الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 74 | المشاهدات | 38222 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
04 / 03 / 2019, 26 : 07 PM | المشاركة رقم: 31 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مقدمة المقدمات: التدين تمهيد: التدينُ - كـ قضية تشغل بال الناس - فِطريٌّ عند الإنسان ، وهذه الفطرة - أو خلقته الأصلية - تدفعه لأن يتساءل عن موجد هذا الكون ومبدع هذا الإنسان... ومصوره وخالق هذه الحياة وواجدها ... ثم يعود ليتساءل عن مصيره بعد الموت... وقد قاده هذا التدين الفطري إلى الإيمان بوجود خالق لهذا الوجود ... وينبغي أن يكون واجب الوجود... فليس قبله شئ وليس بعده شئ ولا يستند إلى شيء ... وهو ليس بمخلوق وإلا نبدء في البحث من جديد .... ولكن الإنسان - في أغلب الأحيان كان يخطئ - ومازال عند البعض... حتى اليوم - في إدراك حقيقة هذا الخالق وكنهه... إذ هو - الخالق المبدع المصور - فوق الحواس التي يمتلكها الإنسان ويدرك بها الموجودات ، فكان يتصوره أنه الشمس أو النار أو الصنم أو مخلوق آخر ، ومنعا لهذه التيه بعث الله - الخالق المبدع المصور - الرسل ليرشدوا الإنسان إلى حقيقة الخالق الحق الذي ليس كمثله شئ، وتستند المخلوقات جميعها في وجودها إليه[. ([i]).]. وعزز بعثات الرسل بإرسال أنبياء... فكانوا سلام الله تعالى عليهم أجمعين مبشرين ومنذرين... ... ونتساءل ماهي الفطرة !!؟. فنجد الإجابة : ([i]) انظر :" محمد حسين عبدالله؛ دراسات في الفكر الإسلامي؛ ص35؛ الطبعة الأولى 1411هـ-1990م .... بتصرف ... وإضافات يستلزمها السياق!!. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17 / 11 / 2019, 44 : 06 PM | المشاركة رقم: 32 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ... ونتساءل ما هي الفطرة !!؟. فنجد الإجابة : " الْفِطْرَةُ بِكَسْرِ الْفَاءِ بِمَعْنَى الْخِلْقَةِ وَالْمُرَادُ هَاهُنَا السُّنَّةُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي اخْتَارَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِلْأَنْبِيَاءِ فَكَأَنَّهَا أَمْرٌ جِبِلِّيٌّ فُطِرُوا عَلَيْهَا[(1)]] ". وقبل أن أكمل عليّ أن أحدد أنني ابحث في حديث نبوي : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: عنه وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ[(2)] وَمُسْلِمٌ[(3)] وَالنَّسَائِيُّ[(4)] وَابْنُ مَاجَهْ[(5)] ، و هو حديث : "عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ [(6)] عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ [(7)]عَنْ عَائِشَةَ [(8)] قَالَتْ -رضي الله تعالى عنها وعن أمها وأبيها وأخيها وأختها- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ وَ إِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَ السِّوَاكُ وَ الِاسْتِنْشَاقُ بِالْمَاءِ وَ قَصُّ الْأَظْفَار ِوَ غَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَ نَتْفُ الْإِبِطِ وَ حَلْقُ الْعَانَةِ وَ انْتِقَاصُ الْمَاءِ -يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ -﴾[(9)] قَالَ زَكَرِيَّا قَالَ مُصْعَبٌ :" وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ؛ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ ". حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ [(10)]وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [(11)] عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ[(12)] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ مُوسَى [(13)] عَنْ أَبِيهِ وقَالَ دَاوُدُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ [(14)] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : إِنَّ مِنْ الْفِطْرَةِ : الْمَضْمَضَةَ وَ الِاسْتِنْشَاقَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ :" إِعْفَاءَ اللِّحْيَةِ "... وَ زَادَ :" وَالْخِتَانَ".. قَالَ :" وَالِانْتِضَاحَ "... وَ لَمْ يَذْكُرْ انْتِقَاصَ الْمَاءِ -يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ- قَالَ أَبُو دَاوُد وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ [(15)] وَقَالَ خَمْسٌ كُلُّهَا فِي الرَّأْسِ وَذَكَرَ فِيهَا :" الْفَرْقَ "... وَلَمْ يَذْكُرْ :" إِعْفَاءَ اللِّحْيَةِ". قَالَ أَبُودَاوُد وَرُوِيَ نَحْوُ حَدِيثِ حَمَّادٍ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ [(16)]وَمُجَاهِدٍ[(7)]وَعَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْمُزَنِيِّ [(18)]قَوْلُهُمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا :" إِعْفَاءَاللِّحْيَةِ "... وَ فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِعَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [(19)] [. ([xix]).]. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [(20)] [. ([xx]).]. عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِ:" وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ |.. وَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ[(21)]نَحْوُهُ وَذَكَرَ:" إِعْفَاءَ اللِّحْيَةِ"... وَ:" الْخِتَانَ ". الْفِطْرَةِ: الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَيْهَا وَحَثَّهُمْ عَلَيْهَا وَاسْتَحَبَّهَا لَهُمْ لِيَكُونُواعَلَى أَكْمَلِ الصِّفَاتِ وَأَشْرَفِهَا صُورَةً[(22)] وَقَدْ رَدَّ الْبَيْضَاوِيُّ[(23)]الْفِطْرَةَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ إلَى مَجْمُوعِ مَا وَرَدَ فِي مَعْنَاهُ مِمَّا تَقَدَّمَ فَقَالَ : هِيَ السُّنَّةُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي اخْتَارَهَا الْأَنْبِيَاءُ وَاتَّفَقَتْ عَلَيْهَا الشَّرَائِعُ فَكَأَنَّهَا أَمْرٌ جِبِلِّيٍّ يَنْطَوُونَ عَلَيْهَا [(24)] وينبهنا الإمام النووي لمسألة كدنا ننزلق فيها إذ ليس البحث على إطلاقه فيقول : "وَأَمَّا الْفِطْرَةُ ؛ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِهَا هُنَا ؛ فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ: ذَهَبَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهَا السُّنَّةُ ، وَكَذَا ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌغَيْرَ الْخَطَّابِيِّ قَالُوا: وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِيَاءِ -صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ- ، وَ قِيلَ : هِيَ الدِّينُ ، ثُمَّ إِنَّ مُعْظَمَ هَذِهِ الْخِصَالِ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ عَنْدَ الْعُلَمَاءِ ، وَفِي بَعْضِهَا خِلَافٌ فِي وُجُوبِهِ كَـــــــ" الْخِتَانِ "" وَ " الْمَضْمَضَةِ "... وَ " الِاسْتِنْشَاقِ "، وَلَا يَمْتَنِعُ قَرْنُ الْوَاجِبِ بِغَيْرِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِإِ ذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾ [(25)] وَ الْإِيتَاءُ وَاجِبٌ، وَ الْأَكْلُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . [(26)] . يوافق صاحب عون المعبود؛ محمد شمس الحق العظيم آبادي ما قاله صاحب شرح صحيح مسلم فيما ذهب إليه فقال :" : قَالَ الْحَافِظُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ: فَسَّرَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ الْفِطْرَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِالسُّنَّةِ وَتَأْوِيلُهُ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَالَ مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ أُمِرْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه ِ﴾[(27)] ؛ و لكن عنده لطيفة فيها فائدة فقد قال :" وَأَوَّلُ مَنْ أُمِرَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ [(28)] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُ بِعَشْرِ خِصَالٍ ثُمَّ عَدَّدَهُنَّ فَلَمَّا فَعَلَهُنَّ قَالَ ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾ [(29)]لِيُقْتَدَى بِكَ وَيُسْتَنَّ بِسُنَّتِكَ ، وَقَدْ أُمِرَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِمُتَابَعَتِهِ خُصُوصًا ، وَبَيَانُ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ : ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾[(30)]وَ يُقَالُ كَانَتْ عَلَيْهِ فَرْضًا ..... وَ هُنَّ لَنَا سُنَّةٌ [(31)] ثم يخبرنا صاحب الأحوذي[(32)] شارح سنن الترمذي محدداً بقول : " قَوْلُهُ : (خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : أَيْ مِنَ السُّنَّةِ ، يَعْنِي سُنَنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ الَّتِي أُمِرْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ ، وَقَالَ فِي مَجْمَعِ الْبِحَارِ : أَيْ مِنَ السُّنَّةِ الْقَدِيمَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الْأَنْبِيَاءُ -عَلَيْهِمِ السَّلَامُ- وَاتَّفَقَتْ عَلَيْهَا الشَّرَائِعُ فَكَأَنَّهَا أَمْرٌ جِبِلِّيٌّ فُطِرُوا عَلَيْهِ "[(33)] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " 《عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ》 [(34)]" : أَيْ : عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ سُنَّةِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ أُمِرْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ ، فَكَأَنَّا فُطِرْنَا عَلَيْهَا كَذَا نُقِلَ عَنْ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ ، وَهَذِهِ هِيَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ}.[(35)] وَ قَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ السُّنَّةُ الَّتِي فُطِرَ إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى التَّدَيُّنِ بِهَا ، أَوْ فُطِرَ النَّاسُ عَلَيْهَا وَرُكِّبَ فِي عُقُولِهِمُ اسْتِحْسَانُهَا ، وَهَذَا أَظْهَرُ أَوْ مِنْ تَوَابِعِ الدِّينِ، وَ الْفِطْرَةُ الدِّينُ ، وَالْمُضَافُ مَحْذُوفٌ ، قِيلَ : وَهَذَا أَوْجَهُ ،قَالَ تَعَالَى{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } [(36)] أَيْ: دِينُ اللَّهِ الَّذِي اخْتَارَهُ لِأَوَّلِ مَفْطُورٍ مِنَ الْبَشَرِ [(37)]... وعند :" العسقلاني في شرحه على البخاري :" وَذَكَرَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ[(38)]أَنَّ خِصَالَ الْفِطْرَةِ تَبْلُغُ ثَلَاثِينَ ([ 30]) خَصْلَةً ، فَإِذَاأَرَادَ خُصُوصَ مَا وَرَدَ بِلَفْظِ الْفِطْرَةِ فَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَإِنْ أَرَادَ أَعَمَّ مِنْ ذَلِكَ فَلَا تَنْحَصِرُ فِي الثَّلَاثِينَ بَلْ تَزِيدُ كَثِيرًا ، وَأَقَلُّ مَا وَرَدَ فِي خِصَالِ الْفِطْرَةِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ الْمَذْكُورُ قَبْلُ فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ إِلَّا ثَلَاثًا [(39)] و يكمل العسقلاني شرحه على صحيح البخاري و هنا نبدء في بحث المسألة : " قَالَ الرَّاغِبُ أَصْلُ الْفَطْرِ بِفَتْحِ الْفَاءِ الشَّقُّ طُولًا .وَيُطْلَقُ عَلَى :: الْوَهْيِ وَ عَلَى الِاخْتِرَاعِ وَ عَلَى الْإِيجَادِ ،وَ الْفِطْرَةُ الْإِيجَادُ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ . وَ قَالَ أَبُو شَامَةَ ، أَصْلُ الْفِطْرَةِ الْخِلْقَةُ الْمُبْتَدَأَةُ ، وَ مِنْهُ { فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أَيِ الْمُبْتَدِئُ خَلْقَهُنَّ ، وَ قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ《 كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ 》 [(40)] أَيْ عَلَى مَا ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَهُ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - : { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [(41)] وَالْمَعْنَى أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَوْ تُرِكَ مِنْ وَقْتِ وِلَادَتِهِ وَمَا يُؤَدِّيهِ إِلَيْهِ نَظَرُهُ لَأَدَّاهُ إِلَى الدِّينِ الْحَقِّ وَهُوَ التَّوْحِيدُ ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى - قَبْلَهَا { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ} [(42)] وَإِلَيْهِ يُشِيرُ فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ حَيْثُ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ《 فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ 》 [(43)] وَالْمُرَادُ بِـــالْفِطْرَةِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ إِذَا فُعِلَتِ اتَّصَفَ فَاعِلُهَا بِالْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَيْهَا وَحَثَّهُمْ عَلَيْهَا وَاسْتَحَبَّهَا لَهُمْ لِيَكُونُوا عَلَى أَكْمَلِ الصِّفَاتِ وَأَشْرَفِهَا صُورَةً [ا ه] [(44)] . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 11 / 2020, 45 : 11 AM | المشاركة رقم: 33 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 09 / 2021, 30 : 07 PM | المشاركة رقم: 34 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [سورة فاطر] -:" و :« الفاطر » : الخالق. ". :" والفطر: الابتداء والاختراع... كما ذكرتُ آنفاً .. ونأتي بما قاله ترجمان القرآن .. فقد قال ابن عباس :„ كنت لا أدري ما ” : { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ؛ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما :„ أنا فطرتها ”؛ أي :„ أنا ابتدأتها ” . ". هذا ما جاء عند القرطبي في تفسيره. وجاء عند ابن كثير في تفسيره :"وقال ابن عباس: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } : أي بديع السماوات والأرض، و قال الضحاك: كل شيء في القرآن { فاطر السماوات والأرض } : فهو خالق السماوات والأرض ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 09 / 2021, 24 : 09 PM | المشاركة رقم: 35 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح و اقتضت حكمته -سبحانه- أن يجعل فطرتهم الاستقامة والصلاة والميل عن الشرك إلى التوحيد. فأوجد البشرَ - أول ما أوجدهم على الحنيفية، قال -تعالى-: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً } [ البقرة؛ آية: ( 213. ) ] . وقال: { ومَا كَانَ النَّاسُ إلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا } [ يونس آية: ( 19. ) . ] . وقال -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-:«كل مالٍ نحلته [1] عبداً حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين، اجتالتهم [2] عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل سلطاناً ... »[3] الحديث. وجعلهم -سبحانه- يولدون حين يولدون على فطرة الإسلام السليمة المستقيمة، كما قال -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «ما من مولودإلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟» ، ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم: { فِطْرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ } [4] . قال الإمام البخاري - رحمه الله -: (والفطرة: الإسلام) [5] . ويشهد لذلك أن في بعض ألفاظ الحديث:« ما من مولود إلا على هذه الملة، حتى يبين عنه لسانه» [6] . ولأن الله -تعالى- أراد ابتلاء البشر وامتحانهم ليتحقق في واقع الحياة ما علمه عنهم بسابق علمه -سبحانه-؛ فقد جعلهم قابلين لسلوك كلا الطريقين: - الخير أو - الشر، فــ في مقدورهم الاستمرار علي الفطرة الأولى، و في مقدورهم الانحراف عنها والميل إلى طريق الضلال. وزودهم بالوسائل والمدارج التي يتمكنون باستعمالها من معرفة الحق وإدراكه - في الجملة - ويسَّر لهم من الدلائل والبينات في الآفاق وفي أنفسهم ما يقوي عنصر الخير و يمكنه. وبعث لهم الأنبياء والرسل -عليهم صلوات الله وسلامه- مبشرين ومنذرين بحيث لم يعد للناس على الله تعالى حجة. كما ابتلاهم - سبحانه- بحكمته - بالشهوات والشبهات لتكون محكاً حقيقياً يكشف عن توجه الإنسان ومقصده، والشياطين تزكي هذه وتلك وتؤز الإنسان للشر والمنكر أزاً. وهكذا يبدأ الصراع بين الحق والباطل: - داخل النفس البشرية بين قوة الخير، تؤيدها الرسالات السماوية وتشهد لها الأدلة الكونية والعقلية، وقوة الشر، تؤججها الشياطين المسلطة على ابن آدم. - ثم في مجال الحياة البشرية - بشكل أوسع - حيث يتميز المؤمنون أتباع الرسل، عن المجرمين أتباع الشياطين.. ثم تتصارع هاتان الفئتان للسيطرة على الحياة البشرية وتوجيهها وقيادتها. ولقد تعاهد الله -تعالى- البشرية بالمرسلين - عليهم الصلاة والسلام -، الذين كانوا يقودون خطاهم إلى السعادة في الدنيا والآخرة، فكان منهم من يأتي بشريعةٍ إلهيةٍ جديدةٍ، ومنهم من يأتي لتجديد ما اندرس من شريعة نبي قبله، حتى ختم الله الرسالات برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وانقطع بموته - عليه الصلاة والسلام - الوحي الذي كان يتنزل من قبل على الأنبياء والمرسلين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] نحلته : أعطيته. [2] اجتالتهم : صرفتهم عن هداهم إلى ضلالتها وأخذتهم بأن يجولوا معها واختارتهم لأنفسها (انظر : أساس البلاغة) [3] رواه مسلم في : 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 16 - باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، حديث رقم : ( 63 ) ، الرقم العام : ( 2865 ) ، ج: ( 4 ( ؛ ص: ( 2197 ) ، ط: عبدالباقي، رواه أحمد في (المسند) ج: ( 4 ( ، ص : ( 162 ) ... ضمن حديث عياض بن حمار المجاشعي - رضي الله عنه -. ) . [4] الآية من سورة الروم، رقم الآية 30، و الحديث رواه البخاري في: 23 - كتاب الجنائز، 92 - باب ما قيل في أولاد المشركين، حديث : ( 1385 ) ، الفتح : ج: ( 3 ) ؛ ص: ( 245 ) - 246 ورواه أيضاً في: 65 - كتاب التفسير، باب لا تبديل لخلق الله، رقم: ( 4775 ) ، ج : ( 8 ) ، ص: ( 12 ) ، ورواه أيضاً في 82 - كتاب القدر، 3 -باب: الله أعلم بما كانوا عاملين، رقم : ( 6599 ) ، ج: ( 11 ) ، ص : ( 93 ) و أيضا ً رواه مسلم في: 46 - كتاب القدر، 6 - باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة، رقم: ( 2658 ) ، ج: ( 4 ) ، ص : ( 47 ) ، ورواه أحمد في مواضع: ( 2 /315، 346 - 347، 275. ) [5] في الموضع السابق من كتاب التفسير : ج: ( 8 ( ؛ ص : ( 512 ) . [6] هذا أحد ألفاظ مسلم . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بتصرف يسير من مجلة البيان.. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
30 / 09 / 2021, 33 : 07 PM | المشاركة رقم: 36 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 10 / 2021, 53 : 10 PM | المشاركة رقم: 37 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وحين نتحدث عن رسول فهذا يلزم وجود مَن أرسله.. وحين يكون الحديث عن رسل وأنبياء يستلزم وجود رسالة.. كما يستلزم وجود نبوة.. وعقلاً يجب أن يكون من ارسل الرسل ونبئ الأنبياء يتميز بصفات وقدرات تختلف تماماً عن الأنبياء وهؤلاء الرسل؛ فلا يكون مثلهم أو شبيه بهم.. فإذا تساوى -المرسل والرسول-إذاً لا يوجد فرق بين الرسول والمرسل. والإنسان يحتاج مَن يسير له حياته وينظم له أموره؛ فهو يحتاج لمن يعلمه ويثقفه.. ويحتاج لمن يطببه ويداويه ويعالجه.. فهو يحتاج لغيره.. وتجد في العصر الحديث كراسة سنوية تذكره بما يجب عليه أن يقوم به وحتى ترتيب المواعيد والمقابلات؛ وهكذا الشركات الكبيرة والمصانع الضخمة تحتاج لمنظم أوقات يرتب العطلات وأوقات العمل؛ وإرسال الشحنات والمنتجات وكميتها وتحديد الجهة وكيفية التسليم.. وفي فصول المدارس وقاعات الجامعة يوجد جدول دراسي يحدد المادة ومتى تبدء ومتى تنتهي -وقتها- واسم المحاضر أو المعلم.. كما أن الشوارع والطرقات تحتاج لمن ينظمها ويرتبها.. فتجد لوحة ضوئية تبين لمن يسير بسيارة السماح له بالمرور فتتوقف المارة سيرا على الأقدام أو العكس.. ":. :" فهذا الكون كله بنظامه ودقته شاهد على وجود خالق واجد مبدع مصور مبدع.. بل الإنسان نفسه أكبر دليل على وجود خالقه لأن الله -تعالى- أوجده فخلقه من العدم، ومرَّ بمراحل وأطوار متعددة في رحم أمه حتى خرج -بعد تمام تكوينه- إلى هذا العالم، ويعيش أطوار حياته، فيتم كل ذلك وفقًا لسنن كونية ثابتة لا تتغير، ولا تتبدل، ومن هنا جاء التنبيه القرآني: { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [الذاريات:21]، [(1)] :" فالتطلع إلى معرفة الخالق -سبحانه وتعالى- أمر مركوز في فطرة كل إنسان، والعاقل المتأمل في نفسه وفي الكون من حوله يعلم حقيقةً أن لهذا الكون خالقاً موجدا صانعاً متصفاً بكل كمال، منزها عن كل نقص، هذا من جانب. ومن جانب آخر؛ فإنه.. يستحيل عقلًا أن يوجد شيء من تلقاء نفسه، دون موجِد له، ولينظر المرء إلى أبسط المخترعات الحديثة، المصباح الكهربائي -مثلًا- فهل من الممكن أن نتصور تجمع مادته بنفسها صدفة؛ ليتكون منها هذا الجهاز البسيط!؟ إذا كان هذا مستحيلًا، فكيف يعقل إذن أن نتصور وجود هذا العالم بكل هذه الدقة والنظام دون أن يكون له خالق، له المنتهى في صفات الكمال؟!. ". [(2)] . وهذا أبسط مثال وتتعقد التنظيمات بكبر الهيئة أو المؤسسة! وقس على هذا بقية مسائل الحياة! وهنا نتساءل: فما بالك بالكون.. والإنسان.. والحياة! أليس له منظم ومرتب ومسير!؟ فبالقطع تحتاج لمن ينظمها ويرتبها! وهي -الكون والحياة والإنسان- لن ترتب نفسها بنفسها ولن تنظم حالها بحالها؛ فتحتاج لمن ينظمها ويرتبها ويسيرها! فعقلاً لزم وجود مدبر ومنظم ومرتب ومسير لهذا الكون! فإن وجود خالق مبدع منشئ من عدم وعلى غير مثال سابق يحتذى به أمر فطري تشهد به الآيات الكونية والعلامات الوجودية والأدلة الحياتية؛ فــ :"وجود الله -جل جلاله- أمر فطري تشهد به الآيات الشرعية والآيات الكونية ويقر به العقل السليم، ولا يصح إيمان أحد حتى يجزم بوجود الله -جل جلاله-، وأنه خالق الكون ومدبره، وأنه الإله الحق الذي لا يعبد غيره -سبحانه وتعالى-"[(3)]، و أزيد المسألة وضوحاً: فــ أدلة وجود الله فهي واضحة لمن تأملها ولا تحتاج لكثرة بحث وطول نظر، وعند التأمل نجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع : - الأدلةالفطرية ، و - الأدلة الحسية ، و - الأدلة الشرعية[(4)] فيوجد:" · دلالة الفطرة. · دلالة الحس. · دلالة الشرع. ".[(5)] الدليل على وجود خالق مبدع منشئ مصور مسير = الله -عزوجل- نختصره إلى أمرين: أحدهما: مقروء، والآخر: مرئي: فالمرئي : هو نتيجة إعمال النظر، ومحصلة دقة الاعتبار، وخلاصة حسن التفكر في هذا الكون الفسيح، والسير في أرجائه؛ لأخذ العبرة منه:.. ويساعدنا الخالق المنشئ المبدع في سهوله فهم هذه المسألة بقوله: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [العنكبوت:20]، وقال تعالى:{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت:53]. .. ثم يوضح أكثر :" فقد حث الله -تعالى- الخلق على تدبر هذا الكون، ومعرفة أسراره؛ ليستفيدوا من ذلك الإيمان بخالقهم -سبحانه-، قال -تعالى-: { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ } [الذريات:20-21]، وقال -تعالى- في معرض الحديث عن الدلائل على وجود الخالق؛ ليقر العباد بطريق الإلزام بربهم -سبحانه وتعالى-، فيعبدوه وحده لا شريك له: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ* أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ [الطور:35-37]، فالله -عزوجل- يقول لهؤلاء المنكرين خالقهم: أنتم -أيها البشر- موجودون، وهذه حقيقة لا تنكرونها، وكذلك السماوات والأرض موجودتان، ولا شك في ذلك، وقد تقرر في العقول أن الموجود، لا بدّ له من سبب لوجوده، وهذا يدركه راعي الإبل في الصحراء، فيقول: إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير!؟ فكيف لو قال شخص: إن السماوات والأرض، أو هو نفسه قد وجد دون خالق مدبر حكيم عليم، بيده مقاليد كل شيء؟! قال تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ* قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون:84-89]. [(6)] . وأما :" المقروء: فهو ما أنزله الله من الآيات البينات في كتابه العزيز، قال -تعالى-: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[آل عمران:18]، وقال -تعالى-:وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ[الأنعام:3]،وقال -تعالى-:أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا [الأنبياء:43]، فقد شهد الباري -عزّوجل- بوجوده، وأنه إله الكون، وخالقه، وكفى بالله شهيدًا، قال -تعالى-:أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت:53]. ". و أفصل المسألة: - أولاً : الأدلة الفطرية : دلالة الفطرة على وجود الله أقوى من كل دليل لمن لم تجتله الشياطين ، ولهذا قال الله -تعالى- { فطرت الله التيفطر الناس عليها } [الروم/30] ، بعد قوله : { فأقم وجهك للدين حنيفاً } فالفطرةالسليمة تشهد بوجود الله ولا يمكن أن يعدل عن هذه الفطرة إلا من اجتالته الشياطين،ومن اجتالته الشياطين فقد يمنع هذا الدليل ". [(7)] ثانياً : الأدلة الحسية : وجود الحوادث الكونية، وذلك أن العالم من حولنا لابد وأن تحصل فيه حوادث فمن أول تلك الحوادث حادثة الخلق، خلق الأشياء وإيجادها، كل الأشياء من شجر وحجر وأرض وسماء وبحار وأنهار.. إنسان.. فإن قيل هذه الحوادث وغيرها كثير من الذي أوجدها وقام عليها ؟ فالجواب إما أن تكون : - وجدت هكذا صدفة من غير سبب يدعو لذلك فيكون حينها لا أحد يعلم كيف وجدت هذه الأشياء هذا احتمال، و هناك احتمال آخر وهو أن تكون هذه الأشياء أوجدت نفسها وقامت بشؤونها، و هناك احتمال ثالث وهو أن لها موجداً أوجدها وخالقاً خلقها، و عند النظر في هذه الاحتمالات الثلاث نجد أنه يتعذر ويستحيل الأول والثاني فإذا تعذر الأول والثاني لزم أن يكون الثالث هو الصحيح الواضح وهو أن لها خالقاً خلقها وهو الله،" فكل مخلوق لا بد له من خالق، لأن المخلوق لا يمكن أن يخلق نفسه ولا أن يخلق غيره، فلا بد له إذن من خالق موجد له وهو الله -جل جلاله- وهذا ما جاء ذكره في القرآن الكريم قال الله -تعالى-:{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ } [الطور:35-36].".[(8)] . :" انتظام سير السفينة والسيارة وغيرهما لا يكون إلا بمدبر لها، فهذا الكون المنظم بشمسه وقمره لا يكون إلا بمدبر له، ولا أحد يستطيع أن يقول إنه هو المدبر له، ولذلك لما ناظر نبي الله إبراهيم الخليل النمرود قال له:{ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:258] . ويحكى عن أبي حنيفة -رحمه الله تعالى-: أن قوماً من أهل الكلام أرادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية، فقال لهم: أخبروني قبل أن نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها وتعود بنفسها فترسي بنفسها وتفرغ وترجع كل ذلك من غير أن يدبرها أحد، فقالوا هذا محال لا يمكن أبداً، فقال لهم إذا كان هذا محالاً في سفينة فكيف في هذا العالم كله علوه وسفله. وتحكى هذه الحكاية أيضاً عن غير أبي حنيفة رحمه الله. وتروى بإسلوب آخر إذ :" يقال: إن طائفة من السمنية جاءوا إلى أبي حنيفة رحمه الله، وهم من أهل الهند،فناظروه في إثبات الخالق عز وجل، وكان أبوحنيفة من أذكى العلماء فوعدهم أن يأتوا بعد يوم أو يومين، فجاءوا، قالوا: ماذا قلت؟ قال أنا أفكر في سفينة مملوءة من البضائع والأرزاق جاءت تشق عباب الماء حتى أرست في الميناء ونزلت الحمولة وذهبت، وليس فيها قائد ولا حمالون قالوا: تفكر بهذا؟! قال: نعم قالوا: إذاً ليس لك عقل! هل يعقل أن سفينة تأتي بدون قائد وتنزل وتنصرف؟! هذا ليس معقول! قال: كيف لا تعقلون هذا، وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس كلها بدون صانع؟ فعرفوا أن الرجل خاطبهم بعقولهم، وعجزوا عن جوابه هذا ". [(9)] ". وفي القرآن الكريم: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت:53]، و سأل الأصمعي أعرابياً قائلاً: بم عرفت ربك؟ فأجاب بقوله: البعرة تدل على البعير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير.". [(10)][(11)] وتوجد زيادة:" وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟ ولهذا قال الله -عز وجل-: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } [الطور:35] فحينئذ يكون العقل دالاً دلالة قطعية على وجود الله "[(12)][(13)] . ثالثاً : الأدلة الشرعية : وجود الشرائع: جميع الشرائع دالة على وجود الخالق وعلى كمال علمه وحكمته ورحمته لأن هذه الشرائع لابد لها من مشرع والمشرع هو الله -عز وجل- . [(14)]. وهذا أبسط تعبير كمدخل في هذه المسألة! وقد تحدثتُ عن مسألة الفطرة في الصفحات السابقات.. فإذا ثبت وجود رسول ونبي .. وثبت وجود رسالة ونبوة.. فيثبت وجود مَن أرسل هذا النبي ومن أرسل هذه الرسالة.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن هنا أبدءُ في الحديث عن الأنبياء! -من بعد إذنه (تعالى في سماه) وتوفيق (مَن تقدست اسماه) وعناية ورعاية (من رفع السموات بغير عمد تراها)؛ والحمد لله (عز وجل) على كرمه ومنه وعطاءه- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* الإثنين، 12 ربيع الأول، 1443هــ ~ 18 أكتوبر، 2021م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 10 / 2021, 04 : 11 PM | المشاركة رقم: 38 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح [ ١.] :« آدَمُ ».. أَبُو الْبَشَرِ سلسلة بحوث تحت عنوان « سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والإعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم وتفسير الوحي المنزل من السماء؛ وفهم أحاديث متمم المرسلين وآخر المبتعثين سيد الأنبياء » أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة [ 1.] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20 / 10 / 2021, 20 : 02 PM | المشاركة رقم: 39 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20 / 10 / 2021, 52 : 05 PM | المشاركة رقم: 40 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح سلسلة بحوث: »سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وتفسير آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء«(*) „أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة .. ذات حضارة‟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ (*) الحمد لله - تعالى في سماه وتقدست اسماه وتبارك في علاه-؛ فقد فتح الله العلي القدير عليَّ؛ وأنا العبد الفقير: محمدفخرالدين بن إبراهيم آل الــ ــرمادي بهذا العنوان العريض قبيل صلاة المغرب من شهر القرآن المبارك؛ شهر الصيام؛ مجاوراً لبيته العتيق؛ ناظراً وداعياً ومتوسلاً بأن يفقهني في الدين ويعلمني التأويل؛ كما دعا الــحبــيــب المصطفى والنبي المجتبى والرسول المرتضى والخليل المحتبى - صلوات الله وسلامه عليه وآله - لابن عمه "عبدالله" بن عباس - رضي الله تعالى عنه -.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ [١١] الْكِتَابُ الْحَادِيَ عَشَرَ كِتَابُ « قَصَصِ » « أَحَادِيثِ » الْأَنْبِيَاءِ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018