![]() | |
ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ملتقى خاص بالموضوعات التي تخص الدعوة بكافه الأشكال كالاشرطة والفيديو .. ومواضيع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الحسبة وانجازاتهم . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 6 | المشاهدات | 2307 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كلمة إلى أهل العلم والدعوة خبَّاب بن مروان الحمد *حذار من الإشعاعات الإعلاميَّة السَّامة (جاءني مرة أحد الأشخاص من قناة الجزيرة الفضائية، وطلب مني أن أتكلم في أحد البرامج، فقلت له: ما اسم البرنامج؟ فقال لي: الجريمة السياسية، فقلت له: كيف تطلب مني أن أتكلم في برنامج عنوانه خطأ، وكان يريدني أن أتحدث عن قضية الفنية العسكرية، فقلت له: إن أي كلام سأقوله خطأ أو صحيحاً سيكون كلامًا خاطئًا لأن البرنامج اسمه الجريمة، والناس للأسف تهوى الظهور، ومن يتعرض للإشعاع الإعلامي يدمن ويتسمم، ويكون لديه استعداد لأن يقول أي شيء مهما كان الثمن). تلك كلمات أدلى بها الشيخ الفاضل والمربي الداعية ![]() فينة بعد أخرى، نلحظ أنَّ وسائل الإعلام تقتنص تلك الفرص الذهبيَّة الثمينة، حين يقوم بعض الرموز العلميَّة سواء أكان شيخاً أو عالماً أو مفكراً إسلامياً بالظهور في وسائل الإعلام ويدلي برأيه عبر مقابلة صحفية سريعة، أو إثر حديث له على هامش ندوة أو مؤتمر يقابله أحد الإعلاميين أو الصحفيين فيسأل ذلك الرمز بعض الأسئلة، فيقوم ذلك الإعلامي والصحفي بنشر هذه المقابلة، ثمَّ تنشط وسائل الإعلام لنشر ما قاله ذلك الشيخ من ![]() وكثيراً ما تفاجئنا وسائل الإعلام بشيء من هذا القبيل، فهذا دكتور يفتي بجواز رضاع المرأة الموظفة لزميلها في العمل حتَّى لا يكون جلوسهما في العمل نفسه خلوة محرَّمة؛ بشرط توثيق ذلك الإرضاع رسمياً، أو ذلك الذي أفتى بجواز أن تضرب المرأة زوجها حين تتأذَّى منه، ويتابعه آخر فيقول بجواز ضرب المرأة لزوجها فضلاً عن تعلم أنواع ومهارات الكراتيه والتايكوندو للدفاع عن نفسها، وهذا الذي يفتي بجواز التبرك ببول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنَّ بوله طاهر وهو أول العارفين بأنَّه لا يوجد أثر لبوله صلى الله عليه وسلم فلا ندري ما فائدة مثل هذه الفتيا، وآخر يفتي بجواز سباحة الفتيات مع الشباب في الحصص الدراسيَّة الرياضيَّة بحجَّة الضرورة شرط ألا ينظر ذلك الشاب لتلك الفتاة ولو كانت لابسة لباساً عارياً. بالطبع كثير ممَّن له إسهامات في مثل هذه الفتاوى الشاذة أو الغريبة، لديهم عدَّة شطحات في مجال الآراء التي تخرج عنهم مرَّة بعد أخرى، وهم الذين نجد أنَّ وسائل الإعلام تصدِّرهم وتحاول أن تخرجهم كثيراً عبر أثيرها لكي يظهروا بمظهر الشيخ أو الداعية أو المفتي، وقلَّ أن نجد وسائل الإعلام ـ إلاَّ ما رحم الله ـ تستضيف الثقات العدول وأهل التوازن في فقههم ورأيهم الشرعي. وإني بهذا السياق لا أعمِّم هذا الكلام على جميع العلماء أو الدعاة الفضلاء أوالمفكرين الأثبات، فهنالك طائفة بعينها تحتاج لنوع من التذكير في هذا الموضوع لغريب ما يصدر عنها من آراء شاذة أو فتاوى غريبة. ولن أطيل في نقل بعض الفتاوى الشاذة أو الغريبة التي تخرج من بعض الأشياخ أو الدعاة، ولن أناقش هنا من هو العالم الذي يؤخذ بقوله ؟ ومن هو الشيخ الذي ينبغي أن نأخذ عنه ديننا وشرعنا؟ أو عن فقهاء التساهل والمتساقطين تحت ضغط الواقع. فكلَّ هذا يحتاج لنقاش شرعي ، وإن كنت قد كتبت مقالاً سابقاً بعنوان ![]() بودي في هذا المقال أن أناقش قضية حسَّاسة أرى أنَّ من مقتضيات فقه العصر الوقوف عندها، وأنَّ واجب الوقت الحديث عنها، وذلك لأهميَّتها؛ فإنَّ حديث ذلك الرمز سواء أكان شيخاً أو داعية أو مفتياً ينبغي أن يسترعي في حديثه عدَّة مهمَّات، لكي لا تزل قدم بعد ثبوتها، وحتَّى يكون الحديث لدى وسائل الإعلام مدروساً خصوصاً إن كان طلباً لحوار صحفي فلا يكون عبر موافقة مباشرة دون معرفة ما الأسئلة التي ستقال، والاستفسارات التي ستلقى على مرأى ومسمع ذلك الرمز، أو على الأقل أن يكون لدى هذا الرمز إجابات مسبقة ومعروفة ومعهودة عنه في بعض القضايا التي يحب أن يثيرها بعض الإعلاميين لكشف رأيه عنها وقد يكون لديه رأي معين، أو مسألة يدرسها ولكنَّه لم ينته من دراستها، أو لم تتحرَّر لديه، أو أن يكون بعض تلك القضايا ليس من الحكمة أن تثار وتقال عبر وسائل الإعلام فيكون الجواب عن ذلك على الأقل: الله أعلم، أو بدون تعليق، ليحمي نفسه من إثارة زوبعة إعلامية كبرى قد تذاع في كبرى المحطات الفضائيَّة، أو تنشر على أضخم الصحائف المحليَّة، وقد لا يشعر أنَّ رأيه ذاك أو فتواه تلك قد كان لها ذلك الزخم الإعلامي الذي لم يكن يحسب له حسابا واحدا فضلاً عن ألف حساب!! * خطورة ابتلاع الـ(طعم) الإعلامي: لأهل العلم والدعوة في دين الإسلام مزيَّة عن غيرهم ودرجة عالية ومرتبة سامقة، ويكفي أنَّ الله عزَّ وجل قال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() لكنَّ المشكلة الكبيرة أنَّ بعض أهل العلم والدعوة قلَّما يكون لديهم خارطة واضحة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وعن كيفية الجواب على سؤال ذلك الإعلامي الذي قد يكون همَّه الوصول إلى التشويش أو التشويه لأهل العلم والفضل، فحين يعثر على بغيته تجده ينشر ذلك الرأي عبر وسائل الإعلام، لكي يحصل بذلك التندر بأقوالهم، والتحدث عنهم، وتشويه صورتهم وقد تكون هذه الفتوى مبتورة أو ذلك الرأي ناقصاً أو يكون هو بعينه رأي ذلك الشيخ أو لداعية ولكنَّها تعد زلة أو زيغة من حكيم وما أشبه ذلك. مع أنَّه في الواقع يجدر بمن يعمل في هذه الوسائل الإعلاميَّة أن يتقي الله عزَّ وجل في نقله، ويحذر من إلقاء التهمة على ذلك الرمز العلمي إلاَّ بعد التأكد والتريث، فضلاً عن دراسة نشر ما نُسٍبَ لذلك الرمز، وما أحسن كلام الإمام ابن حجر العسقلاني حين قال ![]() نعم! قد تحصل مزالق فقهيَّة أو زلاَّت من بعض المنتسبين للعلم والدعوة، ولا شك أنَّ كل بني آدم خطَّاء، وأنَّ العالم أو الداعية يجور عليه الخطأ كما يجوز على غيره، وأنَّ العلماء أو الدعاة ليسوا معصومين من الوقوع في الخطأ أو الرأي، لكنّي لا أستغرب أو أتعجب أن تكون هنالك خطة مبرمجة لتشويه الرموز العلمية والدينية في بلدان المسلمين، (وليس ذلك تأثراً بما قد يظنُّه الظان بنظرية المؤامرة) وذلك أنَّنا نلاحظ من بعض الوسائل الإعلاميَّة التركيز في أخبارها على بعض السقطات والزلاَّت التي تخرج من بعض العلماء والدعاة، فحين يعلم ذلك الصحفي أو الإعلامي أو يتنامى إليه قول غريب يقول به ذلك الشيخ أو العالم لكي يهرع إليه طالباً منه مقابلة صحفية عبر صحيفة أو فضائيَّة ليستفتيه في بعض الآراء أو يأخذ رأيه في بعض المسائل المهمة، ويكون المقصد هو الولوج لتلك المسألة ليقول الشيخ أو الداعية قولته، فيطير بها ذلك الإعلامي مشيعاً لها في وسائل الإعلام، ويتم المراد من تشويه الرموز الإسلامية واحدا بعد الآخر. من اليقين أنَّ هنالك بعض الرموز العلميَّة الذين وعوا أهميَّة وسائل الإعلام وضرورتها لجميع الناس ، بيد أنَّهم قبل اتصال أيَّة جهة إعلامية بهم يطلبون منها التريث قبل الموافقة المباشرة، ويتحروا عنها وعن الذي سيحاوره أو يطلب منه اللقاء، ويدرس ذلك الرمز منهجيَّة البرنامج ولو بحلقتين أو ثلاث حلقات سابقة، لكي تكون لديه دربة ودراية بالمحيط الإعلامي الذي سيرتاده، حتى لا توقعه المطبَّات الإعلاميَّة بحرج بالغ، ويكون لديها ما تريد، والرسالة التي كان يسعى هذا الرمز العلمي لتوصيلها تضيع بين سؤالات المذيع، بل هنالك بعض الفضلاء من أهل العلم والفكر يقومون بأخذ دورات مهنيَّة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام سواء في دروس أو محاضرات أو تصريحات أو لقاءات وما شاكل! ومن جميل ما يذكر في هذا المجال تفطُّن أحد الدعاة المعاصرين قبل وقوعه في ما لا تحمد عقباه إذ أنَّ إحدى القنوات الفضائيَّة طلبته لكي يكون ضيفاً فيها، ولم يخبروه بطبيعة البرنامج بل قالوا أنَّ هنالك حواراً مع فضيلته عبر البث المباشر فحين همَّ الشيخ الدخول إلى الاستوديو وجده مليئاً بالفتيات المتبرجات الجميلات، فرفض الشيخ الدخول لمكان إقامة البرنامج، وقال لمحاوره والله يا أخي لا أحب الفذلكة بأن أكذب عليك وأقول أني آمن الفتنة على نفسي وأنا في هذا الاستوديو فأنا أعرف نفسي وقد قال محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه قال ![]() كان هذا موقف الشيخ محمد حسَّان مع إحدى القنوات الفضائيَّة، وفي الحقيقة أنَّ موقف من الشيخ هذا، سيجعل القناة تتعرَّف على فكره ومنهجه ويكون لديها خلفيَّة في التعامل مع المشايخ فيما بعد قبل أن يطلبوا منهم أيَّة مشاركة إعلاميَّة، فهنالك حدود يستحيل أن يتعدَّاها حدوداً الشيخ ولو كان ذلك كما يقال لمصلحة لدعوة، فهذه الحدود هي حدود الله من ولجها أثم، ومن ابتعد عنها كان على منهج قويم. * عالجوا أنفسكم قبل معالجة الناس: أذكر نفسي وإخواني من أهل العلم والفكر والدعوة وأنا تلميذ محب لهم ومتطفل على موائدهم، أذكرهم بهذه النصيحة التي ائتمنا عليها الشارع الحكيم بنصح أئمة المسلمين، بأن يجدِّد أهل العلم والدعوة محاسبتهم لأنفسهم في صلاح النيَّة، و مداومة تذكر الإخلاص لله ربِّ العالمين فالنوايا مطايا، مع ملازمة دعاء الله والتوجه إليه بقلب صادق ودعاء المضطر أن يهديهم سواء السبيل، وأن يربط على قلوبهم ويثبت أفئدتهم، ويكفيهم شر كل ذي شر. ومن الضروري بمكان أن يضع ذلك الرمز العلمي في مخيِّلته عدَّة نقاط سائلاً نفسه: ماذا أريد من خروجي الإعلامي، هل لحب الثناء من الناس ومحمدتهم، أو حبَّ الظهور الذي يقصم الظهور، أو لحب الرياسة التي سمَّاها العلماء(الشهوة الخفيَّة)، أو النجوميَّة والشهرة التي تكون في كثير منها محرقة لا مشرقة، فيبدأ الشيخ أو ذلك الرمز واعظا صادقاً، ثم ينتهي إلى نجم فضائي يدردش مع النسوان السافرات المتبرجات، ويمازح الشقراوات الحسان، ويجلس معهنَّ جنباً إلى جنب بحجَّة مصلحة الدعوة، ويضيع الدين والورع والتقوى ويسقط حجاب الهيبة الذي يضعه الله تعالى لهم بسبب تصرفاتهم التي لا ترضي الله عزَّ وجل. لقد شعر الإمام ابن المبارك أنَّ أحد القضاة الذي كان يعرفه، بميوله للدنيا وأهلها، فأرسل له رسالة شعرية قائلاً: يا جاعل العلم له بازياً يصطاد أموال المساكين وهذه الأبيات تنم في الحقيقة عن عمق فكري، ونظر مستقبلي من الإمام ابن المبارك، وتتناسب طرداً مع ما يقوم به بعض الدعاة والعلماء الذين وللأسف صاروا يتطايرون لوسائل الإعلام أياً كانت كما تتطاير الفراش على الضوء اللاهب وقد يذهب هذا الفراش لحتفه ظاناً أنَّ عند هذا الضوء سبيل نجاة أو مصلحة له، فيكون محرقة له.احتلت للدنيا ولذًّاتها بحلية تذهب بالدين فصرت مجنوناً بها بعدما كنت دواء للمجانين أين رواياتك في سردها عن ابن عون وابن سيرين؟ إن قلت أكرهت فماذا كذا زلَّ حمار العلم في الطين * حتى لا يكون في حديث أهل العلم فتنة: إنَّ الحديث لوسائل الإعلام سواء أكان هذا الحديث عبر برنامج (فتوى) أو برنامج (حوار) أو مؤتمر أو ندوة، ينبغي أن يأخذ ذلك المتحدث في اعتباره عدَّة أمور، لكي يكون حصيفاً ذكياً، ولكي لا يستغل أي شخص يرغب بترويج شيء ما إلى أذهان الناس من خلال تلك الخرجات الفضائيَّة، وقد يستغفل بعضهم أولو العلم بسبب قلَّة خبرتهم في التعامل مع وسائل الإعلام، فيقول الشيخ كلمة أو رأياً فقهياً لم يدقق في صحته، ثمَّ حين يشتهر هذا الرأي عنه، يقوم ذلك الشيخ بذكر رأيه مرَّة أخرى بكتابة بيان أو فتوى، أو أن يتراجع ذلك الشيخ أمام الناس ـ وتراجعه حسن جميل إن كان تراجعاً صحيحاً ـ ، وكأنَّه لا تحق المراجعات إلا للشيوخ والعلماء والدعاة وهي التي تنشر، وأمَّا غيرهم فهم على ثبات دائم وقول مطَّرد منذ أن خرجوا من بطون أمَّهاتهم وإلى الآن! ومصدر الخلل أنَّ ذلك الشيخ أو الرمز لم يتحرَّى الصواب والصحَّة وبحث المسألة بشكلها الصحيح قبل أن يعرض رأيه وهو مقتنع به. ولعل من أهمَّ هذه القضايا الحسَّاسة والتي من المهم أن تقال، ما يلي ذكره: 1) ليس كل ما يعلم يقال سواء على ملأ الناس وحضورهم، أو في وسائل الإعلام، وقد كانت هذه سنَّة لأهل العلم والفضل، وعند مسلم في مقدمة صحيحه أنَّ الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود قال ![]() ![]() ![]() ![]() 2) عدم الحديث إلا في مجال التخصص، فإنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، وإنَّ من أسباب البلاء والداء الذي ما له دواء إلا التخصص والتعلم أو السكوت والصمت، أن يظن الظان أنَّه حين قرأ شيئاً من كتب العلم فإنَّ لديه مندوحة لكي يتكلم في مسائل العلم والدين ظانَّا نفسه أنَّه فقيه نحرير، وما علم أنَّ ذلك عقم في الفهم، وأنَّ زمن الموسوعيَّة قد ولَّى وانتهى، وأنَّه لو وجد شيء من ذلك فهو نادر جداً، ومن المعلوم أنَّه ليس كل من تخصَّص في فن من العلوم أنَّه قادر على الحديث والتكلم في مسائل أخرى وإذا كان هذا لم يحصل للعلماء السابقين الذين كانوا قريبين من عهد النبوة، وكان العلم في عصرهم منتشراً بأصوله العلمية ومنضبطة بشكل متقن، وكانت الشواغل لديهم قليلة، ومع هذا نجد أنَّ الإمام الشافعي وهو من هو في علم الفقه والحديث بل قيل إنَّه أول من ألف في علم مصطلح الحديث في كتابه ![]() ![]() ![]() ![]() فالمقصد أنَّ الإمام أحمد مع علو كعبه وباعه في علم اللغة، فقد عزا ذلك للإمام أبي عبيد القاسم بن سلاَّم لكي يعتاد الناس على التلقي عن المتخصصين، وأما أنصاف المتخصصين، فإنَّ البلاء كبير جداً منهم، وقد نقل الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه مقولة جميلة فقال ![]() 3) الفطانة والتيقظ ، والانتباه من سؤالات الناس وحيلهم والتفافهم ودورانهم على المتحدث لكي يبلغوا إلى حيث يريدون من رأيه ، وقد نبَّه الإمام النووي رحمه الله تعالى إلى ضرورة التيقظ والفطانة للمفتي([7])، وتبعه على ذلك الإمام ابن عابدين حيث قال ![]() 4) مراقبة الله في كلِّ قولة ورأي يتحدث به المتحدث، و حينما يتأمل المتكلم قوله تعالى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() 5) فقه المآلات، فهنالك بعض الأقوال والآراء يكون مآلها وبالاً وشناراً، لأنَ المرء المتحدث والمتصدر للكلام لدى وسائل الإعلام حقيق به أن يعرف توجهات الناس، وميولاتهم واختياراتهم، وميل غالبهم إلى الهوى، وما ترتضيه الأنفس، وقد صدق الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه حين قال ![]() ![]() ![]() 6) الحذر من العجلة والتسرع، وإذا كان من طبع الإنسان العجلة كما قال تعالى ![]() ![]() ![]() لهذا أجد الإمام الجليل أبو الوليد الباجي يقول معلقاً ![]() 7) الاعتراف بالحق حال وقوع الخطأ، فمن صفة صاحب الدين والاستقامة، أنَّه رجَّاع للحق والصواب حينما يثبت عليه أنَّه قال بخلافه، وخصوصاً في حال حديثه أمام ملأ من الناس أمام الفضائيات أو في شتَّى وسائل الإعلام، ولا يوجد في ذلك عيب أن يرى الناس أنَّ ذلك المتحدث الذي قال في درسه أو في حوار معه أو في برنامجه أنَّه أخطأ وقال بخلاف الصواب، ولا زلت أكنَّ للشيخ الفاضل محمد حسَّان ـ حفظه الله ـ الفضل والحب وهو من الرموز العلمية السلفية الفاضلة، حين تحدَّث عبر قناة (الناس) معتذراً عمَّا بدر منه من خطأ وقع له في بعض أشرطته السابقة حيث قال ![]() 8) فقه الواقع ومعرفة المجتمع، فهنالك أقول وآراء وفتاوى تناسب مجتمعاً دون مجتمع آخر، وما دام أنَّ العادة محكَّمة، وأنَّ المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً كما يقول الأصوليون، فإنًَّ عرف كل بلد وعاداتهم تختلف من ذاك البلد إلى البلد الآخر، لهذا كان لزاماً على المتحدث أن يراعي هذه القضيَّة، ولعلَّ من خير ما يذكر في هذا المجال أنًَّ الإمام القرافي ذكر بأنَّ المفتي ![]() ![]() 9) التحدث باللغة العربية الفصيحة، وذلك لأنَّ لكل بلد لهجته وطبيعته في الخطاب والحديث، وإذا لم يدرك المتحدث هذه الحالة، فإنَه وأثناء حديثه قد يجر في بعض حديثه أو بعض كلماته لبساً أمام الناس، ولا زلت أذكر أنَّه جاءني شباب من الخليج وقالوا لي أنَّ الشيخ الفلاني يفتي بجواز الاجتماع والحديث والضحك مع النساء، فقلت لهم: لا شكَّ أنَّ هذا باطل إن صحَّ ذلك عنه، وسألتهم أن يعطوني الشريط فأرسلوه لي، وكان ذلك المتحدث من مصر، وحين استمعت لحديثه ![]() * فتاوى التنازل تحت ضغط الواقع: هنالك من منتسبي العلم والدعوة من لديهم في الحقيقة ![]() وأقول كلمة ![]() ![]() ومن الغريب أن نجد بعض أهل العلم والمشيخة، يشنون حملة على بعض الحركات والتوجهات الإسلاميَّة، مدَّة بعد أخرى نجده ينتقد بعض الممارسات من بعض التوجهات الإسلاميَّة، والمكان الذي ينتقدهم فيه هو أول من يحتاج لنقد واضح بسبب التوجه العلماني المفرط لهذه القناة، ويأخذ هؤلاء الإعلاميون بقول ذلك الشيخ العالم في نقده لتلك التوجهات الإسلامية، ويظنون أنفسهم مبرئين عن كل تهمة، ويستغلون ما قاله ذلك الشيخ في تلكم التوجهات ولتحركات الإسلاميَّة ، وكأنَّه في الحقيقة يلبي مطالب الإعلام وضغوط الواقع المعاصر، ولكن أن يصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبين بعض المشاكل الواقعة في الفضائيات من الفساد الاعتقادي، والخراب الخلقي، فقلمَّا نجد منهم هذا الأمر، أثناء حديثهم في تلك القناة. بل صرنا نجد آراء غريبة تطرح عبر الفضائيات كمن يرى أنَّ الحياة المعاصرة لا تستغني عن الفوائد الربوية حيث غدت ضرورة اقتصاديَّة، ولهذا يجوز أخذها، ومن يفتي بجواز أن يستلحق من وجد لقيطاً ويضمه إلى نسبه ويصبح بذلك ابناً له تترتَّب عليه حقوق البنوَّة، ومن يرى جواز التضحيَّة بالدجاج بديلاً عن الغنم والبقر والإبل حين يكون المرء فقيراً، ومثل هذه الآراء والفتاوى التي يضحك العقلاء منها ومن تخريجاتها العجيبة، ولا عجب في ذلك فقد قيل: على أنَّها الأيام قد صرن كلها *** عجائب حتى ليس فيها عجائب وقد يكون كثير من هؤلاء قد أفتوا بذلك بسبب ضغط الواقع، وإملاء الجماهير، أو من باب (فقه التيسير) ـ وهو باب عظيم من أبواب فقه الفقه!ـ فيدخلوا من هذا الباب إلى التساهل والتلاعب بدين الله وأحكامه، ثمَّ يتلقف الإعلام هذه الفتاوى ويروجها بشكل واسع وطويل، بل قد تذاع في نشرات الأخبار! وفي المقابل قد تكون هنالك فتاوى أضخم وأكبر أثراً وتأثيراً، وصادرة من علماء ربانيين يعرفون الشرع ويدركون الواقع، ولا تسلط عليها الأضواء، وذلك لأنَّها لا تلبي مطالب الإعلاميين الذين يستثيرهم عنصر الإثارة والتشويق لترويج السلعة الإعلامية فبدلاً من أن يكون إعلاماً بالشيء يكون إعلاناً عنه يراد منه ما يراد! * أبت السلاحف أن تطول القمما ! هنالك من بعض الإعلاميين أو الصحفيين من يحاول استشارة بعض أهل العلم والفكر الكبار، ويروج رأياً لهم عبر وسيلة إعلامية وقد يقصد بها التندر بأولئك الفضلاء، أو محاولة الاستثارة لكي يقوم أحد الكبار فيقف لذلك الصغير الوضيع في العلم ، ويناقشه ، ويكون معه الصواب، ولكنَّ ذلك الكاتب أو الإعلامي لا يقصد وراء ذلك إلاَّ أنَّه صار على مرتبة من العلم أضيفت إليه، حين يقوم ذلك العالم أو الشيخ منتدباً نفسه للرد عليه، وينال ما يريده بأنًَّ الدكتور الكبير أو العالم النحرير قد ردَّ علي، وقد يكتب رداً إضافياً على ذلك العالم، من قبيل النقاش فيعلو صوته، ويشتهر اسمه، بعد أن كان وضيعاً من خلال مقالة أو مناقشة! وإنَّنا في هذا المجال نذكِّر أنَّه كان في عصر من عصور الدولة الإسلامية شاعر معروف إلاَّ أنَّ شهرته لم تكن كما كان لدى غيره، فلقد هجا بشار بن برد جريرا طمعا في أن يرد عليه جرير ويدخل بشَّار حلبة الصراع مع الفحول الثلاثة ![]() وهذا درس أرى أنَّ من المناسب الاستفادة منه في الحقيقة، فأسلوب ![]() وإذا استوت للنمل أجنحة *** حتَّى يطير فقد دنا عطبه ولقد قال شعبة بن الحجَّاج: أتاني الأعمش وأنا أحدِّث قوماً فقال![]() ![]() أأنثر دراً بين سارحة النعم *** أأنظم منثوراً لراعية الغنم و في الصحيحين أنَّ ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنَّ الموسم يجمع الرعاع والغوغاء، فأمهل حتى تقدم المدينة فتخلص بأهل الفقه، فقدمنا المدينة، فقبل عمر مشورة ابن عباس فلم يتكلم حتى قدم المدينة.ومن منح الجهَّال علماً أضاعه *** ومن منع المستوجبين فما ظلم ونجد أنَّ الإمام ابن الجوزي يعلق على ذلك بقوله ![]() * وأخيراً: فإنَّ على المشايخ وأهل الفضل والفكر حين يريدون الحديث لأيَّة وسيلة إعلاميَّة أن يكون لديهم إدراك وسابق معرفة مع من يتحدثون وإلى من ، وخبرة بطبائع الوسائل الإعلامية، وأن يجروا بحثاً في طبيعة المحاور أو السائل الصحفي لكي يعلموا حقيقة حواراتهم، فإنَّ كانت لكشف الحقيقة وإفادة الناس فحيَّ هلا، وإلاَّ فليحذروا منهم ويعلموا غيرهم بأولئك الذين يتسلقون على أكتافهم، فإنَّه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل، ولقد قال القاضي الجرجاني: يقولون لي فيك انقباض وإنَّما *** رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما وأمَّا من كان همَّه الخروج بأية وسيلة إعلاميَّة والمهم أن يتحدث ويرخِّص في فتاويه ويتساهل في رأيه، ولو كان لديه علم أو شيء من فهم، فحسبهم الله تعالي يوم القيامة، فإنَّهم قد أهانوا علمهم وأهانوا أنفسهم، ويخشى عليهم من غضب الله ومقته، وقد أحسن الشاعر حين قال:أرى الناس من داناهم هان عندهم *** ومن أكرمته عزَّ النفس أكرما ولم أقض حقَّ العلم إن كنت كلَّما *** بدا طمع صيَّرته لي سلَّما ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهم *** ولو عظَّموه في النفوس لعظِّما ولكن أهانوه فهانوا ودنَّسوا *** محيَّاه بالأطماع حتَّى تجهَّما لا شيء أخسر صفقة من عالم *** لعبت به الدنيا مع الجهَّال وأحسن منه وأجمل ما قاله الله عزَّ وجل![]() --------------- * باحث وداعية فلسطيني. ------------------------------------- [1] ) ال [2] ) إنصاف أهل السنة ص75، وأحال على ذيل التبر المسبوك للسخاوي ص4 [3] ) فتح الباري/304) [4] ) مناقب الشافعي للحافظ البيهقي1/528) [5] ) علل الحديث ومعرفة الرجال للمروذي413). [6] ) كتاب الاستغاثة في الرد على البكري4). [7] ) المجموع للنووي1/40) [8] ) حاشية ابن عابدين/301) [9] ) ذيل طبقان الحنابلة لابن رجب الحنبلي/365) [10] ) مجموع الفتاوى28/207) [11] ) أخرجه الترمذي بقولهالأناة من الله) برقم1935) وقال حديث غريب، وقال ابن القيم: إسناده جيد، كما في كتابه إعلام الموقعين/120)، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم). [12] ) المنتقي/84) [13] ) يراجع كلام الإمام القرافي في كتابه الفروق) [14] ) الموافقات للشاطبي2/682). [15] ) الآداب الشرعية لابن مفلح المقدسيا/118). [16] ) مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي). [17] ) غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب1/58). ;glm Ygn Hig hgugl ,hg]u,m | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ![]() | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ![]() شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . اخي طويلب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ![]() بارك الله فيك موضوع طيب مشكور اخي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ![]() و جعلك يوم الفزع الأكبر من الآمنين .. و متعك الله بالنظر إلى وجه الكريم .. برحمتك يا أرحم الرحمين .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ![]() اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا أللـهـم اغـفـر لـهم ولـوالـديـهم مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018