الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 465 | المشاهدات | 105704 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
13 / 07 / 2018, 37 : 09 PM | المشاركة رقم: 91 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مسائل ما قبل الشروع في اجراءات التسجيل لـ أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف؛ على صاحبه أفضل الصلاة واتم التسليم *-*-*-*-*-*-* [٣. ] المسألة الثالث: الحجُ مِن مال ٍحرامٍ : الحكمُ العام : " يجزئ الحج ؛ وإن كان المال حراماً ؛ ويأثمُ عند الأكثر من العلماء".[ (1) ] قلتُ [الرمادي] :" اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حَجِّ مَنْ حَجَّ بِمَالٍ حَرَامٍ ، هَلْ يَسْقُطُ عَنْهُ فَرْضُ الْحَجِّ بِذَلِكَ !!؟، وَ فِيهِ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رِوَايَتَانِ ، وَ الْأَحَادِيثُ التي سأَذْكُرَها تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُتَقَبَّلُ الْعَمَلُ مَعَ مُبَاشَرَةِ الْحَرَامِ ، لَكِنَّ الْقَبُولَ قَدْ يُرَادُ بِهِ : الرِّضَا بِالْعَمَلِ ، وَ مَدْحُ فَاعِلِهِ ، وَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْمُبَاهَاةُ بِهِ ، وَ قَدْ يُرَادُ بِهِ حُصُولُ الثَّوَابِ وَ الْأَجْرِ عَلَيْهِ ، وَ قَدْ يُرَادُ بِهِ سُقُوطُ الْفَرْضِ بِهِ مِنَ الذِّمَّةِ ، فَـ إِنْ كَانَ الْمُرَادُ هَاهُنَا الْقَبُولُ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ أَوِ الثَّانِي ، لَمْ يَمْنَعْ ذَلِكَ مِنْ سُقُوطِ الْفَرْضِ بِهِ مِنَ الذِّمَّةِ ، كَمَا وَرَدَ أَنَّهُ لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ الْمَرْأَةِ الَّتِي زَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ ، وَ لَا مَنْ أَتَى كَاهِنًا ، وَ لَا مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَ الْمُرَادُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - نَفْيُ الْقَبُولِ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ أَوِ الثَّانِي ، وَ هُوَ الْمُرَادُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ « [الْمَائِدَةِ : 27 ] . وَ لِهَذَا كَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَشْتَدُّ مِنْهَا خَوْفُ السَّلَفِ عَلَى نُفُوسِهِمْ ، فَـ خَافُوا أَنْ لَا يَكُونُوا مِنَ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُتَقَبَّلُ مِنْهُمْ . وينبغي أن نفصل المسألة ، قال الإمام أحمد بن حنبل :" لا يجزئ " . وهو الأصح ؛ لما جاء في الحديث الصحيح : " إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يَقبل إلا طيباً "[ (2) ]. وَ خَرَّجَ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ[ (3) ]، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ[ (4) ] ، فَنَادَى[ (5) ] : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَزَادُكَ حَلَالٌ ، وَرَاحِلَتُكَ حَلَالٌ ، وَحَجُّكَ مَبْرُورٌ[ (6) ] غَيْرُ مَأْزُورٍ[ (7) ] ، وَإِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ ، فَنَادَى لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ ، زَادُكَ حَرَامٌ ، وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ ، وَحَجُّكَ [مأزورٌ] غَيْرُ مَبْرُورٍ" [ (8) ] . وَ يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بِنَحْوِهِ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ أَيْضًا . و جاء بـ رواية : " مَن أمَّ هذا البيتَ منَ الكسبِ الحرامِ شخصَ في غيرِ طاعةِ اللَّهِ فإذا أهلَّ ووضعَ رِجْلَه في الغَرْزِ أوِ الرِّكابِ وانبعثت بهِ راحلتُهُ قالَ لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ ناداهُ منادٍ منَ السَّماءِ لا لبَّيكَ و لا سعدَيكَ سَعْدَيْكَ، كسبُكَ حرامٌ و زادُكَ حرامٌ و راحلتُكَ حرامٌ فارجع مَأزورًا غيرَ مأجورٍ وأَبْشِرْ بما يَسُوؤُكَ، و إذا خرجَ الرَّجلُ حاجًّا بمالٍ حلالٍ ووضعَ رجلَهُ في الرِّكابِ وانبعثت بهِ راحلتُهُ قالَ لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ ناداهُ منادٍ منَ السَّماءِ لبَّيكَ وسعدَيكَ قد أجبتُكَ راحلتُكَ حلالٌ وثيابُكَ حلالٌ وزادُكَ حلالٌ فارجع مأجورًا غيرَ مأزورٍ وأَبْشِرْ بما يَسُرُّكَ ". [ (9) ] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ الهامش / المرجع : (1) سابق؛ السيد، فقه السنة، المجلد الثاني، ص 173-174، دار الفتح للإعلام العربي، الطبعة الثانية ؛ 1419هـ~ 1999م. (2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:"أيها الناسُ ! إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ : " يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا". [ سورة الْمُؤْمِنُونَ: [23] ؛ الآية : [51] ] وَقَالَ تَعَالَى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ". [سورة الْبَقَرَةِ: [2] ؛ الآية : [172] ] ثُمَّ ذَكَرَ؛ صلى الله عليه وآله وسلم الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ : أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ : يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ ". [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ؛ الرقم: 1015، وَخَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَسَنٌ غَرِيبٌ .]. وَقَوْلُهُ " لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا " قَدْ وَرَدَ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ ، وَلَفْظُهُ :" لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا طَيِّبًا". وَالْمُرَادُ أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَقْبَلُ مِنَ الصَّدَقَاتِ إِلَّا مَا كَانَ طَيِّبًا حَلَالًا. وَ فِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بِإِسْنَادٍ فِيهِ نَظَرٌ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :" مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِي ثَمَنِهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً مَا كَانَ عَلَيْهِ " ، ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ فَقَالَ : صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وَ يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا مَعْنَاهُ أَيْضًا ، خَرَّجَهُ الْبَزَّارُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ جِدًّا" . (3) أي حلال . وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ ". هَذَا قَدْ جَاءَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ ". [ خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ ] ؛ وَالطَّيِّبُ هُنَا : مَعْنَاهُ الطَّاهِرُ . (4) ركاب من جلد يعتمد عليه الراكب حين يركب. (5) أجاب الله حجك؛ إجابة بعد إجابة. (6) مقبول لا يخالطه وزر. (7) جالب للوزر والإثم. (8) أورده الهيثمي في " المجمع" وقال رواه البزار؛ وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف [سابق؛ السيد، فقه السنة؛ جزء : 2 ؛ ص: 173] . والحديث رواه أبو هريرة ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد [الرقم: 3 /212] :" بأن الحديث فيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف. و قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة الرقم: [ 1092] :" الحديث ضعيف جداً ". (9) الحديث جاء عند : المنذري في كتابه : الترغيب والترهيب ؛ الرقم :[ 2 /175]، و قال: الألباني : لا يتطرق إليه احتمال التحسين وقال في : ضعيف الترغيب الرقم: [711]:" الحديث: ضعيف جداً". ** ملف من إعداد : محمد فخرالدين بن إبراهيم الرمادي الجمع 29 شوال 1439 هـ ~ 13 يوليو 2018م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 07 / 2018, 56 : 09 PM | المشاركة رقم: 92 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مسائل ما قبل الشروع في اجراءات التسجيل لـ أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف ؛ على صاحبه أفضل الصلاة واتم التسليم ** [٤] المسألة الرابعة : حكم من حج وفي ذمته دين!!؟: « إذا أراد الإنسان الحج وهو عليه دين.. فهل يجوز له الحج قبل تسديده أم لا » ؟. الجواب: أولاً: الحج من شروطه: الاستطاعة، والإنسان الذي ليس بمستطيع.. فالحج ليس واجباً عليه، والدين واجب عليه، والإنسان العاقل لا يأتي بالشيء الذي ليس بواجب ويدع الشيء الواجب، بل العاقل يبدأ أولاً بالواجب ثم يأتي بغير الواجب، فـ الدين يجب عليه أداؤه، وأما الحج فليس بفريضة عليه الآن، ما دام مديناً لا يقدر على الوفاء، فلا يحج، المال الذي سيجعله في الحج يجعله في قضاء الدين، نعم لو فرض أن المدين وجد من يحمله مجاناً، مثل أن يأتي إليه إنسان، ويقول له: حج معنا ساعدنا ونحن نقوم بنفقتك. ففي هذه الحال يحج لأنه لا يضر غرماءه شيئاً، أما إن كان يريد أن يبذل المال فإننا نقول له: لا تحج واقض دينك فهذا هو الأفضل لك [ ( 1) ]. ([1] .) العثيمين؛ محمد بن صالح، جلسات الحج . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 42 : 11 AM | المشاركة رقم: 93 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين[([1])] ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــ ـــ ما يجب على الحاج قبل آداء المناسك أخي الحاج الكريم ! . . . . . . أختي الحاجة الكريمة ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! ["١"] وجوب الإخلاص لله ومتابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العمل : إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعـد: أيها الإخوة: فإننا نحب قبل أن نبدأ هذا البحث أن نتكلم على صفة الحج والعمرة، وذلك لأننا مأمورون بأمرين هما: 1.] الإخلاص لله، و 2.] المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع عباداتنا؛ في الطهارة، في الصلاة، في الزكاة، في الصيام، في الحج، في كل عمل نتقرب به إلى الله لا بد من هذين الأمرين، أحدهما: الإخلاص لله، و الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فـ من لم يخلص لله في عبادته فإن عبادته مردودة عليه كما يدل على ذلك كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله عز وجل:" فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ". [الكهف:110] وقال تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ". [البينة:5]. وقال تعالى لنبيه محمد : " فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ". [الزمر:2-3]. وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) فالله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك لا يريد عملاً يكون له فيه شريك، من عمل عملاً أشرك فيه مع الله، فإن الله تعالى يتركه وشركه، أي: وما أشرك به فلا يقبل منه. و أما اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلابد في كل عبادة منه، لقول الله عز وجل: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ". [آل عمران:31]، وقال عز وجل: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ". [الأنعام:153]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"؛ أي: مردود عليه. و إذا كان لابد في العبادة من اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يلزم على كل إنسان يريد أن يتعبد: أن يعرف كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤدي هذه العبادة حتى تتحقق له المتابعة، لأنك لا يمكن أن تتابع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأنت لا تدري كيف يفعل، لـ هذا يجب عليك أن تعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ، كيف كان يصلي، كيف كان يتصدق، كيف كان يصوم، كيف كان يحج؛ حتى تعبد الله عز وجل متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما أن تعبد كما يعبد الناس فهذا لا شك أنه إذا كان الناس على صواب فإنك على صواب لكنك لست مطمئناً كما ينبغي وأنت لا تدري على أي أساس بنى الناس عبادتهم، و لهذا قال أهل العلم: إن العلم فرض عين في كل عبادة يريد الإنسان أن يقوم بها. أي أنه يجب عليك أن تعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعبد في العبادة التي تريد أن تقوم بها، فـ مثلاً: رجل عنده مال يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة، و رجل لا مال عنده لا يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة، رجل مستطيع الحج و يريد أن يحج يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج، و آخر لا يستطيع الحج ليس عنده مال فلا يريد الحج فلا يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج. و لهذا ينبغي لكل من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج؛ إما عن : طريق المشافهة عن أهل العلم، وإما عن طريق القراءة من الكتب الموثوق بمؤلفيها و ليس كل كتاب مؤلف في المناسك أو غيرها يكون موثوقاً به ؛ لأن صاحبه قد يكون قليل علم وقد يكون من الناس الذين لا يبالون فيما يتكلمون به. على كل حال طرق تعلم أحكام الحج ثلاثة: 1.] المشافهة، و 2.] قراءة الكتب، و 3.] الاستماع إلى الأشرطة المسجلة من أناس موثوق بهم، حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة[([2])]. :" وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ". [([3])] وقال صلى الله عليه وآله وسلم " خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا[([4])] " وقبل أن أبدأ في شرح " أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف" أجد أنه لزاماً عليَّ أن أحذر من بعض المعاصي التي يكثر ابتلاء الناس بها ويحرمون بالحج ولا يشعرون إطلاقا بأن عليهم الإقلاع عنها ذلك لجهلهم وغلبة الغفلة عليهم وتقليدهم لآبائهم[([5])]. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 44 : 11 AM | المشاركة رقم: 94 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فإن من أكبر المصائب التي أصيب بها بعض المسلمين جهلهم بحقيقة الشرك الذي هو من أكبر الكبائر ومن صفته أنه يحبط الأعمال { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين } [الزُّمَر:65] [([6])]. فقد رأينا[([7])] كثيرا من الحجاج يقعون في الشرك وهم في بيت الله الحرام وفي مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتركون دعاء الله والاستغاثة به إلى الاستعانة بالأنبياء و بالأموات من الصالحين، ويحلفون بهم ويدعونهم من دون الله عز وجل والله عز وجل يقول { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير }[([8])]. و *.] الحلف بهم تعظيماً لهم، فيبطلون بذلك حجهم ، قال تعالى { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين} [الزُّمَر:65] . والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا وفي هذه كفاية لمن فتح قلبه للهداية. إذ ليس الغرض الآن البحث العلمي في هذه المسألة وإنما هو التذكير فقط. فليت شعري ماذا يستفيد هؤلاء من حجهم إلى بيت الله الحرام إذا كانوا يصرون على مثل هذا الشرك ويغيرون اسمه فيسمونه: توسلا وتشفعا وواسطة، أليس هذه الواسطة هي التي ادعاها المشركون من قبل يبررون بها شركهم وعبادتهم لغيره تبارك وتعالى { أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار } [الزُّمَر:3] [([9])]. فيا أيها الحاج !!! قبل أن تعزم على الحج يجب عليك وجوباً عينياً أن تبادر إلى معرفة التوحيد الخالص وما ينافيه من الشرك وذلك بدراسة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإن من تمسك بهما نجا ومن حاد عنهما ضل. والله المستعان [([10])]. 2.] التزين بحلق اللحية : وهذه المعصية من أكثر المعاصي شيوعا بين المسلمين في هذا العصر بسبب استيلاء الكفار على أكثر بلادهم ونقلهم هذه المعصية إليها وتقليد المسلمين لهم فيها مع نهيه صلى الله عليه وآله وسلم إياهم عن ذلك صراحة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " خالفوا المشركين احفوا الشوارب وأوفوا اللحى"[([11])] ، وفي حديث آخر:" وخالفوا أهل الكتاب" . وفي هذه القبيحة عدة مخالفات : 1.] الأولى: مخالفة أمره صلى الله عليه وآله وسلم الصريح بالإعفاء 2.] الثانية : التشبه بالكفار . 3.] الثالثة : تغير خلق الله الذي فيه طاعة الشيطان في قوله كما حكى الله تعالى ذلك عنه :" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " 4.] الرابعة : التشبه بالنساء وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فعل ذلك[([12])]. وإن من المشاهدات التي يراها الحريص على دينه أن جماهير من الحجاج يكونون قد وفروا لحاهم بسبب إحرامهم فإذا تحللوا منه فبدل أن يحلقوا رؤوسهم كما ندب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حلقوا لحاهم التي أمرهم صلى الله عليه وآله وسلم بإغفائها. فإنا لله وإنا إليه راجعون. 3.] تختم الرجال بالذهب : لقد رأينا كثيرا من الحجاج قد تزينوا بخاتم الذهب ولدى البحث معهم في ذلك تبين أنهم على ثلاثة أنواع : 1.) بعضهم لا يعلم تحريمه ولذلك كان يسارع إلى مزعه بعد أن نذكر له شيئا من النصوص المحرمة كحديث الدليل الأول :" نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن خاتم الذهب " [([13])]، والدليل الثاني ؛ قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ؟"[([14])] 2.) وبعضهم على علم بالتحريم ولكنه متبع لهواه فهذا لا حيلة لنا فيه إلا أن يهديه الله. 3.) وبعضهم يعترف بالتحريم ولكن يعتذر هو كما يقال أقبح من ذنب - فيقول : إنه خاتم الخطبة. ولا يدري المسكين أنه بذلك يجمع بين معصيتين: مخالفة نهيه صلى الله عليه وآله وسلم الصريح كما تقدم وتشبه بالكفار لأن خاتم الخطبة لم يكن معروفا عند المسلمين إلى ما قبل هذا العصر ثم سرت هذه العادة إليهم من تقاليد النصارى، فإن فيه أيضاً تشبهاً بالنصارى[([15])] . كما ننصح لكل من أراد الحج أن | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 52 : 11 AM | المشاركة رقم: 95 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 1.) يدرس مناسك الحج على ضوء : الكتاب و السنة قبل أن يباشر أعمال الحج ليكون تاما مقبولا عند الله تبارك وتعالى. 2.) واحذر أيضا يا أخي من أن تمر بين يدي أحد من المصلين في المسجد الحرام وفي غيره من المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم : " لو يعلم المار بين يدي المصلي ما ذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه "([16]) قال الراوي: لا أدري .. قال: أربعين يوما أو شهرا أو سنة. و كما لا يجوز لك هذا فلا يجوز لك أيضا أن تصلي إلى غير سترة بل عليك أن تصلي إلى أي شيء يمنع الناس من المرور بين يديك. فإن أراد أحد أن يجتاز بينك وبين سترتك فعليك أن تمنعه. و في ذلك أحاديث وآثار أذكر بعضها : 1.) "إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرجل فليصل ولا يبالي من مر من وراء ذلك". ،ــــ تخريج الحديث :"يقطعُ صلاةُ الرَّجلِ المسلمِ إذا لم يكنْ بين يديه مثلُ مؤْخرةِ الرَّحلِ المرأةُ والحمارُ والكلبُ الأسودُ الحديثَ، وفيه: الكلبُ الأسودُ شيطانٌ. رواه: أبو ذر الغفاري ؛ انظر : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز؛ في: حاشية بلوغ المرام لابن باز [ 186 ] الحديث: ورد بإسناد صحيح ؛ من حديث ابن عباس] . الدليل الثاني :" يقطَعُ الصَّلاةَ إذا لم يَكُن بينَ يَديِ الرَّجلِ مثلُ مؤخِّرةِ الرَّحلِ ، المرأةُ ، والحمارُ ، والكَلبُ ، الأسوَدُ قالَ: قلتُ: ما بالُ الأسوَدُ منَ الأحمرِ ؟ قالَ: سأَلتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كما سألتَني ، فقالَ: الكَلبُ الأسوَدُ شيطانٌ". تخريج الحديث : رواه: أبو ذر الغفاري انظر : محمد ناصر الدين الألباني ؛ في : صحيح ابن ماجه؛ [ 786 ] الحديث: صحيح ". إذا وضَع أحدُكم بين يدَيه مِثلَ مؤخِّرةِ الرحْلِ فلْيصَلِّ . ولا يُبالِ مَن مرَّ وراءَ ذلك تخريج الحديث : رواه : طلحة بن عبيدالله ؛ انظر : مسلم ؛ في صحيحه [ 499 ] الحديث: صحيح 2 -طلحة بن عبيدالله إذا وضعَ أحدُكم بين يديهِ مثلَ مؤخِّرةِ الرَّحلِ فليصَلِّ ولا يُبالي من مرَّ من وراءِ ذلك" ، قال: محمد ناصر الدين الألباني ؛ في : حجة النبي- [ 21 ] الحديث: صحيح. وقال الألباني- ؛ في : صحيح الجامع[ 827 ] الحديث: صحيح . و عند الألباني - في : صحيح الترمذي [ 335 ] الحديث: حسن صحيح ــــــ 2.) "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره وليدرأ ما استطاع فإن أبى فليقاتل فإنما هو شيطان".[([17])]. ـــــــــــــــــ 1 - " بينما أنا وصاحبٌ لي نتذاكرُ حديثًا، إذ قال أبو صالحٍ السَّمَّانِ : أنا أحدثُك ما سمعتُ من أبي سعيدٍ ، ورأيتُ منه، قال: بينما أنا مع أبي سعيدٍ يصلي يومَ الجمعةِ إلى شيءٍ يَستُرُه من الناسِ، إذ جاء رجلٌ شابٌ من بني أبي مُعْيطٍ، أراد أن يجتازَ بين يديه ، فدَفَعَ في نحرِه ، فنظر فلم يجد مساغًا إلا بين يديْ أبي سعيدٍ، فعاد فدَفَعَ في نحرِه أشدَّ من الدفعةِ الأولى ، فمثلَ قائمًا، فنال من أبي سعيدٍ ، ثم زاحم الناسَ ، فخرج فدخل على مرْوانَ ، فشكا إليه ما لقي قال ودخل أبو سعيدٍ على مرْوانَ ، فقال له مرْوانُ : ما لك ولابنِ أخيك ؟ ؛ جاء يشكوك ، فقال أبو سعيدٍ : سمعتُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ : إذا صلى أحدُكم إلى شيءٍ يَستُرُه من الناسِ، فأراد أحدٌ أن يجتازَ بين يديه، فلْيدْفعْ في نحرِه، فإن أبى فليقاتِلْه ، فإنما هو شيطانٌ ". تخريج الحديث : رواه: أبو سعيد الخدري؛ انظر صحيح مسلم [505] الحديث: صحيح " 2 – رأيتُ؛ عبدالله بن مسعود أبا سَعيدٍ الخُدْريَّ في يومِ جُمُعَةٍ، يُصلي إلى شيءٍ يستُرُهُ من الناسِ، فأراد شابٌّ من بني أبي مُعَيطٍ أنْ يَجتازَ بين يديهِ، فدفعَ أبو سعيدٍ في صدرهِ، فنظر الشَّابُّ فلم يجِدْ مَساغًا إلا بين يديهِ، فعادَ ليَجتازَ، فدفعهُ أبو سعيدٍ أشدَّ من الأولى، فنالَ من أبي سعيدٍ، ثم دخل على مروانَ، فشكا إليه ما لقيَ من أبي سعيدٍ، ودخل أبو سعيدٍ خلفهُ على مروانَ، فقال : ما لكَ ولابنِ أخيكَ يا أبا سعيدٍ ؟ قال : سَمِعْتُ النبيَّصلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : إذا صلَّى أحدُكُم إلى شيءٍ يستُرُهُ من الناسِ، فأرادَ أحَدٌ أنْ يَجتازَ بين يديْهِ، فليدفَعْهُ، فإنْ أبى فَليُقاتِلهُ، فإنما هو شيطانٌ ." تخريج الحديث : انظر صحيح البخاري [ 509] الحديث: صحيح ـــــــــــــــــ 3.) قال يحيى بن كثير :" رأيت أنس بن مالك دخل المسجد الحرام فركز شيئا أو هيأ شيئا يصلي إليه " ([18]). 4.) عن صالح بن كيسان قال :" رأيت ابن عمر يصلي في الكعبة ولا يدع أحدا يمر بين يديه"([19]). ففي الحديث الأول :" إيجاب اتخاذ السترة "؛ وأنه إذا فعل ذلك فلا يضره من مر وراءها. في الحديث الثاني : إيجاب دفع المار بين يدي المصلي إذا كان يصلي إلى السترة وتحريم المرور عمدا وأن فاعل ذلك شيطان. وليت شعري ما هو الكسب الذي يعود به الحاج إذا رجع وقد استحق هذا الاسم: ( الشيطان ) ؟ والحديثان ومافي معناهما مطلقان لا يختصان بمسجد دون مسجد ولا بمكان دون مكان؛ فهما يشملان المسجد الحرام والمسجد النبوي من باب أولى لأن هذه الأحاديث إنما قالها صلى الله عليه وسلم في مسجده فهو المراد بها أصالة؛ والمساجد الأخرى تبعا. والأثران المذكوران نصان صريحان على أن المسجد الحرام داخل في تلك الأحاديث فما يقال من بعض المطوفين وغيرهم أن المسجد المكي والمسجد النبوي مستثنيان من النهي لا أصل له في السنة ولا عن أحد من الصحابة؛ اللهم سوى حديث واحد روي في المسجد المكي لا يصح إسناده ولا دلالة فيه على الدعوى كما سيأتي بيانه في : "بدع الحج...[اسعى بعون الله تعالى وتوفيقه إلى الإسراع في إنهاء هذا الجزء من البحث] ". 3.) وعلى أهل العلم والفضل أن يغتنموا فرصة التقائهم بالحجاج في المسجد الحرام وغيره من المواطن المقدسة فيعلموهم ما يلزم من مناسك الحج وأحكامه على وفق الكتابة السنة وأن لا يشغلهم ذلك عن الدعوة إلى أصل الإسلام الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب ألا وهو التوحيد فإن أكثر من لقيناهم حتى ممن ينتمي إلى العلم وجدناهم في جهل بالغ بحقيقة التوحيد وما ينافيه من الشركيات والوثنيات كما أنهم في غفلة تامة عن ضرورة رجوع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وكثرة أحزابهم إلى العمل الثابت في الكتاب والسنة في العقائد والأحكام والمعاملات والأخلاق والسياسة والاقتصاد وغير ذلك من شؤون الحياة وأن أي صوت يرتفع وأي إصلاح يزعم على غير هذا الأصل القويم والصراط المستقيم فسوف لا يجني المسلمون منه إلا ذلا وضعفا والواقع أكبر شاهد على ذلك والله المستعان. وقد تتطلب الدعوة إلى ما سبق شيئا قليلا أو كثيرا من الجدال بالتي هي أحسن كما قال الله عز وجل: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"[([20])]. فلا يصدنك عن ذلك معارضة الجهلة بقوله تعالى { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } [([21])]. فإن الجدال المنهي عنه في الحج هو كالفسق المنهي عنه في غير الحج أيضا وهو الجدال بالباطل وهو غير الجدال المأمور به في آية الدعوة قال ابن حزم [([22])] رحمه الله:" والجدال قسمان: 1.) قسم واجب وحق 2.) وقسم في باطل، فالذي في الحق واجب في الإحرام وغير الإحرام قال تعالى { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين} [النحل:125] ومن جادل في طلب حق به فقد دعا إلى سبيل ربه تعالى وسعى في إظهار الحق والمنع من الباطل وهكذا كل من جادل في حق لغيره أو لله تعالى والجدال بالباطل وفي الباطل عمدا ذكرا لإحرامه مبطل للإحرام وللحج لقوله تعالى { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب } [([23])]. و هذا كله على أن "الجدال" في الآية بمعنى المخاصمة والملاحاة حتى تغضب صاحبك. وقد ذهب إلى هذا المعنى جماعة من السلف وعزاه ابن قدامة [([24])]:" إلى الجمهور ورجحه ". وهناك في تفسيره قول آخر : وهو المجادلة في وقت الحج ومناسكه واختاره ابن جرير ثم ابن تيمية [([25])]، وعلى هذا فالآية غير واردة فيما نحن فيه أصلا. والله أعلم. ومع ذلك فإنه ينبغي أن يلاحظ حامل الدعوة أنه إذا تبين له أنه لا جدوى من المجادلة مع المخالفة له لتعصبه لرأيه وأنه إذا صابره على الجدل فلربما ترتب عليه ما لا يجوز فمن الخير له حينئذ أن يدع الجدال معه لقوله صلى الله عليه وسلم :" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا"([26]). ** ملف من إعداد : ? فَخْرُ الدينِ ؛ الْفَخْرمُحَمَّدٌ بن إبراهيم الرَّمَادِيُ Dr. MUHAMMAD ELRAMADY السبت : 1من ذي القعدة 1439هـ ~ 14 يوليو 2018م ـــــــــــــــــــــ المصادر والمراجع : يرجى مراجعتي لمعرفة المصادر والمراجع.. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 59 : 12 PM | المشاركة رقم: 96 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح [٦. ] المسألة السادسة : الِاشْتِرَاطُ فِي الْحَجِّ !! | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 23 : 01 PM | المشاركة رقم: 97 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وَ الِاشْتِرَاطُ أَنْ يَقُولَ إِذَا أَهَلَّ : لَبَّيْكَ ... اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، وَ « مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي مِنَ الْأَرْضِ.. ». | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 44 : 01 PM | المشاركة رقم: 98 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الدليل : حَدِيثُ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَدْتُ الْحَجَّ، أَأَشْتَرِطُ؟، قَالَ : نَعَمْ . قَالَتْ : فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ : قُولِي: « لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ... وَمَحِلِّي مِنْ الْأَرْضِ حَيْثُ حَبَسْتَنِي.. ».[.([1]).] . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 45 : 01 PM | المشاركة رقم: 99 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فقه حيث ضباعة واقوال السادة العلماء!! | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2018, 05 : 02 PM | المشاركة رقم: 100 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح [ ٢. ] الدليل الثاني : " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَتْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ فَـ قَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ ثَقِيلَةٌ وَ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَـ كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُهِلَّ؟ قَالَ : [ أ . ] « أَهِلِّي ».. وَ [ ب . ] « اشْتَرِطِي » « أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي » . [.([1]).] ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018