الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 0 | المشاهدات | 3604 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
10 / 04 / 2023, 41 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وافق الإسلام ؛ الدين الخاتم المبتعث به خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين .. وافق الإسلام ڪـ نظام حياة وطراز خاص مِن العيش .. وڪيفية معينة في التعامل مع الآله الواحد الأحد وڪيفية معينة في التعامل مع الآخر وڪيفية معينة في التعامل مع الذات البشرية .. وافق الإسلام - هذا - العقول النيرة والأذهان المتقدة من البشر فأبدعت بغض الطرف عن لون بشرته أو عينه أو مڪان مسقط رأسه .. ايقظ هذا العقول من غفوتها وقدح من زَّنْد الأذهان فڪرها فسمىٰ -الإسلام- بها إلىٰ ارقىٰ مناحٍ للحياة الآدمية .. فـ ارتقىٰ بــ البنية العلمية في ڪافة مناحيها وطرقها وتشعباتها .. والإجتماعية في ڪافة أوجهها وابوابها .. والاقتصادية في ڪافة منافذها ودروبها .. والسياسية المدنية منها والعسڪرية في ڪافة تشعباتها ودهاليزها .. والمعمارية في ڪافة صورها وأبداعاتها .. فــ بزغ علماء في الطب والڪيمياء والڪشف عن الداء واستخراج له دواء والفلك والهندسة المعمارية .. وليس هذا الجانب فقط بل ابدعت في علم الكلام وعلوم القرآن وأصوله وابحاث الفقه وأصوله .. فــ علَّوا - علماء الإسلام من شتىٰ بقاع الأرض المعمورة - في سماء المعرفة وتمقعدوا في مرڪز لائق بهم فوق سحائب العلم بعلومٍ عدة عديدة شتىٰ .. وقت أن ڪانت أورُبا تعيش في ظلام الجهل وسراديب الشعوذة ، ولم تڪن أمريكا وجد لها علىٰ الخارطة الجغرافية رسم أو اسم.. فـ قدم علماء الإسلام وفق منهاج الإسلام - الوحي - بمصدرية : القرآن الڪريم والسنة النبوية العطرة في ڪافة العلوم البشرية نماذجَ مشرفة للإنسانية جمعاء - فالعلم لا يبقىٰ حبيس مصدره أو منبعه- يشهد بها العدو قبل الصديق .. فتبوؤا مقعدا لم يقترب منه أحد إذ علوم توافق النفس البشرية وتراعي متطلبات الإنسان بترڪيبته الأصلية ؛ فلا يهتم بالجسد وجوعاته علىٰ حساب النفس أو الروح ، أو تراعىٰ الروح والنفس فيهمل الجسد برهبانية ابتدعت من قِبل خرافة مفادها : أنهك الجسد تسمو الروح.. وفي نفس اللحظة راعت الشريعة الإسلامية والمنهجية المحمدية أصحاب الحاجات الخاصة وضعاف النفوس وخوار الأبدان وجوعات الجسد وطروحات الروح ومتطلباتها .. فـ أوجد الوحي الإسلامي تناسباً بين متطلبات الجسد وجوعاته وبين سمو الروح وعلو النفس فيهدأ الإنسان وينسجم مع الحياة ويتوافق مع الآخرين فيسعد المجتمع الإنساني ... وهذه هي أصل مبدأ الإسلام في الحياة وعمود خيمة المجتمع البشري.. ڪما وتوجد تناغماً بين حالة الضعف البشرية وحالة الخوار البدني والفراغ الروحي وبين حالة القوة في التحكم الڪامل في النوازع البشرية والمتطلبات الآدمية والرقي الفڪري والسمو العقلي فوجد بين البشر ضعاف النفوس ووجد من يبحث عن لذته وإشباع شهواته سواء بإنحراف وخطأ في ڪيفية الإشباع أو شذوذ .. ووجد أصحاب الهمم العالية والنفوس الراقية فوفق الشرع الحنيف بين متطلبات الأول وسمو الثاني .. والحقيقة أنها محصلة لڪيفية التربية وما يعلو في سماء المجتمع مِن قيم إنسانية راقية ومفاهيم بشرية عالية ومقاييس آدمية سامية .. ليڪتمل في أبهىٰ صورة بشرية المجتمع الإسلامي -أولاً وبادئ ذي بدء- في يثرب = المدينة المنورة النبوية - والتي طيَّبَ الله تعالىٰ ثراها بمرقده وبجواريه وزيريه الأول والثاني وخليفته الأول والثاني - ويڪتمل التفوق الذهني والسمو العقلي مع القدرة البدنية في منتهاها في بقية العصور زمن الخلافة الراشدة والمُلك الإسلامي الراشد .. ويجاور هذا كله ويقابله الضعف والخوار في الترڪيبة الأصلية لهذا الڪائن غريب الأطوار : الإنسان .. ففي مجتمع المدينة المنورة .. وهو خير القرون وجدت حالات زنا مِن مسلمين ويهود .. وسرقة .. وڪذب .. ونفاق ومحاولات قتل .. ومخالفاتت .. وإدعاء نبوة باطلة ڪاذبة ومحاربة الله والڪيد لرسوله وتعذيب الفئة المؤمنة الصالحة الطيبة الطاهرة الزڪية وردة ومنع أو محاولة منع تطبيق بعض الأحكام ڪــ مانعي الزكاة .. إذ هو مجتمع بشري .. آدمي .. إنساني وليس مجتمعاً ملآئكياً .. ولن يستطع الإنسان بڪيانه الآدمي أن يقترب مِن درجة الملآئكة أو يدنو منها .. فيڪفي أن هذا الڪائن البشري - القوي الضعيف - خرج مِن مجرىٰ البول مرتين : مرةً مِن صلب أبيه ومرة مِن رحم أمه .. وأصل خلقته مِن تراب ويعود بعد موته إليه .. والإنسان ومنذ بدء خلقته السوية[(٢)] وحتىٰ ڪتابة هذه السطور لم يتغير في ترڪيبته[(٣)] الأصلية الشئ الڪثير؛ فأجهزته الحيوية ڪـ المخ وخلاياه ومراڪزه والقدرة علىٰ التعلم والدراسة والفهم والاستيعاب والحفظ والإدراك واسترجاع المعلومات في الوقت الذي يحتاجها فيه ؛ تلك التي حُفظت مِن قبل وخُزِنَت ثم بالتجربة وتڪرارها تزداد سعة المعلومات الجديدة ويزيد حجمها فيتراڪم كمٌ هائل مِن المعلومات السابقة بجوار الجديدة المڪتسبة والخبرات التي حُصلت من قبل فيطور الإنسان الشئ الموجود أمامه ڪـ صناعة السيارة والطائرات أو في مجال الأجهزة التي يحتاجها في حياته اليومية في المطبخ أو غرفة المعيشة أو أماكن العمل أو الشارع العمومي والمتنزهات ووسائل الترفية والتسلية .. أو في مجال صناعة الدواء و أجهزة تشخيص الداء والڪشف على الأجهزة الحيوية للإنسان أو البناء والتشييد والزراعة وأدوات الري أو أدوات الحرب والفتك والتدمير .. وأمثالها .. ڪما وأن رئة الإنسان - التنفس - تعمل ڪما ڪانت تعمل منذ مئات بل آلوف وملايين السنين فلم يتمڪن الإنسان أن يبقىٰ تحت الماء لأڪثر من ثلاث دقائق .. وقلبه ينبض ويضخ الدماء في ڪافة أنحاء الجسد .. والأسنان ودورها في مضغ الطعام .. واحتياجه لــ شرب الماء وعملية الهضم في المعدة والامتصاص .. ثم إخراج الفضلات تتم ڪما ڪانت من قبل .. والتغيير الملحوظ -فقط- في اسلوب عيشة الإنسان وڪيفية حياته ثم مستوىٰ الرفاهية ودرجتها والتي تَحَصَّل عليها نتيجة إعمال العقل وتوفر المال .. وفق الزمن أو العصر الذي يعيش فيه .. فــ جداتنا غسلت الملابس بيدها وأطباق الطعام وحفيدتها تضع الجميع في غسالة صناعة وتذهب إما لتحصيل علم أو الفرجة على مسلسلات تليفُزيونية .. فإذا أحتاج - الإنسان - إلىٰ النوم -وهو حاجة عضوية ضرورية- فسوف ينام إما علىٰ تراب تحت رأسه حجر .. أو فوق أعشاب يسند نفسه علىٰ جذع شجر أو في مغارة أو ڪهف أو في قصر عالٍ منيف وفراش وثير تحته حرير وفوقه ديباج ؛ أو في سَفره استوثر فراش فندق خلف محطة قطار رئيسة في أمهات المدن العالمية أو هيلتون المدينة وشيراتون العاصمة فينام نوماً عميقاً .. أو فوق مقعد في حديقة عامة .. وڪذلك إخراج الفضلات المتبقية في الأمعاء أو المثانة - حاجة عضوية آخرىٰ ملحة في إخراجها وضرورية - فيخرجها في أي مڪان وعلىٰ أي هيئةأو وضع - حسب عادات وتقاليد أهله - سواء تغوط في غائط [منخفض] في الصحراء أو خلف الأشجار لا يراه ولا يشم رائحته أحد أو في غرفة خاصة[(٤)] فوق مرحاض عربي أو افرنجي .. فهذا بالنسبة إلىٰ الحاجات العضوية الضرورية والتي إن لم تشبع يموت الإنسان ويهلك إما خنقاً لعدم توفر الهواء لرئته وعدم القدرة علىٰ استنشاق الهواء النقي أو مسموماً لإنتشار مخلفات البول في دمه أو لتوقف قلبه عن ضخ الدم أو عدم القدرة علىٰ النوم .. تتبقىٰ الغرائز الإنسانية وهي لها عدة مظاهر تُشبع من خلالها وليس لها صورة واحدة في الإشباع ڪ غريزة النوع والتملك والبقاء .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولنبدء من تحديد البداية : المخلوق الأول والمصنوع الأول والڪائن الأول في الوجود هو : « „ آدَمَ ‟ » .. حقيقة خلق الإنسان أنه كما : {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}. ولكي لا تضيع من بين أيدينا حقيقة الوجود الإنساني يذكر خالقنا فاستمع إليه وهو يقول : {أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}. ويخبرنا خالقنا بحقيقتين ؛ الأولى منهما : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ} ثم يبين الحقيقة الثانية في نفس الآية استمع إليه وهو يقول : {مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون} ثم يكمل قضية التوضيح في الخلق فيقول - سبحانه وجلَّ شأنه - : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ} . {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِين} {إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِب}. ثم يبين إكمال عملية الخلق والإيجاد : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}. ويأتي تبيان حالة خلق الإنسان من نسل آدم استمع إليه وهو يقول : {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِق} {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِق} {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِب} {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}. ثم ينوع الخطاب : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُون} {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} {وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير} {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون}. ويؤكد الذكر على حقيقة مفادها : {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين} {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين}. ثم يأتي التكريم والتعظيم والتبجيل والتفخيم : {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِين} ويأتي حوار استرشادي : {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين} .. ثم يؤكد على مسألة التكريم هذه بقوله : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}[الحِجر:28] {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين}[الحِجر:29] {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُون}[الحِجر:30] {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين} [الحِجر:31] {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين} [الحِجر:32] {قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون} [الحِجر:33]. يريد الذكر الحكيم التأكيد على قضية التكريم هذه فاسمع إليه وهو يقول : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء:61] {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلا}[الإسراء:62] {قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا} [الإسراء:63] {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}[الإسراء:64] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا}[الإسراء:65]. ثم ينتقل بنا الذكر الحكيم إلى خلق الإنسان من ذرية آدم وزوجه وللتذكير يقول :{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}. ثم يجمل قضية الخلق فاستمع إليه وهو يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج}. ويأتي التذكير باسلوب : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين} {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين} {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين} {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون} {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُون} . يؤكد على تلك الحقيقة : النهاية المحتومة : {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِير}. ثم يؤكد على حقيقة بعد الخلق والتنشأة فيقول : {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم}. ثم يتم الإخبار بقضية العلم والتعليم وكيف ركز عليها الذكر الحكيم أيما تركيز وأي اهتمام فاستمع إليه وهو يقول : {الرَّحْمَن} {عَلَّمَ الْقُرْآن} {خَلَقَ الإِنسَان} {عَلَّمَهُ الْبَيَان}. ويخبرنا خالقه وصانعه ومبدعه في نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة يقوله فيه : {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} .. و النص هذا لا يحتاج لمزيد توضيح أو تفسير أو تأويل ؛ وإن شرحه حَبر هذه الأمة عبدالله بن العباس - رضي الله عنهما -؛ عم النبي المصطفىٰ - عليه السلام - .. فــ آدم لم يتلقَ تعليماً أو درساً من أحد فهو المخلوق الأول ؛ فلا أب له يأدبه ويربيه ، ولا أم له ترعاه وتعلمه ، وهو يحتاج لتلك المعلومات الأولية والتي ذڪرتها آنفاً .. فڪان من رحمة خالقه ومبدعه أن ذڪر لنا هذه الآية ؛ ولڪي نوضح هذه المسألة أڪثر نستعين بآية آخرى في نفس الموضوع ونفس المسألة وهي أيضا قطعية الثبوت قطعية الدلالة .. تقول: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} وجاء التعبير في الآية الڪريمة بلفظ الجلالة {اللّهُ} الدال علىٰ ذاته العَلِية؛ واسمه الذي لم يسمَ غيره به .. فلم يأت بأي اسم من اسمائه الحسنىٰ علىٰ كثرتها .. ثم جاء الإخبار في نفس الآية بأن هذا الخالق الصانع المبدع المنشأ أوجد بعد الخلق فقال {جَعَلَ} أي بعد التخليق والتنشأة والتكوين والإبداع فــ جعل : أدوات التعليم المخلوقة مع الإنسان : ذڪر كان أو انثىٰ وخرج إلىٰ الحياة بغض الطرف عن مڪان خروجه .. أفي القارة الأوربية المتحضرة - الأن - أو أمريكا والتي تسعىٰ أن تڪون الدولة الأولىٰ في العالم أو في الصين والتي تزاحم الدول الصناعية الكبرىٰ أو في بلاد الهند ومن يعبد بقر أو في أوساط أفريقيا وأدغالها فمَن يخرج من فصيلة الإنسان في أي بقعة علىٰ الأرض يمتلك ذاتياً أدوات التعليم والتعلم فذڪرت الآية علىٰ الترتيب : {وَجَعَلَ لَكُمُ : (١) : {الْسَّمْعَ} : فــ بـ آلة السمع يتمڪن الإنسان مِن معرفة ڪل ما حوله من أصوات ومن خلال السماع يتعلم اللغات ويعرف مدلولات الألفاظ .. فاللفظ ڪذا يدل علىٰ ڪذا فيتعلم صنعة التڪلم والمخاطبة والحديث والتعبير عما بداخله من فرح وسرور أو حزن وألم .. والكتابة والحساب .. وجاء اللفظ بصيغة الإفراد .. وَ (٢) {الأَبْصَارَ} : جاء اللفظ هنا بصيغة الجمع وليس بصيغة الإفراد {البَصَرَ} .. مما يشير ويلفت الانتباه بأن الإنسان يحمل عدة قدرات للإبصار ؛ ليس البصر أي الرؤية بالعين المجردة اللتان في الرأس.. فقط وَ (٣) {الأَفْئِدَةَ} : وهذه اللفظة أيضا جاءت بصيغة الجمع ؛ وصيغة المفرد : {الفُوأد} وهذه الآية تحتاج إلىٰ صحيح تفسير وسليم تأويل ودقة في التعبير والشرح .. وما يهم الأن أن الإنسان الأول {آدم} مع أنه يملك بالقطع هذه الأدوات إلا أنه أحتاج لمعلومات أولية عن الحياة التي وجد فيها فهو ليس طفلا بل [رجلا] كاملا فاحتاج إلىٰ تلك المعلومات الأولية والتي ستصبح عنده معلومات سابقة سيبني عليها ومن بعده ذريته معلومات جديدة تتراڪم علىٰ مر الأزمان وڪر الدهور .. إذ الوليد مِن أم وأب سيقومان بتعليمه وتدريسه بغض الطرف عن الڪيفية والوسيلة أبدائية ڪانت(!؟) أو طريقة تعليم وتدريس متقدمة علمياً .. ثم خُتمت الآية بقول - عزَّ وجلَّ -: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} . ويأتي توضيح : {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والفارق بين الغريزة عند الإنسان .. والحاجة العضوية .. أن الأولىٰ لا تستلزم الإشباع الحتمي ، بل تُشبع من خلال مظاهرها ، وأما الثانية - الحاجة العضوبة - فهي تستلزم وتتطلب الإشباع الحتمي - ڪـ الجوع : الحاجة: إلىٰ طعام .. أو - العطش والظمأ : الحاجة إلىٰ شراب .. - الراحة والحاجة إلىٰ النعاس والنوم .. - والتنفس : الحاجة إلى الهواء .. - وإخراج الفضلات من الجسد من خلال العرق والتبول والتبرز .. أما الميل الجنسي فيتطلب فقط إشباعاً وليس ضرورياً ؛ وما لم يُشْبَع يحدث اضطرابا في سلوك الإنسان وقلقا وإعوجاج مزاج .. وقد يحدث(!) - في رهبانية ابتدعوها - إنحراف وخطأ أو شذوذ في كيفية الإشباع .. بيد أن الثقافة غير إسلامية تجعل الجنس في درجة علوية والتعري والتڪشف والإباحية ثقافة عند بعض الشعوب ؛ وممارسة الجنس دون وازع خُلقي [الخُلق الحميد؛ مڪارم .. محاسن الأخلاق=] أو إنساني [اختلاط الأنساب ؛ الانحراف أو الخطأ أو الشذوذ أو استعمال منتجات صناعية واستخدام أطفال] أو ديني [لا تقربوا الزنا = حرام .. يقابله الحلال = وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا] فلا يوجد عندهم ما يسمىٰ حرج - وهو أدنىٰ درجة في الحياء ڪما عند المسلمين وفقاً لمبادئ الإسلام وتعريف حدود العورة لڪل من الذكر عند البلوغ ؛ والأنثىٰ إذ بلغت مبلغ النساء .. هنا تظهر نوع الثقافة وڪيفية ممارستها أو ما يسمىٰ „ المفهوم ” و „ القيمة ” و „ المقياس ” أي فڪرة عن الحياة ارتبطت بالسلوك.. فصارت مفهوما أو مقياسا أو قيمة عند مزاولة عمل ما! لذا فــ الإنسان يحتاج إلىٰ تنوع في التربية النفسية والتربية البدنية تجاه خالقه ورازقه تسمىٰ „ عبادة ”.. وعند الآخرين يذهب إلى الطبيب النفسي أو مصحة تأهيل أو يمارس نشاط بدني في صالات الرياضة ونواديه مع التربية والتعليم لمتطلبات الحياة في المدارس والجامعات والمعاهد والأكاديميات ؛ فأوجد الخالق وهو السميع العليم أنواعا من العبادات وأشڪالا من التقرب إليه يحبها هو ويرضىٰ عنها ويريد من يعبده أن يتعبده بهذه الڪيفية ومن خلال هذا الطريق .. فأوجد - سبحانه وجلَّ شأنه - نظام عبادة إثناء الحالة الطبيعية والتي يڪون عليها الإنسان في نهاره وإثناء معاشه اليومي من طهارة حسية بدنية وروحية وقلبية .. فجعل إخراج فضلات من جسده تحتاج إلى نظافة معينة وتطهير بطريفة خاصة من خلال مسح الموضع الذي خرجت منه الفضلة أو إغتسال ڪامل يعم البدن ڪله أو التيمم .. وفرق الشارع الحكيم بين الودي والمذي وبين المني ؛ وفرق سبحانه بين الدم من جرح أو خروج دم الحيض والنفاس أو الاستحاضة .. بل فرق بين عدة ألوان ورائحة دم الحيض وفرق بين البول ؛ والبراز ، وبين العرق ؛ ودمع العين ؛ ورطوبة الأنف ؛ أو رطوبة فرج المرأة ، وقد بيَّنَ هذه الأحڪامَ الشرعيةَ الفرعيةَ العمليةَ السادةُ علماءُ الأمة الإسلامية - إما وفق المذهب الواحد وإما في مقارنة الفقه - ثم أوجد الخالق الرازق رابط قوي بينه ڪـ رب مالك وخالق وبين عبده الإنسان المطيع من خلال صلوات بــ رڪوع وسجود علىٰ طهارة ڪاملة خمس مرات في اليوم والليلة فيعيش الإنسان يومه على طهارة بين الصلوات ؛ وقبل الصلوات ؛ وبعد الصلوات ڪـ مراقبة ذاتية لنفسه مع وجود تقوىٰ الله تعالىٰ .. ثم كُتب عليه الصيامَ شهرا قمريا في العام .. وهذا أقرب ما يڪون إلىٰ مراقبة ذاتية فعلية عملية حين يمتنع عن ڪل ما اباحه الخالق بقية شهور العام الهجري .. ثم تضاف سنة صلاة التراويح ، وسنة التهجد في ليل بعد نوم ولو لساعة من الزمان ، وسنة الاعتڪاف ، وقراءة ورد يومي .. ڪــ جرعات متتالية مڪثفة في شهر واحد فقط في العام .. وبعد الإنتهاء من الشهر الفضيل رمضان الڪريم صياماً وقياماً وقراءة ورد يومي واعتكاف في المساجد .. تأتي تربية من نوع آخر متقطعة على مدار الإسبوع ڪـ صوم الإثنين والخميس أو على مدار الشهر ڪــ أيام البيض القمرية أو على مدار العام عاشوراء وتاسوعاء أو يوم عرفة لمن ليس حاجاً .. ثم يوضح رسول الإسلام ونبي آخر الزمان ثواب وجزاء مَن يفعل ذلك !.. ولڪي تڪتمل الصورة أمام المسلم .. نجد : (١) : قول النبي البشير : « أفْلَحَ إنْ صَدَقَ [(٥)] ». بعد ما سمع الرجل النجدي يقول وقد اقسم : " واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ ". لمن اقتصر على الفروض دون المندوبات ولم يقم بـ النوافل ولم يأتِ بــ المستحبات! (٢) « سَاعَةً وَسَاعَةً[(٦)] » .. فالحياة والمعيشة كما قال -عليه السلام- : ساعة عبادة وطاعة .. وساعة مع الأشغال لكسب لقمة العيش ومع الأهل والأصدقاء والأولاد .. لذا جاء النص واضحا وصريحاً : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}. والتركيبة الأصلية للإنسان تميل إلى الدعة وبعض الكسل .. فيكشف لنا الخالق حقيقة : {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَد}. وقبلها في نفس الآية الكريم يبين سبحانه وتعالىٰ شأنه : {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} {الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين}. لذا فقد وجدت الرخص فقال -عليه السلام- « „ إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ” ». وهذا لعلمه سبحانه الكامل بهذا المخلوق .. فجميع التكاليف بها من اليسر والسهولة دون العنت والضيق ما هو في طاقة الإنسان العادي ؛ لذا تسمعه يقول في مسألة الامتناع عن الشراب والطعام والخلوة بالزوجة : « „ يريد الهو بكم اليسر ” ».. ثم يؤكد« „ ولا يريد بكم العسر ” » . ثم يبين أطوار هذا المخلوق : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير}. {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} . {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} . ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * الإثنين: 19 رمضان، 1444هــ ~ 10 أبريل 2023 م. ــــــــــــــــــــــــ [(١)] تمام الآية تقول : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ : {عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ}..{فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ}..{فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون} [البقرة:187]. [(٢)] مصداقا لقول الخالق {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم}[التين:4] [(٣)] . تمكن العلم الحديث من زرع أسنان صناعية في فك الإنسان؛ وزرع قلب من إنسان آخر أو تركيب دعامة للقلب لتنظيم دقاته ببطارية؛ وتركيب ركبة ومفاصل وأطراف صناعية .. وما زال باب العلم التجريبي مفتوح على مصرعيه في كافة مجالات الحياة للإنسان ... . [(٤)] في زيارة لمتحف في مدينة جراتس بالجمهورية النمساوية توجد قاعة بها متعلقات إلإمبراطورية النمساوية والملكية المجرية وقد رأيتُ وعاءً من الخزف كانت تضع فيه إليزابيت الملكة فضلاتها بعد مدة من تناول طعامها وشرابها وتحمله وصيفة لها وتلقيه خارج القصر .. وقرأ الجميع أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية -بوش الأبن- أحضر معه ورق تواليت لتنشيف وتجفيف ما يخرج منه خوفا من أن يضع أحدا ما سما رعافا في غرفة قضاء الحاجة!.. وكانت تمزح آحدى الأمهات مع رفيقتها بأن قضاء الحاجة في المبولة العمومية في عاصمة الألب يدفع عليها رسم دخول . [(٤)] وتمام الآية : {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِين}[البقرة:31]. [(٥)]عن طلحة بن عبيد الله -رضي اللّٰه عنه- قال: ” جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وصِيَامُ رَمَضَانَ. قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الزَّكَاةَ، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: فأدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”.. [(٦)] أنَّ حَنْظَلةَ الأُسَيْديَّ -وكان مِن كُتَّابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقالَ: كيفَ أَنْتَ يا حَنْظَلَةُ؟ قالَ: قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قالَ: سُبْحَانَ اللهِ! ما تَقُولُ؟ قالَ: قُلتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هذا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حتَّى دَخَلْنَا علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يا رَسُولَ اللهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَما ذَاكَ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِكَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، إنْ لَوْ تَدُومُونَ علَى ما تَكُونُونَ عِندِي وفي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ المَلَائِكَةُ علَى فُرُشِكُمْ وفي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. [ انظر : مسلم؛ في: صحيحه: (2750)؛ الحديث: صحيح] . jQoXjhkE,kQ! | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018