الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 426 | المشاهدات | 112620 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
05 / 06 / 2018, 12 : 07 PM | المشاركة رقم: 81 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه „ تَسْمِيَتُهُ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدَ ‟ مدخل: ﴿ „«٧ »‟.﴾ الْبَحْثُ السَّابِعُ : „ تسمية الوليد المبارك ‟: تقول العرب : „ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنِ اسْمِهِ نَصِيبٌ[(1)] ‟ . و الظاهر أن تسمية المولود المبارك -ابن عبدالله- لم تأت صدفة أو خبط عشواء؛ فلستُ أميل لقول زُهَيْرٍ حين قَالَ: رَأَيْتُ الْمَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ * مَنْ تُصِبْ تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ وقال صاحب القاموس المحيط؛ مجدالدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي:" وَخَبَطَهُ خَبْطَ عَشْوَاءَ: رَكِبَهُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ [(2)] " .. لذا فأجزم أن تسمية الوليد المبارك ما جاءت إلا وفق رؤية صائبة وبصيرة ثاقبة؛ ولقد جاء في سنة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ما يؤكد على حسن تسمية الوليد -أنثى كان أو ذكر- : ورأيتُ في كلام بعضهم: أن حزن بن أبي وهب أسلم يوم الفتح؛ وهو جد سعيد ابن المسيب؛ فقد جاء في صحيح البخاري :" عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَقَالَ « مَا اسْمُكَ!؟ »، قَالَ :"حَزْنٌ"، قَال َ« أَنْتَ سَهْلٌ»؛ قَالَ:" لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي"، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ . [(3)] والله أعلم. واقتضت الحكمة أن يكون بين الاسم والمسمى تناسب في الحسن والقبح؛ واللطافة والكثافة، ومِن ثَمَّ غير صلى الله عليه وسلم الاسم القبيح بالحسن وهو كثير، وربما غير الاسم الحسن بالقبيح للمعنى المذكور كتسميته لأبي الحكم بـ "أبي جهلط، و تسميته لـ :" أبي عامر الراهب " .. بـ:" الفاسق". وجاء: أنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه « ادع لي إنسانا يحلب ناقتي »، فجاءه بإنسان، فقال « له ما اسمك؟ »، فقال له :"حرب"، فقال « اذهب ». فجاءه بآخر فقال « ما اسمك؟ »، فقال:" يعيش"، فقال « احلبها » . ويروى: أنه صلى الله عليه وسلم طلب شخصا يحفر له بئرا، فجاءه رجل، فقال « له ما اسمك؟ »؛ قال:" مرة"، قال « اذهب». وليس هذا من الطيرة التي كرهها ونهى عنها، وإنما هو من كراهة الاسم القبيح، ومن ثم كان صلى الله عليه وآله وسلم يكتب لامرائه «إذا أبردتم لي بريداً فأبردوه» أي إذا أرسلتم لي رسولا فأرسلوه «حسن الاسم حسن الوجه»، و من ثم لما قال له سيدنا عمر رضي الله عنه لما قال لمن أراد أن يحلب له ناقته أو يحفر له البئر ما تقدم :" لا أدري أقول أم أسكت!!"، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم « قل »، قال:" قد كنت نهيتنا عن التطير"، فقال له صلى الله عليه وسلم: « ما تطيرت ولكن آثرت الاسم الحسن» [(4)]. وفي الخصائص الصغرى: وخص صلى الله عليه وسلم باشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه صلى الله عليه وسلم سمي « أحمد » ولم يسم به أحد قبله، ولإفادته الكثرة في معناه، لأنه لا يقال إلا لمن حمد المرة بعد المرة، لما يوجد فيه من المحاسن والمناقب *-*-*-*-* والتسمية لها أربعة مباحث: ﴿ « ٧ . ١. » ﴾ تسمية من قبل أمه آمنة بنت وهب. ﴿ « ٧ . ٢. » ﴾ تسمية جده عبدالمطلب. ﴿ « ٧ . ٣. » ﴾ وورد اسمه عند أهل الكتاب.. وسأجعل له فصلاً مستقلا بذاته. ﴿ « ٧ . ٤. » ﴾ : وإخبار النبي عليه السلام عن اسمائه. وَسَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَى بَقِيَّةِ الأَسْمَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. مدخل : " جاء في البداية :" قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَلْهَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ سَمَّوْهُ « مُحَمَّدًا » لِمَا فِيهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ لِيَلْتَقِيَ الِاسْمُ وَالْفِعْلُ، وَيَتَطَابَقَ الِاسْمُ وَالْمُسَمَّى فِي الصُّورَةِ وَالْمَعْنَى كَمَا قَالَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، وَيُرْوَى لِحَسَّانَ وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ * فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ[(5)] وأبدء -بعون الله تعالى في سماءه وتقدست اسماه- بحوث التسمية : ﴿ « ٧ . ١. » ﴾ تسمية من قبل أمه آمنة بنت وهب.. ورد عنها أنها أخبرت ان تسميه محمدا واحمدا 1.) „ تَسْمِيَتُهُ مُحَمَّدًا ‟ وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ[(6)].. أَنَّهَا -أمه آمنة بنت وهب- أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، فَقِيلَ لَهَا : « إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا ». وأورد ابو بكر البيهقي حديثا مرفوعا (رقم: 33) جاء فيه:" وَاسْمَهُ فِي الْفُرْقَانِ مُحَمَّدٌ". ثم قالت:" فَسَمَّيْتُهُ بِذَلِكَ". وآخر رقم : 48 جاء فيه: " فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا ". وهما عن رواية ابن إسحاق.". وفي السيرة الحلبية المسمى :" إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" وهو المشهور في الروايات؛ والتسمية بأحمد اقتصر الحافظ الدمياطي عليها. ** :" الخميس :" روى[(7)] أنه لما ولد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمر عبدالمطلب بجزور فنحرت ودعا رجالا من قريش فحضروا وطعموا. وفى بعض الكتب كان ذلك يوم سابعه يعنى عقيقته[(8)] " .. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ ذَبَحَ عَنْهُ ، وَدَعَا لَهُ قُرَيْشًا فَلَمَّا أَكَلُوا قَالُوا: " يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَرَأَيْتَ ابْنَكَ هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا عَلَى وَجْهِهِ مَا سَمَّيْتَهُ ؟ قَالَ : سَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا[(9)] قَالُوا : فَلِمَ رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ ، وَخَلْقُهُ فِي الْأَرْضِ ". قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : كُلُّ جَامِعٍ لِصِفَاتِ الْخَيْرِ يُسَمَّى مُحَمَّدًا كَمَا قَالَ الأعشى: إِلَيْكَ - أَبِيتَ اللَّعْنَ - أَعْمَلْتُ نَاقَتِي ** إِلَى الْمَاجِدِ الْقَرْمِ الْكَرِيمِ الْمُحَمَّدِ".[(10)] و توجد رواية آخرى فقد : " ذَكَرَ السّهيلي وأَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ : وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ إِنَّمَا سَمَّاهُ مُحَمَّدًا لِرُؤْيَا رَآهَا، -زَعَمُوا- أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ خَرَجَتْ مِنْ ظَهْرِهِ، لَهَا طَرَفٌ فِي السَّمَاءِ وَطَرَفٌ فِي الأَرْضِ، وَطَرَفٌ فِي الْمَشْرِقِ وَطَرَفٌ فِي الْمَغْرِبِ، ثُمَّ عَادَتْ كَأَنَّهَا شَجَرَةٌ، عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا نُورٌ، وَإِذَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ يَتَعَلَّقُونَ بِهَا، فَقَصَّهَا فَعُبِّرَتْ لَهُ بِمَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ صُلْبِهِ، يَتْبَعُهُ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَلِذَلِكَ سَمَّاهُ مُحَمَّدًا مَعَ مَا حَدَّثَتْهُ بِهِ أُمُّهُ.". أي مع ما حدثته به أمه بما رأته ما يلفت الإنتباه أن انشغل البعض في تأويل الأحلام والرؤى؛ وصرفوا جهدا جهيدا ووقتاً ثمينا في تأويل وتفسير الأحلام؛ واعتمدوا على ما يقال لهم، ولعلي ابحث هذه المسألة من الناحية الشرعية والفقهية.. فتكلموا عن تأويل هذه الرؤيا؛ فقال :"التويجري" في كتاب الرؤيا ما نصه : قلت؛ أي :" التويجري " : الظاهر في تأويل هذه الرؤيا أن الشجرة العظيمة هي الإسلام الذي ملأ نوره ما بين المشرق والمغرب وعلا فوق جميع الأديان ودان له العرب والعجم، وأما خفاء الشجرة ساعة وازدهارها ساعة أخرى فهو -والله أعلم- ما يطرأ على الإسلام من القوة والإقبال في بعض الأحيان، وما يطرأ عليه من الضعف والإدبار في بعض الأحيان كما قد جاء ذلك في حديث أبي أمامة رضي الله عنه الذي رواه الحارث بن أبي أسامة والطبراني في ذكر إقبال الدين وإدباره، وأما الرهط من قريش الذين تعلقوا بأغصان الشجرة فهم -والله أعلم- الذين دخلوا في الإسلام من شيوخ قريش الذين كانوا في زمان عبد المطلب وأدركوا الإسلام فأسلموا، وأما القوم من قريش الذين يريدون قطع الشجرة فهم -والله أعلم- صناديد قريش وكبراؤهم الذين حاربوا الإسلام وأرادوا طمسه وإطفاء نوره، وأما الشاب الذي كان يكسر أضلع الذين يريدون قطع الشجرة من قريش ويقلع أعينهم فهو -والله أعلم- رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن جهاده لصناديد قريش وصدعه بالدعوة إلى الإسلام بين ظهرانيهم كان بمنزلة كسر ضلوعهم وقلع أعينهم حتى أظهر الله الإسلام وهم كارهون وقطع دابر الكافرين على يدي رسوله محمد صلى الله عليه وآلهو سلم، وأما منع الشاب لعبدالمطلب من تناول النصيب من الشجرة فهو -والله أعلم- لأن عبدالمطلب مات قبل الإسلام فلم يكن له نصيب منه، هذا ما ظهر لي:"أي التويجري" والعلم عند الله."[(11)]. ورد أن قيل : " في حديثٍ « أنه صلى الله عليه وآله وسلم عقّ عن نفسه بعد ما جاءته النبوة». وتحقيق هذه المسألة: قال الإمام أحمد، هذا منكر: أي حديث منكر، والحديث المنكر من أقسام الضعيف لا أنه باطل كما قد يتوهم، والحافظ السيوطي لم يتعرض لذلك وجعله أصلا لعمل المولد، قال لأن العقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن هذا الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهارا للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين، وتشريعا لأمته، كما كان يصلي على نفسه لذلك. قال: فيستحب لنا إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وسلم هذا كلامه. "[(12)]. أقول (الرمادي): هذه المسألة سأعيد بحثها في فصل مستقل، أتحدثُ فيه عن قضية مشروعية الإحتفال بالمولد -مع أنها مسألة قُتلت بحثاً وتفنيداً في القديم وفي العصر الحديث. ** 2.] „ تَسْمِيَتُهُ أَحْمَدَ ‟ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ[(13)] قَالَ : « أُمِرَتْ آمِنَةُ وَهِيَ حَامِلٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ أَنْ تُسَمِّيَهُ أَحْمَدَ » . وعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : وَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ تُحَدِّثُ : أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهَا : " وذكرت أموراً [(14)] ثم قال : « فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا؛ فَإِنَّ اسْمَهُ فِي : " التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ : أَحْمَدُ ». بيد أنه توجد كمالة لهذا الخبر عن أمه آمنة بنت وهب؛ سنذكرها في أخبار الكهان والعرافين وأهل الكتاب عن مولده وعنه في فصل قادم . والحديث الذي رواه ابن إسحاق؛ جاء فيه على لسان جده عبدالمطلب :" أَنْتَ الَّذِي سُمِّيتَ فِي الْفُرْقَانِ فِي كُتُبٍ ثَابِتَةِ الْمَبَانِي «أَحْمَدَ» مَكْتُوبٌ عَلَى اللِّسَانِ ". ** وأخبر هو -صلى الله عليه وآله وسلم- عن نفسه :" طَرِيقِ التِّرْمِذِيِّ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : « إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ».[(15)] وَسَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَى بَقِيَّةِ الأَسْمَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. ** وَعَنْ أَبِي الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيِّ قَالَ: لا يُعْرَفُ فِي الْعَرَبِ مَنْ تَسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ قَبْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، إِلَّا ثَلاثَةٌ، طَمِعَ آبَاؤُهُمْ حِينَ سَمِعُوا بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وِبِقُرْبِ زَمَانِهِ، وَأَنَّهُ يُبْعَثُ بِالْحِجَازِ أَنْ يَكُونَ وَلَدًا لَهُمْ. وفي عيون الأثر : " ذَكَرَهُمُ ابْنُ فُورَكٍ فِي كِتَابِ الْفُصُولِ، وَهُمْ : ١.] مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ، وَالآخَرُ ٢.] مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجَلَّاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ ، وَالآخَرُ ٣.] مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ وَهُوَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَذَكَرَ مَعَهُمْ مُحَمَّدًا رَابِعًا أُنْسِيتُهُ، وَكَانَ آبَاءُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ قَدْ وَفَدُوا عَلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ الأُوَلِ، وَكَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَبِاسْمِهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ خَلَّفَ امْرَأَتَهُ حَامِلا، فَنَذَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ. [(16)] وَعَنِ الْقَاضِي أَبِي الْفَضْلِ عِيَاضٍ، فِي تَسْمِيَتِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ «مُحَمَّدًا» وَ«أَحْمَدَ»، قَالَ : فِي هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ مِنْ بَدَائِعِ آيَاتِهِ، وَعَجَائِبِ خَصَائِصِهِ، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ حَمَى أَنْ يُسَمَّى بِهِمَا أَحَدٌ قَبْلَ زَمَانِهِ، أَمَّا «أَحْمَدُ» الَّذِي أَتَى فِي الْكتب، وَبَشَّرَتْ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، فَمَنَعَ اللَّهُ تَعَالَى بِحِكْمَتِهِ أَنْ يُسَمَّى بِهِ أَحَدٌ غَيْرَهُ، وَلا يَدَّعِي بِهِ مَدْعُوٌّ قَبْلَهُ، حَتَّى لا يَدْخُلَ لَبْسٌ عَلَى ضَعِيفِ الْقَلْبِ أَوْ شَكٌّ، وَكَذَلِكَ «مُحَمَّدٌ» أَيْضًا لَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ وَلا غَيْرِهِمْ، إِلَى أَنْ شَاعَ قُبَيْلَ وُجُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَمِيلادِهِ، أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ اسْمُهُ «مُحَمَّدٌ»، فَسَمَّى قَوْمٌ قَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ أَبْنَاءَهُمْ بِذَلِكَ، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمْ هُوَ « وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ».. وتوجد هنا عند القاضي إضافة لم يذكره السهيلي؛ فقال القاضي عياض:" وَهُمْ : ١. ] مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجَلَّاحِ الأَوْسِيُّ، وَ ٢. ] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَ ٣. ] مُحَمَّدُ بْنُ بَرَاءٍ الْبَكْرِيُّ، وَ ٤. ] مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، وَ ٥. ] مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ الْجُعْفِيُّ، وَ ٦. ] مُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيِّ السُّلَمِيُّ، لا سَابِعَ لَهُمْ، وَيُقَالُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمَّى بِهِ : مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَالْيَمَنُ تَقُولُ : مُحَمَّدُ بْنُ الْيَحْمدِ الأَزْدِيُّ، ثُمَّ حَمَى اللَّهُ كُلَّ مَنْ سَمَّى بِهِ أَنْ يَدَّعِيَ النُّبُوَّةَ، أَوْ يَدَّعِيَهَا أَحَدٌ لَهُ، حَتَّى تَحَقَّقَتِ السِّمَتَانِ لَهُ، وَلَمْ يُنَازَعْ فِيهِمَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ** التوفيق بين تسمية الجد عبدالمطلب وتسمية الوالدة آمنة بنت و هب بـ محمد: أقول(الرمادي): اجتهد العلماء في التوفيق بين الروايتين : " فمِن الأخبار السابقة يستدل على أن تسميته صلى الله عليه وآله وسلم بذلك كانت في يوم العقيقة، وأن العقيقة كانت في اليوم السابع من ولادته، هذا خبر؛ أما الآخر فيقول :" ولد لعبدالله بن عبدالمطلب غلام سموه محمدا، وهو يدل على أن تسميته صلى الله عليه وسلم بذلك كانت في ليلة ولادته أو يومها " و يقال: لا منافاة، لأنه يجوز أن يكون قول جده هنا: وسماه محمدا، معناه أظهر تسميته بذلك لعموم الناس، وهذا التعليل للتسمية بهذا الاسم يرشد إلى ما قيل: ". وهذا هو الموافق لما اشتهر أن جده سماه محمدا بإلهام من الله تعالى تفاؤلا بأن يكثر حمد الخلق له، لكثرة خصاله الحميدة التي يحمد عليها، ولذلك كان أبلغ من محمود وإلى ذلك يشير حسان بن ثابت رضي الله عنه في قول له. بيد أن الطبرسي في (اعلام الورى ) روى عن سفيان بن عيينه انه قال : احسن بيت قالته العرب هو قول أبي طالب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: وشق له من اسمه كي يجله * فذو العرش محمود وهذا محمد. ثم قـال : وقال غيره : ان هذا البيت لحسان بن ثابت في قطعة له اولها : الم تر ان اللّه ارسل عبده * ببرهانه واللّه اعلى وامجد وقد علق الحلبي بالقول: " وهذا الإلهام لا ينافي أن تكون أمه قالت له - أي جده عبدالمطلب - إنها أمرت أن تسميه بذلك، وقد حقق الله رجاءه بأنه صلى الله عليه وسلم تكاملت فيه الخصال المحمودة والخلال المحبوبة فتكاملت له صلى الله عليه وسلم المحبة من الخالق والخليقة، فظهر معنى اسمه على الحقيقة.". [(17)] و قيل بل سمته بذلك أمه لما رأته وما قيل لها فى شأنه؛ وأراد الجمع بين القولين؛ فقال صاحب أنفس النفيس :" ويمكن أن يجمع بين القولين بأن يقال نقلت أمه لجدّه ما رأته فسماه به فوقعت التسمية منه واذا كانت هى سببها يصح القول بأنها سمته به " [(18)] وَسَأَذْكُرُ -بمشيئته وعونه وتوفيقه- أَسْمَاءَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَشَمَائِلَهُ وَهِيَ صِفَاتُهُ الظَّاهِرَةُ، وَأَخْلَاقُهُ الطَّاهِرَةُ، وَدَلَائِلُ نَبُّوَّتِهِ، وَفَضَائِلُ مَنْزِلَتِهِ فِي آخِرِ السِّيرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ". ســـ ننتقل بلطف الله تعالى ذكره وجل قدره إلى القسم الرابع من هذه البحوث الكريمة في السيرة النبوية العطرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وعلى آله وصحابته الكرام ومن أتبعهم بإحسان بتمام.. وسنبدء بعونه تعالى وحسن توفيقه وهدايته الحديث عن طفولة محمد.. [ ٤. ] القسم الرَّابِعُ: مرحلة التنشأة.. وفترة التربية.. وزمن التكوين.. وعمر التهيئة.. ** نال شرف قراءة ومراجعة النصوص والروايات المتعلقة بسيرة السيد الجليل والصادق الأمين النبيل صلى الله عليه وآله وسلم واعداد هذه البحوث : محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي والشكر الجزيل لموقع أهل العلم والعرفان بالجميل لمدير الموقع.. لسماحه بالنشر.. وارجو من السادة القراء التواصل بالتنبيه على خطأ أو زلل وقعتُ فيه دون قصد أو عمد.. والكمال لله سبحانه في سماه وتبارك في علاه وتقدست اسماه.. أقول: الكمال له وحده.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا ند ولا وزير ومعين ولا مشير له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين. ﴿ „« موقع أهل العلم والكاتب يهننئا الأمة الإسلامية عامة ومسلمي العرب خاصة بقدوم ليلة القدر.. التي من دعا في نهارها وقام ليلها كمن عبد الله تعالى ذكره 83 عاما ...أعادها الله تعالى باليسر واليمن والبركات على شعوب العالم أجمع والأمم »‟﴾ ** وَاللَّهُ- تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ - أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . الثلاثاء : 20 رمضان 1439هـ ~05 يونيو 2018 م (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 06 / 2018, 12 : 08 PM | المشاركة رقم: 82 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 06 / 2018, 12 : 08 PM | المشاركة رقم: 83 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه تقبل الله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 07 / 2018, 38 : 07 PM | المشاركة رقم: 84 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [١٥. ] القسم الخامس عشر: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ»„الْمَرَاضِعُ«‟ــــــــــــــــــ تمهيد : أبدء الحديث؛ فأقول: " الْحَمْدُ لِلَّهِ حمد الشاكرين ونشكره شكر العارفين؛ ونعترف بوجوده إله واحدا فردا صمدا؛ ليس له صاحبة ولا ولدامعرفة الراسخين؛ وَبِهِ نَسْتَعِينُ، ونثني عليه ثناء الكاملين؛ ونستغفره إستغفار التائبين؛ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ؛ أبدء بحوله وقوته وعونه وتوفيقه : بحوث مرحلة الطفولة لسيد الخلق وحبيب الحق.. [٤. ] القسم الرابع الْبَابُ الْأَوَّلُ : " طفولته؛ رضاعه؛ حواضنه؛ تنشأته: مدخل: من أهم مراحل تكوين رجل الغد؛ وامرأة المستقبل -الإنسان السوي- مرحلة الحمل؛ ومازال الجنين بين قلب أمه وبين فؤادها؛ فيتمركز في وسط جسد حاضنته الأولى الطاهر -الأم- ويتشكل بأحشاءها وفق مزاجها الراقي المنسجم مع رجل يملك مقومات الرجولة ويتميز بصفات الراعي الأمين والمسؤول الرشيد.. يتكون جنينها برحمها ونفسيتها الراضية المطمئنة سعيدة بوجوده وستفرح بقدومه؛ وعقلها الواعي يدرك أهمية مستقبل ما تحمل فتحافظ على جنينها أكثر مما تحافظ على نفسها.. فتتغذى بما يصلح للحامل وتبتعد عن ما يؤثر في الجنين تأثير سلبي؛ وإثناء الحمل يكتب (1) له ما قدره خالقه المولى عز وجل.. فإذا أراد الله تعالى في سماه وتقدست اسماه خروجه من واسع الرحم وأمانه وسعته إلى ضيق(2) الدنيا ونكدها والإبتلاء بالإهانة أو التكريم.. تبدء مرحلة جديدة.. فبمجرد أن يتنفس من هواء الدنيا وتعلو صرخته(3) الأولى؛ تبدء مرحلة الطفولة والرضاعة؛ فيتغذى من ثدي أمه(4) الحنونة الراغبة في بقاءه والتي تريد له السلامة والعافية إلى أن يبدء في قضم قطعة خبز؛ فتبدء مرحلة آخرى جديدة؛ وهي مرحلة(5) التنشأة والتعليم والتثقيف والتربية؛ وتكوين الشخصية بشقيها العقلية والنفسية وتحديد الهوية وإدراك الإنتماء ولمن سيكون الولاء.. تمر مرحلة الطفولة فتقبل مرحلة ما قبل البلوغ.. وهي مرحلة تحتاج إلى مزيد عناية فيصل الإنسان إلى سن البلوغ وهي أخطر المراحل في تكوين وتنشئة إنسان الغد.. فينخرط الصبي في مجتمع الذكورة فيتهئ ليصير رجلاً أو يبقى بين جدران سجن النسوان(6) فتختلط عليه الأمور والتصرفات فيظل حبيس المحبسين؛ محبس الضعف ومحبس الإعتماد على أمه؛ ويبقى يترنح بين حظيرة الحريم وبين أعتاب صالون الرجال؛ فتجد أشباه الذكور من حيث الشكل ولكن يعبث به أهل الشطارة(7) والفساد.. كما ستصير الطفلة المدللة أنثى كاملة.. فتحافظ على سمعتها وشرفها فترتفع بعفتها بين سماء الطهارة ونجوم الكرامة وتصون اسم مَن تحمل لقبه.. وكلاهما -الرجل والمرأة- يستعدا للقيام بدورهما الطبيعي المعد لهما في الحياة.. فهذا رجل صاحب مسؤولية ورعاية.. وهذه امرأة ربة مسؤولية ورعاية(8).. وهنا ينبغي أن نعلم أن ميل الذكر للأنثى؛ وميل الأنثى للذكر طبيعي وفق التركيبة الاصلية للإنسان؛ ولكن يجب الإعداد والتهيئة وما يحدث في تغيير خلق الله تعالى وفطرته ما هو إلا نتيجة للتربية الفاسدة أو الإعداد الخاطئ والإهمال من قبل حاضنته الأولى ومربيته.. أو مِن قِبل اب جاهل.. يبحث عن وقت يقضيه بين حانات ومقاهي ضياعة الوقت والمال. لذا فمن الأهمية القصوى إحسان أختيار الزوجة(9)؛ أم الوليد.. ومعرفة بيقين الرجل الذي سيحمي ابنة تمت تربيتها على العفاف والكرامة إذ هي منشئة الأجيال ومربية الرجال.. وهي صانعة المستقبل. ـــــــــــــــــــــــــــــــ تحدثتُ عن الوالد عبدالله بن عبدالمطلب؛ وما زال هناك بقية للحديث عنه ستأتي في موضعها.. وحفظ الله تعالى للوالد من إضاعة ماءه الطاهر ووضعه في رحم عفيف طاهر كان لحفظ وصيانه نبيه(10) وسنكمل هذه الجزئية عند الحديث عن نسب محمد بن عبدالله بن عبد المطلب. وقفتُ في نهاية البحث السابق عند(11) :" فَلَمَّاوَضَعَتْهُ أُمُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، أَرْسَلَتْ إلَى جَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ: أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، فَأْتِهِ فَانْظُرْ إلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إلَيْهِ، وَحَدَّثَتْهُ بِمَا رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ، وَمَا أُمِرَتْ بِهِ أَنْ تُسَمِّيَه.. و فَرَحُ جَدِّهِ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَالْتِمَاسُهُ لَهُ الْمَرَاضِعَ : فَـ -يَزْعُمُونَ- أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ أَخَذَهُ، فَدَخَلَ بِهِ الْكَعْبَةَ؛ فَقَامَ يَدْعُو اللَّهَ، وَيَشْكُرُ لَهُ مَا أَعْطَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إلَى أُمِّهِ فَدَفَعَهُ إلَيْهَا. وَ الْتَمَسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ الرُّضَعَاءَ(12)". تفصيل مسألة رضاعة محمد: [ ٤. ١.] ذِكْرُ رَضَاعِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ(13). وَأَوَّلُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ : ﴿ « ١ ».﴾ : ثُوَيْبَةُ(14) مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ(15) بِـ لَبَنِ ابْنٍ لَهُا يُقَالُ لَهُ مَسْرُوحٌ، وَ كَانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ :" عَمِّهَ(16) حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَ أَرْضَعَتْ بَعْدَهُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِالْأَسَدِالْمَخْزُومِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا . (17) [ ٤. ١. ١.] إكرام نبي المرحمة «محمد» لمرضعته: كَانَتْ ثُوَيْبَةُ تَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ فَيُكْرِمَهَا وَتُكْرِمُهَا-صاحبةالفضل والحسب- خَدِيجَةُ، فَـ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ أَنْ يَبِيعَهَا إِيَّاهَا لِتُعْتِقَهَا(18)، فَـ أَبَى، فَـ لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَعْتَقَهَا أَبُو لَهَبٍ،فَـ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِالصِّلَةِ، إِلَى أَنْ بَلَغَهُ خَبَرُ وَفَاتِهَا مُنْصَرَفَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَــ سَأَلَ عَنِ ابْنِهَا مَسْرُوحٍ، فَقِيلَ : تُوُفِّيَ قَبْلَهَا!، فَـ سَأَلَ : هَلْ لَهَا مِنْ قَرَابَةٍ ؟. فَـ قِيلَ : لَمْ يَبْقَ لَهَا أَحَدٌ . ــــــــــــــــــــــــــــــ ثُمَّ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بَعْدَ ثُوَيْبَةَ.... ... راجعه وقراءه من مراجعه وكتبه : فخرالدين محمد بن إبراهيم الرمادي الخميس 21 شوال 1439هـ ~ 05 يونيو 2018م (يتبع بإذنه تعالى) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 07 / 2018, 39 : 11 AM | المشاركة رقم: 85 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [١٦. ] القسم السادس عشر: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :"ــــــــــــــــــ السعدية..حليمةــــــــــــــــــ أتحدث الأن عن :" ذِكْرِ مَنْ أَرْضَعَ(1) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم-؛ إذ أن مسألة الرضاعة لها أهمية قصوى في بنية وحياة الوليد ومستقبل الرضيع؛ ومدى قوة العلاقة الوثيقة بينه وبين مرضعته؛ وفي قصة إرضاع الكليم -موسى عليه السلام- وقفات.. ووقفات تحتاج إلى تبيان؛ وإعادة دراسة وشرح مع توثيق من خلال آيات الذكر الحكيم ونصوص القرآن.. ولعلي أتكلم عنها في بحوث قصص الأنبياء وأخبار المرسلين.. إذ أن النية متوفرة ولكن ضيق الوقت؛ وضعف العزيمة يقفان عثرة في طريقي.. ومن الله تعالى العون والتوفيق والتيسير وسوف أتحدث عن مسألة الرضاعة في تعليقاتي نهاية هذا البحوث.. ولكي لا نخرج عن صلب الموضوع.. أقول [محمد فخرالدين الرمادي] أرضعت محمد بن عبدالله بن عبدالطلب أمه(2).. السيدة المصونة والجوهرة المكنونة صاحبة الحسب والنسب" آمنة بنت وهب الزٌهرية".. ثم مِن بعدها ثُوَيْبَةُ.. فأول امرأة أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ثويبة [كما في تاريخ الطبري]. [٤. ١. ٢.] وفاة ثُوَيْبَة مرضعة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: "... وَفِي السنة السابعة من الهجرة تُوُفِّيَتْ ثُوَيْبَةُ مُرْضِعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ وهي التي أَرْضَعَتْهُ قَبْلَ حَلِيمَةَ أَيَّامًا(3). و ثُوَيْبَةُ أُختلف في اسلامها(4) وماتت عقب فتح خيبر؛ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا إِلَى مَكَّةَ بِصِلَةٍ وَكِسْوَةٍ، حَتَّى جَاءَهُ مَوْتُهَا سَنَةَ سَبْعٍ .. مَرْجِعَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ : « مَا فَعَلَ ابْنُهَا مَسْرُوحٌ ؟ »؛ قَالُوا : مَاتَ قَبْلَهَا.(5)". ** وكان من عادة العرب إذا ولد لهم مولود أن يلتمسوا له مرضعة من غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح له(6). وكانوا يقولون: إن المربّى في المدن يكون كليل الذهن فاتر العزيمة(7)، وكان أهل مكة يسترضعون أولادهم في البادية لفصاحتهم وليجمعوا للولد ما بين صحة البادية وفصاحتها وآداب الحضارة وملاحتها(8). .. قال علماء السير : ثم احتملته حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب- مصغر ذئب - من بني سعد بن بكر بن هوازن، ثم قيس بن عيلان ابن إلياس بن مضر بن نزاربن معد بن عدنان؛ حين قدمت مع قومها يلتمسون الرضعاء، لما يرجونه من المعروف من أهليهم. وكان أهل مكة يسترضعون أولادهم فيهم لفصاحتهم، ولصحة هواء البادية، فأقام صلى الله عليه وسلم فيهم نحو خمس سنين(9). ** ثويبة.. أرضعت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه "حمزة بن عبدالمطلب ".. وأرضعت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبا سلمة بن عبدالأسد "، ثم بعد رضاعه من " ثويبة " أرضعته " أم كبشة "، حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث بن سعد بن بكر بن هوازن السعدية " بلبن زوجها الحارث بن عبدالعزى السعدي، وأرضعت معه صلى الله عليه وسلم ابن عمه " أبا سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب.. ** ... وبعد أن أرضعته ثويبة بضعة(10) أيام قبل قدوم حليمة عليه، فقد كان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية.. وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر(11) فقط.. ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب. ﴿ »„ ٤ .٢.‟«﴾: « أم نبي الله التي أرضعته.. وفصلته(12)؛ أُمُّ كَبشة(13) حَلِيمَةُ » (14) ثم رضع عليه الصلاة والسلام مِنْ «حَلِيمَةَ» بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ «السَّعْدِيَّةِ»، وَمَا ظَهَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَرَكَةِ، وَآيَاتِ النُّبُوَّةِ(15). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَاسْتُرْضِعَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ؛ يُقَالُ لَهَا : حَلِيمَة(16).. ولا خلاف أنها أرضعته . ﴿ »„٤. ٢. ١. ‟«﴾:"حَدِيثُ حَلِيمَةَ عَمَّا رَأَتْهُ مِنْ الْخَيْرِ بَعْدَ تَسَلُّمِهَا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ(17). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ(18) مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ(19) بْنِ أَبِي طَالِبٍ. أَوْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْهُ قَالَ: ﴿ »„٤. ٢. ٢. ‟«﴾ :"خروج حليمة لإستجلاب رضيع من مكة؛ ووصفها لحالها وعائلتها قبل أخذ الرضيع محمد". قَالَ: كَانَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةُ -أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- الَّتِي أَرْضَعَتْهُ، تُحَدِّثُ(20): أَنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ بَلَدِهَا مَعَ زَوْجِهَا، وَابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ تُرْضِعُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، تَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ. قَالَتْ : وَذَلِكَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ(21) لَمْ تُبْقِ لَنَا شَيْئًا. قَالَتْ : فَخَرَجَتْ عَلَى أَتَانٍ(22) لِي قَمْرَاءَ(23). يكمل ابن هشام الرواية فيقول :" و... مَعَنَا شَارِفٌ(24) لَنَا، وَاَللَّهِ مَا تَبِضُّ(25) بِقَطْرَةٍ، وَمَا نَنَامُ لَيْلَنَا أَجْمَعَ مِنْ صَبِيِّنَا الَّذِي مَعَنَا، مِنْ بُكَائِهِ مِنْ الْجَوْعِ... مَا(26) فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ، وَمَا(27) فِي شَارِفِنَا مَا يُغَدِّيهِ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ : يُغَذِّيهِ(28)- ... وَلَكِنَّا كُنَّا نَرْجُو الْغَيْثَ وَالْفَرَجَ فَخَرَجْتُ عَلَى أَتَانِي تِلْكَ فَلَقَد ْأَدَمْتُ(29) بِالرَّكْبِ حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ضَعْفًا وَعَجَفًا، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ(30) نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ(31) ﴿ „»٤. ٢. ٣. «‟﴾ :" عدم رغبة المراضع في أخذ الرضيع اليتيم: فيكمل ابن هشام الرواية عن حليمة " .. فَمَا مِنَّا امْرَأَةٌ إلَّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ، إذَا قِيلَ لَهَا إنَّهُ يَتِيمٌ(32)، وَذَلِكَ أَنَّا إنَّمَا كُنَّا نَرْجُو الْمَعْرُوفَ(33) مِنْ أَبِي الصَّبِيِّ... فَكُنَّا نَقُولُ: يَتِيمٌ (!!) وَمَا عَسَى أَنْ تَصْنَع(34) أُمُّهُ وَجَدُّهُ فَكُنَّا نَكْرَهُهُ لِذَلِكَ(35)، فَمَا بَقِيَتْ امْرَأَةٌ قَدِمَتْ مَعِي إلَّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي(36)، فَلَمَّا أَجْمَعْنَا الِانْطِلَاقَ.. قُلْتُ لِصَاحِبِي(37). ﴿ „»٤. ٢. ٤. «‟﴾ :"إرادة الله سبحانه وتعالى في أن تكون السعدية؛ حليمة هي مرضعة الطفل اليتيم .. ثم يكمل ابن هشام قولها :" وَاَللَّهِ إنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلَمْ آخُذْ رَضِيعًا، وَاَللَّهِ لَأَذْهَبَنَّ إلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ.. فَقَالَ: لَا عَلَيْكِ أَنْ تَفْعَلِي، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا فِيهِ بَرَكَةً. ـــــــــــــــ قَالَتْ: فَذَهَبْتُ إلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ(38)، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى أَخْذِهِ إلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ(!) . قَالَتْ : فَلَمَّا أَخَذْتُهُ، رَجَعْتُ بِهِ إلَى رَحْلِي. ﴿ „»٤. ٢. ٥. «‟﴾ :بركات بداية الطريق: ﴿ „»٤. ٢. ٥. ١. «‟﴾ : البركة الأولى: تقول السعدية :" فَلَمَّا وَضَعْتُهُ فِي حِجْرِي أَقَبْلَ عَلَيْهِ ثَدْيَايَ بِمَا شَاءَ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ وَشَرِبَ مَعَهُ أَخُوهُ حَتَّى رَوِيَ، ــــــــــــــــــــــــــــ ﴿ „»٤. ٢. ٥. ٢. «‟﴾ : البركةالثانية: ثُمَّ نَامَا وَمَا كُنَّا نَنَامُ مَعَهُ قَبْلَ ذَلِكَ(39)، ــــــــــــــــــــــــــــ ﴿ „»٤.٢. ٥. ٣. «‟﴾: البركة الثالثة: وَقَامَ زَوْجِي إلَى شَارِفِنَا تِلْكَ . فَإِذَا إنَّهَا لَحَافِلٌ، فَحَلَبَ مِنْهَا مَا شَرِبَ، وَشَرِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا رِيًّا وَشِبَعًا، فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ(40).. ـــــــــــــــــ قَالَتْ : يَقُولُ صَاحِبِي حِينَ أَصْبَحْنَا: تَعَلَّمِي وَاَللَّهِ يَا حَلِيمَةُ(41)، لَقَدْ أَخَذْتُ نَسَمَةً مُبَارَكَةً(42).. قَالَتْ : فَقُلْتُ: وَاَللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو ذَلِكَ. ــــــــــــــــــــــــــــ ﴿ „»٤. ٢. ٥. ٤. «‟﴾ :البركةالرابعة: قَالَتْ : ثُمَّ خَرَجْنَا(43) وَرَكِبْتُ ( أَنَا ) أَتَانِي، وَحَمَلْتُهُ عَلَيْهَا مَعِي، فَوَاَللَّهِ لَقَطَعَتْ بِالرَّكْبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ حُمُرِهِمْ(44)، حَتَّى إنَّ صَوَاحِبِي لِيَقُلْنَ لِي: يَا ابْنَةَ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَيْحَكَ ارْبَعِي عَلَيْنَا، أَلَيْسَتْ هَذِهِ أَتَانَكَ الَّتِي كُنْتُ خَرَجْتُ(45) عَلَيْهَا(46))؟.. فَأَقُولُ لَهُنَّ: بَلَى وَاَللَّهِ، إنَّهَا لَهِيَ هِيَ... فَيَقُلْنَ :وَاَللَّهِ إنَّ لَهَا لَشَأْنًا... : " وكانت قبل ذلك قد أضرّ بالرّكبِ انقطاعُها عنهم لِضعفها وهزالها(47). " -*-*-*-*- Dr.MUHAMMADELRAMADY ** حُرِّرَ في يوم السبت: ٢٣ شوال ١٤٣٩ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٧ من شهر يوليو عام ٢٠١٨ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهم االسلام. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 07 / 2018, 50 : 09 PM | المشاركة رقم: 86 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [١٧. ] القسم السابع عشر: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " البركة بقدوم الرضيع أرض بني سعد.. ومرضعاته.. " قَالَتْ حَلِيمَةُ ابْنَةُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةُ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ:« كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ... » أثبتُ في الحلقة السابقة بركات الرضيع؛ محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب منذ اللحظة الأولى التي وضعته السعدية؛ حليمة في حجرها وذكرتُ أربع بركات.. وهذه الخامسة: ﴿ „»٤. ٢. ٥. ٥. «‟﴾ : البركة الخامسة:"غنم حليمة: قَالَتْ : ثُمَّ قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا(1) مِنْ بِلَادِ بَنِي سَعْدٍ.. وَمَا أَعْلَمُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللَّهِ أَجْدَبَ مِنْهَا، فَكَانَتْ غَنَمِي(2) تَرُوحُ عَلَيَّ حِينَ قَدِمْنَا بِهِ مَعَنَا شِبَاعًا لُبَّنًا(3)؛ فَنَحْلُبُ(4) وَنَشْرَبُ، وَمَا يَحْلُبُ إنْسَانٌ قَطْرَةَ لَبَنٍ، وَلَا يَجِدُهَا فِي ضَرْعٍ؛ وَإِنَّ أَغْنَامَهُمْ لَتَرُوحَ جِيَاعًا حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمْ أَوْ لِرُعْيَانِهِمْ(5):" وَيْحَكُمُ انْظُرُوا حَيْثُ تَسْرَحُ غَنَمُ بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ فَاسْرَحُوا مَعَهُمْ "؛ فَيَسَرَحُونَ مَعَ غَنَمِي حَيْثُ تَسْرَحُ؛ فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا فِيهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ، وَتَرُوحُ أَغْنَامِي شِبَاعًا لَبَنًا(6)؛ نَحْلِبُ مَا شِئْنَا فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا؛ فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ بِهِ(7). ***** **** *** ** * ﴿ „»٤. ٣. «‟﴾ :« مراضعه صلى الله عليه وآله وسلم » السيدات؛ الأمهات اللَّواتي أرضعن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب: ابن آمنة بنت وهب الزُهرية قيل إنهن «عشر» (1) ﴿١٠﴾ نسوة(2). وقيل «ثمان» ﴿٨﴾. وقيل «ثلاث» ﴿٣﴾. ** مَنْ أَرضَعَه (3): ﴿ „»٤. ٣. ١. «‟﴾ إن أول مرضعة تشرفت برضاعه صلى الله عليه وسلم أُمُّه العفيفة الشريفة الطيبة ذات النسب والحسب: «آمنة بنت وهب» الزُهرية التي رأت إثناء حملها به ووضعها ما رأت.. وقمتُ بعرضه في الصفحات الماضيات؛ فـلمّا ولَدتْه صلى الله عليه وسلم أرضَعته سبعة(4) أَيَّام، ذكر ذلك جماعة منهم؛ صاحب المورد والغُرر. وقد ثبت(5) أنه أَرضعته: ﴿ „»٤. ٣. ٢. «‟﴾ «ثُوَيْبَةُ» الأَسلمية مولاة أبي لَهَبٍ ساعة ولد(6)؛ وقيل أيّاماً(7)؛ قبل قدوم حليمة.. وأرضعت عمه حمزة كذلك، فكان أخاً للنبي من الرضاعة. وهو عمه صنو أبيه. ** وأكثرهن إرضاعاً له؛ ولا خلاف(8) أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرضعته : ﴿ „»٤. ٣. ٣. «‟﴾ «حليمة»؛ وتكنَّى أم كبشة(9)) - أي باسم بنت لها اسمها كبشة؛ وكانت من هوازن؛ أي من بني سعد بن بكر بن هوازن(10)، رضع عليه السلام مع ابنتها الشَّيْماء بنت الحارث بن عبدالعزى. بيد أنه ورد في طبقات ابن سعد:"وَقَالَتْ أُمُّهُ- آمنة بنت وهب-:" يَا ظِئْرُ سَلِي عَنِ ابْنِكِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ"؛ وَأَخْبَرَتْهَا مَا رَأَتْ؛ وَمَا قِيلَ لَهَافِيهِ حِينَ وَلَدَتْهُ، وَقَالَتْ :" قِيلَ لِي ثَلاثَ لَيَالٍ: اسْتَرْضِعِي ابْنَكِ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ؛ ثُمَّ فِي آلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ"، قَالَتْ حَلِيمَةُ : فَإِنَّ أَبَا هَذَا الْغُلامِ الَّذِي فِي حِجْرِي أَبُو ذُؤَيْبٍ وَهُوَ زَوْجِي، فَطَابَتْ نَفْسُ حَلِيمَةَ(11)". ويوضح مَن الطفل الرضيع زمن قدوم السعدية؛ حليمة إلى مكة فقال : قَدِمَ مَكَّةَ عَشْرُ نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِبْنِ بَكْرٍ يَطْلُبْنَ الرَّضَاعَ فَأَصَبْنَ الرَّضَاعَ كُلُّهُنَّ إِلا حَلِيمَةَ بِنْتَ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ؛ وورد ذكر اسم الرضيع وهو :"عَبْدُاللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَكَانَتْ تُرْضِعُهُ "... وليس الرضيع الشيماء -كما أدعى البعض- وسأوضح بإذنه تعالى ذكره - في بحث قادم أن جُدامة -وهي الشيماء- كانت تلاعبه؛ وهذا يعني أنها أكبر سناً منه. ** والمرضعات القادمات ظهر تضارب في الأقوال حولهن؛ وأذكرهن كي أستوفي البحث: ﴿ „»٤. ٣. ٤. «‟﴾ «خولة بنت المنذر»؛ بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عدي بن النجار، أم بردة الأنصارية. قال الإمام الشامي: ذكر الإمام أبوالحسن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم المعروف بـ"ابن الأمين" أنها -أي خولة- أرضعت النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقال: ذكرها العدوي وتابعه في العيون والموارد. وهو وهمٌ إنما أرضعت ولده صلى الله عليه وآله وسلم إبراهيم، كما ذكر ابن سعد وأبو عمر وغيرهما وعليه جرى الحافظ في الإصابة، ونصه بعد أن ساق نسبها: مرضعة ابن النبيّ صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصواب خلافاً لما في بعض النسخ السقيمة في إسقاط ابن. وعليه فقد صوب جماعة أنها أرضعت ولده إبراهيم، ابن ماريا بنت شمعون -القبطية؛ يعني المصرية- وليس هو -صلى الله عليه وسلم.(12). هذا ما ذكره أبو الفتح اليعمرى عن ابن اسحاق. وفي محاولة توفيقية من صاحب السيرة الحلبية في هذا القول.. قال:" ونسب هذا البعض في ذلك للوهم، وأن خولة بنت المنذر التي هي أم بردة إنما كانت مرضعة لولده إبراهيم. وقد يجاب عنه بأنه يجوز أن تكون خولة بنت المنذر اثنتان: واحدة أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم، وواحدة أرضعت ولده إبراهيم ابن ماريا بنت شمعون المصرية، وأن خولة التي أرضعته صلى الله عليه وسلم هي السعدية التي كانت ترضع حمزة -عمه- التي قال فيها الشمس الشامي: لم أقف على اسم تلك المرأة، والله أعلم" .. قلتُ: وهي القادمة:. ﴿»„ ٤. ٣. ٥. ‟«﴾ و «امرأة سعدية»(13) أي -امرأة من بني سعد؛ غير حليمة-. ذكرها ابن القيم في الهدي. روى ابن سعد عن ابن أبي مليكة:"أن حمزة كان مسترضعاً له عند قوم من بني سعد بن بكر، وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أمه حليمة.". (14) قال صاحب السيرة الحلبية :" ولم أقف على اسم تلك المرأة ". أما السادسة: ﴿ „»٤. ٣. ٦. «‟﴾ و السابعة: ﴿ „»٤. ٣. ٧. «‟﴾ و المرضعة الثامنة: ﴿ „»٤. ٣. ٨. «‟﴾ فهنَّ : «ثلاث» نسوة من بني سليم مر عليهن، ذكرهن القرطبي وغيره: (15).". اسم كل واحدة منهن عاتكة؛ نقله السهيلي عن بعضهم في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم :« أنا ابن العواتك من سليم »... قلتُ (الرمادي) : سأبحث هذه المسألة قريباً (16). قال أبو عمر :" أنه صلى الله عليه وسلم مُرَّ به على ثلاث نسوة من بني سُليم.. فأخرجن ثديهن فوضعناه في فيه فدرَّت عليه ورضع منهن." والسيرة الحلبية توضح هذه المسألة -وإن كان فيها نظر- :" قال: وأرضعه صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث نسوة: أي أبكار من بني سليم، أخرجن ثديهن فوضعنها في فمه فدرت في فيه فرضع منهن، ويضيف صاحب السيرة الحلبية:" وأرضعته صلى الله عليه وسلم أم فروة اهـ. –وهي القادمة في بحثي هذا- وهؤلاء النسوة الأبكار كل واحدة منهن تسمى «عاتكة»، واللاتي عناهن صلى الله عليه وسلم بقوله: «أنا ابن العواتك من سليم» . قلتُ:" والأمر إذا كان هكذا؛ فيعتبر أعجازا؛ أحتاجُ إلى بحثه في باب إرهاصات ما قبل الرسالة ومعجزات النبوة". ﴿»„ ٤. ٣. ٩. ‟«﴾ «أم فرْوة». (17)ذكرها المستغفري: ثم روى عن ابن إسحاق عن أم فروة ظئر النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ".[سورة الكافرون]. (فإنها براءة من الشرك). تخريج:"قال أبو موسى المديني :" اختُلف في راوي الحديث: فقيل: فروة، و قيل: أبو فروة، وقيل: أم فروة ، وهذا أغرب الأقوال. وقال الحافظ في الإصابة: بل غلط محض وإنما هو أبو فروة، وكان بعض رواته لمَّا رأى عن أبي فروة ظئر النبيّ صلى الله عليه وسلم ظن أنه خطأ والصواب أم فروة، فرواه على ما ظن فأخطأ هو، واسم الظئر لايختص بالمرأة المرضعة بل يُطلق على زوجها أيضاً، وقد أخرجه أصحاب السنن الثلاثة من طرق عن ابن إسحاق عن ورقة بن نوفل عن أبيه. هكذا أخرجه أبو داود والنسائي من رواية إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق مجرداً وفيه على أبي إسحاق اختلاف وهذا هو المعتمد. ". ﴿ „»٤. ٣. ١٠. «‟﴾ «أم أيمن» بركة ذكرها القرطبي(18)؛ عزيزة(19)، وصوب جماعة أنها من الحواضن لا من المرضعات(20)؛ والمشهور أنها من الحواضن لا من المراضع. وما تقدم من أن أم أيمن أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم ذكره السيوطي في الخصائص الصغرى، ردّ بأنها حاضنته لا مرضعته(21). وعلى تقدير صحته ينظر بـ لبن أي ولد لها كان، فإنه لا يعرف لها ولد إلا أيمن وأسامة، إلا أن يقال جاز أن لبنها در له صلى الله عليه وسلم من غير وجود ولد كما تقدم في النسوة الأبكار(22). قلتُ (الرمادي):"وهذا إعجاز جديد؛ يحتاج لتثبت. غير أني قرأت أن معجزات المصطفىٰ المهتدىٰ المرتضىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ تصل إلى عشرة آلاف معجزة.. وهذا يلزمنا البحث في كافة صفحات السيرة النبوية الشريفة العطرة". ** واللافت للإنتباه أنه جاء عند البعض أن:" المذكور في كتب التاريخ والسير حسب -ما وقف عليه صاحب الفتوى- أن مرضعاته صلى الله عليه وآله وسلم : فقط هن: ﴿ ١ ﴾ «ثويبة» مولاة أبي لهب أرضعته أياماً وهي أول من أرضعه، (قلتُ الرمادي: يمكن القول هنا أنها أول مَن ارضعته بعد أمه ) ثم أرضعته ﴿ ٢ ﴾ «حليمة» «السعدية» بلبن ابنها عبدالله بن الحارث وبقي عندها إلى الفطام، وذكر ابن سعد في الطبقات وابن القيم في زاد المعاد أن ﴿ ٣ ﴾ «أم حمزة» أرضعته يوما وهو عند حليمة. فتحصل من ذلك ثلاث ( ٣ ) مرضعات ثويبة وحليمة وأم حمزة إن صحت الرواية بإرضاعها له صلى الله عليه وآله وسلم. وأما غير ذلك فلم نقف عليه(23)" ** والخلاصة : بعد التبحر في مسألة رضاعة الوليد محمدبن عبدالله بن عبدالمطلب فإني لم أتمكن من ترجيح قول على آخر؛ غير ما بدأته بكلمة "ثبت" عند الحديث عن ثويبة الأسلمية، أو كلمة "لا خلاف"عند الحديث عن السعدية حليمة.. وبالطبع رضاعة أمه السيدة الجليلة آمنة بنت وهب الزهرية.. فيصير عدد أمهاته من الرضاعة أربع.. وإذا ما توصلتُ إلى جديد سأذكره بمشيئته جل وعلا.. في كتابة الإستدركات.. Dr.MUHAMMADELRAMADY ** حُرِّرَ في يوم الإثنين ٢٥ شوال ١٤٣٩ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٩ من شهر يوليو عام ٢٠١٨ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 07 / 2018, 03 : 01 PM | المشاركة رقم: 87 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [١٨. ] القسم الثامن عشر: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " مدة رضاعته !" مدخل:" موقع ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى السيرة النبويه > بُحُوثُ السيرة النبوية الإلكتروني؛ انفرد من بين منصات التواصل التي تخاطب التجمعات الإسلامية والعربية وتميز بنشر بحوث متواصلة عن السيرة النبوية العطرة -على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام- بصورة متسلسلة ومنذ بدء الخليقة وخلق آدم -أول البشرية- ولكاتب هذه السطور عظيم الشرف أن يكون باحثاً في سنة خادم الأنبياء ومعداً لسيرة آخر المرسلين المبتعث رحمة للعالمين وأن يشاركني هذا الشرف قراء الموقع وإدارته في متابعة ونشر وإكمال بحوث السيرة المحمدية المشرفة؛ ومن ثم السنة النبوية العاطرة وفق المصادر الأصلية والمراجع الصحيحة لإخراج موسوعة كاملة محققة ومدققة.. ويبدو لي أنه من الإنصاف -بجانب صفحة السيرة المحمدية- أن تضاف صفحة تتعلق بحياة وسير الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام.. إذ هم القدوة الحسنة والإسوة الصالحة خاصة لشباب وأبناء التجمعات الإسلامية والعربية من الأجيال التي ولدت في الغرب وتسكن أمهات العواصم الأوروبية خاصة -بعد موجات الهجرة المتزايدة من الشرق إلى الغرب- وشباب العالم عامة.. يجاور هذا صفحة عن أمهات المرسلين.. وزوجات الأنبياء .. يرافق ذلك صفحة عن نساء حول المبتعثين.. إذ أن القراءة التفصيلية لسير حياة النبلاء من المرسلين والأنبياء ترسخ القيم العليا وتقعد المبادئ العلا وتنشر الأفكار السامية وتثبت المقاييس الحضارية ويكمل آحدانا الآخر في تقديم صورة ناصعة البياض عن الإسلام -باعتباره الرسالة الخالدة الخاتمة- وعن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم - باعتباره متمم الأنبياء وآخر المرسلين- إلى البشرية جمعاء.. وكم نحن أحوج الناس في تقديم النموذج الصالح في سلوكياتنا عن الإسلام الصحيح بدلا مما نراه ونسمع... محمد فخرالدين الرمادي في عام 2018م~1439هـ. " | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 07 / 2018, 00 : 02 PM | المشاركة رقم: 88 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه أعود لموضوع السيرة المحمدية.. ولتوضيح معناها يجب عليَّ أن أعرفها. تعريف السّيرة لُغة: قال ابن فارس في مادة «سير»: السين؛ والياء؛ والراء: أصلٌ يدلُّ على مضيٍّ وجريان، يقال: سار يسير سيراً، والسيرة: الطريقة في الشيء والسُّنة، لأنها تسير وتجري. والسَّيْرة: المرّة الواحدة، والسِّيرة: الضرب من السير، قال ابن منظور: السّيرة: الطريقة، يقال سار بهم سيرة حسنة، والسّيرة الهيئة، و في التّنزيل العزيز ﴿ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى﴾. فما سار عليه المرء في حياته يُسمّى سيرة، لذلك قالوا: «السّيرة تقابل الصّورة»، أي: السّيرة في السّلوك، والصّورة في الجسد. قال الجرجاني في "التّعريفات": «السيرة هي الطريقة، سواء كانت خيراً أو شراً، يقال: فلان محمود السيرة، وفلان مذموم السيرة». والسِّيَر: جمع سيرة، وهي الطّريقة سواء كانت خيرا أو شرّا". هذا تعريف السيرة من حيث اللغة. أما من حيث: تعريف السيرة اصطلاحاً: أي في الاصطلاح الشّرعي: السّيرة هي: العلم بحياة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم من قبل ولادته إلى وفاته، وما يتعلّق بدعوته من الحوادث، فـ هي ترجمة حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الميلاد إلى الوفاة.. و أرى اختزالا في هذا التعريف.. بيد أن د. نزار ريان عرَّفها بقوله: «هي طريقة حياة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بكل ما يتصل بها، قبل البعثة وبعدها». حتّى إنّه عند الإطلاق لا ينصرف لفظ السّيرة إلاّ إلى «حياة النبيّ» صلى الله عليه وآله وسلم.". و ما جاء في التعريفات بأن :" السُّنّة " في اللغة: هي الطريقة، مرضية كانت أو غير مرضية، والعادة، أما في الشريعة: فـ هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض وجوب، فـ السُّنة: ما واظب النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عليها، مع الترك أحياناً، فإن كانت المواظبة المذكورة على سبيل العبادة فـ سنن الهدى، و إن كانت على سبيل العادة فــ سنن الزوائد، فـ سنة الهدى ما يكون إقامتها تكميلاً للدين، و هي التي تتعلق بتركها كراهةً أو إساءة، و سنة الزوائد، هي التي أخذها هدى أي إقامتها حسنة ولا يتعلق بتركها كراهة ولا إساءة كـ سير النبي صلى الله عليه وسلم في: قيامه و قعوده و لباسه و أكله. و هي مشترك بين ما صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، وبين ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم عليه بلا وجوب، وهي نوعان: سنة هدى، و يقال لها: السنة المؤكدة، كـ - الأذان و - الإقامة، و - السنن، و - الرواتب، و - المضمضة، و - الاستنشاق، على رأي، و حكمه كالواجب، المطالبة في الدنيا، إلا أن تاركه يعاقب وتاركها لا يعاقب. وسنن الزوائد، كـ - أذان المنفرد، و - السواك، و - الأفعال المعهودة في الصلاة وفي خارجها، وتاركها غير معاقب. " وعليه.. ـــــــــــ اقول (الرمادي):" فنحن في أحتياجٍ لمعرفة السيرة المحمدية إجمالاً؛ و في ضرورةٍ لمعرفة السنة النبوية تفصيلاً. أضيف (الرمادي): أن هناك فارق بين السيرة المحمدية.. وبين السنة النبوية؛ فـ السيرة النبوية وفقاً لما قدمته من بحوث سابقة تبدء منذ عهد آدم عليه السلام، أما السنة النبوية فتبدء منذ البعثة النبوية وبداية الرسالة المحمدية الخاتمة.. أي مِن حيث مبتدأ الوحي وبداية التنزيل. وهذه الأخيرة لم تنشر بعد. وحين أقول (الرمادي):" أنه ينبغي معرفة السيرة المحمدية إجمالاً أقصد تلك - المراحل و - الأحداث و - التبليغات و - الروايات و -الإرهاصات منذ بدء وجود آدم إلى قبيل البعثة المحمدية؛ أي قبل أن يصل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب سن الأربعين.. و غالب هذه الروايات أو الأحداث لا ينبني عليها أي أحكام شرعية سواء - متعلقة بالعقيدة أو - فعل ترك أو - قيام بفعل.. و الندرة الباقية إخبار من المعصوم عليه السلام -إذا صح الخبر- فقد صاحب ولادته بعض الإرهاصات الدالة على نبوته؛ منها - ما ثبت بطرق صحيحة كـ المعنى المستفاد من حديث :« أنا دعوة أبي إبراهيم» [الخليل أبي الأنبياء] ... «وبشرى عيسى» [ابن مريم عليهم السلام].. «ورأت أمي حين حملت بي كأن نوراً خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام»؛ وكـ قدم نبوته مثلا؛ أما الغالب من الروايات فهي إخبارات أو مرويات قد تحرز السادة العلماء عن ذكرها؛ فـ قالوا قبل سرد الرواية أو التبليغ بالخبر «كما يقول الناس»؛ أو «فيما يـزعمون»؛ أو «والله تعالى أعلم»، بصيغة التمريض؛ أو التشكيك.. لذا توقف الكثير من السادة العلماء في ذكر روايات؛ كما ترى عند صاحب «زاد المعاد» مثلاً.. وهناك ما لم يثبت بطرق صحيحة ولكنه اشتهر مثل قولهم: «إنه حين ولد سقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى»؛ و « خمدت النار التي كان يعبدنها المجوس» و « غاصت بحيرة "ساوة"» و « انهدمت المعابد التي كانت حولها» ثم استوقفني ما ذكره د. مهدي رزق الله أحمد في بحثه القيم : " السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية - دراسة تحليلية". إذ ذكر أن المحدثين عندما عَرَّفُوا السنة؛ جعلوا السيرة جزءاً منها. فقالوا :"إنها كل ما آثر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة ". سواء أكان ذلك قبل البعثة كـ تحنثه في غار حراء، أم بعدها. و السنة بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوي.". وأني (الرمادي) أميل لتعريف الأصوليين للسنة؛ إذ قالوا :" السنة في اصطلاح الأصوليين هي: «ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير«. قلت (الرمادي): أنتهى التعريف عند هذا الحد. وبالتالي وضح للقارئ الإختلاف بين تعريف المحدثين والأصوليين. أقول (الرمادي): أثبتُ هذه التعريفات وذكرت هذه المداخلة إذ أن هناك روايات تنسب إلى السعدية حليمة؛ مرضعة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب لم أجدها إلا عند المجلسي (محمّد باقر بن محمّد تقي)؛ وهو من علماء السادة الشيعة الأمامية الأثنى عشرية؛ وما سطره يعتبر موسوعة هي : « بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار » يعد هذا الكتاب من أكبر الموسوعات الحديثيَّة عند الشيعة الإثني عشريَّة إذ تتجاوز عدد مجلَّداته المئة مجلد)؛ و لكني لم أجد مصدر لبعض الروايات.. كما لم أجد إحالة؛ بمعنى من أين أتى بهذه الرواية المنسوبة إلى السعدية حليمة؛ مرضعة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب؛ و كذا تجد روايات عند شرف المصطفى؛ لـ: عبدالملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي، أبو سعد (المتوفى: 407هـ)) . وهناك أخبار ومرويات تركتها للقارئ إذا اراد مراجعتها؛ ولكن بها ضعف شديد فلم أثباتها هنا (!)." وبحثتُ بالقدر الكافي فلم أجد مَن خرَّج هذه الروايات كي يطمئن لها القلب وتقنع العقل فاضعها ضمن بحوث السّيرة.. وإن احتاط المؤلف فكتب «من العجب العجيب».. وذكر بعض الأمور المتعلقة بطفولة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب في سنواته الأولى عند السعدية حليمة مرضعته. لذا فإني أحتج -في هذه البحوث- بالصحيح من الروايات والأخبار؛ واستأنس بالضعيف -وكما قيل أنه من "ملح التفسير وليس من متين العلم"- فيما لا يتعلق بالعقيدة والأحكام؛ وأدع الواهي.. وهذا ما قرره السادة العلماء واتفقوا عليه. ثم توقفتُ عن البحث في هذ الروايات وسارجأها إلى بحوث أختلاف الرواية في الحادثة الواحدة تحت عنوان عريض هو « شبهات حول السيرة »... و ستأتي في نهاية البحوث إن شاء الله تعالى... ** ﴿« „ مدة رضاعه ‟ « ﴾ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكلمتُ مِن قبل عن الشخصيات المحورية في حياة محمد.. كما هناك بحث مستقل عن الأعلام.. وبالطبع مِن هذه الشخصيات المحورية مَن لعبتْ دوراً أما جوهرياً أو ثانوياً في «حياة» : الرضيع.. الطفل.. الشاب.. الرجل: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. وهذه مسألة حساسة جداً وغامضة للغاية ومعقدة عند البعض.. غير أنه ينبغي التفريق الكامل بين رعاية خالقه -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ومرسله -سبحانه وتعالى- إلى الناس كافة.. كما أثبتُ من قبل:" أَنَّهُ قَالَ: „ أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي ‟... و علق ابن تيمية بالقول :" الْمَعْنَى صَحِيحٌ لَكِنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ إسْنَادٌ ثَابِتٌ " أقول (الرمادي) : ينبغي التفريق الكامل بين -محمد- البشر والإنسان، وبين الرسول والنبي والمبلغ لشرع ربه ومنهاجه.. محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث أنه مبلغ وحي ربه وحامل الرسالة وآخر الأنبياء والمرسلين.. المصطفى المجتبى المحتبى المرتضى.. فـ الحديث عن الأول -الإنسان- باعتبار أننا نتحدث عن بشرٍ ومِن بني آدم .. إنسانٍ أتصف بصفات حميدة إثناء مراحل حياته الأولى وظهرت كرامة له ووجدت إرهاصات قبل الحمل به وإثناء حمله بين قلب وفؤاد أمه آمنة بنت وهب الزُهرية وإثناء الولادة وأحداث ليلة الولادة والخير والكرامة مع وعند السعدية حليمة وقضية شق الصدر في بني سعد.. وحتى المبعث.. استغرقت هذه المرحلة ما يقرب من أربعين عاما.. أما المرحلة الثانية من حياته فتبدءُ منذ البعثة ونزول الوحي وحتى إنتقاله إلى الرفيق الأعلى.. فهو إنسان بيد أنه مكلف في هذه المرحلة منذ نزول الوحي بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- بالتبليغ وتحمل أعباء النبوة وحمل الرسالة.. و هذه المرحلة العُمرية أو الفترة الزمنية من حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين يبلغ عن ربه ولا يوجد شخص أو إنسان أو مخلوق يتأثر به أو يؤثر فيه.. وهذه نقطة أصلية ومفصلية وجوهرية بل هي وحي وتبليغ ودعوة وفق ما يرسله له ربه ويوحي إليه به خالقه ومولاه.. فـ السنة النبوية -إجمالاً وتفصيلاً- تحتاج إلى معرفة كاملة؛ ولا أقصد هنا ما يتبادر إلى الذهن بأنه فعل المندوب أو الإتيان بالنافلة؛ أو القيام بالمستحب.. بل أريد القول بما هو يقابل للقرآن الكريم من حيث التشريع؛ أي القسم الثاني من الذكر الحكيم المنزل من السماء.. وتوضح هذه الجزئية بما قاله عليه السلام إثناء خُطْبَتِهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛ فـ عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ : « ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا : كِتَابَ اللَّهِ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ». وَ وَجَدْتُ شَاهِدًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ». ** أقول (الرمادي) :" هذا لما ترويه السعدية حليمة في الصفحات السابقات؛ إذ أن خبر إرضاع حليمة السعدية لمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب في ديار بني سعد، وما ظهر عليه من البركة هذا خبر مستفيض في كتب السيرة قديمها وحديثها، وأقدم مَن أورده مِن كُتاب السيرة ابن إسحاق (توفى: 151 هـ)؛ بأنها قالت كما جاء في سيرة ابن هشام.. إذ أنه قد تفرد ابن إسحاق برواية خبر إرضاع حليمة الرسولَ وإقامته معها ببادية بني سعد. وقد رواه بإسناد منقطع؛ إذ لم يصرح فيه عبدالله بن جعفر بالسماع من حليمة؛ وفي إسناده جهم بن أبي جهم، الذي عدّه الذهبي من المجاهيل: ورواه أبو يعلي في مسنده. وابن حبان في صحيحه، وليس فيهما تصريح بالتحديث بين عبدالله وحليمة، كما قال الألباني؛ وخَطَّأَ ابن حجر.. لأنه قال بـ:" أن عبدالله قد صرح بالتحديث".. ورواه الطبراني كذلك، ووثق الهيثمي رجال أبي يعلى والطبراني. ـــــــــــــــــــ ومحصلة التحقيق : حكم محققا سيرة ابن هشام، والألباني بضعف هذا الخبر. وعلى الرغم مما قيل في إسناد هذا الخبر إلا أن مما لا شك فيه ثبوت استرضاع الرسول في بادية بني سعد؛ وذلك لأن: 1. ] رواية الصحيح -عند مسلم- تتفق مع رواية ابن إسحاق في أن حادثة شق الصدر -وهذا بحثي القادم؛ إن شاء الله تعالى- قد وقعت للرسول وهو صغير مسترضع في بادية بني سعد، وكذلك: 2. ] رواية الحاكم؛ وأحمد وابن إسحاق في حديث : « أنا دعوة أبي إبراهيم.... واسترضعت في بني سعد ابن بكر... «" و في : 3. ] الحديث الذي رواه ابن إسحاق بإسناد حسن، قال وفد هوازن للرسول وهو بالجعرانة حين منصرفه من حنين:" إنما في الحظائر -أي الأسر- عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك...." وفي هذا الحديث إشارة إلى رضاعة النبي في أهل مناطق الطائف، أي في هوازن، التي منها بنو سعد.. قوم حليمة بنت أبي ذؤيب. و روى : 4. ] ابن سعد بسنده إلى ابن القبطية أن النبي كان مسترضعا في بني سعد بن بكر. و في : 5. ] رواية آخرى لابن سعد أن أم النبي دفعته إلى السعدية التي أرضعته.... . و ذكر ابن كثير: 6. ] أن ابا نعيم روى بسنده إلى عتبة بن عبدالله أن رجلا سأل النبي، فقال :" كيف كان أول شأنك يا رسول الله !؟ . قال :" كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر ... الحديث " ... فـ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :" كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ". قَالَ : «كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ». ويضاف إلى هذه الآثار التي تدل على 7. ] مجئ أبوي الرسول من الرضاعة إليه و 8. ] تعرفه على الشيماء -أخته من الرضاعة- التي جئ بها ضمن أسرى غزوة حنين .و هذا كله يثبت رضاعته عليه السلام من حليمة السعدية.. ثم أثبتُ قول السيدة السعدية حليمة مرضعته؛ إذ قالت : « فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ حَتَّى مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ، وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ »، وهذه الرواية قريبة من رواية الطبري : « فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنَ اللَّهِ زِيَادَةَ الْخَيْرِ بِهِ، حَتَّى مَضَتْ سَنَتَانِ وَفَصَلْتُهُ وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ، فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا ».. أما رواية ابن كثير : « فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْهِ فَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا تَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ فَوَاللَّهِ مَا بَلَغَ السَّنَتَيْنِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ، وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ مِمَّا رَأَيْنَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ ».. و في رواية آخرى لابن الأثير: « وكان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة » .. فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا. قَالَتْ : فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا ، لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِه » . والذي نثبته من تضافر الأقوال لوجود الرضيع اليتيم في بني سعد : «١.»: نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ؛ «٢.»: نَتَعَرَّفُ مِنَ اللَّهِ زِيَادَةَ الْخَيْرِ بِهِ؛ «٣.»: اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا. وهذا كله «" حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْهِ ".». نثبت هنا محصلة قول السعدية حليمة من وجود البركة والخير والزيادة لوجود الطفل الرضيع «الـيتيم»: منذ اللحظة الأولى التي وضعت الرضيعَ في حجرها وحتى وصل إلى سن الفطام.. وإذا كان خبر حليمة الطويل المشتهر حول رضاعة لم يحظَ بتصحيح المحدثين لعلل إسنادية، فإن رضاعه صلى الله عليه وسلم في بني سعد من قِبل حليمة السعدية ثابت من طرق كما أسلفت. إذاً اشتهر عند أهل المغازي والسير أن ممن أرضعنه حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية؛ في بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان حين اخذته معها إلى بادية قومها؛ فـ اقام معها نحو: «١.»: أربع سنين ثم ردته إلى أمه." تكمل الحديث السيدة السعدية المرضعة مع السيدة آمنة بنت وهب أم الرضيع فتقول: « فَكَلَّمْنَا أُمَّهُ.. وَقُلْتُ «السعدية؛ حليمةـ» لَهَا : لَوْ تَرَكْتُ بُنَيَّ عِنْدِي حَتَّى يَغْلُظَ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ وَبَأَ مَكَّةَ، قالت: ونحن أضنُّ شىء به مما رأينا من بركته. قَالَتْ : فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى رَدَّتْهُ مَعَنَا ». قالت«أمه: آمنة بنت وهب»: ارجعا به، تكمل السعدية الحديث فتقول :"فرجعنا به فمكث عندنا شهرين...." وهنا تحدث حادثة شق الصدر... وذكر ابن الجوزي أن حليمة أعادته إلى أمه بعد سنتين وشهرين.. فَكَانَتْ مُدَّةُ رَضَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «٢.»: سَنَتَيْنِ ،. وقال ابن قتيبة: «٣.»: لبث فيهم خمس سنين وَرَدَّتْهُ حَلِيمَةُ إِلَى أُمِّهِ وَجَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ فِي قَوْلٍ . الظاهر أن قول ابن الجوزي يعود إلى المرة الأولى قبل شق الصدر الشريف؛ وما ذكره ابن قتيبة وابن الثير يعود لمجمل المدة التي مكثها عليه السلام في ديار بني سعد ... والله أعلم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ تشرف بمراجعة وقراءة البحوث وقراءة المراجع وكتب بخط يده هذا البحث: محمد فخرالدين بن إبراهيم الرمادي [يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ] حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٣٩ الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ ؛ يوم الأربعاء : ٢٧ شوال ١٤٣٩ ~ ١١ يوليو ٢٠١٨ م" | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 07 / 2018, 14 : 11 AM | المشاركة رقم: 89 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ ?: د. الْفَخْرُ مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ Dr. MUHAMMAD ELRAMADY | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 07 / 2018, 10 : 01 AM | المشاركة رقم: 90 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018