الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | أبو عادل | مشاركات | 67 | المشاهدات | 10298 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
21 / 01 / 2010, 54 : 05 PM | المشاركة رقم: 31 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه العظيم. الحق سبحانه وتعالى يقول: {أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء .. "185"} (سورة الأعراف) يريد الله سبحانه وتعالى أن يلفت الكفار إلي أن في ملكوته أشياء كثيرة تدل على عظمته وقدرته، فإذا كان في السماء والأرض أشياء كبيرة الحجم تستطيع أن تراها بسهولة، فهناك من خلق الله أشياء دقيقة جداً لا تدرك بالعين، ومع ذلك فيها الحكمة العليا للخلق. وكلما دقت الصنعة كان ذلك محتاجاً إلي صانع ماهر وتكنولوجيا متقدمة، مثلاً ساعة (بج بن) ضخمة جداً عندما صنعت كانت شبه إعجاز، فلما تقدم الزمن وجدنا ساعة في حجم فص الخاتم تؤدي نفس مهمة ساعة بج بن. إذن: فعظمة الخلق ليست في الحجم الكبير فقط، ولكنها في الأشياء التي تستطيع أن تدركها بعينك، مثلاً الميكروبات والجراثيم غاية في الدقة، ومع ذلك ففي هذا الحيز الصغير الذي يحتله كل مقومات حياتك. الناموسة الصغيرة تأتي وتمتص الدم جاهزاً منك، ولها خرطوم كالشعرة، أو أدق من الشعر، ومع ذلك يخترق الجسم بدقة وكفاءة أكثر من الإبرة الصلبة الكبيرة. والميكروبات الصغيرة تخترق جلدك، وتنفذ إلي الدم وتحدث بينها وبين كرات الدم البيضاء معركة يمرض لها الجسم كله، وترتفع درجة حرارته، ويحس الإنسان بالألم. كيف استطاع هذا الميكروب الذي هو غاية في الدقة أن يفعل كل هذه الأشياء في هذا الجسم الضخم؟ (جسم الإنسان) فيجعله عاجزاً عن الحركة، وعن التفكير، وعن تناول الطعام وعن أشياء كثيرة؟ الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلي أن هذا الملك الظاهر ليس هو الدليل الوحيد على قدرة الله وعظمته، ولكن كل شيء خلقه الله فيه عظمة الخلق، وربما فيه آلات استشعارية تعينه على الحياة لا يقوى صاحب العقل عليها. وكم اكتشافات علمية في أشياء لا نراها كالأشعة تحت الحمراء التي تحدد بدقة مكان الشيء اكتشفت من أداة الاستشعار في الحيات والثعابين، تلك الأداة التي لا تعتمد على النظر في تحديد المسافات بينها وبين الفريسة أو بينها وبين العوائق، ولكنها تعتمد على أشعة كونية غير مرئية. وقد استخدمت هذه الأشعة في كثير من آلات القتال لتحديد مكان مواقع العدو بدقة، وكذلك أشعة الليزر التي اكتشفت في رحلات الفضاء أخيراً، لها دقة فائقة في تحديد أشياء دقيقة. بل إن الحيوانات تحس بالزلازل قبل الإنسان، بل إن الحمير التي يصفها الإنسان بالغباء لها أداة استشعار تجعلها تحس بالزلازل قبل أن تقع وتهرب من منطقة الخطر. والبحث في عالم الفضاء وعالم الحيوان وعالم البحار يعطينا اكتشافات يذهل لها العقل، هذه عظمة الخلق فيما لا نرى ولا نحس ولا نعرف، إلا أن يكشف الله لنا بعض أسرار ملكوت هذا الكون، فنعرف أسراره. إذن: فكل شيء خلقه الله فيه عظمة، وفيه قدرة، وكل ما خلق الله من بداية ما يقال له شيء فيه إعجاز الخلق. الشمس شيء، والقمر شيء، والنجوم شيء، وأنت شيء، والميكروبات شيء. إذن: فقوله تعالى: {وما خلق الله من شيء "185"} (سورة الأعراف) تي: من بداية ما يقال له شيء. ولقد ضربنا مثلاً لذلك عندما تقول ما معي من مال، قد تكون معك قروش قليلة، ولكنها لا تسمى مالاً، ولكنك إذا قلت: ما معي من مال أي من بداية ما يقال له مال أي: ليس معك ولو قرشاً واحداً. والله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت الكفار إلي الآيات الكونية مما يرونه وما لا يرونه. فلماذا خاطبهم الله بما لا يرونه؟ لأن القرآن أزلي يخاطب الناس إلي يوم القيامة، وسيكشف الله من عمله إلي خلقه جيلاً بعد جيل ما خفي من أسرار الكون، فكلما قرأوا هذه الآية جيلاً بعد جيل أحسوا بعظمة الله وقدرته لا في المشاهد من الآيات فقط، ولكن فيما كان مخفياً عنهم ثم كشف لهم. المصدر. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 01 / 2010, 55 : 05 PM | المشاركة رقم: 32 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه الغفور. كل فعل من الحق سبحانه وتعالى إنما يتجرد من ملابسات الزمان ومن ملابسات المكان، فإن كنا نقرأ على سبيل المثال: {وكان الله غفوراً رحيماً "96"} (سورة النساء) فليس معنى ذلك أن مغفرة الله ورحمته هي فعل ماض، ولكن لنقل كان الله غفوراً رحيماً، ولا يزال غفوراً رحيماً، إنه سبحانه وتعالى غفور رحيم قبل أن يوجد من يغفر له ويرحمه. ومن باب أولى أن يكون غفوراً رحيماً، بعد أن يوجد من يستحق المغفرة والرحمة. إن الحق سبحانه وتعالى منزه عن أن تعتريه الأحداث فيتغير، إن الزمن مخلوق من الله، فلا تقل متى أو أين لأنهما به وجدا. والحق سبحانه يأتي بالماضي لأنه متحقق الوقوع، وإذا قال الله عن شيء إنه سيحدث فلابد أن يحدث، لأنه كان إذا أسندت إلي الله أفادت الاستمرارية، فهو رب الزمان والمكان والحياة. قال تعالى: {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا .. "193"} (سورة آل عمران) إن أول شيء هو درء المفسدة؛ لأن الصالحين من الناس يتهمون أنفسهم بالتقصير دائماً، لذلك قالوا: {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا .. "193"} (سورة آل عمران) وهنا عندما ننظر إلي معطيات القرآن نجد أن (الذنب شيء) (والسيئة) شيء آخر، إن الذنب يحتاج إلي غفران، والسيئة تحتاج إلي تكفير. وعندما ننظر إلي التكفير فإننا نجد على سبيل المثال (كفارة اليمين) كفارة اليمين تكون واجبة إذا ما أقسم المؤمن يميناً، وحنث فيه، وهذا التكفير مقابل للحنث في اليمين. إن الأشياء التي تتعلق بالمعصية بين العبد وربه هي الذنب، والسيئة هي الأمر الذي يخالف منهج الله مع عباد الله، لأنك حين تفعل المعصية في أمر بينك وبين الله لم نسئ إلي الله، فمن أنت أيها الإنسان من منزلة الله .. ؟ ولكنك بالمعصية تذنب، والذنب تأتي بعده العقوبة، لكن مخالفة منهج الله مع عباد الله تكون سيئة، لأنك بها تكون قد أسأت؛ لذلك المؤمنون قالوا: {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا .. "193"} (سورة آل عمران) من الذي هداهم إلي هذا، وإلي معرفة أن هناك فرقاً بين الذنب والسيئة، لأن الذنب يحتاج إلي غفران، والسيئة تحتاج إلي تكفير، حيث يكون التكفير مقابلاً لأن فيه عطاء أنه الرسول حامل الرسالة من الله. ولذلك جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، إذ رأوه يضحك، فقال له سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما: يا رب خذ لي حقي من هذا. فقال: لم يعد عنده حسنة فقال العبد: فاطرح عليه من سيئاتي. فقال: أبشرك "أن ليست لك سيئات" نعم نظر فوجد قصوراً وأشياء ينبهر لها العقل فقال العبد: لمن هذه يا رب؟ فقال الحق: لمن يدفع الثمن. فقال العبد: وما ثمنها؟ قال: يا رب ومن يملك ذلك؟ قال: أنت تملكه. قال: بماذا؟ قال: بعفوك عن أخيك. قال: يا رب فإني عفوت عنه. قال سبحانه وتعالى: فخذ بيد أخيك فأدخله إلي الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المسلمين. هذا هو معنى التكفير أن تتحمل لذلك نقول في الدعاء: "اللهم ما كان لك منها فاغفره لي، وما كان لعبادك فتحمله عني". أي: أن العبد يطلب أن يراضي الحق عباده من عنده، وما عنده لا ينفذ أبداً، إن العباد المؤمنين يقولون: {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا .. "193"} (سورة آل عمران) أي: اختم لنا سبحانك هذا الختام مع الأبرار. قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم "53"} (سورة الزمر) وفي هذه الآية بلاغ من الله إلي رسوله الكريم أن يبلغ العباد الذين اكثروا على أنفسهم من المعاصي لا ييأسوا من رحمة خالقهم. والخالق العظيم وحده هو العظيم أيضاً في مغفرته ورحمته، وهكذا كان غفران الحق لكل معصية يعترف بها الإنسان، لأن الإقرار بالذنب إدراك ووعي بأنه ذنب ولله المغفرة. ويقول الحق سبحانه أيضاً في محكم كتابه: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً "116"} (سورة النساء) إن الحق سبحانه يوضح لنا أن الذنوب يغفرها الله، ولكن لا يغفر أن يرد أحد الأمر على صاحب الأمر. المصدر. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 01 / 2010, 56 : 05 PM | المشاركة رقم: 33 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه الإنسان حين يريد أن يثني على شخص لابد أن يقيمه لتكون قيمة الثناء مناسبة مع قدر المثنى عليه، فإذا انتقل هذا إلي الله سبحانه وتعالى فلابد أن نعرف كل صفات الكمال في الله حتى نستطيع أن نعطيه حق قدره. وصفات الكمال في الله لا تتناهى، ولا يمكن أن تحصى، وهذا أول عجز، أما العجز الثاني فهو أنني لو عرفت بعض الصفات فهل أستطيع أن أعطي على قدرها؟ لا أستطيع. ولذلك فمن رحمة الله علينا أنه تحمل عنا صيغة الثناء عليه، حتى لا يوقعنا في حرج، فنحن لا نستطيع أن نحيط بصافات الكمال لله، وحتى لو أحطنا بصفة واحدة لا نستطيع أن نأتي بالعبارات التي تليق بها. وإذا حاولنا فستتفاوت القدرات بين أديب يستطيع أن ينمق العبارات وبين إنسان لم ينل قدراً من التعليم لا يستطيع أن يقول شيئاً. هنا ستتفاوت العبارات حسب تفاوت الناس في قدراتهم، ولكن عدل الله أبى إلا أن يساوي بين عباده جميعاً في الثناء عليه، فقال جل جلاله إذا أردت أن تثني علي فقل "الحمد لله". وهكذا ساوى الله برحمته بين الناس في معرفة صيغة الثناء عليه، وجعلها صيغة من كلمتين فقط "الحمد لله" صيغة سهلة يقدر عليها الجميع، صيغة ميسرة. فالبشر يمدح بشراً في قصائد وصفحات كثيرة، ولكن الله يريد منا أن نقول "الحمد لله". فالحمد له شموله في كل ما يريده الله، فالحمد للإيجاد، والحمد للإمداد، والحمد على البقاء الأبدي، أما الشكر فغالباً ما يأتي عن النعم، وفي الاعتراف بالنعم وذكر المنعم. الله سبحانه وتعالى تحمل عن خلقه أن يعلمهم صيغة الحمد له، فلا قدرات هذا الخلق تؤهلهم للوصول إلي كمال صفات الله ولا وجود الصيغة المناسبة لحمد هذا الكمال. ولقد أراحنا الله بذلك من إرهاق وتعب كبير، لأنه لو كان الإنسان سيحاول بأي أسلوب أن يحمد الله فلن يستطيع أن يحمده بالحمد المناسب له، ولقد كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: "سبحانك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" والرسول مشروع لأمته ولمن سيأتي بعده، ومن هنا فهو يعلمهم من طرق الحمد لله والثناء على الله ما تستطيعه عقولهم البشرية، فيقول: لا أحصي ثناء عليك، أي: إنني عاجز عن أن أقدم لك الثناء والحمد اللذين تستحقهما ذات الكمال في صفاتك. ومهما حاولت أن أحصي، أو أن أدرك فأنا كبشر عاجز، ولذلك أمام هذا العجز سيأخذ ما أثنيت به على نفسك، أي ما طلب الله سبحانه وتعالى منا أن نحمده به، وهي الحمد لله. فكأن الحق سبحانه قد أعطانا العذر في عدم الثناء عليه كما يجب؛ لأننا عاجزون، وفي نفس الوقت علمنا أن نحمده أو نثني عليه بكلمتين اثنتين هما "الحمد لله"، فساوى في ذلك بين كل عبيده القادر منهم في العلم وغير القادر، لأنه أعطانا المنهج في هذا الكون الذي نستطيع أن نعبده به، والذي يحقق لنا السيادة في الأرض، ويحقق لنا فوق هذا كله الحياة الطيبة الآمنة في الكون. والله سبحانه وتعالى يقول في سورة الرحمن: {الرحمن "1" علم القرآن "2" خلق الإنسان "3"} (سورة الرحمن) ولقد ثار جدل كثير حول هذه الآيات، إذ كيف يعلم الله سبحانه وتعالى القرآن قبل أن يخلق الإنسان، ولمن يعلمه؟ خلق الإنسان آية من آيات الله سبحانه وتعالى، فالإنسان من تراب، وهذه الحفنة من تراب مستها قدرة الله، فصارت بشراً، وهذا البشر صنع كل الحضارات والآيات التي نراها ونشهدها في الكون بقدرة من الله سبحانه وتعالى، ولكن الله وضع المنهج أولاً ثم خلق البشر. وذلك أنه لكي يعيش الإنسان في الأرض فيجب أن يكون هناك منهج من الله يهديه، وليبين له الطريق السليم للحياة في "افعل" و"لا تفعل"، وإلا فكيف سيباشر الإنسان مهمته في الكون دون أن يكون له منهج. وهذه هي سنة الحياة وقوانينها، فأنت قبل أن تنشئ مدرسة مثلاً لابد أن تضع المنهج الذي سيدرسه التلاميذ، ثم بعد ذلك تنشئ المدرسة وتطلب من التلاميذ أن يلتحقوا بها، ولكن تصور معي كيف يمكن أن يكون الحال إذا أنشأ إنسان مدرسة بدون منهج؟ وماذا سيفعل التلاميذ؟ وماذا سيدرسون؟ وحين تنشئ مدينة جديدة لابد أن تضع المنهج الذي ستنشئ عليه المدينة أولاً، وهذا المنهج هو الرسومات والتخطيط الذي تضعه للمدينة، ثم بعد ذلك بعد أن يكتمل التخطيط، وتكتمل الصورة عندك تأتي بالمهندسين وتعطيهم هذه الرسومات ليبنوا لك المدينة. وأنت لو جمعت مجموعة من المهندسين، وطلبت منهم أن ينشئوا مدينة دون تخطيط سابق وانطلقوا، هذا يعمل يميناً، وهذا يعمل يساراً لكانت فوضى ما بعدها فوضى، ولنشأت المدينة غاية في السوء، وربما لم يستطع أحد أن يسكنها. وهكذا كل شيء نريد أن نعمله، لابد أولاً من الخطة للعمل، لابد من تحديد المنهج الذي سيتم على أساسه العمل، وبدون تحديد لهذا المنهج لا يتم العمل أبداً، ولا يصح، ومن هنا فهمنا أنه لا يتم خلق الإنسان بدون منهج أبداً، وإلا فسيعم الفساد في الأرض. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 01 / 2010, 56 : 05 PM | المشاركة رقم: 34 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه قال تعالى: {وكان الله على كل شيء مقيتاً "85"} (سورة النساء) هو الذي يعطي الأقوات، وقيل في معنى المقيت: أي خالق الأقوات البدنية والروحانية، وموصلها إلي الأرواح والأشباح. وصلى الله على سيدنا محمد الذي جعل من القوت ذكر الحي الذي لا يموت. قال عليه الصلاة والسلام: "أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني" وقال الأزهري أن "المقيت" هو المقتدر بلغة قريش. فيكون قوله تعالى: {وكان الله على كل شيء مقيتاً "85"} (سورة النساء) {وكان الله على كل شيء مقتدراً "45"} (سورة الكهف) أي: مطلقاً قادراً. وفي ذلك تنبيه لكل العباد: إياكم أن يظن أحدكم أن هناك شيئاً مهما صغر سوف يفلت من حساب الله، فلا في الحسنة سيفلت شيء، ولا في السيئة سيضيع شيء. إن كلمة "مقيتاً" أخذت من العلماء أبحاثاً مستفيضة فقال عالم في معناها: إن الحق شهيد. وقال الآخر: إن الحق حسيب. وقال ثالث: إن مقيت معناها مانح القوت. ورابع قال: إنه حفيظ. وخامس قال: إنه رقيب. ونقول لهم جميعاً: لا داعي للخلاف في هذه المسألة. فهناك فرق بين تفسير اللفظ بلازم من لوازمه، وقد يكون متعدد اللوازم، ويصبح كل ذهاب إلي معنى من اللوازم، فهو صحيح، ولكن المعنى الجامع هو الذي يكون من مادة الكلمة ذاتها. {وكان الله على كل شيء مقيتاً "85"} (سورة النساء) و "مقيت" من "قاته" أي: أعطاه القوت، و "مقوت" أي: أعطاه القوت. ولماذا يعطيهم القوت؟ ليحافظ على حياتهم، فهل مقيت بمعنى أنه يعطيهم ما يحفظ حياتهم، ومعناها أيضاً المحافظ عليهم. فهو الحفيظ. وبما أنه يعطي القوت ليظل الإنسان حياً فهو مشاهد له، لا يغيب المخلوق عن خالقه لحظة، وبما أنه يعطي القوت للإنسان على قدر حاجته، فهو حسيب. وبما أنه يرقب كل سلوك للإنسان فهو يجازيه. إذن: كلها تدخل في مادة واحدة، لذلك لا يجب أن نقول: اختلف العلماء في هذا المعنى، ولكن لنقل: إن كل عالم لاحظ لحظاً في الكلمة، فالذي لاحظ القوت الأصلي: لاحظ مراقبته لعباده دائماً فهو شهيد، ولا يعطي واحداً قوتاً إلا إذا كان قائماً وهو حسيب. إنه سبحانه يقيت الإنسان فقط، ولكن يقيت كل خلقه، فهل يقيت الحيوان فيوصي الحيوان أن يأكل صنفاً معيناً من الطعام، ولا يأكل الصنف الآخر. إذن: فإذا رأينا العلماء ينظرون إلي "مقيت" من زاوية مختلفة، فهم جميعاً على صواب سواء من جعلها من القوت أو الحفظ أو القدرة أو المشاهدة أو من الحساب، وكل واحد إنما نظر إلي لازم من لوازم كلمة "مقيت". {وكان الله على كل شيء مقيتاً "85"} (سورة النساء) فهو سبحانه يقيت كل شيء فهو يقيت الإنسان والحيوان والنبات والجماد، ونحن نجد علماء النبات يشرحون ذلك، فنحن على سبيل المثال نزرع النبات، فجذور النبات تمتص العناصر الغذائية من الأرض. وقبل أن يصبح للنبات جذور فهو يأخذ غذاءه من فلقتي الحب التي تضم غذاء النبات إلي أن ينبت له جذر، وبعد أن يكبر جذر النبات، فإن الفلقتين تصيران إلي ورقتين، فهو على كل شيء مقيت. ويقول العلماء من بعد ذلك: إن الغذاء قد امتصه النبات بخاصية الأنابيب الشعرية، ما معنى الأنابيب الشعرية؟ إن النبات يمتص الغذاء من التربة بواسطة الجذور الرفيعة التي تمتص الماء المذاب فيه عناصر الغذاء، وفتحة الأنبوبة في الأنابيب الشعرية لا تسع إلا مقدار الشعرة، وعندما توضع في الإناء فإن السائل يصعد فيها ويرتفع الماء عند مستوى الحوض. وعندما تتوازى ضغوط الهواء على مستويات الماء، فالماء لا يصعد، وعندما يأتي بماء ملون نضعه في الإناء والأنابيب الشعرية، فالسائل الملون يصعد إلي الأنابيب الشعرية، ولا توجد أنبوبة تأخذ مادة مختلفة من السائل، بل كل الأنابيب تأخذ المادة نفسها، لكن شعيرات النبات تأخذ من الأرض الشيء الصالح لها، وتترك الشيء غير الصالح. ويقول عنه العلماء: إن ذلك هو الانتخاب الطبيعي، ومعنى الانتخاب هو الاختيار. والاختيار يقتضي عقلاً يفكر ويرجح. والنبات لا عقل له، لذلك كان يجب أن يقولوا إنه الانتخاب الإلهي. فالطبيعة لا عقل لها، ولكن يديرها حكيم له مطلق العلم والحكمة والقيومية، والحق سبحانه يقول عن ذلك: {يسقي بماءٍ واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون "4"} (سورة الرعد) فالفلفل يأخذ المادة المناسبة الحريفية، والقصب يأخذ المادة التي تصنع حلاوته، والرمان يأخذ المادة الحمضية، فهذا هو الانتخاب الإلهي: {وكان الله على كل شيء مقيتاً "85"} (سورة النساء) وساعة تسمع "كان الله" فإياك أن تسمع لـ"كان" ملحظاً في الزمن، فعندما نقول بالنسبة للبشر: "كان زيد غنياً" فزيد من الأغنياء، قد يكون ثراؤه قد ذهب. لكن عندما نقول "كان الله". فإننا نقول "كان الله ومازال" لأن الذي كان ويتغير هو من تدركه الأغيار، ولكن الحق سبحانه هو الذي يغير ولا يتغير، فهو موجود منذ الأزل وإلي الأزل، إنه سبحانه قال لنا عن الشفاعة، وأمرنا أن يعدد الواحد منا مواهبه على الغير حتى تتساند قدرات المجتمع، إنه سبحانه مربب الفائدة للعبد المؤمن ويرببها للجميع. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 01 / 2010, 57 : 05 PM | المشاركة رقم: 35 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه قال تعالى: {فإن ربي غني كريم "40" } (سورة النمل) قال أهل اللغة في معنى الكريم: إنه النفاح، نسأله تعالى أن ينفحنا نفحة خير، إنه على كل شيء قدير. ويقال: أكرمه الله، وكرمه الله، وأكرم نفسه بالتقوى، وأكرمها عن المعاصي، وهو يتكرم عن الشوائن، وإن أجل المكارم اجتناب المحارم. ويقال: هو كريمة قومه، وفي الحديث: "إن أتاكم كريم قوم فأكرموه". وقد يتحمل المسلم بهذه الصفة وبالسخاء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا لشجرة العنب الكرم، فإن الكرم هو الرجل المسلم" وقال عليه الصلاة والسلام: "السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد عن النار، والبخيل بعيد عن الله، بعيد عن الناس، بعيد عن الجنة، قريب من النار" قال الغني الكريم: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .. "160"} (سورة الأنعام) وإليكم هذا الوعد الكريم من الله: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبةٍ .. "261"} (سورة البقرة) تلك هي الحدود الدنيا من الأجور الكريمة، ولكن باب الله مفتوح، ومع الإخلاص لله سبحانه تضاعف الأجور أضعافاً كثيرة. {والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم "261"} (سورة البقرة) وقد تصل الزيادة، وهذا الأجر الكبير إلي أن يكون بغير حساب. {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب "10"} (سورة الزمر) {من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب "40"} (سورة غافر) فأي حساب هذا!! وأي أجر عظيم!! إلا أن يكون من لدن الكريم الحق. بل إنا لنطمع من "كريم العفو" ما هو أكثر من ذلك، والحمد لله كثيراً على هذا الوعد الكريم، وعد الله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً "70"} (سورة الفرقان) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأخبار عن كرم عفو الله تعالى ما هو أبلغ من ذلك .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر أهل النار خروجاً منها، رجل يؤتي فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فيعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا، أو عملت يوم كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. قال: فيقال: فإن لك مكان كل سيئة حسنة. قال فيقول: رب قد عملت أشياء ما أراها هاهنا. قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه". رواه مسلم في صحيح وقد ذكر الكريم المطلق الذي لا يضيع من لاذ به والتجأ إليه .. مرتين في القرآن الكريم: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم "40"} (سورة النمل) {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم "6"} (سورة الانفطار) وأي شيء خدعك وجرأك على عصيانه، سبحانه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غره جهله" وقيل "غره حمقه" وقيل "غره شيطانه" ونقول: غرتنا ستورك المرخاة، وإنا نغتر في كرم الكريم، وعفو الرحيم، ونعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. وسبحان الله الكريم الأكرم، كريم العفو، وهو أكرم الأكرمين. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 01 / 2010, 58 : 05 PM | المشاركة رقم: 36 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه الحفيظ. قال تعالى: {إن ربي على كل شيء حفيظ "57"} (سورة هود) هو الحفيظ، وهو الحافظ، والحفظ معناه صون الشيء من الزوال، فسبحان الله الذي يحفظ السماوات والأرض وما فيهما لتبقى مدة بقائهما فلا تزولان، ولا تختلان. قال الله عز وجل: {ولا يئوده حفظهما .. "255" } (سورة البقرة) وقال جل وعلا: {وحفظاً من كل شيطان ماردٍ "7"} (سورة الصافات) أي: حفظناها حفظاً. وهو الذي يحفظ عباده من المهالك، ويقيهم مصارع الشر. قال الله عز وجل: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله .. "11"} (سورة الرعد) أي: بأمره، هو الذي يحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم وما تكن صدورهم، فلا تغيب عنه غائبة، ولا تختفي عليه خافية. وهو الذي يحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكائد الشيطان ليسلموا من شره وفتنته. فالحق سبحانه وتعالى أنزل الكتاب، وصرف فيه من الوعيد، وله الملك الحق، فلابد أن يضمن للخلق أن يصلهم الكتاب كما أنزله دون تحريف أو تغيير، ولذلك قال سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"} (سورة الحجر) فالله الذي نزل القرآن هو الذي سيتولى حفظهه، لأن البشر جربوا في حفظ مناهج السماء، فلم يكونوا أمناء لأنهم غيروا في الكتب المقدسة، فكتموا بعضها ونسوا بعضها وحرفوا البعض الآخر. ليس ذلك فقط بل جاءوا بأشياء من عندهم وقالوا: هذا من عند الله، فهم ليسوا مأمونين، لآن الحفظ للمنهج كان موكولاً إلي البشر تكليفاً، والتكليف عرضة لأن يطاع أو يعصى. وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء .. "44"} (سورة المائدة) ومعنى استحفظوا ـ استحفظ أي طلبت منه أن يحفظ، وهذا أمر تكليف، والأمر التكليفي كما نعلم عرضة لأن يطاع أو يعصى، وقد عصى هنا نسياناً وكتماناً وتحريفاً وزيادة. ولذلك، فالحق سبحاه بعد أن جرب البشر في حفظ منهجه، ولم يحفظوه أخبرهم أنهم غير مأمونين على حفظ كتابه، وتولى حفظ القرآن بنفسه؛ لأن القرآن هو الكتاب الشامل والخاتم الذي ليس عليه استدراك، وهو الذي أخبرنا أن هناك تحريفاً يحدث للكتب السابقة، ولأنه لن يأتي بعده كتاب آخر فلابد أن يضمن الحق سبحانه وتعالى حفظه وسلامته حتى يظل قائماً على الناس إلي يوم القيامة. والقرآن الكريم كما عرفنا هو الكتاب الوحيد الموثق، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ المصحف على جبريل في شهر رمضان مرة، وفي آخر عام من حياته قرأه مرتين على جبريل، وذلك حتى يأتي الترتيب المصحفي إلينا موثقاً من قبل الرحمن. إن ميزة القرآن الكريم أنه الكتاب السماوي الوحيد الموثق. تقرؤه الآن وأنت مطمئن تمام الاطمئنان، أي أنه كما نزل من عند الله ميزة لا تجدها في أي كتاب آخر: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"} (سورة الحجر) لقد اختبر الله البشر من قبل في الحفاظ على منهجه، لكنهم لم يفعلوا ذلك، لأن الدين الإسلامي قد جاء ديناً عاماً لكل البشرية. لذلك وثقة الله وحفظه، وكل يوم يعطي الله من العلامات ما يؤكد أن القرآن الكريم مكتمل ومحفوظ كما نزل من عند الله، وهاهو ذا أحد المستشرقين يؤكد في كتاب له أن كل آية من القرآن هي دقيقة في ضبطها، كما تلاها رسول الله محمد. ومثال ذلك أحد الاكتشافات الحاسب الإلكتروني "الكمبيوتر" عندما حاول أحد الباحثين من الشباب المسلمين بالولايات المتحدة، أن يحصر عدد حروف القاف في سورة "ق" فوجد أن عدد القافات ينقسم على عدد حروف البسملة "حروف بسم الله الرحمن الرحيم" هي تسعة عشر حرفاً، وعدد حروف القاف في سورة "ق" ينقسم على عدد حروف البسملة. وهكذا نملك الدليل على أن من يحوم حول كتاب ربه يفيض الله عليه بعض أسراره، وإلا فلماذا ينتبه مثل هذا الشاب المؤمن إلي أن الله عندما تكلم عن "قوم لوط" تكلم عنهم في كل مواضع ذكرهم بالقرآن، فأتى بكلمة "قوم لوط". وهكذا نرى أن أول حرف في هذه الجملة هو "ق" لكن في سورة "ق" والتي تمتلئ بحروف القاف، وعندما تأتي سيرة قوم لوط في هذه السورة فإن القرآن يقول عنهم: {وإخوان لوط "13"} (سورة ق) {كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود "12" وعاد وفرعون إخوان لوط "13" وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد "14"} (سورة ق) يأتي ذكر قوم لوط في كل القرآن بـ"قوم لوط" إلا في هذه السورة التي تتميز بعدد كثير من حرف القاف، فيأتي ذكر قوم لوط بـ"إخوان لوط"، ويتتبع الشاب المؤمن أنه لو جاءت سيرة لوط وقومه في هذه السورة بـ"قوم لوط" بدلاً من إخوان لوط لما قلبت حروف القاف بهذه السورة أن تنقسم على تسعة عشر، وهو عدد حروف "بسم الله الرحمن الرحيم". وهكذا يتبين لنا أن القرآن بشكل مادي مضبوط ضبطاً محكماً، ولو تأملنا آيات الربا فسوف نجد أن كل آيات الربا في القرآن مكتوبة كلمة "ربا" كالآتي "ربوا". مكتوبة كلها بحرف الواو إلا في آية واحدة مكتوبة بالألف: {وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون "39"} (سورة الروم) ولو تأملنا كلمة "تبارك" نجدها مرة مكتوبة بالألف، ومرات بدون ألف. إذن: القرآن منزل بوضع يتأكد في كل عصر، بدليل مادي على أنه باق لنا كما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام من عند الله بنفس ما جاء به من كلمات وحروف وكتابة ورسم، إن المعايير التي توجد بالقرآن وصلت إلينا كما أرادها الله منطقاً وكتابة، ولا اختلاف في آياته. وهكذا ننظر إلي حروف المباني التوقيفية التي بدأ بها القرآن بعض السور إلا أنها جاءت من عند الله. هكذا ننطقها كما نطقها الرسول حتى تكون على ألسنتنا دليل إعجاز، كما جاءت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي يدل الإنسان على أن أسماء الحروف شيء مختلف عن مسميات الحروف، وهو ما قاله أحد الشعراء: لقد كنت أرجو أن تكون مواصلى فسقيتني بالبعد فاتحة الرعد وعندما نرى فاتحة سورة الرعد سوف نجدها "ألف ـ لام ـ ميم ـ راء". هكذا ننطقها كأسماء الحروف، أما إذا نطقناها كمسميات للحروف فسوف نقرؤها "المر" من المرارة، وحين ننظر هذه النظرة في المتشابه من السور فإننا نعلم أن لله أسراراً في هذه الحروف، والمفسرون والعلماء دائماً عندما يتناولون هذه الحروف بالتحليل أو الشرح فيقولون فيها "الله أعلم بمراده". ذلك أنه يكفي القرآن أنه يبين لنا بالإعجاز أحكام الشريعة واضحة جلية، واستبقى الله لنفسه في القرآن ما يعجز به خلقه إلي يوم الدين، وذلك في المتشابه من القرآن، والقرآن الكريم يقول في ذلك: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا .. "7"} (سورة آل عمران) وللعلماء اجتهادات كثيرة أقربها إلي القبول هو ما أشرنا إليه أنها من تمام التحدي والإعجاز. وهذا الاسم له من الأسرار ما يوحي بالإحاطة والشمول. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23 / 01 / 2010, 16 : 08 PM | المشاركة رقم: 37 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه الحسيب. قال تعالى: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل "173"} (سورة آل عمران) الحسب من الحسب الذي هو الاكتفاء، فيكون معناه الكافي سبحانه ولنتدبر الآيتين: {وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله .. "62"} (سورة الأنفال) {ومن يتوكل على الله فهو حسبه .. "3"} (سورة الطلاق) ويكون الحسيب من الحساب، فيكون معناه المحاسب، ولنتعلم هذه الآيات: {وإن كان مثقال حبةٍ من خردل أتينا لها وكفى بنا حاسبين "47"} (سورة الأنبياء) {ثم ردوا إلي الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين "62"} (سورة الأنعام) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا". ويطلق الحسبان على النظام والتدبير والحكمة في الكون وعوالمه، ويقول الحق سبحانه: {الرحمن "1" علم القرآن "2" خلق الإنسان "3" علمه البيان "4" الشمس والقمر بحسبان "5"} (سورة الرحمن) ويطلق الحسب أيضاً على النسب. وقال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيباً "86"} (سورة النساء) إن المسألة هنا تخرج من دائرة حساب البشر بعضهم البعض، إن الواحد منهم من المسلمين عندما يحيا بتحية، فالحق سبحانه قد طلب من كل مسلم أن يرد التحية، ولا تنتهي المسألة عند ذلك، ولكن لابد أن يكون لها حساب عند الله. فالحق سبحانه وتعالى عندما يرى خلقه المؤمنين به يتكارمون، فهو يضعها في الحساب، فالحساب لا ينتهي عند أن يرد المؤمن التحية أن يؤدي خيراً منها، ولكن هناك جزاء آخر في الجزاء الأعلى عند مليك مقتدر. إن المؤمن له أن يفتخر بعمله، وأن يخشع في ذات الوقت، ويشكر الله الذي وفقه إلي أداء هذا العمل، لذلك فلا يجب أن يكون الإنسان المؤمن عظامياً، أي: يستمد الفخر مما صنعه الأجداد من مجد غابر بينما الحاضر خرب. والشاعر العربي يقول: لا ينفع الحسب الموروث من قدم إلا ذوي همه غاروا على الحسب العود من مثمرٍ إن لم يلد ثمراً عوده مهما سما أصلاً من الحطب إن الحق سبحانه يريد أن ينبه المؤمن إلي ضرورة أداء العمل الذي يمكن أن يفخر به. وينسب الفضل لله، إن المؤمن عليه أن يعرف أن مجد آبائه انتهى به، ولذلك يجب على المؤمن أن يكون عمله فخراً للآباء بأنهم أنجبوه. والتاريخ يحفظ لنا في هذا المجال ما رواه الرواة عن أبي الصقر الشيباني، وقال في نفسه هذا الشعر: قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم كلا لعمري ولكن منه شيبان وكم أبٍ قد علا بابـن ذي شـرف كما علت برسول الله عدنان إن المؤمن عليه أن يعمل العمل الذي يفخر به، وأن ينسبه إلي الخالق الأكرم الذي يعطي المدد ليكون الإنسان ذا أثر في الوجود، لقد أراد الإسلام أن يضع نهاية للفخر بالآباء أو بأداء الأعمال التي يثيب عليها الحق، كإطعام الطعام أو حمل البقايا من الأماكن المقدسة، أو أداء الدية عن الفقير الذي دفعته الظروف أن يكون قاتلاً، وحتى لا تستمر التارات وسفك الدماء. وهذا هو المعنى الذي يصل إلينا من قول الحق سبحانه: {فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً .. "200"} (سورة البقرة) إن ذكر الله هو الذي يعطي المدد والمعونة ليكون المؤمنون أهلاً لقيادة حركة الحياة في الأرض، يوطنون فيها الأمن والسلام والرحمة والعدل. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23 / 01 / 2010, 17 : 08 PM | المشاركة رقم: 38 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه الجليل. قال تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام "78"} (سورة الرحمن) والجليل اسم من الجلال والعظمة، ومعناه منصرف إلي جلال القدر وعظم الشأن، ومعناه المستحق للأمر والنهي، ومن حق البارئ جل ثناؤه على من أبدعه أن يكون أمره عليه نافذاً، وطاعته له لازمة، وهو الذي يصغر دونه كل جليل، ويتضع معه كل رفيع. وفي اللغة: ج ل ل، وجلال الله عظمته. ويقال فعلته من جلالك أي من أجلك. وجل "يجل" بالكسر "جلاله" أي عظم قدره، فهو جليل و"أجله" في المرتبة. فسبحان الجامع لجميع صفات الجلال، ذو الجلال والإكرام، وسبحان الذي جل قدره في قلوب العارفين المخلصين. وأمام جلال الله تخشع القلوب، وتسجد الجباه، وتسكن النفوس، وتستقر الحياة، فهو صاحب الجلال المقرون بالكرم. ومن هذا المنطلق تسير الحياة وفق كرمه وجلاله. فيقول الحق سبحانه: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً "70"} (سورة الإسراء). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23 / 01 / 2010, 18 : 08 PM | المشاركة رقم: 39 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه الرقيب. قال تعالى: {واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً "1" } (سورة النساء) وهو الرقيب القريب، الذي لا يخفى عليه شيء، من أفعال العباد. قال تعالى: {فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم .. "117"} (سورة المائدة) {وكان الله على كل شيء رقيباً "52"} (سورة الأحزاب) {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "16"} (سورة ق) إننا نعرف معنى كلمة "اتقوا" تعني أن يجعل الإنسان بينه وبين غضب ربه وقاية، بإنفاذ أوامر الطاعة، أما قول الحق سبحانه: {إن الله كان عليكم رقيباً "1"} (سورة النساء) فنحن نسمع كلمة "مرقب" أي مكان يحتاج إلي حراسة، فنجد أن به أكثر من مبنى عال في كشك، يعلو فوق سور، ويجلس فيه الحارس، أي: أن الحارس في مرقبه يكون أعلى من أي إنسان في المبنى الذي يحتاج للحراسة. إذن: فقوله الحق: {إن الله كان عليكم رقيباً "1"} (سورة النساء) أي: أنه يرقب كل شيء، فالإنسان العادي قد ينظر من غير قصد، لكن الرقيب أعلى من كل خلقه، وهو رقيب أي هو ناظر عن قصد أن ينظر وفي المستوى البشري. ولله المثل الأعلى نقول: فلان يراقب فلاناً، أي يراه ويتعقبه عن قصد، أي: أين يذهب والإنسان يراقبه أحد يراه الناس في جيئته، لكن المكلف بالمراقبة ينظر ويتتبع عن قصد، فكأن حركات العبد مرصودة من قبل الخالق جل وعلا. إن الله ليس بصيراً فقط ولكنه رقيب أيضاً. وتختلف دائرة العبد المحدودة عن قدرة الله اللامحدودة، فالإنسان قد يبصر ما لا غاية له في إبصاره، فهو يمر على كثير من الأشياء فيبصرها، ولكن الإنسان قد يرقب ما في باله أن يرقبه، والحق سبحانه بطلاقة قدرته رقيب علينا. وعن ذلك يقول الحق سبحانه في موقع آخر بالقرآن: {إن ربك لبالمرصاد "14"} (سورة الفجر). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23 / 01 / 2010, 19 : 08 PM | المشاركة رقم: 40 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى السيرة النبويه المجيب. قال تعالى: {إن ربي قريب مجيب "61"} (سورة هود) هو القريب المجيب، الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ونسأله تعالى أن نستجيب له بطاعته، سبحانه، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم .. "24"} (سورة الأنفال) وقال تعالى: {ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله .. "61"} (سورة الشورى) {للذين استجابوا لربهم الحسنى .. "18"} (سورة الرعد) {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب "61"} (سورة هود) ثم لنقرأ خمس كلمات من النور: {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون "75"} (سورة الصافات) الله سبحانه وتعالى حين تتجه إليه فبمجرد أن ترفع يدك إلي السماء وتصيح يا رب يعلم ماذا تطلب، ويجيبك دون أن تسأل، لماذا؟ لأنه يعلم، وقد قيل: إن إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار. جاء جبريل وسأله: هل تريد شيئاً؟ فقال: منك أنت فلا، أما من الله .. فالله يعلم بحالي ولذلك هو غني عن السؤال. هذه هي عزة الاتجاه إلي الله، فنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ حين جاءه جبريل، وهو من أقرب الملائكة إلي الله، إن لم يكن أقربهم جميعاً. جاء جبريل لإبراهيم .. وإبراهيم ملقى في النار، والنار تشتعل حوله، والناس واقفون ينتظرون إحراق إبراهيم. وفي هذه اللحظة الحاسمة التي تدخل الخوف والهلع إلي أقوى القلوب .. لم يشعر إبراهيم عليه السلام أنه في حاجة إلا إلي الله سبحانه وتعالى، ولم يطلب من جبريل عليه السلام أن يبلغ الله شيئاً. لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى ليس محتاجاً إلي سؤال، بل هو يعلم بما في داخل النفس، وما يخفيه الإنسان ولا يبوح به لأحد. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {فإنه يعلم السر وأخفى "7" } (سورة طه) وتتعجب أنت من هذه الآية الكريمة، أيوجد ما هو أخفى من السر؟ نقول لك: نعم، لماذا؟ لأن السر يكون بين اثنين: أحدهما يسره للآخر أي: يلقيه إليه أو يحدثه عنه، أو يكلمه فيه، ولا ثالث بينهما. هذا هو السر، ولكن الذي هو أخفى من السر هو ما في داخل النفس لا تبوح به لأحد، فهناك أشياء تعرفها أنت ويعرفها أقرب الناس إليك، هذا هو السر، سرك بينك وبين زوجتك، أو بينك وبين أخلص أصدقائك. إما ما هو أخفى من السر فهو ما تخفيه عن زوجتك أو بينك وبين أخلص أصدقائك ويبقى في صدرك حبيساً لا يعرفه أحد، فكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا: إن علمه لا يصل إلي السر فقط الذي بين اثنين لا يعرفه ثالث، ولكن علم الله يصل إلي ما تخفيه الصدور ولا يبوح به. ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى غني عن السؤال، وإذا لم يقل العبد ولم يبح له، ولكنه نزع إلي السماء قائلاً: يا رب فالله يعلم، والله يجيب. فسؤال الله يقيك الذلة، وهذا يستوجب الحمد، وسؤال الله يعطيك ما تطلب وزيادة، لأنك إذا سألت شخصاً ما مثلاً قد لا يعطيك المال كله، حتى ولو كان يملكه ويملك أضعافه، فإنه قد يشح عليك ويحس أنك تقتطع من ماله. أما الله سبحانه وتعالى فإنه يعطيك كل ما تطلب ويزيد، لأنه يملك خزائن الأرض، وأنه مهما أعطاك ووهبك فإنك لن تنقص من ملكه شيئاً، وهذه نعمة أخرى تستوجب الشكر، فالبشر يعطي بحساب، والله يعطي بلا حساب. وأنت إذا سألت بشراً فقد يعطيك أو يمنعك، ولكنه إن أعطاك أو منعك هو في هذه الحالة متضرر متأفف قد تذهب مرة لتسأله فيعطيك، ثم تذهب مرة أخرى فيهرب منك، أو يطلب من خادمه أو أهل بيته أن يقولوا لك: إنه غير موجود. ولكن الله سبحانه وتعالى لا يضجر منك أبداً مهما سألت، فإنه يطلب منك أن تسأله ويقول لك "ادعوني" ويقول لك إنني قريب منك أسمع دعاءك، ويقول الله سبحانه وتعالى: {ادعوني أستجب لكم .. "60"} (سورة غافر) فأنت حين تسأل الله، تسأل من لا ينهرك إذا سألته، ولا يهرب منك إذا دعوته، ولا يصيبه السأم أو الضجر مهما دعوت ومهما سألت، فهو دائماً المجيب، ومن كمال الله وصفاته سبحانه وتعالى أنه مجيب للدعاء، وهذا يستوجب الحمد وأن تقول: الحمد لله. والإجابة تحتاج إلي الاستجابة، يقول الحق سبحانه وتعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "186"} (سورة البقرة) والإجابة تعطي للداعي جهراً وسراً وصمتاً وخاطراً فهو عالم السر وأخفى. ويقول الحق جل وعلاه: {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال .. "205"} (سورة الأعراف) وقال تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه .. "62"} (سورة النمل) ومعنى المضطر، أي الذي استنفذ كل أسباب الدنيا، فهو حينئذ يفزع إلي الله سبحانه وتعالى أن يمده بمدد من عنده بعد أن استنفد الأسباب، وهذه النقطة يجب أن نقف عندها، لأن بعض الناس يسألون: لماذا لا يجيب الله دعاءهم؟ ويقولون: إن الله سبحانه وتعالى قال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "186"} (سورة البقرة) ثم يضيف القائل: لقد دعوت الله فلم يستجب لي. نقول له: إن الله سبحانه وتعالى يأمرك أولاً أن تأخذ بالأسباب، ولكنك حين تتخلى عن أسباب تحركك في الحياة، ثم تطلب من الله فإنه لا يجيبك، لأنك لم تأخذ بأسباب الحياة أولاً. لذلك فأنت لست مضطراً، أي: أنك لم تستنفذ الأسباب. فإذا كنت جالساً في حجرة مثلاً، وفي الحجرة القريبة منك مائدة طعام، ثم تقول: أبي إنني جائع فأمدني بالطعام، فإن الله سبحانه وتعالى لا يجيبك. لماذا؟ لأنك لو سرت قليلاً واستعملت قدميك اللتين أعطاهما الله لك لوصلت إلي الطعام، أي: أنك لو أخذت بأسباب الدنيا لوصلت إلي ما تريد. وأنت لو جلست في منزلك ولم تخرج إلي عملك وتقول: يا رب أعطني مالاً ما أعطاك، لماذا؟ لأنك لم تأخذ بالأسباب ولم تذهب إلي السوق لتتاجر مثلاً أو إلي عمل لتعمله، تجد فيه رزقك. فأنت في هذه الحالة لست مضطراً حتى يمدك الله سبحانه وتعالى بالعون، ولكنك تتكاسل لا تريد أن تبذل جهداً لذلك، قال عمر بن الخطاب: "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ثم يقول: اللهم ارزقني. فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة". وكأن قول عمر بن الخطاب معناه أنه لابد من الأخذ بالأسباب، وأنه لو كان سبحانه وتعالى قد ألزم نفسه بإجابة الدعاء لما قال: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه .. "62"} (سورة النمل) أي: أننا يجب أن نأخذ بالأسباب أولاً، فإذا عجزت الأسباب اتجه إلي السماء، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي العمل وإلي السعي في سبيل الرزق، وإلي أن يكسب الإنسان رزقه من عرقه وجعل السعي في سبيل الرزق جهاداً في سبيل الله، وأنت أمامك الأسباب، يد الله ممدودة لك بالأسباب، ثم تطلب من الذات أن تعينك. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018