيبة والنميمة وعن شهادة الزور وعن كل ما يسبب الفرقة والاختلاف والشحناء ، وأوضح سبحانه أنهم : يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وقدم ذلك على الصلاة والزكاة ، لعظم الفائدة والمصلحة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي آية أخرى وصف الأمة كلها بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر يعني : أمة الإجابة كما في قوله تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وما ذلك إلا لأهمية هذا الواجب وعظم المصلحة فيه ،

فعلى المؤمن أن يقوم على أهل بيته بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من زوجة وأولاد وغيرهم ، ينصحهم جميعا ويحذرهم من معاصي الله ويحثهم على الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها ، ويحثهم على كل ما أوجب الله ، وينهاهم عما حرم الله عليهم ويحذرهم من الغيبة والنميمة ومن إيذاء بعضهم لبعض ومن إيذاء الجيران ومن تخلف الرجال عن الصلاة في الجماعة إلى غير هذا ، عملا بهذه الآية الكريمة وهي قوله سبحانه : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية ، وعملا بقوله سبحانه :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ الآية. وبقول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا وبقوله سبحانه عن نبيه ورسوله إسماعيل عليه الصلاة والسلام : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع .


الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى الفتاوى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018