ملتقى أهل العلم - النداء الرابع :نجاتهم من فرعون والمواعدة عند الطور

النداء الرابع :] نجاتهم من فرعون والمواعدة عند الطور [
] يَا بَنِي إِسْرائيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [{طه 80}.
يستمر الحق سبحانه ف ي استثارة وجدان بني إسرائيل بتذكيرهم بنعمه على آبائهم،فقد نجاهم من عدوهم فرعون الذي كان يسومهم سوء العذاب.،يذبِّح أبناءهم ،ويستحيي نساءهم،ويذلَّهم بخدمة الأقباط.ثمَّ نجاهم مرَّة أخرى عندما أراد اللحاق بهم فأغرقه الله وجعله لمن خلفه آية.
ثم تفضَّل عليهم بإنزال كتاب الهداية والإيمان،ليكتمل لهم فضل الدنيا والدين،وفي التِّيه أنزل عليهم المنَّ،وهي مادة حلوة كالعسل تنزل على الشجر ،بين طلوع الفجر وشروق الشمس، والسلوى وهو طائر السمَّن وهو معروف.
قوله تعالى:] يَا بَنِي إِسْرائيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ [ جانب الطور أي من ناحية الطور وهو جبل بين مصر ومَدْيَن اسمه زبير. قال ابن الأنباري :( إنما خاطب الله العرب بما يستعملون في لغتهم، ومن كلامهم عن يمين القبلة وشمالها، يعنون مما يلي يمين المستقبل لها وشماله فنقلوا الوصف إلى ذلك اتساعا، عند انكشاف المعنى، لأن الوادي لا يد له فيكون له يمين)[1]. وقال المفسرون جاء النداء عن يمين موسى فلهذا قال الأيمن ولم يرد به يمين الجبل .
ثمَّ أمرهم الحق سبحانه بالأكل من الطيبات،ولا يطغوا في ذلك.
ومخالفة أوامر الحق تعرض المرء للعقوبة،وهذه سنَّة الله تعالى في الكون،ولا تقتصر على بني إسرائيل،ومما ورد في نجاة موسى u في الصحيح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: ] لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ r الْمَدِينَةَ وَالْيَهُودُ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ ،فَقَالَ النَّبِيُّ r نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوهُ [[2].
وقد كان صيام عاشوراء واجبا قبل فرض رمضان،وفي ذلك تأكيد لأخوَّة الأنبياء.

1) زاد المسير 5/311

2) صحيح البخاري،كتاب تفسير القرآن،باب قوله تعالى]وإذ أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي [ 4/1764 رقم 4460