ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   وتحسبونه هيناً (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=93213)

طويلب علم مبتدئ 20 / 05 / 2015 16 : 08 PM

وتحسبونه هيناً
 
إحدى المهلكات والموبقات التي تندرج تحت قوله تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ} [لنور:15]
ألا وهي الغيبة، والغيبة كما عرفها الرسول صلى الله عليه وسلم هي أن تذكر أخاك بما يكره، فإذا تأملنا كم من الأشياء التي نكره أن تلصق بنا أو نوصف بها سواء عن حق أو عن باطل لامتنعنا عن الأغلب الأعم مما نقول، ولما تحدثنا عن إخواننا إلا قليلاً.

وهنا يجب لفت الانتباه إلى أن وصفنا للآخرين في غيابهم بصفات سلبية موجودة فيهم فعلاً سواء كانت خلقية أو سلوكية - لا يمحو عنَّا صفة الغيبة أبداً فقد قال صلى الله عليه وسلم عن وصف الغيبة: «أتدرون ما الغيبةُ ؟» قالوا: "اللهُ ورسولُه أعلمُ". قال : «ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ»، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال: «إن كان فيه ما تقولُ، فقد اغتبتَه. وإن لم يكنْ فيه، فقد بهتَّه» (الراوي : أبو هريرة: صحيح مسلم؛ رقم 2589).

وقد ورد النهي المؤكد عن ارتكابها في قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات:12].

وياله من وصف مقزز يأباه كل إنسان يحمل أبسط القيم الإنسانية؛ فإذا نظرنا للنتائج السلبية المترتبة على ممارسة الغيبة؛ سنجد أنها من أقوى معاول الهدم في العلاقات الإنسانية لما تسببه من إفساد للقلوب وتسميم للنفوس وتحويل مشاعر الحب والمودة والتعاون إلى بغض وتنافر وفرقة بما يخالف تماماً مقاصد الشريعة التي تدعو إلى التآلف والتعاون على البر والتقوى. فالإنسان سريع التأثر بما يقال له عن الآخرين حتى أن الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم كان ينهى من حوله عن ذكر أصحابه بسوء لئلا يتأثر قلبه؛ فأين نحن من حكمة وفراسة النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا زلت أذكر إحدى الأخوات كانت تخشى أن تذكر الأخريات بصفات عادية خشية أن تدخل مما تكره الأخت الغائبة حتى كرهت أن تقول على إحداهن بطيئة لئن لا يحق عليها العقاب بسبب الغيبة.

ولا يفوتنا في هذا المقام أن نفرق بين الغيبة والنميمة فالغيبة كما ذكرنا سابقاً هي ذكر الغائب بما يكره أما النميمة هي نقل كلام الآخرين بما يفسد العلاقات بين الناس فالأخيرة فيها تعمد الإفساد والتفريق بين الناس ففي الحديث الشريف: «لا يدخلُ الجنةَ نَمَّامٌ» (الراوي : حذيفة بن اليمان صحيح مسلم؛ رقم 105).
.
وخلاصة القول أن كلتيهما مذمومتان وإحداهما تؤدي إلى الأخرى
أعاذنا الله وإياكم من محبطات الأعمال.

شريف حمدان 21 / 05 / 2015 17 : 09 PM

رد: وتحسبونه هيناً
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/qte30888.gif


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط