الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 29 | المشاهدات | 3658 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
28 / 01 / 2008, 24 : 05 PM | المشاركة رقم: 11 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أصل عظيم جاءت فيه النصوص الكثيرة قال الله عز وجل: } يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً{ {سورة آل عمران، الآية: 118}. وقال تعالى: } يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين{ {سورة المائدة، الآية: 51} وقال سبحانه وتعالى: } يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعباً من الذين أوتوا الكتب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنيين{ {سورة المائدة، الآية: 57} وقال تعالى : } يأيها الذين امنوا لا تتخذوا ءاباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال أقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين{ {سورة التوبة، الآيتين: 23-24}. وقال عز وجل: } قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده{ {سورة الممتحنة، الآية: 4} الآية. ولأن موالاة من حاد الله ومداراته تدل على أن ما في قلب الإنسان من الإيمان بالله ورسوله ضعيف ؛ لأنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئاً هو عدو لمحبوبه ، وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال ، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله ، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 24 : 05 PM | المشاركة رقم: 12 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (1) (1) تقدم الكلام على العلم فلا حاجة إلى إعادته هنا. (2) (2) الرشد : الاستقامة عن طريق الحق. (3) (3) الطاعة: موافقة المراد فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور . (4) (4) الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك ، المبينة على الإخلاص لله عز وجل . (5) (5) أي طريقه الديني الذي يسير عليه الصلاة والسلام. (6) (6) إبراهيم هو خليل الرحمن قال عز وجل: } واتخذ إبراهيم خليلا{ {سورة النساء، الآية: 125} وهو أبو الأنبياء وقد تكرر ذكر منهجه في مواضع كثيرة للإقتداء به. (7) (7) قوله "أن تعبد الله" هذه خبر "أن" في قول "أن الحنيفية" والعبادة بمفهومها العام هي "التذلل لله محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه". أما المفهوم الخاص للعبادة-يعين تفصيلها- فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "العبادة أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف ، والخشية ، والتوكل والصلاة والزكاة ، والصيام وغير ذلك من شرائع الإسلام. (8) الإخلاص هو التنقية والمراد به أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته بحيث لا يعبد معه غيره لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً قال الله تعالى : } ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين{ {سورة النحل، الآية: 123} . وقال الله تعالى: } ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفينه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه اسلم قال أسلمت لرب العالمين* ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله أصطفى لكم الدين فلا تموت إلا وأنتم مسلمون{ {سورة البقرة، الآيات: 130-132}. وبذلك (1) أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال الله تعالى: } وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون {سورة الذاريات، الآية: 56} ومعنى يعبدون يوحدون(2) . . . . . . . . . . . . . . . (1) (1) أي بالحنيفة وهي عبادة الله مخلصاً له الدين أمر الله جميع الناس وخلقهم لها ، كما قال الله تعالى: } وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فأعبدون{ {سورة الأنبياء، الآية : 25} وبين الله عز وطل في كتابه أن الخلق إنما خلقوا لهذا فقال تعالى: } وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون{ {سورة الذاريات ، الآية:56} . (2) (2) يعني التوحيد من معنى العبادة و إلا فقد سبق لك معنى العبادة وعلى أي شيء تطلق وأنها أعم من مجرد التوحيد. وأعلم أن العبادة نوعان: عبادة كونية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني وهذه شاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد لقوله تعالى: } إن كل من في السموات والأرض إلا إتى الرحمن عبداً{ {سورة مريم، الآية: 93} فهي شاملة للمؤمن والكافر، و البر والفاجر . والثاني : عبادة شرعية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهذه خاصة بمن أطاع الله تعالى وأتبع ما جاءت به الرسل مثل قوله تعالى: } وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا{ {سورة الفرقان، الآية: 63}. فالنوع الأول لا يحمد عليه الإنسان لأنه بغير فعله لكن قد يحصل منه من شكر عند الرخاء وصبر على البلاء بخلاف النوع الثاني فإنه يحمد عليه. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 26 : 05 PM | المشاركة رقم: 13 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (1) (1) التوحيد لغة مصدر وحد يوحد ، أي جعل الشيء واحداً وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات ،نفي الحكم عما سوى الموحد وإثباته له فمثلاً نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله تعالى ويثبتها لله وحده. وفي الاصطلاح عرفه المؤلف بقوله: "التوحيد هو إفراد الله بالعبادة" أي أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً، لا تشرك به نبياً مرسلاً ، ولا ملكاً مقرباً ولا رئيساً ولا ملكاً ولا أحداً من الخلق ، بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيماً ، ورغبة ورهبة، ومراد الشيخ رحمه الله التوحيد الذي بعثت الرسل لتحقيقه لأنه هو الذي حصل به الإخلال من أقوامهم. وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: "إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به" . وأنواع التوحيد ثلاثة: الأول: توحيد الربوبية وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك والتدبير" قال الله عز وجل: } الله خلق كل شيء{ {سورة الزمر، الآية: 62} وقال تعالى : } هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا الله هو{ {سورة فاطر، الآية: 3} وقال تعالى: } تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير{ {سورة الملك، الآية: 1} وقال تعالى : } ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين{ {سورة الأعراف، الآية: 54}. الثاني: توحيد الألوهية وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة بأ، لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه". الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهو "إفراد الله تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته ، ونفي ما نفاه من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف، ولا تمثيل". ومراد المؤلف هنا توحيد الألوهية وهو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دمهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، ، واكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد. قال تعالى: } ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله{ {سورة النحل ، الآية: 29}. فالعبادة لا تصح إلا الله عز وجل، ومن أخل بهذا التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات ، فلو فرض أن رجلاً يقرأ إقراراً كاملاً بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات ولكنه يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه أو ينذر له قرباناً يتقرب به إليه فإنه مشرك كافر خالد في النار قال الله تعالى: } إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومآواه النار وما للظالمين من أنصار{ {سورة المائدة، الآية: 72} وإنما كان التوحيد أعظم ما أمر الله لأنه الأصل الذي ينبني عليه الدين كله، ولهذا بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله ، وأمر من أرسله للدعوة أن يبدأ به. وأعظم ما نهى عنه الشرك . وهو : دعوة غيره معه والدليل إلى قوله تعالى: } * وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً{ (1) {سورة النساء الآية: 36}. (1) أعظم ما نهى الله عنه الشرك وذلك لأن أعظم الحقوق هو حق الله عز وجل فإذا فرط فيه الإنسان فقد فرط في أعظم الحقوق هو توحيد الله عز وجل قال الله تعالى: } إن الشرك لظلم عظيم { {سورة لقمان ، الآية:13} وقال تعالى : } ومن يشرك بالله فقد أفترى إثماً عظيماً { {سورة النساء، الآية: 48} وقال عز وجل : } ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً { {سورة النساء، الآية: 116} وقال تعالى: }إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار{ {سورة المائدة ، الآية: 72} وقال تعالى: }إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء{ {سورة النساء الآية: 48} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعظم الذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك"(1) . وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم عن جابر، رضي الله عنه: "من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار" (2) وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من مات وهو يدعوا من دون الله نداً دخل النار(1) رواه البخاري واستدل المؤلف رحمه الله تعالى لأمر الله تعالى بالعبادة ونهيه عن الشرك بقوله عز وجل : }*وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً{ {سورة النساء، الآية: 36} فأمر الله سبحانه وتعالى بعبادته ونهى عن الشرك به، وهذا يتضمن إثبات العبادة له وحده فمن لم يعبد الله سبحانه وتعالى بعبادته ونهى عن الشرك به، وهذا يتضمن إثبات العبادة له وحده فمن لم يعبد الله فهو كافر مستكبر ، ومن عبد الله وعبد معه غيره فهو كافر مشرك ، ومن عبد الله وحده فهو مسلم مخلص. والشرك نوعان : شرك أكبر ، وشرك أصغر. فالنوع الأول: الشرك الأكبر وهو كل شرك أطلقه الشارع وكان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه. النوع الثاني: الشرك الأصغر وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج عن الملة. وعلى الإنسان الحذر من الشرك أكبره وأصغره فقد قال تعالى: } إن الله لا يغفر أن يشرك به{ {سورة النساء الآية : 48} . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 27 : 05 PM | المشاركة رقم: 14 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (1) الأصول جمع أصل ، وهو ما يبنى عليه غيره ، ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه ، وأصل الشجرة الذي يتفرغ منه الأغصان ، قال الله تعالى : }ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء{ {سورة إبراهيم، الآية: 24}. وهذه الأصول الثلاثة يشير بها المصنف رحمه إلى الأصول التي يسأل عنها الإنسان في قبره : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ معرفتها (1) ؟ فقل : معرفة العبد ربه (2) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (1) أورد المؤلف رحمه الله تعالى هذه المسألة بصيغة السؤال وذلك من أجل أن ينتبه الإنسان لها ؛ لأنها مسألة عظيمة وأصول كبيرة ؛ وإنما قال: إن هذه هي الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها لأنها هي الأصول التي يسال عنها المرء في قبره إذا دفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فأقعداه فسألاه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المؤمن فيقول: ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد، وأما المرتاب أو المنافق فيقول هاها لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته. (2) معرفة الله تكون بأسباب: (1) رواه البخاري كتاب التوحيد ، باب : قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك". ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب : كون الشرك أقبح الذنوب. (2) رواه ومسلم ، كتاب الإيمان، باب: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. (1) رواه البخاري، كتاب التفسير ، سورة البقرة باب قوله تعالى: }ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً { الآية: 165 منها النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته ، وحكمته ، ورحمته قال الله تعالى: } أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء{ {سورة الأعراف، الآية: 185}. وقال عز وجل: } إنما أعظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا{ {سورة سبأ، الآية: 46} وقال تعالى: } إن في خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب{ {سورة آل عمران، الآية: 190} وقال عز وجل: } وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون{ {سورة يونس ، الآية: 6} وقال سبحانه وتعالى : } إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون{ {سورة البقرة ، الآية: 164}. ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها ، فإذا نظر فيها وتاملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها موافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل : } أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلفا كثيراً{ {سورة النساء، الآية: 82} . ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي عليه الصلاة والسلام ن حين ساله جبريل مال الإحسان ؟ قال : "أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". (1) (1) أي معرفة الأصل الثاني وهو دينه الذي كلف العمل به ما تضمنه من الحكمة والرحمة ومصالح الخلق، ودرء المفاسد عنها ، ودين الإسلام من تأمله حق التأمل تأملاً مبيناً على الكتاب والسنة عرف أنه دين الحق، وأنه الدين الذي لا تقوم مصالح الخلق إلا به ، ولا ينبغي أن نقيس الإسلام بما عليه المسلمون اليوم، فإن المسلمين قد فرطوا في أشياء كثيرة وارتكبوا محاذير عظيمة حتى كأن العائش بينهم في البلاد الإسلامية يعيش في بعض البلاد الإسلامية يعيش في جو غير إسلامي. والدين الإسلامي –بحمد الله تعالى- متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة ، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة : أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان أمة ، فدين الإسلام يأمر بكل عمل صالح وينهي عن كل عمل سيء فهو يأمر بكل خلق فاضل ، وينهى عن كل خلق يافل | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 28 : 05 PM | المشاركة رقم: 15 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فإذا قيل لك : من ربك(2) ؟ فقل : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه(3) ، . . . . (1) (1) هذا هو الأصل الثالث وهو معرفة الإنسان نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، وتحصل بدراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من العبادة ، والأخلاق ، والدعوة إلى الله عز وجل ، والجهاد في سبيله وغير ذلك من جوانب حياته عليه الصلاة والسلام ، ولهذا ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبية وإيماناً به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه ، وشدته ورخائه وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم ، باطناً وظاهراً ، وأن يتوفانا على ذلك انه وليه والقادر عليه. (2) (2) أي من هو ربك الذي خلقك ، وأمدك ، وأعدك ، ورزقك . (3) التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المربى ، ويشعر كلام المؤلف رحمه الله أن الرب مأخوذ من التربية لأنه قال: "الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه" فكل العالمين قد رباهم الله بنعمه وأعدهم لما خلقوا له ، وأمدهم برزقه قال الله تبارك وتعالى في محاورة موسى وفرعون: } فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى { {سورة طه ، الآيتين: 49-50}. فكل أحد من العالمين قد رباه الله عز وجل بنعمه. ونعم الله عز وجل على عباده كثيرة لا يمكن حصرها قال الله تبارك وتعالى: } وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها { {سورة النحل، الآية: 18} فالله هو الذي خلقك وأعدك ، وأمدك ورزقك فهو وحده المس(1) أخرجه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب: بيان أركان الإيمان والإسلامتحق للعبادة وهو معبودي ليس لي معبود سواه (1) والدليل قوله تعالى: الحمد لله رب العالمين{ (2) {سورة الفاتحة ، الآية: 2} وكل ما سوى الله عالم (1) (1) أي وهو الذي أعبده وأتذلل له خضوعاً ومحبة وتعظيماً ، أفعل ما يأمرني به، وأترك ما ينهاني عنه ، فليس لي أحد أعبده سوى الله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : } وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فأعبدون { {سورة الأنبياء الآية: 25} وقال تعالى: } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة{ {سورة البينة، الآية: 5}. (2) (2) أستدل المؤلف رحمه الله لكون الله سبحانه وتعالى مربياً لجميع الخلق بقوله تعالى: } الحمد لله رب العالمين{ {سورة الفاتحة، الآية: 2} يعني الوصف بالكمال والجلال والعظمة لله تعالى وحده. }رب العالمين{ أي مربيهم بالنعم وخالقهم ومالكهم ، والمدبر لهم كما شاء عز وجل. وأنا واحد من ذلك العالم (1) ، فإذا قيل لك بم عرفت ربك (2) ؟ فقل بآياته ومخلوقاته (3) ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ، ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيها وما بينهما (4) . (1) (1) العالم كله من سوى الله ، وسمو عالماً لأنهم علم على خالقهم ومالكهم ومدبرهم ففي كل شيء آية لله تدل على أنه واحد. وأنا المجيب بهذا واحد من ذلك العالم ، وإذا كان ربي وجب علي أن أعبده وحده. (2) (2) أي إذا قيل لك: بأي شيء عرفت الله عز وجل؟ فقل: عرفته بآياته ومخلوقاته. (3) (3) الآيات : جمع آية وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه وتبينه. وآيات الله تعالى نوعان : كونية وشرعية ، فالكونية هي المخلوقات ، والشرعية هي الوحي الذي أنزله الله على رسله ، وعلى هذا يكون قول المؤلف رحمه الله "بآياته ومخلوقاته" من باب العطف الخاص على العام إذا فسرنا الآيات بأنها الآيات الكونية والشرعية. وعلى كل فالله عز وجل يعرف بآياته الكونية وهي المخلوقات العظيمة وما فيها من عجائب الصنعة وبالغ الحكمة، وكذلك يعرف بآياته الشرعية وما فيها من العدل ، والإشتمال على المصالح ، ودفع المفاسد . وفـي كـل شـيء لـه آيـة تــدل على أنــه واحــد (4) كل هذه من آيات الله الدالة على كمال القدرة، وكمال الحكمة ، وكمال الحكمة، وكمال الرحمة ، فالشمس آية من آيات الله عز وجل لكونها تسير سيراً منتظماً بديعاً منذ خلقها الله عز وجل وإلى أن يأذن الله تعالى بخراب العالم، فهي تسير لمستقر لها كما قال تعالى: } والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم { {سورة يس، الآية: 38} وهي من آيات الله تعالى بحجمها واثارها ، أما حجمها فعظيم كبير ، وأما اثارها فما يحصل منها من المنافع للأجسام والأشجار والأنهار ، والبحار وغير ذلك ، فإذا نظرنا إلى الشمس هذه الآية العظيمة ما مدى البعد الذي بيننا وبينها مع ذلك فإننا نجد حرارتها هذه الحرارة العظيمة ، ثم أنظر ماذا يحدث فيها من الإضاءة العظيمة التي يحصل بها توفير أموال كثيرة على الناس فإن الناس في النهار يستغنون عن كل إضاءة ويحصل بها مصلحة كبيرة للناس من توفير أموالهم ويعد هذا من الآيات التي لا ندرك إلا اليسير منها. كذلك القمر من آيات الله عز وجل حيث قدره منازل لكل ليلة منزلة } والقمر قدرنه منازل حتى عاد كالعرجون القديم{ {سورة يس، الآية: 39} فهو يبدو صغيراً ثم يكبر رويداً حتى يكمل ثم يعود إلى النقص ، وهو يشبه الإنسان حيث أنه يخلق من ضعف ثم لا يزال يترقى من قوة إلى قوة حتى يعود إلى الضعف مرة أخرى فتبارك الله أحسن الخالقين. والدليل(1) قوله تعالى } ومن آياته الليل والنهار والشمس ولا للقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون{ {سورة فصلت ، الآية: 37} وقوله (2) تعالى: } إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين{ {سورة الأعراف ، الآية: 54}. (1) (1) أي والدليل على أن الليل والنهار ، والشمس والقمر من آيات الله عز وجل قوله تعالى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 28 : 05 PM | المشاركة رقم: 16 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ثم نهى الله تعالى العباد أ، يسجدوا للشمس أو القمر وإن بلغا مبلغاً عظيماً في نفوسهم لأنهما لا يستحقان العبادة لكونها مخلوقين ، وإنما المستحق للعبادة هو الله تعالى الذي خلقهن. (2) (2) وقوله أي من الأدلة على أن الله خلق السماوات والأرض{ الآية وفيها من آيات الله: أولاً : إن الله خلق هذه المخلوقات العظيمة في ستة أيام ولو شاء لخلقها بلحظة ولكنه ربط المسببات بأسبابها كما تقتضيه حكمته . ثانياً : أنه أستوى على العرش أي علا عليه علواً خاصاً به كما يليق بجلاله وعظمته وهذا عنوان كمال الملك والسلطان. ثالثاً : أنه يغشى الليل النهار أن يجعل الليل غشاء للنهار ، أي غطاء له فهو كالثوب يسدل على ضوء النهار فيغطيه. رابعاً : أنه جعل الشمس والقمر والنجوم مذللات بأمره جل سلطانه يأمرهن بما يشاء لمصلحة العباد . خامساً : عموم ملكه وتمام سلطانه حيث كان له الخلق والأمر لا لغيره. سادساً : عموم ربوبيته للعالمين كلهم. والرب هو المعبود (1) ، والدليل (2) قوله تعالى: } يأيها الناس (3) أبعدوا ربكم الذي خلقكم (4) والذين من قبلكم لعلكم تتقون (5) الذي (1) (1) يشير المؤلف رحمه الله تعالى إلى قول الله عز وجل : } إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين{ {سورة الأعراف ، الآية: 54}. (2) (2) أي الدليل على أن الرب هو المستحق للعبادة. (3) (3) النداء موجه لجميع الناس من بني آدم أمرهم الله عز وجل أن يعبدوه وحده لا شريك له. وحده لا شريك له فلا يجعلوا له أنداداً، ويبين أنه إنما استحق العبادة لكونه هو الخالق وحده لا شريك له. (4) (4) قوله } الذي خلقكم{ هذه صفة كاشفة تعلل ما سبق أي أعبدوه لأنه ربكم الذي خلقكم فمن أجل كونه الرب الخالق كان لزاماً عليكم أن تعبدوه ، ولهذا نقول يلزم كل من أقر بربوبية الله أن يعبده وحده وإلا كان متناقضاً. (5) (5) أي من أجل أن تحصلوا على التقوى ، والتقوى هي اتخاذ وقاية من عذاب الله عز وجل بإتباع واجتناب نواهيه. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 30 : 05 PM | المشاركة رقم: 17 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (1) (1) أي جعلها فراشاً ومهاداً نستمتع فيها من غير مشقة ولا تعب كما ينام الإنسان على فراشه. (2) (2) أي فوقنا الأن البناء يصير فوق السماء بناء لأهل الأرض وهي سقف محفوظ كما قال الله تعالى : } وجعلنا السماء سقفا محفوظاً وهم عن ءاياتها معرضون{ {سورة الأنبياء ، الآية: 32}. (3) (3) أي أنزل من العلو من السحاب ماء طهوراً كما قال تعالى: } لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون { {سورة النحل الآية: 10} . (4) (4) أي عطاء لكم وفي آية أخرى: } متاعاً لكم ولأنعامكم{ {سورة النازعات الآية: 33}. (5) (5) أي لا تجمعلوا لهذا الذي خلقكم ، وخلق الذين من قبلكم ، وجعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء ، وأنزل لكم من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم لا تجعلوا له أنداداً تعبدونها كما تعبدون الله ، أو تحبونها كما تحبون الله فإن ذلك غير لائق بكم لا عقلاً ولا شرعاً. (6) (6) أي تعلمون أنه لا ند له وأنه بيده الخلق والرزق والتدبير فلا تجعلوا له شريكاً في العبادة. قال ابن كثير – رحمه الله تعالى (1) _: "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة " وأنواع العبادة التي أمر الله بها (2) : مثل الإسلام، والإيمان، (1) (1) هو عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي الحافظ المشهور صاحب التفسير والتاريخ من تلاميذ شيخ الإسلام بن تيمية توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة. (2) (2) لما بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الواجب علينا أن نعبد الله وحده لا شريك له ، بين فيما يأتي شيئاً من أنواع العبادة مثل الإسلام ، والإيمان ، والإحسان. وهذه الثلاثة الإسلام ، والإيمان ، والإحسان هي الدين كما جاء ذلك فيما رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخديه ، قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تشهد أن لا إله إلا اله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن إستطعت إليه سبيلاً . قال صدقت. قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال : فاخبرني عن الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله ، وملائكته وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرني عن الساعة؟ قال: مال المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال فأخبرني عن إماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان، ثم أنطلق فلبثت ملياً ثم قال لي ياعمر: أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (1) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء هي الدين وذلك أنها متضمنة للدين كله. والإحسان؛ ومنه الدعاء ، والخوف ، والرجاء ، والتوكل ، والرغبة ، والرهبة ، والخشوع ، والخشية ، والإنابة ، والاستعانة ، والاستعاذة ، والاستغاثة ، والذبح، والنذر ، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى (1) . والدليل قوله تعالى: } وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً{ {سورة الجن ، الآية: 18} ، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر ، والدليل قوله تعالى: } ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون { (2) {سورة المؤمنون، الآية: 117}. (1) (1) أي كل أنواع العبادة مما ذكر وغيره لله وحده لا شريك له فلا يحل صرفها لغير الله تعالى: (2) ذكر المؤلف رحمه الله تعالى جملة من أنواع العبادة وذكر أن من صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر واستدل بقوله تعالى: } وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً{ وبقوله: } ومن يدع مع الله إلها ءاخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون { ووجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى أخبر أن المساجد وهي مواضع السجود أو أعضاء السجود لله ورتب على ذلك قوله: } فلا تدعوا مع الله أحداً { أي لا تعبدوا معه غيره فتسجدوا له ، ووجه الدلالة من الآية الثانية بأن الله سبحانه وتعالى بين أن من يدعو مع الله إله آخر فإنه كافر لأنه قال : } إنه لا يفلح الكافرون الكافرون { وفي قوله: } لا برهان له به{ صفة كاشفة مبينة للأمر وليست صفة مقيدة تخرج ما فيه برهان لأنه لا يمكن أن يكون برهان على أن مع الله إلها آخر. وفي الحديث: "الدعاء مخ العبادة" . والدليل قوله تعالى: } وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين { (1) {سورة غافر، الآية: 60}. (1) هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في أدلة أنواع العبادة التي ذكرها في قوله: "وأنواع العبادة التي أمر الله بها مثل الإسلام والإيمان والإحسان ومنه الدعاء . . " إلخ، فبدأ رحمه الله بذكر الأدلة على الدعاء وسيأتي إن شاء الله تفصيل أدلة الإسلام والإيمان والإحسان . وأستدل المؤلف رحمه الله بما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " الدعاء مخ العبادة (1) واستدل كذلك بقوله (1) تقدم تخريجه ص 40 ، وانظر : شرح الحديث في " مجموع الفتاوى والرسائل" لفضيلة شيخنا- حفظه الله ورعاه – المجلد الثالث، ص 145 (1) أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب : فضل الدعاء. وقال: حديث غريب من هذا الوجه. وازيد على كلام الشيخ رحمه الله ان الحديث ضعفه الشيخ الالباني رحمه الله تعالى: } وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين { فدلت الآية الكريمة على أن الدعاء من العبادة ولولا ذلك ما صح أن يقال: } إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين { فمن دعا غير الله عز وجل بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر سواء كان المدعو حياً أو ميتاً . ومن دعا حياً بما يقدر عليه مثل أن يقول يا فلان أطعمني ، يا فلان إسقني فلا شيء فيه ، ومن دعا ميتاً أو غائباً بمثل هذا فإنه مشرك لأن الميت أو الغائب لا يمكن أن يقوم بمثل هذا فدعاؤه إياه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفاً في الكون فيكون بذلك مشركاً. وأعلم أن الدعاء نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة. فدعاء المسألة هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه ، لأنه يتضمن الإفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه ، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة. ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة كما سبق في قوله القائل يا فلان اطعمني. وأما دعاء العبادة فأن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: } إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين { {سورة غافر، الآية: 60}. والخوف ثلاثة أنواع: النوع الأولى: خوف طبيعي كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: } فأصبح في المدينة خائفاً يترقب{ {سورة القصص، الآية: 18} لكن إذا كان هذا الخوف كما ذكر الشيخ رحمه الله سبباً لترك واجب أو فعل محرم كان حراماً ؛ لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل قوله تعالى: } فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين { {سورة آل عمران، الآية: 175} . والخوف من الله تعالى يكون محموداً ، ويكون غير محموداً . فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه. وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه. النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر. النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 30 : 05 PM | المشاركة رقم: 18 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (1) (1) الخوف هو الذعر وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرراً أو أذى ، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده. ودليل الرجاء قوله تعالى: } فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً{ (1) {سورة الكهف، الآية: 110} . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (1) الرجاء طمع الإنسان في أمر قريب المنال، وقد يكون في بعيد المنال تنزيلاً له منزلة القريب. والرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله تعالى شرك إما اصغر ، وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي . وقد أستدل المؤلف بقوله تعالى: } فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً{ . واعلم أن الرجاء المحمود لا يكون إلا لمن عمل بطاعة الله ورجا ثوابها، أو تاب من معصيته ورجا قبول توبته ، فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم. ودليل التوكل قوله تعالى: } وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين{ {سورة المائدة، الآية: 3} ، وقال: } ومن يتوكل على الله فهو حسبه{ (1) {سورة الطلاق، الآية: 3} . . . . . . . . . . (1) (1) التوكل على الشيء الإعتماد عليه. والتوكل على الله تعالى: الإعتماد على الله تعالى كفاية وحسباً في جلب المنافع ودفع المضار وهو من تمام الإيمان وعلاماته لقوله تعالى: } وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين{ وإذا صدق العبد في اعتماده على الله تعالى.أي كافيه ثم طمأن المتوكل بقوله: } إن الله بالغ أمره{ {سورة الطلاق، الآية: 3} فلا يعجزه شيء أراده. وأعلم أن التوكل أنواع: الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله. الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر ؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى. الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والإعتماد عليه. أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة ، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه } يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه{ {سورة يوسف، الآية: 87} ووكل النبي صلى الله عليه وسلم ،على الصدفة عمالاً وحفاظاً ، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها ، ووكل علي بن ابي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها ، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين. وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة. ودليل الرغبة (1) والرهبة –(2) والخشوع (3) قوله تعالى: } إنهم كانوا (1) (1) الرغبة : محبة الوصول إلى الشيء المحبوب. (2) (2) والرهبة: الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل. (3) (3) الخشوع: الذل والتطامن لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي. يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهباً وكانوا لنا خاشعين { (1) {سورة الأنبياء، الآية: 90}. ودليل الخشية قوله تعالى: } فلا تخشوهم واخشوني{ (2) {سورة البقرة، الآية: 150} (1) (1) في هذه الآية الكريمة وصف الله تعالى الخلص من عباده بأنهم يدعون الله تعالى رغباً ورهباً مع الخشوع له، والدعاء هنا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة ، فهم يدعون الله رغبة فيما عنده وطمعاً في ثوابه مع خوفهم من عقابه وآثار ذنوبهم ، والمؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها ، ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها. وقال بعض العلماء : يغلب جانب الرجاء في حال المرض وجانب الخوف في حال الصحة؛ لأن المريض منكسر ضعيف النفس وعسى أن يكون قد اقترب أجله فيموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل ، وفي حال الصحة يكون نشيطاً مؤملاً طول البقاء فيحمله ذلك على الأشر والبطر فيغلب جانب الخوف ليسلم من ذلك. وقيل يكون رجاؤه وخوفه واحداً سواء لئلا يحمله الرجاء على الأمن من مكر الله ، والخوف على اليأس من رحمة الله تعالى: } إنما يخشى الله من عباده العلماء{ {سورة فاطر، الآية: 28} أي العلماء بعظمته وكمال سلطانه فهي أخص من الخوف ، ويتضح الفرق بينهما بالمثال فإذا خفت من شخص لا تدري هل هو قادر عليك أم لا فهذا خوف ، وإذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية . ويقال في أقسام أحكام الخوف. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 32 : 05 PM | المشاركة رقم: 19 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (1) (1) الإنابة الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته وهي قريبة من معنى التوبة إلا أنها أرق منها لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: } وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له{ . والمراد بقوله تعالى: } وأسلموا له{ الإسلام الشرعي وهو الاستسلام لأحكام الله الشريعة وذلك أن الإسلام لله تعالى نوعان: الأول: إسلام كوني وهو الاستسلام لحكمه الكوني وهذا عام لكل من في السماوات والأرض من مؤمن وكافر ، وبر وفاجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه ودليله قوله تعالى: } وله اسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرهاً وإليه يرجعون { {سورة آل عمران، الآية: 83} . الثاني: إسلام شرعي وهو الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وإتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير ومنه هذه الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله. ودليل الاستعانة قوله تعالى: } إياك نعبد وإياك نستعين{ {سورة الفاتحة الآية: 5} وفي الحديث " إذا استعنت فاستعن بالله"(1) . (1) (1) الإستعانة طلب العون وهي أنواع: الأول: الإستعانة بالله وهي: الإستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: } إياك نعبد وإياك نستعين{ ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول }إياك{ وقاعدة اللغة التي نزل بها القرآن أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركاً مخرجاً عن الملة. الثاني: الإستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: } وتعاونوا على البر والتقوى { {سورة المائدة، الآية: 2}. وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: } ولا تعاونوا على الإثم والعدوان{ {سورة البقرة ، الآية: 195} الثالث: الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل. الرابع: الإستعانة بالأموات مطلقاً أو بالأحياء على أمر الغائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيا في الكون. الخامس: الإستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة بأمر الله تعالى في قوله: } أستعينوا بالصبر والصلواة{ {سورة البقرة، الآية: 153}. وقد أستدل المؤلف رحمه الله تعالى للنوع الأول بقوله تعالى: } إياك نعبد وإياك نستعين { {سورة الفاتحة، الآية: 4} وقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا أستعنت فأستعن بالله".(1) ودليل الإستعاذة قوله تعالى: } قل أعوذ برب الفلق{ {سورة الفلق، الآية: 1} . ، و } قل أعوذ برب الناس{ (1) {سورة الناس، الآية: 1}. (1) الإستعاذة : طلب الإعاذة والإعاذة الحماية من مكروه فالمستعيذ محتم بمن أستعاذ به ومعتصم به والاستعاذة أنواع: الأول: الإستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ، بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى } قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق{ إلى آخر السورة وقوله تعالى : } قل أعوذ برب الناس * ملك الناس{ * إله الناس من الوسواس الخناس{ إلى آخر السورة. الثاني: الإستعاذة بصفة ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" (1) وقوله : "أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" (2) وقوله : في دعاء الألم "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" (3)، وقوله (1) أخرجه الإمام أحمد 1 / 293 ، والترمذي 4/575 . (1) تقدم قريباً " أعوذ برضاك من سخطك" (4) ، وقوله صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: } قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم { {سورة الأنعام ، الآية: 65} فقال: "أعوذ بوجهك" (5) الثالث: الإستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: } وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً { {سورة الجن، الآية: 6} الرابع: الإستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن : "من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذبه" (6) متفق عليه وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله: "فمن كان له إبل فليلحق بإبله" الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أ، امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة (1) الحديث، وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث" (2) الحديث. ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان ، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه. ودليل الإستغاثة قوله تعالى: } إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم{ (1) {سورة الأنفال، الآية: 9} (1) (1) الإستغاثة طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك ، وهو أقسام : الأول: الإستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم ، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله } إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين{ وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعاً يديه مستقبل القبلة يقول : " اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة الإسلام لا تعبد في الأرض" (3) وما زال يستغيث بربه رافعاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبيه ثم ألتزمه من ورائه ، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك وعدك فأنزل الله هذه الآية. الثاني: الإستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك ؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية قال الله تعالى: } أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أله مع الله قليلاً ما تذكرون{ {سورة النمل ، الآية: 62}. الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالى في قصة موسى : } فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه{ {سورة القصص، الآية: 15}. الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة. 1) أخرجه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره. (2) أخرجه الإمام أحمد 2/25 ، والنسائي 8 /677 . (3) أخرجه الإمام أحمد 4/217 ، وأبو داود (3891) ، وأين ماجه (2522) . (4) أخرجه مسلم ، كتاب الصلاة ، باب : ما يقال في الركوع والسجود. (5) أخرجه البخاري ، كتاب الإعتصام ، باب : قوله تعالى "أو يلبسكم شيعاً " (6) أخرجه البخاري، كتاب ، باب الفتن ، باب: تكون الفتنة القاعد فيها خير من القائم. ومسلم ، كتاب الفتن ، باب : نزول الفتن كمواقع القطر. (1) رواه ومسلم ، كتاب الحدود ، باب: قطع السارق الشريف وغيره. (2) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن ، باب : الخسف بالجيش يؤم البيت. (3) أخرجه مسلم ، كتاب الجهاد، باب : الإمداد بالملائكة في غزوة بدر. ودليل الذبح قوله تعالى: } قل إن صلاتي ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له{ (1) {سورة الأنعام، الآيتين: 162،163} ومن السنة : "لعن الله من ذبح لغير الله". * (1) (1) الذبح إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص ويقع على وجوه الأول: أن يقع عبادة بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى، وصرفه لغير الله شرك أكبر ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو قوله تعالى: } قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له{ . الثاني: أن يقع إكراماً لضيف أو وليمة لعرس أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً لقوله صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" (1) وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف "أو لم ولو بشاة" (2) . الثالث: أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الإتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: } أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون { {سورة يس، الآيتين: 71، 72} وقد يكون مطلوباً أو منهياً عنه حسبما يكون وسيلة له. ودليل النذر (1) قوله تعالى: } يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً{ {سورة الإنسان ، الآية: 7} . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (1) (1) أي دليل كون النذر من العبادة قوله تعالى: } يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً{ . (2) (2) وجه الدلالة من الآية أن الله أثنى عليهم لإيفائهم النذر وهذا يدل على أن الله يحب ذلك ، وكل محبوب لله من الأعمال فهو عبادة. ويؤيد ذلك قوله : } ويخافون يوماً كان شره مستطيراً { . وأعلم أن النذر الذي امتدح الله تعالى هؤلاء القائمين به هو جميع العبادات التي فرضها الله عز وجل فإن العبادات الواجبة إذا شرع فيها الإنسان فقد التزم بها ودليل ذلك قوله تعالى: } ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق { {سورة الحج، الآية: 29} . والنذر هو إلزام الإنسان نفسه بشيء ما ، أو طاعة لله غير واجبة مكروه ، وقال بعض العلماء إنه محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، نهى عن النذر وقال : "إنه لا يأتى بخير وإنما يستخرج به من البخيل" (1) ومع ذلك فإذا نذر الإنسان طاعة لله وجب عليه فعلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من نذر أن يطيع الله فليطعه" (2) . والخلاصة أن النذر يطلق على العبادات المفروضة عموماً ، ويطلق على النذر الخاص وهو إلزام الإنسان نفسه بشيء لله عز وجل وقد قسم العلماء النذر الخاص إلى أقسام ومحل بسطها كتب الفقه. * أخرجه مسلم ، كتاب الأضاحي ، باب : تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله. (1) أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره. ومسلم ، كتاب اللقطة ، باب: الضيافة ونحوها. (2) أخرجه البخاري ، كتاب البيوع ، باب: ما جاء في قوله تعالى : "فإذا قضت الصلاة" . مسلم ، كتاب النكاح ، باب : الصداق وجواز كونه تعليم القران وخاتم الحديث. (1) أخرجه البخاري ، كتاب القدر ، باب: إلقاء العبد النذر إلى القدر. ومسلم ، كتاب النذر ، باب : النهي عن النذر وأنه لا يرد شيئاً. (2) رواه البخاري ، كتاب الإيمان والنذور ، باب: النذر فيما لا يملك وفي معصية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 01 / 2008, 35 : 05 PM | المشاركة رقم: 20 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (1) (1) أي من الأصول الثلاثة : معرفة دين الإسلام بالأدلة يعني أن يعرف دين الإسلام بأدلته من الكتاب والسنة. (2) (2) دين الإسلام وإن شئت فقل الإسلام هو "الاستسلام لله بالتوحيد والأنقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله" فهو متضمن لأمور ثلاثة. (3) أي بأن يستسلم العبد لربه استسلاما شرعياً وذلك بتوحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة ، وهذا الإسلام هو الذي يحمد عليه العبد ويثاب عليه، أما الاستسلام القدري فلا ثواب فيه لأنه لا حيلة للإنسان فيه قال الله تعالى: } وله اسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون{ {سورة آل عمران، الآية: 83}. والإنقياد له بالطاعة (1) ، والبراءة من الشرك وأهله (2) ؛ وهو ثلاث مراتب (3) : الإسلام ، والإيمان والإحسان، وكل مرتبة لها أركان(4) فأركان الإسلام خمسة (5) : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول (1) (1) وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ لأن الطاعة طاعة في الأمر بفعله وطاعة في النهي بتركه. (2) (2) البراءة من الشرك أي أن يتبرأ منه ، ويتخلى منه وهذا يستلزم البراءة من أهله قال الله تعالى: } قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده{ {سورة الممتحنة ، الآية: 4} (3) (3) بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الدين الإسلامي ثلاث مراتب بعضها فوق بعض وهي الإسلام ، والإيمان ، والإحسان. (4) (4) دليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء جبريل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإحسان وبين له صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (1) (5) دليل ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام" . (1) (5) (1) شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ركن واحد وإنما كانتا ركنا واحداً مع أنهما من شقين لأن العبادات تبني على تحقيقهما معاً، فلا تقبل العبادة إلا بالإخلاص لله عز وجل وهو ما تتضمنه شهادة أن محمداً رسول الله . الله(1) ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام. فدليل الشهادة قوله تعالى: } شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم{ (2) {سورة آل عمران، الآية : 18} (1) (2) في الآية الكريمة شهادة الله لنفسه بأنه لا إله إلا هو ، وشهادة الملائكة وشهادة أهل العلم بذلك وأنه تعالى قائم بالقسط أي العدل ثم قرر ذلك بقوله : } لا إله إلا هو العزيز الحكيم{ وفي هذه الآية منقبة عظيمة لأهل العلم حيث أخبر أنهم شهداء معه ومع الملائكة والمراد بهم أولو العلم بشريعته ويدخل فيهم دخولاً أولياً رسله الكرام. وهذه الشهادة أعظم شهادة لعظم الشاهد والمشهود به، فالشاهد هو الله وملائكته، وأولو العلم ، والمشهود به توحيد الله في ألوهيته وتقرير ذلك } لا إله إلا هو العزيز الحكيم{ . (1) تقدم تخريجه. (1) رواه البخاري، كتاب الإيمان باب: قول النبي عليه الصلاة والسلام : "بني الإسلام على خمس . . . " ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب : بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام. ومعناها: لا معبود بحث إلا الله ؛ "لا إله" نافياً جميع ما يعبد من دون الله " إلا الله" مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته ، كما أنه لا شريك له في ملكه (1) . . . . . . . . . . . . . (1) (1) أي معنى لا إله إلا الله ألا معبود بحق إلا الله فشهادة أن لا إله إلا الله أن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حق إلا الله عز وجل لأنه "إله" بمعنى مألوه، والتأله التعبد ، وجملة " لا إله إلا الله" مشتملة على نفي وإثبات ، أما النفي فهو " لا إله" وأمال الإثبات "إلا الله" و "الله" لفظ الجلالة بدل من خبر " لا " المحذوف والتقدير "لا إله حق إلا الله" وبتقديرنا الخبر بهذه الكلمة "حق" يتبين الجواب عن الإشكال التالي: وهو كيف يقال " لا إله إلا الله" مع أن هناك آلهة تعبد من دون الله وقد سماها الله تعالى آلهة وسماها عابدوها آلهة قال الله تبارك وتعالى: } فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك { {سورة هود ، الآية: 110} وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله عز وجل والرسل يقولون لأقوامهم } أعبدوا الله ما لكم من إله غيره{ ؟ {سورة الأعراف، الآية: 59} والجواب على هذا الأشكال يتبين بتقدير الخبر في " لا إله إلا الله" فنقول : هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شيء ، ويدل لذلك قوله تعالى: } ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه وهو الباطل وأن الله هو العلي الكبير { { سورة الحج ، الآية: 62} ويدل لذلك أيضاً قوله تعالى: } أفرءيتم اللات والعزى * ومنوة الثالثة الآخرى * ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزي * إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى { {سورة النجم ، الآيات: 19-23} وقوله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام : } ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان{ {سورة يوسف الآية: 40} إذن فمعنى " لا إله إلا الله " لا معبود حق إلا الله عز وجل ، فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدوها ليست حقيقة أي ألوهية باطلة. وتفسيرها الذي يوضحها ، قوله تعالى : } وإذ قال إبراهيم (1) لأبيه وقومه إنني براء ، قوله تعالى : } وإذ قال إبراهيم (1) لأبيه وقومه إنني براء (2) مما تعبدون * إلا الذي فطرني (3) فإنه سيهدين (4) وجعلها (5) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (1) (1) إبراهيم هو خليل الله إمام الحنفاء، وأفضل الرسل بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأبوه آزر . (2) (2) (براء) صفة مشبهة بالبراءة وهي أبلغ من بريء . وقوله : } إنني براء مما تعبدون{ يوافي قول " لا إله " . (3) (3) خلقني إبتداء على الفطرة وقوله : } إلا الذي فطرني { يوافي قوله "إلا الله" فهو سبحانه وتعالى لا شريك له في ملكه ودليل ذلك قوله تعالى : } ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين{ {سورة الأعراف، الآية: 54} ففي هذه الآية حصر الخلق والأمر لله رب العالمين وحده فله الخلق وله الأمر الكوني الشرعي. (4) (4) } سيهدين { سيدلني على الحق ويوفقني له. (5) (5) } وجعلها { أي هذه الكلمة وهي البراءة من كل معبود سوى الله. كلمة باقية في عقبه (1) لعلهم يرجعون (2) { ، وقوله : } قل (3) يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة(4) سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله (5) فإن تولوا (6) فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون{(7) {سورة آل عمران ، الآية: 64}. (1) (1) } في عقبه { في ذريته. (2) (2) } لعلهم يرجعون { أي إليها من الشرك. (3) (3) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لمناظرة أهل الكتاب اليهود والنصارى. (4) (4) } تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم{ هذه الكلمة هي ألا نعبد إلا الله هي معنى "لا إله إلا الله" ، ومعنى } سواء بيننا وبينكم { أننا نحن وإياكم سواء فيها. (5) (5) أي لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله عز وجل بحيث يعظم كما يعظم الله عز وجل ، ويعبد كما يعبد الله ، ويجعل الحكم لغيره. (6) (6) } فإن تولوا{ أعرضوا عما دعوتموهم إليه. (7) (7) أي فأعلنوا لهم واشهدوهم أنكم مسلمون لله ، بريئون مما هم عليه من العناد والتولي عن هذه الكلمة العظيمة "لا إله إلا الله" . ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: } لقد جاءكم رسول من أنفسكم (1)عزيز عليه ما عنتم (2) حريص عليكم(3) بالمؤمنين رءوف رحيم{ (4) {سورة التوبة ، الآية: 128} . (1) (1) قوله } من أنفسكم { أي من جنسكم بل هو من بينكم أيضاً كما قال تعالى: } هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين { {سورة الجمعة، الآية: 2} . (2) (2) أي يشق عليه ما شق عليكم. (3) (3) أي على منفعتكم ودفع الضر عنكم. (4) (4) أي ذو رأفة ورحمة بالمؤمنين ، وخص المؤمنين بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم مأمور بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، وهذه الأوصاف لرسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على أنه رسول الله حقاً كما دل على ذلك قوله تعالى : } محمد رسول الله { {سورة الفتح ، الآية: 29} وقوله تعالى : } قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً { {سورة الأعراف، الآية: 158} والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً تدل على أن محمداً رسول الله حقاً. ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع (1) . (1) (1) معنى شهادة "أن محمداً رسول الله" هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله – عز وجل – إلى جميع الخلق من الجن والإنس كما قال الله تعالى: } وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون{ {سورة الذاريات، الآية: 56} ولا عبادة لله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: } تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً{ {سورة الفرقان، الآية: 1} ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع ، ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر ، وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع، ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن لا تعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة ، بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله كما قال الله تعالى: } قل لا أقول لكم عندي خزاءن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أني ملك إن أبتغ إلا ما يوحى إلي" {سورة الأنعام، الآية: 50}. فهو عبد مأمور يتبع ما أمر به ، وقال الله تعالى: } قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً * قل إني لن يجبرني من الله أحد ولن أجد من دون ملتحداً { {سورة الجن، الآيتين: 21-22} وقال سبحانه : } قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون { {سورة الأعراف، الآية: 188} . وبهذا تعلم أنه لا يستحق العبادة لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من دونه من المخلوقين ، وأن العبادة ليست إلا لله تعالى وحده. } قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين{ {سورة الأنعام، الآيتين: 162-163}. وأن حقه صلى الله عليه وسلم ، أن تنزله المنزلة التي أنزله الله تعالى أياها وهو أنه عبد الله ورسوله ، صلوات الله وسلامه عليه. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018