أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا الأحد 3 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر يرفعه عادل القضماني من الأقصى - الأحد 3 ذو الحجة 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ صالح بن حميد الأحد 3 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن عادل كاتب الأحد 3 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن محمد باسعد الأحد 3 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. خالد بن سليمان المهنا السبت 2 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان السبت 2 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د.ماهر بن حمد المعيقلي السبت 2 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د.عبدالله الجهني السبت 2 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن محمد بن مروان قصاص السبت 2 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 2 المشاهدات 2690  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 01 / 04 / 2016, 29 : 02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء الحادي عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني



539 - " لا تذكروني عند ثلاث : تسمية الطعام ، و عند الذبح ، و عند العطاس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 21 ) :

موضوع . رواه البيهقي ( 9 / 286 ) من طريق سليمان بن عيسى : أخبرني عبد
الرحيم بن زيد العمي عن أبيه مرفوعا و قال : " هذا منقطع ، و عبد الرحيم و
أبوه ضعيفان ، و سليمان بن عيسى السجزي في عداد من يضع الحديث " . و ذكر نحوه
ابن عبد الهادي في " تنقيح التحقيق " ( 2 / 392 ) و عزاه للحاكم بدل البيهقي ،
و الله أعلم . و قال ابن حبان في عبد الرحيم ( 2 / 152 ) : " يروي عن أبيه
العجائب مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها " . قلت : فإن
سلم منهما فلن يسلم من السجزي .

(2/116)

540 - " نهينا عن صيد كلب المجوسي و طائره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 21 ) :

ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 341 ) و البيهقي ( 9 / 245 ) من طريق شريك عن
الحجاج عن القاسم بن أبي بزة عن سليمان اليشكري عن جابر . و ضعفه الترمذي
بقوله : " غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " ، و البيهقي بقوله : " في هذا
الإسناد من لا يحتج به " . قلت : و هما شريك و هو ابن عبد الله القاضي ، و هو
ضعيف من قبل حفظه . و الحجاج و هو بن أرطاة ، و هو مدلس و قد عنعنه . و ليس في
الباب ما يشهد للحديث ، و يمكن فهمه على وجهين : الأول : أن يكون كلب المجوسي
صاد بإرسال صاحبه فعلى هذا لا يجوز أكل صيده فيكون معنى الحديث صحيحا . الثاني
: أن يكون الذي أرسله مسلما ، و على هذا يحل صيده و لا يصح معنى الحديث و قد
أوضح المسألة الإمام مالك أحسن التوضيح فقال في " الموطأ " ( 2 / 41 ) : "
الأمر المجتمع عليه عندنا أن المسلم إذا أرسل كلب المجوسي الضاري فصاد أو قتل
أنه إذا كان متعلما فأكل ذلك الصيد حلال لا بأس به ، و إن لم يذكه المسلم ، و
إنما مثل ذلك مثل المسلم يذبح بشفرة المجوسي ، أو يرمي بقوسه ، أو بنبله ،
فيقتل بها ، فصيده ذلك و ذبيحته حلال لا بأس بأكله ، و إذا أرسل المجوسي كلب
المسلم الضاري على صيد فأخذه فإنه لا يؤكل ذلك الصيد إلا أن يذكى ، و إنما مثل
ذلك مثل قوس المسلم و نبله ، يأخذها المجوسي ، فيرمي بها الصيد فيقتله ، و
بمنزلة شفرة المسلم يذبح بها المجوسي ، فلا يحل أكل شيء من ذلك " .

(2/117)

541 - " ثلاث من أخلاق الإيمان : من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل ، و من إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق ، و من إذا قدر لم يتعاط ما ليس له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 22 ) :

موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 31 ) و عنه أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 1 / 132 ) و ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2 / 133 / 2
) من طريق حجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني : حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن
عدي عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزبير بن عدي
إلا بشر بن الحسين " . قلت : و هو كذاب كما سبق مرارا . و قال الهيثمي ( 1 / 59
) بعد أن عزاه للمعجم : " و فيه بشر بن الحسين و هو كذاب " . قلت : و راويه عنه
الهمداني مجهول كما قال ابن المديني ، و الحديث مما سود به السيوطي " جامعه " :
و لهذا تعقبه شارحه المناوي بكلام الهيثمي المذكور ثم قال : " فكان ينبغي
للمصنف حذفه من هذا الكتاب " . و لعل السيوطي اغتر باقتصار الحافظ العراقي على
تضعيفه في " تخريج الإحياء " ( 4 / 307 ) و هو منه قصور أو ذهول أو تسامح في
التعبير لأن الحديث الموضوع من أقسام الحديث الضعيف ، ثم إن الحديث هو أول حديث
في " نسخة الزبير بن عدي " المحفوظة في ظاهرية دمشق حرسها الله تعالى .

(2/118)

542 - " حجوا ، فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

موضوع . رواه أبو الحجاج يوسف بن خليل في " السباعيات " ( 1 / 18 / 1 ) عن
يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد مرفوعا و موقوفا . و من هذا الوجه
أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 3 / 209 ) و " الجامع " و
قال الهيثمي : " و فيه يعلى بن الأشدق و هو كذاب " .

(2/119)

543 - " حجوا قبل أن لا تحجوا : يقعد أعرابها على أذناب أوديتها ، فلا يصل إلى الحج
أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

باطل . رواه أبو نعيم في " أخبار أصفهان " ( 2 / 76 - 77 ) و البيهقي ( 4 /
341 ) و الخطيب في " التلخيص " ( 96 / 2 ) من طريق عبد الله بن عيسى بن بحير :
حدثني محمد بن أبي محمد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : عبد الله هذا
هو الجندي ، ذكره العقيلي في " الضعفاء " ، و ساق له هذا الحديث و قال : "
إسناد مجهول فيه نظر " و قال الذهبي : " إسناد مظلم ، و خبر منكر " . و قال في
" المهذب " كما في المناوي : " إسناده واه " . و شيخه محمد بن أبي محمد مجهول
كما قال أبو حاتم ، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 268 ) ! و ساق
له هذا الحديث ثم قال : " و هذا خبر باطل ، و أبو محمد لا يدرى من هو ؟ " يعني
أنه هو علة الحديث . و الله أعلم .

(2/120)

544 - " حجوا قبل أن لا تحجوا ، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع ، أفدع ، بيده معول يهدمها
حجرا حجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

موضوع . أخرجه الحاكم ( 1 / 148 ) و أبو نعيم ( 4 / 131 ) و البيهقي ( 4 /
340 ) عن يحيى بن عبد الحميد الحماني : حدثنا حصين بن عمر الأحمسي : حدثنا
الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي مرفوعا . سكت عليه
الحاكم و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : حصين واه ، و يحيى الحماني ليس بعمدة "
. و أقول : حصين كذاب كما قال ابن خراش و غيره . و قال الحاكم : ( 1 / 268 ) :
" يروي الموضوعات عن الأثبات " و قد تفرد بهذا الحديث كما قال أبو نعيم . و أما
الحماني ، فقد تابعه جبارة عند ابن عدي ( 102 / 2 ) في ترجمة حصين هذا و قال :
" عامة أحاديثه معاضيل " .

(2/121)

545 - " من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ، و لم تنله مودتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 24 ) :

موضوع . أخرجه الترمذي ( 4 / 376 ) و أحمد رقم ( 519 ) و من طريقه العراقي
في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 8 / 2 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 8 / 1 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 136 / 2 ) من طريق
حصين بن عمر عن مخارق بن عبد الله عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان مرفوعا
. و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي ، و
ليس عند أهل الحديث بذاك القوي " . قلت : بل هو كذاب عند غير واحد منهم ، كما
سبق ذكره قبل هذا ، و حديثه هذا معارض لما صح عنه صلى الله عليه وسلم من قوله :
" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " . و هو مخرج في " الروض النضير " رقم ( 43 ،
65 ) ، و " المشكاة " ( 5598 و 5599 ) .

(2/122)

546 - " للإمام سكتتان ، فاغتنموا القراءة فيهما بفاتحة الكتاب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 24 ) :

لا أصل له مرفوعا . و إنما رواه البخاري في " جزء القراءة " ( ص 33 ) عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : فذكره موقوفا عليه . قلت : و إسناده حسن
. ثم رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفا عليه ، و سنده حسن أيضا . <1> و
الذي دعاني إلى التنبيه على بطلان رفعه أنني رأيت ما نقله بعضهم في تعليقه على
قول النووي في " الأذكار " ( ص 63 ) : " إنه يستحب للإمام في الصلاة الجهرية أن
يسكت بعد التأمين سكتة طويلة بحيث يقرأ المأموم الفاتحة " . فقال المعلق عليه و
هو الشيخ محمد حسين أحمد : " قال الحافظ : دليل استحباب تطويل هذه السكتة حديث
أبي سلمة بن عبد الرحمن أن للإمام سكتتين .... أخرجه البخاري في كتاب " القراءة
خلف الإمام " و أخرجه فيه أيضا عن أبي سلمة عن أبي هريرة . و عن عروة بن الزبير
قال : يا بني اقرؤوا إذا سكت الإمام ، و اسكتوا إذا جهر ، فإنه لا صلاة لمن لم
يقرأ بفاتحة الكتاب " . فقوله : " حديث أبي سلمة .... " فيه إيهام كبير أنه
حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أن اللفظ من قوله صلى الله عليه
وسلم كما هو المتبادر عند الإطلاق ، و راجعني من أجل ذلك بعض الشافعية محتجا به
! فبينت له أن الحديث ليس هو من كلامه صلى الله عليه وسلم ، و إنما هو مقطوع
موقوف على أبي سلمة ، حتى و لو كان مرفوعا لكان ضعيفا لأنه مرسل تابعي . ثم قلت
: و لو صح عنه صلى الله عليه وسلم لما كان حجة لكم بل هو عليكم ! قال كيف ؟ قلت
: لأنه يقول : " فاغتنموا القراءة في السكتتين " و هما سكتة الافتتاح و سكتة
بعد القراءة ، و أنتم لا تقولون بقراءة الفاتحة أو بعضها في السكتة الأولى !
نعم نقل ابن بطال عن الشافعي أن سبب سكوت الإمام السكتة الأولى ليقرأ المأموم
فيها الفاتحة . لكن الحافظ تعقبه في " الفتح " ( 2 / 182 ) بقوله : " و هذا
النقل من أصله غير معروف عن الشافعي ، و لا عن أصحابه ، إلا أن الغزالي قال في
" الإحياء " : إن المأموم يقرأ الفاتحة إذا اشتغل الإمام بدعاء الافتتاح و خولف
في ذلك ، بل أطلق المتولي و غيره كراهية تقديم المأموم قراءة الفاتحة على
الإمام " . و كذلك قول عروة المتقدم حجة على الشافعية ، لأنه يأمر المؤتم
بالسكوت إذا جهر الإمام . و هذا هو أعدل الأقوال في مسألة القراءة وراء الإمام
، أن يقرأ إذا أسر الإمام ، و ينصت إذا جهر . و قد فصلت القول في هذه المسألة و
جمعت الأحاديث الواردة فيها في تخريج أحاديث " صفة صلاة النبي صلى الله عليه
وسلم " .

----------------------------------------------------------
[1] قلت : فيه دليل على أن قول أبي هريرة في " مسلم " : " اقرأ بها في نفسك يا
فارسي " إنما يعني قراءتها في سكتات الإمام إن وجدت ، و هذه فائدة هامة ، فخذها
شاكرا لله تعالى . اهـ .

(2/123)

547 - " كان للنبي صلى الله عليه وسلم سكتتان ، سكتة حين يكبر ، و سكتة حين يفرغ من
قراءته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 25 ) :

ضعيف . أخرجه البخاري في " جزء القراءة " ( ص 23 ) و أبو داود و الترمذي و
ابن ماجة و غيرهم من حديث الحسن البصري عن سمرة بن جندب . و هذا سند ضعيف
أعله الدارقطني في سننه ( ص 138 ) بالانقطاع فقال عقب الحديث : " الحسن مختلف
في سماعه من سمرة ، و قد سمع منه حديثا واحدا ، و هو حديث العقيقة " . قلت : ثم
هو على جلالة قدره مدلس كما سبق التنبيه على ذلك مرارا ، و لم أجد تصريحه
بسماعه لهذا الحديث بعد مزيد البحث و التفتيش عن طرقه إليه ، فلو سلم أنه ثبت
سماعه من سمرة لغير حديث العقيقة ، لما ثبت سماعه لهذا ، كما لا يخفى على
المشتغلين بعلم السنة المطهرة . ثم إن للحديث علة أخرى و هي الاضطراب في متنه .
ففي هذه الرواية أن السكتة الثانية محلها بعد الفراغ من القراءة ، و في رواية
ثانية : بعد الفراغ من قراءة الفاتحة ، و في الأخرى بعد الفراغ من الفاتحة و
سورة عند الركوع . و هذه الرواية الأخيرة هي الصواب في الحديث لو صح ، لأنه
اتفق عليها أصحاب الحسن ، يونس ، و أشعث ، و حميد الطويل ، و قد سقت رواياتهم
في ذلك في " ضعيف سنن أبي داود " ( رقم 135 و 138 ) و نقلت فيه عن أبي بكر
الجصاص أنه قال : " هذا حديث غير ثابت " . فبعد معرفة علة الحديث لا يلتفت
المنصف إلى قول من حسنه . و إذا عرفت هذا فلا حجة للشافعية في هذا الحديث على
استحبابهم السكوت للإمام بقدر ما يقرأ المأموم الفاتحة ، و ذلك لوجوه : الأول :
ضعف سند الحديث . الثاني : اضطراب متنه . الثالث : أن الصواب في السكتة الثانية
فيه أنها قبل الركوع بعد الفراغ من القراءة كلها لا بعد الفراغ من الفاتحة .
الرابع : على افتراض أنها أعني السكتة بعد الفاتحة ، فليس فيه أنها طويلة
بمقدار ما يتمكن المقتدي من قراءة الفاتحة ! و لهذا صرح بعض المحققين بأن هذه
السكتة الطويلة بدعة فقال شيخ الإسلام ابن تيمية فـ " الفتاوى " ( 2 / 146 -
147 ) : " و لم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم ، و لكن بعض أصحابه
استحب ذلك ، و معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يسكت سكتة تتسع لقراءة
الفاتحة لكان هذا مما تتوفر الهمم و الدواعي على نقله ، فلما لم ينقل هذا أحد ،
علم أنه لم يكن ، و أيضا فلو كان الصحابة كلهم يقرؤون الفاتحة خلفه صلى الله
عليه وسلم ، إما في السكتة الأولى و إما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم و
الدواعي على نقله فكيف و لم ينقل أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية
يقرءون الفاتحة ، مع أن ذلك لو كان شرعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه ، فعلم
أنه بدعة " . قلت : و مما يؤيد عدم سكوته صلى الله عليه وسلم تلك السكتة
الطويلة قول أبي هريرة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
كبر للصلاة سكت هنية ، فقلت : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير و القراءة
ماذا تقول ؟ قال أقول : اللهم باعد بيني و بين خطاياي .... " الحديث فلو كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت تلك السكتة بعد الفاتحة بمقدارها لسألوه
عنها كما سألوه عن هذه .

(2/124)

548 - " لئن أظهرني الله عليهم ( يعني كفار قريش الذين قتلوا حمزة ) لأمثلن بثلاثين
رجلا منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 26 ) :
ضعيف . رواه ابن إسحاق في " السيرة " عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار
قال : نزلت سورة ( النمل ) بمكة و هي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت
بالمدينة بعد أحد ، حين قتل حمزة و مثل به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( فذكره ) ، فلما سمع المسلمون ذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم
مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ، فأنزل الله *( و إن عاقبتهم فعاقبوا
بمثل ما عوقبتهم به )* إلى أخر السورة . ذكره الحافظ ابن كثير ( 2 / 592 ) و
ضعفه بقوله : " و هذا مرسل و فيه رجل مبهم لم يسم ، و قد روي من وجه آخر متصل "
. قلت : و هذا المتصل من حديث أبي هريرة ضعيف كما يأتي بعده . و روي من حديث
ابن عباس و هو : " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم ، فأنزل الله عز
وجل في ذلك : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا )* إلى قوله : *( يمكرون )* " .

(2/125)

549 - " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم ، فأنزل الله عز وجل في ذلك : *( و
إن عاقبتهم فعاقبوا )* إلى قوله : *( يمكرون )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 27 ) :

ضعيف . رواه الطبراني ( 3 / 107 - 108 ) عن أحمد بن أيوب بن راشد البصري :
أخبرنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن كعب القرظي و الحكم بن
عتيبة عن مقسم و مجاهد عن ابن عباس قال : " لما وقف رسول الله صلى الله
عليه وسلم على حمزة فنظر إلى ما به قال : لولا أن تحزن النساء ما غيبته و
لتركته حتى يكون في بطون السباع و حواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك . قال
: و أحزنه ما [ رأى ] به فقال " فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، قال : الهيثمي
( 6 / 120 ) : " و فيه أحمد بن أيوب بن راشد و هو ضعيف " . قلت : لم أجد من صرح
بتضعيفه من الأئمة المتقدمين ، و لا من وثقه منهم ، نعم أورده ابن حبان في "
الثقات " و قال : " ربما أغرب " ، و هذا ليس بجرح كما أن إيراده إياه في "
الثقات " ليس بتوثيق معتمد ، كما سبق التنبيه عليه مرارا ، فالحق أن الرجل في
عداد مجهولي العدالة ، و لذلك لم يوثقه الحافظ في " التقريب " و لم يضعفه ، بل
قال فيه " مقبول " إشارة إلى ما ذكرته . و الله أعلم . و رواه البيهقي في "
دلائل النبوة " ( ج 1 - غزوة أحد - مخطوط ) عن ابن إسحاق قال : حدثني بريدة بن
سفيان عن محمد بن كعب مرفوعا . و هذا مع إرساله ضعيف أيضا ، و بريدة بن سفيان
قال الحافظ : " ليس بالقوي " . و قد روي هذا الحديث من طريق أخرى عن محمد بن
كعب ، أخرجه المحاملي في " الأمالي " ( ج 7 رقم 2 ) عن عبد العزيز بن عمران :
حدثني أفلح بن سعيد عن محمد بن كعب عن ابن عباس . و هذا سند ضعيف جدا ، عبد
العزيز قال الحافظ : " متروك ، احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه " . و روي
من حديث أبي هريرة نحوه و أتم منه ، و هو : " رحمة الله عليك إن كنت ما علمت
لوصولا للرحم ، فعولا للخيرات ، والله لولا حزن من بعدك عليك ، لسرني أن أتركك
حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن
بسبعين كمثلتك . فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه
السورة و قرأ : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )* إلى آخر الآية ،
فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني عن يمينه ) ، و أمسك عن ذلك " .

(2/126)

550 - " رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولا للرحم ، فعولا للخيرات ، والله لولا
حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة
نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كمثلتك . فنزل جبريل عليه السلام على
محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة و قرأ : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما
عوقبتم به )* إلى آخر الآية ، فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني عن
يمينه ) ، و أمسك عن ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 28 ) :
ضعيف . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 2 / 6 / 1 - 2 ) و الحاكم (
3 / 197 ) و البزاز و الطبراني و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 1 - غزوة أحد
) و الواحدي ( 146 / 1 ) عن صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي
عن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد
المطلب حين استشهد ، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه ، أو أوجع
لقلبه منه ، و نظر إليه و قد مثل به فقال : " فذكره . و سكت عنه الحاكم و تعقبه
الذهبي بقوله : " قلت : صالح واه " . و قال الحافظ ابن كثير ( 2 / 592 ) : " و
هذا إسناد فيه ضعف لأن صالحا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة " . و كذلك
ضعفه الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 119 ) . و رواه البيهقي أيضا من طريق يحيى بن
عبد الحميد قال : حدثنا قيس عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
مرفوعا نحوه و زاد : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نصبر يا رب ! "
. و سنده ضعيف ، مسلسل بالضعفاء الثلاثة : ابن أبي ليلى فمن دونه ! قلت : و قد
ثبت بعضه مختصرا من طرق أخرى فأخرج الحاكم ( 3 / 196 ) و الخطيب في " التلخيص "
( 44 / 1 ) عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بحمزة يوم أحد و قد
جدع و مثل به فقال : " لولا أن صفية تجد لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير و
السباع ، فكفنه في نمرة " . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي و هو
كما قالا . و رواه الحاكم ( 3 / 197 - 198 ) و البزاز و الطبراني من حديث ابن
عباس بسند لا بأس به في المتابعات و الشواهد . و سبب نزول الآية السابقة في هذه
الحادثة صحيح فقد قال أبي بن كعب : " لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة و
ستون رجلا ، و من المهاجرين ستة ، فمثلوا بهم و فيهم حمزة ، فقالت الأنصار :
لئن أصبناهم مثل هذا لنربين عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله عز وجل :
*( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتهم به )* الآية ، فقال رجل : لا قريش بعد
اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفوا عن القوم غير أربعة " .
رواه الترمذي ( 4 / 133 ) ، و الحاكم ( 2 / 359 ) و عبد الله بن أحمد في "
زوائد المسند " ( 5 / 135 ) و حسنه الترمذي ، و قال الحاكم : " صحيح الإسناد "
، و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا .

(2/127)

551 - " من قلد عالما لقي الله سالما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

لا أصل له . و قد سئل عنه السيد رشيد رضا رحمه الله فأجاب في مجلة " المنار
" ( 34 / 759 ) بقوله : " ليس بحديث " .

(2/128)

552 - " جلس صلى الله عليه وسلم على مرفقة حرير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

لا أصل له . كما أشار لذلك الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 227 ) ،
و قد احتج به صاحب " الهداية " لمذهب الحنفية الذي يجيز للرجال الجلوس على
الحرير ! . قال الزيلعي : " يشكل على المذهب حديث حذيفة قال : نهانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب و الفضة ، و أن نأكل فيها ، و عن لبس
الحرير و الديباج ، و أن نجلس عليه . أخرجه البخاري " . قلت : و هذا هو الحق
أنه يحرم الجلوس على الحرير كما يحرم لبسه لحديث البخاري هذا ، و الأحاديث
العامة في تحريم لبسه على الرجال كقوله عليه السلام : " لا تلبسوا الحرير فإنه
من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " متفق عليه ، فإنها تتناول بعمومها
الجلوس عليه ، لأن الجلوس لبس لغة و شرعا ، كما قال أنس رضي الله عنه : " قمت
إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس " . فانظر كيف تصرف الأحاديث الموضوعة
الناس عن الأحاديث الصحيحة . *( فاعتبروا يا أولي الأبصار )* .

(2/129)

553 - " عادي الأرض لله و للرسول ، ثم لكم من بعد ، فمن أحيا أرضا ميتة فهي له ، و
ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

منكر بهذا التمام . أخرجه أبو يوسف صاحب أبي حنيفة في " كتاب الخراج " ( ص
77 ) قال : حدثني ليث عن طاووس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل : الأولى : الإرسال من طاووس ،
فإنه تابعي . الثانية : ضعف ليث و هو ابن أبي سليم لاختلاطه كما بينه ابن حبان
في " كتاب المجروحين " ( 1 / 57 و 2 / 231 ) . الثالثة : أبو يوسف فيه ضعف من
قبل حفظه ، قال الفلاس : " صدوق كثير الخطأ " و ضعفه البخاري و غيره و وثقه ابن
حبان و غيره . قلت : و قد تفرد بقوله في آخر الحديث : " و ليس لمحتجر .... "
فقد أخرجه يحيى بن آدم في " كتاب الخراج " ( ص 85 ، 86 ، 88 ) و البيهقي في
سننه ( 6 / 143 ) من طرق كثيرة عن ليث به مرسلا بدون هذه الزيادة ، فهي منكرة .
و كذلك أخرجه الشافعي ( 2 / 204 ) و البيهقي عن سفيان الثوري عن ابن طاووس
مرسلا . و وصله البيهقي عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا . و قال : "
تفرد به معاوية بن هشام مرفوعا موصولا " . قلت : و معاوية فيه ضعف ، و الصواب
في الحديث مرسل . ثم إن هذه الزيادة رواها أبو يوسف أيضا موقوفا على عمر رضي
الله عنه فلعله الصواب . قال أبو يوسف : و حدثني محمد بن إسحاق عن الزهري عن
سالم بن عبد الله . " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال على المنبر : " من
أحيا أرضا ميتة فهي له ، و ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين " و ذلك أن رجالا كانوا
يحتجرون من الأرض ما لا يعملون " . و هذا سند منقطع في موضعين ، لكن رواه يحيى
بن آدم ( ص 90 ) و أبو عبيد القاسم بن سلام ( ص 290 ) عن سالم بن عبد الله عن
أبيه قال : كان الناس يحتجرون على عهد عمر رضي الله عنه فقال : من أحيا أرضا
فهي له . قال يحيى : كأنه لم يحلها له بالتحجير حتى يحييها . و هذا سند صحيح
إلى عمر ، و لكن ليس فيه " و ليس لمحتجر ... " . لكن يظهر أن هذه الجملة ثابتة
عن عمر ، فقد رواها أبو يوسف عنه من طريق ثانية ، و يحيى من طريق ثالثة ، و هي
و إن كانت لا تخلو من ضعف فبعضها يقوي بعضا . و جملة القول : أن هذه الزيادة
رفعها منكر ، و الصواب أنها من قول عمر ، و أما الجملة الأولى من الحديث فضعيفة
لإرسالها . و أما قوله : " من أحيا أرضا ميتة فهي له " فهي ثابتة عن النبي صلى
الله عليه وسلم من طرق أخرى عند أبي داود و غيره ، و للبخاري معناه ، و قد
خرجتها في " الإرواء " ( 1548 ) ، و بعضها في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 568 )
من المجلد الثاني منه ، و قد تم طبعه قريبا و الحمد لله . فائدة فقهية : اعلم
أن الإحياء غير التحجير ، و قد بين الفرق بينهما يحيى بن آدم أحسن بيان فقال (
ص 90 ) : " و إحياء الأرض أن يستخرج فيها عينا أو قليبا أو يسوق إليها الماء ،
و هي أرض لم تزرع ، و لم تكن في يد أحد قبله يزرعها أو يستخرجها حتى تصلح للزرع
، فهذه لصاحبها أبدا ، لا تخرج من ملكه ، و إن عطلها بعد ذلك ، لأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " من أحيا أرضا فهي له " ، فهذا إذن من رسول الله صلى
الله عليه وسلم فيها للناس ، فإن مات فهي لورثته و له أن يبيعها إن شاء " قال :
" و التحجير ، فهو غير الإحياء ، قال ابن المبارك : التحجير أن يضرب على الأرض
من الأعلام و المنار فهذا الذي قيل فيه إن عطلها ثلاث سنين فهي لمن أحياها بعده
" . و يظهر أن هذا الفرق الواضح لم ينتبه له رئيس حزب التحرير الإسلامي فإنه
احتج بهذا الحديث المنكر في كتابه " النظام الاقتصادي في الإسلام " ( ص 20 )
على أنه يشترط في إحياء الأرض الموات أن يستثمرها مدة ثلاث سنوات من وضع يده
عليها ، و أن يستمر هذا الإحياء باستغلالها فإن لم يفعل سقط حق ملكيته لها " .
و الحديث مع أنه منكر ليس فيه الشرط المذكور ، و لا هو في الإحياء كما هو ظاهر
بأدنى تأمل ، و كم له أو لحزبه مثل هذا الاستدلال الباطل ، و الاحتجاج
بالأحاديث المنكرة و الأخبار الواهية .

(2/130)

554 - " إن حادينا نام فسمعنا حاديكم فملت إليكم ، فهل تدرون أنى كان الحداء ؟ قالوا
: لا والله ، قال : إن أباهم مضر خرج إلى بعض رعاته ، فوجد إبله قد تفرقت ،
فأخذ عصا فضرب بها كف غلامه ، فعدا الغلام في الوادي و هو يصيح : يا يداه يا
يداه ! فسمعت الإبل فعطفت عليه ، فقال مضر : لو اشتق مثل هذا لانتفعت به الإبل
و اجتمعت ، فاشتق الحداء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 31 ) :

موضوع . رواه ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 238 ) من طريق أبي البختري
وهب عن طلحة المكي عن بعض علمائهم : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مال ذات
ليلة بطريق مكة إلى حاد مع قوم ، فسلم عليهم فقال " . فذكره . قلت : و هذا مع
إرساله موضوع ، و المتهم به أبو البختري هذا ، و هو وهب بن وهب المدني القاضي
قال ابن معين : " كان يكذب عدو الله ! " و قال أحمد : " كان يضع الحديث وضعا "
. و ذكر ابن الجوزي في مقدمة " الموضوعات " ( 1 / 47 - ط ) أنه من كبار
الوضاعين ، فالعجب منه كيف يروي له في هذا الكتاب ( تلبيس إبليس ) الذي أكثر
قرائه لا علم لهم بالحديث و رجاله ! و قد ساق الذهبي في ترجمة أبي البختري هذا
أحاديث كثيرة ثم قال : " و هذه أحاديث مكذوبة " . و الموضوع في هذا الحديث إنما
هو ما عدا الجملة الأولى منه ، فإن لها شاهدا مرسلا قويا ، فقال ابن سعد في "
الطبقات " ( 1 / 2 ) : أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم : أخبرنا العلاء بن عبد
الكريم عن مجاهد قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا هو يسير
بالليل و معه رجل يسايره إذ سمع حاديا يحدو ، و قوم أمامه ، فقال لصاحبه ، لو
أتينا حادي هؤلاء القوم ، فقربنا حتى غشينا القوم ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ممن القوم ؟ قالوا : من مضر ، فقال : و أنا من مضر ، وني حادينا ،
فسمعنا حاديكم ، فأتيناكم . و رواه ابن الأعرابي في " حديث سعدان بن نصر " ( 1
/ 22 / 1 ) . و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم لولا أنه مرسل ، و
لكنه جاء نحوه من طريق آخر ، فقال ابن سعد : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي
: أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن طاووس قال : " بينما رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سفر إذ سمع صوت حاد ، فسار حتى أتاهم فقال : من القوم ؟ قالوا :
مضريون ، فقال صلى الله عليه وسلم : و أنا مضري ، فقالوا : يا رسول الله إنا
أول من حدا ، بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا فانكسرت يده ، فجعل
الغلام يقول و هو يسير الإبل : وايداه وايداه ! و قال : هيبا هيبا ، فسارت
الإبل " . و هذا مرسل صحيح أيضا . و رواه ابن الأعرابي عن عكرمة مرسلا بسند
صحيح أيضا . و هو يبين أن الأصل في قصة الحداء موقوف ، فرفعه ذلك الكذاب أبو
البختري .
و قد ذكر الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 2 / 199 ) عن علماء التاريخ أنهم
قالوا : كان مضر أول من حدا ، و ذلك لأنه كان حسن الصوت ، فسقط يوما عن بعيره ،
فوثبت يده ، فجعل يقول : وايداه وايداه ؟ فأعنقت الإبل لذلك . و هذا مخالف لهذا
المرسل . و الله أعلم .

(2/131)

555 - " من فقه الرجل المسلم أن يصلح معيشته ، و ليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 32 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 175 / 1 ) عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن
أبي شجرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا ، و قال : " سعيد بن سنان أبو مهدي
الحمصي عامة ما يرويه غير محفوظ " . قلت : و في " التقريب " : " متروك رماه
الدارقطني و غيره بالوضع " . قلت : و روي الحديث من طريق آخر بنحوه ، و هو : "
من فقه الرجل رفقه في معيشته " .

(2/132)

556 - " من فقه الرجل رفقه في معيشته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 33 ) :

ضعيف . رواه أحمد ( 5 / 194 ) و من طريقه الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 146
/ 1 ) و ابن عدي ( 37 / 2 ) و ابن عساكر ( 13 / 375 / 1 ) عن أبي بكر بن أبي
مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء مرفوعا . و قال ابن عدي : " أبو بكر
بن أبي مريم الغالب على حديثه الغرائب ، و قل ما يوافقه عليه الثقات ، و هو ممن
لا يحتج به ، و لكن يكتب حديثه " . قلت : ثم هو منقطع لأن ضمرة لم يسمع من أبي
الدرداء كما أفاده الذهبي ، فإن بين وفاتيهما نحو مائة سنة . و اقتصر الهيثمي (
4 / 74 ) على إعلاله باختلاط ابن أبي مريم . و الحديث أورده السيوطي في "
الجامع " من رواية أحمد و البيهقي عن أبي الدرداء قال شارحه المناوي : " ثم قال
البيهقي تفرد به سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية اهـ . قال الذهبي في " الضعفاء "
: و سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية متهم ، أي بالوضع " . قلت : و هذا يوهم أن
الحديث من هذه الطريق عند أحمد أيضا ، و ليس كذلك كما سبق فتنبه ، و رواه ابن
عدي عن سعيد بن سنان بسند آخر عن ابن عمر نحوه و تقدم لفظه قريبا . و رواه ابن
الأعرابي في " المعجم " ( 237 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 11 ) عن
فرج بن فضالة : أخبرنا لقمان بن عامر عن أبي الدرداء موقوفا عليه . و الفرج بن
فضالة ضعيف كما في " التقريب " و بقية رجاله ثقات ، فلعل هذا هو أصل الحديث
موقوف ، أخطأ بعض الضعفاء فرفعه ، و الله أعلم . ثم وجدت ما يؤيد وقفه ، فقال
وكيع بن الجراح في " الزهد " ( 2 / 78 / 1 ) : حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن
أبي الجعد " أن رجلا صعد إلى أبي الدرداء و هو في غرفة له ، و هو يلتقط حبا
منثورا ، فقال أبو الدرداء " فذكره موقوفا عليه . و رجاله كلهم ثقات لولا أنه
مرسل . و كذلك رواه ابن عساكر ( 3 / 375 / 1 ) من طريق المعتمر بن سليمان عن
منصور به . و رواه أيضا من طريق إسماعيل بن عياش عن حريز بن عثمان الرحبي عن
أبي حبيب الحارث بن محمد عن أبي الدرداء موقوفا .

(2/133)

557 - " خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 33 ) :

لا أصل له فيما أعلم . و قال السيد رشيد رضا في " المنار " ( مجلد 28 / 660
) : " لم أره في شيء من كتب الحديث " .

(2/134)

558 - " ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر ****** " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 34 ) :

موضوع . ذكره محمد بن طاهر المقدسي في " صفوة التصوف " و من طريقه أبو حفص
عمر السهروردي صاحب " عوارف المعارف " : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشده
أعرابي : قد لسعت حية الهوى كبدي فلا طبيب لها و لا راقي . إلا ****** الذي
شغفت به فعنده رقيتي و ترياقي . فتواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه فقال معاوية
: ما أحسن لهوكم ، فقال : مهلا يا معاوية ليس ..... " الحديث . قال ابن تيمية
في رسالة " السماع و الرقص " ( ص 169 من مجموعة الرسائل المنيرية ج 3 ) : " هذا
حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن ، قال : و هذا و أمثاله إنما
يرويه من هو أجهل الناس بحال النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه و من بعدهم
بمعرفة الإيمان و الإسلام " ! قلت : ثم راجعت كتاب " صفوة التصوف " للحافظ ابن
طاهر المقدسي فلم أجد الحديث فيه ، و إنما عزاه الحافظ في " لسان الميزان "
لكتاب آخر له أسماه " السماع " و قد ساق إسناده السهروردي في " العوارف " ( ص
108 - 109 ) فإذا هو من طريق أبي بكر عمار بن إسحاق قال : حدثنا سعيد بن عامر
عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس به . و قال : " فهذا الحديث أوردناه
مسندا كما سمعناه و وجدناه ، و قد تكلم في صحته أصحاب الحديث ، و ما وجدنا شيئا
نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاكل وجد أهل الزمان و سماعهم و اجتماعهم
و هيئتهم ، إلا هذا ، و ما أحسنه من حجة للصوفية و أهل الزمان في سماعهم و
تمزيقهم الخرق و قسمتها أن لو صح ، و يخالج سري أنه غير صحيح ، و لم أجد فيه
ذوق اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه و ما كانوا يعتدونه على ما
بلغنا في هذا الحديث ، و يأبى القلب قبوله . قلت : و المتهم بهذه القصة عمار بن
إسحاق هذا فقد قال الذهبي في ترجمته : " كأنه واضع هذه الخرافة التي فيها : "
قد لسعت حية الهوى كبدي " . فإن الباقين ثقات " .

(2/135)

559 - " كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة *( قل يا أيها الكافرون )* ، و *( قل هو
الله أحد )* ، و يقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة ( الجمعة ) ، و ( المنافقين
) " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 34 ) :

ضعيف جدا . أخرجه ابن حبان ( 552 ) و البيهقي ( 2 / 391 ) الشطر الأول منه
من طريق سعيد بن سماك بن حرب : حدثني أبي سماك بن حرب - قال : و لا أعلم إلا -
عن جابر بن سمرة قال : فذكره . و أخرجه أيضا في كتابه " الثقات " ( 2 / 104
) في ترجمة سعيد هذا ، و قال : " و المحفوظ عن سماك أن النبي صلى الله عليه
وسلم فذكره " . قلت : و هذا من تناقض ابن حبان ، فإنه من جهة يعله بالإرسال و
يبين أنه لا يصح موصولا عن جابر بن سمرة ، و من جهة أخرى يورد الموصول في "
صحيحه " ! و علة الحديث سعيد بن سماك ، فقد قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 32 ) عن
أبيه : " متروك الحديث " ، و توثيق ابن حبان إياه من تساهله الذي عرف به عند
المحققين ، و قد يغتر به كثير ممن لا تحقيق عندهم ، فيصححون أحاديث كثيرة
تقليدا له ، من ذلك هذا الحديث ، فقد جاء في " البجيرمي " ( 2 / 64 ) : " و
يستحب أيضا قراءة ( الجمعة ) و ( المنافقين ) في صلاة عشاء ليلة الجمعة ، كما
ورد عند ابن حبان بسند صحيح و قد كان السبكي يفعله ، فأنكر عليه بأنه ليس في
كلام الرافعي . فرد على المنكر بما مر . أي من الورود و كم من مسائل لم يذكرها
الرافعي : فعدم ذكره لها لا يستلزم عدم سنيتها " . قلت : و هذا الجواب من
الوجهة الفقهية صحيح ، يدل على تحرر السبكي من الجمود المذهبي ، و لكن الحديث
ضعيف غير محفوظ بشهادة ابن حبان نفسه ، فلا يثبت به الاستحباب فضلا عن السنية ،
بل إن التزام ذلك من البدع ، و هو ما يفعله كثير من أئمة المساجد في دمشق و
غيرها من البلدان السورية ، و لكنهم جمعوا بين البدعة و إرضاء الناس ، فقد
تركوا قراءة ( المنافقون ) أصلا و التزموا قراءة الشطر الثاني من ( الجمعة ) في
الركعتين تخفيفا عن الناس زعموا ! و كنت منذ القديم استنكر منهم هذا الالتزام ،
و لا أعرف مستندهم في ذلك ، حتى رأيت كلام البجيرمي هذا ، المستند على هذا
الحديث ، الذي كنت استغربه لعدم وروده في الأمهات الستة و غيرها و لكن ذلك لا
يكفي للإنكار ، حتى وقفت على إسناده في " موارد الظمآن " و منه نقلت ، فتبين لي
ضعفه بل و تضعيف ابن حبان نفسه له في كتابه الآخر ، فالحمد لله على توفيقه . ثم
إن مما يدل على ضعف الحديث أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ
بالسورتين الأوليين في سنة المغرب ، و ليس في فرضه ، جاء ذلك عنه صلى الله عليه
وسلم من طرق ، و قد خرجته في " صفة الصلاة " ( ص 115 - السابعة ) .

(2/136)

560 - " كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة و الوتر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 35 ) :

موضوع . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 90 / 2 ) و عبد بن حميد في
" المنتخب من المسند " ( 73 / 1 - 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 148 / 2
) و في " الأوسط " كما في " المنتقى منه " للذهبي ( 3 / 2 ) و في " زوائد
المعجمين " ( 1 / 109 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 1 / 2 ) و الخطيب في "
الموضح " ( 1 / 209 ) و أبو الحسن النعالي في " حديثه " ( 127 / 1 ) و أبو عمرو
بن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 268 / 2 ) و البيهقي في " السنن الكبرى "
( 2 / 496 ) كلهم من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مقسم عن ابن
عباس مرفوعا ، و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد " .
و قال البيهقي : " تفرد به أبو شيبة و هو ضعيف " . قلت : و كذا قال الهيثمي في
" المجمع " ( 3 / 172 ) أن أبا شيبة ضعيف ، و قال الحافظ ابن حجر في " الفتح "
( 4 / 205 ) بعد ما عزاه لابن أبي شيبة : " إسناده ضعيف " . و كذلك ضعفه الحافظ
الزيلعي " في نصب الراية " ( 2 / 153 ) من قبل إسناده ، ثم أنكره من جهة متنه
فقال : " ثم هو مخالف للحديث الصحيح عن عائشة قالت : " ما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يزيد في رمضان و لا في غيره على إحدى عشرة ركعة " رواه الشيخان " . و
كذلك قال الحافظ ابن حجر و زاد : " هذا مع كون عائشة أعلم بحال النبي صلى الله
عليه وسلم ليلا من غيرها " . قلت : و وافقها جابر بن عبد الله رضي الله عنه
فذكر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أحيا بالناس ليلة في رمضان صلى ثمان
ركعات ، و أوتر " . رواه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 90 ، 114 ) و الطبراني
في " المعجم الصغير " ( ص 108 ) و ابن حبان في صحيحه ( رقم 920 - موارد ) . و
قد أفسد حديث جابر هذا بعض الضعفاء فرواه محمد بن حميد الرازي حدثنا عمر بن
هارون بإسناده عن جابر بلفظ : " فصلى أربعا و عشرين ركعة و أوتر بثلاث " . و
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 75 و 276 ) . قلت : و مع أن إسناده إلى محمد
بن حميد لا يصح ، لأن فيه من لا يعرف حاله ، فإن محمد بن حميد و شيخه عمر بن
هارون متهمان بالكذب فلا يعتد بروايتهما بله مخالفتهما ! و بالجملة فقد اتفقت
كلمات أئمة الحديث على تضعيف حديث أبي شيبة هذا ، بل عده الحافظ الذهبي في
ترجمته من " الميزان " من مناكيره . و قال الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في "
الفتاوى الكبرى " إنه شديد الضعف . و أنا أرى أنه حديث موضوع ، و ذلك لأمور .
الأول : مخالفته لحديث عائشة و جابر . الثاني : أن أبا شيبة أشد ضعفا مما يفهم
من عبارة البيهقي السابقة و غيره ، فقد قال ابن معين فيه : " ليس بثقة " . و
قال الجوزجاني : " ساقط " . و كذبه شعبة في قصة ، و قال البخاري : " سكتوا عنه
" . و قد بينا فيما سبق أن من قال فيه البخاري " سكتوا عنه " فهو في أدنى
المنازل و أردئها عنده ، كما قال الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " (
ص 118 ) . الثالث : أن فيه أن صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان كانت في غير
جماعة ، و هذا مخالف لحديث جابر أيضا ، و لحديث عائشة الآخر : " أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد ، و صلى رجال بصلاته
، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه ، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر
أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بصلاته "
. الحديث نحو حديث جابر و فيه : " و لكن خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها " .
رواه البخاري و مسلم في " صحيحيهما " . فهذه الأمور تدل على وضع حديث أبي شيبة
. و الله تعالى هو الموفق . ( فائدة ) دل حديث عائشة و حديث جابر على مشروعية
صلاة التراويح مع الجماعة ، و على أنها إحدى عشرة ركعة مع الوتر . و للأستاذ
نسيب الرفاعي رسالة نافعة في تأييد ذلك اسمها " أوضح البيان فيما ثبت في السنة
في قيام رمضان " فننصح بالاطلاع عليها من شاء الوقوف على الحقيقة . ثم إن أحد
المنتصرين لصلاة العشرين ركعة أصلحه الله - قام بالرد على الرسالة المذكورة في
وريقات سماها " الإصابة في الانتصار للخلفاء الراشدين و الصحابة " حشاها
بالافتراءات ، و الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة ، و الأقوال الواهية ، الأمر
الذي حملنا على تأليف رد عليه أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء
الراشدين و الصحابة " و قد قسمته إلى ستة رسائل طبع منها : الأولى : في بيان
الافتراءات المشار إليها . الثانية : في " صلاة التراويح " . و هي رسالة جامعة
لكل ما يتعلق بهذه العبادة ، و قد بينت فيها ضعف ما يروى عن عمر رضي الله عنه
أنه أمر بصلاة التراويح عشرين ركعة ، و أن الصحيح عنه أنه أمر بصلاتها إحدى
عشرة ركعة وفقا للسنة الصحيحة ، و أن أحدا من الصحابة لم يثبت عنه خلافها
فلتراجع فإنها مهمة جدا و إنما علينا التذكير و النصيحة <1> .

-----------------------------------------------------------

[1] ثم لخصتها في جزء لطيف بعنوان ، فضل قيام رمضان ، و هو مطبوع أيضا . اهـ .

(2/137)

561 - " إن الله لم يأذن لمترنم بالقرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :

موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث جابر مرفوعا . قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 170 ) : " و فيه سليمان بن داود الشاذكوني ،
و هو كذاب " . قلت : و روايته مثل هذا الحديث مما يدل على كذبه ، فإنه حديث
باطل معارض للحديث الصحيح : " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي [ حسن الصوت ] و في
لفظ : حسن الترنم يتغنى بالقرآن [ يجهر به ] " . رواه الشيخان و الطحاوي و
غيرهما كما في كتابي صفة النبي صلى الله عليه وسلم ( ص 130 الطبعة السابعة ) .

(2/138)

562 - " كان يمكن جبهته و أنفه من الأرض ، ثم يقوم كأنه السهم لا يعتمد على يديه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :
موضوع . قال الهيثمي ( 2 / 135 ) . " رواه الطبراني في الكبير عن معاذ بن
جبل و فيه الخصيب بن جحدر ، و هو كذاب " . قلت : و هذا الحديث مما يدل على
كذبه ، روى البخاري في " صحيحه " ( 1 / 241 ) عنه صلى الله عليه وسلم : " أنه
كان إذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس و اعتمد على الأرض ثم قام " . فهذا
خلاف ما روى هذا الكذاب . و هذه الجلسة هي المعروفة بجلسة الاستراحة و هي سنة ،
و قد رواها بضعة عشر صحابيا عند أبي داود و غيره بسند صحيح ، فلا التفات إلى من
أنكر استحبابها و زعم أنه صلى الله عليه وسلم إنما فعلها لحاجة أو شيخوخة ! و
أما تمكين الأنف و الجبهة من الأرض ، فثابت في غير ما حديث صحيح من فعله صلى
الله عليه وسلم و قوله ، و لذلك أوردته في " صفة النبي صلى الله عليه وسلم "
مخرجا ، فراجعه إن شئت ( ص 149 ) .

(2/139)

563 - " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإن الميت يتأذى بجار السوء ، كما يتأذى الحي
بجار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :

موضوع . رواه القاضي أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 91 / 1 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) من طريق سليمان بن عيسى : حدثنا مالك بن أنس عن
عمه أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من
حديث مالك لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و سليمان هذا كذاب ، كما تقدم
غير مرة ، قال المناوي : " و من ثم أورد الجوزقاني الحديث في " الموضوعات " ، و
كذا ابن الجوزي و تعقبه المؤلف ، و غاية ما أتى به أن له شاهد حاله كحاله ! " .

(2/140)

564 - " الفقر أزين على المؤمن و أحسن من العذار على خد الفرس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 39 ) :

ضعيف . و له طرق : الأول : عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعد بن
مسعود الكندي مرفوعا . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 181 / 2 من الكواكب
575 و رقم 568 - ط ) و الحربي في " الغريب " ( 5 / 52 / 1 ) و أبو القاسم
الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 202 / 2 ) . و هذا إسناد ضعيف جدا ، من أجل ابن
أنعم هذا ، و قد مضى القول فيه مرارا ، و اتهمه ابن حبان فقال ( 2 / 53 ) : "
كان يروي الموضوعات عن الثقات ، و يأتي عن الأثبات بما ليس من أحاديثهم ، و كان
يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب " . و الحديث أورده السيوطي في "
الذيل " ( رقم 803 بترقيمي ) من رواية ابن عدي و حكى قوله فيه إنه حديث منكر ،
فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 359 / 1 ) بأن هذا لا يقتضي أن يكون
موضوعا . ثم ذكر له الشاهد الآتي عن شداد ، و آخر تقدم بلفظ : " تحفة المؤمن
الفقر " . و من عجائب السيوطي و تناقضه أنه أورد الحديث في " الجامع الصغير "
أيضا ! من طريق الطبراني ، مع أنه في " الذيل " حكم بوضعه ! ثم إن سعد بن مسعود
الكندي مختلف في صحبته كما في " الإصابة " فراجعه إن شئت . الثاني : عن أحمد بن
عمار : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . رواه القاضي الفلاكي (
90 / 2 ) . و هذا ضعيف جدا أيضا ، ابن عمار هذا هو الدمشقي أخو هشام بن عمار ،
قال الدارقطني : " متروك " . و ساق له في " الميزان " حديثا ثم قال : " هذا
منكر " . الثالث : عن شداد بن أنس . رواه الطبراني بسند ضعيف كما في " المغني "
للحافظ العراقي ( 4 / 169 ) ثم قال : " و المعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم ، رواه ابن عدي في الكامل هكذا " .

(2/141)

565 - " من اتخذ مغفرا ليجاهد به في سبيل الله غفر الله له ، و من اتخذ بيضة بيض الله
وجهه يوم القيامة ، و من اتخذ درعا كانت له سترا من النار يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :
منكرا جدا . أخرجه الخطيب ( 7 / 128 ) من طريق بشران بن عبد الملك البغدادي
: حدثنا أبو عبد الرحمن دهثم بن جناح : حدثنا عبيد الله بن ضرار عن أبيه عن
الحسن البصري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ، و قال : "منكر
جدا مع إرساله ، و الحمل فيه على من بين بشران و الحسن ، فإنهم ملطيون ، و قد
حدثني محمد بن علي الصوري قال : سمعت عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ يقول
: ليس في الملطيين ثقة " . و أقره الحافظ في ترجمة دهثم من اللسان " . و عبيد
الله بن ضرار قال الذهبي : " لا يحتج به و لا كرامة " . و أبوه ضرار و هو ابن
عمرو الملطي ، قال الذهبي في " المغني " : " متروك الحديث " .

(2/142)

566 - " إن لي حرفتين اثنتين ، فمن أحبهما فقد أحبني ، و من أبغضهما فقد أبغضني :
الفقر و الجهاد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

لا أصل له . قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 168 ) : " لم
أجد له أصلا " . قلت : و هو منكر عندي ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه
تعوذ من الفقر ، فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أمته على حب ما تعوذ منه
؟! .

(2/143)

567 - " خير هذه الأمة فقراؤها ، و أسرعها تضجعا في الجنة ضعفاؤها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

لا أصل له . و قال الحافظ العراقي أيضا ( 4 / 168 ) " لم أجد له أصلا " .

(2/144)

568 - " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

موضوع . أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 87 ) و قال : " فيه
مأمون بن أحمد الهروي ، دجال يضع الحديث " . و قال الذهبي فيه : " أتى بطامات و
فضائح ، وضع على الثقات أحاديث هذا منها " . و في " اللسان " : " و قال أبو
نعيم : " خبيث وضاع ، يأتي عن الثقات بالموضوعات " . قلت : و يظهر لي من
الأحاديث التي افتراها أنه حنفي المذهب ، متعصب هالك ، فإن الأحاديث التي
أوردها في ترجمته كلها تدور على الانتصار للإمام أبي حنيفة ، و الطعن في الإمام
الشافعي ، فمنها هذا الحديث فهو طعن صريح في المذهب الشافعي الذي يقول بمشروعية
رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و هو الحق الذي لا ريب فيه كما يأتي ، و
انتصار مكشوف لمذهب الحنفية القائل بكراهة ذلك ، فلم يكتف هذا الخبيث بما عليه
مذهبه من القول بالكراهة حتى افترى هذا الحديث ، ليشيع بين الناس أن الرفع مبطل
للصلاة ، و لعله أراد بذلك أن يؤيد رواية مكحول عن أبي حنيفة أنه قال : من رفع
يديه في الصلاة فسدت صلاته " و هذه الرواية اغتر بها أمير كاتب الاتقاني فبنى
عليها رسالة ألفها لبيان بطلان الصلاة بالرفع ! و كذا اغتر بها من سلك مسلكه
فحكم بعدم جواز اقتداء الحنفي بالشافعي لأنهم يرفعون أيديهم ! مع أن هذه
الرواية عن أبي حنيفة باطلة كما حققه العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " الفوائد
البهية ، في تراجم الحنفية " ( ص 116 ، 216 ، 217 ) . و هذا الحديث أورده الشيخ
القاريء في " موضوعاته " و قال ( ص 81 ) : " هذا الحديث وضعه محمد بن عكاشة
الكرماني قبحه الله " . ثم نقل ( ص 129 ) عن ابن القيم أنه قال : " إنه موضوع "
. قلت : و هذا يخالف ما تقدم أن الواضع له الهروي ، فإن ثبت هذا فلعل أحدهما
سرقه من الآخر ! فتأمل ما يفعل عدم الاعتناء بالسنة ، و ترك التثبت في الرواية
عنه صلى الله عليه وسلم و عن علماء الأمة . ( فائدة ) الرفع عند الركوع و الرفع
منه ، ورد فيه أحاديث كثيرة جدا عنه صلى الله عليه وسلم ، بل هي متواترة عند
العلماء بل ثبت الرفع عنه صلى الله عليه وسلم مع كل تكبيرة في أحاديث كثيرة و
لم يصح الترك عنه صلى الله عليه وسلم إلا من طريق ابن مسعود رضي الله عنه ، فلا
ينبغي العمل به لأنه ناف ، و قد تقرر عند الحنفية و غيرهم : أن المثبت مقدم على
النافي ، هذا إذا كان المثبت واحدا فكيف إذا كانوا جماعة كما في هذه المسألة ؟
فيلزمهم عملا بهذه القاعدة مع انتفاء المعارض أن يأخذوا بالرفع ، و أن لا
يتعصبوا للمذهب بعد قيام الحجة ، و لكن المؤسف أنه لم يأخذ به منهم إلا أفراد
من المتقدمين و المتأخرين حتى صار الترك شعارا لهم ! . هذا و من موضوعات الهروي
المذكور آنفا : " من قرأ خلف الإمام ملىء فوه نارا " .

(2/145)

569 - " من قرأ خلف الإمام ملئ فوه نارا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 41 ) :
موضوع . أورده ابن طاهر في " التذكرة " ( ص 93 ) و قال : " فيه مأمون بن
أحمد الهروي دجال يروي الموضوعات " . قلت : و قد سبقت ترجمته في الحديث الذي
قبله . و الحديث رواه ابن حبان في ترجمته من " الضعفاء " ، و عده الذهبي من
طاماته ! و قد اغتر بالحديث بعض الحنفية فاحتج به على تحريم القراءة وراء
الإمام مطلقا ! قال أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على موطأ محمد " (
ص 99 ) : " ذكره صاحب " النهاية " و غيره مرفوعا بلفظ " ففي فيه جمرة " و لا
أصل له " . و قال قبيل ذلك : " لم يرد في حديث مرفوع صحيح النهي عن قراءة
الفاتحة خلف الإمام و كل ما ذكروه مرفوعا فيه ، إما لا أصل له و إما لا يصح " .
ثم ذكر الحديث بلفظيه مثالا على ذلك . هذا و قد اختلف العلماء قديما و حديثا في
القراءة وراء الإمام على أقوال ثلاثة : 1 - وجوب القراءة في الجهرية و السرية .
2 - وجوب السكوت فيهما . 3 - القراءة في السرية دون الجهرية . و هذا الأخير
أعدل الأقوال و أقربها إلى الصواب و به تجتمع جميع الأدلة بحيث لا يرد شيء منها
و هو مذهب مالك و أحمد ، و هو الذي رجحه بعض الحنفية ، منهم أبو الحسنات
اللكنوي في كتابه المذكور آنفا ، فليرجع إليه من شاء التحقيق . هذا و من
موضوعات هذا الدجال في الطعن على الإمام الشافعي في شخصه : " يكون في أمتي رجل
يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ، و يكون في أمتي رجل يقال له أبو
حنيفة هو سراج أمتي " .

(2/146)

570 - " يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ، و يكون في
أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 42 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 457 ) من طريق مأمون بن
أحمد السلمي : حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري : أنبأنا عبد الله بن معدان
الأزدي عن أنس مرفوعا و قال : " موضوع ، وضعه مأمون أو الجويباري ، و ذكر
الحاكم في " المدخل " أن مأمونا قيل له : ألا ترى إلى الشافعي و من تبعه ؟ فقال
: حدثنا أحمد إلى آخره ، فبان بهذا أنه الواضع له " ، قلت : و زاد في " اللسان
" : " ثم قال الحاكم : و مثل هذه الأحاديث يشهد من رزقه الله أدنى معرفة بأنها
موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و للحديث طرق أخرى ، لا يفرح بها إلا الهلكى في التعصب لأبي حنيفة و لو
برواية الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الطرق المشار إليها
مدارها على بعض الكذابين و المجهولين ، فمن الغريب جدا أن يميل العلامة العيني
إلى تقوية الحديث بها ، و أن ينتصر له الشيخ الكوثري ، و لا عجب منه في ذلك ،
فإنه مشهور بإغراقه في التعصب للإمام رحمه الله ، و لو على حساب الطعن في
الأئمة الآخرين ، و إنما العجب من العيني ، فإنه غير مشهور بذلك ، و قد رد
عليهما ، و تكلم على الطرق المشار إليها بما لا تراه مجموعا في كتاب العلامة
المحقق المعلمي اليماني في كتابه القيم " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من
الأباطيل " ( ج 1 / 20 ، 446 - 449 - بتحقيقي ) .

(2/147)

571 - " كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة ، أو مثلها من تمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 13 ) و عنه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 3 / 253 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 84 ) عن أبان بن
المحبر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . ذكراه في ترجمة أبان هذا و قال العقيلي
: " شامي منكر الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم
، حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها ، لا يجوز الاحتجاج به و
لا الرواية عنه " . و قال في حديثه هذا : " باطل " . و نقل العسقلاني في "
اللسان " عن العقيلي أنه قال : " لا يتابعه عليه إلا من هو مثله أو دونه " . و
هذه الجملة ليست في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي و الله أعلم . و قال ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 1 / 22 ) : قال أبي : هذا حديث باطل ، و أبان هذا مجهول
ضعيف الحديث " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 253 ) فأصاب ، قال
المناوي : " و أقره عليه المؤلف - يعني السيوطي - في " مختصرها " فلم يتعقبه "
. انظر " اللآلي " للسيوطي ( 2 / 452 ) .

(2/148)

572 - " ثلاث من كن فيه أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، الوضوء على
المكاره ، و المشي إلى المساجد في الظلم ، و إطعام الجائع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :

موضوع . أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ في "
الثواب " و الأصبهاني في " الترغيب " عن جابر . و بجانبه الإشارة إلى ضعفه
. و لم يتعقبه المناوي هنا بشيء مطلقا ، فكأنه لم يستحضر إسناده ، مع أن الحديث
عند مخرجيه تمام حديث أوله عند الترمذي بلفظ : ( ثلاث من كن فيه نشر الله عليه
كنفه .... ) كما تقدم بيانه عن المنذري تحت الحديث ( رقم 92 ) . و حديث الترجمة
أورده السيوطي مفصولا مستقلا عن تمامه هذا ، و تعقبه المناوي تحت حديث الترمذي
: بأن فيه : " عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال المزي : متهم . أي بالوضع " .
فإذا كان الأمر كذلك و كان الحديثان في الأصل حديثا واحدا ، فذلك يقتضي أن يعطى
لهما حكم واحد ، و هو الوضع ، و لو كان طريق حديث الترجمة غير طريق الحديث
المتقدم لنبه عليه المنذري ، كما هو شأن المحدثين في مثل هذا الأمر ، فلم يتنبه
المناوي لهذا التحقيق ، و لذلك لم يتعقبه بشيء . و الله الموفق .

(2/149)

573 - " من صلى خلف عالم تقي ، فكأنما صلى خلف نبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 44 ) :

لا أصل له . و قد أشار لذلك الحافظ الزيلعي بقوله في " نصب الراية " ( 2 /
26 ) : " غريب " . و هذه عادته في الأحاديث التي تقع في " الهداية " و لا أصل
لها ، فيما كان من هذا النوع : " غريب " ! . فاحفظ هذا فإنه اصطلاح خاص به .

(2/150)

574 - " إنما يفعل هذا ( يعني تقبيل اليد ) الأعاجم بملوكها ، و إني لست بملك ، إنما
أنا رجل منكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 44 ) :

موضوع . و هو قطعة من حديث سبق الكلام على إسناده فراجع الحديث ( 89 ) . و
قد صح عنه صلى الله عليه وسلم تقبيل بعض الناس ليده صلى الله عليه وسلم . و لم
ينكر ذلك عليهم ، فدل على جواز تقبيل يد العالم . و قد فعل ذلك السلف مع
أفاضلهم ، و فيه عدة آثار تراها في كتاب " القبل و المعانقة " لأبي سعيد ابن
الأعرابي تلميذ أبي داود و في " الأدب المفرد " للبخاري ( ص 142 ) . لكن ليس
معنى ذلك أن يتخذ العلماء تقبيل الناس لأيديهم عادة ، فلا يلقاهم أحد إلا قبل
يدهم - كما يفعل هذا بعضهم - فإن ذلك خلاف هديه صلى الله عليه وسلم قطعا ، لأنه
لم يفعل ذلك معه إلا القليل من الصحابة الذين لا يعرفون هديه صلى الله عليه
وسلم و ما هو أحب إليه كالمصافحة . و لذلك لم يرد أن المقربين منه العارفين به
مثل أبي بكر و غيره من العشرة المبشرين بالجنة كانوا يقبلون يده الشريفة ، و
هذا خلاف ما عليه بعض المشايخ ، و لو لم يكن في عادتهم هذه إلا تقبيح السنة
القولية و العملية التي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا و هي
المصافحة لكفى . و من العجيب أن بعضهم يغضب أشد الغضب إذا لم تقبل يده ، و ما
هو إلا شيء جائز فقط ، و لا يغضب مطلقا إذا تركت المصافحة مع أنها مستحبة و
فيها أجر كبير ، و ما ذلك إلا من آثار حب النفس و اتباع الهوى . نسأل الله
الحماية و السلامة .

(2/151)

575 - " ما تلف مال في بر و لا بحر إلا بحبس الزكاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

منكر . قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 63 ) بعد أن ذكره من حديث عمر
: " رواه الطبراني في الأوسط و فيه عمر بن هارون و هو ضعيف " . قلت : بل هو
كذاب كما تقدم غير مرة . لكن الحديث له طريق أخرى ، ذكره ابن أبي حاتم في "
العلل " ( 1 / 220 - 221 ) من طريق عراك بن خالد : حدثني أبي قال : سمعت
إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت مرفوعا به . و قال : " قال أبي :
حديث منكر ، و إبراهيم لم يدرك عبادة ، و عراك منكر الحديث " .

(2/152)

576 - " إنما أتي داود عليه السلام من النظرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

موضوع . رواه أبو بكر بن أبي علي المعدل في " الأمالي " ( ق 12 / 1 ) و أبو
نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط " ( ق 158 / 2 )
حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن نبيط مرفوعا . و هذه
النسخة <1> قال الذهبي : " فيها بلايا ، و أحمد بن إسحاق لا يحل الاحتجاج به ،
فإنه كذاب " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و كتب بعض المحدثين على هذه "
الأمالي " بجانب الحديث : " موضوع " . و قد سبق الحديث بلفظ : " كان خطيئة داود
عليه السلام النظر " رقم ( 312 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] و هي محفوظة في مجموع في ظاهرية دمشق ( حديث 79 / 457 - 167 ) . اهـ .

(2/153)

577 - " إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك أنت ظالم ، فقد تودع منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

ضعيف . أخرجه أحمد ( رقم 6520 ) و الحاكم ( 4 / 96 ) من طريق أبي الزبير عن
عبد الله بن عمرو مرفوعا . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .
و أقول كلا ليس بصحيح ، فإن أبا الزبير لم يسمع من ابن عمرو كما قال ابن معين و
أبو حاتم ، و كأن الحاكم تنبه لهذا فيما بعد فإنه روى ( 4 / 445 ) بهذا الإسناد
حديثا آخر ثم قال : " إن كان أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمر [ و ] ، فإنه
صحيح " و وافقه الذهبي . و أما ترجيح صديقنا الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في
" التعليق على المسند " أن أبا الزبير سمع منه ، فليس بقوي عندي . ذلك لأنه
بناه على رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : " رأيت العبادلة يرجعون على
صدورهم أقدامهم في الصلاة : عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عمرو ، و عبد الله
بن الزبير ، و عبد الله بن عباس " . و ابن لهيعة عندنا ضعيف لسوء حفظه ، و لذلك
ضعفه الجمهور ، فلا حجة في روايته لهذه الرؤية ، سيما و هي مخالفة لما سبق عن
الإمامين ابن معين و أبي حاتم . ثم لو سلمنا بثبوت سماع أبي الزبير من ابن عمرو
في الجملة ، لما لزم منه اتصال إسناد هذا الحديث و ثبوته ، لأن أبا الزبير مدلس
يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه و قصته في ذلك مع الليث ابن سعد مشهورة . و لذلك
فإني أقطع بضعف هذا الإسناد . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت أبا
الشيخ روى الحديث في جزء " أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " ( 11 / 1 ) من هذا
الوجه ، ثم رواه ( 15 / 2 ) من طريق أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن
عمر ( كذا بدون واو بعد الراء ) مرفوعا ، فثبت أن أبا الزبير لم يسمعه من عبد
الله بن عمرو و أن بينهما عمرو بن شعيب ، ثم هو على هذا الوجه الآخر منقطع أيضا
لأن عمرو بن شعيب لم يسمع من جد أبيه عبد الله بن عمرو . نعم للحديث شاهد لولا
شدة ضعفه لحكمت على الحديث بالحسن ، عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في "
الأوسط " عن جابر ، قال المناوي : " و فيه سيف بن هارون ضعفه النسائي و
الدارقطني " . قلت : قال الدارقطني في " سؤالات البرقاني عنه " ( رقم 196
بترقيمي ) : " ضعيف ، كوفي متروك " . قلت : فهو شديد الضعف . و الله أعلم .

(2/154)

578 - " أحبوا العرب و بقاءهم ، فإن بقاءهم نور في الإسلام ، و إن فناءهم ظلمة في
الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 46 ) :

ضعيف . رواه أبو نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شريط " ( ق
108 / 1 ) : حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط
مرفوعا . قلت : و هذه النسخة فيها بلايا كما تقدم في الحديث الذي قبله . لكن له
طريق آخر رواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب و فضائل الأعمال " قال : حدثنا أحمد
بن محمد بن الجعد : حدثنا منصور بن أبي مزاحم : حدثنا محمد بن الخطاب عن عطاء
بن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا به . ذكره الحافظ العراقي في " محجة القرب
إلى محبة العرب " ( 5 / 2 ) ثم قال : " ليس في إسناده محل نظر إلا أن محمد بن
الخطاب بن جبير بن حية الثقفي الجبيري البصري ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " ، و أن أباه أبا حاتم قال : " لا أعرفه " . و قال الأزدي : " منكر
الحديث " . و الأزدي ليس بعمدة ، و قد زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه ، فقد
روى عنه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي و أبو سلمة المنقري ، و منصور بن أبي مزاحم
، ذكره ابن حبان في " الثقات " . قلت : و هو الذي روى حديث " إذا ذلت العرب ذل
الإسلام " و قد سبق بيان حاله برقم ( 163 ) ، و قد أورده العراقي في عقب هذا
الحديث ، ثم أحال في معرفة ترجمة محمد بن الخطاب عليه . و قد ذكر تحته ما يتلخص
منه أنه مجهول الحال ، كما سبق بيانه هناك . ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو
الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ق 160 / 1 ) : حدثنا أبو زفر قال : حدثنا أحمد بن
يونس قال : حدثنا محمد بن عبد الصمد بن جابر الضبي قال : حدثني أبي عن عطاء بن
أبي ميمونة به . قلت : و هذه متابعة واهية فإن عبد الصمد بن جابر الضبي سئل عنه
ابن معين فقال : " ضعيف " ، و قال ابن حبان ( 2 / 142 ) : " يخطيء كثيرا و يهم
فيما يروي على قلة روايته " . و ابنه محمد بن عبد الصمد ، قال الذهبي : " صاحب
مناكير ، و لم يترك " . و أبو زفر هو هذيل بن عبيد الله بن عبد الله بن قدامة
الضبي ، و في ترجمته أورد له أبو الشيخ هذا الحديث ، و قال : " مات سنة اثنين و
عشرين و ثلاثمائة " و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم بدا لي أن فيه علة
أخرى ، و هي الانقطاع بين عطاء هذا و أبي هريرة ، فإنهم لم يذكروا له رواية عنه
أصلا ، و يبعد أن يكون سمع منه ، بل لعله ولد بعد رفاة أبي هريرة ، فإن بين
وفاتيهما اثنتين و سبعين سنة على الأقل ، فإن أبا هريرة توفي سنة سبع ، و قيل
ثمان : و قيل : تسع و خمسين ، و مات عطاء سنة إحدى و ثلاثين و مائة . و لما
كانت الطريق الأولى للحديث عن نبيط بن شريط واهية جدا ، فإن الحديث يظل على
ضعفه . و الله أعلم .

(2/155)

579 - " هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم . يعني يوم ذي قار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 47 ) :

ضعيف . رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " ( 12 / 2 ) عن سليمان بن داود
المنقري حدثنا يحيى بن يمان : حدثنا أبو عبد الله التيمي عن عبد الله بن
الأخرم عن أبيه - و كانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا سند موضوع ، سليمان هذا هو الشاذكوني كذاب ، كذبه في
الحديث ابن معين و صالح جزرة . و يحيى بن يمان ضعيف . و شيخه أبو عبد الله
التيمي لم أعرفه . و قد رواه الشاذكوني بإسناد آخر أقرب إلى الصواب من هذا فقال
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 62 / 2 ) : حدثنا أبو مسلم الكشي : أخبرنا
سليمان بن داود الشاذكوني أخبرنا محمد بن سواء : حدثني الأشهب الضبعي : حدثني
بشير بن يزيد الضبعي - و كان قد أدرك الجاهلية - قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم ذي قار فذكره . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) بعد أن عزاه للطبراني :
" و فيه سليمان بن داود الشاذكوني و هو ضعيف " . قلت بل : كذاب كما عرفت ، و
لكني وجدت له متابعا قويا ، فقال خليفة بن خياط في " كتاب الطبقات " ( 12 / 1 )
: حدثني محمد بن سواء به . و خليفة هذا ثقة احتج به البخاري و هو أخباري علامة
. و الأشهب الضبعي مجهول أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 /
1342 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و بشير بن يزيد الضبعي ، قال ابن أبي
حاتم عن أبيه : " أدرك الجاهلية له صحبة " و قال البغوي : " لم أسمع به إلا في
هذا الحديث " . ثم ساقه من طريق الأشهب الضبعي به . و قال الحافظ في " الإصابة
" : " و أخرجه بقي بن مخلد في " مسنده " من هذا الوجه ، و كذلك البخاري في "
تاريخه " و ذكره ابن حبان في التابعين فقال : شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي
المراسيل . قلت : و ليس في شيء من طرق حديثه له سماع " . ثم رواه خليفة من
الطريق الأول فقال : و حدثني أبو أمية عمر بن المنخل السدوسي قال : حدثنا يحيى
بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات عن عبد الله بن الأخرم به . قلت :
فالظاهر أنه لم تثبت صحبته ، و عليه فالحديث له علتان : الإرسال و الجهالة . و
الله أعلم . ( فائدة ) : قال الحافظ : " و يوم ذي قار من أيام العرب المشهورة
كان بين جيش كسرى و بين بكر بن وائل لأسباب يطول شرحها ، قد ذكرها الأخباريون ،
و ذكر ابن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر ، قال : و أخبرني الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس قال : ذكرت وقعة ذي قار عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
ذاك أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، و بي نصروا " . قلت : هذه الكلمة " و
بي نصروا " رواها الطبراني من طريق خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده فذكر
قصة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى بكر بن وائل و عرضه الإسلام
عليهم و فيه : قالوا : حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد : " أحسبه قال : المثنى
بن خارجة - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه ، قال : إن بيننا و
بين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا و بينها عدنا فنظرنا ، فقال أبو بكر :
أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا ؟ قال : لا نشترط لك هذا علينا ، و لكن
إذا فرغنا فيما بيننا و بينهم عدنا فنظرنا فيما نقول ، فلما التقوا يوم ذي قار
هم و الفرس قال شيخهم : ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله ؟ قالوا : محمد ،
قالوا : هو شعاركم فنصروا على القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بي
نصروا . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) : " و رجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن
عيسى و هو ثقة " . ( تنبيه ) : بلغ جهل بعض الناس بالتاريخ و السيرة النبوية في
هذا العصر أن أحدهم طبع منشورا يرد فيه على صديقنا الفاضل الأستاذ علي الطنطاوي
طلبه من الإذاعة أن تمتنع من إذاعة ما يسمونه بالأناشيد النبوية ، لما فيها من
وصف جمال النبي صلى الله عليه وسلم بعبارات لا تليق بمقامه صلى الله عليه وسلم
، بل فيها ما هو أفظع من ذلك من مثل الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من دون
الله تبارك و تعالى ، فكتب المشار إليه في نشرته ما نصه بالحرف ( ص 4 ) : " و
ها هي (!) الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يستصحبون بعض نسائهم لخدمة
أنفسهم في الغزوات و الحروب ، و كانوا يضمدون (!) الجرحى و يهيئون (!) لهم
الطعام ، و كانوا يوم ذي قار عند اشتداد وطيس الحرب بين الإسلام و الفرس كانت
النساء تهزج أهازيج و تبعث الحماس في النفوس بقولها : إن تقبلوا نعانق و نفرش
النمارق . أو تدبروا نفارق فراق غير وامق . فانظر إلى هذا الجهل ما أبعد مداه !
فقد جعل المعركة بين الإسلام و الفرس ، و إنما هي بين المشركين و الفرس ، و نسب
النشيد المذكور لنساء المسلمين في تلك المعركة ! و إنما هو لنساء المشركين في
غزوة أحد ! كن يحمسن المشركين على المسلمين كما هو مروي في كتب السيرة ! فقد
خلط بين حادثتين متباينتين ، و ركب منهما ما لا أصل له البتة بجهله أو تجاهله
ليتخذ من ذلك دليلا على جواز الأناشيد المزعومة ، و لا دليل في ذلك - لو ثبت -
مطلقا إذ أن الخلاف بين الطنطاوي و مخالفيه ليس هو مجرد مدح النبي بل إنما هو
فيما يقترن بمدحه مما لا يليق شرعا كما سبقت الإشارة إليه و غير ذلك مما لا
مجال الآن لبيانه ، و لكن صدق من قال : " حبك الشيء يعمي و يصم " <1> فهؤلاء
أحبوا الأناشيد النبوية و قد يكون بعضهم مخلصا في ذلك غير مغرض فأعماهم ذلك عما
اقترن بها من المخالفات الشرعية . ثم إن هذا الرجل اشترك مع رجلين آخرين في
تأليف رسالة ضدنا أسموها " الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين و الصحابة " حشوها
بالافتراءات و الجهالات التي تنبيء عن هوى و قلة دراية ، فحملني ذلك على أن
ألفت في الرد عليهم كتابا أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء
الراشدين و الصحابة " موزعا على ست رسائل صدر منها الرسالة الأولى و هي في بيان
بعض افتراءاتهم و أخطائهم ، و الثانية في " صلاة التراويح " و الثالثة في أن "
صلاة العيدين في المصلى هي السنة " ثم أصدرنا الخامسة بعنوان " تحذير الساجد من
اتخاذ القبور مساجد " .

-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و قد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لكنه لا يصح كما
سيأتي بيانه برقم ( 1868 ) . اهـ .

(2/156)

580 - " ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم
يوم القيامة ، ثم تلا هذه الآية : *( و كان حقا علينا نصر المؤمنين )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 50 ) :

ضعيف . أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن
أبي الدرداء مرفوعا . و رواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب " كما في " الترغيب
" ( 3 / 302 ) ، و ذكره ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 436 ) و سكت عليه ، و ذلك
لظهور ضعفه ، فإن شهر بن حوشب ضعيف ، و كذا الراوي عنه ليث و هو ابن أبي سليم ،
و قد خولف في إسناده و متنه فرواه عبيد الله بن أبي زياد عن شهر عن أسماء بنت
يزيد مرفوعا نحوه مختصرا دون قوله : " ثم تلا ..... " . أخرجه أحمد ( 6 / 461 )
و أبو الشيخ في " الفوائد " ( 80 / 2 ) . <1> و عبد الله بن أبي زياد فيه ضعف
أيضا ، قال الحافظ في " التقريب " : " ليس بالقوي " . و مما ذكرنا تعلم أن قول
المنذري : " رواه أحمد بإسناد حسن و ابن أبي الدنيا و الطبراني " غير حسن . لكن
الحديث له طريق أخرى عن أم الدرداء مختصرا بلفظ : " من رد عن عرض أخيه رد الله
عن وجهه النار يوم القيامة " . أخرجه الترمذي ( 3 / 124 ) و أحمد ( 6 / 450 )
من طريق أبي بكر النهشلي عن مرزوق أبي بكر التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء
مرفوعا به . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن " . قلت : لعله حسنه بالذي قبله ،
و إلا فمرزوق هذا مجهول . قال الذهبي : " ما روى عنه سوى أبي بكر النهشلي " . و
أبو بكر النهشلي قال الحافظ : " صدوق " و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] مخطوط في ظاهرية دمشق ( حديث 357 ) . اهـ .

(2/157)

581 - " إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 51 ) :

ضعيف . أخرجه أحمد ( 4 / 226 ) عن عروة بن محمد قال : حدثني أبي عن جدي
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف عروة بن محمد و أبوه هما عندي مجهولا الحال ،
و لم يوثقهما غير ابن حبان على قاعدته ! و قد قال الحافظ في الأول : " مقبول "
. يعني عند المتابعة و قال في أبيه : " صدوق " . و لو أنه عكس لكان أقرب إلى
الصواب عندي فإن هذا قال الذهبي فيه : " تفرد عنه ولده الأمير عروة " فكيف يكون
صدوقا سيما و لم يوثقه من يعتبر توثيقه ؟ و أما عروة فقد روى عنه جماعة لكنه لم
يوثقه غير ابن حبان كما ذكرنا فبقي على الجهالة . و لا يغتر بقول الهيثمي ( 7 /
71 ) : " رواه أحمد و الطبراني و رجاله ثقات " . فإنه يعني أنهم ثقات عند ابن
حبان ! .

(2/158)

582 - " إن الغضب من الشيطان ، و إن الشيطان خلق من النار ، و إنما تطفأ النار بالماء
، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 51 ) :

ضعيف . أخرجه أحمد بالسند الذي قبله . و كذلك أخرجه البخاري في " التاريخ "
( 4 / 1 / 8 ) و أبو داود ( 2 / 287 ) و ابن عساكر ( 15 / 337 / 2 ) . قلت : و
سنده ضعيف فيه مجهولان ، كما بينته آنفا . و قد سكت عنه الحافظ العراقي في "
تخريج الإحياء " ( 3 / 145 و 151 ) و ابن حجر في " الفتح " ( 10 / 384 ) . و
الحديث روي عن معاوية بلفظ : " الغضب من الشيطان ، و الشيطان من النار ، و
الماء يطفي النار ، فإذا غضب أحدكم فليغتسل " . رواه أبو نعيم في " الحلية " (
2 / 130 ) و ابن عساكر ( 16 / 365 / 1 ) عن الزبير بن بكار : أخبرنا عبد المجيد
بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ياسين بن عبد الله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني
عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب الناس و قد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة ، فقال
له أبو مسلم : يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك و لا مال أبيك ، و لا مال أمك
، فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا ، و نزل فاغتسل ثم رجع فقال : أيها الناس
إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي و لا مال أبي و لا مال أمي ، و صدق أبو
مسلم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكر الحديث ) اغدوا
على عطاياكم على بركة الله عز وجل . قلت : و هذا إسناد ضعيف أيضا ، ياسين بن
عبد الله بن عروة لم أجد له ترجمة . و عبد المجيد بن عبد العزيز فيه ضعف ، قال
الحافظ : صدوق يخطيء ، و كان مرجئا ، أفرط ابن حبان فقال : متروك " . قلت : لفظ
ابن حبان ( 2 / 152 ) : " منكر الحديث جدا ، يقلب الأخبار ، و يروي المناكير عن
المشاهير فاستحق الترك " .

(2/159)

583 - " أترعون عن ذكر الفاجر ؟! اذكروه بما فيه يحذره الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 52 ) :

موضوع . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 72 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 215 ) و
أبو الحسن الحربي في " الأمالي " ( 245 / 1 ) و ابن عدي ( 260 / 2 ) و المحاملي
في " الأمالي " ( ج 5 رقم 15 ) و البيهقي في " سننه " ( 10 / 215 ) و الخطيب في
" تاريخه " ( 1 / 382 ، 3 / 188 و 7 / 262 ) و في " الكفاية " ( ص 42 ) و ابن
عساكر ( 12 / 7 / 2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 21 / 1 ) و
الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 81 / 1 ) و السهمي في " تاريخه " ( 75 ) من طريق
الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال العقيلي :
" ليس له من حديث بهز أصل ، و لا من حديث غيره ، و لا يتابع عليه من طريق يثبت
" . و قال البيهقي : " هذا يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري و أنكره عليه أهل
العلم بالحديث ، سمعت أبا عبد الله الحافظ ( يعني الحاكم ) يقول : سمعت أبا عبد
الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول : كان أبو بكر الجارودي إذا مر بقبر
جده يقول : يا أبة لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك " ! قال ابن عدي و
البيهقي : " و قد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ، و لم يصح
فيه شيء " . و قال ابن حبان : " و الخبر في أصله باطل ، و هذه الطرق كلها
بواطيل لا أصل لها " . و خفي هذا على الهروي فقال : " حديث حسن من حديث بهز و
قد توبع جارود بن يزيد عليه " ! و تبعه يوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش و
الدساكر على ابن عساكر " ! ( 2 / 2 ) . و روى الخطيب عن أحمد أنه قيل له . رواه
غيره ؟ فقال : ما علمت . ثم ذكر الخطيب أنه روي عن جماعة ثم قال : " و لا يثبت
عن واحد منهم ذلك ، و المحفوظ أن الجارود تفرد به " . ثم روى عن البخاري أنه
قال فيه : " منكر الحديث ، كان أبو أسامة يرميه بالكذب " . و عن أبي داود : "
غير ثقة " و قال الذهبي في " الميزان " : " و قال أبو حاتم : كذاب " . و في "
اللسان " : " قال العقيلي : متروك الحديث ، لأنه يكذب و يضع الحديث " . و ذكر
المناوي : أن الدارقطني قال في " علله " : " هو من وضع الجارود ، ثم سرقه منه
جمع " . و في " الميزان " أنه " موضوع " ، و نقله عنه في " الكبير " و أقره ،
لكن نقل الزركشي عن الهروي في " كتاب ذم الكلام " أنه حسن باعتبار شواهده " !
قلت : و هذا الاستدراك لا طائل تحته ، لأنه ذهول عن الشرط الذي يجب تحققه في
الشواهد حتى يتقوى الحديث بها و هو السلامة من الضعف الشديد الناتج من تهمة في
الرواة ، و هذا مفقود ههنا لما سبق في كلام الأئمة النقاد أن الحديث من وضع
الجارود سرقه منه آخرون ! و لهذا لما حكى السخاوي في " المقاصد " كلام الهروي
السابق تعقبه بالرد فقال : " و ليس كذلك ، فقد قال الحاكم فيما نقله البيهقي في
" الشعب " : إنه غير صحيح و لا معتمد " . و لهذا أورد الحديث ابن طاهر في "
الموضوعات " ( ص 3 ) و أعله بالجارود . قلت : و ممن سرقه عنه سليمان بن عيسى
السجزي فرواه عن سفيان ، أخرجه ابن عدي ( 161 / 1 ) و قال : " و هذا عن الثوري
عن بهز باطل و السجزي يضع الحديث " . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو : " ليس
لفاسق غيبة " .

(2/160)

584 - " ليس لفاسق غيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 52 ) :
باطل . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص
236 ) و ابن عدي ( ق 61 / 2 ) و أبو بكر ابن سلمان الفقيه في " مجلس من الأمالي
" ( 15 / 2 ) و أبو بكر الدقاق في " حديثه " ( 2 / 42 / 2 ) و الهروي في " ذم
الكلام " ( 4 / 81 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 97 / 2 ) و الواحدي في
" التفسير " ( 4 / 82 / 1 ) و كذا الخطيب في " الكفاية " ( ص 42 ) كل هؤلاء من
طريق جعدبة بن يحيى الليثي : حدثنا العلاء بن بشر عن سفيان عن بهز بن حكيم عن
أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، جعدبة قال الدارقطني : "
متروك " . و العلاء بن بشر ضعفه الأزدي . و ذكره الحاكم فقال : " هذا الحديث
غير صحيح " ، و قال ابن حبان في " الثقات " في ترجمة العلاء : " روى عنه جعدبة
بن يحيى مناكير " . و قال ابن عدي : " و العلاء بن بشر هذا لا يعرف ، و هذا
اللفظ غير معروف " . و نقل المناوي عنه عن أحمد أنه قال : " حديث منكر " . قلت
: و قد وجدت له طريقا أخرى ، رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 239 -
240 ) عن محمد بن يعقوب : حدثنا إبراهيم بن سلام المكي : حدثنا ابن أبي فديك عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به . قلت : و هذا سند ضعيف محمد بن يعقوب
هذا هو ابن أبي يعقوب أبو بكر ترجمه أبو نعيم و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ،
و إبراهيم بن سلام المكي لم أعرفه . و الحديث ذكره ابن القيم في الموضوعات في
كتابة " المنار " و قال ( ص 61 ) : " قال الدارقطني و الخطيب : قد روي من طرق و
هو باطل " .

(2/161)

585 - " من ألقى ***اب الحياء فلا غيبة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 54 ) :

ضعيف جدا . أخرجه عيسى بن علي الوزير في " ستة مجالس " ( 193 / 2 ) و أبو
القاسم المهرواني في " الفوائد المنتخبة " ( 41 / 1 ) و البيهقي في " سننه " (
10 / 210 ) و الخطيب ( 8 / 438 ) و أبو محمد بن شيبان العدل في " الفوائد " ( 1
/ 220 / 1 ) و القضاعي ( 36 / 1 ) من طريق رواد بن الجراح أبي عصام العسقلاني :
حدثنا أبو سعد الساعدي عن أنس مرفوعا . و قال البيهقي : " ليس بالقوي " ، و
قال المهرواني : " غريب ، و لم نكتبه إلا من حديث رواد بن الجراح " . قلت : و
له علتان : الأولى : رواد هذا ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق اختلط
بآخره فترك ، و في حديثه عن الثوري ضعف شديد " . الثانية : أبو سعد هذا قال
الذهبي في " الميزان " : " ليس بعمدة " ثم ساق له هذا الحديث ، ثم قال : " و قد
ذكره علي بن أحمد السليماني في من يضع الحديث " . و قال الدارقطني في " سؤالات
البرقاني عنه " ( رقم 574 - نسختي ) : " مجهول يترك حديثه " . و للحديث طريق
أخرى عند الخطيب ( 4 / 171 ) و أبي بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 120 /
2 ) عن الربيع بن بدر : حدثنا أبان عن أنس به . و هذا أشد ضعفا من الذي قبله :
الربيع متروك ، و أبان و هو ابن أبي عياش متهم بالوضع .

(2/162)

586 - " ليس مني ذو حسد و لا نميمة و لا كهانة ، و لا أنا منه ، ثم تلا هذه الآية *(
و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما
مبينا )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 54 ) :

موضوع . ذكره الهيثمي ( 8 / 91 ) من حديث عبد الله بن بسر ثم قال : "
رواه الطبراني و فيه سليمان بن سلمة الخبائري و هو متروك " . قلت : و ذلك لأنه
متهم قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و ساق له الذهبي حديثا و قال : " هذا
موضوع " .

(2/163)

587 - " ثلاثة من كن فيه آواه الله في كنفه ، و ستر عليه برحمته ، و أدخله في محبته ،
من إذا أعطى شكر ، و إذا قدر غفر ، و إذا غضب فتر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 55 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 93 ) و الحاكم ( 1 / 125 ) و
الخطيب في " التلخيص " ( 76 - 2 ) عن عمر بن راشد مولى عبد الرحمن بن أبان بن
عثمان التيمي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي عن هشام بن عروة عن
محمد بن علي عن ابن عباس مرفوعا . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رد
الذهبي بقوله : " بل واه ، فإن عمر قال فيه أبو حاتم : وجدت حديثه كذبا " .
قلت : و كنيته أبو حفص الجاري و قال ابن حبان : " يضع الحديث على الثقات ، لا
يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه ؟! " . و قد أخرجه
البيهقي في " الشعب " و قال عقبه : " عمر بن راشد هذا شيخ مجهول من أهل مصر
يروي ما لا يتابع عليه " . و لهذا قال المناوي متعقبا على السيوطي الذي أورد
الحديث في " الجامع الصغير " : " لم يصب في إيراده " . قلت : و له طريق أخرى عن
ابن أبي ذئب به . أخرجه ابن عدي ( 331 / 1 - 2 ) : حدثنا أحمد بن داود بن أبي
صالح حدثنا أبو مصعب المديني - يلقب مطرف - : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي
ذئب به . و أحمد هذا قال ابن حبان ( 1 / 134 ) و ابن طاهر : " يضع الحديث " .

(2/164)

588 - " من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ، و من حفظ لسانه ستر الله عورته ، و من
اعتذر إلى الله قبل عذره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 111 ) معلقا عن عبد
السلام بن هاشم : حدثنا خالد بن برد عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت :
و هذا إسناد مكذوب ، المتهم به عبد السلام بن هاشم هذا ، قال فيه عمرو بن علي
الفلاس : " لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه " . و قد تساهل الهيثمي في تضعيفه
فقط فقال في " المجمع " ( 8 / 68 ) بعد أن ساق الحديث دون الجملة الأخيرة منه :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد السلام بن هاشم و هو ضعيف " . و من
رواية الطبراني أورده السيوطي في " الجامع " و تعقبه المناوي بكلام الهيثمي
الذي نقلته آنفا ، إلا أنه وقع في نقله " ابن هلال " بدل " ابن هشام " و هو
موافق لما ذكره الهيثمي في مكان آخر ( 8 / 70 ) و كأنه وهم منه ، أو تحريف من
بعض النساخ ، إذ ليس في الرواة من يدعى عبد السلام بن هلال . و الله أعلم . و
الحديث أشار المنذري ( 3 / 279 ) لضعفه أو وضعه .

(2/165)

589 - " لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

ضعيف . رواه أحمد ( رقم 6647 ) من طريق ابن لهيعة قال : حدثنا عبد الله بن
هبيرة عن أبي سالم الجيشاني عن عبد الله بن عمرو مرفوعا في حديث . قلت : و
هذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة فإنه ضعيف لسوء حفظه . و الذي صح في هذه الباب
ما أخرجه أبو داود ( 1 / 407 ) و غيره من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا
كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " . و سنده حسن ، و له شواهد انظرها إن شئت في
" المجمع " ( 5 / 255 ) ، و كلها بلفظ الأمر ليس في شيء منها " لا يحل " . فهذا
مما تفرد به ابن لهيعة فهو ضعيف منكر . أقول هذا تحقيقا للرواية و بيانا للفرق
بين ما صح من الحديث و ما لم يصح . فإنه يترتب على ذلك نتائج هامة أحيانا و ذلك
لأن لفظ : " لا يحل " نص في حرمة ترك التأمير ، و أما لفظ الأمر فليس نصا في
ذلك بل هو ظاهر ، و لذلك اختلف العلماء في حكم التأمير فمن قائل بالندب ، و من
قائل بالوجوب ، و لو صح لفظ ابن لهيعة لكان قاطعا للنزاع . أقول هذا مع أنني
أرى الأرجح الوجوب ، لأنه الأصل في الأمر كما هو مقرر في علم الأصول ، و ممن
قال بوجوب التأمير الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 223 ) فيراجع كلامه فإنه مفيد
.

(2/166)

590 - " من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

ضعيف جدا . رواه أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 193 / 1 ) و رقم (
129 نسختي ) و علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي في " حديثه " ( 156 / 1 - 2 ) و
الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 42 / 1 ) عن سلم بن ميمون الخواص
حدثنا زفر بن سليمان عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا لما يأتي ، و اقتصر السيوطي في عزوه على
البيهقي في " الشعب " . و قال المناوي : " و فيه سلم بن ميمون الخواص أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال ابن حبان : بطل الاحتجاج به . و قال أبو
حاتم : لا يكتب حديثه ، عن ( زافر ) قال ابن عدي : لا يتابع على حديثه ، و وثقه
ابن معين . عن ( المثنى بن الصباح ) ضعفه ابن معين ، و قال النسائي : متروك "
<1> . قلت : و مع هذا كله سكت الحافظ العراقي على الحديث في " تخريج الإحياء "
( 2 / 292 ) !
-----------------------------------------------------------
[1] في عبارة المناوي أخطاء مطبعية كثيرة صححتها من كتب الرجال . اهـ .

(2/167)

591 - " من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل ، إلا وراء الإمام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 57 ) :
ضعيف . رواه القاضي أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 47 / 1 ) <1> عن
يحيى بن سلام : حدثنا مالك بن أنس عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعا . قلت :
و يحيى بن سلام ضعفه الدارقطني كما في " الميزان " ، و نقل الزيلعي ( 1 / 10 )
عنه أعني الدارقطني أنه قال في " غرائب مالك " : " هذا باطل لا يصح عن مالك " .
قلت : و الصواب أنه موقوف كذلك أخرجه الخلعي أيضا عن القعنبي ، و البيهقي ( 2 /
160 ) عن ابن بكير ، كلاهما عن مالك عن وهب عن جابر من قوله غير مرفوع ، و قال
البيهقي : " رفعه يحيى بن سلام و غيره من الضعفاء عن مالك ، و ذلك مما لا يحل
روايته على طريقة الاحتجاج به " . قلت : و الحديث صحيح بدون قوله : " إلا وراء
الإمام " يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة
الكتاب " رواه الشيخان عن عبادة بن الصامت ، و قوله صلى الله عليه وسلم لـ "
المسيء صلاته " بعد أن أمره بقراءة الفاتحة في الركعة الأولى : " ثم اصنع ذلك
في صلاتك كلها " رواه البخاري و غيره . لكن في معنى هذه الزيادة : " إلا وراء
الإمام " قوله صلى الله عليه وسلم : " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة "
. و هو حديث صحيح عندنا له طرق كثيرة جدا و قد ساقها الزيلعي ( 2 / 6 - 11 ) ثم
خرجتها في " الإرواء " رقم ( 493 ) ، و هي و إن كانت لا تخلو من ضعف ، و لكنه
ضعف منجبر ، و قد صح إسناده عن عبد الله بن شداد مرسلا ، و المرسل إذا جاء
متصلا فهو حجة عند الإمام الشافعي و غيره فاللائق بأتباعه أن يأخذوا بهذا
الحديث إذا أرادوا أن لا يخالفوه في أصوله ! و هو من المخصصات لحديث عبادة بن
الصامت ، و لكنه يخصصه بالجهرية فقط ، لا في السرية ، لأن قراءة الإمام فيها لا
تكون قراءة لمن خلفه ، إذ أنهم لا يسمعونها فلا ينتفعون بقراءته ، فلابد لهم من
القراءة السرية ، و بذلك نكون عاملين بالحديثين و لا نرد أحدهما بالآخر . و هو
مذهب مالك و أحمد و غيرهما أن القراءة فيها مشروعة دون الجهرية . و هو أعدل
الأقوال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " و من أراد التفصيل
فليرجع إليها ، و سبق شيء من هذا في الحديث ( 569 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] جزء ( 20 ) من مخطوطة الظاهرية ( مجموع 53 ) . اهـ .

(2/168)

592 - " أسست السموات السبع و الأرضون السبع على *( قل هو الله أحد )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 58 ) :

موضوع . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 53 / 2 ) و الدينوري في "
المجالسة " ( 36 / 3 / 1 ) عن موسى بن محمد بن عطاء قال : حدثنا شهاب بن خراش
الحوشبي قال : سمعت قتادة يقول : حدثني أنس بن مالك به مرفوعا . قلت : و
هذا إسناد موضوع ، موسى بن محمد بهذا هو الدمياطي المقدسي قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 161 ) : " قال أبي كان يكذب و يأتي بالأباطيل ،
و قال موسى بن سهل الرملي : أشهد عليه أنه كان يكذب ، و قال أبو زرعة : كان
يكذب " . و قال ابن حبان ( 2 / 241 - 242 ) : " كان يضع الحديث على الثقات ، و
يروي ما لا أصل له عن الأثبات " . و قال العقيلي ( ص 410 ) : " يحدث عن الثقات
بالبواطيل و الموضوعات " . و بالجملة فهو ممن اتفقت كلمات الأئمة على تكذيبه و
اطراح حديثه ، و لذلك قال الذهبي : إنه أحد التلفاء . ثم نقل تكذيب أبي زرعة و
أبي حاتم له و قول ابن حبان فيه . ثم ذكر له أحاديث موضوعة هذا منها ، و مع ذلك
كله و وضوح حال الرجل لم يستحي السيوطي فأورد له هذا الحديث في " الجامع الصغير
" الذي صانه بزعمه عما تفرد به كذاب أو وضاع ! و قد أورده من رواية تمام عن أنس
. و تعقبه المناوي بأنه فيه الدمياطي هذا و نقل التكذيب المذكور عن أبي زرعة و
أبي حاتم . و مما يدل على كذبه أن الحديث رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن "
( 3 / 110 / 1 ) من طريق آخر عن كعب الأحبار من قوله ، فرفعه هذا الكذاب بإسناد
من عنده ألصقه به ! و من موضوعات هذا الكذاب : " الجنة تحت أقدام الأمهات ، من
شئن أدخلن ، و من شئن أخرجن " .

(2/169)

593 - " الجنة تحت أقدام الأمهات ، من شئن أدخلن ، و من شئن أخرجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 58 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 325 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " عن موسى بن
محمد بن عطاء : حدثنا أبو المليح حدثنا ميمون عن ابن عباس مرفوعا . و قال
العقيلي : " هذا منكر " . نقله الحافظ في ترجمة " موسى بن عطاء " و هو كذاب كما
سبق بيانه في الذي قبله . و الشطر الأول من الحديث له طريق آخر ، رواه أبو بكر
الشافعي في " الرباعيات " ( 2 / 25 / 1 ) و أبو الشيخ في " الفوائد " و في "
التاريخ " ( ص 253 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 53 / 1 ) و القضاعي ( 2 / 2
/ 1 ) و الدولابي ( 2 / 138 ) عن منصور بن المهاجر عن أبي النضر الأبار عن أنس
مرفوعا به . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الجامع " كما في " فيض القدير "
للمناوي و قال : " قال ابن طاهر : و منصور و أبو النضر لا يعرفان ، و الحديث
منكر ، انتهى . فقول العامري في شرحه : " حسن " غير حسن " . و يغني عن هذا حديث
معاوية بن جاهمة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أردت أن
أغزو و قد جئت أستشيرك ؟ فقال : هل لك أم ؟ قال : نعم . قال : فالزمها فإن
الجنة تحت رجليها . رواه النسائي ( 2 / 54 ) ، و غيره كالطبراني ( 1 / 225 / 2
) . و سنده حسن إن شاء الله ، و صححه الحاكم ( 4 / 151 ) ، و وافقه الذهبي ، و
أقره المنذري ( 3 / 214 ) .

(2/170)

594 - " هدية الله إلى المؤمن السائل على بابه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 59 ) :

موضوع . رواه تمام في " الفوائد " ( 9 / 167 / 2 ) و الضياء في " المنتقى
من مسموعاته بمرو " ( 62 / 2 ) عن أبي أيوب سليمان بن سلمة الخبائري : حدثنا
سعيد بن موسى ( و قال الضياء : ابن زيد الأزدي ) : حدثنا مالك عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا . و عزاه السيوطي في " الجامع " للخطيب فقط في " رواة مالك " عن
ابن عمر ، و تعقبه المناوي بأن الخطيب قال : " و سعيد مجهول ، و الخبائري مشهور
بالضعف " . قال المناوي : " قال في " الميزان " قلت : هذا موضوع ، و سعيد هالك
. اهـ . و أعاده في محل آخر و قال : هذا كذب . اهـ . و قال ابن الجوزي : حديث
لا يصح ، و سعيد بن موسى اتهمه ابن حبان بالوضع " . قلت : و لم يتفرد به سعيد
بن زيد بل تابعه عند تمام سعيد بن أبي مريم ، لكن الراوي عنه عبد السلام بن
محمد الأموي قال الدارقطني : " ضعيف جدا " و قال : " منكر الحديث " . و قال
الخطيب : " صاحب مناكير " . قلت : و لعله أراد أن يقول : " سعيد بن زيد " فقال
: " سعيد بن أبي مريم " خطأ ، و ابن أبي مريم ثقة بخلاف الأول . قلت : و يحتمل
أن ذلك من وهم أو وضع الخبائري ، فقد رأيت ابن حبان أورد الحديث في " الضعفاء "
( 1 / 324 ) من طريقه قال : حدثنا سعيد بن موسى عن مالك به ، و ساق له حديثا
آخر و قال : " لست أدري وضعه سعيد بن موسى أو سليمان بن سلمة ، لأن الخبر في
نفسه موضوع " . و تابعه أيضا موسى بن محمد الدمياطي و هو كذاب كما سبق قبل
حديثين ، رواه ابن عدي كما في " الميزان " و قال : " هذا كذب " و أقره الحافظ
في " اللسان " . و من طريقه رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 2 / 3 ) و
أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 135 ) .

(2/171)

595 - " إذا مدح الفاسق غضب الرب و اهتز لذلك العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 60 ) :

منكر . رواه أبو الشيخ في " العوالي " ( 32 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه " (
7 / 298 و 8 / 428 ) من طريق أبي خلف خادم أنس عن أنس بن مالك مرفوعا . و
من هذا الوجه رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الغيبة " كما ذكره المناوي و قال :
" أبو خلف قال الذهبي : قال يحيى : كذاب ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث . و
قال ابن حجر في " الفتح " : سنده ضعيف . ( قال المناوي ) : و رواه ابن عدي عن
بريدة ، قال العراقي : و سنده ضعيف . و في " الميزان " : خبر منكر " .

(2/172)

596 - " الناس كأسنان المشط ، و إنما يتفاضلون بالعافية ، و المرء كثير بأخيه يرفده و
يحمله ، و لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 60 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 153 / 2 ) عن المسيب بن واضح : حدثنا سليمان بن
عمرو : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعا و قال :
" و هذا الحديث وضعه سليمان على إسحاق " . و من طريقه رواه القضاعي ( 2 / 9 / 1
) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 80 ) من طريق ابن عدي ، و تعقبه السيوطي
في " اللآلي " ( 2 / 290 ) بأن له طريقا أخرى . قلت : أخرجه الدولابي ( 1 / 168
) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 188 - 189 ) و الخطابي في " غريب الحديث "
( 119 / 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 119 / و 3 / 205 / 2 ) و أبو نعيم ببعضه ( 10 /
25 ) من طرق عن بكار بن شعيب أبي خزيمة العبدي قال : حدثنا عبد العزيز ابن أبي
حازم عن أبيه عن سهل بن سعد مرفوعا به . و هذا سند ضعيف جدا بكار بن شعيب قال
ابن حبان : " يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم ، لا يجوز الاحتجاج به " . ثم
ساق له هذا الحديث منكرا له عليه كما قال الحافظ في " اللسان " و قال الجوزجاني
: " و هو منكر جدا " . لكن قال السيوطي : " و قد توبع بكار فقال ابن لال :
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب : حدثنا إبراهيم بن فهد : حدثنا محمد بن موسى
حدثنا غياث بن عبد المجيد عن عمر بن سليم عن أبي حازم به . قلت : و سكت عليه
السيوطي ، و هذه متابعة قوية لولا أن الطريق إليها مظلمة ، فإن غياث بن عبد
الحميد مجهول كما قال العقيلي : و محمد بن موسى لم أعرفه ، و في طبقته بهذا
الاسم جماعة . و إبراهيم بن فهد قال ابن عدي : " سائر أحاديثه مناكير ، و هو
مظلم الأمر " . و قال أبو الشيخ : " قال البردعي : ما رأيت أكذب منه " . قال
أبو الشيخ : " و كان مشايخنا مضعفونه " . قلت : فمثل هذا الطريق لا يستشهد به
لشدة ضعفه . و قد وجدت له طريقا آخر عن سهل بن سعد ، أخرجه أبو الشيخ في "
أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " ( 11 / 2 ) عن سهل بن عامر البجلي حدثنا ميمون
بن عمرو البصري عن أبي الزبير عن سهل بن سعد مرفوعا . و لكنه واه جدا ، سهل بن
عامر هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 202 ) : " قال أبي
: و هو ضعيف ، روى أحاديث بواطيل و كان يفتعل الأحاديث " . و في معناه قول
البخاري : " منكر الحديث " . و أما ابن حبان فيبدو أنه لم يتبين له حقيقة أمره
فلذلك أورده في " الثقات " ! و وجدت له شاهدين آخرين متصل و مرسل . أما المتصل
فأخرجه ابن عساكر ( 3 / 205 / 2 ) عن بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول
عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع بكار بن تميم مجهول ، و الآفة بشر بن
عون قال ابن حبان ( 1 / 181 ) : " له نسخة عن بكار بن تميم عن مكحول نحو مائة
حديث كلها موضوعة " . و أما المرسل فأخرجه الخطيب ( 7 / 57 ) من طريق بشر بن
غياث عن البراء بن عبد الله الغنوي عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم . و هذا سند ضعيف جدا ، بشر بن غياث ، قال الذهبي : " مبتدع ضال لا ينبغي
أن يروى عنه و لا كرامة " . " و في الميزان " : " قال الأزدي : زائغ صاحب رأي ،
لا يقبل له قول ، و لا يخرج حديثه و لا كرامة إذا كان عندنا على غير طريقة
الإسلام " . و نقل عنه أنه كان ينكر عذاب القبر و سؤال الملكين و الصراط و
الميزان . و البراء بن عبد الله الغنوي ضعفه أحمد و ابن معين و غيرهما . و
الحسن هو البصري فهو مرسل ، و على إرساله فالإسناد إليه غير صحيح . و بالجملة
فالحديث ضعيف جدا ، و ليس في كل هذه الطرق ما يأخذ بعضده . و الله أعلم . ثم
وجدت له طريقا ثانيا عن أنس ، رواه ابن شاذان الأزجي في " حديثه " ( 2 / 105 /
2 ) عن رواد بن الجراح عن أبي سعد الساعدي عن أنس بن مالك مرفوعا . و هذا سند
تالف ! أبو سعد هذا قال الذهبي : " مجهول حدث عنه رواد بن الجراح و ليس بعمدة ،
و قد ذكره علي بن أحمد السلماني في من يضع الحديث " .

(2/173)

597 - " نعم ، خصال أربع : الدعاء لهما ، و الاستغفار لهما ، و إنفاذ وعدهما ، و صلة
الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما . قاله لمن سأله : هل بقي من بر أبوي شيء
بعد موتهما أبرهما به ؟ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 62 ) :

ضعيف . رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في " الأدب " ( 1 / 151 / 1 - 2 ) :
حدثنا الفضيل بن دكين : حدثنا ابن الغسيل : حدثني أسيد بن علي مولى أبي أسيد عن
أبيه أنه سمع أبا أسيد قال : بينما أنا جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم
أتاه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله هل بقي .... الحديث . و رواه
الروياني في " مسنده " ( 251 / 1 ) و الخطيب في " الموضح " ( 1 / 41 - 42 ) و
الواحدي ( 153 / 2 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " ( ص 41 ) من
طرق أخرى عن عبد الرحمن بن الغسيل به . و قد تابعه موسى بن يعقوب عن أسيد به
إلا أنه قال : " أسيد " بالضم . أخرجه الخطيب و أشار إلى أنه خطأ و أن الصواب "
أسيد " كما رواه ابن الغسيل . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات كلهم ، غير
علي مولى أبي أسيد لم يوثقه غير ابن حبان ، و لم يرو عنه غير ابنه أسيد ، و
لهذا قال الذهبي : " لا يعرف " ، و أشار إلى ذلك الحافظ بقوله : " مقبول " . و
عنه رواه أبو داود ( 5142 ) و ابن ماجة ( 3664 ) و أحمد ( 3 / 497 - 498 ) و
ابن حبان ( 2030 ) .

(2/174)

598 - " لما قدم المدينة جعل النساء و الصبيان و الولائد يقلن :

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 63 ) :

ضعيف . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 59 / 2 ) و كذا البيهقي في
" دلائل النبوة " ( 2 / 233 - ط ) عن الفضل بن الحباب قال : سمعت عبد الله بن
محمد بن عائشة يقول فذكره . و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ، لكنه معضل سقط من
إسناده ثلاثة رواة أو أكثر ، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد و قد أرسله . و
بذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 244 ) . ثم قال البيهقي
كما في تاريخ ابن كثير ( 5 / 23 ) : " و هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة
من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك " . و هذا
الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 251
تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي ) ، لكن رده المحقق ابن القيم فقال في "
الزاد " ( 3 / 13 ) : و هو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشام
لا يراها القادم من مكة إلى المدينة و لا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " .
و مع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق ، على أن القصة برمتها غير
ثابتة كما رأيت ! ( تنبيه ) : أورد الغزالي هذه القصة بزيادة : " بالدف و
الألحان " و لا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله : " و ليس فيه ذكر
للدف و الألحان " . و قد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها ، مستدلا على
جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم ! فيقال له : " أثبت العرش ثم انقش " !
على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة
لهذا عند الحديث ( 579 ) فأغنى عن الإعادة .

(2/175)

599 - " إذا مات الرجل منكم فدفنتموه فليقم أحدكم عند رأسه ، فليقل : يا فلان ابن
فلانة ! فإنه سيسمع ، فليقل : يا فلان ابن فلانة ! فإنه سيستوي قاعدا ، فليقل :
يا فلان ابن فلانة ، فإنه سيقول : أرشدني أرشدني رحمك الله ، فليقل : اذكر ما
خرجت عليه من دار الدنيا : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن
محمدا عبده و رسوله ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من في
القبور ، فإن منكرا و نكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه و يقول له : ما تصنع
عند رجل قد لقن حجته ؟ فيكون الله حجيجهما دونه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 64 ) :

منكر . أخرجه القاضي الخلعي في " الفوائد " ( 55 / 2 ) عن أبي الدرداء هاشم
بن محمد الأنصاري : حدثنا عتبة بن السكن عن أبي زكريا عن جابر بن سعيد الأزدي
قال : " دخلت على أبي أمامة الباهلي و هو في النزع ، فقال لي : يا أبا سعيد
إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا
فإنه قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، لم أعرف أحد منهم غير عتبة بن
السكن ، قال الدارقطني : " متروك الحديث " و قال البيهقي : " واه منسوب إلى
الوضع " . و الحديث أورده الهيثمي ( 3 / 45 ) عن سعيد بن عبد الله الأزدي قال :
شهدت أبا أمامة ..... الحديث . و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و في
إسناده جماعة لم أعرفهم " . قلت : فاختلف في اسم الراوي عن أبي أمامة ففي رواية
الخلعي أنه جابر بن سعيد الأزدي و في رواية الطبراني أنه سعيد بن عبد الله
الأزدي ، و هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 76 ) فقال : " سعيد الأزدي " لم
ينسبه لأبيه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، فهو في عداد المجهولين ،
فالعجب من قول الحافظ في " التلخيص " ( 5 / 243 ) بعد أن عزاه للطبراني : " و
إسناده صالح ، و قد قواه الضياء في " أحكامه " و أخرجه عبد العزيز في " الشافي
" . و الراوي عن أبي أمامة سعيد الأزدي بيض له ابن أبي حاتم " ! فأنى لهذا
الإسناد الصلاح و القوة و فيه هذا الرجل المجهول ؟! بل فيه جماعة آخرون مثله في
الجهالة كما يشير لذلك كلام الهيثمي السابق ، و هذا كله إذا لم يكن في إسناد
الطبراني عتبة بن السكن المتهم ، و إلا فقد سقط الإسناد بسببه من أصله ! و قد
قال النووي في " المجموع " ( 5 / 304 ) بعد أن عزاه للطبراني : و إسناده ضعيف .
و قال ابن الصلاح : ليس إسناده بالقائم " . و كذلك ضعفه الحافظ العراقي في "
تخريج الإحياء " ( 4 / 420 ) و قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 206 ) : " لا
يصح رفعه " . و اعلم أنه ليس للحديث ما يشهد له ، و كل ما ذكره البعض إنما هو
أثر موقوف على بعض التابعين الشاميين لا يصلح شاهدا للمرفوع بل هو يعله ، و
ينزل به من الرفع إلى الوقف ، و في كلمة ابن القيم السابقة ما يشير إلى ما
ذكرته عند التأمل . على أنه شاهد قاصر إذ غاية ما فيه : " أنهم كانوا يستحبون
أن يقال للميت عند قبره : يا فلان قل لا إله إلا الله ، قل أشهد أن لا إله إلا
الله ( ثلاث مرات ) ، قل : ربي الله ، و ديني الإسلام ، و نبي محمد " . فأين
فيه الشهادة على بقية الجمل المذكورة في الحديث مثل " ابن فلانة " و " أرشدني
... " و قول الملكين : " ما نصنع عند رجل " ... " . و جملة القول أن الحديث
منكر عندي إن لم يكن موضوعا . و قد قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 161 )
: " و يتحصل من كلام أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف ، و العمل به بدعة و لا يغتر
بكثرة من يفعله " . و لا يرد هنا ما اشتهر من القول بالعمل بالحديث الضعيف في
فضائل الأعمال ، فإن هذا محله فيما ثبت مشروعيته بالكتاب أو السنة الصحيحة ،
أما ما ليس كذلك فلا يجوز العمل فيه بالحديث الضعيف ، لأنه تشريع و لا يجوز ذلك
بالحديث الضعيف ، لأنه لا يفيد إلا الظن المرجوح اتفاقا فكيف يجوز العمل بمثله
؟! فليتنبه لهذا من أراد السلامة في دينه ، فإن الكثيرين عنه غافلون . نسأل
الله تعالى الهداية و التوفيق .

(2/176)


hg[.x hgph]d uav lk hgsgsgi hgqudtm gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 01 / 04 / 2016, 38 : 05 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان


البيانات
التسجيل: 26 / 01 / 2008
العضوية: 38
العمر: 65
المشاركات: 190,061 [+]
بمعدل : 31.79 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 19245
نقاط التقييم: 791
شريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to behold

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
[motr]جزاك الله خيرا
اخي ******
ابوعبدالله عبدالرحيم[/motr]









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 01 / 04 / 2016, 31 : 09 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو توفيق
اللقب:
نائب المشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو توفيق


البيانات
التسجيل: 30 / 03 / 2016
العضوية: 54282
المشاركات: 2,489 [+]
بمعدل : 0.83 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 348
نقاط التقييم: 12
ابو توفيق is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@









عرض البوم صور ابو توفيق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, من, الالباني, الحادي, الجزء, السلسله, الضعيفة, عشر

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018