06 / 02 / 2019, 57 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.93 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح معنى الصدق وأهميته وهو أساس الإيمان، وهو يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين): وحقيقته حصول الشيء وتمامه وكمال قوته واجتماع أجزائه، ويكون في القصد والقول والعمل: أ- فمعناه في القصد: كمال العزم، وقوة الإرادة على السير إلى الله تعالى، وتجاوز العوائق، ويكون ذلك بالمبادرة إلى أداء ما افترضه الله عليه، ومنه الدعوة إلى الله تعالى. ب- وأما الصدق في القول فمعناه: نطق اللسان بالحق والصواب، فلا ينطق بالباطل أيًّا كان. ت- ويكون الصدق في الأعمال: بأن تكون خالصة لله صوابًا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فإذا ما تحقق للمسلم الصدق في القصد والقول والعمل؛ فإن ذلك يؤدي إلى درجة الصدِّيقية التي أمر الله بها عباده المؤمنين، موجهًا الخطاب إلى رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80]. ومعنى مدخل الصدق ومخرجه: أن يكون دخول المسلم في أي شيء، ومباشرته لأي عمل وخروجه منه، وتركه له بالله ولله، فتكون أفعاله وتُروكُه موصولة بالله، موصلة إليه، مستعينًا على أدائها به ومقصوده مرضاة الله، فغايته هي الله وحده قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163] وأثر الصدق يظهر على الوجه والقول، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رآه من لا يعرفه، وسمع منه ما تحدث عنه فقال: (والله ما هو بوجه كذاب، ولا صوت كذاب). وقد جاءت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تأمر بالصدق وتبين فضله وعظم مثوبته وتحذر من ضده وتتوعد عليه بأشد الوعيد، كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا»[1]. ويكفي في بيان فضيلة الصدق وعلو مرتبة أهله أن الله تعالى جعل الصديقية ـ وهي لمن اتصف بالصدق وتصديق المرسلين فيما جاؤوا به من رب العالمين ـ في مرتبة تلي مرتبة النبوة، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]. ووعد الصادقين بالجنة والرضوان والفوز العظيم، كما في قوله سبحانه: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119] وقال تعالى: ﴿ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]. فالصدق ينفع أهله في الدنيا والآخرة أعظمَ النفع، إذ هو من أسباب الهداية إلى البر والنجاح في الدعوة، بل في كل عمل نافع، وهو من أسباب محبة الخلق، وكثرة الرزق، وتيسير الأمر، وكثرة الأجر، ورفعة الدرجة، والنجاة من النار، والفوز بأعلى درجات الجنة، قال تعالى: ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21]. فينبغي للداعي إلى الله تعالى أن يكون صادقًا مع ربه في العمل له، وصادقًا مع الخلق في وعوده وعهوده وعقوده، وفيًّا في كل ذلك؛ فإن المؤمن يطبع على الخلال كلها ما خلى الكذب والخيانة؛ فليس الكذب من خلال المؤمنين، وما أضره على الإيمان برب العالمين، وما أفسده لذات البين بين المتعاملين، ولذا عدَّه النبي صلى الله عليه وسلم من خلال النفاق، وعلامات المنافقين في قوله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب...» الحديث. [2] فليحذر الداعي إلى الله تعالى الكذب كله؛ فإنه قبيح بالداعي وشؤم على الدعوة ومصدة للمدعوين عن الخير، اللهم اجعلنا من الصادقين الصديقين، وأعذنا من الكذب وحال ومآل الكاذبين. [1] أخرجه البخاري برقم (6094)؛ ومسلم برقم (2607)؛ واللفظ له. [2] جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (33)، ومسلم برقم (59)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
lukn hgw]r ,Hildji
|
| |