الإهداءات | |
ملتقى علوم القراءات والتجويد يختص بتبيان احكام التجويد ... وشروحات لعلوم القراءات الصحيحة والمتواترة ... ودروس القرآن الكريم . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | أبو عادل | مشاركات | 8 | المشاهدات | 4501 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
21 / 03 / 2010, 34 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد :تمهيد: التفسير وعلاقته بالتأويل: ظلت اللغة العربية الفصحى تحمل معها المعجم بوصفه إطاراً مرجعياً فكرياً عبر العصور ، وقد ظل المعجم معيناً لتلمس المجال التداولي الاصلي والحقل المعرفي الخاص بالمفردات ، من هنا كان علينا النظر الى مفردة (التفسير) لتبين ما اكتسبته من طويل تجربتها القولية بدخولها في سياقات استعمال وهي محملة بتاريخها الدلالي. فالتفسير ماخوذ من الفسر ومنه (التفسرة) وهو لفظ اطلق على الماء الذي ينظر فيه الطبيب ليستدل على مرض البدن وان كل شيء يعرف به تفسير الشيء هو التفسرة ([1]). ففعل التفسرة يعتمد على واسطة من دونها لا يتم هذا الفعل وهو (الوسيط) الذي يستدل به الطبيب على مرض المريض ، وفعل (النظر) من جانب الطبيب ، هو الذي يمكنه من فحص المادة واكتشاف (العلة) ، وهي تعتمد على معرفة الطبيب بالعلل ومظاهرها ([2]). فعملية التفسرة هذه قائمة على اساسين متلازمين هما (الوسيط) ويشمل الموضوع او النص ، وإحاطة الذات الناظرة في المادة ، وبدون هذا تتحول المادة الى شيء لا دلالة له على الاطلاق ، وتلتقي دلالة الاصل الاشتقاقي الثاني لمصطلح (التفسير) (سفر) بدلالة الاصل الاشتقاقي الاول (فسر) في الدلالة على (الكشف والظهور والبيان) على الرغم من كونها دلالة فرعية ؛ لانه تقابلنا دلالات عدة مركزها (الانتقال والارتحال) ؛ فالمسافر سمي مسافراً ، لانه يكشف ما كان خافياً ، ((وسمي السفر سفراً لانه يسفر عن وجوه المسافرين واخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها)) ([3]) (السفير) الذي يصلح بين الناس ؛ لانه يزيل ما كان من عداوة وخلاف ، والسفير وسيط يوضح او يوصل للمقابل وجهة نظر المتكلم الذي احتيج الى توضيح وجهة كلامه ؛ من هنا كان السفر الكشف المادي والظاهر ، والفسر الكشف المعنوي الباطن ([4]) ، فدلالة المادتين واحدة في النهاية وهي الكشف عن شيء مختبئ من خلال وسيط يعد بمثابة علامة دالة للمفسر من خلالها يتوصل إلى هذا الخبئ ، وقد ارتبط المعنى اللغوي والاصطلاحي بالاشارة الى فاعلية عملية التفسير ، ومن ثم حاجة المفسر لنص معين ان يكون ملماً بعلوم عدة ، كعلم القراءة واحكام النطق ومدلولاتها واحكامها الافرادية والتركيبية ،ومعانيها التي تدل عليها حالة التركيب ([1]) فتكون العملية هنا ألصق بالمفردات والالفاظ ، وفعل المفسر يكمن في ازالة أي تعقيد او غموض في المفردات للوصول بها الى الوضوح للسامع ، فهو لا يبحث عن مقصدية المتكلم ، وانما هو يسعى لتوضيح بناء المفردات داخل النص فهي عملية تسبق عملية الفهم والاستنباط وتحاول ازالة العوائق امام المؤول. فقد ارتبط مصطلح التأويل في اطار التداول اللغوي بمصطلح التفسير ارتباطاً وثيقاً وضعهما على قدم المساواة معاً من حيث حاجة المفسر او المؤول لهما معاً ، فكان من الطبيعي ان لا تتجاوز ثنائية العلاقة بين كلا المصطلحين حدود التعامل مع النص ، ولا يمكن للتأويل ان يكتفي بتفسير الشيء ؛ لانه يبحث عن ما هو اول في الشيء وعن اصل الشيء لانه يعني الترجيح ؛ من خلال البحث في المعاني المحتملة الماخوذة من الدوال ، التي يحتاج في قصد واحد منها الى ترجيح بإمارات ودلائل اكثر من معاني الالفاظ اللغوية ، في حين يبحث التفسير في شرح المفردات والالفاظ شرحاً لغوياً يؤدي الى المعنى الظاهر من النص ([2]) ؛ لان همه الاول ازالة الغموض لذا فالنشاط التأويلي يعتمد التفسير بوصفه آلية تمكنه من استكناه مراد المتكلم وهو ضروري لتجنب سوء الفهم. اذن فالتأويل والتفسير تجربتان تشيران الى سعي القارئ لفهم النص من خلال اعادة بناء تاريخي موضوعي للنص من خلال تجربة التفسير ، ثم يأتي دور المؤول الذي يفهم اللغة بوصفها منظومة دلالية تتجاوز البنى الاجرائية مؤسسة على رموز ودوال قابلة للتجدد مع كل قراءة تأويلية جديدة ، وقد ذهب اللغويون وبعض المفسرين الى ان التفسير فيه قطعية الدلالة ، في حين التأويل ليست فيه هذه القطعية ، وإنما يبقى الاحتمال متأرجحاً بحسب قوة الادلة ، فقد قال الماتريدي (ت 333هـ) ((التفسير القطع بان مراد الله تعالى كذا والتأويل ترجيح احد المحتملات بدون القطع فان قام دليل مقطوع به على المراد يكون تفسيراً بالرأي وهو حرام ؛ لانه شهادة على الله تعالى بما لا يأمن ان يكون كذباً)) ([3]) ، إذن فالتأويل يختلف عن التفسير بالرأي ، انه لا يقطع بالاحتمال الذي يذهب اليه المؤول وبذا يأمن الكذب الا انهما يتفقان في كونها عملية ذهنية اجتهادية متوجهة الى النص ، وينصب مفهوم الاجتهاد على التأويل في مجال الفقه واستخراج الاحكام من النص ولاشك في ان هذه تؤكد دور القارئ في كشف دلالة النص ؛ لان المؤول يحتاج الاجتهاد للترجيح الدلالي ، وعمله قائم على التفسير الذي هو: ((اخبار عن افراد احاد الجملة ، ووضع كل شيء منها موضعه ، ومنه اخذ تفسير الامتعة بالماء والمفسر هو ما فهم معناه بنفسه وذلك لما يتبين كما تبين ماله تفسير ، في حين ان التأويل الاخبار بمعنى الكلام والاخبار بغرض المتكلم)) ([1]) ؛ لان وظائف التأويل تنصب في البحث عن ما وراء الدال ، وعن مجموع المدلولات وتحديد مستويات المعنى ، ويتجلى ذلك من خلال الكشف عن تركيبة النص ، وشرح العلاقات التي تحكم نسيج النص ، واختص تفسير القرآن ((في غريب الالفاظ كالبحيرة والسائبة والوصيلة ، او في تبين وشرح كقوله: (واقيموا الصلاة واتوا الزكاة) ([2]). وأما في كلام مضمن بقصة لا يمكن تصوره الا بمعرفتها نحو قوله تعالى: (انما النسيء زيادة في الكفر) ([3]) وقوله تعالى: (وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها) ([4]))) ([5]) ، إذن التفسير يتعلق بعلوم معرفية تاريخية خاصة نقلية هي من آليات عملية التفسير، وأساس معرفته كمعرفته بعلوم القراءة واسباب النزول والاحكام الشرعية ، وغيرها. فضلاً عن علمه باللغة والاساليب العربية ، لان المفسر يحاول الوصول إلى الوضوح بقدر طاقته ، اما التأويل فانه ((يستعمل مرة عاماً ومرة خاصاً نحو الكفر المستعمل تارة في الجحود المطلق وتارة في حجود البارئ خاصة والايمان المستعمل تارة في التصديق المطلق وفي تصديق دين الحق تارة واما في لفظ مشترك بين معان مختلفة نحو لفظة وجد المستعمل في الجدة والوجد والوجود)) ([6]) ، فالمؤول يرصد التفاعل الثنائي بين الخارج والداخل ؛ لانه يرصد حركة المعنى من خلال الترابط السياقي مستفيداً مما يقدمه له الاجراء التفسيري ، فضلا عن افقه المعرفي الذاتي ، فاللغة تسمح باستعمال كيان معين مقام كيان آخر ، وهنا تتركز فاعلية العقل وقدرته على ايجاد الادلة والبراهين لتيسير عملية الفهم ، وقد جعل القدماء قوام عملية التفسير الرواية وقوام عملية التأويل الدراية ، فغدا التفسير مقصوراً على الاتباع والسماع ، وتعلق التأويل بالاستنباط ويمكن ان يقال: ((ان التفسير بيان لفظ لا يحتاج الا وجهاً واحداً ، والتأويل توجيه لفظ متوجه الى معان مختلفة الى واحد منها بما ظهر من الادلة)) ([1]) ([1]) العين: 7/248 ، مادة (فسر). ([2) مفهوم النص / 224. ([3]) تهذيب اللغة: 12/402. ([4]) مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والادب ، امين الخولي / 271. ______ ([1]) البحر المحيط ، ابو حيان: 1/13-14. ([2]) =: مشكلة التأويل العقلي عند مفكري الاسلام ، سعيد زايد ، حوليات كلية الاداب ، جامعة الكويت ، الحولية (6) ، الرسالة (28) ، لسنة 1985 / 9-10. ([3]) تأويلات اهل السنة ، ابو نصر الماتريدي: 1/24. ______ ([1]) الفروق اللغوية / 43-44. ([2]) سورة النور ، من الآية / 56. ([3]) سورة التوبة ، من الآية / 37. ([4]) سورة البقرة ، من الآية / 189. ([5]) مقدمة في التفسير / 402. ([6]) م. ن / 402. hgjtsdv hgfdhkd ggjvh;df hgrvNkdm `,hj hg]ghghj hghpjlhgdm > | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 03 / 2010, 36 : 01 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد ويتوصل الى الادلة بالاجتهاد وفي فهم الالفاظ ومدلولاتها واستعمالاتها بحسب السياق ، ويرى الزركشي ارتباطاً وثيقاً بين الاجتهاد والتأويل ، إذ يذهب الى ان ما يرجع الى اجتهاد العلماء هو الذي يغلب عليه اطلاق التأويل ، وهو صرف اللفظ الى ما يؤول اليه ، فالمفسر عنده ناقل والمؤول مستنبط ([1]) ، والاستنباط قائم على جهد عقلي يبذله المؤول للوصول الى الفهم ، وقد اشار الشريف الجرجاني الى الفرق بين التأويل والتفسير من خلال نموذج تطبيقي لنص قرآني في قوله تعالى: (يخرج الحي من الميت) ([2]) إن اراد به اخراج الطير من البيضة كان تفسيراً ، وان أراد به إخراج المؤمن من الكافر ، او العالم من الجاهل ، كان تأويلاً)) ([3]) ، وكأننا هنا امام مستويات في تحليل النص ، فهو يحمل دلالة اولى قريبة عامة ثم خصصت بإيراد من خلال الالفاظ ، اما المستوى الثاني في الدلالة والذي حمل المعنى البعيد للسياق المتألف المنسجم مع اجزائه والنص يحتمل الوجهين معاً ؛ لان المؤول يعتمد على معرفة اوسع يستعملها في الوصول الى المراد فيحاول ترشيح ممكنات تحتملها اللفظة وبإمكانها ان تنسجم مع السياق العام فاصبح (الحي) بمعناه القريب المادي (الطير) ، ثم انتقل الى ما يمكن ان يفهم منه معنى الحياة (كالمؤمن) بمفهوم النص القرآني او (العالم) واصبح الميت يقابل (البيضة) وفي مستوى آخر (الكافر) و(الجاهل) فالمؤول يحاول تقليب كل الدلالات المحتملة ، والتي تعكس عملية استنباط ذهني قائم في ذهن المؤول للوصول الى المراد من النص ، وقد جعل السيوطي الدليل يتبلور في عمل المفسر فيقول: ((التأويل إخبار عن حقيقة المراد والتفسير إخبار عن دليل المراد ، لان اللفظ يكشف عن المراد والكاشف دليل ، من ذلك قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) ([4]) تفسيره انه من الرصد ، يقال رصدته: رقبته ، والمرصاد ، مفعال منه ، وتأويله التحذير من التهاون بامر الله (U) ، والغفلة عن الاهبة والاستعداد للعرض عليه ، وقواطع الادلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة)) ([1]) فتختص دليلية التأويل بالتفسير الذي مرجعه الى القطع بالمراد به ، في حين كان الجائز بالرأي هو التأويل لا التفسير ، ويعود التفسير الى وجود لبس وخفاء في الكلام فيؤتى بالتفسير ليزيله ، ويعد التفسير للشيء لاحقاً به ومتمماً له وجارياً مجرى بعض اجزائه ، ويبدو التفسير خاصاً بالجوانب العامة الخارجية للنص ، في حين يصبح مجال التأويل متسعاً لكل اقسام النص ، ولا يقف عند حدود ما هو غامض أو على درجة عالية من الكثافة الدلالية. ([1]) البرهان في علوم القرآن: 2 / 183. ([2]) سورة آل عمران ، الآية / 27. ([3]) التعريفات / 23. ([4]) سورة الفجر ، الآية / 14. ([1]) الاتقان في علوم القرآن: 2/149-150. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 03 / 2010, 37 : 01 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد رؤية في البيان: يحول التأويل بوصفه سعياً الى الفهم فعل البيان الى مفاعلة تبين ؛ لانه يعكس تفاعل العقل مع ما حوله ، وهذا التفاعل يعد بمثابة الدليل على وجود هذا الانسان في مكانه وزمانه ، وخاصية العقل الانساني السعي الى طلب البيان على اختلاف موقع هذا الانسان من عملية التواصل سواء أكان متكلماً ام متلقياً.فوظيفة البيان نقل الباطن الى الظاهر ، والصيغة التي جاء عليها (فعال) ، شحنت الدلالة بمعنى ذروة الوضوح ، ولقد سار مفهوم البيان في كتب اللغة في اتجاهين: الاول: يشير الى الانفصال والافتراق والبعد ، والثاني: يشير الى الوضوح والظهور المادي والمعنوي ، ((والباء والياء والنون اصل واحد. وهو بعد الشيء وانكشافه ، والبين الفراق .. وبان الشيء وابان إذا اتضح وانكشف ، وفلان ابين من فلان أي افصح كلاماً منه)) ([1]) ، كما تقول: ((ضربه فابان رأسه عن جسده وفصله فهو بين ، والبين البعد والفراق يقال بانت المرأة عن الرجل ، وهي بائن: انفصلت عنه بطلاق)) ([2]) ، ويلتقي المدلولان في الاتجاهين كما في المخطط: ([1]) معجم مقاييس اللغة: 1/327-328. ([2]) لسان العرب: 13/67 ، مادة (بين). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 03 / 2010, 38 : 01 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد البيــــان الاتجاه الاول __________________ الاتجاه الثاني انفصل وافترق وبعد __________________ ظهور ووضوح مادي او معنوي يلتقي في كون الشيء المادي والمعنوي اذا ما انفصل عن غيره مما ارتبط به بعلاقة مـا ايا كان نوعها ، فإن هذا الذي انفصل بان واتضح عـن غيره فـاصبح معروفاً بذاته بمعزل عما ارتبط به ، او عما دخل في نوعه وقد ارتقى الجاحظ بمفهوم البيان عند ما عرفه بإنه: ((اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى وهتك الحجاب دون الضمير حتى يفضي السامع الى حقيقة ويهجم على محصوله كائنا ما كان ذلك البيان ، ومن أي جنس كان ذلك الدليل لان مدار الامر والغاية التي يجري اليها القائل والسامع إنما هو الفهم والافهام فبأي شيء بلغت الافهام واوضحت عن المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع)) ([1]) ، نلحظ في مقولة الجاحظ اهتماماً كبيراً بجانب مهم من جوانب اللغة ولاسيما الجانب التوصيلي ، ونلحظ تركيزه على المتلقي ، واهمية وصول المعنى اليه ؛ لانه يقول: (كشف لك قناع المعنى) ، فضلا عن ما في قوله من إشارة مهمة الى المقاصد التي يتضمنها (البيان). فهو يؤكد رغبة المتكلم في ايصال المعنى الى ذهن السامع بأية طريقة كانت. ([1]) البيان والتبيين: 1/76. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 03 / 2010, 39 : 01 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد (الكشف عن المعنى) كان يؤكد وجود معنى ((فإذا لم يكن معنى لم يكن بياناً ، فالالفاظ بدون معان تبقى مهملة لا توصف لا بالفصاحة ولا بالبيان)) ([2]) ، وفي تصنيفه للدلالات بقوله: ((وجميع اصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظ خمسة اشياء لا تزيد ولا تنقص اولها اللفظ ثم الاشارة ثم العقد ثم الخط ثم الحال التي تسمى النصبة)) ([3]) فطرائق التعبير عن المقاصد او توصيل المعنى ، وتحقيق الاقناع متنوعة منها المباشر وغير المباشر. فالجاحظ يتحدث هنا عن مستويات في الافهام (متكلم ، متلق) ، فعملية التوصيل تتطلب طاقة دلالية تحرك المعنى في اتجاه السطح والعمق ، ولا نكاد نجد مفهوماً للبيان عند البلاغيين اللاحقين للجاحظ بهذه السعة ، فقد حاول البلاغيون ([4]) الوصول الى تحديد معالم هذا الفن فحصروه في فنون من القول كالمجاز والاستعارة والكناية والتشبيه ، وهي طرائق تعبير غير مباشرة عن المعنى ، الا ان الواقع اللغوي يثبت ان قدرة اللغة البيانية على فعل التواصل بين الذوات لا تقتصر على هذه الفنون البلاغية ، فوظيفة البيان الافهامية تدور في اطار البحث عن كيفية التاثير في السامع ، ولاسيما نحن نتحدث عن البيان في النص القرآني واثره الخاص النابع من خصوصية مصدره فهو يتطلب أفقاً غير اعتيادي للاستجابة المتكافئة والتاثير التام الذي يتجاوز قوة الاقناع ، فيكشف استعمال اللغة داخله اساليب وامكانيات في تصريف النص تبرز اهمية الايماء والاشارة والكناية ، وغيرها بوصفها وسائل توظف فيها طاقة اللغة الايحائية وتستعيض فيها بالسياق والمقام عن صريح العبارة ، وهو ما يجعلها اكثر تمكناً واقتراباً من الفهم الذي هو غاية عمل المؤول. ([1]) م. ن: 1/20. ([2]) بنية العقل العربي ، محمد عابد الجابري / 28. ([3]) البيان والتبيين: 1/76. ([4]) دلائل الاعجاز / ؛ و=: مفتاح العلوم / 70 ؛ الايضاح / 213 ؛ المطول / 40-41. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 03 / 2010, 40 : 01 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد المقاصد متفاوت الى مستويات منها القريب الواضح الذي لا يحتاج من المتلقي الى جهد كبير ، ومنها ما هو بعيد الدلالة يحتاج الى تأمل ومنها المطنب فيه ، وقد كانت العناية هنا بشكل البيان الذي يمكن ان يصل اليه المتكلم بتعبيره عن مقاصده ، فيشخص لدينا نوع من البيان يختص بالمتكلم ، وهو الذي انبثق عن المعنى اللغوي (افترق وبعد وتميز) فقدرة المتكلم على التاثير والاقناع والافصاح عن مقصده تجعل من النص متميزاً يفرض وجوده على العقل ، فالقصد يضفي على الشيء معنى ، فضلاً عن ان ارادة التاثير التي يراد تحقيقها بها ، فتكون وظيفة البيان بذلك ان يكون طريقة ((من طرق مضاعفة الشكل لضمان التاثير)) ([2]) ، وهو بيان متميز بانتمائه الى الكل ، فالمقاصد التي يؤطرها الفهم من خلال تألف وحدات النص ، واساس عملية التأويل هو بناء الانسجام داخل النص ولذا يصبح كل نص قابل للفهم والتأويل نصاً منسجماً ([3]) ، ((فالانسجام يعني البحث عن العلاقات الخفية التي تؤلف النص وتنتظمه وتولده)) ([4]). ([1]) مفتاح العلوم / 70. ([2]) الاصول المعرفية لنظرية التلقي / 33. ([3]) قصيدة النثر قراءة في اتساق النص ، بسام قطوس ، مؤتة ، العدد 2 ، مجلد 12 ، 1997 / 125. ([4]) لسانيات النص / 12. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 03 / 2010, 41 : 01 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد فالمتكلم يظهر ما يريده بطرائق مختلفة متباينة الوضوح ، واعتماداً على اكثر من طريقة للبيان لابراز الجانب المؤثر في المعنى ، لتحقق بدورها سمة التأثير في المتلقي فثراء النص موجه قصداً لاحداث التاثير والاستجابة فالاقناع ، ويتفاعل المؤول مع هذه المستويات محاولاً الوصول الى الفهم وعند ذلك يصل الى بيان آخر خاص به ، ونقول (بيان آخر) ؛ لان عملية التواصل التام لا تحصل ، فلا يمكن لمتلق ان يفهم المراد من نص على اتم وجه ، وبذلك يبقى التأويل محاولة للفهم والادراك يصل اليه المؤول بدخوله بالمقومات التي يمتلكها من افق معرفي خاص به خارج النص ، ومعرفة خاصة بالسياق الذي يرد فيه القصد المؤثر. ويتم توصل القارئ الى تأويل النص اعتماداً على امرين اثنين: احدهما تجاوز مكونات نص الخطاب ، والثاني: افتراض توافر الانسجام فيه ([1]). ([1]) اصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية (تأسيس نحو النص) ، محمد الشاوش: 1/157. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 03 / 2010, 30 : 10 PM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد بوركتم اخي ****** ابو عادل علي هذا الموضوع الطييب اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22 / 03 / 2010, 41 : 08 PM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم محمد نصر على مرورك الكريم وأسأل الله أن يتقبل منا ومنك.بسم الله الرحمن الرحيم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018