أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الشيخ حلمى الجمل - قرآن فجر الأربعاء ٢٠٢٤/١٠/٣٠ (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة الفجر للشيخ محمد برهجي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بدر التركي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد الحذيفي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالرحمن السديس 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ الوليد الشمسان 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ محمد برهجي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بدر التركي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد الحذيفي 24 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 465 المشاهدات 105331  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 14 / 07 / 2019, 53 : 09 PM   المشاركة رقم: 281
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
مبحث ا لـــحـــج:
[ ٤ . ] الْأَصْلُ فِي إِثْبَاتِ فَرْضِ الْحَجِّ الْكِتَابُ الكريمُ -الذكر الحكيم-؛ وَالسُّنَّةُ المحمدية العطرة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليمات وعظيم البركات:
المصدر الأول :

[ ٤ . ١ . ] الْكِتَابُ الكريم -الذكر الحكيم :
[ ٤ . ١ . ١ . ] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }[(27)] ، فَخَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ نَبِيَّهُ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: « أَيْ رَبِّ (!) ؛ فَأَيْنَ يَبْلُغُ نِدَائِي » . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكَ النِّدَاءُ وَعَلَيَّ الْبَلَاغُ ، فَصَعِدَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى الْمَقَامِ ، وَقَالَ : « عِبَادَ اللَّهِ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ » ، فَأَجَابَ مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ : « لَبَّيْكَ أَدَاعِيَ رَبِّنَا لَبَّيْكَ » .
فَيُقَالُ: إِنَّهُ لَا يَحُجُّ إِلَّا مَنْ أَجَابَ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- .
وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ : « كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ بِالْحَجِّ بِالتَّلْبِيَةِ أَهْلُ الْيَمَنِ ».
[ ٤ . ١ . ٢ . ] وَقَالَ تَعَالَى : وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [(28)] أَيِ افْعَلُوهُمَا عَلَى التَّمَامِ .
[ ٤ . ١ . ٣ . ] وَقَالَ تَعَالَى ذكره وجل قدره وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا الْآيَةَ . [(29)]
[ ٤ . ١ . ٤ . ] وقال تعالى ذكره وجل قدرهوَأَتِمُّواْالْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ [(30)]



وَ





المصدر الثاني :

[ ٤ . ٢ . ] السُّنَّةُ المطهرة العطرة :" وَ الخَبَرُ الصحيح : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ » وذكر حج البيت.[(31)]
[ ٤ . ٢ . ١ . ] :" رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : [ أ . ] شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحْمَدًا رَسُولُ اللَّهِ ، [ ب . ] وَإِقَامِ الصَّلَاةِ [ ج . ] وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [ د . ] وَحَجِّ الْبَيْتِ، [ ه . ] وَصِيَامِ رَمَضَانَ »[(32)]



وَ

[ ٤ . ٢ . ٢ . ]:" رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « [ أ . ] صَلُّوا خَمْسَكُمْ [ ب . ]وَصُومُوا شَهْرَكُمْ [ ج . ] وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ [ د . ] وَحُجُّوا بَيْتَ رَبِّكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ »[(33)].



وَ

[ ٤ . ٢ . ٣ . ]:" رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ : « إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ » ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ :" أَفِي كُلِّ عَامٍ "، فَلَمْ يُجِبْهُ فَأَعَادَ ثَالِثَةً ، فَقَالَ : « لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ؛ وَلَوْ وَجَبَتْ مَا قُمْتُمْ بِهَا ، وَلَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَكَفَرْتُمْ ، أَلَا وَادِعُونِي مَا وَادَعْتُكُمْ »[(34)]



وَ

[ ٤ . ٢ . ٤ . ]:" رَوَى أَبُو أُمَامَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الْحَجِّ

[ أ . ] حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ
أَوْ
[ ب . ] مَرَضٌ حَابِسٌ
أَوْ
[ ج . ] سُلْطَانٌ جَائِرٌ ... فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا. »[(35)]
[ ٤ . ٢ . ٥ . ]:" رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحِجُّوا » . قَالُوا : " وَمَا شَأْنُ الْحَجِّ (!). قَالَ : « يَقْعُدُ أَعْرَابُهَا عَلَى أَدْنَابِ أَوْدِيَتِهَا فَلَا يَصِلُ إِلَى الْحَجِّ أَحَدٌ »[(36)]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
اعتمدتُ أسلوب ترقيم الحديث النبوي الشريف من باب التقسيم والتسهيل في حفظه؛ وهو أسلوب تعليمي وتربوي(!).









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 15 / 07 / 2019, 43 : 12 AM   المشاركة رقم: 282
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
جزاك الله خيرا









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2019, 39 : 10 AM   المشاركة رقم: 283
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
أول نزول وحي السماء على قلب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين النبي الرسول محمد ﷺ... يوافق يوم الثلاثاء القادم : الخامس من ذي الحجة = السادس من أغسطس...









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2019, 54 : 10 PM   المشاركة رقم: 284
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
جزاك الله خيرا









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 08 / 08 / 2019, 23 : 07 PM   المشاركة رقم: 285
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
:" يَوْمُ عَرَفَةَ :
فَهُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ [ 9 ] مِنْ ذِي الْحِجَّةِ [يوافق : السبت : ١٠ أغسطس ] ، سُمِّيَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّ الْوُقُوفَ بِعَرَفَةَ فِيهِ .

وَ
قِيلَ : سُمِّيَ يَوْمَ عَرَفَةَ ، لِأَنَّ إبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أُرِيَ فِي الْمَنَامِ لَيْلَةَ التَّرْوِيَةِ أَنَّهُ يُؤْمَرُ بِذَبْحِ ابْنِهِ ، فَأَصْبَحَ يَوْمَهُ يَتَرَوَّى ، هَلْ هَذَا مِنْ اللَّهِ أَوْ حُلْمٌ ؟ فَسُمِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ رَآهُ أَيْضًا فَأَصْبَحَ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ ، فَسُمِّيَ يَوْمَ عَرَفَةَ . وَهُوَ يَوْمٌ شَرِيفٌ عَظِيمٌ ، وَعِيدٌ كَرِيمٌ ، وَفَضْلُهُ كَبِيرٌ . وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- { أَنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ . } ".

إذن: " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ "

و
صِيَامُه مُسْتَحَبٌّ، لِمَا رَوَى أَبُو قَتَادَةَ الأنصاري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : صِيَامُ عَرَفَةَ : إنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ؛ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ
ــــــــــــــــــــــ
وجاء برواية :" صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ : سَنَةٍ هَذِهِ وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ ".









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 12 / 08 / 2019, 46 : 08 PM   المشاركة رقم: 286
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الشباب ويومهم العالمي!


الواقع المعاش الفعلي أن الذين يعيشون معاً على سطح المعمورة ينقسمون إلى أهل الشمال وأهل الجنوب، وهؤلاء ينقسمون إلى أمم وشعوب؛ وتجد بالمقارنة دولا تتميز بإرتفاع مستوى التعليم وارتقاء الخدمات العامة التي تقدم للمواطن مع تحسين مستوى المعيشة للفرد وفي مناخ صحي يوفر للجميع فرص متكافئة... وهنالك دول آخرىٰ تتعسر؛ بل بعضها يلفظ أبناؤها خارجها، فيلجئهم إلىٰ الهروب ومِن ثم اللجوء لدول الغرب، بطرق غير شرعية... هذا هو التقسيم العام... وهذا إجمالاً...

وعند التفصيل :
تؤثر مجموعة مِن القيم وحزمة مِن القناعات وكتلة مِن الأفكار والمقاييس في تشكيل الهوية الذهنية والفكرية وتشكل الشخصية الإنسانية العقلية منها والنفسية، وهذه القيم والقناعات والأفكار والمقاييس تنمي الإنتماء عند الفرد وتُعلي مِن قدر الولاء؛ فيتدخل مَن يعمل بالسياسة فيشكل وجهة نظر في الحياة؛ كما يعطي حكماً على الآخر، إما برفضه تماماً وأحياناً بتصفيته جسديا وإما بقبوله وإمكانية التعايش معه، والاستفادة من خبراته ، ويتلقى الأفراد مِن خلال عدة وسائل رؤى خاصة لوجهة النظر في الحياة وكيفية العيش وتنظيمه ؛ فيعلو علىٰ منبر الوعظ ويتمقعد فوق كرسي الإرشاد رجل دين؛ إما يستحلب مِن افكار القدماء ويست*** فتاوى الغابرين؛ فيرددها اليوم بعد أن سُطرت من مئات السنين.... و إما يملك ذهنا وقادا مستنيرا يرجع إلى الأصول ويعتمد على المصادر الأساسية ويراجع ويقارن اقوال العلماء السابقين وكيفية فهمهم للنصوص وينزلها على واقع حي ملموس، بفهم عميق للمستجدات فيعيد صياغتها بصورة واقعية حالية وليس فقط مجرد اجترار.... أو نقل ... ويشاركه في الخطاب رجل فكر وصاحب مدرسة فينقسم العالَم الإنساني إلى مَن يتبعون أسس مبادئ فكرية أو إلى قيم دينية فيتعمق التقسيم المبدئي الايديولوجي أو يتفتت الدين إلىٰ فرق ومذاهب وطوائف وطرق... والشباب جزء حيوي مِن هذا العراك الفكري داخل المجتمع وجزء اساسي مِن هذا التحرك الميداني، فترى الشباب هم وقود الحروب الفكرية المشتعلة في العالَم أو حطب المعارك الوهمية ؛ وهي دامية بين أصحاب المذاهب أو بين أتباع الديانات.

الواقع الحالي المعاش يخبرنا أن لكل أمة مفاهيمها وقيمها وافكارها ومقاييس حياتها عن الشئ أو الفعل؛ فإما تتلاقىٰ مع الآخر فيحدث تلاقح إيجابي حضاري راق أو تتناكف في تصادم سلبي.









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 13 / 08 / 2019, 17 : 05 PM   المشاركة رقم: 287
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الشباب(*) ويومهم العالمي!
مسألة :" النهضة بالتعليم ".





[ ١ . ] الواقع المعاش الفعلي أن الذين يعيشون معاً علىٰ سطح المعمورة ينقسمون إلىٰ أهل الشمال (أوروبا والغرب عموماً) وأهل الجنوب (الدول النامية والمتخلفة!؟)؛ ويسعى أهل المشرق (الصين؛ ومجموعة (ASEAN) والهند) لموضع قدم تحت الشمس؛ وقد تمكن البعض مِن ذلك ... وبالنظر إلىٰ هؤلاء تجدهم ينقسمون إلىٰ أمم وشعوب؛ وعادات وتقاليد وقيم ومفاهيم وأفكار تختلف أو تقترب حسب درجة قوة المتنفذ من الدول الكبرىٰ؛ يضاف قوة سوق المشتريات، فقد كانت أمريكا تسعىٰ إلىٰ تصدير (فقط) شراب الكوكاكولا وحامل الصدر لسيدات الصين؛ ونجحت في ذلك، واليوم تصدر الصين كل ما يحتاجه المواطن الأمريكي مما اضطر ترامب إلىٰ فرض رسوم إضافية علىٰ تلك المنتجات... والعامل المشترك عند الجميع هو الشباب؛ فمتى قدرت علىٰ حسن مخاطبة الشباب وجذبه إلىٰ ما تسوق إليه فقد كسبت السوق كله ...
[ ٢ . ] ومقارنة تجد دولا تتميز بإرتفاع مستوىٰ التعليم وارتقاء الخدمات العامة التي تقدم للمواطن مع تحسين دائم لمستوىٰ معيشة الفرد وفي مناخ صحي يوفر للجميع فرص متكافئة؛ وخاصة للشباب ... وفي المقابل... هنالك دول آخرىٰ تتعسر في تقديم القوت اليومي والأمان والطمأنينة لشعبها؛ بل بعضها يلفظ أبناؤها خارجها، فتلجئهم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأزمات والحروب إلىٰ الهروب ومِن ثم اللجوء لدول الغرب، واللافت للإنتباه أننا لم نسمع عن رغبة أحد باللجوء إلىٰ دولة الصين مع عظم قدرتها الإنتاجية والتصنيع أو دول الخليج مع إرتفاع ثرائها؛ بل الشركات الكبرىٰ (ألمانيا) تذهب للهند وما حولها لرخص ثمن عمالة الشباب هناك، وإمارة قطر حالة إستثنائية كيداً في العرب... وهذا هو التقسيم العام...وهذا إجمالاً...
وعند التفصيل : تؤثر مجموعة مِن القيم وحزمة مِن القناعات وكتلة مِن الأفكار والمقاييس في تشكيل الهوية الذهنية والفكرية وبناء الشخصية الإنسانية العقلية منها والنفسية، وهذه القيم والقناعات والأفكار والمقاييس تنمي الإنتماء عند الفرد وتُعلي مِن قدر الولاء؛ فيتدخل مَن يعمل بالسياسة فيشكل وجهة نظر في الحياة؛ كما يعطي حكماً علىٰ الآخر، فيشعر البعض بتفوق عرقه والبعض بعلو مقامه سواء مِن تحصل علىٰ قدر عال من التعليم الأكاديمي أو تحصل علىٰ أموال طائلة أو ينتمي إلىٰ دين أو طائفة فيترتب علىٰ ذلك رفض الآخر تماماً وأحياناً بتصفيته جسدياً... أو شراءه ... أو بقبوله بغض النظر إلىٰ لون بشرته أو بلد الولادة والمنشأ فيترتب علىٰ ذلك إمكانية التعايش معه، مع الاستفادة مِن خبراته والتعاون لرفعة شأن البشرية وإزدهار الحياة الآدمية، وقد يتلقىٰ الأفراد مِن خلال وسائل متعددة رؤىٰ خاصة لوجهة النظر في الحياة وكيفية العيش وتنظيمه مع الآخر؛ فيعلو علىٰ منبر الوعظ ويتمقعد فوق كرسي الإرشاد رجل دين؛ إما يستحلب افكار القدماء دون أن ينتبه لعامل الزمن وتغيير الأوضاع المحيطة به؛ ويستــحــلـــب فتاوىٰ الغابرين دون أدنى نظر إلىٰ واقع يخالف تماما واقع الحال وما وصلنا إليه من مآل؛ فيرددها اليوم بعد أن سُطرت مِن مئات السنين... وإما رجل علم يملك ذهناً وقاداً مستنيراً واعياً يرجع بفهم إلىٰ الأصول ويراجع بإدراك ويقارن اقوال العلماء السابقين وكيفية فهمهم للنصوص وينزلها علىٰ واقع معاش حي ملموس، فيقدم تأويلاً بما وصل إليه العلم البشري في كافة المجالات إما تفسيراً أو أحكاماً فيصيغ جُملَه وكلامَه بصورة واقعية حالية يدركها إنسان اليوم وليس فقط مجرد اجترار وإعادة تكرار.... وأمثال هؤلاء لا يبقون على الساحة كثيراً والغالب يوجه الخطاب للشباب ... أو (وهذا المهم) يشاركه في الخطاب رجل فكر يحمل عبأ نهضة أمة وصاحب مدرسة تربوية تعليمية تثقيفية إصلاحية... فينقسم العالَم الإنساني إلى مَن يتبعون أسس مبادئ فكرية صحيحة أو إلىٰ قيم دينية راقية... فبهما (واعظ يتكلم بأمس الماضي؛ ورجل مفكر ينظر إلىٰ الغد) بهما يتعمق التقسيم المبدئي الايديولوجي أو يتفتت الدين إلىٰ فرق ومذاهب وطوائف وطرق...أو يتم الإجتماع علىٰ كلمة سواء؛ أي ما يتفق مع العقل والمنطق بأدلة ثبوتية وبراهين قطعية ويعذر بعضنا بعضا في بعض النقاط ... والشبابُ جزءٌ حيوي مِن هذاالعراك الفكري داخل المجتمع الواحد أو خارجه، وجزءٌ اساسي مِن هذا التحرك الميداني، فترىٰ الشباب هم وقود الحروب الفكرية المشتعلة في العالَم أو حطب نيران المعارك الوهمية؛ وهي دامية بين أصحاب المذاهب أو بين أتباع الديانات... وانظر حولك لترى بأم عينك صحة هذا القول(!!؟).
الواقع الحالي المعاش يخبرنا أن لكل أمة مفاهيمها وقيمها وافكارها ومقاييس حياتها عن الشئ أو الفعل؛ فإما تتلاقىٰ مع الآخر فيحدث تلاقح إيجابي حضاري راق أو تتناكف في تصادم سلبي.
[ ٣ . ] والحديثُ عن الشباب وهم شريحة عريضة مِن المجتمع تقدر حالياً بـ1,8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة في العالم، وهذا هو أكبر عدد من الشباب علىٰ الإطلاق، وتتشكل عقلية ونفسية الشاب منذ مرحلة الطفولة، وهي تلك المرحلة التي تبدأ بتكوين الجنين في بطن أمه؛ وهذا يستلزم منا قبل الشروع في الزواج أن نبحث في كيفية تربية أم المستقبل؛ وإعداد حاضنة أمل الغد، وهذه المرحلة تنتهي بالبلوغ، والبلوغ قد يكون بالعلامة؛ بمعنى بلوغ الصبية مبلغ النساء؛ وبلوغ الصبي مبلغ الرجال، وقد يكون بالسن؛ وهذه إشكالية آخرىٰ عند الفقهاء وتواجه المُشَرع عند سَن قانون؛ فيعتمد البعض بلوغ الصبية مبلغ النساء وإن كان عمرها لم يتجاوز التاسعة فتعامل معاملة المرأة البالغة في كافة أمور حياتها وجميع الأحكام المتعلقة بها؛ سواء الشخصية منها أو العامة، أو نعتمد ما قَدَّره أبوحنيفة[(1)]-في المشهور عنه- بثماني عشرة سنة وسبع عشرة سنة[(2)]. و تنتهي المشاكلة. بيد ان الطفل حسب التعريفات الدولية هو كل «إنسان لم يبلغ الثامنة عشر من عمره بعد»[3)]
وهذه تحتاج إلى إعادة نظر مع اعتمادها عند الجميع(!!؟)... وهنا تتدخل الأفكار والثقافة العامة والقيم العليا وكيفيةالتربية(!!؟).
فالأمة التي تستطيع بناء أطفالها، وفق أهدافها وتطلعاتها هي الأمة التي تستطيع حماية وجودها والتحكم في مستقبلها؛ وقضية التحكم في المستقبل : تعني دراسة مستفيضة لواقع معاش مع الأمكانات المتاحة والمتوفرة مع التخطيط لهذا المستقبل المرجو المأمول، وهذا التخطيط يقتضي أن نفهم الحاضر فهمًا دقيقاً عميقًا واعيًا، وأن نحاول استشراف المستقبل استشرافًا علميًّا منهجيًّا؛ من أجل تطويره على الصورة المبتغاة المأمولة[(4)].
[ ٤ . ] وهنا تأتي إشكالية الواقع الحالي باعتبار أن العالم كله صار قرية صغيرة وأن الفضاء الإلكتروني والفضائيات مفتوحة طوال النهار والليل؛ مما استدعىٰ بعض الدول (تركيا؛ مثلا) إلىٰ غلق مئات مِن منصات الفضاء الإلكتروني؛ وما هو أشد وطأة هي تلك التجمعات العربية أو الإسلامية في بلاد الغرب؛ فهل هم أعضاء تلك الأمة الغربية وخاصة مِن تحصل علىٰ جنسية الدولة التي يقيم فيها بصفة دائمة؛ أو تمكن مِن الحصول علىٰ أوراق ثبوتية تسمح له بالبقاء في دول الإتحاد الأوروبي؛ ولعل الحديث هنا عن الجيل الأول ذي منشأ مشرقي ... أما مَن ولد في الغرب فهذا حديث آخر(!!)... وهل دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة تعتبر أمة مِن دون الأمم، أم أمم داخل تجمع (اتحاد) سياسي واقتصادي واحد(!!)، أم هذه التجمعات العربية والإسلامية في الغرب هي كما يحلو للبعض تسميتها بـ <<أقلية>> عربية؛ فتنفصل عن مجتمع تعيش فيه؛ أو <<جالية>>إسلامية... فتظل خارج إطار المجتمع مما يسمى بالمجتمعات الموازية؛ أي لها لغتها الخاصة وعاداتها وتقاليدها الخاصة بها فتنسلخ من المجتمع الذي وجدت فيه(!!؟.).
ويكاد الجميع يستشهد بأبيات قالها أبو العلاء[(5)]:

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانُ مِنَّا * عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُـوهُ
وَمَا دَانَ الْفَتَى بِحِجًى وَلَكِنْ * يُعَلِّمُهُ التَّدَيُّنَ أَقْرَبُوهُ[(6)]
إذاً : يمثل الشباب في غالبية المجتمعات نسبة كبيرة من أبنائها، فهم حاضرُ أي مجتمع ومستقبله، وهم الذين سيتولّون زمامَ الأمور غدًا إذا أُحْسِن إعدادُهم وتجهيزُهم تربويًا وعلمياً ، نفسيًا وعقليًا؛ عقائدياً ودينيًّا، ليكونوا مُسَلَّحين بالعلم والمعرفة وبالقِيَم والأخلاق، وبالثقة بالنفس، ومُعطَيات الحداثة والتقدم؛ حتىٰ يستطيعون مواكبة التحدّيات التي تفرضها متغيرات <<العولمة>>، لذا فقد اهتم الإسلام بالشباب فأوصانا الرسول ﷺ بهم، فيقول :
أوصيكم بالشباب خيرًا فإنهم أرق أفئدة .... لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ[(7)]
ثم تلا قول الله تعالى:
{فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [(8)]
وما قاله وصرح به نبي الإسلام يعتبر سابقة منذ أكثر من 1440 عام قبل أن تقرر الأمم المتحدة مسألة اليوم العالمي للشباب. بل إن منهجه وطريقته -أي سنته- تبين لنا كما ضرب لنا رسولنا الكريم ﷺ مثلاً في الاهتمام بهم وتربيتهم التربية القيادية، فها هو نجده يُحيط نفسَه بكوكبةٍ منهم يحملهم جلائل الأعمال، وهم في نضارة الشباب، فهذا :

علي بن أبي طالب الفتى الشباب نراه ينام في فراش الرسول ﷺ ليلة الهجرة ويُعرِّض حياتَه للخطر بلا خوف أو جبن، ويؤدي الأمانات التي وكل إليه الرسول ﷺ أن يردها إلى أهلها ثم يهاجر وحده.
بل مَن جاء من بعده سار على منهجه؛ فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
« كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ »
يقول العسقلاني: « أَيْ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ». [(9)]
والرسول ﷺ لا يرضَ للشباب أن يستجيبوا لرغباتهم الجامحة أو أهوائهم، بل يرضى لهم الفضيلة، والحكمة والرزانة، ولذلك يقول (خير شبابكم من تشبه بكهولكم) أي <<شيوخكم>>[(10)]. أي في عمق التفكير ورزانة التصرف وبراعة القيادة، وما يغلب عليهم من وقار وحلم وهما صفتان محمودتان. كمايرضى للشباب الجدَ في ميدان الهداية والتقوىٰ ويكرم من يفعل ذلك خير تكريم حين يقول (إن الله تعالىٰ ليباهي ملائكته بالشباب الصالح).
يا أتباع محمد ﷺ يقول حَبر هذه الأمة عبدالله بن عباس:

الخير كله في الشباب .
ولقد سار صحابة رسول الله على طريقته وسُنته ومنهجه في العناية بالشاب وتوجيههم وعرفان قدرهم،

ومن بعد الفاروق جاء حفيده خامس الراشدين عمر بن عبدالعزيز الذي نراه يستقبل وفدًا أقدم من الحجاز لتهنئته بالخلافـة، فتقدم شاب صغير السن لم يبلغ إحدى عشرة ١١سنة ليتكلم، فقال له خامس الراشدين: «ليتكلم من هو أسن منك»، فقال الفتي: «يا أميـر المـؤمنين ، ليس الأمـر بالسن وإنما المرء بأصغــريه: «قلبه» و«لسانه»، فإذا منح الله العبد لسانًا لافظاً ، وقلبًا حافظاً ، فقد أجاز له الاختيار واستحق الكلام، ولو أن الأمر يا أميــر المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق منك بمجلسك هذا»، فأُعْجِبَ عمر بالشاب وشجاعته وحسن منطقه وقال له: «صدقتَ، تكلَّم أيها الغلام، فهذا هو السحر الحلال!» فقال الفتي: «يا أمير المؤمنين، نحن وفد التهنئة، لا وفد المرزئة <طلب المعونة> لم تقدمنا إليك رغبة ولا رهبة؛ لأننا أمِنّا في أيامك ما خلفنا، وأدركنا ما طلبنا».
فتعجب عمر من كلامه وأنشد قائلاً :

تَعَلَّمْ فَلَيسَ الْمَـــرءُ يُولَــــدَ عَالِمًا * وَلَيسَ أَخو عِلْمٍ كَمَنْ هوَ جَاهِل
وَأَنّ كَبيرَ الْقَــومِ لاَ عِلَمَ عِنْـــــدَه * صغيــرًا إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْمَحَافِل


ولما دخل الخليفة المهدي البصرة، رأى إياس بن معاوية –الذي ضُرِبَ به المثلُ في الذكاء – وهو صبي، خلفه أربعمائة ٤٠٠من العلماء وأصحاب الطيالسة، فقال المهدي: «أف لهذه العثانين، أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث»، ثم التفت إليه المهدي وقال: «كم سنك يا فتى؟ »فقال: «سني <<أطال الله بقاء أمير المؤمنين>>< سن أسامة بن زيد بن حارثة -رضي الله تعالى عنهم- لما ولاه رسول اللهﷺ جيشًا فيه أبوبكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما-». فقال: «تقدم، بارك الله فيك، وكان سنه سبع عشرة سنة».
-*/-*/-*/
[ ٥ . ] ولا أقول أن هذا تاريخ يروىٰ ويحكىٰ بل واقع يراد إعادته للحياة .... وهنا يأتي واجب الأبوين والمعلم؛ لكن الواقع المعاش - وهنا تأتي إشكالية الذوبان/الاندماج في المجتمع الغربي؛ أو تلك المجتمعات المغلقة في المناطق العربية أو الإسلامية- إذ أن الأب المسلم والأم المسلمة؛ وهذه حالة تختلف تماما عن حالة آخرىٰ : وهي الزواج المختلط بين شخصين يحملين ديانتين وعقيدتين بل ومفاهيم وقيم مختلفة فثمرة هذا الزواج طفلــ(ــة) يتربىٰ في بيت له مبادئه وفي الروضة والمدرسة والشارع ووسائل الإعلام والمجتمع له مجموعة مبادئ آخرىٰ...أو نفس البيت رجل له دين وشعائر بل طعام يحله وآخر يحرمه وكذلك شراب وأيضا ملابس وستر عورة يعيش تحت سقف واحد مع امرأة لها ما يخالفه ولو في بعض المسائل(!!؟).
[ ٦ . ] عالمياً فإن أكثر من نصف عدد مَن هم بين سني 6 و 14 عام يفتقدون لمهارات القراءة والحساب علىٰ الرغم من أن معظهم يذهبون إلىٰ المدارس. وهذه تعتبر أزمة عالمية.
وإني أتساءل بدوري :
- هل المؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات والاتحادات ذات العلاقة بالمراهقين والمراهقات والشابات والشباب تقوم بدورها المنوط بها؛ وفق خطة علمية مدروسة ذات أهداف واستراتيجيات وفق المستوىٰ العُمري!!؟.
- وهل القائمون علىٰ عملية التدريس والإعداد هم من اصحاب المؤهلات العلمية ؛ مع فهم عميق مستنير لواقع جديد تعيشه تلك التجمعات العربية /الإسلامية!!؟.
لذا وعلىٰ الأبواب ؛ وقبيل بدء العام الدراسي 2019/20 يجب إعادة النظر فيما ذكرته آنفاً، إذ هي مسؤولية ... وليس استرزاق ... أو وجاهة إجتماعية!؟؟.






ملف مِن إعداد:
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي





12أغسطس 2019م





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(*) في 17 ديسمبر 1999م، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها : ( 120/54 ) إعلان يوم 12 أغسطس من كل عام بوصفه يوما دوليا للشباب، عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 8 - 12 أغسطس1998) ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهن شركاء أساسيين في التغيير، فضلا عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه أولئك الشباب والشابات في كل أنحاء العالم..

موضوع عام 2019: النهضة بالتعليم

يسلط شعار [النهضة بالتعليم] هذا العام الضوء علىٰ الجهود المبذولة - بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم - لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب. وتأسيسا علىٰ الهدف : ( 4 ) من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 - الذي ينص علىٰ <<ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدىٰ الحياة للجميع>> - فالمراد من اليوم العالمي للشباب لعام 2019 هو البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة علىٰ النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ويُعد التعليم المتاح والشامل أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن له أن يضطلع بدور في منع نشوب الصراعات. وفي الواقع، فالتعليم <<مُضاعِف للتنمية>> لأنه له دور محوري في تسريع التقدم المحرز في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ذات الصلة به، سواء أكان ذلك هدف القضاء علىٰ الفقر، أو هدف الصحة الجيدة، أو هدف المساواة بين الجنسين في الآجر لنفس المستوىٰ التعليمي ونوع الوظيفة، أو هدف العمل اللائق والنمو الاقتصادي، أو الحد من التفاوت، أو هدف العمل في مجال المناخ، أو هدف إنشاء المجتمعات المسالمة. فيجب أن يؤدي التعليم إلىٰ نتائج تعليمية ذات صلة وفعالة، من حيث مناسبة محتوىٰ المناهج الدراسية للأغراض المرادة منها، وليس للثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل وحسب، وإنما مناسبة كذلك للفرص والتحديات المُغيرة السياقات الاجتماعية.
إن الدور الحاسم الذي يضطلع به التعليم الجيد في تنمية الشباب هو أمر لا خلاف عليه. وفضلا عن ذلك، تفيد التنمية الشاملة للشباب المجتمع ككل. ومع ذلك، فإن مما يجهله كثيرون هو أن الشباب أنفسهم هم أبطال نشيطون في مجال تحقيق التعليم الشامل والميسر للجميع. وتسعىٰ المنظمات التي يقودها الشباب، وكذلك الأفراد أنفسهم من الشباب، جنبا إلىٰ جانب مع مختلف أصحاب المصلحة والحكومات، إلىٰ النهضة بالتعليم بشكل ملموس بحيث يصبح أداة أساسية للتنمية المستدامة والشمول لمختلف الفئات الاجتماعية. فعلىٰ سبيل المثال، تقوم المنظمات التي يقودها الشباب بالنهضة بالتعليم من خلال الجهود المبذولة في وسائل الضغط والدعوة، وإقامة الشراكات مع المؤسسات التعليمية، وتطوير برامج تدريبية تكميلية، وغيرها من تلك الجهود."



في عام 1965، أقرت الجمعية العامة في قرارها 2037 (د-20) ، إعلان ترسيخ عند الشباب مُثل السلم والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب. وفي الفترة من عام 1965 إلىٰ عام 1975، ركزت الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي علىٰ ثلاثة مواضيع أساسية في ميدان الشباب، وهي المشاركة والتنمية والسلم. وجرىٰ التوكيد كذلك علىٰ الحاجة إلىٰ وجود سياسة دولية معنية بالشباب.
وفي عام 1979، عيّنت الجمعية العامة، بموجب القرار (151/34)، عام 1985 بوصفه ’’السنة الدولية للشباب: المشاركة والتنمية والسلم‘‘.
وفي عام 1985، وافقت الجمعية العامة في القرار 14/40 علىٰ المبادئ التوجيهية المتعلقة بمواصلة التخطيط والمتابعة المناسبة في ميدان الشباب. وللمبادئ التوجيهية أهميتها، لأنها تركز علىٰ الشباب بوصفهم فئة عريضة تضم فئات فرعية متعددة وليس بوصفهم كيانا ديمغرافيا واحدا، وهي تقدم مقترحات لاتخاذ تدابير محددة لتلبية احتياجات فئات فرعية مثل الشبان المعوقين وشباب الريف وشباب الحضر والشابات.
وفي ديسمبر من عام 2009، اعتمدت الجمعية العامة القرار (134/64)، بإعلان السنة الدولية للشباب ابتداء من 12 أغسطس 2010، ودعت الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلىٰ دعم أنشطة تُقام علىٰ الصعيدين المحلي والدولي بهذه المناسبة. وتزامن تلك السنة مع الذكرىٰ السنوية الـ(25) لأول سنة دولية للشباب احتفل بها في عام 1985.
وأوصت الجمعية العامة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم هذا اليوم بوصفه وسيلة لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، الذي اعتمدته الجمعية العامة بموجب قرارها (81/50) في عام 1996.
ويُحتفل بيوم الشباب الدولي سنويا في 12 أغسطس، لاسترعاء انتباه المجتمع الدولي لقضايا الشباب ، وللاحتفاء بإمكانيات الشباب بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي لعصرنا.
المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب
  • التعليم
  • التشغيل
  • الجوع والفقر
  • الصحة
  • البيئة
  • تعاطي المخدرات
  • جنوح الأحداث
  • أنشطة شغل الفراغ
  • الفتيات والشابات
  • المشاركة
  • العولمة
  • تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
  • فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز
  • الشباب والنزاع
  • العلاقات بين الأجيال

  • [1] أبو حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه الكوفي، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب الحنفية، أدرك أربعة من الصحابة، رضوان الله عليهم، وهم:
    أنس بن مالك، وعبدالله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، وتوفي في رجب، وقيل في شعبان سنة 150هـ.
    [2] هلالي عبداللاه أحمد، خالد محمد القاضي: حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية (ص29).
    [3] السابق نفسه، (ص9).
    [4] هلالي عبداللاه أحمد، خالد محمد القاضي، حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية، (ص11 و 12).
    [5] أبو العلاء المعرّي: هو أحمدبن عبدالله بن سليمان 363-449هـ=973-1057م شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان بالشام، له شعر غزير من أشهره "اللزوميات". انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 1/113- 116.
    [6] أبو العلاء المعري: ديوان لزوم ما لا يلزم ص332.
    [(7)] أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري.
    [(8)] سورة الحديد آية 16.
    [(9)] خرجه : محمد بن إسماعيل البخاري.
    [(10)] رواه جلال الدين السيوطي.









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 28 / 08 / 2019, 36 : 05 PM   المشاركة رقم: 288
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بإذنه -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- سيكون يوم السبت ﴿ ١ ٣ أغسطس من العام ٢٠١٩ الميلادي؛
يوافق
الفاتح من المحرم للعام الهجري ١٤٤١......









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 28 / 08 / 2019, 38 : 05 PM   المشاركة رقم: 289
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
.................................................. ....... ﴿ [ وهذا فلكياً ]









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 08 / 2019, 04 : 11 AM   المشاركة رقم: 290
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,336 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 218
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

١٤٤١


منذ اللحظة الأولىٰ بإعلامه بنبوته ﷺ بواسطة أمين السماء علىٰ وحي رب العالمين المَلٰك جبريل؛ وقبيل تبليغه الرسالة الخاتمة؛ ومِن خلال محادثةٍ مع القس ابن عم خديجة -الكبرىٰ- بنت خويلد؛ الحَبر ورقة بن نوفل؛ والذي تبحر في النصرانية؛ قراءةً في الكتب السماوية السابقة قبل القرآن الكريم فهما وعلما وإدراكاً، وإثناء طوافه ﷺ بالكعبة؛ أُعْلِم ﷺ بأنه سوف يُخْرَج مِن أم القرى« بكةَ »، وهنا نتذكر :" ﴿١:" قول القس ورقة بن نوفل ؛ ابن عم السيدة خديجة حين قال:"-رضي الله عنه- في تلك المفاصل الأربعة المرتبطة بــ مراحل البعثة الشريفة ؛ فقد قَالَ وَرَقَةُ :

١ . ] لَتُكَذَّبَنَّهُ وَ

٢ . ] لَتُؤْذَيَنَّهُ وَ

٣ . ] لَتُخْرَجَنَّهُ وَ

٤ . ] لَتُقَاتَلَنَّهُ .

وهذه محاور أربعة كبرىٰ؛ ومفاصل مفصلية تربط بالدعوة المحمدية -على صاحبها أفضل السلام وأتم الصلاة وكامل البركات- تحتاج إلىٰ تفصيل منهجي وترتيب تشريعي وتوثيق إدراكي وتحقيق ذهني كامل وإعمال عقل مستنير في دعوة الإسلام بشقيها:

الأول : الذاتي مع النفس والجوارح والأعمال والأقوال والتصرفات والسلوك والأخلاق علىٰ المستوىٰ الفردي ؛

والثاني : علىٰ المستوىٰ الجمعي؛ أي مع الآخر -بغض الطرف عن دينه وعقيدته وانتمائه وهويته- أي علاقة الإنسان -المسلم- بغيره من بني الإنسان وكيف تنظم؛ وأيضاً ما حوله مِن كائنات آخرى وموجودات ومخلوقات... ثم تأتي أهم علاقة وعلىٰ رأس العلاقات جميعاً وأعلاها وهي : كيفية تنظيم علاقة الإنسان بخالقه ومبدعه ومنشئه؛ والذي وهبه الروح والحياة ؛ ومن ثم رازقه "

وهنا نلقى بعض الضوء على ما قاله القس الحبر ورقة لمحمد في بداية نبوته وقبل الرسالة :

وَ لَتُخْرَجَنَّهُ هو الأمر المستغرب حقاً إذ أنه ومنذ ما يقترب من أربعين عاماً يعيش بين قومه ومعهم؛ فهم أسرته وأهله وقبيلته وعشيرته؛ وهو ﷺ الذي آنفَ أن يقترب مِن صنم فضلاً عن تصرف من أفعال ناس قريش وشبابها ومَن تبعهم لآلهتم سواء تقرب الزلفى أو العبادة أو تقديم القرابين؛ وهو ﷺ المتصف بينهم بـ«الصادق» «الأمين»...

الناسُ -عموماً- ترغب أن يعيشوا بلا قيود علىٰ تصرفاتهم؛ أو وجود حواجز بينهم وبين تحقيق رغباتهم وتنفيذ طموحهم أو بين قوانين ولوائح ودساتير تنظم لهم حياتهم؛ وبنظرة شمولية لِما يَحدث في العالم اليوم أو بالأمس القريب والبعيد؛ يجد المتأمل أن البشر لا يرغبون بنظام عام شامل للحياة والإنسان أو نظام خاص وفق مجتمع بعينه أو قبيلة بذاتها، ويتحايلون على الإنفلات من النظم وخرق القوانين وتأويل الدساتير... بيد أن عقلاء الناس يضعون بأنفسهم ما يسير حياتهم وفقا لمعاييرهم الخاصة؛ فتجد في وسط افريقيا طبيعة حياتية خاصة بهم تختلف عن الجزيرة البريطانية-مثلاً-؛ وينبغي أن نتذكر ما فعله الجندي الإنجليزي المحافظ أثناء استعمار بلاده لشبة القارة الهندية -مثال- مِن تحطيم معابد هندية لما رأه مِن تماثيل في أوضاع -عنده- مخلة بالأدب؛ فهذا مِن خلال مقياسه هو للذوق الذي وضعه أو الأدب أو ما يطلق عليه -حالياً- «Tischmanieren»(*) وهذا بالطبع يختلف من شعب لآخر... فإذا كان هذا المتعارف عليه عند البشر؛ فيجب -عقلا- أن يكون هناك نظام وقواعد ولوائح تتننزل مِن رب البشر على البشر؛ لتنظيم حياتهم وسيرهم وفق ما يحبه خالقهم ويرضاه، ومن هنا وجب وجود رسول/نبي/مبلغ للبشر يخبرهم جميعاً عن النظام الذي يريده رب الأرباب !

مصادر السيرة الأصلية المعتمدة أو التكميلية المساعدة تخبرنا أنه ﷺ كان يعيش بينهم كواحد منهم ما عدا مسألة العبادة؛ وقضية العلاقة وكيفية تنظيمها مع الأصنام التي كانت تعلو «الكعبة» بـ «٣٦٠» صنماً؛ وابتعاده ﷺ -زمن صباه وشبابه- عن اللهو والمجون؛ ورضوا به ﷺ حكماً عند إعادة بناء الكعبة...

بيد أن الذي تغير:

هو كيفية تنظيم العلاقات التي اعتادوا عليها!؟.

وأولُ تلك العلاقات هي علاقتهم بالآله!

وفي رواية عن ابن إسحاق؛ وآخرى عن ابن عباس تخبرنا: بعد أن اجتمع كبار رجال قريش في بيت أبي طالب بن عبدالمطلب بحضور ابن أخيه ﷺ قال له :

« يَابْنَ أَخِي، مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ ؟ »
فقال ﷺ للرهط الذين اجتمعوا :يَا عَمِّ إِنَّمَا أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً :
1.] تَذِلُّ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَ
2. ] يُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْجِزْيَةَ الْعَجَمُ، كَلِمَةً وَاحِدَةً .
فالحديث هنا عن كلمةٍ واحدةٍ تقولها قريش؛ وهي أهل السيادة وتملك السُلطة؛ والعرضُ (الإسلامي) المحمدي تسيل له لعاب صناديد قريش: السيادة والسلطة والمُلك؛
فتسأل أبو طالب بن عبدالمطلب؛ عمُّ النبي محمد ﷺ : «مَا هِيَ !؟»

يا ترى !!!! ما هي تلك الكلمة التي مَن يقولها صدقاً وحقاً وعدلاً يملك العرب ويتملك العجم!!؟

فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ -وَهُوَ مُسْتَهْزِئٌ- : "نَعَمْ، لِلَّهِ أَبُوكَ، لَكَلِمَةً نُعْطِيكَهَا؛ وَعَشَرَةَ أَمْثَالَهَا ".

فجاء الرد المحمدي (الإسلامي)؛ قَالَ :

لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ
وهذه الأولى ؛
أما الثانية :
« وَتَخْلَعُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ »

فَصَفَّقُوا بِأَيْدِيهِمْ ،

ثُمَّ
كان ردهم المنطقي مِن وجهة نظرهم أنهم قَالُوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا(!!!) إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب(!!؟)}[سورة: ص: آية رقم : 5]. {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّاب}[ص:4]، فَنَفِرُوا مِنْ كَلامِهِ ، وَخَرَجُوا مُفَارِقِينَ لَهُ ، وَقَالُوا : امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ {6} مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ {7} أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ {8} [سورة ص آية 6-8 ].

ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : "وَاللَّهِ مَا هَذَا الرَّجُلُ يُعْطِيكُمْ شَيْئًا مِمَّا تُرِيدُونَ ، فَانْطَلِقُوا وَامْضُوا عَلَى دِينِ آبَائِكُمْ حَقّ يَحْكُمُ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ "،

ثُمَّ
تَفَرَّقُوا...
قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «يَابْنَ أَخِي مَا رَأَيْتُكَ سَأَلْتَهُمْ شَحَطًا »، فَــــــ
لَمَّا قَالَهَا :
طَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِ ،
فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ
: أَيّ عَمِّ (!) فَأَنْتَ فَقُلْهَا أَسْتَحِلُّ لَكَ بِهَا الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ :

« يَابْنَ أَخِي ، وَاللَّهِ لَوْلا مَخَافَةُ السَّبَّةِ عَلَيْكَ وَعَلَى بَنِي أَبِيكَ مِنْ بَعْدِي ، وَأَنْ تَظُنَّ قُرَيْشٌ أَنِّي إِنَّمَا قُلْتُهَا جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ لَقُلْتُهَا ، لا أَقُولُهَا إِلَّا لأَسُرَّكَ بِهَا ».

ومنذ هذه اللحظة تمت المفارقة بين الدعوة الإسلامية في مهدها؛ والتي تدعو إلى إله واحد (له الأمر والنهي) لا شريك له وبين مَن يُعدد الالهة سواء في العبادة أو التصرفات والأعمال.

فلَمَّا بَادَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْمَهُ بِالإِسْلامِ ، وَصَدَعَ بِهِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ-تعالى- ، لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ ، وَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ حَتَّى ذَكَرَ آلِهَتَهُمْ وَعَابَهَا ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ أَعْظَمُوهُ وَنَاكَرُوهُ ، وَأَجْمَعُوا خِلافَهُ وَعَدَاوَتَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ بِالإِسْلامِ ، وَهُمْ قَلِيلٌ مُسْتَخْفُونَ ، وَحَدِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، وَمَنَعَهُ وَقَامَ دُونَهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُظْهِرًا لَهُ لا يَرُدُّهُ عَنْهُ شَيْءٌ ، فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يَعْتِبُهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ مِنْ فِرَاقِهِمْ ، وَعَيْبِ آلِهَتِهِمْ ، وَرَأَوْا أَنَّ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ قَدْ حَدِبَ عَلَيْهِ ، وَقَامَ دُونَهُ وَلَمْ يُسَلِّمْهُ لَهُمْ ، مَشَى رِجَالٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ إِلَى أَبِي طَالِبٍ ، فَــ

قَالُوا : يَا أَبَا طَالِبٍ ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ

- سَبَّ آلِهَتَنَا ، وَ
- عَابَ دِينَنَا ، وَ
- سَفِهَ أَحْلامَنَا ، وَ
- ضَلَّلَ آبَاءَنَا ، فَــ
إِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ عَنَّا ، وَإِمَّا أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، فَإِنَّكَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ خِلافِهِ ، فَــ

قَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ قَوْلا رَفِيقًا ، وَرَدَّهُمْ رَدًّا جَمِيلا ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ ، يُظْهِرُ دِينَ اللَّهِ وَيَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ شَرَى الأَمْرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، حَتَّى تَبَاعَدَ الرِّجَالُ وَتَضَاغَنُوا ، وَأَكْثَرَتْ قُرَيْشٌ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهَا ، فَتَذَامَرُوا عَلَيْهِ ، وَحَضَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَيْهِ ،

ثُمَّ
إِنَّهْمُ مَشَوْا إِلَى أَبِي طَالِبٍ مَرَّةً أُخْرَى ، فَقَالُوا :" يَا أَبَا طَالِبٍ ، إِنَّ لَكَ سِنًّا وَشَرَفًا وَمَنْزِلَةً فِينَا ، وَإِنَّا قَدِ اسْتَنْهَيْنَاكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ ، فَلَمْ تَنْهَهُ عَنَّا ، وَإِنَّا وَاللَّهِ لا نَصْبِرُ عَلَى هَذَا مِنْ:
- شَتْمِ آبَائِنَا ، وَ
- تَسْفِيهِ أَحْلامِنَا ، وَ
- عَيْبِ آلِهَتِنَا ،
حَتَّى تَكُفَّهُ عَنَّا ، أَوْ نُنَازِلَهُ وَإِيَّاكَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يَمْلِكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ ، أَوْ كَمَا قَالَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ ، فَعَظُمَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ فِرَاقُ قَوْمِهِ ، وَعَدَاوَتُهُمْ ، وَلَمْ يَطِبْ نَفْسًا بِإِسْلامِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلا خَذْلانِهِ.

وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ، بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ : " يَابْنَ أَخِي ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَاءُونِي ، فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُوا لَهُ ، فَابْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ ، وَلا تَحْمِلْنِي مِنَ الأَمْرِ مَا لا أُطِيقُ "، فَــ

ظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ فِيهِ بَدَاءٌ ، وَأَنَّهُ خَاذِلُهُ وَمُسَلِّمُهُ ، وَأَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ عَنْ نُصْرَتِهِ ، وَالْقِيَامِ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ :
" يَا عَمِّ ، وَاللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي ، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي ، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرُهُ اللَّهُ وَأَهْلِكُ فِيهِ ، مَا تَرَكْتُهُ " ،
ثُمَّ
اسْتَعْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَكَى ،
ثُمَّ
قَامَ ، فَلَمَّا وَلَّى نَادَاهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ :
" أَقْبِلْ يَابْنَ أَخِي "، فَــ
أَقْبَلَ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ : " اذْهَبْ يَابْنَ أَخِي ، فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ ، فَوَاللَّهِ لا أُسَلِّمُكَ لِشَيْءٍ أَبَدًا..."

يَقُولُ عَيَّادٍ الدُّؤَلِيَّ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فِي مَنَازِلِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، يَقُولُ :

يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ،
قَالَ : وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ يَقُولُ :"يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَتْرُكُوا دِينَ آبَائِكُمْ "،
فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ ، فَقِيلَ : أَبُو لَهَبٍ.

«النُّصْرَةُ ، وَالْمَنَعَةُ»

أَنغلق المجتمع المكي أمام الدعوة الإسلامية وتصلبت عقول الناس على قديم ما كانوا عليه وتحجرت نفوسهم على ما هم عليه كحجارة اصنامهم؛ فـ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْقِفِ ، وَيَقُولُ : أَلَا رَجُلٌ يَعْرِضُ عَلَيَّ قَوْمَهُ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي .

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ دِينِهِ ، وَإِعْزَازَ نَبِيِّهِ ، وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَ فِيهِ النَّفَرَ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ ، لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الْخَزْرَجِ ، أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا ، فَقَالَ لَهُمْ : " مَنْ أَنْتُمْ " ؟. قَالُوا : نَفَرٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، قَالَ : " أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ " ؟.قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " أَفَلا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمُكُمْ " ؟. قَالُوا : بَلَى ، فَجَلَسُوا مَعَهُ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ ، وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ بِهِمْ فِي الإِسْلامِ ، أَنَّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلادِهِمْ ، وَكَانُوا أَهْلَ عِلْمٍ وَكِتَابٍ ، وَكَانُوا هُمْ أَهْلَ شِرْكٍ أَصْحَابَ أَوْثَانٍ ، وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ بِبِلَادِهِمْ ، فَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ : إِنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثًا الآنَ ، قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ ، نَتَّبِعُهُ ، نَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ ، فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُولِئَك النَّفَرَ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ-عز وجل- ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَعْلَمُوا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي تَوَعَّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ ، فَلا يَسْبِقَنَّكُمْ إِلَيْهِ ، فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ بِأَنْ صَدَّقُوهُ ، وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الإِسْلامِ ، وَقَالُوا لَهُ : إِنَّا تَرَكْنَا قَوْمَنَا ، وَلا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ ، فَإِنْ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَلا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا رَاجِعِينَ إِلَى بِلادِهِمْ قَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا. ".

ثم تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَتَلا الْقُرْآنَ ، وَدَعَا إِلَى اللَّهِ وَرَغَّبَ فِي الإِسْلامِ ، ثُمَّ قَالَ :

أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ

مسألة الهجرة :

ثم :" أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ ، قَالَ :

في

المشهد الأول:" ﴿١:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ [واقِفٌ عَلَى نَاقَتِهِ]

المشهد الثاني :" ﴿٢:" وَاقِفًا بِالْحَزْوَرَةِ ، [فِي شَرْقِيِّ مَكَّةَ]؛ فــ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ وَاقِفٌ فِي سُوُقِ مَكَّةَ :] يَقُولُ :

المشهد الثالث:" ﴿٣:" وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ "،

وَالمشهد الرابع:" ﴿٤:" أَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ "،

وَالمشهد الخامس:" ﴿٥:" لَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"..

وهناك عند :"(سنن ابن ماجه؛و تهذيب الكمال للمزي) تجد :

﴿٦:" المشهد السادس:"وأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ ".

ودون هذه الزيادة :

- قال صاحب:" (المحلى بالآثار؛ ابن حزم ):" فَارْتَفَعَ الْإِشْكَالُ جُمْلَةً ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . وَهَذَا خَبَرٌ فِي غَايَةِ الصِّحَّةِ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ السَّلامُ- أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ؛ وتجد دون هذه الزيادة عند :" (البيهقي في دلائل النبوة ) :"هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ ودون هذه الزيادة :
- عند : ( ابن عبدالبر في الاستذكار) :" وَهُوَ حَدِيثٌ لا يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِي صِحَّتِهِ "

وتوجد إضافة عند (التمهيد لابن عبدالبر) وَكَانَ مَالِكٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ : مِنْ فَضْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَكَّةَ أَنِّي لا أَعْلَمُ بُقْعَةً فِيهَا قَبْرُ نَبِيٍّ مَعْرُوفٍ غَيْرَهَا. ".

والبعض يتحدث عن مسألة حب الوطن من خلال هذا القول وما أثبته هو الصحيح!.



وللحديث بقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(*) Zehn Benimmregeln, die Sie bei Tisch kennen sollten
الغرب يتحدث عن قواعد ينبغي أن تلتزم على مائدة الطعام؛ رجال الدبلوماسية ونساؤها أيضا لهم تقليد (عُرف) في حياتهم العامة....وهكذا.
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
28 ذو الحجة 1440 هـــ ~ 29 أغسطس 2019م









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018