المناسبات

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

6.] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَال َ:
« إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ » [4] .
وفي بعض الروايات تقييد التصفيد والغل بمردة الشياطين؛ فاختلفت أنظار العلماء في شرحه وبيانه فـ :
[1. ] منهم من قال: إن التصفيد خاص بمردة الشياطين دون غيرهم تقليلا للشر في هذا الشهر، و



[2. ] قال بعضهم: إن هذا الفضل إنما يحصل للصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه ، وروعيت آدابه.



[3. ] وقال آخرون -وهو الأقرب إلى الصواب بإذن الله [وهذا ما ذهب إليه ابن باز ] -: إن تصفيد الشياطين على حقيقته، ولا يلزم من تصفيد جميع الشياطين أن لا يقع شر ولا معصية؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين، كـ
[أ.] النفوس الخبيثة و
[ب.] العادات القبيحة، و
[ج.] الشياطين الإنسية، فـ
المقصود أنه -وبكل حال- فإن هذا الشهر فرصة لمن وفقه الله تعالى وفتح على قلبه للإقبال على طاعته، والبعد عن معاصيه لتوفر أسباب ذلك ودواعيه.
ويستفاد من هذا الحديث بزياداته فضيلة أخرى، وهي أن لله في هذا الشهر عتقاء من النار وذلك كل ليلة. و
فضائل هذا الشهر الكريم كثيرة عظيمة... تحتاج منا لمراجعة من الكتب المعتبرة وأقوال السادة العلماء..

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

[ 7. ] دخول هذا الشهر الكريم لا يثبت إلا بأحد أمرين:

1.] الأول : رؤية هلال رمضان. فيثبت الشهر بذلك بإجماع المسلمين؛ لقول الله تعالى:

﴿ فَمَنْ شَهِد َمِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾.
و
في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا »[5]

ــــــــــــــــــ
ويكفي في ثبوت الرؤية:
إخبار عدل واحد من المسلمين برؤيته له -على الصحيح- ، لقول ابن عمر رضي الله عنهما :
« تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام، وأمر الناس بصيامه »[6]
وفي حديث ابن عباس قال:
« جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال - يعني رمضان-
فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟
قال: نعم .
قال: أتشهد أن محمدا رسول الله؟
قال: نعم .
قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: يا بلال أَذِّنْ في الناس فليصوموا غدا »[7].

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

2. ] أما الأمر الثاني:

الذي يثبت به دخول شهر رمضان : فهو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، فإنه إذا لم ير الهلال أكملت عدة شعبان ثلاثين يوما، سواء كان الجو صحوا أو غائما أو قترا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
« الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين »[8] ، و
في معناه أحاديث أخرى في الكتب الستة وغيرها.
ومن رأى الهلال فردت شهادته فإنه لا يصوم إلا يوم صوم الناس؛ لقول النبي صلىالله عليه وسلم :
« الصوم يوم تصومون »[9].
و لايثبت دخول الشهر بغير هذين الأمرين، فلا عبرة بقول أهل الحساب والفلك في هذا الأمر، فإنه أمر شرعي ينبني عليه عبادات المسلمين وقد ضبطها الشارع سبحانه بضوابط لا يجوز لنا تجاوزها، وقد دلت الأدلة على أن ثبوت شهر رمضان لا يكون إلا بالرؤية الشرعية المعتبرة، أو بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوما.
ولم يأت دليل يُعلق دخول هذا الشهر بالحساب، بل قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على عدم اعتباره، فـعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
«إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا »[10] يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين .
فنفى المعرفة بالحساب وظاهره نفي تعليق الحكم به، يوضح ذلك أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين »[11].

بل إن بعض العلماء قد نقل إجماع السلف على عدم اعتبار الحساب في ثبوت شهر رمضان، وإذ قد ظهر ذلك فإن الاعتماد على الحساب في إثبات الشهر عمل غير مشروع؛ لعدم الدليل عليه، مع مخالفته لظواهر الأدلة وما نُقل من إجماع سلف الأمة، فيكون القول به مردودًا على صاحبه، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما كما صح :
« من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »[12].

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

هذا وإنه مما ينبغي التنبيه له أنه لا يجوز للمسلم أن يصوم يوم الشك، يقول عمار رضي الله عنه :
« من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم »[13].
ويوم الشك هو يوم الثلاثين إذا لم يَحُلْ دون منظر هلال ليلته غيم أو قتر.

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

8.] التهنئة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

وإذا دخل هذا الشهر الكريم، فإنه لا بأس من التهنئة بدخوله..
لأنه قد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
فمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم » [14].

وجاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

« في رمضان تغلق أبواب النار . . . ».... الحديث... إلى أن قال صلى الله عليه وسلم :
« وينادي فيه ملَكٌ: يا باغي الخير أبشر، ويا باغي الشر أقصر .... حتى ينقضي رمضان »[15]
ـــــــــــــــــــــــــــ
نال شرف قراءته وكتابته:
د. محمدفخرالدين الرمادي
26 شعبان 1439هــ ~ 12 مايو 2018م.

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

حكم اشتراط ” النية “ لــصيام رمضان كل ليلة..
هذه مسألة خلاف!!
ونبحثها إن شاء الله تعالى ذكره...
إذ الليلة .. استطلاع الرؤية الشرعية
إ
الثلاثاء : 29 شعبان 1439هـ ~ 15 ماي 2018م

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

الْمُقَدِّمَة :
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين؛ إله الأولين ورب الآخرين ومالك يوم الدين، إياه نعبده وإياه نستعين؛ وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله.. خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين من خالق الإنسان والحياة والكون للعالمين وعلى آله وأصحابه؛ ومن اهتدى بهداه وسار على منهاجه والتزم شريعته وتمسك بسنته.

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

[ ١ . ].النيةُ لغةً : العزم.
قال صاحب مختار الصحاح:" نوى.. ينوي نيةً ونواه: أي:" عَزَمَ ".
وفي اصطلاح [ ٢ . ].الشرع عرفها جلال الدين السيوطي في الأشباه والنظائر نقلاً عن البيضاوي فقال:" النيةُ : عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً من جـ لـ ـب نفع أو دفع ضر حالاً أو مآلاً".
و


[ ٣. ].محلها من الجسم :" القلب"، قال ابن تيمية: " نية الطهارة من وضوء أو غسل أو تيمم أو صلاة أو صيام أو كفارات وغير ذلك من العبادات، لا تفتقر [ لا تحتاج.].إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام؛ بل :" النية محلها القلب باتفاقهم" ...
ثم يكمل وهذه نقطة هامة تنهي الخلاف:


" فلو لفظ بـ لسانه غلطاً خلاف ما في قلبه... فــ :" الاعتبار بما ينوي لا بما لفظ" .
ولا خلاف بين العلماء في أن النية :
[ ٤ .].شرط لصحة العبادات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأعمال بالنيات(1). [رواه البخاري].



و[ ٥ .].النية يراد بها أمران:
[ ٥ . ١. أ .].تمييز العبادات عن العادات،
و
[ ٥ . ١. ب. ].تمييز العبادات بعضها عن بعض، وهذا ما يُعنى الفقهاء ببيانه، و
[ ٥. ٢. ]. يراد بها تمييز المراد والمعبود، وهذا هو الإخلاص، أن يراد بالعبادة وجه الله تعالى، وهذا ما يهتم ببيانه أرباب السلوك والمتكلمون في العقائد، وهذا الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة، ويزيد بالطاعة، وننبه على أهمية الإخلاص، وخطر الرياء
:" فلا يصح صوم رمضان ولا غيره من العبادات إلا بالنية لقول النبي صلى الله عليه وسلم :


" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى . . . الحديث ) .


[رواه البخاري (1) ومسلم (1907)] .

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

سؤالٌ وجه إلى ابن باز:" فيما إذا ثبتت الرؤية هل تشترط النية لكل ليلة في صيام رمضان أم تكفي من أول الشهر؟ ".
فأجاب:"
1.] " هذه مسألة خلاف ".
ثم قال :" والصواب أنه لابد من نية؛ لأن كل يوم عمل مستقل، والنبي ﷺ يقول: إنما الأعمال بالنيات فكل يوم عمل مستقل.".
فاستفسر مقدم الحلقة سائلاً:" أعمال الناس للصيام.. للسحور مثلاً .. هل تكفي!؟.. أم لابد أيضاً من عقد النية ... ؟
فأجاب الشيخ:" مادام يعلم أنه يصوم غداً يكفي، سواء في أول الليل أو في أثنائه أو في آخره، مادام يعلم أنه يصوم غداً فقد نواه". [اهـ].

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

:« كيفية تبييت النية في الصيام ».