المناسبات.. ج: [*٢*]

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

صوم يوم عرفة إذ يوافق هذا العام 1443 يوم الجمعة (08/07/2022) مع النهي الثابت في السنة عن إفراد الجمعة بصوم!؟...
- الذي عليه جمهور العلماء :
- جواز إفراد الجمعة
أو
السبت بصوم إن كان المسلم معتادا صيام يوم معين كــ عرفة
أو
عاشوراء لــ
أن الصيام يكون لأجل اليوم الفضيل ..
لا لتعمد إفراد الجمعة أو السبت ..
والله تعالى أعلم وأحكم!

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

حكم إفراد الجمعة بصوم التطوع:
" ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ :
« „ لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ ” » .
[ رواه البخاري (1849) ومسلم (1929) ] ،
و
روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ :
« „ لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ ” » .
[ الصيام/1930 ] .
و
في الصحيح عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَــ
قَالَ : « „ أَصُمْتِ أَمْسِ ” » ،
قَالَتْ : „ لا ” ،
قَالَ : « „ تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا ” » ،
قَالَتْ : „ لا ”. ،
قَالَ : « „ فَأَفْطِرِي ” » .

انظر أخي الكريم إلى هذا الهدي النبوي الرفيع في كيفية المعاملة !!!

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ : „ سَمِعَ قَتَادَةَ.. حَدَّثَنِي أَبُوأَيُّوبَ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَتْهُ فَأَمَرَهَا فَأَفْطَرَتْ ” .
[ رواه البخاري ( الصوم/1850) ] .

قال ابن قدامة :
„ يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ ، إلا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ ، مِثْلُ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَيُوَافِقُ صَوْمُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَمَنْ عَادَتُهُ صَوْمُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ ، أَوْ آخِرِهِ ، أَوْ يَوْمِ نِصْفِهِ ” .
[ المغني ج/3 ص/53 ] .
و
قال النووي :
„ قَالَ أَصْحَابُنَا: [ يعني الشافعية ] : يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ فَإِنْ وَصَلَهُ بِصَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ أَوْ وَافَقَ عَادَةً لَهُ بِأَنْ نَذَرَ صَوْمَ يَوْمِ شِفَاءِ مَرِيضِهِ ، أَوْ قُدُومِ زَيْدٍ أَبَدًا ، فَوَافَقَ الْجُمُعَةَ لَمْ يُكْرَهْ ” .
[ المجموع شرح المهذب ج/6 ص/479 ] .

قال شيخ الإسلام :
„ إن السنة مضت بكراهة إفراد رجب بالصوم ، وكراهة إفراد يوم الجمعة... ”.
[ الفتاوى الكبرى ج/6 ص/180 ] .

قال الشيخ ابن عثيمين :
„ وأما الجمعة فلا يُسنّ صوم يومها ، ويُكره أن يفرد صومه ” . .
[ الشرح الممتع ج/6 ص/465 ] .
يتبع بإذنه تعالى!

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

حالات مستثناه من النهي عن صوم التطوع يوم الجمعة :
ويستثنىٰ من هذا النهي :
- مَنْ صَامَ قَبْله
أَوْ
بَعْده
أَوْ
اِتَّفَقَ وُقُوعُهُ فِي أَيَّامٍ لَهُ عَادَةٌ بِصَوْمِهَا
كَــ
مَنْ يَصُوم أَيَّام الْبِيضِ
أَوْ
مَنْ لَهُ عَادَةٌ
بِــ
صَوْمِ يَوْمٍ مُعَيَّنٍ
كَــ
يَوْمِ عَرَفَةَ
فَــ
وَافَقَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ ،
وَ
يُؤْخَذُ مِنْهُ جَوَازُ صَوْمِهِ لِمَنْ نَذَرَ يَوْم قُدُوم زَيْدٍ مَثَلًا أَوْ يَوْم شِفَاء فُلَانٍ .
[انظر : فتح الباري لابن حجر] .
و
كذلك من عليه صوم قضاء من رمضان ، "
فــ
يجوز للمسلم أن يصوم يوم الجمعة قضاء عن يوم رمضان ولو منفرداً "
[فتوى اللجنة الدائمة : (ج/10 ص/347)].
و



كذلك لو وافق :

- عاشوراء

أو

- عرفة يوم جمعة ،
فــ
يصومه ، لــ
أن نيّته عاشوراء.. و
ونيته صوم يوم عرفة وليس الجمعة . وإن وافق يوم عرفة يوم جمعة ..
والله تعالى أعلم وأحكم ..
والحمد لله على نعمة الإسلام
والحمد لله على نعمة الهدي المحمدي؛ الذي أوحاه رب العالمين لنبي الرحمة للعالمين!

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

يوم التروية
(وهو اليوم الثامن من ذي الحجة)
والذي يوافق غدأ الخميس اليوم السابع من الشهر السابع -يوليو - 2022م..

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

أعمال الحاجُّ التي يقوم بها في يومه الأوَّل علىٰ الوجه التالي:
أولا:
إذا كان اليوم الثامن مِنْ ذي الحجَّة وهو يومُ التروية(١)، فإنَّ علىٰ:
- مَنْ حَلَّ بمكَّة
و
- مَنْ أراد الحجَّ مِنْ أهلها أَنْ يُحرِم ضُحًى مِنَ الموضع الذي نَزَل فيه مِنْ غيرِ أَنْ يذهب إلىٰ البيت الحرام أو إلىٰ ميزابه ليُحْرِم عنده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(١) قال الشوكانيُّ :
«وإنما سُمِّي بذلك لأنهم كانوا يُرَوُّون إِبِلَهم فيه ويتروَّوْن مِنَ الماء؛ لأنَّ تلك الأماكنَ لم يكن فيها ـ آنذاك ـ آبارٌ ولا عيونٌ».[«نيل الأوطار» (٦/ ١٥٤)].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

ويُستحَبُّ له عند إحرامه بالحجِّ أَنْ يفعل ما تقدَّم مِنْ أعمال الإحرام بالعمرة مِنَ ö
- التنظيف و
- الاغتسال و
- التطيُّب و
- لُبسِ ثياب الإحرام(٢) ثمَّ يقول:
«لَبَّيْكَ حَجًّا، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(٢) لا يُشترَط للحاجِّ تغييرُ ثياب الإحرام التي أَحرمَ بها في عُمرته، كما لا يُشترَط أَنْ تكون جديدةً، والأَوْلى أَنْ تكون نظيفةً... ; وقد اتفق أن تكون للرجال ذات لون أبيض.. ويلاحظ أن إحرام النبي المصطفى -عليه السلام- كان لونه خضراء!
أما بالنسبة للنساء مع تلبسه من ملابس وإحرامها الوجه والكفان!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

ويُستحَبُّ له ö
- الإكثارُ مِنَ التلبية ؛ و
- لا يقطعها حتَّىٰ يرميَ جمرةَ العَقَبة الكبرىٰ يومَ النحر.
و
يدلُّ عليه حديثُ جابر بنِ عبدالله -رضي الله عنهما-:
«أَمَرَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَحْلَلْنَا أَنْ نُحْرِمَ إِذَا تَوَجَّهْنَا إِلَىٰ مِنًى»،
قَالَ: «فَأَهْلَلْنَا مِنَ الأَبْطَحِ»(٣)، فــ
فيه دليلٌ علىٰ أنَّ الإهلال بالحجِّ مِنْ مَحَلِّ السكن؛ لأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان نازلًا في بَطْحاءِ مكَّة(٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(٣) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٤) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبدالله -رضي الله عنهما-.
(٤) قال ابنُ عبدالبرِّ -رحمه الله- في «التمهيد» (٢٤/ ٤٢٩):
«الأبطح: وهو قُرْبَ مكَّة، وفيه مقبرةُ مكَّة، وهو منزلٌ نَزَله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في حَجَّته قبل دخوله مكَّةَ وفي خروجه عنها مُنصرِفًا».
و
قال النوويُّ -رحمه الله- في «شرح مسلم» (٨/ ١٦٢):
«الأبطح: هو بطحاءُ مكَّة، وهو مُتَّصِلٌ بالمحصَّب... إنما أحرموا مِنَ الأبطح لأنهم كانوا نازلين به، وكُلُّ مَنْ كان دون الميقات المحدود فميقاتُه منزلُه» بتصرُّف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: «لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ»(٥).
• ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(٥) أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» باب الركوب والارتداف في الحجِّ (١٥٤٤) مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما-.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

ثانيا:
يُسَنُّ للحاجِّ التوجُّهُ إلى مِنًى ö
- قبل الزوال
أو
- بعده مِنْ يوم التروية،
فــ
يبيت بمِنًى ليلةَ عرفة،
و
يصلِّي بها :
- الظهرَ
و
- العصر
و
- المغرب
و
- العشاء
و
- الفجر،
كُلَّ صلاةٍ في وقتها بلا جمعٍ،
و
يقصر الرُّباعيَّة منها،
ثُمَّ
يمكث بها حتَّى تطلع الشمسُ في اليوم التاسع من ذي الحجة 1443 هــ [ الجمعة : الثامن من يوليو ] ،
قال ابنُ عبدالبرِّ -رحمه الله-:
«أمَّا صلاتُه ـ أي: ابن عمر -رضي الله عنهما- ـ يومَ التروية بمِنًى: الظهرَ والعصر والمغرب والعشاء والصبح، فكذلك فَعَل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وهي سنَّةٌ معمولٌ بها عند الجميع مُستحَبَّةٌ،
و
لا شيءَ عندهم على تاركها إذا شَهِد عَرَفةَ في وقتها؛
أمَّا غُدُوُّه منها إلى عَرَفةَ حين تطلع الشمسُ فحسنٌ،
و
ليس في ذلك عند أهل العلم حَدٌّ؛
و
حَسْبُ الحاجِّ البائت بمِنًى ليلةَ عَرَفةَ ألَّا تزول له الشمسُ يومَ عَرَفةَ إلَّا بعرفة»(٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(٦) «الاستذكار» لابن عبدالبرِّ (٤/ ٣٢٨).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

ولا فَرْقَ في قصر الصلاة بين أهل مكَّة وغيرِهم مِنْ أهل الحِلِّ والآفاق لثبوتِ صلاة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بالناس مِنْ أهل مكَّة وغيرِهم بمِنًى وعَرَفةَ ومُزدلِفةَ قصرًا، ولو كان الإتمامُ واجبًا لَأمَرَهم به كما أمَرَهم به عامَ الفتح(٧) ـ على فرض اعتبارِ صحَّة الحديث ـ
و
لقاعدة : «تَأْخِيرُ البَيَانِ عَنْ وَقْتِ الحَاجَةِ لَا يَجُوزُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(٧) وقد رُوِيَ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه أَمَر أهلَ مكَّةَ عامَ الفتح أَنْ يُصلُّوا أربعًا،
فــ
قَدْ أَخرجَ أبوداود في «الصلاة» باب: متى يُتِمُّ المسافرُ؟ (١٢٢٩) ، وغيرُه مِنْ حديثِ عِمْران بنِ حُصينٍ -رضي الله عنه- قال:
«غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَشَهِدْتُ مَعَهُ الفَتْحَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ،
وَيَقُولُ:
«يَا أَهْلَ البَلَدِ، صَلُّوا أَرْبَعًا فَإِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ»»،
وفي إسناده مقالٌ،
[قال ابنُ الملقِّن في «البدر المنير» (٦/ ٢٢٢):
«ومَدارُه مِنْ هذه الطُّرُقِ كُلِّها على عليِّ ابنِ زيد بنِ جدعان.. وهو صاحبُ غرائبَ»،
و
ضعَّفه الألبانيُّ في «المشكاة» (١/ ٤٢٣)].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ