الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 8 | المشاهدات | 1613 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
02 / 02 / 2008, 18 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح اولا التقوى[ التـقـوى وأنها البـداية الصحيحـة في الطلـب أولاً : التـقـوى وأنها البـداية الصحيحـة في الطلـب : لقوله تعالى : {. . . وَََاتَّقُواْ اللَّهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(1) . فقد اشتملت الآية على أمر ووعد ؛ أمر بالتقوى ، ووعد بالعلم الذي هو معقد كل عز ، ومجمع كل فضيلة. ويعلمكم اللَّه : أي : كل خير يحبه ، ويرضاه. فلكي تبدأ البداية الصحيحة ، ويقال لك فـي الملإ الأعلى : يا باغي الخير أقبل(!) وتضع لك الملائكة أجنحتها ، رضاً بما تصنع ، ويستقيم لك الطريق ؛ فلا ترى فيه عوجاً ، ولا أمتاً ، وتُكفى العثار وتكفى أن ترهق صعوداً ؛ فلا عقبات ، ولا عثرات ؛ عليك أن تلبس نعال التقوى ؛ فهي على صعاب الطريق أقوى(!) ومادتها اجتناب المحارم(!) وإياك ونعال المعاصي . . فلا يقال لك : اخلع نعليك(!) أو ارجع على عقبيك(!) أو ليس هذا بعشك فادرجي . . (!) فليس في هذا الطريق مع غياب التقوى ، ووجود المعاصي محابة ، فانظر نعليك ، قبل أن تُرَدَّ على عقبيك ، وتُذَادَ عن حياض العلم ذوداً كغرائب الإبل. فلن يستقيم لك السير في طريق العلم كما تريد ما لم تستقم على مراد الله ، فلا للذنوب والمعاصي والآثام ؛ فإذا زلت بك القدم ، وألممت بذنب ؛ فقم واستغفر ؛ وإياك أن تقيم عليه صريعاً ، ولا تجعلها الزلة التي تودي بك . * التقوى تحفظ القلوب من مفسداتها : والتقوى حافظة للقلوب من مفسداتها ، ومما يكدر صفوها ، ويذهب طراوتها ، وكفى بها أنها تعصم صاحبها الذنوب ؛ فإن الذنوب تميت القلوب ، وحياة القلوب ترك الذنوب ؛ كما قال ابن المبارك عليه رحمة اللَّه : رأيت الـذنوب ؛ تميت القلـوب وقـد يورث الـذل إدمانها وترك الـذنوب ؛ حياة القلـوب وخـير لنفسـك ؛ عصيانها فقلب رانت عليه الذنوب بما كسب صاحبه ، وأحاطته الشهوات ، وجاءه موجها من كل مكان ؛ فغمرته ، وعن ربه حجبته ؛ أنى له العلم(؟!). * إشارة لطيفة لأبي حامد الغزالي لمن أراد المعرفة من كتابه : (( الإحياء )) : قال أبو حامد رحمه اللَّه تعالى : (( أنوار العلوم لم تحجب من القلوب لبخل ، ومنع من جهة المنعم تعالى عن ذلك ، بل لخبث وكدورة ، وشغل من جهة القلوب ؛ فإنها كالأواني مادامت مملؤة بالماء لا يدخلها الهواء ، والقلب المشغول بغير اللَّه لا تدخله المعرفة بجلاله )). قلت : وهذا كلام نفيس ينبغي لطالب العلم أن يهتم له ؛ فإنه يربو على الغاية في الإرشاد والتذكير ، لمن أراد مواصلة المسير. * إشارة لطيفة لابن القيم لمن أراد صفاء قلبه من كتابه : (( الفوائد )) : قال الإمام الرِّبِّيُّ ابن قيّم الجوزية قدس اللَّه روحه : (( فمن أراد صفاء قلبه فليؤثر اللَّه على شهوته ، فإن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن اللَّه بقدر تعلقها بتلك الشهوات )). * إشارة أخرى للمؤلف فـي أن العمى عمى البصيرة : قلت : فالعلم لشرفه ، ورفعته لا يدخل إلا القلوب الصافية الرقيقة ، فاحرص على صفاء قلبك ورقته ؛ يمتلىء بالحكمة والفقه فـي الدين إن كنت فـي ذلك من الراغبين. وليكن لك قلب تعقل به ، وأذن تسمع بها ، ولا عليك إن لم يكن لك عين تبصر بها ؛ { . . . فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }(2). قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}(3). فأين العين ههنا(؟) لا محل لـها(!) إذاً اقطع علائق قلبك بالشهوات يبصر ، ويرى. وقد أحسن القائل : القلـب يدرك مـا لا عـين تدركـه والحـسن ما استحسنته النفـس لا البصـر ومـا العـين التي تعمـى إذا نظـرت بل القلـوب الـتي يعمـى بها البصـر * من آثار المعاصي حرمان العلم : قال ابن قيم الجوزية رحمه اللَّه تعالى : (( وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب ، والبدن فـي الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا اللَّه. فمنها : حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه اللَّه في القلب ، والمعصية تطفىء ذلك النور. ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ، وتوقد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى اللَّه قد ألقى على قلبك نوراً ؛ فلا تطفئه بظلمة المعصية )) (4). وقال أبو عبداللَّه محمد بن إدريس قدس اللَّه روحه : شكـوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشـدني إلى ترك المعاصـي وأخـبرني بأن العلـم نـور ونور اللَّـه لا يهـدى لعاصـي * نور اللَّه والمعصية لا يجتمعان فـي قلب واحد : إذاً نور اللَّه ، والمعصية لا يجتمعان في قلب امرئ أبداً ، فحيث كان في القلب أحدهما فلا مكان للآخر. فإذا شكوت سوء حفظ ، أو عدم فهم ؛ فلعمر إلـهك إنها الذنوب ، فكم قطعت بطالب علم ، وأثقلته وأقعدته(؟!) وكم أوقرت من أذن ، وجعلت على بصر غشاوة(؟). فالزم حماك اللَّه حمى التقوى ؛ تكن فـي طلب العلم أقوى. (( سئل أبو هريرة رضي الله عنه عن التقوى ، فقال : هل أخذت طريقاً ذا شوك(؟) قال : نعم ، قال :كيف صنعت(؟) قال : إذا رأيت الشوك عدلت عنه ، أو جاوزته ، أو قصرت عنه ، قال : ذاك التقوى. وأخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال : خـل الـذنوب صغـيرها وكـبيرها فهـو التقـى واصـنع كمـاش فـوق أر ض الشـوك يحـذر مـا يرى لا تحقـرن صغـيرة إن الجـبال مـن الحصـى قال ابن رجب رحمه اللَّه : وأصل التقوى : أن يعلم العبد ما يتقي ثم يتقي ، قال عون ابن عبد اللَّه : تمام التقوى أن تبتغي علم ما لم يعلم منها إلى ما علم منها )) (5). قال الشاعر : وبالتقـى تغـنم الإصـلاح في عمـل وتستفـيد بـه علـماً بلا سهـر ونفـع ذلك لا يحصـى لـه عـدد ونص ذلك فـي آي الكـتاب قُـري يتبع إن شاء الله ــــــــــــــــــ (1) سورة البقرة الآية : (282). (2) سورة الحج الآية : ( 46 ). قال بشار بن برد الشُعبي عميت جنيناً والـذكاء من العمى فجئت عجيب الظن ، للعلم موئلا وغاض ضياء العين للعلم رافداً لقلب إذا ما ضيع الناس حصَّلا قلت : مما من شكٍّ أن بشار بن برد ـ أعمى البصيرة ـ مخطىء في نسبة الذكاء إلى العمى فليس الذكاء كما يقول من العمى ، فقد عمي جنيناً وأعمى الله بصيرته كبيراً فجمع الله له بين الاثنين عياذاً بالله رب العالمين فقد كان شعوبياً إبليسيّاً يؤثر عبادة النار على الواحد القهار ويفضل إبليس على آدم عليه السلام ، وقد نص الله في كتابه أنه لا يلزم من عمى العين عمي البصيرة وقد يجتمعان كما هو حال بشار وحينئذ ليس لمن هذا حاله عند الله إلا النار عياذاً به تعالى. (3) سورة ق الآية : (37 ). (4) ابن قيم الجوزية ( الداء و الدواء )( فصل آثار المعاصي ). (5) ابن رجب الحنبلي ( جامع العلوم والحكم )( 1/ 402 ) تحقيق شعيب الأرناؤوط ، و إبراهيم باجس. يتبع ان شاء الله sgsgm hsfhf hgj,tdr | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 02 / 2008, 19 : 07 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ثانيـاً : الإحـسان : لقوله تعالى : {. . . وَكَذَلِكِ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }(1)، وذلك بعد ما أخبر سبحانه عن يوسف وموسى عليهما السلام ، وما آتاهما من العلم ، وأصبغ عليهما من الفضل. والإحسان كما فـي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ، ومسلم ابن الحجاج ، وأصحاب السنن : (( أن تعبد اللَّه كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) (2). وليس المراد ، ولا المقصود بالعبادة ههنا ما قد علمت ، وعملت فحسب ، بل العبادة : (( اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال ، والأعمال الباطنة والظاهرة ))(3). واقرأ إن شئت قوله تعالى :{ . . . وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }(4)، فهذا من العبادة ؛ أي : مما يحبه اللَّه ويرضاه. قال ابن رجب رحمه اللَّه تعالى : (( قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تفسير الإحسان : (( أن تعبد اللَّه كأنك تراه . . . إلخ )) يشير إلى أن العبد يعبد اللَّه على هذه الصفة ، وهي استحضار قربه ، وأنه بين يديه كأنه يراه ، وذلك يوجب الخشية ، والخوف ، والـهيبة ، والتعظيم،كما جاء فـي رواية أبي هريرة : (( أن تخشى اللَّه كأنك تراه )). ويوجب أيضاً النصح فـي العبادة ، وبذل الجهد فـي تحسينها وإتمامها وإكمالـها )) (5). قلت ( أبو عبيد العمروني): والخشية ثمرة من ثمار المعرفة والعلم باللَّه الذي أثنى الله على أهله بقوله : { . . . إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ . . . }(6)، فالخشية رأس الإحسان ، وليست لأحد كما ينبغي إلا لمن قدر اللَّه حق قدره ، ومن جاء بها فقد جاز القنطرة فـي العلم ، والعبادة معاً. فالعلم باللَّه وما هو عليه من كبرياء ، وعظمة ، وجبروت ؛ يثمر الخشية ، ويولد الخوف ، وذلك مدعاة إلى الإحسان فـي القول ، والعمل. فعلى هذا الإحسان من روافد العلم ، كما التقوى ، وبالعلم يستزاد من الاثنين معاً ، فلا بد لنيلهما من العلم ، ولا طريق إلى العلم إلا بهما. فتعرَّف على اللَّه تكن من المحسنين ، وأحسن تكن من العارفين. وفـي الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه اللَّه : (( إن اللَّه كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته ، فليرح ذبيحته )) (7). وبالجملة فقد اشتمل الإحسان من المعاني على كل جميل ، ضمنه اللَّه قوله : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِـي رَسُولِ اللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(8). فالأسوة الحسنة التي لنا فـي رسول الله هي مقام الإحسان الذي أنزله الله إياه فـي جميع العبادات ؛ فليس فوق الإحسان إمكان ونبينا صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم كما قد عُلم أكمل الخلق فـي جميع مقامات العبودية ، وقد كان خلقه القرآن كما أخبرت بذلك أمنا عائشة رضي اللَّه عنها والقرآن يهدي للتي هي أقوم وقد كان صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( يصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويكسب المعدم ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق )). ـــــــــــــــــ (1) سورة يوسف الآية : (22) ، والقصص الآية : (14). (2) البخاري ( كتاب الإيمان )( باب سؤال جبريل النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان،وعلم الساعة ) ، ومسلم ( كتاب الإيمان )( باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان )( حديث رقم / 1) ، وأبو داود ( كتاب السنة )( باب في القدر )( حديث رقم/ 4695 ) ، والترمذي ( أبواب الإيمان )( باب ما جاء في وصف جبريل للنبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم الإيمان والإسلام )( حديث رقم/ 2610) والنسائي ( كتاب الإيمان وشرائعه )( باب نعت الإسلام )( حديث رقم / 4993 ) ، وابن ماجه ( كتاب السنة )( باب في الإيمان )( حديث رقم/ 63 ). (3) ابن تيمية ( رسالة العبودية )( مجموع الفتاوى )( 10/ 149). (4) سورة آل عمران الآية : (143). (5) ابن رجب الحنبلي ( جامع العلوم والحكم )( 1/ 126) تحقيق شعيب الأرناؤوط ، و إبراهيم باجس. (6) سورة فاطر الآية : ( 28 ). (7) مسلم ( كتاب الصيد والذبائح )( باب الأمر بإحسان الذبح والقتل،وتحديد الشفرة )( حديث رقم 1955) ، وأبو داود ( كتاب الضحايا )( باب في النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة )( حديث رقم 2814) ، والنسائي ( كتاب الضحايا )( باب حسن الذبح )( حديث رقم 4417، 4418، 4419 ) ، وابن ماجه ( أبواب الذبائح )( باب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح )( حديث رقم 3170 ). (8) سورة الأحزاب الآية : (21). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 02 / 2008, 21 : 07 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ثالـثاً : الـدعـاء : لقوله تعالى : { . . . وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً }(1). وقوله : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن أَزْوَاجِنَا وَذُرِّياتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }(2). وقد كان من دعائه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، وأعوذ بك من علم لا ينفع ))(3). وهذا الإمام الجليل ابن تيمية رحمه اللَّه يقول عن نفسه : (( ربما طالعت على الآية الواحدة مائة تفسير )) ؛ ثم يسأل اللّه قائلاً : (( يا معلم آدم وإبراهيم علمني )) ، وينطلق إلى المساجد المهجورة حيث لا يراه أحد ، يمرغ وجهه فـي التراب افتقاراً ، وانكساراً للَّه سائلاً الفهم ، قائلاً : (( يامعلم إبراهيم علمني )) ؛ فيفتح الله عليه ويهديه لما اختلف فيه ، وبذلك بَزَّ الأقران ، وساد فـي الإسلام ؛ وأعلى اللَّه كعبه ، ورسخ فـي العلم قدمه. إنه الدعاء . . فهل عجزت عنه ؛ فإن أعجز الخلق من عجز أن يدعو. قال الشافعي رحمه اللَّه تعالى : أتهـزأ بالدعـاء وتزدريـه وما تدري بما صنع الدعاء سهام اللـيل لا تخطي ولكن لها أمـد وللأمـد انقضاء فعليك بالدعاء فإنه سهام الليل التي لا تخطي وكن موقناً من الإجابة ترى من ربك كل خير تتمناه ، وترجوه ، أما قرأت قوله تعالى : {. . . فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ . . . }(4)(؟!). فما ظنك بالقريب المجيب الذي يدعو عباده إلى دعائه بقوله : { . . . أدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }(5)(!). بل ويتوعد أولئك الذين يستكبرون عن دعائه بقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(5). فأي كرم أعظم من هذا(!) وأي رحمة أوسع من هذه ، أن تقاد إلى الخير قوداً ؛ وتوعد بالعذاب إن رغبت عنه(!). فسل ربك العلم : (( . . . . . . . . . وأخلص فـي السؤال إذا سألتا )). وأدمن قرع الأبواب ـ ولا تقل : (( طرقت الباب حتى كَلَّ متني )) ـ تتيسر لك الأسباب. قال محمد بن بشير : لا تيأسن وإن طالت مطالبة إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا وقال الألبيري : ولازم بابه قرعـاً عسـاه سيفـتح بابه لك إن قرعـتا ـــــــــــــ (1) سورة طه الآية : ( 114). (2) سورة الفرقان الآية : ( 74 ). (3) أخرجه ابن حبان ، وصححه ( باب الاعتصام بالسنة )( ذكر ما يجب على المرء أن يسأل الله جلا وعلا العلم النافع )، والنسائي في ( السنن الكبرى )( كتاب الاستعاذة )( الاستعاذة من علم لا ينفع ) والهيثمي في ( المجمع )( كتاب الأدعية )( باب الأدعية المأثورة عن رسول الله ) من طريق عائشة وقال رجاله ثقات ) ومن طريق جابر ، وقال : ( إسناده حسن ). (4) سورة البقرة الآية : ( 186). (5) سورة غافر الآية : (60). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 02 / 2008, 22 : 07 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح عذرا هناك خطأ في المقالة الأولى : التقوى (( . . . . . . . ووجود المعاصي محابة . . . . . )) الخطأ : محابة. الصواب : محاباة. وبارك الله بكم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 02 / 2008, 23 : 07 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح رابـعاً : الاجـتهاد فـي الطلـب مع الإخـلاص فيه : لقوله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(1). قلت (ابوعبيد): قوله : {جَاهَدُواْ}؛ دل على تحتم المجاهدة دون معالي الأمور ، فإنها لا تدرك براحة الجسم ، بل ببذل الجهد والكد في الطلب تكتسب ، قال تعالى عن موسى في طلبه الخضر رجاء أن يتعلم منه :{ لَقَدْ لَقِيْنَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً }(2). وهو الذي لو شاء الله أن يطلعه على الغيب لفعل ، ولكفاه عناء السفر. قال الشافعي رحمه اللَّه : بقـدر الكـد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي تروم العز ثم تنام ليلاً يخوض البحر من طلب اللآلي ومن رام العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال وقوله :{فِيْنَا}؛ دل على تحري الإخلاص ، والنصح فـي المجاهدة ، فإذا اجتمع الإخلاص مع المجاهدة ؛ كانت الثمرة : {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. ثم اعلم ؛ حاطـك اللَّـه أن الاجتهاد في الطلب يستدعي ويتطلب أمرين اثنين ، وسببين عظيمين هما : الصبر واليقين ، فلا مجاهدة لمن لا صبر ولا يقين له ، ومنزلة الصبر واليقين من المجاهدة ؛ كمنزلة الرأس من الجسد ، وكلما كمل الصبر ، وقوي اليقين ؛ كلما كانت المجاهدة أعظم. ــــــــــــــــ (1) سورة العنكبوت الآية : (69). (2) سورة الكهف الآية : ( 62 ). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 02 / 2008, 24 : 07 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح خامـساً : الصـبر واليقـين : لقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِئَايَاتِنَا يُوقِنُونَ }(1). قال أهل العلم فـي تفسيرها : (( بالصبر واليقين ؛ تنال الإمامة فـي الدين )). والصبر : (( حبس النفس على ما تكره )). واليقين : (( استقرار الإيمان فـي القلب )) (2) ؛ حتى يطمئن به ، فكأنك ترى الأمر رأي عين ، شاهده قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى . . . }(3). وقوله : { إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْ يَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَينَا مَائِدَةً مِّنَ السَّـمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِـنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْـمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا . . .}(4). وقوله : { وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ }(5). (( يقال فـي اللغة : يقن الماء فـي الحفرة ، أي استقر ))(2). واجعل نصب عينيك قول القائل : لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبِرا وقل دائماً وردد : لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر فلن تنال ما تتمن إلا على جسر من التعب. قال الشاعر : بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب وكما قد قيل : (( بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى )). إنه الصعود إلى المعالي فليس بالشيء الـهين اليسير ، إنه المجد ، والرفعة ؛ بضاعة غلا ثمنها ، وعز طلابها ، ولكنها نعم البضاعة. واعلم ؛ حاطـك اللَّـه أن للعلم لذةً ، و (( حلاوة ستغيب عنك مرارة الصبر )) ، وتنسيك (( رعيك في الدُّجَى روض السُّهَاد )) ، وأن للنجاح والظفر عرشاً لا يجلس عليه إلا الصُّبْر من الرجال. فلن يتأتى لك ما تريد إلا بعزم من حديد ، فعليك بالجد والمجاهدة ، والصبر والمصابرة ، ومخادعة النفس لشرف ونفاسة ما تطلب ، فقد قطعت دون ذلك أعناق كثير من الرجال ؛ وما أدركوا منه شيئاً ، فشمر تشمير من لا يألو جهداً ، ولا يضيع وقتاً . . فالتعب حاصل ولا بد ؛ فكن كبير النفس ، عالي الـهمة ، يقظ القريحة ، عميق الفكرة ، نافذ البصيرة ، حسن التفاؤل. وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام ـــــــــــــــــ (1) سورة السجدة الآية : ( 24 ). (2) الحكيم الترمذي ( نوادر الأصول )( 1/ 187 ) تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. (3) سورة البقرة الآية : (260). (4) سورة المائدة الآية : ( 112). (5) سورة الأنعام الآية : ( 75 ). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 02 / 2008, 24 : 07 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح التفرغ للطلـب ، واغتنام أوقـات الشباب سادسـاً : التفرغ للطلـب ، واغتنام أوقـات الشباب : وذلك قبل أن تطرق بنكدها ، ودواهيها أم طبق ؛ (!) فتنتهي قبل أن تبدأ ، وتنقطع قبل أن تصل. فالفرار ، الفرار من الملاهي والأشغال ؛ فإن العلم لا يتأتى لمن تشتت همه ، وكثر غمه ، وشُغل فكره . . فأرح الخاطر من الخواطر ؛ فإنها له فواقر(!). وللَّه در الشافعي إذ يقول : لا يدرك الحكمـة من عمـره يكـدح في مصلحة الأهـل ولا ينال العلم إلا فتىً خـال من الأفكار والشغـل لو أن لقمان الحكيم الذي سارت به الركبان بالفضل بُلِـي بفقـر وعـيال لما فـرق بين الـتبن والبقـل(1) وقد كان السلف يحبذون أوقات الشباب للطلب ، فإنها ربيع العمر ، إذا صوح نبته قبل جني ثمرته ، وقطفها ؛ فليكبر على صاحبه أربعاً لوفاته. قال الشافعي : ومن فاته التعليم وقت شبابه فكـبر عليه أربعـاً لوفاته ذلك أن العلم هو الحياة ، فمن سعادة المرء ، وجده أن يوفقه اللَّه في هذه المرحلة وما قبلها من سني عمره لطلب العلم. * المبادرة إلى التحصيل وقطع العلائق : قال ابن جماعة الكناني رحمه اللَّه : (( على طالب العلم أن يبادر شبابه وأوقات عمره إلى التحصيل ، ولا يغتر بخدع التسويف ، والتأميل ، فإن كل ساعة تمضي من عمره ؛ لا بدل لـها ، ولا عوض عنها ، ويقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة ، والعوائق المانعة عن تمام الطلب ، وبذل الاجتهاد ، وقوة الجد في التحصيل ؛ فإنها كقواطع الطريق )) (2). فيا أخا الشباب ؛ اغتنم هذه العطية ، والمنحة الربانية ، في تحصيل العلوم الشرعية ؛ تكن عند ربك مرضياً ؛ قبل أن ينفرط عقد شبابك ، ويختل نظامك. * نصيحة حفصة بنت سيرين لمعشر الشباب : عن هشام بن حسان قال كانت حفصة تقول لنا : (( يا معشر الشباب ، خذوا من أنفسكم وأنتم شباب ؛ فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب ))(3). قلت : إن لـم تأخذ من نفسك وقت شبابك ؛ فلن تجد في شيخوختك ما تأخذه سوى الحسرة ، والندامة ، وعض الأنامل ، وقرع السن ؛ هذا إن وجدت سناً تقرعها(!). ـــــــــــــــــ (1) قلت : قول الإمام الشافعي في البيت الأخير في حق لقمان جانب فيه الصواب ، فقد كان لقمانُ عبداً حبشياً نجاراً ، وهل من فقر فوق أن يكون الإنسان عبداً مملوكاً(؟!) وهل خفي على الشافعي قوله تعالى عن لقمان : { وإذ قال لقمان لابنه . . . } فقد كان لقمان فقيراً ذا عيال ومع ذلك فرق بين التبن والبقل ، بل وآتاه الله ما لم يؤت كثيراً من العالمين ففرق بين الحق والباطل ، والطيب والخبيث ، حتى صارت الحكمة عَلَماً عليه ، فرحم الله الشافعي. (2) ابن جماعة الكناني ( تذكرة السامع والمتكلم )( الباب الثالث في آداب المتعلم )( النوع الثالث )( ص 73 ) تحقيق وتعليق محمد هاشم الندوي. ملاحظة : لم يكن النقل لجميع نصوص ابن جماعة في كتابي هذا عن هذه الطبعة التي أعزو إليها الآن ، ولكن لما ضاعت تلك وتوفرت هذه عزوت إليها ؛ ولذلك قد يلحظ القارئ زيادة : (( على طالب العلم . . . )) ، في أول النص ، وليست هي هنا في هذه الطبعة. (3) ابن الجوزي ( صفة الصفوة / 4 / 21 ) بضبط وحاشية إبراهيم رمضان وسعيد اللحام. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 02 / 2008, 01 : 06 AM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ورحم الله العلامة ابن القيم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 02 / 2008, 27 : 12 PM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018