أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الجمعة 14-6-2024 - للدكتور حسين عبدالرشيد أحمد حمزة - بمسجد الشهيد عصام عبدالجواد - بفزاره (آخر رد :شريف حمدان)       :: آذان الجمعة الثاني 14-6-2024 - بمسجد الشهيد عصام عبدالجواد علي تهامي - بفزاره (آخر رد :شريف حمدان)       :: آذان الجمعة الآول 14-6-2024 - بمسجد الشهيد عصام عبدالجواد علي تهامي - بفزاره (آخر رد :شريف حمدان)       :: درس الجمعة 14-6-2024 - للدكتور حسين عبدالرشيد أحمد حمزة - بمسجد الشهيد عصام عبدالجواد علي - بفزاره (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة 14-6-2024 - للدكتور حسين عبدالرشيد أحمد - بمسجد الشهيد عصام عبدالجواد علي تهامي - بفزاره (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ياسر الدوسري 8 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ياسر الدوسري 8 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالباري الثبيتي 8 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 8 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة للشيخ عبدالباري الثبيتي 8 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو الوليد البتار مشاركات 3 المشاهدات 1257  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 01 / 07 / 2009, 16 : 07 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
رَجَبُ مُضَر
فضيلة الشيخ / سعيد عبد العظيم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد،
فمن الظواهر اللافتة للنظر تقارب الزمان، وسرعة مرور الأيام، فالعام يمر تلو العام، وكأنه بالأمس القريب، وها نحن على أبواب شهر رجب، وبعد أيام بإذن الله يُقبل علينا شهر رمضان، ونسأل الله -تعالى- أن يُهِل علينا وعليكم هذه الأيام المباركات بالأمن والإيمان، والسلام والإسلام.
وقد كان سلفنا الصالح يدعون ربهم ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم.
وقد قيل عن شهر رجب إنه شهر الزرع، وشهر شعبان هو شهر السقيا، وشهر رمضان هو شهر الحصاد، ولا يحصد الإنسان إلا ما زرع.
وتقارب الزمان، وشرعة مرور الأيام هي من علامات الساعة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَان...) [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعْفَةِ الْخُوصَةُ) [رواه أحمد، وصححه الألباني]
وللعلماء أقوال في المراد بتقارب الزمان:
1- أن المراد بذلك قلة البركة في الزمان.
قال ابن حجر: قد وجد في زماننا هذا فإننا نجد من سرعة مر الأيام ما لم تكن تجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا.
2- أن المراد بذلك هو ما يكون في زمان المهدي وعيسى -عليه والسلام- من استلذاذ الناس للعيش وتوفر الأمن وغلبة العد، وذلك أن الناس يستقصرون أيام الرخاء، وإن طالت، وتطول عليهم مدة الشدة وإن قصرت.
3- أن المراد تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون منهم من يأمر بمعروف وينهى عن منكر؛ لغلبة الفسق، وظهور أهله، وذلك عند ترك طلب العلم خاصة والرضى بالجهل، وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم، فدرجات العلم تتفاوت، كما قال -تعالى-: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}(يوسف:76)، وإنما يتساوون إذا كانوا جهالاً.
3- أن المراد تقارب أهل الزمان بسبب توفر وسائل الاتصالات والمراكب الأرضية والجوية السريعة التي قربت البعيد.
4- أن المراد بذلك هو قصر المزمان وسرعته سرعة حقيقية، وذلك في آخر الزمان، وهذا لم يقع إلى الآن، ويؤيد ذلك ما جاء أن أيام الدجال تطول، حتى يكون اليوم كالسنة وكالشهر وكالجمعة في الطول، فكما أن الأيام تطول فإنها تقصر؛ وذلك لاختلال نظام العالم وقرب زوال الدنيا.
- قال ابن أبي جمرة: يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان قصره على ما وقع في حديث: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تكونَ السنةُ كالشهر)، وعلى هذا فالصر يحتمل أن يكون حسياً، ويحتمل أن يكون معنوياً، أما الحسي فلم يظهر بعد، ولعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة.
وأما المعنوي فله مدة منذ ظهر، يعرف ذلك أهل العلم الديني، ومن له فطنة من أهل السبب الدنيوي؛ فإنهم يجدون أنفسهم لا يقدر أحدهم أن يبلغ من العمل قدر ما كانوا يفعلونه قبل ذلك، ويشكون ذلك، ولا يدرون العلة فيه، ولعله ذلك بسبب ما وقع من ضعف الإيمان؛ لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه، وأشد ذلك الأقوات؛ ففيها من الحرام المحض ومن الشبه ما لا يخفى، حتى أن كثيراً من الناس لا يتوقف في شيء، ومهما قدر على تحصيل شيء هجم عليه ولا يبالي.
والواقع أن البركة في الزمان وفي الرزق وفي النبت إنما يكون من طريق قوة الإيمان واتباع الأمر واجتناب النهي، والشاهد لذلك قوله -تعالى-:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف:96)

عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَمِّهَا: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ انْطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالَتُهُ وَهَيْئَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ( وَمَنْ أَنْتَ؟ )قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الأَوَّلِ. قَالَ: (فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟! ) قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلاَّ بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ. ثُمَّ قَالَ: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ). قَالَ: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً. قَالَ: (صُمْ يَوْمَيْنِ). قَالَ: زِدْنِي. قَالَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ). قَالَ: زِدْنِي. قَالَ: (صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلاَثَةِ فَضَمَّهَا ثُمَّ أَرْسَلَهَا) أي أشار إليه بصيام ثلاثة أيام وفطر ثلاثة أخرى. [رواه أحمد، وأبو داود وابن ماجه والبيهقي بسند جيد]
وتخصيص أول خميس من رجب أو السابع والعشرين منه بالصيام، لم يرد فيه سنة صحيحة، بل صيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم، وكذلك لم يصح في قيام ليلة مخصوصة منه حديث، وكذلك لا يصح تخصيص الخميس الأول من رجب بزيارة المقابر.
وظيفة شهر رجب:
خرجا في الصحيحين من حديث أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب في حجة الوداع، فقال في خطبته: (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا، أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ، ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) وذكر الحديث.
قال الله -عز وجل-: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}(التوبة:36)
فأخبر -سبحانه وتعالى- أنه منذ خلق السموات والأرض وخلق الليل والنهار يدوران في الفلك، وخلق ما في السماء من الشمس والقمر والنجوم، وجعل الشمس والقمر يسبحان في الفلك، وينشأ منهما ظلمة الليل وبياض النهار، فمن حينئذ جعل السنة اثني عشر شهراً بحسب الهلال، فالسنة في الشرع مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله أهل الكتاب.
وجعل الله -تعالى- من هذه الأشهر أربعة أشهر حرماً، وقد فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث وذكر أنها ثلاثة متواليات: ذو القعة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو شهر رجب، وهذا قد يستدل به من يقول إنها من سنتين، وقد روي من حديث ابن عمر مرفوعاً: (أولهن رجب)، وفي إسناده موسى بن عبيدة وفيه ضعف شديد من قبل حفظه، وقد حكي عن أهل المدينة أنهم جعلوها من سنتين، وأن أولها ذو القعدة ثم ذو الحجة ثم المحرم ثم رجب، فيكون رجب آخرها.
جاء في كتاب لطائف المعارف لابن رجب ما يلي:
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَرَجَبُ مُضَرَ)، سُمي رجب رجبا لأنه كان يُرَجَّب: أي يُعظَّم، كذا قال الأصمعي والمفضَّل والفراء، وقيل: لأن الملائكة تترجَّب للتسبيح والتحميد فيه، وفي ذلك حديث مرفوع إلا أنه موضوع.
وأما إضافته إلى مُضَر، فقيل: لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك، وقيل: بل كانت ربيعة تحرِّم رمضان، وتحرِّم مضرُ رجباً؛ فلذلك سماه رجبَ مضر، وحقق ذلك بقوله: (الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ).
وذكر بعضهم أن لشهر رجب أربعة عشر اسما: شهر الله، ورجب، ورجب مضر، ومنصِّل الأسنة، والأصمّ، والأصبّ، ومنفس، ومطهر، ومعلي، ومقيم، وهرم، ومقشقش، ومبريء، وفرد. وذكر غيرُه: أن له سبعة عشر اسما فزاد: رَجَم بالميم، ومنصل الآلة وهي الحربة، ومنزع الأسنة.
ذكر ما يتعلق برجب من أحكام:
ويتعلق بشهر رجب أحكام كثيرة، فمنها ما كان في الجاهلية، واختلف العلماء في استمراره في الإسلام كالقتال، وكالذبائح، فإنهم كانوا في الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها العتيرة.
واختلف العلماء في حكمها في الإسلام فالأكثرون على أن الإسلام أبطلها، وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ فَرَعَ وَلاَ عَتِيرَةَ)، ومنهم من قال: بل هي مستحبة، منهم ابن سيرين، وحكاه الإمام أحمد عن أهل البصرة، ورجحه طائفة من أهل الحديث المتأخرين، ونقل حنبل عن أحمد نحوه.
وفي سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه عن مخنف بن سليم الغامدي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بعرفة: (إِنَّ عَلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ فِى كُلِّ عَامٍ أضْحَيةً أوَ عَتِيرَةً) وهي التي يسمونها الرَّجَبِيَّة، وفي النسائي عن نبيشة أنهم قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نعتر في الجاهلية يعني في رجب؟ قال: (اذبحوا لله في أي شهر كان وبروا لله وأطعموا).
وروى الحارث بن عمرو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الفرع والعتائر؟ فقال: (من شاء فرع ومن شاء لم يفرع ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر) وفي حديث آخر قال: (العتيرة حق)
وفي النسائي عن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله، كنا نذبح ذبائح في الجاهلية -يعني في رجب- فنأكل ونطعم من جاءنا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا بأس به).
وخرج الطبراني بإسناده عن ابن عباس قال: (استأذنت قريش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العتيرة؟ فقال: أعتر كعتر الجاهلية، ولكن من أحب منكم أن يذبح لله فيأكل ويتصدق فليفعل)
وهؤلاء جمعوا بين هذه الأحاديث وبين حديث: (لاَ فَرَعَ وَلاَ عَتِيرَةَ)، بأن المنهي عنه هو ما كان يفعله أهل الجاهلية من الذبح لغير الله، وحمله سفيان بن عيينة على أن المراد به نفي الوجوب.
ومن العلماء من قال: حديث أبي هريرة أصح من هذه الأحاديث وأثبت، فيكون العمل عليه دونها، وهذه طريقة الإمام أحمد.
وروى مبارك بن فضالة عن الحسن قال: ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم رجب ويعتر فيه.
ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسما وعيدا كأكل الحلوى ونحوها، وقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيداً، وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن صيام رجب كله لئلا يتخذ عيدا). وعن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تتخذوا شهرا عيدا ولا يوما عيدا).
وأصل هذا: أنه لا يشرع أن يتخذ المسلمون عيدا إلا ما جاءت الشريعة باتخاذه عيدا، وهو يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق، وهي أعياد العام، ويوم الجمعة وهو عيد الأسبوع، وما عدا ذلك فاتخاذه عيدا وموسما بدعة لا أصل له في الشريعة.
ومن أحكام رجب ما ورد فيه من الصلاة والزكاة والصيام والاعتمار.
فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به. والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وممن ذكر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفاظ أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو بكر بن السمعاني، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهم. وإنما لم يذكرها المتقدمون؛ لأنها أحدثت بعدهم وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها.
وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه، ولكن روي عن أبي قلابة قال: في الجنة قصر لصوَّام رجب، قال البيهقي: أبو قلابة من كبار التابعين لا يقول مثله إلا عن بلاغ، وإنما ورد في صيام الأشهر الحرم كلها حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ) قالها ثلاثا، خرَّجه أبو داود وغيره، وخرجه ابن ماجه وعنده: (صم أشهر الحرم)
وقد كان بعض السلف يصوم الأشهر الحرم كلها، منهم ابن عمر والحسن البصري وأبو إسحاق السبيعي، وقال الثوري: الأشهر الحرم أحب إلي أن أصوم فيها.
وجاء في حديث خرجه ابن ماجه أن أسامة بن زيد كان يصوم الأشهر الحرم فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صم شوَّالاً)، فترك أشهر الحرم وصام شوالا حتى مات. وفي إسناده انقطاع.
وخرج ابن ماجه أيضا بإسناد فيه ضعف عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام رجب. والصحيح وقفه على ابن عباس، ورواه عطاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وقد سبق لفظه.
وروى عبد الرزاق في كتابه عن داود بن قيس عن زيد بن أسلم: ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-( قوم يصومون رجباً فقال: أين هم من شعبان؟).
وروى أزهر بن سعيد الجمحي عن أمه أنها سألت عائشة عن صوم رجب فقالت: إن كنت صائمة فعليك بشعبان، وروي مرفوعا ووقفه أصح.
وروي عن عمر -رضي الله عنه-: أنه كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام ويقول: ما رجب؟ إن رجباً كان يعظمه أهل الجاهلية فلما كان الإسلام ترك. وفي رواية: كره أن يكون صيامه سُنَّة.
وعن أبي بكرة: أنه رأى أهله يتهيأون لصيام رجب فقال لهم: أجعلتم رجب كرمضان وألقى السلال وكسر الكيزان.
وعن ابن عباس: أنه كره أن يصام رجب كله. وعن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يريان أن يفطر منه أياما. وكرهه أنس أيضا وسعيد بن جبير.
وكره صيام رجب كله يحيى بن سعيد الأنصاري والإمام أحمد، وقال: يفطر منه يوما أو يومين، وحكاه عن ابن عمر وابن عباس. وقال الشافعي في القديم: أكره أن يتخذ الرجل صومَ شهر يكمله كما يكمل رمضان، واحتج بحديث عائشة: (ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل شهرا قط إلا رمضان). قال: وكذلك يوما من بين الأيام، وقال: إنما كرهته أن لا يتأسى رجل جاهل فيظن أن ذلك واجب، وإن فعل فحسن
وتزول كراهة إفراد رجب بالصوم بأن يصوم معه شهر آخر تطوعا عند بعض أصحابنا، مثل أن يصوم الأشهر الحرم، أو يصوم رجب وشعبان، وقد تقدم عن ابن عمر وغيره صيام الأشهر الحرم، والمنصوص عن أحمد أنه لا يصومه بتمامه إلا من صام الدهر، وروي عن ابن عمر ما يدل عليه؛ فإنه بلغه أن قوما أنكروا عليه أنه حرم صوم رجب فقال: كيف بمن يصوم الدهر؟ وهذا يدل على: أنه لا يُصام رجب إلا مع صوم الدهر.
وروى يوسف بن عطية عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم بعد رمضان إلا رجباً وشعبان)، ويوسف ضعيف جدا.
وروى أبو يوسف القاضي عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وربما أخر ذلك حتى يقضيه في رجب وشعبان)، ورواه عمرو بن أبي قيس عن ابن أبي ليلى فلم يذكر فيه رجباً وهو أصح.
وأما الزكاة فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب، ولا أصل لذلك في السنة، ولا عرف عن أحد من السلف، ولكن روي عن عثمان أنه خطب الناس على المنبر فقال: «إن هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليؤد دينه وليزك ما بقي». خرجه مالك في الموطأ.
وقد قيل: إن ذلك الشهر الذي كانوا يخرجون فيه زكاتهم نُسِيَ ولم يُعْرَف. وقيل: بل كان شهر المحرم لأنه رأس الحول. وقد ذكر الفقهاء من أصحابنا وغيرهم أن الإمام يبعث سعاته لأخذ الزكاة في المحرم، وقيل: بل كان شهر رمضان لفضله وفضل الصدقة فيه.
وبكل حال فإنما تجب الزكاة إذا تم الحول على النصاب، فكل أحد له حَوْلٌ يخصه بحسب وقت ملكه للنصاب، فإذا تم حَوْلُه وَجَبَ عليه إخراجُ زكاته في أي شهر كان.
فإن عجَّل زكاته قبل الحول أجزأه عند جمهور العلماء، وسواء كان تعجيله لاغتنام زمان فاضل، أو لاغتنام الصدقة على من لا يجد مثله في الحاجة، أو كان لمشقة إخراج الزكاة عليه عند تمام الحول جملة، فيكون التفريق في طول الحول أرفق به. وقد صرح مجاهد بجواز التعجيل على هذا الوجه، وهو مقتضى إطلاق الأكثرين. وخالف في هذه الصورة إسحاق نقله عنه ابن منصور.
وأما إذا حال الحول فليس له التأخير بعد ذلك عند الأكثرين. وعن أحمد يجوز تأخيرها لانتظار قوم لا يجد مثلَهم في الحاجة.
وأجاز مالك وأحمد في رواية نقلها إلى بلد فاضل، فعلى قياس هذا لا يبعد جواز تأخيرها إلى زمان فاضل لا يوجد مثله كرمضان ونحوه.
وروى يزيد الرقاشي عن أنس: أن المسلمين كانوا يخرجون زكاتهم في شعبان تقوية على الاستعداد لرمضان. وفي الإسناد ضعف.
وأما الاعتمار في رجب فقد روى ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمر في رجب، فأنكرت ذلك عائشة عليه وهو يسمع، فسكت.
واستحب الاعتمار في رجب عمر بن الخطاب وغيره، وكانت عائشة تفعله وابن عمر أيضا، ونقل ابن سيرين عن السلف أنهم كانوا يفعلونه.
فإن أفضل الأنساك أن يؤتى بالحج في سفرة والعمرة في سفرة أخرى في غير أشهر الحج، وذلك جملة إتمام الحج والعمرة المأمور به، كذلك قاله جمهور الصحابة: كعمر وعثمان وعلي وغيرهم.
وقد روي: أنه في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك فروي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد في أول ليلة منه، وأنه بعث في السابع والعشرين منه، وقيل: في الخامس والعشرين. ولا يصح شيء من ذلك.
وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد: أن الإسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره.
وروي عن قيس بن عباد قال: في اليوم العاشر من رجب: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}، وكان أهل الجاهلية يتحرون الدعاء فيه على الظالم، وكان يستجاب لهم. ولهم في ذلك أخبار مشهورة قد ذكرها ابن أبي الدنيا في كتاب مجاب الدعوة وغيره.
وقد ذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقال عمر: إن الله كان يصنع بهم ذلك ليحجز بعضهم عن بعض، وإن الله جعل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر.
وروى زائدة بن أبي الرقاد عن زياد التميمي عن أنس قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
وروي عن أبي إسماعيل الأنصاري أنه قال: لم يصح في فضل رجب غير هذا الحديث، وفي قوله نظر؛ فإن هذا الإسناد فيه ضعف.
وفي هذا الحديث دليل على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها؛ فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح من صوم رمضان أو رجوع من حج، وكان يقال: من مات كذلك غفر له كان بعض العلماء الصالحين قد مرض قبل شهر رجب فقال: إني دعوت الله أن يؤخر وفاتي إلى شهر رجب؛ فإنه بلغني أن لله فيه عتقاء، فبلغه الله ذلك ومات في شهر رجب.
شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة:
قال أبو بكر الوراق البلخي: شهر رجب شهر للزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع.
وعنه قال: مثل شهر رجب مثل الريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل القطر.
وقال بعضهم: السَّنة مثل الشجرة، وشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها، والمؤمنون قُطَّافُها.
جدير بمن سَوَّدَ صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر، وبمن ضَيَّعَ عُمرَه في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.
بيض صحيفتك السوداء في رجبِ بصالح العمل المنجي من اللهبِ
شهـــــرٌ حرامٌ أتى من أشهرٍ حرمٍ إذا دعا اللــــهَ داعٍ فيه لم يخبِ
طُوبى لعبد زَكَــــىَ فيه لهُ عَــــمَلٌ فكف فيه عن الفحــــشاء والرِّيَبِ
انتهاز الفرصة بالعمل في هذا الشهر غنيمة، واغتنام أوقاته بالطاعات له فضيلة عظيمة.
يا عبدُ أقبل مُنِيـبـــًا واغتنم رجـبا فإن عفوي عمن تاب قد وجبا
في هذه الأشهرِ الأبوابُ قد فتحـت للتـــــائبين فـــكلٌ نحونا هربا
حطوا الركائب في أبواب رحمتـنا بحُسْنٍ ظن فــــكلٌ نال ما طلبا
وقد نثـــرنا عليهم من تعطـُّــــفِنا نِثارَ حُسنِ قََـَــبولٍ فاز من نهبا

vQ[QfE lEqQv !! tqdgm hgado L sud] uf] hgu/dl










عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 01 / 07 / 2009, 23 : 09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2265
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل
أبو الوليد
اللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..

وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصدقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
واجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
الــلـهــم آمـــــــيــــــــن.









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2009, 27 : 05 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

وفيك اللهم بارك اخي ****** الكبيسي
وشكرا لمرورك الكريم اخي الفاضل .









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 28 / 08 / 2009, 52 : 03 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي الكريم ابو الوليد









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018