الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 29 | المشاهدات | 29429 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
02 / 04 / 2019, 53 : 09 PM | المشاركة رقم: 21 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فلنطرح تساؤلات : إذا قلنا أن الإنسان كائن ، فيأتي سؤال من الذي كوَّنه !!؟ وإذا قيل بأن الإنسان موجود ، فيأتي سؤال من الذي أوجده!!؟ ، وإن سلمنا جدلاً بوجود سلالة تميزت بخواص عالية نشأ منها الإنسان الحالي ، فالسؤال سيعاد مرة آخرى بصياغة مغايرة عن الأولى ، مَن الذي أوجد الخلية الأصلية الأولى !!؟ أما إذا قلنا أن الإنسان مخلوق ، إنتهت المسألة ، إذن فهناك واجد أو خالق . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 04 / 2019, 55 : 09 PM | المشاركة رقم: 22 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ( 7. ) تعرضنا بشكل وجيز إلى الناحية التشريحية و البيولوجية للإنسان وبعض خواصه ، لنصل بأن هذا هو الإنسان المخلوق ، وبالتالي يكون " الآخر أي الخالق " مخالفا تماما لهذه التركيبة التشريحية والبيولوجية والفسيولوجية والمزاجية والنفسية والعقلية للإنسان ، إذ أن الخالق يجب ـ بل يتحتم ـ أن يكون مغايِّراً تماما للمخلوق ، كمخترع جهاز الكمبيوتر والجهاز نفسه . ـــــــــــــــــــــ هذا الجزء مقدمة من مقدمات موضوع مقاربــ(ـنــ)ــة الأديان وللحديث بقية بإذنه تعالى .... | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 11 / 2020, 45 : 11 AM | المشاركة رقم: 23 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24 / 01 / 2021, 47 : 09 PM | المشاركة رقم: 24 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح القضية الهامة الجوهرية الأساسية عند الإنسان منذ بدء الخليقة وحتى لحظة كتابة هذه السطور هي قضية وجود إله(*) وكيفية التعامل معه.. سواءأكان مجرد إعتراف بوجوده فقط.. دون الاعتراف بخواصه ومسمياته وصفاته.. أو الإيمان الكامل به إيماناً مطلقاً بصفاته واسمائه الحسنى وخواصه وأن هذا الإله يختلف تماماً عن الإنسان بصفات الإنسان وخواصه وغرائزه وحاجاته العضوية.. فهناك فارق كالفارق بين الثرى والثريا بين الإله والإنسان.. وهنا نبدء في استخدام ألفاظ أو مصطلحات أدق .. فأقول(الرمادي) هنا كفارق بين الخالق وبين المخلوق.. وبين المعبود وبين العابد.. وبين الآمر الناهي وبين الذي يتلقىظ° هذا الأمر ويطبقه ويدعو إليه؛ ويبتعد عن هذا النهي وينكره ويزجر فاعله.. إذاً الحديث سيبدء عن قضية الإيمان.. وتأثيره في العقلية البشرية والنفسية الإنسانية؛ وما يترتب علىظ° ذلك من سلوك وأعمال وتصرفات وأقوال.. فالحديث عن العقيدة! ** ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) بغض الطرف عن وصف هذا الإله أو مسمياته أو خواصه.. وسواء تحدث البعض عن تعدد الآلهه.. أو سواء الإخبار عن إله أرسل أبنه الوحيد ليخلص البشرية مِن الخطيئة الكبرى -الأزلية--الموروثة- منذ خروج آدم -أول البشر- مع زوجته مِن الجنة نتيجة خطيئة أكل مِن شجرة في الجنة وأطعم منها.. أو سواء نتحدث عن إله واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد.. فليس هو والد ولا ولد وليس له أم والده.. إله واحد بصفاته الأصلية واسمائه العلا.. فهو ليس له مثيل ولا شبيه ولا ند ولا وزير ولا مشير.. وهذه القضية تراجعت في السنوات الأخيرة.. صارت مسألة وليست قضية.. وصارت فردية داخلية نفسية خصوصية .. وليست عقلية ذهنية فهمية استيعابية إدراكية.. إذ ستبنى عليها -العقيدة..الإيمان- أحكام شرعية عملية يومية في كافة مناح الحياة.. وهذه تحتاج لإعادة نظر وبحث!!.. والله تعالى المستعان. . (يُتْبَع ُبِإِذْنِهِ تَعَالَى) الأحد، 24 كانون الثاني/ يناير، 2021*24/01/2021 05:37:58 م ~ الأحد، 11 جمادى الثانية، 1442 هــ (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد فخر الدين الرمادي ; 24 / 01 / 2021 الساعة 55 : 09 PM سبب آخر: تصويب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29 / 01 / 2021, 15 : 08 PM | المشاركة رقم: 25 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ومع ذلك :" يغلب على الظن أن الغالبية الغالبة من المسلمين تراجعت عن دورها المنوط بها باعتبارها أمة تدعو إلى التوحيد وإفراد العبودية لله فهو (سبحانه) الرب الخالق المالك القادر الرازق المحيي المميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.. وتبليغ رسالة الحق المبين بين الأنام أجمعين.. فهي أمة العلم .. أمة الحضارة .. أمة التقدم العلمي في كافة المجالات .. أمة أقرأ .. وتدعو -هذه الأمة- إلى الصراط المستقيم ؛ صراط الذين أنعم الله (تعالى) عليهم ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وفق الكتاب والسنة وتتقيد بخطوات الرسول الأعظم وتسير على هديه فتحول القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين العظيم إلى سلوك يومي حضاري بغض النظر عن موضع المسلم ومكانته وقدراته العقلية والجسمانية والبدنية؛ ودرجته العلمية ووظيفته.. هذا التراجع الشديد عن هذا الدور..لا يوجد ما يبرره سوى أنهم يسيرون خلف بقية الأمم !..".. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20 / 06 / 2021, 01 : 08 PM | المشاركة رقم: 26 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح -*- المشاركة الثامنة وفق ترتيب موقع " ملتقى أهل العلم ": " 8 .1 . ] عود علىٰ بدء :" الدين لغةً " مقدمات البحث: ﴿«„٣‟»﴾ ( دَيَنَ )".]. عودٌ على بدءٍ - وهذا يعود للتركيبة الأصلية للإنسان: من نسيان أو خطأ(*)- فلم أكمل الحديث في المشاركة رقم (8) ؛ والتي سبق وإن نشرت على الموقع ؛ لذا فلي عودة: ﴿«„٣‟»﴾﴿«„١‟»﴾ تمهيد : ينطلق كل مِن المفكر الغربي والفيلسوف في الغرب -عموماً- مِن قاعدة البناء الفكري لمجتمعه والبيئة الثقافية التي تربى عليها شطرا من الزمان؛ أو ما تسمى بــ الليبرالية/التفكير الحر يجاور هذا آحدى دعائم الديموقراطية : حرية التعبير وحرية الرأي.. كما وينطلق الراهب الذي تخصص في علم الاستشراق مِن التربية الكنائيسية منذ نعومة أظافره؛ وطريقة فهم الدين مِن النظرة النصرانية -المسيحية- عن الاله-الوالد/الآب- وإرساله ابنه الوحيد -الُمخَلص- ليخلص الناس مِن الخطيئة الأصلية[الأزلية؛ وستبحث بإذنه تعالى في قابل البحوث]- اي ما فعله آدم في الجنة وبجواره امرأته- والثالث : الروح القدس؛ أو ما أطلق عليه بـ قانون الإيمان وفق المعتقد النصراني (المسيحي) .. كما وينطلق المجتهد/المفتي/الفقيه -سواء سني أو شيعي- مِن المبادئ الأساسية والقواعد الأصلية الفقهية أو الفكر المذهبي لما درسه وتربىٰ عليه؛ وشكل عنده الفهمية الفكرية لكيفية بحث المسائل واستنباط الحكم عليها.. وهؤلاء جميعاً قد يقتربون في التعريفات من بعضهم البعض؛ أو يختلفون ويتناقضون!؛ فإذا ظل كل منهم في مجاله ونطاقه دون احتكاك أو تفاعل أو محاولة سيطرة وهيمنة فلا يوجد إشكال؛ أما إذا حدث نقل فكر أو تقارب ومقارنة وسيطرة أو هيمنة أو فرض واقع بعينه يتم الإشكال ويتطور! الواقع أن الأفكار لا تظل حبيسة في عقول مفكريها بل تتقارب مع غيرها من أفكار أو يتم مقارنتها أو نقلها؛ أو التأثر بها فيحدث تصادم حين يُنقل فكر بعينه مِن بيئته الخاصة به إلىٰ بيئة آخرىٰ مغايرة له ومخالفة. لاسيما في هذا العصر مع هذا الانفتاح الهائل، والتواصل الدائم الذي يعيشه العالم الآن، سواء كان عبر شبكة الإنترنت[العنكبوتية]، أو غيرها من وسائل الإعلام. ومسألة الدين؛ ومنذ وجود الإنسان الأول؛ وآحدهما يعاني من الآخر؛ كما حدث لقابيل وهابيل؛ وهما الثالث والرابع من عداد البشر في الزمن السحيق.. ثم مَن أمن بنبي وعقيدته وشريعته ضد من جحد وكفر وأنكر؛ وهي مسألة لم ولن تحل؛ وإن كانت هناك العديد من المحاولات لما سمي تقارب الأديان أو بتعبير آخر حوار الحضارات!. ﴿«„٣‟»﴾﴿«„٢‟»﴾ الدين في الاصطلاح العام: ما يعتنقه الإنسان ويعتقده ويدين به مِن أمورالغيب والشهادة (1). وفي الاصطلاح الإسلامي: التسليم لله تعالىٰ والانقياد له. والدين هو ملة الإسلام وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين مِن لدن آدم ونوح إلىٰ خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم-. قال الله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }[آل عمران: 19] وبعدأن جاء الإسلام فلا يقبل الله مِن الناس ديناً غيره، قال الله تعالىٰ:{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[ آل عمران: 85]. وقال تعالىٰ: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ..﴾ ﴿ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ..﴾ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ ﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[ المائدة: 3]. (2) ولإراك المعنى الحقيقي لكلمة الدين ؛ خاصة ونحن نتحدث عن لغة القرآن الكريم ولغة الذكر الحكيم ولغة الفرقان المبين فـــ لنتجول في لغة العرب.. فنقرأ : 1. ] :" وَيُقَالُ : رَأَيْتُ بِفُلَانٍ دِينَةً إِذَا رَأَى بِهِ سَبَبَ الْمَوْتِ . وَيُقَالُ : رَمَاهُ اللَّهُ بِدَيْنِهِ أَيْ بِالْمَوْتِ؛ لِأَنَّهُ دَيْنٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ . وَ2.] :" الدِّينُ : الْجَزَاءُ وَالْمُكَافَأَةُ . وَدِنْتُهُ بِفِعْلِهِ دَيْنًا : جَزَيْتُهُ ، وَقِيلَ الدَّيْنُ الْمَصْدَرُ ، وَالدِّينُ الِاسْمُ ؛ قَالَ : دِينَ هَذَا الْقَلْبُ مِنْ نُعْمٍ * بِسَقَامٍ لَيْسَ كالسُّقْمِ وَفِي الْمَثَلِ: كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ، أَيْ كَمَا تُجَازِي تُجَازَى أَيْ تُجَازَى بِفِعْلِكَ وَبِحَسْبِ مَا عَمِلْتَ ، وَقِيلَ : كَمَا تَفْعَلُ يُفْعَلُ بِكَ ؛ قَالَ خُوَيْلِدُ بْنُ نَوْفَلٍ الْكِلَابِيُّ لِلْحَرْثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ ، وَكَانَ اغْتَصَبَهُ ابْنَتَهُ : يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمَخُوفُ ، أَمَّا تَرَى * لَيْلًا وَصُبْحًا كَيْفَ يَخْتَلِفَانِ ؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ الشَّمْسَ أَنْ تَأْتِيَ بِهَا لَيْلًا * وَهَلْ لَك بِالْمَلِيكِ يَدَانِ ؟ يَا حارِ ، أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زَائِلٌ * وَاعْلَمْ بِأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَدَانَهُ دَيْنًا أَيْ جَازَاهُ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :{ أَئِنَّا لَمَدِينُونَ } ؛أَيْ مَجْزِيُّونَ مُحَاسَبُونَ ؛ وَ مِنْهُ 2. 1. ] :" الدَّيَّانُ فِي صِفَةِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ . وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ:" إِنَّ اللَّهَ لَيَدِينُ لِلْجَمَّاءِ مِنْ ذَاتِ الْقَرْنِ:" ، أَيْ يَقْتَصُّ وَيَجْزِي . وَالدِّينُ : الْجَزَاءُ . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو : لَا تَسُبُّوا السُّلْطَانَ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَقُولُوا اللَّهُمَّ دِنْهُمْ كَمَا يَدِينُونَا ؛ أَي ِاجْزِهُمْ بِمَا يُعَامِلُونَا بِهِ . وَ3.] :" الدِّينُ : الْحِسَابُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }؛ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ مَالِكِ يَوْمِ الْجَزَاءِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }؛أَيْ ذَلِكَ الْحِسَابُ الصَّحِيحُ وَالْعَدَدُ الْمُسْتَوِي . وَ4.] :" الدِّينُ : الطَّاعَةُ . وَقَدْ دِنْتُهُ وَدِنْتُ لَهُ أَيْ أَطَعْتُهُ ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ : وَأَيَّامًا لَنَا غُرًّا كِرَامًا * عَصَيْنَا الْمَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِيَنَا وَأَيَّامٍ لَنَا وَلَهُمْ طِوَالٍ يُقَالُ : دَانَ بِكَذَا دِيَانَةً ، وَتَدَيَّنَ بِهِ فَهُوَ دَيِّنٌ وَمُتَدَيِّنٌ . ودَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْيِينًا إِذَا وَكَلْتَهُ إِلَى دِينِهِ . وَالدِّينُ : الْإِسْلَامُ ، وَقَدْ دِنْتُ بِهِ . وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَحَبَّةُ الْعُلَمَاءِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ . وَ5.] :" الدِّينُ : الْعَادَةُ وَالشَّأْنُ ، تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا زَالَ ذَلِكَ دِينِي وَدَيْدَنِي أَيْ عَادَتِي ؛ قَالَ الْمُثَقِّبُ الْعَبْدِيُّ يَذْكُرُ نَاقَتَهُ : تَقُولُ إِذَا دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِي : أَهَذَا دِينُهُ أَبَدًا وَدِينِي ؟ دِينَ هَذَا الْقَلْبُ مِنْ نُعْمٍ وَالدِّينَةُ : كَالدِّينِ ؛قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ : أَلَا يَا عَنَاءَ الْقَلْبِ مِنْ أُمِّ عَامِرٍ * وَدِينَتَهُ مِنْ حُبِّ مَنْ لَا يُجَاوِرُ وَفِي الْحَدِيثِ:" الْكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْأَحْمَقُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ " ، قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ : قَوْلُهُ دَانَ نَفْسَهُ أَيْ أَذَلَّهَا وَاسْتَعْبَدَهَا ، وَقِيلَ :حَاسَبَهَا . يُقَالُ : دِنْتُ الْقَوْمَ أَدِينُهُمْ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِمْ ؛ قَالَ الْأَعْشَى يَمْدَحُ رَجُلًا : هُوَ دَانَ الرَّبَابَ ، إِذْ كَرِهُوا الدَّيْـ * ـنَ ، دِرَاكًا بِغَزْوَةٍ وَصِيَالٍ ثُمَّ دَانَتْ بَعْدُ الرَّبَابُ ، وَكَانَتْ * كَعَذَابٍ عُقُوبَةُ الْأَقْوَالِ ثُمَّ قَالَ : ثُمَّ دَانَتْ بَعْدُالرَّبَابُ أَيْ ذَلَّتْ لَهُ وَأَطَاعَتْهُ ، وَ7.] :" الدِّينُ لِلَّهِ مِنْ هَذَا إِنَّمَا هُوَ طَاعَتُهُ وَالتَّعَبُّدُ لَهُ وَدَانَهُ دَيْنًا أَيْ أَذَلَّهُ وَاسْتَعْبَدَهُ . يُقَالُ: دِنْتُهُ فَدَانَ . وَقَوْمٌ دِينٌ أَيْ دَائِنُونَ ؛ وَقَالَ : وَكَانَ النَّاسُ ، إِلَّا نَحْنُ ، دِينًا قَالَ قَتَادَةُ : فِي قَضَاءِ الْمَلِكِ . ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : - دَانَ الرَّجُلُ إِذَا عَزَّ ، وَ - دَانَ إِذَا ذَلَّ ، وَ - دَانَ إِذَا أَطَاعَ ، وَ - دَانَ إِذَا عَصَى ، وَ - دَانَ إِذَا اعْتَادَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا ، وَ - دَانَ إِذَا أَصَابَهُ الدِّينُ ، وَهُوَ دَاءٌ ؛ وَأَنْشَدَ : يَا دِينَ قَلْبِكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا وَدِنْتُ الرَّجُلَ : خَدَمْتُهُ وَأَحْسَنْتُ إِلَيْهِ . وَ8.] :" الدِّينُ : الذُّلُّ . وَالْمَدِينُ : الْعَبْدُ . وَالْمَدِينَةُ : الْأَمَةُ الْمَمْلُوكَةُ ... كَأَنَّهُمَا أَذَلَّهُمَا الْعَمَلُ ؛ قَالَ الْأَخْطَلُ : رَبَتْ ، وَرَبَا فِي حَجْرِهَا ابْنُ مَدِينَةٍ * يَظَلُّ عَلَى مِسْحَاتِهِ يَتَرَكَّلُ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : مَعْنَى ابْنِ مَدِينَةٍ عَالِمٌ بِهَا كَقَوْلِهِمْ هَذَا ابْنُ بَجْدَتِهَا . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { أَئِنَّا لَمَدِينُونَ } ؛أَيْ مَمْلُوكُونَ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } { تَرْجِعُونَهَا } ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ : غَيْرَ مَدِينِينَ أَيْ غَيْرَ مَمْلُوكِينَ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ غَيْرَ مَجْزِيِّينَ ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَقَ : مَعْنَاهُ هَلَّا تَرْجِعُونَ الرُّوحَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَمْلُوكِينَ مُدَبَّرِينَ . وَقَوْلُهُ : إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَنَّ لَكُمْ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ قُدْرَةً ؛ وَهَذَا كَقَوْلِهِ : { قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } . وَ9.] :" دِنْتُهُ أَدِينُهُ دَيْنًا : سُسْتُهُ . وَ10.] :" دِنْتُهُ : مَلَكْتُهُ . وَدُيِّنْتُهُ أَيْ مُلِّكْتُهُ. وَدَيَّنْتُهُ الْقَوْمَ : وَلَّيْتُهُ سِيَاسَتَهُمْ ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ : لَقَدْ دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنِيكِ ، حَتَّى * تَرَكْتِهِمْ أَدَقَّ مِنَ الطَّحِينِ يَعْنِي مُلِّكْتِ وَالدَّيَّانُ :السَّائِسُ ؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ ذِي الْإِصْبَعِ الْعَدْوَانِيِّ : لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ ، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ * يَوْمًا ، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي ! وَدِنْتُ الرَّجُلَ : حَمَلْتُهُ عَلَى مَا يَكْرَهُ . ودَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْيِينًا إِذَا وَكَلْتَهُ إِلَى دِينِهِ . وَ11.] :" الدِّينُ : الْحَالُ . قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ : سَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ : لَوْ لَقِيتَنِي عَلَى دِينٍ غَيْرِ هَذِهِ لَأَخْبَرَتْكُ . وَالدِّينُ : مَا يَتَدَيَّنُ بِهِ الرَّجُلُ . وَالدِّينُ : السُّلْطَانُ . وَالدِّينُ : الْوَرَعُ. وَالدِّينُ : الْقَهْرُ . وَالدِّينُ : الْمَعْصِيَةُ . وَالدِّينُ : الطَّاعَةُ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ :" يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ " ، يُرِيدُ أَنَّ دُخُولَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ خُرُوجُهُمْ مِنْهُ لَمْ يَتَمَسَّكُوامِنْهُ بِشَيْءٍ كَالسَّهْمِ الَّذِي دَخَلَ فِي الرَّمِيَّةِ ثُمَّ نَفَذَ فِيهَا وَخَرَجَ مِنْهَا وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ مِنْهَا شَيْءٌ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ : قَدْ أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ الْخَوَارِجَ عَلَى ضَلَالَتِهِمْ فِرْقَةٌ مِنْ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ وَأَجَازُوا مُنَاكَحَتَهُمْ وَأَكْلَ ذَبَائِحِهِمْ وَقَبُولَ شَهَادَتِهِمْ ، وَ سُئِلَ عَنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقِيلَ:" أَكُفَّارٌ هُمْ ؟ " ، قَالَ:" مِنَ الِكُفْرِ فَرُّوا " ، قِيلَ :" أَفَمُنَافِقُونَ هُمْ ؟ " ؛ قَالَ:" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّاقَلِيلًا ، وَهَؤُلَاءِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " ، فَقِيلَ:" مَا هُمْ ؟ " قَالَ:" قَوْمٌ أَصَابَتْهُمْ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا" . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يَعْنِي قَوْلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ " ؛ أَرَادَ بِالدِّينِ الطَّاعَةَ أَيْ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ الْمُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ وَيَنْسَلِخُونَ مِنْهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَ12.] :" دَيَّنَ الرَّجُلَ فِي الْقَضَاءِ وَفِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ : صَدَّقَهُ . ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : دَيَّنْتُ الْحَالِفَ أَيْ نَوَّيْتُهُ فِيمَا حَلَفَ ، وَهُوَ التَّدْيِينُ . وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:" أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ " ، قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ : لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الشِّرْكَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى مَا بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنَ الْحَجِّ وَالنِّكَاحِ وَالْمِيرَاثِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِ الْإِيمَانِ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنَ الدِّينِ الْعَادَةُ يُرِيدُ بِهِ أَخْلَاقَهُمْ مِنَ الْكَرَمِ وَالشَّجَاعَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ:" كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ " ؛ أَيِ اتَّبَعَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَوَافَقَهُمْ عَلَيْهِ وَاتَّخَذَ دِينَهُمْ لَهُ دِيْنًا وَعِبَادَةً . وَفِي حَدِيثِ دُعَاءِ السَّفَرِ:" أَستَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ " ، جَعَلَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ مِنَ الْوَدَائِعِ ؛ لِأَنَّ السَّفَرَ يُصِيبُ الْإِنْسَانَ فِيهِ الْمَشَقَّةُ وَالْخَوْفُ فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا لِإِهْمَالِ بَعْضِ أُمُورِ الدِّينِ فَدَعَا لَهُ بِالْمَعُونَةِ وَالتَّوْفِيقِ ، وَأَمَّا الْأَمَانَةُ هَا هُنَا فَيُرِيدُ بِهَا أَهْلَ الرَّجُلِ وَمَالَهُ وَمَنْ يُخْلِفُهُ عَنْ سَفَرِهِ . وَ13.] :" الدِّينُ : الدَّاءُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ ؛ وَأَنْشَدَ: يَا دِينَ قَلْبِكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا وَقَالَ اللَّيْثُ : مَعْنَاهُ وَقَدْ عُوِّدَ . (3) ". ويتبين من القراءة بتمعن أن لفظة:" دين:" من الألفاظ ذات المعاني المتعددة! * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ~ الأحد، 11 ذو القعدة، 1442هــ (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ (*) مصداقا لقوله تعالى : { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة:286] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 09 / 2021, 52 : 03 PM | المشاركة رقم: 27 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وليَّ قصدٌ.. وهذا هو البيان : الإطلاعُ علىٰ اللُغةِ العربيةِ الفُصْحىٰ؛ لُغةِ العرب الأقحاح؛ ثم تعلمها فالتحدث بها والتفاهم فيما بيننا من خلالها .. يعتبر واجب شرعي لمن يريد قراءة القرآن الكريم قراءة صحيحة؛ بأحكامها ومخارج حروفه .. ومِن ثم فهمه أو تفسيره أو تأويله أو تطبيقه .. ويلاصق ذلك جميعه أحاديث صاحب الهدي -عليه الصلاة والسلام- القولية والفعلية والتقريرية؛ وإدراك ما قالته السادة والسيدات الأصحاب -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين-؛ ومَن تلاهم مِن التابعين؛ وتابعي التابعين.. لحسن فهم الإسلام بمصدريه - القرآن الكريم والسنة الشريفة العطرة- مِن خلال مَن نقل إلينا الرسالة الإسلامية وأوصل إلينا البعثة المحمدية لنحسن لنحسن فهم الإسلام ولنحسن تطبيق المنهاج ولنحسن السير علىٰ الشريعة الغراء.. تطبيقاً شرعياً كاملاً باعتبار أن الإسلام طريقة معينة من الحياة وطراز خاص من العيش وكيفيه معينة في التطبيق! تلك اللُغة والتي تعلمها ثم تكلم بها نبي الإسلام محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- قبل الرسالة الخالدة وقبل البعثة الإسلامية؛ وتعلمتها ثم تكلمت بها قريش بمكة المكرمة -حرسها الله تعالى- وبقية سكان المنطقة.. اللُغة العربية[*] .. اللُغة التي نزل بها القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين.. (كلام رب العالمين = غير مخلوق).. وبيَّن بها المصطفىٰ الأحكام العملية الشرعية المتعلقة بأفعال العباد وأقوالهم وتصرفاتهم.. هذه اللُغة إذا أُهملت وحَلت مكانها لغة أجنبية فــ رويداً رويداً ستتم عُجمة في اللسان.. وهذا ما يلاحظه علماء التربية والتعليم ومنذ سنوات.. أو يتم التحدث والتخاطب باللهجة العامية والكتابة بها... فــــــــــــــــــــــــ سوف يُهجر القرآن المجيد.. وهجرانه يعني هجران أحكامه وهجران منهاجه وهجران تشريعاته.. وهذا لا يعني عدم تعلم لُغة الآخرين[**] خاصة في زمن جل العلوم تأتي من بلاد الغرب وليس مصدرها بلاد العرب أو المسلمين! تأصيل مسألة البحث : ينتبه قارئ القرآن الكريم بتمعن ألفاظه وإدراك معانيه أن كتاب رب العالمين يثبت فيقرر : {وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا} [الأحقاف:12] ثم يأتي التأكيد باسم الكتاب: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}[يوسف:2] ويزيد الوضوح مرة ثانية بقوله :{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}[الزُّخرُف:3] ويوضح بقوله :{قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُون}[الزُّمَر:28] ويزيد وضوحاً بقوله : {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون}[الزُّمَر:27] ثم تأتي صياغة عجيبة غريبة ملزمة: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاق}[الرعد:37] ثم يعيد التأكيد علىٰ مسألة عربية القرآن : {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}[طه:113] ويزيد الأمر وضوحاً فوق الإيضاح :{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون}[فُصِّلَت:3] ولكي يزيل كل لَبْس أو إبهام : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ.. لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين}[النحل:103] ويربط صاحب الأمر والنهي -سبحانه- بين كتابه وبين رسوله -عليه الصلاة والسلام : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير}[الشورى:7] "وبين رِفعة شأنه بقوله :{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين}[الشعراء:192] {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين}[الشعراء:193] {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِين}[الشعراء:194] {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِين}[الشعراء:195] {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِين}[الشعراء:196] ثم يعطي حكما واضحاً لهذا التنزيل بقوله . {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيد}[فُصِّلَت:44] هذا هو القسم الأول من هذه المسألة .. وبإذنه تعالى وبحسن توفيقه وكمال كرمه سيأتي القسم الثاني ! ـــــــــــــــــــــــــــــــ [*] اللُغةُ العربيةُ تحوي [50,000] مفردة؛ وقد تزيد؛ وهذا -فقط- يتأتى مِن خلال تحفيظ القرآن الكريم؛ يرافق ذلك تعلم الأبجدية؛ ومبادئ الحساب؛ يتعلمها طفل/طفلة؛ بدءً من عمر [3] سنوات أو أكثر فتتسع مداركهـ(ـــا) وترتفع قدراتهـ(ـا) اللُغوية؛ فيسهل تعلم اللُغات الأجنبية؛ ويلاحظ هذا في المدارس الإبتدائية في بلاد الغرب حيث أن الطفل العربي والبوسنوي والكرواتي يتحدث اللغة الأجنبية بسرعة أكثر من الطفل التركي(مثلاً)؛ وهذا يعود لقوة أو ضعف لُغة الأم.. في حين أن أفضل لُغات المعمورة اليوم لا تزيد مفرداتها عن [3,000] . [**] مسألة تحتاج لتخريج شرعي وفق الكتاب والسنة!.. ولم اتمكن من الحصول على المراجع اللازمة! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) السبت، 18 صفر، 1443هــ ~ 25 سبتمبر، 2021 م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26 / 09 / 2021, 07 : 01 AM | المشاركة رقم: 28 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح " جَوَامِعَ الكَلِم " القسم الثاني : أُوتي النبي الرسول محمد-صلى الله عليه وآله وسلم-جوامعَ الكَلِم، واختُصِر له الكلامُ اختصارًا، فكان يُعبِّر عن المعاني العظيمة، بالألفاظ القليلة، مما يدل علىٰ إعجازٍ فريدٍ لم تعرفه البشرية في تاريخها، من قبل ولا من بعد، هو معجزة ما ينطق به لسانه-صلى الله عليه وآله وسلم-الذي لم يكن ينطق عن الهوىٰ، بل كان ينطق بالكلمات النيرة المحكمة. [(1)] فــ من مظاهر عظمة النبيـصلى الله عليه وسلم ـ ودلائل نبوته أنه صاحب الحكمة البالغة، والكلمة الصادقة، واللسان المبين، وقد فضله الله ـ عز وجل ـ على غيره من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ بأن أعطاه جوامع الكلم، فكانـ صلى الله عليه وسلم ـ يتكلم بالكلام الموجز، القليل اللفظ الكثير المعاني، وهو ما يَسره الله له من البلاغة والفصاحة، وبدائع الحكم ومحاسن العبارات .. ". إذاً.. جوامع الكلام هو ما يكون لفظه قليلاً ومعناه جزيلاً، أو ما يعني الكلام الموجز الذي ألفاظه قليلة ومعانيه كثيرة[(2)] و لقد أشار -صلوات الله وسلامه عليه-إلىٰ ذلك.. فــ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ : « „ بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ...‟».[(3)]. رواه الشيخان من حديث أَبِي هرَيْرَة؛ وفي رواية للبخاري : « „ أعْطِيت مَفَاتِيحَ الْكَلمِ ‟ »؛ و عند مسلم : « „ أُعطيت جوامعَ الكلم ‟».[(4)] فــ جوامع الكلم أحاديث نبوية قليلة الألفاظ كثيرة المعاني، يتجلىٰ فيها الإيجاز والإعجاز في أروع صوره، وهي مِن مفاخر نبينا المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-.[(5)] فــ من خصائصه صلى الله عليه وسلمأنه بعث بجوامع الكلم. وإن "الكَلِم المعجِز" صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ". إذ خُصَّ بها دون سواه من الأنبياء والمرسلين، بل من البشر أجمعين[(6)] . لذا قَالَ أَبوعبدالله: الإمام البخاري (256هـ) -رحمه الله-: و " بَلَغَنِي أَنَّ جَوامِعَ الْكَلِم : أَنَّ اللهَ يَجْمَع الأمورَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُكْتَب فِي الْكتبِ قَبْلَه فِي الأَمْرِ الْوَاحِدِ، وَالأَمْرَيْنِ، أو نَحْوَ ذَلِكَ "؛ و قال ابن بطال (449هـ) -رحمه الله-: " قال أبوالزناد: " هذا من جوامع الكلم الذي أُوتيه صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه قد جمع في هذه الألفاظ اليسيرة معاني كثيرة"[(7)]. وهذه المسألة تحتاج إلى توضيح ! فما معنىٰ (جوامع الكلم): وللعلماء فيها قولان[(8)]: :" ذكر ابن حجر أن جوامع الكلم المراد بها القرآن، فإنه تقع فيه المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة، و كذلك يقع في الأحاديث النبوية الكثير من ذلك[(9)] فـــ يفهم من ذلك أن في تفسير " جَوَامِعِ الكَلِمِ" قولان: قال الزهري: معناه: " أنه كان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالقول الموجز، القليل اللفظ، الكثير المعاني[(10)] ". وفي قول آخر للعلماء : المراد بها: القرآن، بقرينة قوله صلى الله عليه وسلم (بعثت) والقرآن هو الغاية في إيجاز اللفظ واتساع المعاني[(11)] ، .وقد ذكرتُ آنفا قول: ابن حجر أن جوامع الكلم المراد بها القرآن، فإنه تقع فيه المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة. فقد فَضَّلَ(**) الله سبحانه نَبيَّه مُحمَّدًا -صلَّىٰ الله عليه وسلَّم- علىٰ سائرِ الأنبياءِ والرُّسُل، وخَصَّه بخصائصَ كثيرةٍ، ومِنها ما في هذا الحَديثِ، حيثُ يُخبِرُ أبوهُريرَةَ -رَضيَ اللهُ عنه- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قالَ: بُعِثتُ، أيْ: ﴿ أ . ﴾ : كانَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يَتكلَّمُ بجَوامعِ الكَلمِ قَليلةِ الْألْفاظِ كَثيرَةِ المَعاني. [وهو قول للزهري] أو : ﴿ ب . ﴾ : أُرسِلتُ بجَوامعِ الكَلِمِ، أيْ: بــ القُرآنِ؛ جَمَعَ اللهُ تَعالىٰ في الْألْفاظِ اليَسيرةِ مِنهُ المَعانيَ الكَثيرَةَ " وَ في حَديثِ أبي هريرة: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبوَّتِه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-[(12)] . لهذا يمكن أن أقول: يرجح القول الأول أمران: الأول: أن للحديث روايات أخرىٰ، ففي رواية للبخاري: "أعطيت مفاتيح الكلم"[(13)]، وفي رواية لمسلم: "أعطيت جوامع الكلم". الثاني: جاء في حديث أبي موسىٰ الأشعري عند مسلم قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذاً إلى اليمن فقال: "وادعوَا الناس، وبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا " قال: فقلت: يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن: البتع، وهو من العسل ينبذ حتى يشتد، والمِزْر، وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه[(14)] [بخواتمه: أي كأنه يختم علىٰ المعاني الكثيرة التي تضمنها اللفظ اليسير.] فقال: " أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة"[(15)]. والواضح من الحديث أنَّ أباموسى جعل "جوامع الكلم" وصفاً لكلام رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فهو بيان في موضع الخلاف. وبهذا يكون قول الزهري هو الصواب في هذه المسألة ...والله أعلم[(16)]. بقية اقوال العلماء: وقال المناوي في فيض القدير: أعطيت جوامع الكلم أي ملكة أقتدر بها علىٰ إيجاز اللفظ مع سعة المعنىٰ بنظم لطيف لا تعقيد فيه يعثر الفكر في طلبه ولا التواء يحار الذهن في فهمه، و قيل: أراد القرآن. و قيل: أراد أن الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الأمور المتقدمة جمعت له في الأمر الواحد والأمرين. ".[(17)] انتهى النقل من عند المناوي. وقد أولاها علماء البلاغة والبيان الكثير من العناية، فقال في وصفها أمير البيان أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ: "وهو الكلام الذي قلَّ عدد حروفه وكثر عدد معانيه، وجَلَّ عن الصَّنعة، ونُزِّه عن التكلف، وكان كما قال الله تبارك وتعالى: قل يا محمد: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِين}[ص:86].[(18)] وقال يونس بن حبيب: "ما جاءنا عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".[(19)] قال العز بن عبدالسلام : " ومن خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه بعث بجوامع الكلم، واختصر له الحديث اختصاراً، وفاق العرب في فصاحته وبلاغته" .. .[(20)] وقال ابن شهاب فيما نقله البخاري في صحيحه : " بلغني في جوامع الكلم أن الله يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله .." . [(21)].. قلت(الرمادي) :" وقد نقلته في بداية كتابة هذا البحث... وقال سليمان النوفلي : " كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتكلم بالكلام القليل يجمع به المعاني الكثيرة " .. [(22)] و هذه الخاصية للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعلت الكثير من فقهاء الإسلام يختارون من أحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعض الأحاديث القليلة التي لو أضيفت بعضها إلى بعض فإنها تعبر عن الإسلام بكامله. ومن أمثلة ذلك ما فعله الإمام أحمد بن حنبل حين قال : " أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: - حديث عمر ـ رضي الله عنه ـ : (إنما الأعمال بالنيات )( البخاري )،و - حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ : (من أحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس فيه، فَهُوَ رَد )(البخاري )، و - حديث النعمان بن بشيرـ رضي الله عنه ـ : ( الحلال بَيِّنٌ والحرام بين )( البخاري )" . وقال الإمام أبوداود : "نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث ، ثم نظرت فإذا مدار أربعة آلاف الحديث على أربعة أحاديث ، - حديثِ النعمان بن بشير : ( الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّن )، و - حديث عمر : ( إنما الأعمال بالنيات )، و - حديث أبي هريرة : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ......... الحديث )، و - حديث : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ، قال : فكل حديث من هذه الأربعة ربع العلم". وأنشد بعضهم : عمدة الدين عندنا كلمات * أربع من كلام خير البرية د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-اتق الشبهات وازهد ودع ما * ليس يعنيك واعملن بنية ويعني بقوله " ازهد " حديث : (ازهد في الدنيا يحبك الله ....الحديث ) . وقد اجتهد أهل العلم في جمع تلك الأحاديث الجوامع، وصنفوا في ذلك المصنفات ، حتى جاء الإمام النووي - رحمه الله -، فجمع اثنين وأربعين حديثاً جامعاً عليها مدار الدين ، وهي التي عرفت فيما بعد "بــــ الأربعين النووية" ؛ واشتهرت هذه الأربعين وأقبل الناس على حفظها ونفع الله بها ، ببركة نية صاحبها وحسن قصده ، وقد شرحها الحافظ ابن رجب الحنبلي شرحا نفيساً في كتابه جامع العلوم والحكم ؛ وزاد عليها ثمانية أحاديث تمام الخمسين . وجوامع الكلم التي خُص بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على نوعين كما ذكر ذلك ابن رجب الحنبلي فقال:" - أحدهما : ما هو في القرآن كقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }(النحل:90)، قال الحسن البصري : " لم تترك هذه الآية خيراً إلا أمرت به ، ولا شراً إلا نهت عنه " .. - الثاني : ما هو في كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو منتشر موجود في السنن المأثورة عنه ، ومن ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرء ما نوى )(البخاري)، قال الشافعي : " هذا الحديث ثلث العلم ، ويدخل في سبعين بابا من الفقه " . و عن فصاحته وبلاغته ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول القاضي عياض : " وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول ، فقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ذلك بالمحل الأفضل ، والموضع الذي لا يجهل ، سلاسة طبع ، وبراعة منزع ، وإيجاز مقطع ، ونصاعة لفظ ، وجزالة قول ، وصحة معان ، وقلة تكلف ... أوتى جوامع الكلم، وخُصَّ ببدائع الحكم ، وعلم ألسنة العرب ، فكان يخاطب كل أمة منها بلسانها ، ويحاورها بلغتها ، ويباريها في منزع بلاغتها ،حتى كان كثير من أصحابه يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله .." . وعن كلامه المعتاد يقول : " وأما كلامه المعتاد، وفصاحته المعلومة ، وجامع كلمه وحكمه المأثورة ، فقد ألف الناس فيها الدواوين ، وجمعت في ألفاظها ومعانيها الكتب ، ومنها ما لا يوازى فصاحة ، ولا يبارى بلاغة ".. ثم ذكر رحمه الله أمثلة كثيرة من أقواله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تؤيد ذلك، منها : قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن )(الترمذي ) ، و قوله : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ ، قال : لله عز وجل ، ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )( البخاري )، و قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )( أحمد )، ( المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد واحدة على من سواهم )( أبو داود )، ( الناس معادن )( البخاري )، ( المستشار مؤتمن )(أبو داود ) ، ( ورحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو سكت عن شر فسلم )( أبو داود ) ، (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين )(البخاري ) ، ( الظلم ظلمات )(مسلم ) .. إلى غير ذلك مما روته الكافة عن الكافة ، من مقاماته ومحاضراته ، وخطبه وأدعيته ، ومخاطباته وعهوده ، مما لا خلاف أنه نزل من ذلك مرتبة لا يقاس بها غيره ، وحاز فيها سبقا لا يُقدر قدره .." .. ومن بلاغته وفصاحته وجوامع كلمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما قاله من الكلم الذي لم يُسْبق إليه ، ولا قاله أحد قبله ، كقوله: ( لا يلدغ المؤمن من جُحْر مرتين )(البخاري ) ، ( حمي الوطيس )( أحمد ) .. قال جابرـ رضي الله عنه ـ: " والله إنها كلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " . وحمي الوطيس أي اشتدت الحرب .. إن بلاغة وفصاحة الحــبــيــب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجوامع كلامه ، لا عجب فيها ولا غرابة إذ خصه الله ـ عز وجل ـ بالعناية ، وفضله على سائر خلقه ، وهيأه للوحي ، وحمله البلاغ والبيان ، ففصاحة لسانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ غاية لا يُدْرك مداها ، ومنزلة لا يدانى منتهاها ، فهو أفصح خلق الله إذا تكلم ، كلامه كله يثمر علما ، ويمتثل شرعا وحكما ، ولا يتكلم بَشَر بكلام أحكم منه في مقالته ، وحري بمن عبر عن مراد الله بلسانه ، وأقام الحجة على عباده ببيانه، وبين مواضع فروضه ، وأوامره ونواهيه ، أن يكون أحكم الخلق بيانا ، وأفصحهم لسانا.. ومن ثم كانت أحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذاتها قواعد كلية جاهزة أو قابلة لأن تصاغ منها القواعد والأصول الفقهيّة .. وبالجملة فلا يحتاج العلم بفصاحته وبلاغته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى شاهد، ولا ينكرها موافق ولا معاند، وكيف لا يكون كذلك وهو خاتم النبيين، وسيد المرسلين، ومتمم المبتعثين وسيد الأولين والآخرين وعلى قلبه نزل القرآن العظيم، وقد زكَّى الله تعالى قوله ونطقه فقال : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى }(النجم 4:3) وقال سبحانه : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } (الشعراء 193: 195) ..فأوتي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصارا ، وجمع الله له المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة يسيرة ، ليسهل حفظها وتبليغها ، وجعل ذلك من أدلة نبوته ، وأعلام رسالته ، وكل هذا من الحفظ الذي تكفل الله به لهذا الدين ... ". التخريج : جاء في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة قوله -عليه الصلاة والسلام-: « „ وأُوتِيتُجَوَامِعَ الكَلِمِ(*)‟ ». رواه: أبوهريرة انظر : صحيح مسلم : (523) ؛ الحديث:[صحيح] .[(23)]. „ وإنَّ محمَّدًا أوتيَ فواتحَ الكلِمِوجَوامِعَهُ أو قالَ: وخواتِمَهُ‟ ؛ رواه : عبدالله بن مسعود؛ أنظر : العيني؛ في : نخب الافكار: ج: (4)؛ ص: ( 280)؛ الحديث : طريقه صحيح. ... يقولُ: " خرج علينا رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يومًا كالمُودِّعِ فقال أنا محمدٌ النبيُّ الأُمِّيُّ -قالهُ ثلاثَ مراتٍ- ولا نبيَّ بعدي أُوتيتُ فواتحَ الكَلِمِ وخواتمَهُ وجوامعَهُ وعلمتُ كم خزنةُ النارِ وحملةُ العرشِ وتُجُوِّزَ بي وعُوفيتُ وعُوفيَتْ أُمَّتي فاسمعوا وأطيعوا ما دمتُ فيكم فإذا ذُهِبَ بي فعليكم بكتابِ اللهِ أَحِلُّوا حلالَهُ وحَرِّمُوا حرامَهُ ". رواه : عبدالله بن عمرو؛ انظر : الألباني؛ في : إرواء الغليل: [ج: (8)؛ص: (128)]؛ والحديث : إسناده ضعيف ". وانظر: شعيب الأرناؤوط؛ في : تخريج المسند : (6606)؛ والحديث : إسناده ضعيف ". بيد أنه جاءت لفظة زائدة بعد قوله : « وأُعطيتُ جوامعَالكَلِمِ » : „ و فواتحِه ‟ ؛ „ واختُصِرَ لي الحديثُ اختِصارًا ‟، رواه: أبوقلابة عبدالله بن زيد؛ انظر الألباني في: السلسلة الضعيفة: (2864)؛ الحديث: ضعيف وفي موضع آخر مِن الاستدلال: « أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ قال: „ يا رسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يُحدِّثونَنا بأحاديثَ قد أخَذَتْ بقُلوبِنا، وقد هَمَمْنا أنْ نَكتُبَها ‟ ، فقال : « „ يا ابنَ الخطَّابِ، أمُتَهَوِّكون أنتُم كما تَهَوَّكَتِ اليهودُ والنَّصارى؟ ‟ » . ، « „ أمَا والذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيَدِه لقد جِئتُكُم بها بَيضاءَ نَقيَّةً، ولكنِّي أُعطيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، واخْتُصِرَ لي الحَديثُ اختِصارًا ‟ » . » . رواه: الحسن البصري انظر: شعيب الأرناؤوط ؛ في: تخريج المسند: [ج: (23) ؛ ص: (350)] والحديث: رجاله ثقات إلا أنه مِن مراسيل الحسن البصري " ... توضيح حكم المحدث: إسناده لا يصح ". وجاءت لفظة في حديث صحيح تبين المعنىٰ المقصود : « بَعَثَنِي [أي: أبوموسى الأشعري] رَسولُ الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-؛ وَمُعَاذًا إلىٰ اليَمَنِ، فَقالَ: « „ ادْعُوَا النَّاسَ، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَيَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا ‟ » ، قالَ: فَقُلتُ : „ يا رَسولَ اللهِ، أَفْتِنَا في شَرَابَيْنِ كُنَّا نَصْنَعُهُما باليَمَنِ البِتْعُ وَهو مِنَ العَسَلِ، يُنْبَذُ حتَّى يَشْتَدَّ، وَالْمِزْرُ وَهو مِنَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ، يُنْبَذُ حتَّى يَشْتَدَّ ‟ ، قالَ : „ وَكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- قدْ أُعْطِيَ جَوَامِعَ الكَلِمِ بــ : « خَوَاتِمِهِ » . ‟ ؛ فَقالَ: « „ أَنْهَى عن كُلِّ مُسْكِرٍ أَسْكَرَ عَنِ الصَّلَاةِ ‟ » . » . رواه: أبوموسى الأشعري انظر: صحيح مسلم: (1733) ؛ الحديث : صحيح ".. وأنهي(الرمادي) هذا القسم بحديث صحيح إذ قال -عليه الصلاة والسلام-: « „ أعطيتُ فواتحَ الكلمِ وجوامعَهُ وخواتمَهُ ‟ ». انظر : الألباني؛ في : بداية السول؛ (74)؛ الحديث: صحيح " ... أهم ما يستفاد من الحديث: يستفاد من الحديث ما يأتي: • الحرص على تدبر أحاديث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكشف معانيها؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم كان يجمع المعاني الكثير في الألفاظ اليسيرة، ويختم عليها باللفظ اليسير، فلا يخرج منها شيء عن طالبه ومستنبطه، لعذوبة لفظه وجزالته[(24)] ؛ لذا قال العلامة ابن رجب الحنبلي في مقدمة كتابه جامع العلوم والحكم 56: ( قد جمع العلماء جموعًا من كلماته صلى الله عليه وسلم الجامعة، فصنَّف: - الحافظ أبوبكر بن السني كتابا سماه: الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة، و - جمع القاضي أبوعبدالله القضاعي من جوامع الكلم الوجيزة كتابًا سماه: الشهاب في الحكم والآداب، و - صنف على منواله قوم آخرون، فزادوا على ما ذكره زيادة كثيرة، وأشار الخطابي في أول كتابه غريب الحديث إلى يسير من الأحاديث الجامعة). انتهى النقل من جامع العلوم لــ ابن رجب.، قال العلامة ابن الجوزي (597هـ): (وفي هذا حث على التفهم والاستنباط)[(25)] • أولى حديثه بالتدبر ما جاء في الصحيحين، لا سيما في هذا الزمان الذي تطاول به الأقزام، والله تعالى المستعان.[(26)] ورحم الله الحافظ الذهبي (748هـ) إذْ قال في ذاك الزمان: (تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا، ولم يأت نهي عنه؛ قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي"، فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النَّظر في الصحيحين، وسنن النسائي، ورياض النواوي وأذكاره، تفلح وتنجح، وإيَّاك وآراء عباد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فوا غوثاه بالله، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم) [(27)] • ثناء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على سنته، وأنَّها بعيدة عن التضارب والتعارض، فكيف يتضارب كلام من ملك من البلاغة أعلاها، ومن البيان أبدعه وأكمله؟ لذلك لا تجد حديثين صحيحين متعارضين أبدًا ولا يكون ذلك ولله الحمد.[(28)] • وقوله: " بعثت بجوامع الكلم" فيه دليلٌ على أنَّ السنة وحيٌ من الله؛ لأنَّ الله هو الذي بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بها. [(29)] ينبغي على المسلم أن يعتني بهذه الأحاديث حفظا وفهما ودراسة ، وأن يجعلها من أوائل الأحاديث التي يُربَّى عليها الأطفال والناشئة . وقول الإمام ابن رجب الحنبلي :" والأصح أن الحديث إن كان مشتركاً، أو مجملاً، أو متشابهاً، أو من جوامع الكلم، لم يجز نقله بالمعنى ".[(30)]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ (*) : «„ بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وبيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأرْضِ فَوُضِعَتْ في يَدِي ‟ » ، قالَ أَبُوهُرَيْرَةَ : « „ فقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللهُ عليه وَسَلَّمَ- وَأَنْتُمْ تَلْغَثُونَهَا، أَوْ تَرْغَثُونَهَا‟، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا. رواه : أبوهريرة؛ أنظر : صحيح البخاري: (7273)؛ والحديث خرّجه : مسلم (523) باختلاف يسير. (**) يوضح هذا التفضيل قوله -عليه الصلاة والسلام-: « „ فُضِّلْتُ علَى الأنْبِياءِ بسِتٍّ: - أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، - ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، - وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائِمُ، - وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَهُورًا ومَسْجِدًا، - وأُرْسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً، - وخُتِمَ بيَ النَّبِيُّونَ ‟ ». رواه: أبوهريرة؛ انظر: صحيح مسلم: (523)؛ الحديث: صحيح. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* السبت، 18 صفر، 1443هــ ~ 25 سبتمبر، 2021م -*-* أعد هذا الملف : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
27 / 09 / 2021, 27 : 05 PM | المشاركة رقم: 29 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
30 / 09 / 2021, 35 : 07 PM | المشاركة رقم: 30 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018