الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 465 | المشاهدات | 106521 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
31 / 08 / 2018, 59 : 11 PM | المشاركة رقم: 111 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الْمُحَرَّمُ [١٤٤٠] " اعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - إِخْوَانِي : أَنَّ شَهْرَ الْمُحَرَّمِ شَهْرٌ شَرِيفُ الْقَدْرِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُحَرَّمَ ؛ لأَنَّ الْقِتَالَ كَانَ يَحْرُمُ فِيهِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - : ﴿[„ وَالْفَجْرِ‟]﴾[ ١ ] ﴿[ „ وَلَيَالٍ عَشْرٍ‟]﴾[ ٢ ] [سورة الفجر آية 1-2] ... أَنَّهَا الْعَشْرُ الأَوَائِلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ .. قَالَ قَتَادَةُ : « أَرَادَ بِالْفَجْرِ فَجْرَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ »..".. [20] ذو الحجة [١٤٣٩] هـ ~ 31 أغسطس 2018م فلكياً: الثلاثاء : 11 سبتمبر 2018 سيوافق أول المحرم .. بداية السنة الهجرية الجديدة...„ ١٤٤٠ ‟ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 09 / 2018, 55 : 09 PM | المشاركة رقم: 112 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 2.] لُغة: أ . ] حَرَمَ: [الْحَاءُ .. وَالرَّاءُ.. وَالْمِيمُ : أَصْلٌ وَاحِدٌ ]، وَ هُوَ الْمَنْعُ وَالتَّشْدِيدُ . فَـ الْحَرَامُ : ضِدُّ الْحَلَالِ . ..[ ( 3 ) ]. ب . ] شَهْرٌ حَرَامٌ . وَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ : ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ ، فَالسَّرْدُ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، أَيْ مُتَتَابِعَةٌ ، وَ وَاحِدٌ فَرْدٌ ، وَالْفَرْدُ رَجَبٌ . وَ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ : ﴿[ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ]﴾ قَوْلُهُ مِنْهَا ، يُرِيدُ الْكَثِيرَ ، ثُمَّ قَالَ : ﴿[ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ]﴾. لَمَّا كَانَتْ قَلِيلَةً . وَ الْمُحَرَّمُ : شَهْرُ اللَّهِ ، سَمَّتْهُ الْعَرَبُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَسْتَحِلُّونَ فِيهِ الْقِتَالَ ، وَ أُضِيفَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِعْظَامًا لَهُ كَمَا قِيلَ لِــلْكَعْبَةِ بَيْتُ اللَّهِ ، وَ قِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ . الْجَوْهَرِيُّ: مِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ ، إِلَّا حَيَّانِ : 1. ] خَثْعَمٌ وَ 2. ] طَيِّءٌ ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ ، وَكَانَ الَّذِينَ يَنْسِئُونَ الشُّهُورَ أَيَّامَ الْمَوَاسِمِ يَقُولُونَ : " حَرَّمْنَا عَلَيْكُمُ الْقِتَالَ فِي هَذِهِ الشُّهُورِ إِلَّا دِمَاءَ الْمُحِلِّينَ ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الشُّهُورِ ".[ (4 ) ]. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 09 / 2018, 48 : 10 PM | المشاركة رقم: 113 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ٣.] ﴿ سننٌ و محدثاتٌ ﴾: ٣. ١ .] " إنَّ مِنْ شرفِ الشهر الأوَّل مِنْ شهور السَّنَة القمرية -والتي تسمى بالسنة الهجرية مقابلة بالسنة الميلادية- مِن شَرَفه أَنْ نَسَبَه النبيُّ المصطفى -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- إلى ربِّه -جلَّ وعز-، ونَعَتَه بالشهر الحرام في قوله -صلَّى الله عليه وآله و سلَّم-: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ» [ ( 5 ) ]. و ٣. ٢ .] " المعلومُ أنه لا يُضيفُ اللهُ إليه إلَّا خواصَّ مخلوقاتِه.. ومسألة الاصطفاء وقضية الاختيار تحدثت عنها في موضع آخر- على سبيل التشريف والتفضيل، قال السيوطيُّ : «سُئِلْتُ: لم خُصَّ المحرَّمُ بقولهم: «شهرُ الله» ـ تَبارَك وتعالى ـ دون سائر الشهور، مع أنَّ فيها ما يُساويهِ في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟. و وَجَدْتُ -الكلام للجلال السيوطي- ما يُجابُ به: أنَّ هذا الاسْمَ إسلاميٌّ دون سائر الشهور؛ فإنَّ أسماءَها كُلَّها على ما كانَتْ عليه في الجاهلية، وكان اسْمُ «المحرَّم» في الجاهلية: «صفرَ الأوَّل»، والذي بعده: «صفر الثاني»، فلمَّا جاء الإسلامُ سمَّاهُ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ «المحرَّمَ»؛ فأُضيفَ إلى الله عزَّ وجلَّ بهذا الاعتبار، و هذه فائدةٌ لطيفةٌ رأيتُها-الكلام للجلال السيوطي- في «الجمهرة».»[(6)] «ويُكْرَهُ أَنْ يُسمَّى المحرَّمُ صفرًا؛ لأنَّ ذلك مِنْ عادة الجاهلية» كما ذَكَرَ النوويُّ ـ رحمه الله ـ[(7)]، و لعلَّ مِنْ عادتهم أنهم يُطْلِقون على شهرَيِ المحرَّمِ وصفرٍ لفظَ «الصفرين» مِنْ باب التغليب، لا لكون المحرَّم اسْمًا جديدًا حادثًا .... قال الشيخ بكر أبو زيد ـ: «إنَّ اسْمَ «شهر المحرَّم» كان في الجاهلية يُسمَّى: «صَفَرَ الأوَّلَ» وأنَّ تسميته محرَّمًا مِنِ اصطلاح الإسلام، وقد ذَهَبَ إلى هذا بعضُ أئمَّة اللغة، و أحسبُ أنه اشتباهٌ؛ لأنَّ تغيير الأسماء في الأمور العامَّة يُدْخِلُ على الناس تلبيسًا لا يقصده الشارعُ؛ ألا ترى أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لَمَّا خَطَب حَجَّةَ الوداع فقال: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قال الراوي (الصحابيُّ نُفَيْعُ بنُ الحارث -رضي الله عنه-): «فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ»، فَـ قَالَ: «أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ؟» قُلْنَا: «بَلَى»، قَالَ: «.. فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ.. وَأَمْوَالَكُمْ.. وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا.. فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.. فِي بَلَدِكُمْ …»[(8)]. ثمَّ ذَكَرَ أثناءَ الخُطبة الأَشْهُرَ الحُرُم فقال: « ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ »؛ فلو كان اسْمُ المحرَّمِ اسْمًا جديدًا لوضَّحه للحاضرين الواردين مِنَ الآفاق القاصية، على أنَّ حادِثًا مِثْلَ هذا لو حَدَثَ لتناقَلَه الناسُ، وإنما كانوا يُطْلِقُون عليه وصفرَ لَفْظَ «الصفرين» تغليبًا»[(9)]... | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 09 / 2018, 05 : 11 PM | المشاركة رقم: 114 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ٣. ٢ .] " هذا، وليس لأوَّلِ شهر الله المحرَّم نصٌّ شرعيٌّ صحيحٌ يُثْبِتُ تخصيصَه بـ - الذِّكر أو - الدعاء أو - العمرة أو - الصيام.. لأوَّل يومٍ مِنَ السنة بنيَّة افتتاح السَّنَة الهجرية بالصيام، و لا اختتامِها بالصيام عند نهاية السَّنَة بنيَّة توديع العام الهجريِّ؛ فـ ما وَرَدَ مِنْ أحاديثَ في هذا الشأنِ فموضوعةٌ ومختلَقَةٌ على النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم[(10)] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فمِنْ ذلك حديثٌ موضوعٌ: « مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُقْبِلَةَ بِصَوْمٍ، جَعَلَ اللهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً»[(11)]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بيد أن السيوطي ذكر ما قاله القرطبي : " قَالَ الْقُرْطُبِيّ إِنَّمَا كَانَ صَوْم الْمحرم أفضل الصّيام من أجل أَنه أول السّنة المستأنفة فَكَانَ استفتاحها بِالصَّوْمِ الَّذِي هُوَ أفضل الْأَعْمَال وَأفضل الصَّلَاة بعد الْفَرِيضَة صَلَاة اللَّيْل اسْتدلَّ بِهِ لقَوْل بعض أَصْحَابنَا أَن صَلَاة اللَّيْل أفضل من الرَّوَاتِب وَإِن كَانَ أَكْثَرهم على خِلَافه .. قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أقوى وأوفق للْحَدِيث". [(12)] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 09 / 2018, 07 : 11 PM | المشاركة رقم: 115 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ٣. ٣ .] " كما لم يَثْبُتْ في الشرع : إحياءُ ليلةِ أوَّل يومِ المحرَّم بـ - الصلاة أو - الذِّكر أو الدعاء ... ونحوِ ذلك، قال أبو شامة: «ولم يأتِ شيءٌ في أوَّل ليلة المحرَّم، وقد فتَّشْتُ -أبو شامة- فيما نُقِلَ مِنَ الآثار صحيحًا وضعيفًا وفي الأحاديث الموضوعة، فلم أرَ أحَدًا ذَكَرَ فيها شيئًا، وإنِّي لَأتخوَّف ـ والعياذُ بالله ـ مِنْ مُفْتَرٍ يَختلِقُ فيها». [(13)] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 09 / 2018, 39 : 11 PM | المشاركة رقم: 116 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مِنَ المُؤْسِف ـ حقًّا ـ ٣. ٤ .] أَنْ لا يَلتزِمَ المسلمونَ باتِّباع المشروعِ الذي أمرَ به خالقهم ورازقهم.. والمعلوم من سنة نبيه عليه السلام ومن هدي السبيل لصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.. ، وأَنْ يُبادِروا إلى اتِّخاذِ أوَّلِ شهرِ الله المحرَّم عيدًا متعلِّقًا بدخول السَّنَة الهجرية على غرار السَّنَة الميلادية، ويجعلوا مِنْ ذلك وسيلةً للاحتفال بالتاريخ السنويِّ وإحيائه ـ تعظيمًا له ـ بالذِّكر والذكريات، والخُطَب والدروس والمحاضرات، والشِّعر والأمسيات: فنِّيَّةً وموسيقيةً وثقافيةً، وتَبادُلِ الأمانيِّ والتهاني، وغيرِ ذلك ممَّا أَحْدَثه الناسُ فيه، مع ظهور بصمات التشبُّه بأهل الغرب. ومِنْ زاويةٍ أخرى، فإنَّ الوقائع الجليلة والأحداث الشريفة التي جمعَتْها سيرةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم العَطِرةُ: كـ - بعثته صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الناس هاديا وبشيرًا ونذيرًا، و - نزولِ الوحي عليه، و - معجزةِ القرآن الكريم و - سائر معجزاته، و - ليلةِ الإسراء والمعراج، و - هجرتِه مِنْ مكَّة إلى المدينة، و - حصولِ المعارك والغزوات، و - إقامةِ دولةِ الإسلام، و - عُلُوِّ راية الجهاد في سبيل الله، و - انتشارِ الدعوة إلى الله في الآفاق، وغيرِها مِنَ الحوادث العظيمة الواقعة في زمانه صلَّى الله عليه وسلَّم، لا تُضْفِي الصبغةَ الشرعية على الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية في الأوَّل مِنْ شهر الله المحرَّم مِنْ كُلِّ عامٍ جديدٍ على أنه عيدٌ وعطلةٌ للمسلمين بالاعتياد والتكرار؛ ذلك لأنَّ المعلوم ـ شرعًا ـ أنَّ الأعياد والمواسم الدينية معدودةٌ مِنْ مسائل العبادة، والعباداتُ ـ مِنْ حيث حكمُها ـ توقيفيةٌ تحتاج إلى دليلٍ يشرعها كما هو مقرَّرٌ في القواعد الشرعية؛ لـ قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [الجاثية: (١٨)]، و قولِه تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [الشورى:(٢١)]، و لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[(14)] ولا يشفع للاحتفال بأوَّل شهر المحرَّم أصلٌ مِنْ : - كتاب الله و - لا سنَّةِ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، و - لم يُؤْثَرْ ذلك عن صحابته الكرام، و - لا عن التابعين لهم بإحسانٍ. [(15)] و لا مجالَ لإدخال الأعياد والاحتفالات بمثلِ هذه المناسَباتِ في بابِ شكرِ الله تعالى أو تعظيمِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّ شُكْرَ اللهِ ليس بالاشتراك معه في التشريع والحكم، وقد قال تعالى: ﴿وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا ﴾[الكهف:(٢٦)]، و إنما شكرُ الله بطاعته وعبادته على وَفْقِ شرعِه، و تعظيمُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في اتِّباع سُنَّته، و طاعتِه فيما أَمَر به وزَجَر عنه، و التسليمِ لأحكامه، و التأسِّي به في مظهره ومخبره، و عدمِ الابتداع في الدِّين، قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا ﴾ [الأحزاب:(٢١)]، و قال سبحانه: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ﴾ [آل عمران: (٣١)]، قال ابنُ كثيرٍ ـ: « هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كُلِّ مَنِ ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقة المحمَّدية؛ فإنه كاذبٌ في دعواهُ في نفس الأمر حتَّى يتَّبع الشرعَ المحمَّديَّ والدِّين النبويَّ في جميع أقواله وأحواله، كما ثَبَتَ في الصحيح عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»... و قال الحسنُ البصريُّ وغيرُه مِنَ السلف: " زَعَمَ قومٌ أنهم يُحِبُّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآية فقال: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾.»[(16)] ثمَّ إنه ـ مِنْ زاويةٍ ثالثةٍ ـ لا يخفى أنَّ الأوَّل مِنْ شهر الله المحرَّم هو بدايةُ التقويم السنويِّ الإسلاميِّ مِنَ التاريخ الهجريِّ، كذا أرَّخه الصحابةُ الكرام رضي الله عنهم بالإجماع في الدولة العُمَرِية[(17)] مخالِفين في ذلك بدايةَ التقويم السنويِّ للنصارى حيث أرَّخوه مِنْ يومِ ولادة المسيح عيسى عليه السلام، ومع ذلك لم تكن هجرةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر المحرَّم، وإنما بدأَتْ هجرتُه مِنْ مكَّة إلى المدينة في أوائلِ شهر ربيعٍ الأوَّل مِنَ السَّنَة الثالثةَ عَشَرَ لبعثته صلَّى الله عليه وسلَّم، ووَصَل إلى قُباءٍ لاثنتَيْ عَشْرَةَ ليلةً خلَتْ مِنْ ربيعٍ الأوَّل يومَ الإثنين، كما صرَّح به أهلُ الحديث والسيرة[(18)] و منه يتبيَّن أنَّ شهر المحرَّم لم يكن مَوْعِدَ هجرتِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنما كان ابتداءُ العزم على الهجرة في ذلك الشهر على أقوى الأقوال كما صرَّح بذلك الحافظ ابنُ حجرٍ بقوله: «وإنما أخَّرُوه مِنْ ربيعٍ الأوَّل إلى المحرَّم لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرَّم؛ إذ البيعةُ وقَعَتْ في أثناءِ ذي الحجَّة وهي مقدِّمةُ الهجرة؛ فكان أوَّلُ هلالٍ استهلَّ بعد البيعة والعزمِ على الهجرة هلالَ المحرَّم؛ فناسب أَنْ يُجْعَلَ مبتدَأً، وهذا أقوى ما وقَفْتُ عليه مِنْ مناسَبةِ الابتداء بالمحرَّم»[(19)] ومِنْ زاويةٍ رابعةٍ فإنَّ مِنَ الحقِّ والعدل أَنْ يقتدِيَ المسلمون بالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ويتَّعظوا بسيرته، وينتفعوا بما جرى في زمانه مِنْ وقائعَ عظيمةٍ وحوادثَ شريفةٍ، ويستخرجوا منها الدروسَ والعِبَرَ على مدار السَّنَة، تتجسَّد معانيها الروحيةُ في قوالبَ صادقةٍ تُقوِّمُ سيرةَ المسلمِ وسلوكَه وخُلُقَه باستنارته مِنْ مشكاة النبوَّة، لا أَنْ تُحْصَرَ سيرتُه صلَّى الله عليه وسلَّم والانتفاعُ بأحداثها في: - الاحتفالات و - الخُطَب في أيَّامٍ محدَّدةِ الوقتِ في السَّنَة تمرُّ مجرَّدَ ذكرياتٍ، وتتكرَّر كُلَّ عامٍ على وجه الاعتياد، وسُرعانَ ما تدخل في طيِّ النسيان مع مرور تلك الأيَّامِ، مِنْ غير ملاحَظةِ الأثر الإيمانيِّ والخُلُقيِّ على سلوك المسلمين وسيرتهم، بل بالعكس ترى الكثيرَ يتدافعون للانتقال مِنْ بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر؛ طلبًا لمساكَنةِ أهل الكفر، والاسترزاقِ على وَفْقهم، والعيشِ في ديارهم بحُرِّيَّةٍ بهيميةٍ، ومشاكَلتِهم في عاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم وأنماط حياتهم؛ فأين ـ يا تُرَى ـ الأثرُ الإيمانيُّ والعمليُّ لذكرى هجرة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم الذي هاجَرَ مِنْ بلاد الشرك إلى بلاد الإيمان والإسلام؟!![(20)] إنَّ اهتمام السلف الصالح والتابعين لهم بإحسانٍ بسيرة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم العطرةِ وحوادثِها العظيمة إنما كان بدراستها واستخراجِ الدروس والعِبَرِ منها، ويتجلَّى الانتفاعُ والاتِّعاظ بها طِوَالَ أيَّام السَّنَة ولياليها، وتتجسَّد معانيها العاليةُ ـ تكريسًا ـ في سلوكهم وسيرتهم اقتداءً به صلَّى الله عليه وسلَّم في قِيَمِه، والسَّيْرِ على منواله، والتأسِّي به في دعوته إلى توحيد المُرْسِل وتوحيدِ متابَعةِ الرسول، وفعلِ ما أَمَر الشرعُ به وتركِ ما نهى عنه؛ عملًا بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ»[(21)] و في حديثٍ آخَرَ: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ»[(22)] مع موافَقةِ الشرع فيما يُحِبُّه ويرضاه، وفيما يسخطه ويكرهه ويُبْغِضُه ولا يرضاه مِنَ الأقوال والأفعال والاعتقادات والذوات كما هو معلومٌ مِنْ عقيدة الولاء والبراء، وهي مِنْ لوازم الشهادتين وشرطٌ مِنْ شروطها، قال تعالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ﴾ [آل عمران: (٢٨)]، و قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [المائدة: (٥١)]، وقال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡ﴾ [المجادلة: (٢٢)]، وغيرُها مِنَ الآيات. [(23)] تلك هي الهجرةُ الباطنية القلبية التي تُلازِمُ المسلمَ في حياته ولا تنفكُّ عنه، و تليها ـ عملًا ـ هجرةٌ بدنيةٌ ظاهرةٌ محتويةٌ للهجرة القلبية، وهي هجرةُ المسلم مِنْ بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ـ وجوبًا ـ على غير القادر على إظهار شعائر الإسلام في بلاد الكفر ولا الولاء والبراء، ولا هو مِنَ المستَضْعَفين الذين لا تَسَعُهم الهجرةُ، أو كان ممَّنْ تحول دون هجرته الظروفُ السياسية والجغرافية. فهُمَا هجرتان إلى الله ورسوله لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «..فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ»[(24)] . قال ابنُ القيِّم في الهجرة: إنها «هجرتان: ـ هجرةٌ إلى الله بـ - الطلب و - المحبَّة و - العبودية و - التوكُّل و - الإنابة و - التسليم و - التفويض و - الخوف و -الرجاء و -الإقبال عليه و - صِدْق اللَّجَإِ والافتقار في كُلِّ نَفَسٍ إليه. ـ وهجرةٌ إلى رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم في : -حركاته و - سكناته الظاهرة والباطنة بحيث تكون موافِقةً لشرعِه الذي هو تفصيلُ مَحَابِّ الله ومرضاته، ولا يقبل اللهُ مِنْ أحَدٍ دِينًا سواهُ»[(25)] والعلم عند الله تعالى... | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 09 / 2018, 05 : 11 PM | المشاركة رقم: 117 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح التقويم القمري التاريخ الهجري التقويم الإسلامي : هو التاريخ الذي يبدأ بهجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في سنة ٦٢٢ م... بيد أنه في عام ٤١٢ من السنة الميلادية؛ اي قبل البعثة النبوية بـ ١٥٠ سنة عُقد في مكة إجتماعا ضم سادة قبائل العرب -آنذاك- لتوحيد أسماء الأشهر العربية التي تعددت تسمياتها في شبة جزيرة العرب حسب رأي كل قبيلة. وقد تسبب ذلك التباين بمشاكل في توقيت الحج إلى الكعبة؛ وهي شعيرة كان العرب يحرصون على القيام بها بشكل دوري.. -وقتذاك-.. إذ أنه -الحج- كان يعتبر من بقايا دين إبراهيم الخليل عليه السلام.. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 09 / 2018, 11 : 05 PM | المشاركة رقم: 118 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح جاء في كتاب الموضوعات ( الكبرى) من الأحاديث المرفوعات؛ ص: [566] لابن الجوزي؛ كِتَاب الصيام؛ [18] باب صوم آخر يَوْم من السنة وأول الأخرى]. رقم الحديث:[1138] (1042؛ ش) : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ ....حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا قُطْبُ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " „ مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ .. وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةِ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً ‟ " ... قال ابن الجوزي :" الْهَرَوِيّ هُوَ الجويباري ، ووَهْب ، كلاهما كذاب وضاع . ". الحديث موضوع. *---------------------------------------* تبيه: [فلكياً: أول المحرم لعام 1440 يوافق يوم الثلاثاء القادم: 11 سبتمبر 2018م] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 09 / 2018, 00 : 08 PM | المشاركة رقم: 119 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح تخصيص آخر يوم في السنة .. ويوم رأس السنة الهجرية بـ - صيام أو - استغفار أو - دعاء ! 1.] تخصيص يوم معيَّن في الإسبوع، أو زمان في الشهر أو العام بصيام .. أو مكان ما بصلاة أو انفاق زكاة أو صدقة أو صعود جبل غير الجبل الذي في مناسك الحج أو غيرها من العبادات.. فهذا كله هو مِن شأن الشارع .. -سبحانه في علاه .. وتعالى في سماه- ويبلغنا رسوله وصفيه وخليله بهذا الأمر .. صلوات الله عليه وسلامه وتبريكاته .. بل بكيفيته أيضاً .. ولا يحل لأحد الافتيات عليه في ذلك .. وليس ما يراه أحد -سواء تسمى بـ "ولي(*) " أو كان من أهل الصُوفة(**) - إذ أن العبادات في الإسلام توقيفية .. فالعبادة هي كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه .. وليس ما يحبه العبد .. ـــــــــــــــــــــــــــــ (*) (**) سأشرحهما قريبا . ــــــــــــــــــــــــ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 09 / 2018, 02 : 08 PM | المشاركة رقم: 120 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 2. ] لا يجب صيام شيء من الأيام إلا شهر رمضان .. وقد يجب الصيام بأسباب أخرى وهي : - القضاء .. و - النذر .. و - بعض الكفارات. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018