قالت ابنتي: (رفضتُ أن ألعب مع البنات، لأنك نهيتني).
 

الحمد لله وحده ..
قالت ابنتي: (رفضتُ أن ألعب مع البنات، لأنك نهيتني).
وكنت نهيتها عن اللعب إذ اضطررتُ ألا أمنعها من المدرسة لظروف الامتحانات النهائية، وقت كانت مريضة لا تستطيع الحراك فتنام طول النهار والليل في البيت، وتذهب في الصباح للامتحان.
قلت لها: مع أنني لا أراكِ.
قالت: لكن الله يراني.
قلت لها محاولا تأكيد هذا المعنى:
نعم يا ابنتي، ويجب أن يكون انشغال الانسان بنظر الله، لا نظر الناس..
فإذا أمر الله أن تسمعي كلام أبويك؛ فأنت تطيعين الله إذا امتثلت لهما،
ويوم القيامة سيكلمك الله، ويقول لك أنت فعلت كذا وكذا وامتثلت، أو: فعلت كذا وكذا فلم تمتثلي.
يا ابنتي!
أهم ما يجب أن يشغلنا: ماذا سيكتب الملكان، وهل سيكتب ما أفعل وأقول في صحيفة الحسنات أم صحيفة السيئات..
يا ابنتي!
لا يهم ماذا يقول الناس، المهم ماذا يقول الله يوم القيامة!
يا ابنتي!
الذين يسمعون كلام الله؛ يفرحون يوم القيامة إذا قرءوا كتابهم.
والذين لا يسمعون كلام الله، يأسفون ويندمون، إلا أن يستغفروا فيغفر الله لهم قبل الموت.
وكلمتني هي عن وجوب المسارعة بالاستغفار، وألا يقول الإنسان غدا أتوب، فربما مات اليوم!!
يا ابنتي ..
ثم تفطّنت إلى ما أفعل، وما تفعله بي!
أقول لها، وأعظها، فتعظني؛ وأهيّج قلبي بهذه المعاني، وأنا في هذه الغفلة؟!!
وهجم على قلبي حديث النبي يحكي عن بعض أهل النار: (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه)!
إن في تربية الأولاد عبرة لمعتبر!
وهي فتنة عظيمة، فإما أن تعلمهم الإيمان، تكذب فتؤزر، أو تصدق فتربي نفسك معهم!
تربيهم فتربي نفسك، أو تربيهم فتحط على نفسك من الوزر، أو تسكت عنهم وتتركهم لمجتمع فاسد وظرف قاهر وشيطان فاجر ونفس أمارة؛ تفسدهم فتحمل من أوزارهم!
رحماك!
خالد بهاء الدين

رد: قالت ابنتي: (رفضتُ أن ألعب مع البنات، لأنك نهيتني).
 

جزاك الله خيرا